المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : تعليقات دروس رياض الصالحين



إلى حب الله
02-23-2012, 10:38 PM
بسم الله الرحمن الرحيم ...
هنا بإذن الله تعالى سيتم كتابة واستقبال التعليقات على دروس رياض الصالحين ..

للمزيد من المعلومات عن الدورة وروابطها < اضغط هنا > (http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?t=35666)

hope
02-25-2012, 09:24 PM
ماشاء الله أسلوب العرض والتنسيق أكثر من رائع ،ربنا يباركلك يا أبو حب الله
أنا عندي سؤالين أتمنى من الأخوه الأفاضل الأجابه عليهم:
1‏.إذا لم يستطع شخص الإخلاص في عمل ما فهل يتركه؟
‏2.الحديث السادس من بعد (عاله يتكففون الناس) إلى أخر الحديث لم أفهم؟!!،فياريت توضيح أكثر
وجزاكم الله خيرا

إلى حب الله
02-25-2012, 10:52 PM
بارك الله فيك أخي الحبيب ..
وسعدت بانضمامك على بركة الله ..


1‏.إذا لم يستطع شخص الإخلاص في عمل ما فهل يتركه؟

فلنعطِ لذلك مثالا ًحتى يكون أقرب للذهن وللتصور وأقرب لإصابة الحكم وفهمه ..
فلنفترض أنك الآن رأيت فقيرا ًمحتاجا ًوأنت خارج من بيتك ..
فنويت بداخلك أن تعطيه مالا ً..
وقبل إخراج المال بلحظات : جال بخاطرك أنك لم تفعل ذلك إلا رياء وسمعة :
وحتى يراك الجيران مثلا ً!!!.. فما الحل هنا ؟!!!.. وهل هذا خلل في النية والإخلاص فعلا ً؟

أقول ..
ساعتها : يُنظر إلى أول نيتك القلبية : ماذا كانت ؟!!..
فإن كانت التصدق : فامض في صدقتك ولا تلتفت لوسوسة الشيطان التي أتت بعد ذلك ..
فإنما همّ الشيطان هو إثنائك عن عمل الخير : حتى ولو بتخوفيك من باب الإخلاص !!..
وأما لو كان العكس ...
أي أن نيتك أول ما فكرت في الأمر : كانت هي الرياء والسمعة بالتصدق أمام الجيران :
فهذا هنا هو خلل الإخلاص والنية بحق .. وعليه : فماذا يكون التصرف الآن ؟
هل أترك تلك الصدقة لمعرفتي أنها صدرت عن نية فاسدة ؟؟..
أم أمض فيها ؟..

والصواب :
إذا علمت ما علمت : فهذا في حد ذاته انتباه ٌلك لتصحيح إخلاصك ونيتك ..
وعليه : قامض في الصدقة : فأقل ما فيها - بفرض بقاء فساد نيتك لم تزل - :
أنها فيها نفع ٌلذلك الفقير !!!..
فهو لن يفرق معه إذا كنت مخلصا ًلوجه الله فيها أم لا !!!..
اللهم إلا إن كان في التصدق عليه أمام الناس إحراج ٌله .. حيث الأصل في الصدقة إخفاؤها ..

أما إن كان سؤالك يتعلق بترك عبادة - مثل الصلاة مثلا ً- إذا شعرت فيها بالرياء :
فإن كانت تلك العبادة فرض - وفي حالتنا هنا الصلوات الخمس مثلا ً- :
فلا مجال لتركها بحال .. وإنما تركها - حتى بهذه الحُجة التي قد يراها صاحبها من الإيمان -
تركها هنا يعد أول طريق الغواية وإبعاد الشيطان لك بوسوته عن طريق الله لينفرد بك ..
وترك الصلاة المفروضة هو من الكفر والعياذ بالله لقول النبي :
" العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر " !!!..
رواه أحمد والترمذي والنسائي وابن ماجة وغيرهم وصححه الألباني ..

والشاهد :
أنه في الفروض : لا مجال لتركها بهذا العذر ..
أما النوافل وهي السنن : فالأفضل فيها اتباع ما شرحته في المثال بالأعلى ..
وذلك عندما قلت أن المتصدق يُمضي صدقته حتى لو كانت نيته في بدايتها فاسدة :
لأنه طالما وقف على تلك الحقيقة من نفسه : فقد استيقظ من غفلته :
وعليه إرغام أنف الشيطان وإغاظته بإمضاء عمل الخير الذي كان بصدده ..

