المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : شبهات القرآنيين حول السنة النبوية.. أ.د.محمود محمد مزروعة رئيس قسم العقيدة بالأزهر



الفرصة الأخيرة
12-07-2005, 04:13 AM
شبهات القرآنيين حول السنة النبوية


إعداد :
أ.د. محمود محمد مزروعة

المقدمة

الحمد لله رب العالمين –والصلاة والسلام على رحمة الله إلى العالمين ، وعلى إخوانه وآله وأصحابه والتابعين.
أما بعد؛
فلقد بعث الله – سبحانه وتعالى – محمداًe على فترة من الرسل ، وأنزل عليه القرآن الكريم ، فختم الله – تعالى- به الرسل ، وختم برسالته الرسالات ، وختم بكتابه الكتب ، وجعله مصدقاً لما بين يديه منها ومهيمناً عليها .
وقد جاء القرآن المجيد مشتملاً على الدين كله ، بعضه مفصل والكثير منه مجمل . وقد وكل الله - تعالى – تبيين الكتاب المجيد ، وتفصيله إلى رسوله محمد e ، ومن ثم ، جاءت سنة رسول اللهe مبينة لما أبهم ومفصلة لما أجمل . يقول الله -عز وجل- :}وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم ولعلهم يتفكرون {(النحل :44)
ولما كان الكتاب المجيد بحاجة إلى السنة تبينه وتفصله ، فقد كانت السنة من وحي الله –تعالى- إلى نبيه -e - حتى يكون المبيِّن والمبيَّن من مصدر واحد ، وعلى مستوى واحد ، وحاشا الله –تعالى – أن ينزل الكتاب وحيا ، ثم يترك بيان مافيه لبشر بعيداً عن الوحي . فإن المبيِّن له نفس أهمية المبيَّن من حيث هو وسيلة الانتفاع به ، وسبيل العمل بمقتضاه ، من ذلك كان القرآن المجيد والسنة النبوية المطهرة يصدران من مشكاة واحدة ، مشكاة الوحي الإلهي المعصوم . يقول الله –عز وجل- عن رسوله-e- : }وما ينطق عن الهوى ، إن هو إلا وحي يوحى {(النجم :3-4)
ومنذ جاءت الرسالة الخاتمة وأعداء الله لها بالمرصاد . وقد اتخذت العداوة لله ورسوله ولدينه صورا مختلفة ، وتلبست أشكالاً عديدة . ونحن نستطيع أن نجمل هذه الصور والأشكال في نوعين اثنين . الأول ؛ أعداء للإسلام أعلنوا عداءهم في وضوح ، ونابذوا المسلمين في جلاء .من أمثال الصليبيين والشيوعيين والعلمانيين وأصناف الملاحدة بعامة ، الذين أعلنوا عن إلحادهم، وهؤلاء ضررهم قليل ، وخطرهم معروف ، لأن عداءهم معلن ، وكفرهم سافر ، فالمسلمون منهم على حذر ، ومن كيدهم ومكرهم على ترقب وتوجس . أما النوع الثاني ؛ فهم المنافقون الذين يظهرون غير ما يبطنون ، يتدثرون بعباءة الإسلام ، ويصطنعون الحرص عليه ، والدعوة إليه والعمل على وحدة الأمة ، وبينما يعلنون ذلك يسعون إلى تحقيق أغراضهم الخبيثة من القضاء على الإسلام عن طريق التشكيك في مصادره الموحى بها من عند الله –عز وجل –وبخاصة السنة النبوية المطهرة . وذلك بإثارة الشبهات ضد سنة رسول الله -e-، والزعم بأنها ليست من الدين ، ولاصلة لها بالتشريع الإسلامي، ويزعمون أن القرآن هو المصدر الوحيد للشريعة الإسلامية .
