ذو البصيرة
02-24-2012, 08:02 PM
قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: " خيركم قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ، قال عمرانُ : لا أدري أذكر النبي صلى الله عليه وسلم بعدُ قرنينِ أو ثلاثةً ، قال النبي صلى الله عليه وسلم : إنَّ بعدَكُم قوماً يخونون ولا يُؤْتَمنونَ ، ويشهدون ولا يُسْتَشهدون ، ويَنْذِرونَ ولا يِفونَ ، ويَظْهَرُ فيهِمُ السِّمَنُ "
كان هذا الحديث (بمختلف رواياته) إنطلاقة للمدرسة السلفية في مفاهيمها الفقهية و منهج إستقرائيها في العلم الشرعي للأيات و النصوص، و بناء عليه تمت صياغة مفهوم هذا المصطلح الذي أرى أنه قد تحول عن مساره بشكل عجيب، فهو تارة يشير إلى خير القرون و أفضلها (يضل معيار الأفضلية شيئ غامض)، و لكنه أحيانا يشير إلى مدرسة تدعي أنها الخلف الشرعي للسلف الصالح لأنها تمشي بخطاه في محاكاتها للنص الشرعي، و القصة طويلة و بدون شك هي لا تخفى عليكم.
و لكن (و أنا هنا لأستشير و أسأل، لا لأتحدى!) من أين فهم رجال ديننا أن هذا الحديث يلزمنا بمفاهيم القرون الثلاثة التي تلت الرسول عليه الصلاة و السلام، و أن أفضليتها كانت في فهمها للنص و صياغتها للمفاهيم الفقهية و الشرعية؟ بذلك يكون مفهوم السلفية قد تحول إلى مفهوم مدرسي خالص، في حين أن سياق الحديث يشير إلى معيار أخلاقي محض، حيث يفشو الكذب و تختفي الأمانة في القرون المقبلة كما هو وارد في الكثير من الروايات، أي أن الذي كان موجود عند خير القرون و لم يكن موجودا عند غيره لم يكن هو الفقه الشرعي، و إنما الخلق، لأن الله تعالى عندما إمتدح رسوله الكريم لم يقل له: إنك لعلى فقه عظيم، أو، إنك لعلى علم عظيم، بل قال له: إنك لعلى خلق عظيم.
ألا يعني هذا أن معيار الأفضلية هو الصدق و الأمانة و الخلق، بعيدا عن المفاهيم الفقهية التي إستخلصها أهل تلك القرون من كتاب الله و سنة رسوله و التي ما فتئت تتغير و تزداد غنى يوما بعد يوم؟ هل يجوز لنا أن نأتي و نقول أن الإرث الفقهي للسلف هو الإرث الفقهي الصحيح، و أن غيره لا إعتبار له لأنه لم يأخذ المفاهيم الفقهية للسف بعين الإعتبار؟ ألا يعني هذا أن المدرسة السلفية مدرسة قائمة على أساس مغلوط؟
كان هذا الحديث (بمختلف رواياته) إنطلاقة للمدرسة السلفية في مفاهيمها الفقهية و منهج إستقرائيها في العلم الشرعي للأيات و النصوص، و بناء عليه تمت صياغة مفهوم هذا المصطلح الذي أرى أنه قد تحول عن مساره بشكل عجيب، فهو تارة يشير إلى خير القرون و أفضلها (يضل معيار الأفضلية شيئ غامض)، و لكنه أحيانا يشير إلى مدرسة تدعي أنها الخلف الشرعي للسلف الصالح لأنها تمشي بخطاه في محاكاتها للنص الشرعي، و القصة طويلة و بدون شك هي لا تخفى عليكم.
و لكن (و أنا هنا لأستشير و أسأل، لا لأتحدى!) من أين فهم رجال ديننا أن هذا الحديث يلزمنا بمفاهيم القرون الثلاثة التي تلت الرسول عليه الصلاة و السلام، و أن أفضليتها كانت في فهمها للنص و صياغتها للمفاهيم الفقهية و الشرعية؟ بذلك يكون مفهوم السلفية قد تحول إلى مفهوم مدرسي خالص، في حين أن سياق الحديث يشير إلى معيار أخلاقي محض، حيث يفشو الكذب و تختفي الأمانة في القرون المقبلة كما هو وارد في الكثير من الروايات، أي أن الذي كان موجود عند خير القرون و لم يكن موجودا عند غيره لم يكن هو الفقه الشرعي، و إنما الخلق، لأن الله تعالى عندما إمتدح رسوله الكريم لم يقل له: إنك لعلى فقه عظيم، أو، إنك لعلى علم عظيم، بل قال له: إنك لعلى خلق عظيم.
ألا يعني هذا أن معيار الأفضلية هو الصدق و الأمانة و الخلق، بعيدا عن المفاهيم الفقهية التي إستخلصها أهل تلك القرون من كتاب الله و سنة رسوله و التي ما فتئت تتغير و تزداد غنى يوما بعد يوم؟ هل يجوز لنا أن نأتي و نقول أن الإرث الفقهي للسلف هو الإرث الفقهي الصحيح، و أن غيره لا إعتبار له لأنه لم يأخذ المفاهيم الفقهية للسف بعين الإعتبار؟ ألا يعني هذا أن المدرسة السلفية مدرسة قائمة على أساس مغلوط؟