المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : سؤال عن السنة النبوية و آثار الصحابة و التابعين



الحقيقة غايتي
04-05-2012, 01:40 PM
الإخوة و الأخوات الأفاضل :

تشكل علي مسألة الموسيقا منذ زمن , فقلبي شغوف بحب آلة و العزف عليها و سماع كل ما يتعلق بها من أنواع الموسيقا... و رحت أبحث بين مختلف الفتاوى فلما وجدت من يجيزها او حسب تعبيره [حكمها الإباحة مع التقييد] فرحت بالفتوى و تصرفت وفقها.. لكن من حين لآخر أشعر أنني و بكل صدق : أخادع نفسي...
سؤالي لكم ليس عن فتوى فالفتاوى و مواقع الاستفتاء منتشرة على النت , السؤال علمي:
1- هل حديث رسول الله صلى الله عليه و سلم عن أقوام يستحلون الحر و الحرير و الخمر و المعازف يدل على تحريم الموسيقى عموماً أم تحريم مجالس السكر و الزنا و ما يصاحب ذلك من موسيقا و أغاني؟
2- هل قول الصحابي عبد الله بن مسعود بأن لهو الحديث في الآية الكريمة هو الغناء يعتبر حجة على المسلم؟ و كيف يتعامل المسلم مع أقوال السلف عموماً؟
و جزاكم الله كل خير

إلى حب الله
04-05-2012, 07:02 PM
أخي الكريم ....
لي مشاركتين سابقتين في موضوع شبيه بهذا : أرجو أن تفيدانك ولا سيما مع ضيق الوقت ...
--------


الأخت الكريمة ....
لا يُكلف الله نفسا ًإلا وسعها ...
فهناك بعض الموسيقى التي تكون جزءا ًمدموجا ًفي أحد المواد المرئية أو السمعية
الهامة : فالله عز وجل يتجاوز عنها بإذن الله ..
طالما لم يكن مقصودا ًسماعها لذاتها .. وخصوصا ًأن معظمها مقاطع موسيقية
بسيطة : قلما تجذب الانتباه لها مقارنة ًبالمادة الأصلية للاستماع أو المشاهدة ...

