المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ضحك ربنا من قنوط عباده



هذه سبيلي
03-12-2012, 04:56 AM
بسم الله الرحمن الرحيم


ضحك ربنا من قنوط عباده

عن أبى رزين قال :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم

( ضحك ربنا من قنوط عباده و قرب غيره ) ،

فقال أبو رزين :
أو يضحك الرب عز و جل ؟
قال عليه الصلاة و السلام :

( نعم )

فقال : لن نعدم من رب يضحك خيرا ) .

(صحيح الجامع)

و قال عليه الصلاة والسلام :

( عجب ربنا من قنوط عباده وقرب غيره ينظر إليكم أزلين قنطين
فيظل يضحك يعلم أن فرجكم قريب )
حديث حسن

والله إن قلب المؤمن ليستبشر ويفرح حين يعلم هذه الصفة ،
وحين يؤمن بها فيشعر أن رحمة الله قريب ويشعرُ بصفات الجمالِ لله عز وجل..
وفيه إثبات ضحك الله عز وجل كما يليق بجلاله وعظمته.


فنجد أن الشدة حينما تقع على العبد ويشتد الألم ويشتد البلاء ،
حتى يظن العبد أن الأمر قد أنقطع وأنه لا سبيل الى الشفاء والفرج ،،،،


فيضحك الله عز وجل من قنوط عباده مع قرب الفرج، فالله عز وجل يضحك لمثل ذلك


فأعلم أنه ّإذا اشتد بنا الفقر ، أو اشتد بنا المصاب،
وحقد الحاقدين وعداوة الكاره الباغض تذكر ،
لعل ربي يضحك الأن من شدة ما ضَّر بنا ، وفرجه قريب


قال تعالى :

{ فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً * إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً{

و قد قال ان مع العسر يسرا و ليس بعد العسر يسرا تأكيدًا على أن العسر لابدَّ أن يجاوره يسر ,
فالعسر لا يخلو من يسر يصاحبه ويلازمه ...
و كل المآسي و ان تناهت فموصول بها فرج قريـــب .


ففي بطن العسر هناك يسر كثير وهذا وعد الله وسنته في عباده,
وقد قال المصطفى صلى الله عليه وسلم :

( أن الفرج مع الكرب )

وكلما اشتدت الأزمة كلما كان ذلك إيذانًا بانقضاءها وزوالها,
وأشد أوقات الليل حلكة هو ما يسبق طلوع الفجر , وما بعد الضيق إلا الفرج ...

كما أن حلاوة الفرج لا تكون الا لمن عرف العسر و الكرب قبله.

ويقول الشاعر في ذلك :


كن عن همومك معرضا *** وكِل الأمور إلى القضا
وابشر بخير عاجلا *** تنسى به ماقد مضـــى
فلربَّ أمرٍ مُسخـط *** لك في عواقبه رضى
ولربما ضاق المضيق *** ولربما اتسع الفضا
الله يفعل ما يشاء *** فلا تكوننًّ معترضا
الله عودك الجميل *** فقس على ماقد مضى.

و يقول آخر:


إذا ضاق بك الصدر***ففكر في ألم يشرح
فإن العســر مقرون***بيسرين فلا تبــرح
إذا أعضلك الأمـــر***ففكر في ألم يشرح

و الايمان بهذا يجعل العبد لا يتأثر
بلحظات العسر بل ينتظر اليسر القريب من الله ، فاللكرب نهاية مهما طال أمره ،
وان الظلمة لتحمل في أحشائها الفجر المنتظر .

وقال تعالى:

}وَلاَ تَيْأَسُواْ مِن رَّوْحِ اللّهِ إِنَّهُ لاَ يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ }
يوسف87
فلن تعدم خيرا من رب يضحك
فضحك الرب عز وجل يُشعر العبد برحمة ربه فمعرفتك بهذه الصفة لله عزوجل
تورثك حباً لله فإنك تعبد رباً يضحك ، تستبشر بذلك فيقوى عندكِ الرجاء فى الله


فأبشر بالفرج يامهموم أبشر بخيري الدنيا والآخره
اخذت الأجر وسياتيك فرج عظيم بإذن الله كالفجر الصادق

أبو القـاسم
03-12-2012, 10:00 PM
ماشاء الله تبارك الله , حين ذكرت ِ هذا الحديث الجميل تذكرت شهادة نبينا للجارية بأنها مؤمنة ..حين أشارت إلى السماء جوابا على سؤال :أين الله ..بوركت على هذا المقال الطيب يا أخت الإسلام

أبو عثمان
03-13-2012, 05:05 PM
غرغرت عيني
والله اني لأعجب كيف تستقيم عبادة الله بنفي صفاته , كيف يتلذذ الأشاعرة بعبادة ربهم وهم قد سلبوه من الصفات ؟!
والله لا اقولها محاججةً ولكن متعجّباً .

