المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ماذا تعرف عن القرآنيين؟ لخباب بن مروان الحمد



الفرصة الأخيرة
12-07-2005, 04:47 AM
ما ذا تعرف عن القرآنيين ؟
1 / 2
خباب بن مروان الحمد



الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم .

أما بعد :

أولاً : التعريف بهذه الفرقة باختصار :

هي فرقة خبيثة انتشرت ( ونشأت في الربع الأول من القرن الرابع عشر الهجري في شبه القارة الهندية على يد زمرة من أبناء تلك البقعة التي تفرعت فيما بعد ثلاث دول [1]

ويعتقدون بأن ديننا فقط الذي نأخذ منه الأحكام هو كتاب الله عز وجل وضربوا عرض الحائط بكتب السنة والحديث الشريف فلم يستندوا لحديث واحد في أقوالهم وأحكامهم فأنكروا حجية السنة وتأثروا بالفكر الغربي ( فدعت هذه الفرقة لنعلتها تحت رعاية الاستعمار الانجليزي ثم انتقلت من الهند للباكستان – بعد التقسيم – تحت مسمى ( البروزيين ) [2]

ثانياً : الرد عليهم من كتاب الله سبحانه وتعالى في وجوب الأخذ بالسنة وأحاديث المصطفى محمد صلى الله عليه وسلم .

قال الله تعالى : (({قُلْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَالرَّسُولَ فإِن تَوَلَّوْاْ فَإِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبُّ الْكَافِرِينَ)) (سورة آل عمران :32)

فأمر الله سبحانه بطاعته وبطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم وذكر أنه من تولى عن ذلك فإنه سبحانه لا يحب الكافرين فوصف من تولى بالكفر .

وقال تعالى : (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَلا تُبْطِلُوا أَعْمَالَكُمْ)) (محمد:33).

وهذا نداء منه سبحانه لأهل الإيمان بأن يطيعوه وقرن طاعته بطاعة رسوله محمد صلى الله عليه وسلم .

وقال تعالى : (( وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا )) (الحشر: من الآية7).

وقال تعالى : (( قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ)) (آل عمران:31) .

وقال تعالى : (( وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا )) (النور: من الآية54) .

وقال تعالى : ((إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِداً وَمُبَشِّراً وَنَذِيراً ، لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ وَتُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلاً)) (الفتح: 8 ، 9) .

ومن الآيات التي تدل على أن السنة وحي قوله تعالى :

(( وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الْأَقَاوِيلِ ، لَأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ ، ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ ، فَمَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ عَنْهُ حَاجِزِينَ)) (الحاقة:44 ، 47) .

قال ابن كثير : (( وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا)) .

أي محمد صلى الله عليه وسلم لو كان يزعمون مفترياً علينا فزاد في الرسالة أو نقص منها ، أو قال شيئاً من عنده فنسبه إلينا وليس كذلك لعاجلناه بالعقوبة ، ولهذا قال تعالى : (( لَأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ )) .

قيل معناه : لانتقمنا منه باليمين لأنها أشد في البطش ، وقيل : لأخذنا منه بيمينه (( ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ )).

قال ابن عباس : وهو نياط القلب وهو العرق الذي القلب معلق فيه ، وكذا قال عكرمة وسعيد بن جبير والحكم وقتادة والضحاك ، ومسلم البطين وأبو صخر حميد بن زياد ، وقال محمد بن كعب هو القلب ومراقه وما يليه .

قوله تعالى : (( فَمَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ عَنْهُ حَاجِزِينَ)) .

أي فيما يقدر أحمد منكم أن يحجز بيننا وبينه إذا أردنا به شيئاً من ذلك ، والمعنى في هذا بل هو صادق بار راشد لأن الله عز وجل مقرر له ما يبلغه عنه ومؤيد له بالمعجزات الباهرات والدلالات القاطعات ) [3] .

وقال تعالى : ((الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوباً عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْأِنْجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ أُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ)) (لأعراف:157) .

فانظر لقوله تعالى : ((يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ )) .

وكلُّ هذا لا يحصل إلا بالاطلاع على كتب الحديث والسنة ولكن والله ما حال هؤلاء القرآنيين إلا كما قال تعالى : (( فَإِنَّهَا لا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ)) (الحج: من الآية46) .