والله تعالى أعلى وأعلم ..
وأ ُجيبك عن سؤالك التالي بعد قليل ..

إلى حب الله
02-25-2012, 11:39 PM
‏2.الحديث السادس من بعد (عاله يتكففون الناس) إلى أخر الحديث لم أفهم؟!!،فياريت توضيح أكثر

لا بأس أخي الحبيب ...
فلنستعرض باقي الحديث لنهايته : مع تخليل كل عبارة ٍفيه بالشرح كعادتي ..
فأقول والله المستعان :

" وإنك لن تنفق نفقة تبتغى بها وجه الله إلا أجرت عليها حتى ما تجعل في فيّ (أي فم) امرأتك "
أقول :
فيه بيان أن الله تعالى يأجر المسلم على كل عمل خير كان خالصا ًلوجه الله :
حتى ما لا يلتفت إليه الناس عادة مثل الأكل الذي تأكله منك زوجتك !!!.. هل تصدق ؟
وسبحان الله العظيم : ما أزعظم النية لو صلحت وتخللت كل أفعالنا الصالحة لله ..

" قال‏ :‏ فقلت ‏:‏ يا رسول الله أخلف بعد أصحابي ‏؟ "
أقول :
أراد سعد رضي الله عنه أن لو كان عند النبي خبر ٌمن الله بطول عمره لما بعد أصحابه :
أن يخبره به ليُطمئنه في هذا المرض .. ويخلف أصحابه :
أي يتاخر موته عن موتهم .. فكأنه يصير خلفا ًلهم ..

"‏ قال ‏:‏ إنك لن تخلف فتعمل عملا تبتغي به وجه الله إلا ازددت به درجة ورفعةً "
أقول :
لفت رسول الله بأسلوب ٍتربوي فذ نظر سعد رضي الله عنه لأن العبرة ليست في طول حياة المرء حتى يخلف أصحابه ومعارفه .. ولكن العبرة هي طول العمر مع حُسن العمل .. يقول رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم :
" خير الناس : مَن طال عمره وحسن عمله " رواه الترمذي وصححه الألباني ..

" ولعلك أن تخلف : حتى ينتفع بك أقوام ويُضَر بك آخرون " !!..
أقول :
وهذا ما وقع بالفعل .. حيث عاش سعد رضي الله عنه حتى قام بالفتوحات العظيمات في بلاد فارس وسطر فيها سطور المجد للإسلام حتى اليوم !!.. وسبحان الله العظيم ..

"‏‏ اللهم امض لآصحابى هجرتهم ، ولا تردهم على أعقابهم " ..
أقول :
هذا دعاء من النبي لأصحابه المهاجرين : أن يحتسب الله تعالى لهم هجرتهم كاملة .. وألا يُرد أحدهم على عقبه بقول أو فعل فيُنتقص أجره وأجر سبقه بالهجرة .. ومن ذلك : أنهم كانوا يكرهون لمَن هاجر من مكة : أن يعود إليها ويمكث فيها حتى يموت : رغم أنها أحب بلاد الله إلى الله !!.. حيث رأوا أن الموت فيها يناقض معنى الهجرة منها لله ولرسوله من وجهٍ من الوجوه : فينتقص بذلك أجر الهجرة الكامل ..
وهذا الشرح يساعدنا الآن على فهم العبارة التي التبس عليك فهمها أخي وهي قول النبي :

" لكن البائس سعد بن خولة‏ ..‏ يرثى له رسول الله أن مات بمكة ‏" ..
أقول :
والعبارة الآن صارت تفسر نفسها بنفسها بعد الشرح السابق .. حيث حزن النبي على موت الصحابي سعد بن خولة رضي الله عنه في مكة بعد أن كان هاجر منها .. فشق عليه أن يُنتقص أجر هجرته عن باقي إخوانه من المهاجرين ..
والمقصود بكلمة : " يرثي له رسول الله " أي أن الرسول ذكر ذلك حزنا ًعليه وتأسفا ً..

