مشاهدة النسخة كاملة : الاثنين - تفسير - أيسر التفاسير
إلى حب الله
02-23-2012, 10:22 PM
بسم الله الرحمن الرحيم ..
هنا بإذن الله تعالى ستكون دروس الاثنين في التفسير بعرض كتاب :
( أيسر التفاسير ) للإمام أبي بكر الجزائري ...
للمزيد من المعلومات عن الدورة وروابطها < اضغط هنا > (http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?t=35666)
وللتعليق أو السؤال أو الاستفسار حول دروس التفسير < اضغط هنا > (http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?t=35660)
إلى حب الله
02-27-2012, 01:57 AM
الدرس (1) ..
بسم الله الرحمن الرحيم ...
لا شك أن خير ما يُثاب المرء عليه من العلم وتدبره : هو العلم بكتاب الله تعالى وتدبر كلامه فيه عز وجل .. فالقرآن هو كلام الله تعالى الذي تكلم به إلينا .. والذي تعبدنا به .. وضمّنه كل ما يهم المسلم في أصول دينه عقيدة ًوشرعا ً.. قولا ًوعملا ً..
ولأننا نواجه اليوم موجة ًمن الجهل المُركب بالقرآن لدى العديد من شباب المسلمين ورجاله ونسائه للأسف - والذين صار معظم جاهليهم إلى إنكار السنة أقرب - فقد أردت بهذه الدروس المتواضعة التي نسير فيها بتؤدة مع كتاب الله عز وجل : أن أحاول غرس نبت اللغة العربية من جديد في أذواق شبابنا ومعارفهم !!!.. وأن أحاول غرس تعايشهم مع مرادات القرآن وأسلوبه وإشاراته : والتي إن لم يفهمها البعض ويقف عليها : اختلط لديه الحابل بالنابل للأسف !!!..
لن أ ُطيل عليكم ..
ولن أجد أفضل من مقدمة الكاتب نفسه :
الشيخ أبي بكر الجزائري رحمه الله من تفسيره : لعرضها عليكم الآن ..
ولكن قبل البدء .. إليكم هذين الرابطين لمَن يريد الاطلاع ..
الرابط الأول :
وفيه نبذة عن الشيخ أبي بكر رحمه الله (1921م - 2008م) :
http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A3%D8%A8%D9%88_%D8%A8%D9%83%D8%B1_%D8%A7%D9%84 %D8%AC%D8%B2%D8%A7%D8%A6%D8%B1%D9%8A
والرابط الثاني :
وفيه نبذة عن علم التفسير ودرجاته .. وما هي كتب التفسير التي يجب الحذر منها : أو على الأقل عدم قراءتها إلا من الراسخ في منهج أهل السنة والجماعة ليُميز أخطائها وعثراتها :
http://www.moysar.com/mofaser.php
وعلى قدر التشديد فيها على عدم تفسير القرآن بالرأي .. إلا أن ذلك لا يمنع من اجتهاد المجتهد والعالم للوصول لمعاني القرآن بقدر علمه واستطاعته على منهج أهل الحق أهل السنة والجماعة .. كما أنوه لضعف الحديثين الواردين في صفحة ذلك الرابط وهما :
" مَن قال في القرآن برأيه -أو بما لا يعلم- فليتبوأ مقعده من النار " ..
أخرجه الترمذي والنَّسائي وأبو داود وضعفه الألباني ..
والثاني : " مَن قال في القرآن برأيه فأصاب : فقد أخطأ " رواه الترمذي وضعفه الألباني ..
والآن ...
أترككم مع مقدمة الطبعة الأولى للشيخ من تفسيره أيسر التفاسير ..
(واسم الشيخ الحقيقي : جابر بن موسى بن عبد القادر بن جابر أبو بكر الجزائري) ..
------
------------
الحمد لله تعالى نحمده ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، مَن يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، أرسله بالحق بشيراً ونذيراً بين يدي الساعة. مَن يطع الله ورسوله فقد رشد، ومَن يعص الله ورسوله فلا يضر إلا نفسه ولا يضر الله شيئاً.
أما بعد فإن أصدق الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة.
ثم أما بعد أيضاً : فهذا تفسير موجز لكتاب الله تعالى القرآن الكريم وضعته مراعياً فيه حاجة المسلمين اليوم إلى فهم كلام الله تعالى الذي هو مصدر شريعتهم، وسبيل هدايتهم وهو عصمتهم من الأهواء وشفاؤهم من الأدواء، قال تعالى: {وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِين} وقال تعالى: {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا} . وقال تعالى: {قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلامِ وَيُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ} .
