المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الخميس - متفرقات - حكمة حديث رقائق



إلى حب الله
02-23-2012, 09:35 PM
بسم الله الرحمن الرحيم ..
هنا بإذن الله تعالى ستكون واحات الخميس وستكون عبارة عن متفرقات وذلك مثل :
( حكمة وشرحها - أو نبذة من علم الحديث - أو لطيفة من الزهد والرقائق ) ...
والله المستعان وعليه التكلان ...

للمزيد من المعلومات عن الدورة وروابطها < اضغط هنا > (http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?t=35666)

وللتعليق أو الإجابة أو الاستفسار حول درس واحة المتفرقات < اضغط هنا > (http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?t=35663)

إلى حب الله
03-01-2012, 02:59 PM
الدرس (1) ..
ثلاثة قلوب ...

الإخوة الكرام ...
الكلام التالي أنقله لكم من كلام ابن قيم الجوزية رحمه الله تعالى ..
مع بعض الشرح والتبسيط في وسط الكلام ...

(ملحوظة : ابن قيم الجوزية : هو ابن القيم .. ويختلف عن ابن الجوزي رحمهما الله ..
وأما اسم ابن القيم فهو : محمد بن أبي بكر بن أيوب .. وكان أبوه قيم المدرسة الجوزية بدمشق .. ومن هنا اشتهر باسم ابن قيم الجوزية : أو اختصارا ًبابن القيم .. وفي حين كان ابن الجوزي علما ًمن أعلام القرن السادس الهجري .. كان ابن القيم علما ًمن أعلام القرن الثامن الهجري .. وهو من أشهر تلامذة شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله) ..

والآن أترككم مع ما كتبه هذا العالم الرباني الفذ ..
مع بعض التصرف اليسير مني لتبسيط المعاني ..
-----------------

والقلوب : ثلاثة ....!

القلب الأول :

وهو قلب ٌ: خال ٍمن الإيمان !!!.. بل ومن كل خير !!!..
فذلك قلب ٌ: مُظلم !!!..
قد استراح الشيطان من تعب إلقاء الوساوس إليه !!!..
لأن صاحب ذلك القلب قد جعله للـ شيطان : بيتا ًووطنا ً!!!..
وتحكم الشيطان فيه : بكل ما يريد !!!..
بل وتمكن الشيطان منه : غاية التمكن !!!..
-------

القلب الثاني :

وهو قلب ٌ: قد استنار بـ نور الإيمان ..
بل وأوقد الإيمان فيه مصباحه ...!
ولكنه .....
ولكنه عليه : ظلمة الشهوات !!!.. وعواصف الأهواء !!!..
فللـ شيطان في قلبه : إقبال ٌوإدبار !!!..
ومجالات ٍومطامع !!!..

والحرب بين الشيطان وبين صاحب هذا القلب :
دول ٌوسجال !!!.. وهزيمة ٌونصر !!!..

وتختلف عدد مرات الهزيمة والنصر عند صاحب هذا القلب ..
فمنهم مَن كانت عدد مرات هزيمته للشيطان أكثر !!!...
ومنهم مَن كانت عدد مرات نصر الشيطان عليه أكثر !!!..
ومنهم مَن هو : تارة وتارة !!!...
--------

القلب الثالث :

وهو قلب ٌ: محشوٌ بـ الإيمان !!!!..
فأنار الإيمان قلبه : عن آخره !!!..
فأزال عنه حُجب الشهوات ..
وانقشع عنه سواد الظلمات ..