وأخيرا ًيُلخص كل ما سبق : عناوين الأبواب التي ذكر فيها الإمام البخاري هذا الحديث - والبخاري كان عظيم الفقه في اختيار أسماء أبواب صحيحه ودلالتها - حيث سمى أحدهم بـ :
" باب قول النبي صلى الله عليه وسلم اللهم أمض لأصحابي هجرتهم ومرثيته لمن مات بمكة "
وسمى آخرا ًقبله باسم :
" باب رثاء النبي صلى الله عليه وسلم سعد بن خولة " ..
فتبين من ذلك المراد أكثر وأكثر ..
ولله الحمد ..

hope
02-26-2012, 12:26 AM
جزاك الله كل خير عالشرح الوافي وربنا يجعله في ميزان حسناتك

علي الادربسي
02-26-2012, 12:39 AM
جازاك الله استادنا الكريم و ربنا الكريم الاقدر على ايفائك حقك على ما تكتبه يداك

سبح الله تغنم
02-26-2012, 04:41 PM
السلام عليكم أخى الكريم لدى سؤال حول النية والإخلاص فى العمل...وأنا أقدر أنك مشغول فيمكنك بارك الله فيكم أن تجيبوا على سؤالى حتى قبل بدء الدرس الثانى وكذلك لو وجُدت أسئلة أخرى ..

حضرتك تعرف صلاة قضاء الحاجة , مثلاً لدى حاجة دنيوية أريد تحصيلها , فقمت بصلاة الحاجة وطلبت من الله ان يقضيها لى...

السؤال: لو أننى علمت ان لبعض الاّيات مجتمعة من كتاب الله سر معين مثلا لدفع ضرر او لجلب منفعة دنيوية..وقمت بتلاوة الاّيات متوجهاً إلى الله عز وجل ولكنى أيضا بداخلى هدفى الدنيوى...كتقريب للصورة مثل الرقية الشرعية واّيات الحفظ وما أشبه..

احيانا أشعر أننى بهذا الهدف الدنيوى قطعت الصفاء بينى وبين الله تعالى , وأن عبادتى ليست خالصة لوجه الله, وأقول لنفسى لابد لذكر الله أن يكون بلا هدف دنيوى وبلا غاية او درجة بل للتقرب من الله فقط وأن يكون الله راض عنى ..

فهذا الشعور يقلقنى فى الحقيقة فهل ما أشعر به صحيح؟ وهل يجوز أصلاً أن نعتقد مثل هذا الإعتقاد فى اّيات القراّن؟؟ هل هى شفاء للصدور بشكل معنوى أى اننا لو طبقنا القراّن فإن حياتنا ستتحسن وبهذا يتم الشفاء ؟؟ ام أن للقراّن فاعلية كونية بحد ذاته؟

أعرف اننى اطلت الحديث وتفرعت فى السؤال فأعذرنى اخى الكريم ومعكم كل الوقت إن شاء الله
السلام عليكم

إلى حب الله
02-26-2012, 09:21 PM
أسئلة هامة بالفعل أخي الحبيب ..
وسأجيب عليها بإذن الله تعالى حالما أصل للمنزل وأتمكن من الكتابة ..
والله الموفق ..

إلى حب الله
02-26-2012, 10:58 PM
أخي الحبيب سبح الله تغنم ...
أنا أسعد بسؤالك لي .. فلك أيادي عندنا .. ومازلنا نستفيد مما خطته يداك من عون لنا في كتاب الواضح :):
لذا ..
فسوف أ ُفصل في الإجابة عليك عسى أن أكون بهذا التحسين قد وفيتك بعض صنيعك معي ..
والله المستعان ..

أما بعد الاطلاع على سؤالك ( وأنا أعلم بخلفيتك الصوفية التي انجاك الله منها من قبل ) :
فيمكن تقسيم سؤالك إلى النقاط التالية بالترتيب حسب الورود وحسب الرد الذي سيكون عليها بإذن الله تعالى :
ألا وهي :

1)) حكم صلاة الحاجة ..
2)) صحة القول بأن لبعض آيات الله سر مجتمعة لقضاء حاجة دنيوية إلخ ..
3)) وهل القرآن شفاء للصدور فقط ؟؟.. أم يشمل غير ذلك أيضا ً؟؟..
4)) وهل تـُعكر الحاجة الدنيوية للعبد : صفاء دعائه وذكره لربه ؟..
--------

أقول وبالله التوفيق :

1)) حكم صلاة الحاجة ..

وسأنقل فيه الكلام التالي كما هو من موقع الإسلام سؤال وجواب :
http://islamqa.info/ar/ref/10387

سؤالي عن صلاة الحاجة : كم مرة يصليها المرء ؟ ومتى يمكن صلاتها ؟ هل الأفضل صلاتها في الوقت الذي يتوقع فيه إجابة الدعاء ؟.

الحمد لله
المشروع في حق المسلم أن يتعبد الله بما شرعه في كتابه ، وبما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم ، ولأن الأصل في العبادات التوقيف ، فلا يقال أن هذه عبادة مشروعة إلا بدليل صحيح .