وقد كنت مُبتلىً قديما ًبسماع الأغاني والموسيقى للأسف : عربيها وعجمها !!!..
وسبب ذلك الابتلاء :
هو أني (وكطفل ومراهق وشاب مصري) :
لم أكن أسمع أحد المنصوبين في مناصب الأزهر والإفتاء : يتكلم أبدا ًفي حرمتها !!!..
رغم ما تضافرت به الأدلة من القرآن وصحيح السنة ( وخصوصا ًما صححه
الألباني من تضعيفات ابن حزم رحمهما الله للكثير من الروايات : ومنها الحديث الشهير
في البخاري ) ...
وأما معظم مُعاناتي الفعلية فكانت :
أني عندما كنت أستمع لأغنيةٍ ما أو موسيقى معينة أكثر من مرة :
فكنت لا أستطيع بعد ذلك إخراجها من رأسي !!!..
أو إيقاف تكرارها في عقلي رغما ًعني !!!!..
حتى أصابني ذلك بحزن ٍشديد : لأنها كانت تداهمني أيضا ًوقت الصلاة : وكنت
أعجز عن إيقاف ترددها بداخلي وقتها !!!...
ثم شاء الله عز وجل أن أشتري مطوية ًصغيرة الحجم جدا ً: ولكنها عظيمة النفع والله !
وكانت فيها أدلة نصوص التحريم باختصار ٍوإيجاز !!!..
وكنت أقرأها لأول مرة في حياتي !!!!..
ووقعت في قلبي : وخصوصا ً:
مع اهتزاز الثقة في شيخ الأزهر والمفتي : واللذان لا يتكلمان بكلمة عن مساويء التلفاز
والعُري والتبرج : في حين يفتحان النار على النقاب والحجاب !!!...
يشعر بهذا التناقض كل شاب في سن المراهقة !!!..
فرجعت يومها إلى بيتي ..
ثم أخرجت عشرات الشرائط من أدراج مكتبي :
ووضعتها جميعا ًفي كيس ٍأسودٍ كبير :
ثم ذهبت بها لأقرب مكان ٍللقمامة : فألقيتها !!!!!..
وهكذا وفي ثوان تركت (( شقى سنين عمري من تحويش بعض المصروف .. :)): )) :
تركته لله عز وجل :
فأعقبني الله تعالى لذة ًفي قلبي .. وراحة ًوخشوعا ًوتركيزا ًفي صلاتي ..
وابتعادا ًحتى عن أسماء المغنيين والمغنيات أن يشغلوا حيزا ًفي قلبي أو عقلي !!!..
وأعقبني أوقاتا ًمملوءة ًبالبركات (بعدما تركت التلفاز أيضا ً) :
فانصرف جل وقت فراغي بعدها للقراءة الدينية والعلمية والحمد لله :
حيث أكتشفت أننا فعلا ً( مُغيبون عن الوعي الديني والثقافي الحقيقي ) !!..
وأما أوقات الترويح عن النفس : فإما برامج الجرافك : وإما الأهل والأصدقاء والخروج
واللعب الطبيعي !!!!..
فهذا أفضل من تضييع الساعات في سماع شرائط الحزن عند الحزن !!!..
وسماع شرائط الفرح عند الفرح !!!..
واللتان في كلتا الحالتين كنت فيهما إنسانا ًسلبيا ًمنزوع الإرادة بالاستسلام للرقاد والاستماع !!!..
وبعد ترك الأغاني والموسيقى التي هي (تنويم وتخدير للروح) :
استمعت فترة ًللأناشيد الدينية (التي بدون معازف) ..
ثم حلاني الله عز وجل أخيرا ًبالقرآن ...
تلاوة ًوسماعا ً...
فصار يُغنيني عما سواه :
والحمد لله من قبل ومن بعد ....
-----
وأما إنكار المُنكر أختي الكريمة :
فهو درجات كما هو معلوم : أقلها : الاستنكار القلبي ..........
والأفضل منه ((( وإذا استطعتي أختي الكريمة وجاءتك الفرصة ))) :
هو إخبار مَن حولك أو مَن معك : بحُكم هذه الأشياء من القرآن والسنة ..
وهذا ما أفعله في حياتي والحمد لله ...
بالحكمة والموعظة الحسنة ..
في المواصلات (إذا تيسر ووجدت استجابة وقبول) : وفي العمل ومع الأقارب ...
ولكن مع ملاحظة أني قبل كل هذا :
التزمت بذلك بنفسي (فلا يصح أن ننكر المنكر ونأتيه !!) :
حتى صار لي علامة ًوسط معارفي وزملائي وأصدقائي وأقاربي :
فإما أراحوني بعدم إيذائي بالأغاني والموسيقى لمحبتهم واحترامهم لي ...
وإما صدقوني عندما أ ُخبرهم عن حُكمها : وعن اللذة والفوائد التي ستصيبهم
عند التخلي عنها : وذلك لأنهم رأوني ابتداءً: قد تركتها !!!..
----
وأما آخر النصائح لك أختي الكريمة ولكل أخ أو أخت :
أنه هناك بعض الأفعال البسيطة جدا ًوالتي لا نلقي لها بالا ًللأسف :
ولكنها من الدعوة لترك هذا المنكر من الأهمية بمكان !!...
فمثلا ً:
1))
وجود مجموعة من الشرائط القرآنية الحسنة الصوت أو الخطب والدروس الدينية
النافعة معك : حيث يمكنك عرضها على السائق في المواصلات : أو على الزملاء
في العمل : أو على الأقارب في الزيارات :
فربما ذاقوا على يديك : مالم يذوقوه أصلا ًقبل ذلك ولم يعرفوا لذته والله !!!..
2))
الثناء على السائق : إذا ما كان يُشغل قرآنا ًابتداءً ..
أو قام بتغيير الأغاني والموسيقى إلى القرآن أو الخطب ..
وكذلك الزملاء أو الأصدقاء والمعارف :
فإن الثناء : يطبع في النفس طابع المعروف ويؤصل لديها فعل الخير ويُشعرها بعاجل
ثمرته في الدنيا ...
ويُشجع الغير على تكرار هذا الفعل الحسن مرات ومرات ...
3))
يمكن للمتضرر من الأغاني أو الموسيقى (سواء في المواصلات أو أماكن الانتظار .. إلخ)
أن يُخرج من جيبه مصحفا ًصغيرا ً: ليبدأ في القراءة فيه بصوتٍ خفيض (حتى لا يؤذي
مَن حوله : فإيذاء الآخرين بعلو صوت القرآن مكروه) :
مع الثقة تماما ًبتغير الحال تدريجيا ًأو فجأة ًإن شاء الله !!..
فإما سيشعر السائق أو صاحب الموسيقى والغناء بضرر ذلك عليك : فيستحي ...
وإما سيُذكره منظرك وأنت تقرأ في المصحف بالله : فينزوي ..
وإما استحثه على كل ذلك : أحد الراكبين أو الجالسين الأفاضل : وهم كثر بفضل الله :
والذين لو حتى لم يفعلوا ذلك بدافع الدين :
فسوف يفعلونه بدافع الحرية الشخصية : والتي تعدى عليها هذا المُشغل للموسيقى أو
الغناء بصوتٍ مرتفع : وكأنه قد حصل على موافقة خطية مُسبقة منكم بما يفعل !!!...
وكثيرا ًما كنت أذكر في هذا الموقف حديث النبي في الصحيح :
" فيأتي وقد ضرب هذا وشتم هذا وأخذ مال هذا ... فيأخذ هذا من حسناته وهذا من حسناته ...
حتى إذا فنيت : أ ُخذ من سيئاتهم : فطـُرح عليه : فطرح في النار !!.. " والعياذ بالله ..
فكثيرا ًما نفعني ذكر هذا الحديث في مَن يؤذي مَن حوله بسماع المُحرم أو بتدخين السجائر !
----
وأخيرا ً:
فإن قراءة القرآن بصوتٍ خفيض ((وهو الذي تسمعه في نفسك : وبالكاد يسمعه مَن بجوارك))
أقول إن تلك القراءة (( وعن تجربة )) :
تحمي المسلم من تعلق مثل هذه الأشياء في عقله وقلبه : وترددها بداخله بعد ابتعاده عنها
أو ابتعادها عنه !!!...