وكان لـ نور الإيمان في قلبه : إشراق ..!
وكان لهذا الإشراق : توقد ..
وكان من أثر ذلك التوقد :
أنه لو دنا منه الشيطان أو اقترب : لـ احترق به !!!!..
تماما ًمثل السماء التي : حجبها الله تعالى عن الشياطين بـ النجوم !!!..
والتي لو اقترب منها الشيطان ليتخطاها :
رُجم بها فـ احترق !!!!..
وليست السماء بأعظم حرمة عند الله من المؤمن !!!..
بل وحراسة الله تعالى لمثل هذا المؤمن :
أتم من حراسته عز وجل للـ سماء !!!..
فـ السماء :
مُتعبد الملائكة .. ومستقر الوحي .. وفيها أنوار الطاعات ..
وقلب المؤمن مُستقر :
التوحيد .. والمحبة .. والمعرفة .. والإيمان ..!
وفيه أنوار كل ذلك جميعه !!!!..
فهو لذلك :
حقيقٌ أن يحرسه الله تعالى ويحفظه من كيد الشيطان :
فلا ينال منه شيئا ًبإذن الله تعالى ......

-----------------

والآن إخواني الكرام ....
وبعد أن قرأنا هذا الكلام القيم من ابن القيم رحمه الله تعالى ....
فالسؤال هو :

من أي القلوب الثلاثة نحن ؟؟؟؟....

فنحن نرى الناس من حولنا : ليلا ًونهارا ً:
يلهثون وراء سراب الدنيا الزائف !!!!...

يجمعون المال ...
وينشدون الجاه والرياسة والسلطة ...
ويلهثون وراء الشهوات ...
ويطلبون المجد ....

ومع هذا .. فنحن لا نراهم إلا :

مهمومين !!!...
مغمومين !!!...
يزفرون الآهات !!!..
ويستنشقون الغصص !!!..

فــيــــــا اللـه !!!..

كم من شقي ٍ: ولا يعلم أنه شقي !!!!...
وكم من راكض ٍيركض من وراء السراب : ولا يعلم أنه لن يُدركه !!!...
وكم من واقف ٍ: ويحسب أنه يمشي يتقدم !!!..

فاللهم اجعلنا من القوم الذين علموا أن :
الفوز كل الفوز .. والفلاح كل الفلاح :
هو في إصلاح هذا القلب الصغير الذي في صدر كل ٍمنا !!!..
فوجدوا بـ صلاحه : فرق المعيشة ...!
ووجدوا بـ صلاحه : مذاق الإيمان ...!

وصدق رسولنا الكريم القائل في الحديث الصحيح المتفق عليه :

" ألا وإن في الجسد مضغة : إذا صلحت : صلح الجسد كله !!!..
وإذا فسدت : فسد الجسد كله !!!.. ألا وهي : القلب " ..

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
-------

وسؤال هذا الأسبوع من الدروس الخمسة هو :
ما هو الحديث الذى اعتبره العلماء ميزان الباطن ؟..
وما هو الحديث الذى اعتبره العلماء ميزان الظاهر ؟..

وللتعليق أو الإجابة أو الاستفسار حول درس واحة المتفرقات < اضغط هنا > (http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?t=35663)

إلى حب الله
03-15-2012, 09:39 AM
الدرس (2) ..
حقيقة العلم والفقه وغايتيهما !...

الإخوة الكرام ...
وكما كان الدرس الأول هو مقتطف من كلمات ابن القيم (أو ابن قيم الجوزية) رحمه الله ..
ووضحت لمَن لا يعرف : الفرق بينه وبين ابن الجوزي الذي سبقه بقرنين تقريبا ًمن الزمان ...
فأرى من الأنسب هنا أن أذكر لكم أيضا ًمقتطفا ًمن كلام ابن الجوزي رحمه الله ...
وهو من كتابه الفريد : صيد الخاطر (أي صيد الأفكار والخواطر وتقييدها بالكتابة قبل النسيان :): )
وقد بث في هذا الكتاب الكثير من اللمحات الشخصية عن نفسه ..
وأمتعنا بالتجول في ثنايا أفكاره ...