أبوأمير الحمصي
03-14-2012, 09:10 AM
الأخت هذه سبيلي... موعظة رائعة بارك الله فيك.... و ما أجمله من أسلوب في التعاطي مع هذه الأحاديث بعيداً عن الطرق الكلامية ###



والله اني لأعجب كيف تستقيم عبادة الله بنفي صفاته , كيف يتلذذ الأشاعرة بعبادة ربهم وهم قد سلبوه من الصفات ؟!
.
ثق تماماً أن الأشاعرة لا يواجهون هذا الاشكال الذي يتوهمه من لا يفهم عقيدتهم عنهم, بل لعل بعضهم ممن لم يفهم العقيدة السلفية يسأل نفسه نفس السؤال: ### هذا موقع على عقيدة أهل السنة والجماعة والتعريض بعقيدة السلف لا يسمح به ##

أبو القـاسم
03-14-2012, 06:32 PM
الإشكال موجود وقوي ويلزمهم لزوما لا ينفك عنهم , وذلك أن الأشعري يعطل حقيقة هذه الصفات ويحرف معناها إلى أشياء أخرى يدعيها لا سلطان له بها, فلا يمكن أن يستوي في استشعار حلاوة الإيمان مع من يتبع عقيدة الرسول(ص) وصحبه ويثبتها , وهذا كما نقول للمعتزلة (والأشاعرة يدخلون ) : نفي رؤية الله تعالى يوم القيامة أو تفريغها من مضمونها بجعلها رؤية غير بصرية , ينعكس أثره الكفري على القلب ولابد , فما دافعت به عنهم يبقى دعوى , كأي دعوى يطلقها أي أحد , ولكن نحن نقول :إن القر ان والسنة جاءا بإثبات ذلك لله تعالى فمن أثبته كما أثبته الله ورسوله وصحابته- والله أعلم حيث يجعل الحق في مواقع كلماته- : لا يستوي قطعا مع من حاول التقعر بتحريف المعنى وابتغاء تأويل ما ليس للعقل فيه مجال سوى التسليم بما ورد عن الشارع الحكيم العالم بما يقول , فهذا بنص القرآن منهج أهل الزيغ ..الإشكال كما قاله أخي أبو عثمان والتناقض يلزمهم وهو حقيقة ثابتة يقر بها من آب من علمائهم لمنهج الحق , أما كلامك عن الغلو في الإثبات عن السلف فمردود , فإن كنت تعني طائفة أخرى , فلا علاقة لنا بهم

أبو القـاسم
03-14-2012, 06:58 PM
وسأضرب مثلا للبيان :
يقول الله عز وجل "ثم استوى على العرش الرحمن فاسأل به خبيرا " ,هل الخبير بهذا :الله تعالى أم من يقول : الله لا داخل العالم ولا خارجه ولا فوق ولا تحت ؟!أم تراه يقول استوى أي استولى ؟ بين الله تعالى: من الخبير فقال جل ذكره"إن تدعوهم لا يسمعوا دعاءكم ولو سمعوا ما استجابوا لكم ويوم القيامة يكفرون بشرككم ولا ينبئك مثل خبير " فهذه الآية فيها تنبيه عظيم :ذكر صفة كونه مستويا على عرشه ثم نبه على أن الله تعالى أخبرُ واحد يصف نفسه, نبه مع كون المسألة مسلّمة! ..لهذا أجمع السلف إجماعا لا شك فيه قط : أن الاستواء صفة ثابتة لله تعالى , وأنه بمعنى العلوّ الحقيقي على العرش-كما قال أبو العالية ومجاهد وغيرهما من السلف وهؤلاء تلاميذ الصحابة- لأنهم سألوا الخبير سبحانه وتعالى كما أمر الله فوجدوه عز وجل يصف نفسه بذلك , أما الأشاعرة المتأخرون فنفوا ذلك وعدوه تجسيما! وخالفوا بذلك أبا الحسن الأشعري نفسه ..فلو أن الله سأل السلفي لم وصفتني بأني عال على العرش ؟ سيقول بكل يسر : وجدت ذلك في كتابك ياربي , ولكن لو سأل الأشعري :سيقول : نزهتك يارب ! فهذا عذر أقبح من الذنب "إنما يأمركم بالسوء والفحشاء وأن تقولوا على الله مالا تعلمون " (وقس عليها سائر الصفات) والحمد لله رب العالمين