وما يسمى بصلاة الحاجة : قد ورد في أحاديث ضعيفة ومنكرة - فيما نعلم - لا تقوم بها حُجّةٌ ولا تَصْلُحُ لبناء العمل عليها .

فتاوى اللجنة الدائمة 8/162 .

والحديث الوارد في صلاة الحاجة هو : عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أَوْفَى الأَسْلَمِيِّ قَالَ : " خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ مَنْ كَانَتْ لَهُ حَاجَةٌ إِلَى اللَّهِ أَوْ إِلَى أَحَدٍ مِنْ خَلْقِهِ فَلْيَتَوَضَّأْ وَلْيُصَلِّ رَكْعَتَيْنِ ثُمَّ لِيَقُلْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ الْحَلِيمُ الْكَرِيمُ سُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ مُوجِبَاتِ رَحْمَتِكَ وَعَزَائِمَ مَغْفِرَتِكَ وَالْغَنِيمَةَ مِنْ كُلِّ بِرٍّ وَالسَّلامَةَ مِنْ كُلِّ إِثْمٍ أَسْأَلُكَ أَلا تَدَعَ لِي ذَنْبًا إِلا غَفَرْتَهُ وَلا هَمًّا إِلا فَرَّجْتَهُ وَلا حَاجَةً هِيَ لَكَ رِضًا إِلا قَضَيْتَهَا لِي ثُمَّ يَسْأَلُ اللَّهَ مِنْ أَمْرِ الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ مَا شَاءَ فَإِنَّهُ يُقَدَّرُ " رواه ابن ماجة ( إقامة الصلاة والسنة/1374)

قال الترمذي هذا حديث غريب وفي إسناده مقال : فائد بن عبد الرحمن يُضعَّف في الحديث . وقال الألباني : بل هو ضعيف جداً . قال الحاكم : روى عن أبي أوفى أحاديث موضوعة .

مشكاة المصابيح ج1 ص 417 .

قال صاحب السنن والمبتدعات : بعد أن ذكر كلام الترمذي في فائد بن عبد الرحمن

وقال أحمد متروك ... وضعفه ابن العربي .

وقال :

وأنت قد علمت ما في هذا الحديث من المقال ، فالأفضل لك والأخلص والأسلم أن تدعو الله تعالى في جوف الليل وبين الأذان والإقامة وفي أدبار الصلوات قبل التسليم ، وفي أيام الجمعات ، فإن فيها ساعة إجابة ، وعند الفطر من الصوم ، وقد قال ربكم ( أدعوني أستجب لكم ) وقال : ( وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان ) وقال : ( ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها ) . كتاب السنن والمبتدعات للشقيري ص 124 .
------

أقول :
والمؤمن العامر قلبه بالإيمان : هو واثق الصلة بربه على الدوام ..
وهو يعلم أنه برغم حتى وجود أوقات وأحوال مستحبة الدعاء فيها : والاستجابة تكون أقرب :
إلا أنه يعلم يقينا ًبأن الله تعالى معه في كل زمان ومكان .. ويكفي لو دعاه بقلبه في موقف من المواقف :
أن يتحقق له قول الله عز وجل :
" أمّن يُجيب المضطر إذا دعاه " !!.. وقوله سبحانه : " ادعوني : أستجب لكم " ..
وعلى هذا - وبالنسبة لصلاة المسلم عموما ً- :
فأي صلاة له : فرضا ًكانت أم نفلا ً: فيمكن أن يدعو الله تعالى فيها ما يشاء من حاجته الدينية والدنيوية .. وخصوصا ًفي سجوده لقول النبي :
" أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد " .. رواه أحمد ومسلم وأبو داود ..
ولننتقل للنقطة الثانية من سؤالك وهي :
--------
------------

2)) صحة القول بأن لبعض آيات الله سر مجتمعة لقضاء حاجة دنيوية إلخ ..

أقول .. قد ثبت جواز الاستعانة بآيات القرآن في الدعاء ..
وقد جمع العلماء الكثير من آيات القرآن كما في الرقية والأذكار عن النبي وصحابته الكرام ..
وقد نفعت كثيرا ًولله الحمد والمنة ..
وأثبتت صدقها في حفظ المسلم من الكثير من شرور الإنس والجن وغير ذلك ..
ولكن ليس هذا ما أود التعليق عليه ولكن :
أريد التعليق على المعنى الذي قصدته أنت أخي تحديدا ًبقولك ( أسرار ) !!.. أقول ..