ومراعياً فيه أيضاً رغبة المسلمين اليوم في دراسة كتاب الله وفهمه والعمل به، هي رغبة لم تكن لهم منذ قرون عدة حيث كان القرآن يقرأ على الأموات دون الأحياء ويُعتبر تفسيره خطيئة من الخطايا وذنباً من الذنوب، إذ ساد بين المسلمين القول: بأن تفسير القرآن: صوابه خطأ وخطأه كفر، فلذا القارئ يقرأ: {وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلا تَدْعُو مَعَ اللَّهِ أَحَداً} . والناس حول ضريح الولي المدفون في ناحية المسجد يدعونه بأعلى أصواتهم: يا سيدي يا سيدي كذا وكذا !!.. ولا يجرؤ أحد أن يقول: يا إخواننا لا تدعوا السيد فإن الله تعالى يقول: {وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلا تَدْعُو مَعَ اللَّهِ أَحَداً}
ويقرأ القارئ {وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ} . فيسمعه مَن يسمعه، ولا يخطر على باله أن الآية تصرح بكفر من لم يحكم بما أنزل الله، وأن أكثر المسلمين مورطون في هذا الكفر حيث تركوا تحكيم الشريعة الإسلامية إلى تحكيم القوانين الملفقة من قوانين الشرق والغرب وهكذا كان يُقرأ القرآن على أموات الأحياء وأحياء الأموات فلا يُرى له أثر في الحياة.
هذا ونظراً لليقظة الإسلامية اليوم فقد تعين وضع تفسير سهل ميسر يجمع بين المعنى المراد من كلام الله، وبين اللفظ الغريب من فهم المسلم اليوم. نُبَين فيه العقيدة السلفية المنجية. والأحكام الفقهية الضرورية. مع تربية التقوى في النفوس، بتحبيب الفضائل وتبغيض الرذائل، والحث على أداء الفرائض واتقاء المحارم. مع التجمل بالأخلاق القرآنية والتحلي بالآداب الربانية.
وقد هممت بالقيام بهذا المتعين عدة مرات في ظرف سنوات، وكثيراً ما يطلب مني مستمعوا دروسي في التفسير في المسجد النبوي أن لو وضعت تفسيراً للمسلمين سهل العبارة قريب الإشارة يساعد على فهم كلام الله تعالى، وكنت أعد أحياناً وأتهرب أحياناً أخرى، حتى ختمت التفسير ثلاث مرات وقاربت الرابعة، وأنا بين الخوف والرجاء وشاء الله تعالى أن أجلس في أواخر محرم عام 1406هـ، إلى فضيلة الدكتور عبد الله بن صالح العبيد رئيس الجامعة الإسلامية ويُلهم أن يقول لي: لو أنك وضعت تفسيراً على غرار الجلالين يحل محله في المعاهد ودور الحديث : تلتزم فيه العقيدة السلفية التي خلا منها تفسير الجلالين فضّر كثيراً بقدر ما نفع، وصادف في النفس رغبتها فأجبته بأن سأفعل إن شاء الله تعالى.
وبهذا الوعد تعينت واستعنت بالله تعالى وشرعت .. وفي أوائل رجب من العام نفسه تم تأليف المجلد الأول الحاوي لثلث القرآن الكريم وفي أول رمضان كان المجلد الأول قد طبع والحمد لله، وواصلت التأليف والله أسأل أن يتم في أقرب وقت، وأن يتقبله مني وهو منه وله، فينتفع به كل مسلم يقرأه بنية معرفة مراد الله تعالى من كلامه ليعرف ربه معرفة ً: تكسبه خشيته ومحبته ويعرف محابه تعالى ليتقرب بفعلها إليه, ويعرف مساخطه ليتجنبها خوفاً مما لديه.
هذا وإن مميزات هذا التفسير التي بها رجوت أن يكون تفسير كل مسلم ومسلمة لا يخلو منه بيت من بيوت المسلمين هي:
1-
الوسطية بين الاختصار المخل، والتطويل الممل.
2-
اتباع منهج السلف في العقائد والأسماء والصفات.
3-
الالتزام بعدم الخروج عن المذاهب الأربعة في الأحكام الفقهية.
4-
اخلاؤه من الإسرائيليات صحيحها وسقيمها. إلا ما لا بد منه لفهم الآية الكريمة وكان مما تجوز روايته لحديث.. "وحدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج" .
5-
إغفال الخلافات التفسيرية.
6-
الالتزام بما رجحه ابن جرير الطبري في تفسيره عند اختلاف المفسرين في معنى الآية، وقد لا آخذ برأيه في بعض التوجيهات للآية.
7-
إخلاء الكتاب من المسائل النحوية والبلاغية والشواهد العربية.