وهذه الدعوى قديمة ، والعداء لرسول الله -e- ولسنته موروث . لكن الجديد هو هذه الفئة من أعداء الله ورسوله والمسلمين ، منكري سنة رسول الله -e-التي بدأت في أواخر القرن التاسع عشر وأوائل العشرين الميلادي في بلاد الهند ، ثم انتقلت إلى باكستان بعد استقلالها عن الهند ، وما تزال . وأعجب أمر هؤلاء أنهم يُنْسَبون إلى القرآن المجيد ، فهم يحبون أن يسموا أنفسهم "القرآنيون " نسبة إلى القرآن كتاب الله المجيد ظلماً وزورا . وقد اختاروا هذه النسبة إيهاماً للناس بأنهم ملتزمون بكتاب الله القرآن . هذا من جانب ومن جانب آخر يشيرون من طرف خفي إلى أن غيرهم من المسلمين الذين يؤمنون بسنة رسول الله -e- ويعملون بها ليسوا قرآنيين ، وأنهم اشتغلوا بالسنة وتركوا القرآن ،-وأيضاً- حتى يجنبوا أنفسهم المؤاخذة ، ويقطعوا سبل الاعتراض عليهم ، لأنه من ذا الذي يعترض على طائفة أعلنت أنها تنتسب إلى القرآن وتتمسك به ؟.
وليس من المستغرب وجود مثل هذه الطائفة ، فأعداء الإسلام كُثُر ، ومنكرو السنة مضت بهم القرون جيلاً بعد جيل ، وقد أخبر عنهم رسول الله -e-فعن المقدام بن معد يكرب أن رسول الله -e- قال (ألا إني أوتيت القرآن ومثله معه ، ألا يوشك رجل شبعان على أريكته يقول : عليكم بهذا القرآن ، فما وجدتم فيه من حلال فأحلوه ، وما وجدتم فيه من حرام فحرموه ألا وإن ماحرم رسول الله مثل ماحرم الله )( ) لكن الغريب من هؤلاء هي تلك الشبهات التي أثاروها ضد سنة رسول الله -e- ، والتي يزعمون أنها أدلة على أن السنة ليست من الدين ، ولا الدين منها وقد ملأوا بها مؤلفاتهم –وهي في جملتها أوردية-. وندواتهم ومناظراتهم مع الآخرين .. وقد كان لنا حظ من تلك المناظرات على مدى ثلاث جلسات بيننا وبين "البرويزيين" بمدينة"كراتشي "في عام 1983م . وذلك أثناء عملي أستاذاً بالجامعة الإسلامية العالمية بإسلام أباد بباكستان ..
وشبهاتهم هذه المزعومة هي محل الغاية في هذا البحث الموجز الذي عقدناه لمناقشة هذه الشبهات والرد عليها .
نسأل الله –سبحانه- التوفيق والسداد والمعونة والاحتساب ، إنه –سبحانه- ولي ذلك والقادر عيه .