لن أطيل عليكم ...
ولكن لتعلموا اني اخترت الاقتباس التالي من كتابه خصيصا ً:
أ ُخاطب به كل عالم أو شيخ أو طالب علم : أن يعرف أن علامة العلم الحقيقية :
هي خشية الله !!!.. يقول تعالى :
" إنما يخشى الله َ(أي إنما الذين يخشون الله) من عباده ( مَن هم يا ترى ؟) : العلماء " !!!..
فاطر 28 ...
وعليه يكون الذي لم يورثه علمه خشية ًلله :
ليس بعالم على الحقيقة !!!!.. بالغا ًما بلغ من جمعه لصنوف وألوان المعارف !
بل : وحتى الفقه الحقيقي : هو خشية الله تعالى أيضا ً!!!!.. يقول عز وجل :
" لأنتم (أي أيها المؤمنون) : أشد رهبة ًفي صدورهم من الله (أي يخافونكم أكثر من
مخافتهم لله) !!!!!!!!!!!.... ذلك بأنهم قومٌ : لا يفقهون " !!!..
الحشر 13 ....
أي لو كانوا يفقهون حق الفقه والفهم : لخافوا الله ابتداءً وأصلا ً: لا أنتم !!!!!...
وأترككم مع الكلام القيم ...
-----------------

يقول ابن الجوزي في كتابه صيد الخاطر ص - 140 :
وبعد أن تحدث عن بعض شيوخه الذين تلقى على أيديهم العلم :
ذكر أن أكثرهم تأثيرا ًفيه من بينهم جميعا ً:
هو عالمٌ يقال له : عبد الوهاب الأنماطي ...... فما هو السبب يا ترى ؟!!!..
هل هو كثرة العلم ؟؟!!.. أو كثرة الشهرة ؟!!!.. أو المهارة في اختراع الحلول
للإشكالات الفقهية سواء بالحلال أو حتى بالحرام للأسف !!!..
يُجيبنا ابن الجوزي رحمه الله قائلا ً:
--------

" كان على قانون السلف (أي على منهج سلف الأمة الصالح) ..
لم يُسمع في مجلسه غيبة ...!
ولا كان يطلبُ أجرا ًعلى سماع الحديث (أي تدريس الحديث : ولو أخذ مالا ًعلى
تفرغه لذلك من ولي الأمر أو غيره : لن يعيبه : فهو مثلما جُعل مال لأبي بكر رضي
الله عنه ليترك عمله ويتفرغ للخلافة .. ولكن الشيخ اختار أن يكون أجره كله من
الله) ..!!
وكنت إذا قرأت عليه أحاديث الر ِقاق (أي الأحاديث التي تـُرقق القلب بذكر حب
الله والبذل له .. والزهد والمواعظ بالجنة ونعيمها والنار وشقاءها) :
بكى !!.. واتصل بكاؤه !!!!...
فكان – وأنا صغير السن حينئذٍ - :
يعمل بكاؤه في قلبي : ويبني قواعد " !!!!...

< وأقول أنا أبو حب الله : وأنعم بها من قواعد تبني المسلم على خشية الله عز وجل
في السر والعلن : فيصير العلم معها : سبيل وطريق موصل : وليس غاية في حد ذاته >

ثم يقول ابن الجوزي أخيرا ًرحمه الله : وتعليقا ًعما سبق من وصفه لهذا الشيخ :

" ففهمت من هذه الحالة :
أن الدليل بالفعل : أرشد من الدليل بالقول " !!!..

انتهى كلامه رحمه الله ...

< يقصد رحمه الله : أنه فهم من هذا التأثر الحقيقي من الشيخ بما يحمله من العلم : أن
ذلك أبلغ بكثير من مجرد ادعاء ذلك التأثر : بالقول فقط من كثير من العلماء والزهاد وغيرهم !!..
وعرفنا نحن معه بذلك أن : عمل القدوة الصالحة في الناس أو في طلبة العلم :
هو أوقع أثرا ًبكثير ٍمن مجرد : التعليم أو النصح بالقول فقط > !!!!!!!!!!!....
--------

فأرجو أن تنحفر هذه اللطيفة السريعة والقصيرة في قلوبكم وعقولكم .. وليتذكرها دوما ً
كل طالب عالم فضلا ًعن شيخ أو عالم ليسأل نفسه :

أين (علمه) و(فقهه) من علامة صحتيهما وهي (خشية الله) عز وجل في كل ما يقول ويفكر ؟!..