8-
عدم التعرض للقراءات إلا نادراً جداً للضرورة حيث يتوقف معنى الآية على ذلك وبالنسبة للأحاديث فقد اقتصرت على الصحيح والحسن منها دون غيرهما، ولذا لم أعزها إلى مصادرها إلا نادراً.
9-
خلو هذا التفسير من ذكر الأقوال وإن كثرت والالتزام بالمعنى الراجح والذي عليه جمهور المفسرين من السلف الصالح. حتى إن القارئ لا يفهم أن هناك معنىً غير الذي فهم من كلام ربه تعالى، وهذه ميزة جليلة وذلك لحاجة جميع المسلمين على فكر إسلامي موحد صائب سليم.
10-
التزمت في هذا التفسير بالخطة التي مثلتها هذه المميزات رجاء أن يسهل على المسلمين تناول كتاب الله دراسة وتطبيقاً وعملاً لا هم لهم إلا مرضاة الله بفهم كلامه والعمل به، والحياة عليه عقيدة وعبادة وخلقاً وأدباً وقضاء وحكماً، فلذا أخليته من كل ما من شأنه أن يشتت الذهن، أو يصرف عن العمل إلى القول والجدل.
ولذا فقد جعلت الكتاب دروساً منظمة متسقة فقد أجعل الآية الواحدة درساً فأشرح كلماتها، ثم أبين معناها، ثم أذكر هدايتها المقصودة منها للاعتقاد والعمل.
وقد أجعل الآيتين درساً، والثلاث آيات والأربع والخمس ولا أزيد على الخمس إلا نادراً، وذلك طلبا لوحدة الموضوع وارتباط المعنى به.
وقد جعلت الآيات مشكولة على قراءة حفص وبخط المصحف وإني أطالب المسلم أن :
يقرأ أولاً الآيات حتى يحفظها،
فإذا حفظها درس كلماتها حتى يفهمها،
ثم يدرس معناها حتى يعيه،
ثم يقرأ هدايتها للعمل بها.
فيجمع بذلك بين حفظ كتاب الله تعالى وفهمه والعمل به، وبذلك يسود ويكمل ويسعد إن شاء الله تعالى. وقد جاء في الحديث "أن الله تعالى يرفع بهذا الكتاب أقواماً، ويضع آخرين" رواه مسلم .
فمَن قرأه بحسن نية فحفظه وفهمه وعمل به وعلمه فقد يدعى في السماء عظيماً، وفي الحديث الصحيح: "خيركم مَن تعلم القرآن وعلمه".
فاللهم اجعلني وسائر المؤمنين ممَن يفوزون بهذه الخيرية فيتعلمون كتابك ويعملون به ويعلمونه يا حيِّ يا قيوم.
وأخيراً أطالب كل مؤمن ومؤمنة يقرأ تفسيري هذا المسمى: بأيسر التفاسير لكلام الله العلي الكبير أن يستغفر لي ويترحم عليَّ هذا حقي عليه اللهم وفقه لأدائه واغفر لي وله وارحمني وإياه وسائر المؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين.
وكتبه الراجي عفو ربه ورضوانه
أبو بكر الجزائري
المدينة المنورة 17 رمضان 1406هـ.
__________
[تنبيه]
مراجع هذا التفسير أربعة وهي: جامع البيان في تفسير القرآن لابن جرير الطبري، تفسير الجلالين المحلى والسيوطي، تفسير المراغي، تيسير الكريم الرحمن لعبد الرحمن بن ناصر السعدي رحمهم الله أجمعين وجمعنا معهم في جنات النعيم.
وأكتفي بهذا القدر إخواني حتى لا أ ُطيل عليكم ..
وموعدنا في الدرس القادم بإذن الله تعالى مع سورة الفاتحة ..
مع استعانتي بحاشية التفسير المسماة (نهر الخير على أيسر التفاسير) ..
والله المستعان ..
وللتعليق أو السؤال أو الاستفسار حول دروس التفسير < اضغط هنا > (http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?t=35660)
إلى حب الله
03-12-2012, 02:07 AM
الدرس (2) ..
الجزء الأول ...
سورة الفاتحة ...
وهي مكية وآياتها سبع ...
{بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (1) الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (2) الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (3) مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ (4) إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ (5) اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ (6) صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلا الضَّالِّينَ (7)}
شرح الكلمات:
>> التفسير في اللغة أي : الشرح والبيان ..
واصطلاحاً : شرح كلام الله ليُفهم مُرادُه تعالى منه : فيطاع في أمره ونهيه، ويؤخذ بهدايته وإرشاده. ويُعتبر بقصصه، ويتعظ بمواعظه ..
>> والسورة : هي قطعة من كتاب الله : تشتمل على ثلاث آيات فأكثر .. وسور القرآن الكريم : مائة وأربع عشرة سورة .. أطولها "البقرة" .. وأقصرها "الكوثر" ..
