المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : من هم المسلمين أعداء الدين..!



مبلغ
03-30-2012, 03:51 AM
الحمد لله وكفى ، والصلاة والسلام على خاتم النبيين الذي اصطفى ، أما بعد ،،


قال الرحمن سبحانه :

(إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُواْ دِينَهُمْ وَكَانُواْ شِيَعاً لَّسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُم بِمَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ) الأنعام159

تلك هي البراءة الكاملة من الله سبحانه للرسول عليه الصلاة والسلام ، من كل الذين فرقوا دينهم و تخالفوا و تباغضوا فيه حتى صاروا إلى شعياً مختلفين ..
والذين فرقوا دينهم وكانوا شيعاً هم الذين اتخذوا لكلٍ طريقة وفهما و لكلٍ مذهبا وإماما ..!

مع أن الكتاب واحد والدين من الله واحد وهو الإسلام لأوامره وأحكامه سبحانه وتعالى ، سواء بالإيمان بأن الخير كله في الشكر و الطاعة لأوامر الرحمن ، أو الإسلام لأمره بدون تحريف ولا تأويل ، للنجاة من عقابه سبحانه وتعالى في الدنيا و الآخرة..

وقال المولى سبحانه :

بَلِ اتَّبَعَ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَهْوَاءهُم بِغَيْرِ عِلْمٍ فَمَن يَهْدِي مَنْ أَضَلَّ اللَّهُ وَمَا لَهُم مِّن نَّاصِرِينَ(29)فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفاً فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ(30)مُنِيبِينَ إِلَيْهِ وَاتَّقُوهُ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَلَا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ(31) مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعاً كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ(32) - الروم -

إذا تدبرنا الآيات من غير اتباع للهوى ، يتبين لنا بأن إتباع الأهواء ، هو الخضوع و الانقياد من الإنسان لما تهوى نفسه ، وهو ظلم حيث يقرر الإنسان الانقياد و الاتباع لما يرجح في نفسه ، من غير أن يتحقق هل ما استقر إليه من الحق و الواجب عليه ، أم هو من الاعتداء و الظلم والمعصية ، وهو من سلوك الظالمين حيث يجب على المسلم المستقيم أن يعمل دائما (بالتقوى من الله) و بالصبر و التحري اللازم لمعرفة ما إذا كان ما يتبعه من العدل أم من الجور والمعصية ، قبل الإقدام على أي ما يقول و يفعل ، وذلك هو تقدير المتقي قبل تقريره و تدبيره لأي حكم وقبل تنفيذه لأي ما يندفع إليه من رغبات نفسه..

وعكس ذلك هو الضلال ، وفي الآية الكريمة نبأ عن السلوك الصحيح والعمل المفروض من الله سبحانه على كل مسلم ، وهو إقامة الوجهة إلى الدين الحنيف في كل وقت و كل مكان وتحت أي ظرف ، وعدم الشذوذ عن الفطرة السليمة ، التي تُدين الإنسان بالتعبد في حياته الدنيا لمالك الملك سبحانه وتعالى وترك كل ما ينجذب إليه الإنسان من محدثات الأمور إذا كان فيها معصية أو مخالفة لما أمر به الله ورسوله..

ومنها أيضا ، نهيٌ عن إشراك أحد من الناس وكل ما دون الله سبحانه ، في طرق العبادة و أساليب الطاعة في كل أمور الدين وكل أحكام القرآن الكريم .. (والذي فيه كل ما يحتاجه المسلم ) ليستقيم على الدين القيم ، وليكون من عباد الله الصالحين ، وما تفريق الدين إلا بسبب الشرك الخفي الذي يتسلل إلى القلوب ، مع الإعجاب ببعض الآراء الشخصية الفردية أو بعض الحجج الفقهية التي تصدر عن داعية أو فقيه معلوم ومحبوب للنفس ، من سلوكه أو من تقييمنا وإعجابنا الشخصي بدينه.!

وهي ذاتها طريقتنا في تصنيف المسلمين إلى فرق و شيع و أتباع ، وتلك الطريقة هي ما حزب المسلمين إلى فرق ، مختلفين في مشاربهم الفقهية وطرق عباداتهم..
وهي ليست من النبي عليه الصلاة والسلام ولا من أصحابه من قبل الخلاف على الولاية وأحداث معركة الجمل.!

وذلك المنهج هو ما يغذي تفريق الدين ، ولا يزيد فيه إلا أن يتنافس فيه الدعاة والمعلمين المتحاربين فيما بينهم على مفهوم شيء من الدين ، فيتجادلون و يتخاصمون في كل محفل حتى يتفرق الناس فيما بينهم ، البعض بحسن النية فيمن يتبعه ، والبعض من بغضه لأتباع الآخرين..!