ولذا فقد أمرنا الله سبحانه وتعالى بمقاتلة من لم يحرّم ما حرم رسوله محمد صلى الله عليه وسلم فقال تعالى : (( قَاتِلُوا الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ)) (التوبة:29) .

ومن الآيات التي تدلُّ على أنّ السنة وحي قول الله جل وجل : (( لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ)) (آل عمران:164) .

يقول الشافعي رحمه الله : فذكر الكتاب وهو القرآن ، وذكر الحكمة فسمعت من أرضى من أهل العلم بالقرآن يقول : الحكمة – سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ) [4] .

فإذا كانت هذه الآيات كلها في الرد على هؤلاء الذين تسموا بالقرآنيين والذين ادعوا أنهم لا يأخذون إلا من القرآن أحكامهم فنقول لهم : إن كتاب الله كله مليء بالأمر بالأخذ من سنته عليه السلام كيف والسنة هي التي وضحت القرآن كما قال : مكحول الشامي / القرآن إلى السنة أحوج من السنة إلى القرآن ، وليس القرآن بقاض على السنة ) [5]

بل قال الله سبحانه وتعالى : (( وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ)) (النحل: من الآية44) .

بل قد ذهب جل العلماء إلى التسوية كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم من حيث الحجية على الأحكام ، ومن ذلك أن الخطيب البغدادي قد عنون في كتابه الكفاية لهذا الموضوع بقوله : ( باب ما جاء في التسوية بين حكم كتاب الله تعالى وحكم سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ) .[6]

واقرأ ما قلت لك من أن السنة تشرح كتاب الله وتبينه و توضحه في كلام الإمام العلامة ابن القيم رحمة الله عليه حيث قال في كتابه العظيم أعلام الموقعين عن رب العالمين ( فقد بيّن صلى الله عليه وسلم أن (الظلم) المذكور في قوله : (( وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ )) (الأنعام: من الآية82) .

هو الشرك وأن الحساب اليسير هو العرض ، وأن الخيط الأبيض والأسود ، هما بياض النهار وسواد الليل ، وأن الذي رآه نزلة أخرى عند سدرة المنتهى هو جبريل ، كما فسّر قوله : ((أَوْ يَأْتِيَ بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ )) (سورة الأنعام : 158) .

أنه طلوع الشمس من مغربها .

وكما فسّر قوله : ((أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاء)) (سورة إبراهيم: 24) بأنها النخلة ،

وكما فسّر قوله : ((يُثَبِّتُ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ )) (سورة إبراهيم: 27) .

أن ذلك في القبر حين يُسأل من ربك ، وما دينك ، وكما فسّر الرعد بأنه ملك من الملائكة ، مُوكّل بالسحاب ، وكما فسّر اتخاذ أهل الكتاب أحبارهم ورهبانهم أرباباً من دون الله بأن ذلك باستحلالهم ما أحلوه لهم من الحرام وتحريم ما حرموه من الحلال ، وكما فسّر القوة التي أمر الله أن نُعدّها لأعدائه بالرمي ،

وكما فسّر قوله : ((مَن يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ )) (سورة النساء: 123) .

بأنه ما يجزى به العبد في الدنيا من النصب والهمّ والخوف .

وكما فسّر الزيادة في قوله : ((لِّلَّذِينَ أَحْسَنُواْ الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ )) (سورة يونس: 26) بأنها النظر إلى وجه الله الكريم .

أما قوله تعالى : ((وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَاناً لِكُلِّ شَيْءٍ)) (النحل: من الآية89) .

((مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ)) (الأنعام: من الآية38) .

فلو بحث في كتب التفسير كاملة لا تجد المفسرين يفهمون أن القرآن لا يحتاج إلى بيان النبي صلى الله عليه وسلم ، فمن خالف ما أجمع عليه المفسرون ظهر زيغه وانحرافه كما قال الدكتور عثمان مُعلم محمود [7]

إنك أيها الفاضل لو نظرت نظرة إنصاف وصدق لوجدت ذلك جلياً في أن السنة تفسّر القرآن وتشرحه فعند ما يقول الله سبحانه وتعالى : (( وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ)) (البقرة: من الآية43) .

فإذا بحثنا في كتاب الله عن كيفية إقامة الصلاة ، وكم هي الركعات ، وكم صلاة هي في اليوم وعن أوقات إقامتها لتجد ذلك لا محال مفسراً ومبيناً بالسنة والحديث الشريف ، وكذلك عن قوله تعالى : (( كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ)) (البقرة: من الآية183)) .