>> الفاتحة : فاتحة أي شيء : أي بدايته .. وفاتحة القرآن الكريم : الحمد لله رب العالمين ..
--------
ومن حاشية نهر الخير للتعليق على التفسير :
>> لفظ السورة : مشتق إما من سور البلد لارتفاعها وعلو شأنها .. أو من سور الشراب : وهي البقية .. إذ هي بقية من كتاب الله تعالى : أي قطعة منه .. وكونها مشتقة من الرفعة وعلو الشأن أولى .. ويشهد لذلك قول الشاعر :
ألم تر أن الله أعطاك سورة ... ترى كل ملك دونها يتذبذب
>> أطول آية في القرآن هي آية الدّين في آخر البقرة .. وأقصر آية فيه من غير الحروف المقطعة هي {مدهامتان} من سورة الرحمن ..
ولنتابع ...
----------
ولذا سميت الفاتحة .. ولها أسماء كثيرة منها :
أم القرآن .. والسبع المثاني .. وأم الكتاب .. والصلاة ..
>> مكية .. والمكي من السور : هو ما نزل بمكة .. والمدني منها : هو ما نزل بالمدينة .. والسور المكية غالبها يدور على بيان العقيدة وتقريرها والاحتجاج بها وضرب المثل لبيانها وتثبيتها .. وأعظم أركان العقيدة : توحيد الله تعالى في عبادته .. وإثبات نبوة رسول الله صلى الله عليه وسلم : وتقرير مبدأ المعاد والدار الآخرة .. والسور المدنية : يكثر فيها التشريع وبيان الأحكام من حلال وحرام ..
>> الآيات : جمع آية .. وهي لغةً : العلامة .. وفي القرآن : جملة من كلام الله تعالى تحمل الهدي للناس : بدلالتها على وجود الله تعالى وقدرته وعلمه .. وعلى نبوة محمد صلى الله عليه وسلم ورسالته .. وآيات القرآن الكريم : ست آلاف ومائتا آية وزيادة .. وآيات الفاتحة : سبع بدون البسملة ..
>> الاستعاذة : أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ..
شرح الكلمات :
>> الاستعاذة : وهي قول العبد : أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ..
أعوذ : أستجير وأتحصن ..
بالله : أي برب كل شيء والقادر على كل شيء والعليم بكل شيء وإله الأولين والآخرين ..
--------
ومن حاشية نهر الخير للتعليق على التفسير :
>> بلغ جلال الدين السيوطي في كتابه الاتقان قي علوم القرآن بأسماء الفاتحة : نَيفا ًوعشرين اسما .. ولم يرد في السنة من ذلك : سوى أربع فقط : فاتحة الكتاب .. وأم القرآن .. والسبع المثاني .. وأم الكتاب ..
>> سميت الفاتحة بالسبع المثاني : لأنها تثنى أي تكرر في كل ركعة من الصلاة ..
>> وسميت بأم الكتاب : لاشتمالها على أصول ما جاء في القرآن من العقائد والعبادات والشرائع والقصص ..
>> الزيادة في عدد آيات القرآن من بعد الستة ألاف ومئتي آية : تتراوح ما بين أربع آيات إلى أربعين آية : على خلاف بين القراء ..
< وأقول أنا أبو حب الله : الفرق هنا في عدد الآيات : لا علاقة له بمحتوى القرآن ولا عدد كلماته ولكن : بفواصل الآيات عند القراء للقرآن .. فبعضهم قد يعد بعض الحروف المقطعة في أول السور آية منفصلة : وبعضهم قد يدمجها في غيرها .. وهكذا أيضا ًفي بعض الآيات التي بها وقفات شهيرة .. أو فواصل ونهايات متشابهة : فقد يفصلها بعض القراء : وقد يدمجها الآخر .. والصحابة الكرام كانوا يعدون الآيات في الصلاة والقيام على أصابع أيديهم عشرة ًعشرة رضوان الله عنهم أجمعين .. وهناك كتب شهيرة متخصصة في تقسيم عد آيات القرآن .. منها كتاب : البيان في عد آيات القرآن : لأبي عمرو الداني 371 هـ : فجمع اختلاف عدد آيات القرآن المعروفة إلى سبعة أعداد :
1)) العدد الكوفي (6236) آية (وهو الأشهر وإلى اليوم) ...
2)) العدد الكوفي عن المدينة (المدني الأول 6217) ...
وفي رواية أهل البصرة عن (ورش) : (6214) آية ...
3)) العدد المدني الأخير (6214) آية ...
4)) العدد المكي (6210) آية ...
5)) العدد البصري (6204) آية ...
6)) العدد الدمشقي (6227) آية أو بنقص واحدة ...