واسطة العقد
03-16-2012, 01:50 AM
قال أحد الأخوة: " .و أما من انتقل في الاعتقاد من مرتبة العوام الى مرتبة أعلى فقد يجيبك قائلاً: المعنى الكلي الذي نفهمه هو الرضا, و الذي مرده في النهاية الى ارادة الخير."
عقيده السلف، هل هي موافقة لهذا؟

( آل ثاني )
03-16-2012, 02:34 AM
قال أحد الأخوة: " .و أما من انتقل في الاعتقاد من مرتبة العوام الى مرتبة أعلى فقد يجيبك قائلاً: المعنى الكلي الذي نفهمه هو الرضا, و الذي مرده في النهاية الى ارادة الخير."
عقيده السلف، هل هي موافقة لهذا؟

كلام باطل طبعاً لأن عقيدة السلف إثبات الصفة من غير تشبيه ولا تمثيل ولا تعطيل ولا تحريف كما هي عقيدة الرسول صلى الله عليه وسلم والصحابة رضوان الله عليهم , فالشاهد في هذا الحديث أن الصحابي أثبت الصفة بقوله ( لن نعدم من رب يضحك خيراً ) من غير تشبيه ولا تحريف ولاتعطيل ولاتمثيل امتثالاً لضرورات الشرع الدالة على تنزيه الله تعالى وعدم مشابهته لأي شيئ في الوجود حيث يقول تعالى ( ليس كمثله شيئ ) , ومن هنا نلاحظ أن عقيدة الصحابة رضوان الله عليهم هي عقيدة السلف كما تدل على ذلك الأحاديث.

أبو القـاسم
03-16-2012, 02:35 AM
أحسن الله إليك , إذا كان القائل نسب هذا إلى اعتقاد السلف فقد وهم وأخطأ في الفهم ,وذلك أن لازم الشيء يختلف عن الشيء, مثاله أن الإنسان قد يغضب فإذا غضب صار يزعق , أو يكسّر..فإذا فسر الغضب بأنه الزعيق مثلا أو التكسير كان تحريفا للمعاني, وتشويها للحقائق ,ولكن بعض الصفات يدرك منها العقل ما لايدركه من غيرها من جهة المعاني الكلية ,فالضحك صفة فعلية تقوم بالله عز وجل تدل على الرحمة أو نحو ذلك , ولكن لا نكيّف ,لهذا قال الإمام ابن خزيمة : (باب ذكر إثبات ضحك ربنا عز وجل بلا صفة-يعني بلا كيفية- تصف ضحكة جل ثناؤه لا ولا يشبه ضحكة بضحك المخلوقين...إذ الله عز وجل استأثر بصفة ضحكة لم يطلعنا على ذلك ) , على أن بعض الناس لا يستبين حقيقة خطورة التأويل ويظن المسألة اجتهادا سائغا , والحق أن منهج التأويل الكلامي من أحد أسباب انحطاط الأمة وهو من أبرز معالم الانحراف عن عقيدة أهل السنة والجماعة ..
-فالأشاعرة ينفون صفة الضحك بحجة التشبيه , وهذا يوقع في معضلات دينية خطيرة , منها مثلا:
1-أنه على كلامهم ,لو قيل :هل الله يضحك؟ , لكان مقتضى الأمانة والصدق والنصح أن يقال :لا! ..وهذا يتضمن التكذيب لله تعالى ورسوله ,فأبو رزين رضي الله عنه سأل رسول الله: أيضحك ربنا؟ قال: نعم ، قال: لن نعدم من رب يضحك خيرًا , وعلى مقتضى التقعيد الأشعري كان على رسول الله أن يقول له :استغفِر الله ! , أأنت مجسم حشوي !؟ ليكون أمينا في البلاغ ناصحا للأمة.. ,ولهذا لا أبالغ إذا قلت إن كل أشعري يشعر بالحرج عند ورود أمثال هذه الآثار الصحيحة , ووربما يقع في قلبه لوثة كراهية أن النبي صلى الله عليه وسلم نطق بها!! ..ولا أدل على هذا من قوانين اعتمدوها في عدم حجية الأحاديث الصحيحة بحجة أنها في العقائد..
2-وأن الحجة التي ساقوها وهي الفرار من التشبيه تلزمهم في عامة صفات الله جل ثناؤه , لا يند منها شيء عن هذا , مما يعني أن التناقض يلزمهم فيعود أثر هذا التناقض المنهجي سُبة على الإسلام نفسه , فحين يثبتون مثلا العلم ,يقال هذا تشبيه ! لأنّا نرى أن الإنسان يتعلم بحفظ معلومات في دماغه .., وكذلك البصر والسمع يتطلب العصب البصري ,وخلايا في العين تشمل الحدقة والشبكية ..إلخ ,فلو أن الإنسان التزم منهجكم كان واقعا في التناقض لا محالة , ولهذا أنكرت المعتزلة عامة الصفات فكانت أكثر انسجاما منهم من هذه الحيثية ..أكتفي بهذا في هذا المقام ..والله أعلم