وآخر دعوانا :
أن الحمد لله رب العالمين ...

-------
-----------

بسم الله الرحمن الرحيم ..
إجمالا ًلنقطتين وردتا في كلام الأخين الفاضلين ...
فأقول حسب علمي المتواضع :

النقطة الأولى :
حيث نجد أن العلماء الذين اتفقوا على تحريم المعازف (أي الموسيقى) :
بسبب النصوص الصريحة الواردة في ذلك :
إلا أنهم قد بينوا أنه يُستثنى من ذلك التحريم : ما استثناه النبي صلى الله عليه وسلم :
مثل :
ضرب النساء على الدف في الأفراح والأعراس (( وخـُصص ذلك بالنساء فقط وفي جمع ٍمنهن )) ..
ومثل ما يقع منه من الأطفال الصغار على سبيل اللهو : لا على سبيل المهنة أو التعلم ..
ويُباح للجواري (أي البنات) الصغار الغناء أيضا ًأيام العيد وفي الأفراح والأعراس قياسا ً..
(لأنه يجوز في حق الأطفال في بعض المسائل (مثل التصوير كالرسم والعرائس ونحوه) : ما لا يجوز للكبار ..
وللمزيد من التفاصيل يُرجى مراجعة كتاب الشيخ الألباني رحمه الله :
" تحريم آلات الطرب : أو : الرد بالوحيين وأقوال أئمتنا :
على ابن حزم ومقلديه المبيحين للمعازف والغنا :
وعلى الصوفيين الذين اتخذوه قربة ودينا " ..
-----
وأما النقطة الثانية :
وهي ما ورد من تكفير بعض الأئمة والعلماء لمستبيح مطلق المعازف :
فيجب الفهم أن منهم مَن قال ذلك :
فإنما عنيَ به :
مَن عرف أدلة التحريم : وصحت عنده دلالتها : ثم استباح الحل : وضرب بكل ما وصله من تلك
الأدلة (قرآنا ًوسنة صحيحة وأقوال الصحابة والسلف والعلماء) عرض الحائط !!!..
فهذا منزلته في رأي أولئك العلماء :
منزلة المُنكر للمعلوم من الدين بالضرورة (كمنكر الحجاب ومستحل الخمر والزنا ... إلخ) ..

والله تعالى أعلى وأعلم ...

الحقيقة غايتي
04-06-2012, 01:09 AM
مشكور أخي الفاضل على التوضيح و على مشاركتك بخبرتك الشخصية في هذا المجال .. لقد كانت بلوتي أعظم بكثير من الموسيقا فأول دخولي للمنتدى كنت لادينياً يساري الهوى و بعد حوار على الخاص و قراءة عدد لا بأس به من مواضيع المنتدى عدت لإسلامي و الحمد لله.. لكن كانت انتكاساتي كثيرة [كإلتزام و ليس كعقيدة] لأنني اعتدت نمط حياة معين لم استطع الانفكاك منه بسهولة و من ضمنه عشق الموسيقا بما لكلمة العشق من معنى.. كانت مشكلتك السماع و مشكلتي السماع و العزف و قد كلفتني هذه الهواية مادياً و من التركيز الذهني فوق ما تتخيل.. و لا مردود حقيقي للأسف..