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...
-------

وأما سؤال هذا الأسبوع من الدروس الخمسة فهو :
كيف يمكن تتبع حديث القرآن عن الخمر والمُسكرات : انتهاء بالتحريم ؟!!..

وللعلم : ليس معنى أن يُجيب أحد الإخوة الأفاضل : أن يتوقف الآخرون .. بل قد تكون الإجابة خطأ ..
أو قد تكون ناقصة .. أو غير كاملة في التبيان .. أو غير جيدة في سياقة البرهان .. فأرجو ممَن يستطيع أن يتقدم ..
وفقكم الله ..

وللتعليق أو الإجابة أو الاستفسار حول درس واحة المتفرقات < اضغط هنا > (http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?t=35663)

إلى حب الله
03-22-2012, 11:18 PM
الدرس (3) ..
ذكاء قاضي !...

الإخوة الكرام ...
أعتذر عن تأخر رسالة الخميس هذه لشغل ٍألمّ بي على غير ميعاد ...
ولتكن رسالتنا اليوم خفيفة بخفة يوم الخميس :):
وقد وجدت رسالة ًطريفة ًكنت قد كتبتها من قبل :
وأمثلتها منقولة من كتاب ( الأذكياء ) لابن الجوزي رحمه الله ..
وأترككم ...
-----

ذكاء قاضي !!..

إن كثيرا ًمن الناس : يظنون أن القاضي (الناجح) :
هو فقط :
من اجتمع عنده العلم الكثير عن : الشرع والحُكم والعدل !!..
والحق :
أنه برغم أهمية كل هذه العلوم بالفعل لكل قاضي :
إلا أن (ذكاء) القاضي نفسه و(فطنته) و(خبرته بالنفوس) :
بل وخبرته (بخدع المخادعين وحيل المفترين) : والتي يمكن للقاضي
اكتسابها بالقراءة أو التعلم إن لم تكن لديه بطبعه .. فكل أولئك :
قد يساعدونه كثيرا ًفي بلوغ ومعرفة (الحق) !!!..
ولا سيما مع : الضعفاء الذين قد لا يملكون شهودا ً!!.. أو :
لا يملكون ذكاءً أو لسانا ًفصيحا ًذا حُجة : للدفاع عن حقوقهم .....

ولطرافة هذا الموضوع وأهميته .. فإليكم هذه القصص التالية
من كتاب (الأذكياء) لـ (ابن الجوزي) رحمه الله ..
وذلك مع بعض التصرف لتبسيط العبارات والفهم ...
----------

1))
يُروى عن نبي الله (سليمان) عليه السلام :
أنه جاءه رجلٌ يشتكي قائلا ً: يا نبيّ الله :
إن لي جيرانا ًيسرقون أوزي (جمع أوزة : وهي الطائر المعروف)
فنادى نبي الله قائلا ً: الصلاة جامعة (أي لجمع الناس) ..
ثم خطبهم بصيغة الوعظ .. فقال في أثناء خطبته مُعاتبا ًلهم :
وأحدكم يسرق أوز جاره : ثم يدخل المسجد والريش على رأسه !!..
فمسح رجلٌ برأسه !!.. فقال نبي الله (سليمان) عليه السلام :
خذوه .. فإنه صاحبكم (أي السارق الذي تطلبونه) !!!..