قد يقع المسلم أو المؤمن في ضائقة ما : ثم يُلهمه الله تعالى أو يهديه تفكيره لذكر آيات معينة :
ويوافق ذلك فك كربته أو قضاء حاجته بالفعل :
فيظن أن ( السر ) كان فيها !!.. والحقيقة : أن السر ربما كان في صدق توجهه لله تعالى لحظتها !!..
وانخلاعه من حوله وقوته إلى حول الله تعالى وقوته !!.. واعترافه بعبوديته وضعفه :
أمام القادر مالك الملك إله وربه .. فذاك هو سبب استجابة الدعاء ..
فإذا لم يدرك العبد ذلك للأسف :
ظن أن العبرة في وجود ( سر ) معين فيما قال !!!..
ولهذا تجده وقد قام بنشر هذه المعلومة الخاطئة .. ولربما طبعها ووزعها ونشرها ..!
ودليل بطلانها : أنها لو كانت ( سرا ً) فعالا ًقائما ًبذاته : لكانت نفعت كل مَن قالها في كل حين !
وهذا غير مشاهد ..
إذا ً:
مثل هذا الحديث عن ( أسرار ) : هو مما يفتن العامة للأسف .. ولا يجب أن يُنشر ..
بل ندعو ونحن موقنون بالإجابة .. ونعلم أن ما ذ ُكر من صيغ الأذكار والآيات والأحاديث في ذلك :
إنما هي أسباب ..
فإذا أراد الله تعالى بحكمته الاستجابة : أجاب .. وإلم : فلا ..
والخلاصة :
أ ُحب أن يلتزم المسلم في ذلك بما يصح من أحاديث عن النبي في بعض فضائل الآيات والسور ..
وقد ذكرها وجمعها العلماء مشكورين ..
ولا يقرر من عند نفسه فضائل وقوى خفية وأسرار لآيات وسور بعينها ..
وإنما إن نفعه شيء منها مرة : فيمكنه تكراره تبركا ًمن غير الجزم بخصوصيته ..
وليصرف همته الحقيقية في الأخذ بأسباب استجابة الدعاء مما ذكرته لك بالأعلى ..
والله عز وجل أعلى وأعلم ..
-------
------------

3)) وهل القرآن شفاء للصدور فقط ؟؟.. أم يشمل غير ذلك أيضا ً؟؟..

القرآن الكريم فيه شفاء متنوع بحسب الحاجة إليه وصدق توجه قارئه به إلى الله ..

ففيه شفاء معنوي للصدور والقلوب ..
ونفسي : باستقرار النفوس وبعث الاطمئنان فيها عند تلاوته ..
وفيه شفاء من العين والحسد وشر الجن ..
وأخيرا ً: فيه شفاء من المرض أيضا ًكرقية شرعية .. وكما في حديث اللديغ الذي رقاه الصحابي بسورة الفاتحة فبرأ ..
وقد جربت شيئا ًمن ذلك على نفسي وولدي والحمد لله ..
وشهادات أهل العلم والصادقين في كل تلك الأنواع من شفاء القرآن كثيرة متواترة ..
والله تعالى أعلى وأعلم ..
------
-----------

4)) وهل تـُعكر الحاجة الدنيوية للعبد : صفاء دعائه وذكره لربه ؟..

لا ..
بل دعاء الله عز وجل : هو قمة التعبير عن العبودية لله والاعتراف به المتصرف الأوحد في مخلوقاته وإفراده بذلك !
يقول رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم : " الدعاء هو العبادة " !!!..
رواه البخاري في الأدب المفرد .. ورواه أحمد والترمذي وأبو داود والنسائي وابن ماجه وصححه الألباني ..
وذلك لأنك لن تدعو الله : إلا إن كنت مؤمنا ًبه ربا ًومتصرفا ًوحيدا ً.. بل : وقد تسهو في صلاتك او ترديد أذكارك إلخ .. ولكنك أبدا ًلن تسهو في دعائك لانصراف تفكيرك فيه بالكلية ..

بل دلت الأحاديث الصحيحة والآيات عن محبة الله تعالى لدعاء عباده له في أمور الدنيا والدين والآخرة لا فرق !!..
فهو العاطي سبحانه !!!..