فلم يفصل لنا محظورات الصيام وما يجوز لنا فعله ، وما لا يجوز .

وكذلك قوله تعالى : (( وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً )) (آل عمران: من الآية97) .

فلم يفصل لنا عن كيفية الإحرام وما هي المواقيت المكانية ، وما هي صفة الحج وكذلك قوله تعالى : (( وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا )) (المائدة: من الآية38) .

فلم يبين لنا ماذا تقطع اليد اليمنى أو اليسرى وكذلك من أين تقطع اليد ، وكل هذه الأمور التي ذكرت لم يبينها ويفصلها ويشرحها إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم (( وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى ، إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى)) (لنجم:3 ، 4) .



--------------------------------------------------------------------------------

[1] شبهات القرآنيين للدكتور عثمان معلم محمود .

[2] شبهات القرآنيين حول السنة النبوية للدكتور / محمد محمد مزروعة .

[3] تفسير القرآن العظيم لابن كثير ( دار السلام دار الفيحاء ج 4 ص 537.

[4] الرسالة للشافعي ص 78 .

[5] أخرجه الخطيب في الكفاية ص 14 ، وابن عبد البر في الجامع ( 2/191) الحازمي في الناسخ والمنسوخ ص 25 وحُكم عليه بأن سنده صحيح .

[6] انظر شبهات القرآنيين حول السنة النبوية لمحمد مزروعة ص 18

[7] شبهات القرآنيين لعثمان محمود ص 7




المصدر (http://www.islamlight.net/index.php?option=content&task=view&id=1761&Itemid=25)



........

الفرصة الأخيرة
12-07-2005, 04:55 AM
ماذا تعرف عن القرآنيين
2 / 2
لخباب بن مروان الحمد


ثالثاً : الرد عليهم من أحاديث المصطفى صلى الله عليه وسلم ، وأقوال الصحابة والتابعين .

وفي ذلك حديث المقدام بن معد يكرب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ((ألا إني أوتيت القرآن ، ومثله معه ، ألا يوشك رجل شبعان على أريكته يقول : عليكم بهذا القرآن ، فما وجدتم فيه من حلال فأحلوه ، وما وجدتم فيه من حرام فحرموه ، ألا وإن ما حرم رسول الله r مثل ما حرم الله)) .

والله إن هذا الحديث العظيم لينطبق على هذه الفرقة القرآنية البرويزية وإنه من معجزاته عليه السلام حيث أخبر عن شيء سيقع ووقع والله فصلى الله عليك يا رسول الهدى صلاة وسلاماً دائمين ما تعاقب الليل والنهار،

يقول العلامة أبي الطيب محمد شمس الحق العظيم آبادي في شرحه لسنن أبي داود المجلد السادس ص 12 ص 233 ( ولقد ظهرت معجزة النبي صلى الله عليه وسلم ووقع بما أخبر به ، فإن رجلاً خرج من البنجاب من إقليم الهند وانتسب نفسه بأهل القرآن وشتان بينه وبين أهل القرآن بل هو من أهل الإلحاد والمرتدين ، وكان قبل ذلك من الصالحين فأضله الشيطان وأغواه وأبعده عن الصراط المستقيم ، فتفوّه بما لا يتكلم به أهل الإسلام ، فأطال لسانه في إهانة النبي صلى الله عليه وسلم ، وردّ الأحاديث الصحيحة بأسرها وقال هذه كلها مكذوبة ، ومفتريات على الله تعالى ، وإنما يجب العمل على القرآن العظيم فقط دون أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم وإن كانت صحيحة متواترة ، ومن عمل على غير القرآن فهو داخل تحت قوله : (( وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ)) (المائدة: من الآية44) .

وغير ذلك من أقواله الكفرية ، وتعبه على ذلك كثير من الجهال وجعلوه إماماً ، وقد أفتى علماء العصر بكفره وإلحاده وخرجوه عن دائرة الإسلام ، والأمر كما قالوا والله أعلم ، وأيضاً في الحديثين توبيخ من غضب عظيم على من ترك السنة استغناء عنها بالكتاب فكيف بمن رجّح الرأي عليها أو قال لا عليّ أن أعمل بها فإن لي مذهباً أتبعه [2]

وقال جابر ورسول الله صلى الله عليه وسلم بين أظهرنا ، وعليه ينزل القرآن ، وهو يعرف تأويله وما عمل به من شيء عملنا به [3]

وهذا ما قاله كما في حديثه عن صفة حجه النبي صلى الله عليه وسلم فهذا دليل على العمل بالسنة ، وأنه عليه السلام لا يُستَغنى عنه في تفسيره للقرآن .