2))
ويُروى أيضا ًأن رجلا ً: قد استودع ماله رجلا ًآخر ..
ثم عندما طلبه منه : فجحد هذا الرجل الآخر المال وأنكر !!!..
فخاصمه الرجل إلى القاضي الشهير (إياس بن معاوية) ..
فقال الرجل الطالب للقاضي : إني استودعته مالي : وهو الآن يُنكر !!..
فقال القاضي : وهل حضر ذلك أحدٌ من الشهود ؟؟..
قال : دفعته له في مكان كذا وكذا : ولم يحضرنا أحد !!..
فقال القاضي : فأي شيءٍ في ذلك الموضع ؟؟..
فقال الرجل : شجرة !!..
فقال القاضي :
فانطلق إلى ذلك الموضع : وانظر الشجرة :
فلعل الله تعالى يوضح لك هناك : ما يتبيّن به حقك !!..
لعلك دفنت مالك عند الشجرة ونسيت : فتتذكّر إذا رأيت الشجرة !.
فلما مضى الرجل .. قال القاضي (إياس) للرجل الخائن :
اجلس حتى يرجع خصمك ...
فجلس الرجل وهو متأكدٌ أنه قد نجا بفعلته : إذ : لا شهود عليه !..
فتركه القاضي (اياس) بعض الوقت ليقضي بين الناس ...
ثم التفت إليه فجأة قائلا ًعلى حين غرة :
يا هذا .. أترى صاحبك قد بلغ موضع الشجرة التي ذكر :
أم ليس بعد ؟؟..
فقال الرجل على الفور وقد انخدع بالحيلة المفاجئة للقاضي الذكي :
لا .. ليس بعد !!!..
فقال له القاضي : يا عدوّ الله .. إنك لخائن !!!.....
< إذ أنه برده هذا : قد أثبت أنه يعرف ذلك المكان وبُعد مسافته >

3))
وروي أنه سُرق من رجل : خمسمائة دينار ...
فأخذ الذين يتهمهم بالسرقة إلى الوالي ...
فقال لهم الوالي : أنا لا أضرب أحدا ًمنكم (أي لكي يعترف) ..
ولكني عندي خيط ٌممدود ٌ: في بيتٍ مُظلم !!..
فادخلوا : فليُمرر كل واحدٍ منكم يده على الخيط كله :
ثم يضع يده في كمّه (أي جيبه) : ثم يخرج ...
فإن الخيط : سيلتف على يد الذي سرق !!!..
وكان الوالي قد طلى الخيط : بسخام ٍأسود !!!..
فدخلوا كلهم البيت المظلم : الواحد تلو الآخر ...
ومرر كل واحدٍ منهم يده على الخيط : إلا السارق بالطبع ..
فلما خرجوا .. ونظر الوالي إلى أيديهم :
رأها جميعها مسودة < إذ لم يخاف البريء منهم أن يُمرر يده > :
إلا واحدٌ منهم < وهو الذي خاف أن يُمرر يده > !!!..
فألزمه بالمال : فأقر به واعترف !!!...

4))
ويُروى أن رجلين : قد استودعا مالا ًعند امرأة أمينة ..
وقالا لها : لا تعطي أيا ًمنا هذا المال :
إلا إذا كنا مُجتمعين عندك نحن الإثنين ..
وبعد مرور فترة من الزمن : جاءها أحد الرجلين :
وادعى أن صاحبه قد مات !!!.. وطلب منها المال !!!..
فرفضت بسبب الشرط الذي اشترطاه عليها من قبل !!!...
فساق الرجل على المرأة لإقناعها : جيرانها وأهلها ..
فما زالوا بها : حتى أعطته المال بالفعل ...
ثم بعد مرور فترة ٍأخرى :
جاءها الرجل الآخر : فطلب منها المال !!!..
فقصت عليه ما حدث !!!..
فشكاها الرجل إلى القاضي ...
فشعر القاضي أن هذين الرجلين : قد مكرا بهذه المرأة الأمينة ..
فقال للرجل الطالب للمال :
يا هذا .. إن مالك عندها ..
ولكنها لن تعطيك أياه : حتى تأتي بصاحبك :
وذلك وفق ما اشترطتما عليها من قبل !!!!!..
------------------

فهل رأيتم معي (ومع طرافة هذه القصص المذكورة) :
إلى أي مدى بالفعل قد يُفيد (الذكاء) و(الفطنة) و(الخبرة بالنفوس)
والخبرة بـ (ردود أفعال البشر الطبيعية) !!!...
والتي يُمكن أن يستفيد منها بالطبع : أي قاض بين طرفين في مسألةٍ
ما من المسائل !!!.....