7)) العدد الحِمصي (6232) آية ...
ولنواصل حاشية نهر الخير >
>> وقيل البسملة هي الآية السابعة في الفاتحة .. وإليه ذهب الشافعي .. فأوجب بذلك قراءتها - أي البسملة - في الصلاة مع الفاتحة .. وعلى القول الراجح بأن البسملة آية : فالآية السابعة هي : {غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلا الضَّالِّينَ} ويكون {صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ} : الآية السادسة ..
>> العياذ بالله تعالى : هو للاستجارة بالله من المكروه ..
وأما اللياذ بالله تعالى : فيكون لطلب المحبوب .. يشهد لهذا قول الشاعر:
يا مَن ألوذ به فيما أؤمله ... ومَن أعوذ به ممن أحاذره
لا يجبر الناس عظما أنت كاسره ... ولا يهيضون عظما ًأنت جابره
>> (وهذه النقطة بتصرف بالزيادة مني أبو حب الله) : والفاتحة في حد ذاتها : مناجاة بين المسلم وربه في افتتاح الصلاة !!!.. ولو علم المسلمون ذلك : لتنبهوا أكثر إلى الفاتحة التي ربما قرأوها باعتيادية حتى ما عادوا يتفكرون فيها للأسف !!!.. ولا يستلذون بها !!!.. بل وربما قرأوها في خمس ثوان لا يظهر فيها حتى الآيات مفصولة !!!..
يقول النبي صلى الله عليه وسلم عن ربه :
" قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين : ولعبدي ما سأل ..
فإذا قال العبد : الحمد لله رب العالمين .. يقول الله عز وجل : حمدني عبدي ..
وإذا قال : الرحمن الرحيم .. يقول الله عز وجل : أثنى عليّ عبدي ..
وإذا قال : مالك يوم الدين .. يقول الله عز وجل : مجدني عبدي ..
وإذا قال : إياك نعبد وإياك نستعين .. قال :
هذا بيني وبين عبدي : ولعبدي ما سأل ..
فإذا قال : اهدنا الصراط المستقيم : صراط الذين أنعمت عليهم : غير المغضوب عليهم : ولا الضالين : قال :
هذا لعبدي .. ولعبدي ما سأل " ..
الحديث رواه مسلم وغيره .. واللفظ لمسلم ..
-------
وأتوقف هنا إخواني مخافة التطويل ونحن على أعتاب الخروج من إجازة أسبوع كامل بعد :):
مع العلم بأنه مع كل درس في التفسير بإذن الله تعالى :
سأحاول أن أضيف إليه في آخره : فائدة من الفوائد ..
وسوف يكون أكثرها عددا ًهو في علم التجويد : لنتعرف معا ًعلى بعض أساسيات الترتيل الصحيح للقرآن بحقه ..
وأما في درس اليوم بإذن الله تعالى ...
فأ ُحب أن أذكر لكم فائدة ًأخرى وهي :
بيان ترتيب نزول السور على رسول الله صلى الله عليه وسلم ..
وهذا الترتيب يفيد جدا ًفي معرفة الآيات والأحكام الناسخة لغيرها وهكذا ...
فالمتأخر سيكون ناسخ للمتقدم .. كما أن الخاص يُستثنى من العام ...
مع العلم أيضا ًبأن بعض الآيات من عدد من السور : قد ينفصل نزولها عن نزول باقي سورتها نفسها .. ولكن رسول الله كان يأمر صحابته من كتبة الوحي : بمكانها بالضبط الذي يلحقونها به .. ومثل هذه التفاصيل يتم الاطلاع عليها من كتب العلماء في ترتيب النزول أو أسباب النزول ...
ومن أشهر الكتب في ذلك :
كتاب (الإتقان في علوم القرآن) و (أسرار ترتيب القرآن) للسيوطي ..
وكتاب (البرهان) للزركشي ..
وعلى ذلك : فسأذكر لكم هنا ترتيب السور من خلاصة تلكم الكتب لإمكانية الرجوع إليه والاستفادة منه لمَن يريد ..