وكثير من الناس يتأثر بذلك المنهج تباعا لهواه أو خضوعا لمحبة معلمه أو إمامه سواء كان من الأحياء أو من الأموات ( من دون الوقوف عند آيات الكتاب الحكيم خالصة من غير شائبة في الفهم والتقديس ) ، فتراه يعمل بكل طاقته على دعم وتأكيد الفرقة والخصام..! وفي نفس الوقت يزعم أنه مجتهد بنصرته للدين.!
( مع أن تعاليم الدين تنهى و تحذر كل الحذر من التفريق و التشيع ومن تحزب المسلمين )

والحق أن من يفعل ذلك ما هو إلا متبع لما تهوى نفسه .! من رأي الدعاة أو المعلمين الذين أعجبوه من دون غيرهم من المسلمين ، و إلا لما رأيناه يسب أخيه المسلم الذي لا يقبل رأيه ولا رأي معلمه أو إمامه المحبوب.! ولما رأيناه يسمي أخيه المسلم بأسماء التفريق والتشييع مهما بلغ الاختلاف في الفهم والأسلوب في العبادة ، بل لو تخلص من ذلك ، سيكون متبعا لمنهج الأنبياء والمرسلين عليهم الصلاة والسلام ( الذين هم خير من تعبد لله سبحانه ، من البشر ) والذين لا يسبون حتى ما يُعبد من دون الله سبحانه ، ولا يسبون مشركا ولا فاسقا ولا كافرا من الناس ، بل يدعون إلى ربهم بالحكمة والموعظة الحسنة ، ويقيمون الحجة بالبرهان من آيات الله سبحانه ، ثم في أمر دعوتهم على ربهم يتوكلون .. هو الوكيل على الخلق سبحانه.

فلا يقهرون أحدا ليكون من المؤمنين ، ولا يجبرون أحدا ليكون من أتباعهم أو من أنصار فكرهم وآرائهم ، ذلك وهم الأنبياء والمرسلين المكلفين بتبليغ الرسالة وبنشر الدين والهدى إلى الصراط المستقيم..

والجدير بالذكر ، هو ما وصل إليه حالنا في هذا الزمان ، والثمن البخس الذي لا يكاد يبين لدماء المسلمين وأعراضهم وأموالهم..!
بسبب كثرة الخصام وشماتة كل حزب بحال الشيعة الآخرين ( وزيادة العداوة بين فرق المسلمين ) الذي فاقوا اليهود في السب والرد على كل صغيرة وكبيرة تزيد من العداوة والشقاق وتعمق جروح الأمة لكي لا تبرأ ولا تفنى بل تزيد و تدمى حتى أصبحنا ( أهون ما يكون بين الأمم )
وإلى الله نشكوا بثنا و حزننا ، والله المستعان على ما يصف المسلمون به إخوانهم المسلمين..

فلماذا لا نرجوا و نعمل لنخرج من هذا الضلال ، ولماذا لا نستقيم بوجوهنا إلى الدين القيم ونرجع إلى فطرة الرحمن الرحيم في التعبد له وحده ولما نزل في آيات كتابه..
لا نشذ في القول ولا في رد الفعل ، نلين ونرحم بعضنا البعض ، ننصح ونثني و نمدح لنصلح أخلاقنا وأحوالنا و لندعوا إلى الله سبحانه ( كما أمر تبارك وتعالى ) بالكلمة الطيبة وبالأسلوب الحكيم ..

لماذا لا نسمع ونطيع لأمر الله سبحانه وتعالى ، في الدعوة إليه ، ولا نستقيم في التوجه إليه سبحانه ، بأفعالنا ، كما فرض وكما يحب ويرضى تبارك وتعالى..

أليس حكم الله سبحانه ، من شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر.. فما بالنا بمسلم من إخواننا يؤمن بالله وبرسوله ولا نختلف عنه إلا في فهم مسئلة أو فقه طريقة عبادة لله وحده لا شريك له..
أليس هو أولى بلين الجانب و بالكلمة الطيبة والموعظة الحسنة ، من المشرك الوثني الذي أمرنا الله سبحانه بألا نسبه ولا نسب ما يدعو من دون الله..!
ألم يأمر الرحمن سبحانه ، موسى عليه الصلاة والسلام عبده و رسوله ، حبيبه وكليمه ، والذي اصطنعه لنفسه سبحانه ، من بين الخلق كآفة ، بأن يلين في القول مع ( فرعون الذي يقول للناس أنا ربكم الأعلى ).!

لماذا لا نعاهد الله ثم نعاهد أنفسنا بألا نفرق الدين ، بعد اليوم ، ولا نُحزب ولا نُصنف المسلمين ، وأن نعمل على تغذية الجماعة ، ولم شتات الأمة ، حتى يرضى عنا ربنا سبحانه وتعالى فنرجع إلى مكانتنا ونكسب دنيانا و آخرتنا ، ونكون ممن وعدهم الله سبحانه وتعالى واستحقوا العز والتمكين..

وفوق كل ذي علم عليم
والحمد لله رب العالمين