وأما في الزمن الحديث ... ولقلة عدد القضاة مُـقارنة ًبملايين
البشر في كل بلد : فإن هذه التبعة والمسئولية : قد تتعلق حينئذٍ
بما قد نسميه في عصرنا الحاضر بـ :
(وكلاء النيابة) أو (ضباط الشرطة) في الأقسام والمخافر ...

5))
فهذا ضابط حاذق : أتاه رجلٌ على وجهه علامات الفساد والبلطجة :
يشتكي أن جاره المهندس قد ضربه !!!!.. وذلك لخلافات على رئاسة
مجلس العمارة !!!!.. وساق على واقعة الضرب هذه شاهديّ زور !!..
فلما نظر الضابط للمهندس : وجد على سيماه علامات الأخلاق
والأدب !!!!..
فطلب الضابط أن يختلي بكل واحد من الشاهدين الزور على حده ..
وبالفعل لما فعل : سأل كل منهما عن : ماذا كان يلبس المهندس ساعة
ضربه لهذا الرجل ؟!!!..
فتلجلج الاثنان - كل ٌعلى حده - وأعطى كلٌ منهما وصفا ًغير الآخر
لملابس المهندس في تلك الواقعة المزعومة !!!..
فكشف الضابط بذلك الخدعة : وواجه ذلك الرجل المفتري بكذبه :
وهدده بأنه لو ضايق ذلك المهندس فإن له معه تصرفا ًآخر !!!..

6))
وفي حادث مشابه لما سبق .. افترى أربعة ٌمن الشباب الكذب على
شخصين آخرين .. وفي معرض قصة ٍطويلة ٍعريضة ٍاخترعوها : ذكروا
أنهم كانوا في طريقهم إلى مكان معين : حينما انفجر أحد إطارات
السيارة فنزلوا إلخ إلخ إلخ ...
وهنا ..
ولما شك الضابط في صدقهم .. انفرد بكل منهم على حده ليسأله
سؤالا ًواحدا ًفقط وهو :
أي إطار من الإطارات الأربعة انفجر ؟!!!!...
فانفضح كذبهم وبهتانهم بمثل هذا السؤال البسيط الواحد :):

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...
-------

وأما سؤال هذا الأسبوع من الدروس الخمسة فهو :
هل العقل حاكم في شرع الله ؟!!.. مع توضيح سبب الإجابة سواء بنعم أو لا ..
ومع بيان في حالة لا : ما هو دور العقل إذن في شرع الله ؟!!..

وللعلم : لا يوجد وقت أو يوم معين لنهاية قبول الإجابات .. فأنا أعلم أن كلا ًمنا له مشاغله الخاصة من دراسة أو عمل إلخ .. فالعبرة من هذه الأسئلة هي الحث على إعمال الفهم والاستذكار والحث على البحث .. والله الموفق ..

وللعلم : ليس معنى أن يُجيب أحد الإخوة الأفاضل : أن يتوقف الآخرون .. بل قد تكون الإجابة خطأ ..
أو قد تكون ناقصة .. أو غير كاملة في التبيان .. أو غير جيدة في سياقة البرهان .. فأرجو ممَن يستطيع أن يتقدم ..
وفقكم الله ..

وللتعليق أو الإجابة أو الاستفسار حول درس واحة المتفرقات < اضغط هنا > (http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?t=35663)