والخلاصة :
لا حرج في الجمع في الدعاء بخيري الدنيا والآخرة .. والجمع بين سؤال الله محبته ومغفرته وسائر القربات القلبية : وسؤاله من خير الدنيا الحلال ..
وإنما يستحي بعض مَن اشتدت محبته لله أن يذكر في مناجاته له شيئا ًمن حطام الدنيا الزائل ..
ولكن هذا ليس الأصل .. وإنما الأصل ما يباح لكل مسلم دون فرق ..
وهو ما ذكرته لك من جواز جمع العبد أو الداعي بين خيري الدنيا والآخرة من ربه :
وإلا : فممَن يطلب ؟!!..
< ولاحظ أن المحب قد لا يطلب طلبا ًغاليا ًممَن يُحب إلا في أكثر ساعات القرب والصفاء والرضا >
وهذا رابط جيد عن فضل الدعاء عموما ً:
http://www.da3y.org/d3.php

والله تعالى أعلى وأعلم ...

سبح الله تغنم
02-27-2012, 01:08 AM
والله سأنسخ ردكم الكريم للرجوع إليه كل فترة فبارك الله فيكم أخى الكريم كلامك هام جدا بالنسبة لى..جزاك الله خير الجزاء على الرد الوافى وتصحيح العقيدة لى فهذا ما كنت اخشاه وأخاف منه أن يكون هناك شئ فى العقيدة ....وأثلجت صدرى بكلماتك الأخيرة عن جواز طلب العبد من الله فى كل حال فحقيقة أعترف اننى مقصر جدا فى طلب العلم الشرعى النقى من مصادره..

السلام عليكم

علي الادربسي
03-03-2012, 03:03 AM
السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته
بعد متابعة موضوع التوبة استادي اريد صراحة السؤال عن مشكلة الشرك بالله و التوبة فيها فالبعض يقول انه لا يغفر من اشرك بالله و لكن البعض يقول انه نسخت الاية و اصبح باب التوبة مفتوح امام اي دنب .
و بالنسبة لشروط التوبة التي يكون سببها معصية بينك و بين الخالق سبحانه و تعالى ادا متلا كنت صادق في انك لن ترجع لنفس المعصية و لكن لسبب ما بعد دعائك سقطت في المعصية هل التوبة الاولى تقبل لانك طبعا كنت مخلص النية بانك لن تعود لها.
و جازاك ربي الخير عنا.

إلى حب الله
03-03-2012, 11:44 AM
أهلا ًبك أخي الحبيب علي ...
بالنسبة لما سألت ...
فيمكن تقسيمه لجزئيتين ...

1...

اريد صراحة السؤال عن مشكلة الشرك بالله و التوبة فيها فالبعض يقول انه لا يغفر من اشرك بالله و لكن البعض يقول انه نسخت الاية و اصبح باب التوبة مفتوح امام اي دنب

أقول ...
هناك آية ٌ: يخلط البعض في فهمها .. ويظن أنها تشمل الشرك أيضا ًفيغفره الله !!!..
في حين أن الشرك وكما وصفه لقمان الحكيم : ليس بذنب ولكنه : " ظلم عظيم " !!!..
ووصفه تعالى بأنه : " إثما ًعظيما ً" !!!.. وأن صاحبه لم يضل فقط بل ضل : " ضلالا ًبعيدا ً" !!!..
والحقيقة : أن الآية مُوجهة لعباد الله المؤمنين : يُطمئنهم على أنه أي ذنب مهما بلغ : تمحوه رحمة الله عز وجل ..
يقول تعالى :
" قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم (أي بالذنوب) : لا تقنطوا من رحمة الله : إن الله يغفر الذنوب جميعا : إنه هو الغفور الرحيم " !!..
الزمر 53 ..
أقول ...
فهذه الآية خاصة بعباد الله المؤمنين به .. والموحدين له .. فهو يخاطبهم وهم يعرفون أن لله الواحد رحمة :
" لا تقنطوا من رحمة الله " !!!.. ويخاطبهم وهم يعرفون أنه غفور رحيم " إنه هو الغفور الرحيم " !!..
فهؤلاء هم العباد المذكورون في الآية " قل يا عبادي لا تقنطوا من رحمة الله " !!.. ويدل على ذلك أكثر :
الآية التي بعدها :
" وأنيبوا إلى ربكم : وأسلموا له : من قبل أن يأتيكم العذاب : ثم لا تنصرون " !!!.. الزمر 54 ..

