المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : القرآن موجود وليس مخلوق فماذا سيكون..



مبلغ
02-29-2012, 02:44 AM
بسم الله و الحمد لله ،،
(ملاحظة : هذا الموضوع يحتاج إلى قراءة بتمعن وبدون استعجال)

قال الرحمن سبحانه ( قُل لَّوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَاداً لِّكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَن تَنفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَداً )

فهل المعجز هو كثرة الكلام.. كلا ، سبحان ربي لا ينبغي له ذلك...
بل المعلوم للعاقل أن البلاغة و البيان و الكمال في القول هو احتواء النبأ ( كامل مع البيان ) بأقل الكلمات..

لذلك فالمعجز في كلام الرحمن سبحانه أن ما تحتوي (معاني) كلماته في كتابه الذي أنزله على محمد عليه الصلاة و السلام أو في التوراة أو الإنجيل أو غير ذلك ، لا ينفد عطائها..مع الكمال في النبأ ..
كما أن الإنسان لا يكف عن الكلام ما دام يستطيعه من فطمه إلى لحده..! فليس المعجز هو عدد الكلمات..

قال المولى سبحانه
(وَكَتَبْنَا لَهُ فِي الأَلْوَاحِ مِن كُلِّ شَيْءٍ مَّوْعِظَةً وَتَفْصِيلاً لِّكُلِّ شَيْءٍ فَخُذْهَا بِقُوَّةٍ ...) الآية الأعراف 145
إذاً قد كتب الله سبحانه لموسى عليه الصلاة والسلام ، من كل شيء موعظة و تفصيلا لكل شيء .. على الإطلاق
فهل كلمات ألواح التوراة كعدد كلمات قراطيس البخاري و مسلم..!؟

لا شك أن الأمر هو العلم و النبأ في محتوى الكلمات ..
(وأقول معاني الكلمات لأن البعض في هذا الزمان يحسب أن الكلمة التي بلا معنى يصح تسميتها بـ كلمة..!)

وأما في قول العزيز الحكيم :
( وَلَوْ أَنَّمَا فِي الْأَرْضِ مِن شَجَرَةٍ أَقْلَامٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِن بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ مَّا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ )

فماذا سيكون دور الأقلام بهذا الكم العظيم مع ما يوحي الرحمن سبحانه لنبي من أنبياءه..!؟
هل دورها أن تكتب عدد كلمات الوحي.. ( أَمَّا اشتملت ) عليه كلمات الله سبحانه ..

ولذلك يجب أن يتوقف الظلم الذي نشأ عليه بعض الدعاة و المعلمين في حقبة من الزمان ومضى في مفاهيم كثير منا إلى اليوم وهو :
( توقيف محتوى آيات الكتاب الحكيم على ما فهمه فلان من المفسرين أو ما أستنبطه علان من الأولين )

وأقول ظلما لأن كثير من الدعاة وطلبة العلم لتطبيق تلك المبادئ .! يتسلط على أفكار و مفاهيم أخيه المسلم حتى يلزمه بما التزم به ويقنعه بما درس على يد معلمه و اقتنع به و إلا تراه يبدأ في تصنيف المخالف (لأمره ونهيه .!) وربما ينحرف عن دعوته و ( يباشر مهمة جديدة وهي الحرب الكلامية على ذلك المخالف حتى وإن انتهت إلى تفريق الدين.! )

قال المولى سبحانه ( وَقُلِ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ فَمَن شَاء فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاء فَلْيَكْفُرْ ...) الآية الكهف 29
يجب أن تكون هذه الكلمات هي القاعدة التي ينطلق منها كل مجتهد بالدعوة..

ولم يكن القرآن مملوكا لبشر حتى يقرر للأمة ما يجب ان تفهم منه ، ولم يخصص لفئة من الناس .. لذلك فلنتوقف عن ظلم أنفسنا وظلم أخواننا المسلمين..
ولنحذر من المشاركة في ابتداع (كهنوت إسلامي) يجعل من القرآن ألغازا لا يفسرها إلا الكهنة العارفين..!

قال المولي سبحانه ( وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ ) فلتفهم القرآن ما عليك إلا أن تقدس الكتاب الحكيم بقلبك وعملك وتؤمن أنه الحق المنزل لك من خالقك سبحانه ..
فلا تحتاج أي بشر لتفهم ما يأمرك به ربك ... فكلامه سبحانه منزل ( بلسان عربي مبين ) وهو الغاية في الكمال و البيان و الحكم في كل أمر..
ولنتذكر أن الظلم بتوقيف معاني الآيات على فهم المفسرين وهو لكل زمان ومكان ..، لم يمنع الموؤلين و المعطلين و محرفي الكلم عن مواضعه ، عما يفترونه أو يفهمونه..
كما أن الحق لن يتحول إلى باطل برأي أحد من الناس.. والهم من ذلك أن الوكيل هو الله سبحانه..

نعود لعنوان المقال و إذا كان ذلك الكتاب الموصوف بما سبق ليس بمخلوق ومع ذلك موجود نسمع آياته ونتلو منها ما نستطيع
فماذ سيكون وهو معجز إلى الحد الذي تطرقنا له وفيه تفصيل كل شيء .!
وهو حكيم و مجيد وغير ذي عوج وكتاب عزيز على الإطلاق... فليس من العجب ألا يكون مخلوقاً..

( بل إنه روحا منزل من ربك ) لا يعلم تأويله إلا الله سبحانه ،

قال الرحمن سبحانه :
( وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحاً مِّنْ أَمْرِنَا مَا كُنتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَكِن جَعَلْنَاهُ نُوراً نَّهْدِي بِهِ مَنْ نَّشَاء مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ )

( وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ )
والحمد لله رب العالمين..