المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : هل غفران الذنوب ذريعة للمعصية



المستمع
03-16-2012, 01:26 PM
هل الاستدلال بأن الله يغفر الذنوب جميعا ماعدا الشرك ذريعة لفعل المعاصي؟

سئل فضيلة الشيخ الدكتور صادق البيضاني السؤال التالي :
س: أحد الإخوة يعمل المعاصي وربما كبار المعاصي فإذا نصح قال إن الله يغفر كل الذنوب ما عدا الشرك واستدل بقوله تعالى: " إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ( ) ذَلِكَ لِمَن يَشَاءُ "( ) فما توجيهكم حفظكم الله ؟

فأجاب فضيلته بالآتي :

هذا على خطر عظيم فما يدريه أنه ممن شاء الله له بالمغفرة ربما أنه ممن لم يشأ له ذلك فينبغي عليه أن يتقي ربه وألا يأمن مكره جل في علاه فالأمر خطير جد خطير .
قال تعالى: " أَفَأَمِنُواْ مَكْرَ اللّهِ فَلاَ يَأْمَنُ مَكْرَ اللّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ "( ).
وإصراره على ذلك لا يبشر إلا بالشّر إلا أن يتوب إلى الله ويستغفر ربه, فإنه عاص لله ولرسوله ومن كان كذلك فقد أطاع الشيطان واتخذه وليًا من دون الله وأغضب الرحمن وخسر الخسران المبين .
قال تعالى: " وَمَن يَتَّخِذِ الشَّيْطَانَ وَلِيًّا مِّن دُونِ اللّهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَانًا مُّبِينًا( ) "( ).
فيا سبحان الله كيف يأمن على نفسه من عذاب الله ووعيده, ونبينا وهو الصادق المصدوق الذي غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر لا يأمن على نفسه من عقاب الله وهو الذي يقول كما في الصحيحين من حديث أبي هريرة: " لن يدخل أحدًا عمله الجنة" قالوا: ولا أنت يا رسول الله قال: " لا ولا أنا إلا أن يتغمدني الله بفضل ورحمة( ) فسددوا( ) وقاربوا( )"( ) .
فالله الله في التوبة والإنابة الصادقة .
قال تعالى : " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَّصُوحًا عَسَى رَبُّكُمْ أَن يُكَفِّرَ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ يَوْمَ لَا يُخْزِي اللَّهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ نُورُهُمْ يَسْعَى( ) بَيْنَ أَيْدِيهِمْ( ) وبِأَيْمَانِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا( ) وَاغْفِرْ لَنَا إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ "( ), أسأل الله أن يرحمنا برحمته والله المستعان .

المصدر : السؤال الحادي والثلاثون من كتاب المنتقى من الفتاوى

سمير وهبه
03-22-2012, 05:36 PM
القول "لِمَن يَشَاءُ" يعود للشخص العاصي وليس لله تعالى
فإذا أراد العاصي أن يتوب عليه أن يعمل بأسباب التوبة (يشيئ) ولا يكفيه أن يريد ذلك فالذي ينتظر رحمة أرحم الراحمين الرحمان الرحيم يجب عليه أن يشاء ذلك أي يعمل للحصول على الرحمة وغفران الذنوب
فيكون معنى لمن يشاء أي لمن يعمل بالأسباب التي سخرها له تعالى
والله تعالى أعلم

اخت مسلمة
03-22-2012, 09:19 PM
القول "لِمَن يَشَاءُ" يعود للشخص العاصي وليس لله تعالى
بل تعود على الله تعالى غافر الذنوب ربّ المشيئة قال مطرف بن عبد الله بن الشخير: قال ابن عمر رضي الله عنه : كنا على عهد محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا مات الرجل على كبيرة شهدنا أنه من أهل النار حتى نزلت هذه الآية ( إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ) فأمسكنا عن الشهادات ! وحُكي عن علي رضي الله عنه أن هذه الآية أرجى آية في القرآن " ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء " . والرجاء يكون بالله عز وجل , وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ أي يغفر ما دون الشرك لأن اسم الإشارة ( ذلك ) يشير ويعود على الشرك الوارد في الآية ، لكنه مقيد بمشيئة الله بدليل قوله تعالى في الآية لمن يشاء ، والمحصلة أن الله يغفر إذا شاء ما دون الشرك ...اذن الشرط // هولِمَنْ يَشَاءُ أي من يشاء الله أن يغفر له !
ومثلها :ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ ...
وماتتحدث عنه تجده كمثال هنا :فَمَن شَاء فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاء فَلْيَكْفُرْ ..
(من يشاء) يمكن أن يعود إلى لفظ الجلالة (الله)، فيكون المعنى في ذلك الشأن، أَن الله هو الفاعل فلا يكون للعبد إرادة ولا مشيئة، وكذلك يمكن عودة الضمير إلى (من) فيكون العبد هو صاحب المشيئة والإرادة؛ فالقرينة هي التي تقرر الفاعل أو المقصود من الضمير أهو لفظ الجلالة (الله) أمّ (من) , وهي هنا وبكل وضوح عائِدة على الله عزّ وجل وليسَ على العبد , فمن الممكن أن يموت الإنسان وهو لايُشرك بربه أحدا , وقد اقترف من المغاصي والكبائِر الشيئ الكثير فهذا واقِعٌ تحتَ المشيئِة المعنيّة في الآية , والاّ من أينَ ستكون له مشيئة وقد أفضى ألى ماقدّم بعمله ؟