فبماذا نفسر إذا ًتلك الإنابة والتسليم لله : إذا كان العباد هنا مشركين - وسيظلوا مشركين ؟!! - !
إذا ًالمُخاطب هنا بغفران الذنوب جميعا ً: هم العباد المؤمنين بالله ..
فمجرد توحيدهم الخالص لله : ومهما بلغت ذنوبهم : يُنجيهم يوم الحساب ويوم القيامة !!!..
وقد تواترت الكثير من أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم في بيان ذلك ..
منها حديث البطاقة (وهو العبد الذي مُدت له صحائف أعماله بالسيئات يوم القيامة مد البصر : فأطاحت بهم بطاقة لا إله إلا الله)
ومنها حديث إخراج الله تعالى المؤمنين الموحدين من النار بعدما امتحشوا بمثقال ذرة إيمان ٍوتوحيد في قلوبهم !!!..
وهكذا ..

أما المشركون ...
فمن المعلوم أصلا ًأنه بمجرد دخول الواحد منهم في الإسلام :
فإن الله تعالى بكرمه وجوده ورحمته ولطفه : يغفر لهم كل ما سبق من شركهم وذنوبهم : بالغا ًما بلغت !!!..
بل : ويقلبها لهم حسنات أيضا ً!!!.. هل تتخيلون ذلك ؟!!!..
وكأنه يعوضهم سبحانه في لمحةٍ لطيفة ٍعن سنوات عمرهم التي قضوها في الكفر والشرك بلا حسنات إيمانية !!!..
يقول عز وجل في الآيات الجميلات من أواخر سورة الفرقان عن عباد الرحمن وهو يصف التائبين من الشرك وأكابر الذنوب :
" والذين لا يدعون مع الله إلها آخر : ولا يقتلون النفس التي حرم الله : إلا بالحق .. ولا يزنون .. ومَن يفعل ذلك : يلق أثاما ..
يُضاعف له العذاب يوم القيامة : ويخلد فيه مهانا .. إلا مَن تاب .. وآمن .. وعمل عملا صالحا .. فأولئك :
يُبدل الله سيئاتهم حسنات !!!.. وكان الله غفورا رحيما ..
ومَن تاب وعمل صالحا : فإنه يتوب إلى الله متابا " الفرقان 68 : 71 ..

ويُلخص لنا كل ما سبق قول الله تعالى الواحد الصريح في استثناء المشركين من رحمته ومغفرته لذنوبهم :
" إن الله لا يغفر أن يشرك به : ويغفر ما دون ذلك لمَن يشاء : ومَن يشرك بالله فقد افترى إثما عظيما " !!!..
" إن الله لا يغفر أن يشرك به : ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء : ومَن يشرك بالله فقد ضل ضلالا بعيدا " !!!..
والآيتان من سورة النساء ..

وأما آخر ملحوظة هنا بالنسبة للشرك قبل الانتقال إلى جزئية سؤالك الثانية أخي ...
فهي أن من المسلمين مَن قد يُصيب الشرك أيضا ًوالعياذ بالله ..
فمنهم مَن يُصيب شركا ًأكبرا ً: وهو مساواة أحد خلق الله بالله وهو يعلم ..
فيسجد له !!.. ويذبح له !!.. وينذر له !!!.. ويدعوه ويستغيث به من دون الله !!.. ويتوجه إلى قبره في الصلاة بدلا ًمن التوجه للقبلة في مكة !!.. ويطيع أوامره وحكمه ويترك حكم الله وهو قادر على ألا يفعل إلخ
فهذا شرك أكبر مخرج من ملة الإسلام والعياذ بالله .. مع علم صاحبه ..
أما لو كان مسلما ًجاهلا ًوعُلم منه تلك الأفعال : فيُجلس معه لتعليمه دينه وتوحيد ربه ..
فإن فهم وثاب إلى إيمانه .. فبها ونعمت .. وإن كابر وعاند : فهو مشرك بالله تعالى : لا يُزوج من المسلمين ولا يرثهم ولا يُدفن في مدافنهم .. وهذا ما نستطيعه الآن .. أما لو طـُبق عليه حكم الإسلام بالفعل - اللهم أعد لنا خلافة ًإسلامية ًراشدة تطبق شرعك وحدودك - فهو يُقتل ردة بعدما يُستتاب ويرفض .. وذلك : حتى لا يتعدى شره وكفره إلى غيره ..

هذا ..
مع العلم بأن هناك شرك آخر خفي : يقع فيه الكثير من المسلمين للأسف وأكثره عن غير قصد ..
وهذا الذي أمرنا النبي صلى الله عليه وسلم وأرشدنا أن نتعوذ بالله منه ..
وهو أن تشرك في عملك بالله أحدا ًمن عبيده !!!.. فتـُطيل أو تـُحسن مثلا ًمن صلاتك : لأن فلانا ًينظر إليك !!!..
أو تقول مثلا ً: لولا الطبيب لكنت مت : والصواب أن تقول : لولا الله ثم الطبيب لكنت مت ..
أو الأفضل منها : لولا أن الله تعالى هيأ لي الطبيب فلان أو يسره لي لكنت مت ..
فمثل هذه الأخطاء : ندعو الله تعالى أن يغفرها لنا وأن يتجاوز عنا فيها وعن زلات ألسنتنا ..
مع محاولتنا الجاهدة دوما ًللتخلص منها ومن جريان العادة بها ..