أولا ً: سور ما قبل الهجرة من مكة إلى المدينة :
1-العلق
2-القلم
3-المزمل
4-المدثر
5-الفاتحة
6-المسد
7-التكوير
8-الأعلى
9-الليل
10-الفجر
11-الضحى
12-الشرح
13-العصر
14-العاديات
15-الكوثر
16-التكاثر
17-الماعون
18-الكافزون
19-الفيل
20-الفلق
21-الناس
22-الاخلاص
23-النجم
24-عبس
25-القدر
26-الشمس
27-البروج
28-التين
29-قريش
30-القارعة
31-القيامة
32-الهمزة
33-المرسلات
34-ق
35-البلد
36-الطارق
37-القمر
38-ص
39-الاعراف
40-الجن
41-يس
42-الفرقان
43-فاطر
44-مريم
45-طة
46-الواقعة
47-الشعراء
48-النمل
49-القصص
50-الإسراء
51-يونس
52-هود
53-يوسف
54-الحجر
55-الأنعام
56-الصافات
57-لقمان
58-سبأ
59-الزمر
60-غافر
61-فصلت
62-الشورى
63-الزخرف
64-الدخان
65-الجاثية
66-الأحقاف
67-الذاريات
68-الغاشية
69-الكهف
70-النحل
71-نوح
72-إبراهيم
73-الأنبياء
74-المؤمنون
75-السجدة
76-الطور
77-الملك
78-الحاقة
79-المعارج
80-النبأ
81-النازعات
82-الإنفطار
83-الإنشقاق
84-الروم
85-العنكبوت
86-المطففين
ثانيا ً: سور ما بعد الهجرة من مكة إلى المدينة :
87-البقرة
88-الأنفال
89-آل عمران
90-الأحزاب
91-الممتحنة
92-النسآء
93-الزلزلة
94-الحديد
95-محمد
96-الرعد
97- الرحمن
98-الإنسان
99-الطلاق
100-البينة
101-الحشر
102-النور
103-الحج
104-المنافقون
105-المجادلة
106-الحجرات
107-التحريم
108-التغابن
109-الصف
110-الجمعة
111-الفتح
112-المائدة
113-التوبة
114-النصر
وللتعليق أو السؤال أو الاستفسار حول دروس التفسير < اضغط هنا > (http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?t=35660)
إلى حب الله
03-19-2012, 11:16 AM
الدرس (3) ..
الجزء الأول ...
سورة الفاتحة ...
وهي مكية وآياتها سبع ...
نستكمل إخواني باقي حديث الشيخ عن الاستعاذة إذ يقول :
------
>> الشيطان : إبليس لعنه الله ..
>> الرجيم : المرجوم المبعد المطرود من كل رحمة وخير ..
>> ومعنى الاستعاذة : أستجير وأتحصن بالله ربي من الشيطان الرجيم : أن يُلبس عليّ قراءتي .. أو يضلني فأهلك وأشقى ..
>> وحكم الاستعاذة : يُسن لكل مَن يريد قراءة شيء من القرآن : سورة فأكثر : أن يقول أعوذ بالله من الشيطان الرجيم : ثم يقرأ .. كما يستحب لمَن غضب .. أو خطر بباله خاطر سوء : أن يستعيذ كذلك ..
--------
ومن حاشية نهر الخير للتعليق على التفسير :
>> دليل كون الاستعاذة سنة عند قراءة القرآن هو قول الله تعالى : {فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ} من سورة النحل.
< وأقول أنا أبو حب الله : الشيطان : هو وصف لكل مَن شطن وبَعُد عن طريق الإيمان بالله عز وجل .. سواء كان من الجن أو الإنس .. ومنه قول الله تعالى في سورة الأنعام : وكذلك جعلنا لكل نبي عدوا شياطين الإنس والجن .. وأما إبليس : فهو اسم الملعون صاحب الموقف الشهير مع آدم عليه السلام >
ولنتابع ...
----------
البسملة ..
{بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيم (1)}
>> البسملة : هي قول العبد : بسم الله الرحمن الرحيم ..
>> الاسم : لفظ جُعل علامة على مُسَمَّى : يُعرف به ويتميز عن غيره ..
>> الله : اسم علم على ذات الرب تبارك وتعالى يُعرف به ..
>> الرَّحْمَنِ : اسم من أسماء الله تعالى مشتق من الرحمة : دال على كثرتها فيه تعالى ..
>> الرَّحِيمِ : اسم وصفة لله تعالى مشتق من الرحمة : ومعناه ذو الرحمة بعباده : المفيضة عليهم في الدنيا والآخرة ..
>> ومعنى البسملة : ابتدئ قراءتي متبركاً باسم الله الرحمن الرحيم : مستعيناً به عز وجل ..
--------
ومن حاشية نهر الخير للتعليق على التفسير :
>> الله : اسم لم يُسم به غير الله تعالى .. وهل هو جامد أو مشتق من ألِهَ يأله إلهة : وألوهة إذا عُبد : فالإله بمعنى المألوه أي : المعبود : فلفظ إله : اسم جنس يطلق على كل معبود .. سواء بباطل : كسائر الألهة : أو بحق : كالله جل جلاله ..
>> رُوى أن عيسى عليه السلام قال : " الرحمن : رحمان الدنيا والآخرة .. والرحيم رحيم الآخرة " .. وأعم منه قول النبي صلى الله عليه وسلم : "رحمان الدنيا والآخرة ورحيمهما " ..