وانظر لهذا الخبر الذي يردُّ على هؤلاء الكفرة القرآنيين .

روى عن عمران بن حصين رضي الله عنه أنه ذكر الشفاعة ، فقال رجل من القوم : يا أبا نجبد إنكم تحدثون بأحاديث لم نجد لها أصلاً في القرآن ، فغضب عمران وقال للرجل : قرأت القرآن ؟ قال: نعم : قال : فهل وجدت فيه صلاة العشاء أربعاً ووجدت المغرب ثلاثاً ، والغداة ركعتين ، والظهر ، والظهر أربعاً والعصر أربعاً ؟ قال : لا قال : فعمن أخذتم ذلك ؟ ألستم أخذتموه عنا وأخذناه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ : وقال : في القرآن : (( َلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ)) (الحج: من الآية29) .

أوجدتم في القرآن ( لا جلب ، لا جنب ، ولا شغار في الإسلام )

أما سمعتم الله قد قال في كتابه : (( وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا )) (الحشر: من الآية7) .

قال عمران : فقد أخذنا عن رسول الله أشياء ليس لكم بها علم .[4]

ولو نظر الإنسان في سبب نزول قوله تعالى : (( فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيماً)) (النساء:65) .

لو وجد أن الزبير بن العوام – رضي الله عنه – اختصم ورجل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم – لعله حاطب بن أبي بلتعة – رضي الله عنه – فحكم رسول الله صلى الله عليه وسلم للزبير أن يسقى زرعه أولاً ، ثم يرسل الماء إلى صاحبه ، فغضب الرجل وقال : يا رسول الله أن كان ابن عمتك ؟ أي حكمت له بسبب أنه ابن عمتك فتلون وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنزل الله تعالى الآية في ذلك [5]

قال الدكتور/ محمود محمد مزروعة في كتابه القرآنيين حول السنة النبوية ص 22 تعليقاً على هذا الحديث ( لكن هذه الحالات شاذة ولا تذكر في معرض التاريخ لمنكري سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وذلك لأمرين : لشذوذها وندرتها ، ثم لعودة أصحابها إلى الحق سريعاً وانقضاء أثرها ) [6]

ثالثاً : أقوال العلماء في حكم منكر حجية السنة :

1- قال ابن حزم ( لو أن امرءاً قال : لا نأخذ إلا ما وجدنا في القرآن لكان كافراً بإجماع الأمة ، ولكان لا يلزمه إلا ركعة ما بين دلوك الشمس إلى غسق الليل وأخرى عند الفجر ، لأن ذلك هو أقل ما يقع عليه اسم صلاة ولا حد للأكثر في ذلك ، وقائل هذا مشرك حلال الدم والمال ، وإنما ذهب إلى هذا بعض غالية الرافضة ممن قد اجتمعت الأمة على كفرهم) [7]

2- قال الآجري ( جميع فرائض الله التي فرضها في كتابه لا يعلم الحكم فيها إلا بسنن رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا أقوال علماء المسلمين ، من قال غير هذا خرج عن ملة الإسلام وداخل في سلة الملحدين [8]

3- قال ابن باز ( إن ما تفوه به رشاد خليفة من إنكار السنة والقول بعدم الحاجة إليها كفر وردة عن الإسلام ، لأن من أنكر السنة فقد أنكر الكتاب ، ومن أنكرهما أو أحدهما فهو كافر بالإجماع ، ولا يجوز التعامل معه وأمثاله ، بل يجب هجره والتحذير من فتنته وبيان كفره ، وضلاه في كل مناسبة حتى يتوب إلى الله من ذلك توبة معلنة في الصحف السيارة ، لقول الله عز وجل : (( إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ ، إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَبَيَّنُوا فَأُولَئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَأَنَا التَّوَّابُ الرَّحِيمُ)) (البقرة:159، 160) .

وبعد : فقد عرفنا خطر هذه الفرقة الكافرة الجهنمية الذين تمظهروا بالمظهر الحسن باسم القرآنيين (( وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوّاً شَيَاطِينَ الْأِنْسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُوراً َ)) (الأنعام:112) .