ابن عبد البر الصغير
03-16-2012, 03:06 AM
أحسن الله إليك , إذا كان القائل نسب هذا إلى اعتقاد السلف فقد وهم وأخطأ في الفهم ,وذلك أن لازم الشيء يختلف عن الشيء, مثاله أن الإنسان قد يغضب فإذا غضب صار يزعق , أو يكسّر..فإذا فسر الغضب بأنه الزعيق مثلا أو التكسير كان تحريفا للمعاني, وتشويها للحقائق ,ولكن بعض الصفات يدرك منها العقل ما لايدركه من غيرها من جهة المعاني الكلية ,فالضحك صفة فعلية تقوم بالله عز وجل تدل على الرحمة أو نحو ذلك , ولكن لا نكيّف ,لهذا قال الإمام ابن خزيمة : (باب ذكر إثبات ضحك ربنا عز وجل بلا صفة-يعني بلا كيفية- تصف ضحكة جل ثناؤه لا ولا يشبه ضحكة بضحك المخلوقين...إذ الله عز وجل استأثر بصفة ضحكة لم يطلعنا على ذلك ) , على أن بعض الناس لا يستبين حقيقة خطورة التأويل ويظن المسألة اجتهادا سائغا , والحق أن منهج التأويل الكلامي من أحد أسباب انحطاط الأمة وهو من أبرز معالم الانحراف عن عقيدة أهل السنة والجماعة ..
-فالأشاعرة ينفون صفة الضحك بحجة التشبيه , وهذا يوقع في معضلات دينية خطيرة , منها مثلا:
1-أنه على كلامهم ,لو قيل :هل الله يضحك؟ , لكان مقتضى الأمانة والصدق والنصح أن يقال :لا! ..وهذا يتضمن التكذيب لله تعالى ورسوله ,فأبو رزين رضي الله عنه سأل رسول الله: أيضحك ربنا؟ قال: نعم ، قال: لن نعدم من رب يضحك خيرًا , وعلى مقتضى التقعيد الأشعري كان على رسول الله أن يقول له :استغفِر الله ! , أأنت مجسم حشوي !؟ ليكون أمينا في البلاغ ناصحا للأمة.. ,ولهذا لا أبالغ إذا قلت إن كل أشعري يشعر بالحرج عند ورود أمثال هذه الآثار الصحيحة , ووربما يقع في قلبه لوثة كراهية أن النبي صلى الله عليه وسلم نطق بها!! ..ولا أدل على هذا من قوانين اعتمدوها في عدم حجية الأحاديث الصحيحة بحجة أنها في العقائد..
2-وأن الحجة التي ساقوها وهي الفرار من التشبيه تلزمهم في عامة صفات الله جل ثناؤه , لا يند منها شيء عن هذا , مما يعني أن التناقض يلزمهم فيعود أثر هذا التناقض المنهجي سُبة على الإسلام نفسه , فحين يثبتون مثلا العلم ,يقال هذا تشبيه ! لأنّا نرى أن الإنسان يتعلم بحفظ معلومات في دماغه .., وكذلك البصر والسمع يتطلب العصب البصري ,وخلايا في العين تشمل الحدقة والشبكية ..إلخ ,فلو أن الإنسان التزم منهجكم كان واقعا في التناقض لا محالة , ولهذا أنكرت المعتزلة عامة الصفات فكانت أكثر انسجاما منهم من هذه الحيثية ..أكتفي بهذا في هذا المقام ..والله أعلم

بارك الله فيك هذا كلام عارف، وإلزامات قاصمة نسأل الله المغفرة لهم وأن يردهم ردا جميلا .