سمير وهبه
03-23-2012, 06:40 PM
بل تعود على الله تعالى غافر الذنوب ربّ المشيئة
, والاّ من أينَ ستكون له مشيئة وقد أفضى ألى ماقدّم بعمله ؟
ليس الهدف المعارضة ولكن مزيداً من التدبر
فحديث ابن عمر ومعظم ما ذكرته لا يتنافى مع ما أريد الوصول إليه
وللإجابة على السؤال
لننظر في العبارتين التاليتين من سورة الكهف
الأولى:
وَلَوْلا إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ قُلْتَ مَا شَاء اللَّهُ لا قُوَّةَ إِلاَّ بِاللَّهِ
والعبارة الثانية:
وَلا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فَاعِلٌ ذَلِكَ غَدًا (23) إِلاَّ أَن يَشَاء اللَّهُ
سنلاحظ أن الجنة العامرة بخيرات الله قد شاء لها الله تعالى وأصبحت خضراء يانعة وانقضى الأمر حيث "شاء" هنا فعل ماضٍ
أما في قوله تعالى "أن يشاء الله" فهو أمر مضارع أو مستقبل وعليه فإن مشيئة الله تعالى لم تحدث بعد فهي غداً... وهذه المشيئة الربانية ستكون على يد فاعلها الإنسان وهذه المشيئة الإنسانية ليست مستقلة أو كائنة إلا بمشيئة الله تعالى
فمثلاً شاء تعالى للسكين أن تذبح وهذا أمر مقضي ومنتهي ولكنه تعالى لم يشأ لها أن تذبح إسماعيل عليه السلام

بالعودة للموضوع
إِنَّ اللَّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاء وَمَن يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْمًا عَظِيمًا (48)
نجد منذ بداية الآية أن الله تعالى استخدم الفعل المضارع "يشرك" وليس أشرك كفعل ماضي لأنه يقبل توبة المشرك وليس كما حدث مع بني إسرائيل حيث قال لهم تعالى على لسان نبيهم موسى عليه السلام بعد أن أشركوا بعبادتهم للعجل قال لهم:{ فَتُوبُواْ إِلَى بَارِئِكُمْ فَاقْتُلُواْ أَنفُسَكُمْ } فالتوبة كانت بالقتل
أما نحن فكيف تكون توبتنا ؟؟!! لنقرأ الآيات التالية من سورة الفرقان:
وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ وَلا يَزْنُونَ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا (68) يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا (69) إِلاَّ مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا (70)
نلاحظ في البداية عدم الشرك ثم عدم القتل ثم عدم الزنى.. فمن يفعل ذلك منا نحن المسلمون يكون له العذاب مضاعف ثم ذكر لنا تعالى موجبات الغفران وهي التوبة والإيمان والعمل الصالح وذلك شرح لقوله تعالى { لِمَن يَشَاء } في الآية موضوعنا
.. من هنا نتيقن أن كلمة "يشاء" لن تكون إلا بالعمل وليس انتقاء لفلان عن فلان فكلمة "شاء" مقضية ومنتهية { فَمَن شَاء فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاء فَلْيَكْفُرْ } أما كلمة يشاء فتحدث بالعمل مستقبلاً
وصحيح أن صياغة الآيات(أو القرينة) توضح لمن تعود المشيئة ولكن التداخل في مشيئة الله تعالى ومن خلالها مشيئة البشر تجعل هنالك بعض اللبس في فهم المقصود
لدي بعض الاختلاف في العبارة (فلا يكون للعبد إرادة ولا مشيئة،) حيث للعبد إرادة مستقلة عن إرادة الله وللعبد مشيئة من خلال مشيئة الله فطالما أن مشيئة الله للسكين أن تذبح فهي ستذبح بيد العبد حتى لو لم يكن ذلك بمراد الله تعالى
والله تعالى أعلم