يقول الشيخ محمود محمد مزروعة – وفّقه الله في كتاب شبهات القرآنيين حول السنة النبوية عن هذه الفرقة ( فهم يحبون أن يسموا أنفسهم ( القرآنيون ) نسبة إلى القرآن كتاب الله المجيد ظلماً وزوراً، وقد اختاروا هذه النسبة إيهاماً للناس بأنهم ملتزمون بكتاب الله القرآن ، هذا من جانب ومن جانب آخر يشيرون من طرف خفي إلى أن غيرهم من المسلمين الذين يؤمنون بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ويعملون بها ليسوا قرآنيين ، وأنهم اشتغلوا بالسنة وتركوا القرآن وأيضاً – حتى – يجنبوا أنفسهم المؤاخذة ، ويقطعوا سبل الاعتراض عليهم ، لأنه من ذا الذي يعترض على طائفة أعلنت أنها تنتسب إلى القرآن وتتمسك به " [9]

فنعوذ بالله ممن أضله الله عز وجل قال سبحانه : (( سَأَصْرِفُ عَنْ آيَاتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَإِنْ يَرَوْا كُلَّ آيَةٍ لا يُؤْمِنُوا بِهَا وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الرُّشْدِ لا يَتَّخِذُوهُ سَبِيلاً وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الْغَيِّ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلاً ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُوا بِآياتِنَا وَكَانُوا عَنْهَا غَافِلِينَ)) (الأعراف:146) .

ونسأله تعالى : أن يهدينا وإياهم سبيل الهدى والرشاد ، ونسألك اللهم الثبات على الأمر والعزيمة على الرشد ، وأن لا يزيغ قلوبنا بعد إذ هدانا وأن ينزل علينا الثبات في المحن إنه على كل شيء قدير ، وبالإجابة جدير ، والله المستعان ، وعليه القصد والتكلان ، وهو حسبنا ونعم الوكيل .

وصلى الله وسلم على عبده محمد صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه وسلم أجمعين .

المراجع :

- شبهات القرآنيين حول السنة النبوية ، محمود محمد مزروعة من كتب بحوث الندوة (عناية الملكة العربية السعودية بالقرآن الكريم وعلومه ، بالمدينة المنورة ) . - شبهات القرآنيين لعثمان مُعلم محمود من كتب بحوث الندوة

( عناية الملكة العربية السعودية بالقرآن الكريم وعلومه ، بالمدينة المنورة ) .

- تفسير القرآن الكريم العظيم لابن كثير الدمشقي ، قدّم له الشيخ عبد القادر الأرناؤوط طبعة دار الفيحاء بدمشق ، دار السلام بالرياض.

- مختصر صحيح مسلم للمنذري تحقيق الألباني طبعة المكتب الإسلامي

- جامع الترمذي مع تصحيحات الألباني طبعة بيت الأفكار الدولية .

- شرح السنة للبربهاري بتحقيق خالد الردادي طبعة دار السلف مع التعاون مع دار الصميعي .

- عون المعبود بشرح سنن أبي داود للعلامة أبي الطيب محمد شمس الحق آبادي مع شرح الحافظ ابن القيم طبعة دار الكتب العلمية ببيروت

- وإني لشاكر ومقدر للدكتورين الفاضلين محمد محمود مزروعة وعثمان محمود على كتابيهما القيمان والذي كان بحثي قد استفاد منهما كثيراً فجزاهما الله عني خير الجزاء .



--------------------------------------------------------------------------------

[1] رواه أبو داود في كتاب السنة ، باب رقم (6) ، في لزوم السنة ( 5/ 11/ والترمذي في كتاب العلم ، باب رقم (10) ما نهي عنه أن يقال ( 5/37) وقال الترمذي هذا حديث حسن ( صحيح ) وصححه الألباني كما في كتاب جامع الترمذي إعداد فريق بيت الأفكار الدولية ص 431 وهذا الحديث أخرجه كذلك الحاكم في المستدرك ( 1/18) وقال : صحيح على شرط الشيخين وأقره الذهبي .

[2] عون المعبود مجلد ( 6) ج 12 لشمس الدين آبادي ص 233.

[3] رواه مسلم / انظر مختصر صحيح مسلم للمنذري ط : المكتب الإسلامي تحقيق الألباني ص 187 .