>> يُقدر متعلق الجار والمجرور في البسملة بحسب المقام (أي بحسب الحال والمُراد بالتسمية) .. فالقارئ يقول : ابتدئ قراءتي .. والكاتب يقول : أبتدئ كتابتي .. والآكل يقول : أبتدئ أكلي وهكذا ..
ولنتابع ...
----------
حُكم البسملة ...
>> مشروع للعبد مطلوب منه أن يُبسمل عند قراءة كل سورة من كتاب الله تعالى : إلا عند قراءة سورة التوبة .. فإنه لا يُيسمل ..
< وأقول أنا أبو حب الله .. لا يُبسمل القاريء قبل سورة التوبة - وتسمى أيضا ًسورة براءة - : لأن ذلك هو الثابت في مصحف عثمان رضي الله عنه وعن الصحابة .. والظاهر عندي من اجتهادي : أن ذلك من أمر الرسول صلى الله عليه وسلم .. وأن حكمته هو كون سورة براءة قد ابتدأت بخطاب شديد للمشركين : لا يناسبه أن يأتي معه في أوله البسملة بما فيها من الرحمة .. هذا اجتهادي والله تعالى أعلى وأعلم >
>> وإن كان في الصلاة المفروضة : يُبسمل سراً إن كانت الصلاة جهرية ..
>> ويُسن للعبد أن يقول باسم الله عند الأكل والشرب .. ولبس الثوب .. وعند دخول المسجد والخروج منه .. وعند الركوب .. وعند كل أمر ذي بال ..
>> كما يجب عليه أن يقول بسم الله والله أكبر عند الذبح والنحر ..
-----------
{الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (2)}
>> {الْحَمْدُ} : الوصف بالجميل .. والثناء به على المحمود ذي الفضائل والفواضل .. كالمدح .. والشكر ..
>> {لِلَّهِ} : اللام حرف جر .. ومعناها الاستحقاق أي : أن الله مستحق لجميع المحامد : والله علم على ذات الرب تبارك وتعالى ..
>> الرب : السيد المالك المُصلح : المعبود بحق جل جلاله ..
< أقول : ومن معناها أيضا ً: المتولي بالرعاية والعناية والحماية إلخ .. ومنه جاء قولنا : رب البيت أو رب الأسرة إلخ >
>> {الْعَالَمِينَ} : جمع عالم .. وهو كل ما سوى الله تعالى ..كعالم الملائكة .. وعالم الجن .. وعالم الإنس .. وعالم الحيوان .. وعالم النبات ..
--------
ومن حاشية نهر الخير للتعليق على التفسير :
>> دليل التسمية عند بدء الأكل : لحديث : "سمّ الله : وكل بيمينك " وهو في الصحيح ..
>> ودليل جواز التسمية عند كل أمر ذي بال للمسلم لحديث : " كل أمر ذي بال لا يُبدأ فيه ببسم الله : فهو أبتر " والحديث وإن كان ضعيفاً : فإن العمل به لما في معناه من أحاديث صحاح ..
>> الحمد لله (أي سورة الفاتحة) : هي أعظم سورة في القرآن .. وذلك لحديث البخاري عن أبي سعيد بن المعلى : أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له : " لأ ُعلمنك أعظم سورة في القرآن " .. وقوله له : " ما أ ُنزل في التوراة ولا في الإنجيل ولا في القرآن مثلها " ..
>> هناك فرق بين المدح والحمد .. فالحمد : يكون على الجميل الاختياري .. كما يُحمد الله تعالى على لطفه ورحمته وإحسانه .. وأما المدح : فإنه يكون على الاختياري والاضطراري .. كما يُمدح الإنسان مثلا ًعلى جمال وجهه : وهو ليس من فعله أصلا ً!!.. وعلى إحسانه الذي هو عمله الاختياري ..
وأما الثناء : فهو المدح وتكراره مرة من بعد مرة ..
>> الشكر : هو الثناء باللسان على المنعم : بما أولى به عليك من النعم .. فهو أخص من الحمد موردا : إذ مورده النعمة فقط .. ولكنه أعمّ من الحمد متعلقاً : إذ متعلقه القلب واللسان والجوارح (أقول : إذ هي أدوات الشكر) لقول القائل :
أفادتك النعماء مني ثلاثة ... يدي ولساني والضمير الُمحجبا
والحمد : يعم المدح والشكر لحديث : " الحمد رأس الشكر " ..