ودليله ما جاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه خطب الناس يوما ًفقال :
" يا أيها الناس : اتقوا هذا الشرك !!.. فإنه أخفى من دبيب النمل ..
فقال له مَن شاء الله أن يقول : وكيف نتقيه وهو أخفى من دبيب النمل يا رسول الله ؟!!!.. قال :
قولوا : اللهم إنا نعوذ بك من أن نشرك بك شيئا نعلمه .. ونستغفرك لما لا نعلمه " ..
رواه أحمد والطبراني وحسنه الألباني لغيره ..

وجاء عنه أيضا ًقوله :
" الشرك الخفي : أن يقوم الرجل يُصلي : فيـُزين صلاته : لما يرى من نظر رجل " !!!..
رواه ابن ماجه وحسنه الألباني ..

فمثل هذا الشرك الخفي يغفره الله تعالى ويتجاوز عنه مع استغفارنا منه ..
والله تعالى أعلى وأعلم ..

2...

و بالنسبة لشروط التوبة التي يكون سببها معصية بينك و بين الخالق سبحانه و تعالى ادا متلا كنت صادق في انك لن ترجع لنفس المعصية و لكن لسبب ما بعد دعائك سقطت في المعصية هل التوبة الاولى تقبل لانك طبعا كنت مخلص النية بانك لن تعود لها.
و جازاك ربي الخير عنا.

نعم أخي الحبيب ..
التوبة الأولى تـُقبل : طالما كنت صادقا ًفيها ..
ويقبل الله تعالى مثلها ألف ألف توبة وأزيد : طالما كنت كل مرة صادقا ًفي توبتك عازما ًعلى عدم العودة :
ثم غلبتك نفسك الأمارة بالسوء وشهوتك أو جهلك ..

يقول رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم :
" إن عبدا أذنب ذنبا .. فقال : رب ! أذنبت .. فاغفره (ودل ذلك على علمه بالله وإيمانه به وأنه وحده يغفر الذنوب ولم ييأس أو يقنط من رحمة الله كما يفعل الكافرون أو الملحدون) .. فقال ربه : أعلمَ عبدي أن له ربا يغفر الذنب ويأخذ به ؟ (أي يُشهد الله تعالى ملائكته على إيمان ذلك العبد .. ويأخذ به أي : يُعاقب عليه) .. غفرت لعبدي .. ثم مكث ما شاء الله (أي مر من الوقت ما شاء الله) .. ثم أذنب ذنبا (أي ذلك العبد مرة ًأخرى) .. فقال : رب ! أذنبت ذنبا .. فاغفره .. فقال ربه : أعلمَ عبدي أن له ربا يغفر الذنب ويأخذ به ؟.. غفرت لعبدي .. ثم مكث ما شاء الله .. ثم أذنب ذنبا .. قال : رب ! أذنبت ذنبا آخر : فاغفر لي .. فقال : أعلمَ عبدي أن له ربا يغفر الذنب ويأخذ به ؟.. غفرت لعبدي : فليفعل ما شاء " !!!..
رواه البخاري ومسلم ..

ومعنى قوله : " فليفعل ما شاء " : ليست دعوة لارتكاب المعاصي والذنوب كما قد يفهم الجُهال !!..
وإنما معناها أني لن آخذه بذنوبه وسأقبل توبته فيها : ما دام يتوب لي في كل مرة ً: صادقا ً: يحذر أن آخذه بذنبه ..

والله تعالى أعلى وأعلم ..

علي الادربسي
03-03-2012, 04:13 PM
اللهم أعد إلينا خلافة ًإسلامية ًراشدة تطبق شرعك وحدودك


جازاك الله كل الخير استادي و وفقك للجنة و رفقة الحبيب المصطفى رسولنا و حبيبنا عليه افضل الصلوات و التسليم
استفدت من سؤالك استادي و شدتني هده الجملة بالظبط اقسم بالله اني احلم ان اعيشها يارب أطل في عمري و عمر استادي و جميع المسلمين حتى نشهد هدا اليوم و نشهد عودة عز المسلمين .