[4]أخرجه ابن بطة العسكري في الإبانة ص 16 ص ( 234-235 ) كتاب الإيمان بطوله ، وأخرجه الآجري في الشريعة ( 1/417) والحكم في المستدرك ( 1/109) وابن عبد البر في جماع بيان العلم ( 2/1192) وقواه محقق الجامع انظر ج 2 ص 1192-1193.

[5] رواه البخاري كتاب التفسير ، باب قوله تعالى ، ( فلا وربك ) 17/120، رقم 4585،

[6] شبهات القرآنيين لمحمود مزروعة ص 22.

[7] الإحكام في أصول الأحكام 2/80، نقلاً عن كتاب شبهات القرآنيين لعثمان محمود ص 18.

[8] الشريعة لأبي بكر الآجري / 1/412 ، نقلاً عن كتاب شبهات القرآنيين لعثمان محمود ص 17-18.

[9] انظر مجموع فتاوى ، ومقالات متنوعة 2/403 نفلاً عن كتاب شبهات القرآنيين لعثمان ص 19 .




المصدر (http://www.islamlight.net/index.php?option=content&task=view&id=1794&Itemid=25)



........

memainzin
01-21-2010, 11:50 AM
أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ نُهُوا عَنِ النَّجْوَى ثُمَّ يَعُودُونَ لِمَا نُهُوا عَنْهُ وَيَتَنَاجَوْنَ بِالإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَمَعْصِيَتِ الرَّسُولِ وَإِذَا جَاؤُوكَ حَيَّوْكَ بِمَا لَمْ يُحَيِّكَ بِهِ اللَّهُ وَيَقُولُونَ فِي أَنفُسِهِمْ لَوْلا يُعَذِّبُنَا اللَّهُ بِمَا نَقُولُ حَسْبُهُمْ جَهَنَّمُ يَصْلَوْنَهَا فَبِئْسَ الْمَصِيرُ

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا تَنَاجَيْتُمْ فَلا تَتَنَاجَوْا بِالإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَمَعْصِيَتِ الرَّسُولِ وَتَنَاجَوْا بِالْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ

إِنَّمَا النَّجْوَى مِنَ الشَّيْطَانِ لِيَحْزُنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَلَيْسَ بِضَارِّهِمْ شَيْئًا إِلاَّ بِإِذْنِ اللَّهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ


سورة المجادلة - آية 8_9_10

ناصر التوحيد
01-22-2010, 01:47 AM
حكم الشرع في القرآنيين:

الشيخ محمود عاشور وكيل الأزهر السابق عضو مجمع البحوث الإسلامية فتواه التي اعتبر فيها "القرآنيين" مرتدين وللحاكم وحده الحق في إقامة الحد عليهم، وجاء كلام عاشور خلال مواجهة أجرتها صحيفة "صوت الأمة" المصرية المستقلة بينه وبين شيخ القرآنيين في مصر علي عبدالجواد. وقال الشيخ محمود عاشور في تصريحات لـ"العربية.نت" الإثنين 16 -3 -2009 لقد قلت ما نصه "أن القرآنيين مرتدون يطبق عليهم حد الردة والذي يطبق هذا الحد هو الحاكم وهذه مسؤوليته وليس أي إنسان آخر ... "وما قلته عن القرآنيين جاء بناء على أقوال للقرآني علي عبدالجواد تتعلق بإنكار السنة، بل إنه أنكر القرآن نفسه حينما قال إن القرآن كتبه النبي محمد صلى الله عليه وسلم، كذلك أنكر عبدالجواد العشرة المبشرين بالجنة وأنكر الحدود في القرآن".

وأضاف الشيخ محمود عاشور لـ"العربية.نت": "أن القرآنيين لم يكتفوا بإنكار السنة التي هي عماد من أعمدة الدين ومن ينكرها فقد أنكر معلوماً من الدين بالضرورة، بل تخطوا ذلك وأنكروا الوحي الالهي للنبي محمد، صلى الله عليه وسلم، وعلى هذا فحكمهم في الإسلام أنهم مرتدون عن الدين يطبق عليهم حد الردة بأن يستتابوا أولاً، ومدة الاستتابة هناك من حددها من العلماء بـ3 أيام أو 3 أشهر أو 3 سنوات وهناك أيضاً من جعلها مفتوحة طوال عمر المرتد فإن تابوا ورجعوا لا يطبق عليه حد الردة".