< وأقول أنا أبو حب الله .. الحديث المذكور ضعيف .. أما الشكر : فهو المظاهر والمردود الفعلي الذي يصدر من الإنسان نتيجة حمده لله .. فقد يكون ذلك الشكر بالقلب أو باللسان .. أو بالأفعال : كالتصدق من المال الذي أنعم الله به عليك .. أو التصدق من قوة جسدك على الضعيف .. وهكذا يكون أفضل الشكر : هو من جنس ما أنعم عليك به الله من نعم .. وأصل معنى كلمة الشكر : هو ظهور أثر الشبع وامتلاء البطن من الدابة إذا أكلت >
ونتابع تعليقات حاشية نهر الخير :
>> ومما يشهد لاطلاق لفظ الرب على المعبود قول الشاعر :
أربٌ (يتساءل الشاعر : هل هذا يكون ربا ً- يقصد بذلك الصنم الذي) : يبول الثعلبان برأسه ؟!!!..
لقد هان مَن بالت عليه الثعالبُ !!!..
ولنتابع ...
---------
ومعنى آية الحمد :
يخبر تعالى أن جميع أنواع المحامد من صفات الجلال والكمال : هي له وحده دون سواه .. إذ هو رب كل شيء وخالقه ومالكه ..
وأن علينا أن نحمده ونثني عليه بذلك ..
وذلك لأن لفظ الآية خبر : ومعناه الانشاء أي قولوا : الحمد لله ..
-------
{الرَّحْمَنِ الرَّحِيم (3)}
تقدم شرح هاتين الكلمتين في البسملة .. وأنهما اسمان : وُصف بهما اسم الجلالة "الله" في قوله : {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} : وهما ثناء على الله تعالى لاستحقاقه الحمد كله ..
-------
وأكتفي بهذا القدر اليوم إخواني ...
ولكني قبل الرحيل : أود ذكر هذه الفائدة من كلام السلف الصالح وعن (الرحمن الرحيم) والتفريق بينهما ...
-------
1...
الحديث المنشر متنا ًومعنا ًبين الكثيرين وهو : أن عيسى بن مريم قال : " الرحمن : رحمن الآخرة والدنيا .. والرحيم رحيم الآخرة " ..
فهو حديث موضوع ووصفه البعض بالبطلان ..
والحديث ذكره ابن جرير الطبري .. وقال ابن عدي كما في الميزان (1/153) : باطل .. وحكم ابن الجوزي بوضعه في كتابه الموضوعات (1 / 203-204) .. وأقره السيوطي في اللآلي (1/172) .. وابن عراق في تنزيه الشريعة (1/231) .. والشوكاني في الفوائد المجموعة (1374) ..
2...
يقول ابن القيم -رحمه الله تعالى- في مدارج السالكين (ج1 ص18) :
" فاسمه "الله" : دل على كونه مألوها معبودا .. يألهُه الخلائق : محبة وتعظيما وخضوعا : ومفزعا إليه في الحوائج والنوائب .. وذلك مستلزم لكمال ربوبيته ورحمته .. والمتضمنين لكمال الملك والحمد .. وإلهيته وربوبيته ورحمانيته وملكه : مستلزم لجميع صفات كماله .. إذ يستحيل ثبوت ذلك :
لمَن ليس بحي !!.. ولا سميع !!.. ولا بصير !!.. ولا قادر !!.. ولا متكلم !!.. ولا فعال لما يريد !!.. ولا حكيم في أقواله وأفعاله !!..
> فصفات الجلال والجمال : أخص باسم "الله" ..
> وصفات الفعل والقدرة والتفرد بالضر والنفع والعطاء والمنع ونفوذ المشيئة وكمال القوة وتدبير أمر الخليقة : أخص باسم "الرب" ..
> وصفات الإحسان والجود والبر والحنان والمنة والرأفة واللطف أخص باسم "الرحمن".
وقال ابن القيم أيضا ًرحمه الله :
> "الرحمن" : دال على الصفة القائمة به سبحانه ..
> "والرحيم" دال على تعلقها بالمرحوم ..
وإذا أردت فهم هذا .. فتأمل قوله تعالى : {وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيماً} .. و {إِنَّهُ بِهِمْ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ} : ولم يجئ قط : "رحمان بهم" !!..
وقال :
" إن أسماء الرب تعالى : هي أسماء ونعوت .. فإنها دالة على صفات كماله : فلا تنافي فيها بين العلمية والوصفية .. فالرحمن : اسمه تعالى : ووصفه .. فمِن حيث هو صفة : جرى تابعا لاسم الله .. ومِن حيث هو اسم : ورد في القرآن غير تابع .. بل ورد الاسم العَلم كقوله تعالى : {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} " ..
انتهى بتصرف ..
وللتعليق أو السؤال أو الاستفسار حول دروس التفسير < اضغط هنا > (http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?t=35660)
Powered by vBulletin™ Version 4.2.1 Copyright © 2024 vBulletin Solutions, ENGAGS © 2010