المبحث الأول التعريف بالسنة النبوية

أولاً : السنة في اللغة، هي : الطريقة، وهي السيرة حميدة كانت أو غير حميدة. ومن ذلك قول الرسول - صلى الله عليه وسلم - : " من سنّ سنة حسنة كان له أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة، ومن سنّ سنة سيئة كان عليه وزرها ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة "( ).. وسنة الله - تعالى - في خلقه : حكمه - سبحانه - في خلقه، وما عودهم عليه( ). وذلك كقولهم : سنة الله في خلقه أن يمهل العاصي لعلّه يتوب ويرجع.
ثانياً : السنة في الاصطلاح : يختلف معنى السنة في الاصطلاح حسب تخصص المصطلحين وأهدافهم واهتماماتهم. فهناك المحدِّثون، وهناك الأصوليون، وهناك الفقهاء.
أما علماء الحديث أو المحدِّثون فإنما يبحثون في السنة عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الإمام الهادي، النبي الرسول، الذي أخبرنا ربنا - سبحانه وتعالى - أنه أسوتنا وقدوتنا، ومن ثم فقد نقلوا كل ما يتصل به - صلى الله عليه وسلم - من أقوال وأفعال وتقريرات، سواء أثبت ذلك حكما شرعياً أم لم يثبت. كما نقلوا عنه - عليه الصلاة والسلام - أخباره وشمائله وقصصه وصفاته خَلْقاً وخُلُقاً. وهذا ما التأمت عليه كتب الحديث، وأنتجته مجهودات المحدثين. ومن هنا فقد عرفوا السنة بأنها : " كل ما أثر عن النبي - صلى الله عليه وسلم - من قول أو فعل أو تقرير، أو صفة خَلْقِية أو خُلُقية، سواء كان ذلك قبل البعثة أو بعدها ".
وأما علماء الأصول، فإنما يبحثون في السنة عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المشرع الذي يضع القواعد، ويوضح الطريق أمام المجتهدين من بعده، ويبين للناس دستور الحياة، فاهتموا من السنة بأقوال النبي - صلى الله عليه وسلم - وأفعاله وتقريراته التي تستقي منها الأحكام على أفعال العباد من حيث الوجوب والحرمة والإباحة، وغير ذلك .. ولذلك عرفوا السنة بأنها : ((ما نقل عن النبي - صلى الله عليه وسلم - من قول أو فعل أو تقرير ". مثال القول ؛ قوله – عليه الصلاة والسلام : - ( إنما الأعمال بالنيات ) ( ). ومثال الفعل، ما نقل إلينا من فعله – صلى الله عليه وسلم – في الصلوات من وقتها وهيئتها. ومناسك الحج وغير ذلك. ومثال التقرير ؛ إقراره - عليه الصلاة والسلام - لاجتهاد الصحابة في أمر صلاة العصر في غزوة بني قريظة حيث قال لهم : ( لا يصلين أحدكم العصر إلا في بني قريظة ) ( )، ففهم بعضهم النهي على ظاهره فأخَّر الصلاة فلم يصلِّها حتى فات وقتها، وفهم بعضهم أن المقصود حث الصحابة على الإسراع، فصلوها في وقتها قبل الوصول إلى بني قريظة. وبلغ النبي - صلى الله عليه وسلم - ما فعل الفريقان فأقرهما جميعا( ).
وأما علماء الفقه فيبحثون في السنة عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الذي لا تخرج أقواله وأفعاله عن الدلالة على حكم من الأحكام الشرعية. ومن هنا كانت السنة عندهم هي : " ما أمر به النبي - صلى الله عليه وسلم - أمراً غير جازم". أو " ما ثبت عن النبي - صلى الله عليه وسلم - من غير افتراض ولا وجوب". أو " ما في فعله ثواب، وفي تركه ملامة وعتاب لا عقاب ". وهي تقابل الواجب وغيره من الأحكام الخمسة لدى الفقهاء .. وقد تطلق السنة عندهم على ما يقابل البدعة، فيقال : فلان على سنة إذا كان يعمل على وفق ما كان عليه النبي - صلى الله عليه وسلم - ويقال : فلان على بدعة، إذا عمل على خلاف ذلك. ويطلق لفظ السنة عندهم - كذلك - على ما عمل عليه الصحابة - رضوان الله عليهم - وجد ذلك في القرآن المجيد أو لم يوجد، لكونه اتباعاً لسنة ثبتت عندهم، لم تنقل إلينا، أو اجتهاداً مجتمعاً عليه منهم أو من خلفائهم. لقوله - صلى الله عليه وسلم : - " عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي، عضوا عليها بالنواجذ"( )( ).
هذه معاني السنة، أو تعريفاتها والمراد بها في مصطلح العلماء، وقد تبين لنا أن علماء كل فن أو علم من العلوم لهم اهتمام وعمل في السنة يتناسب مع اهتمامهم، ويحقق ما يهدفون إليه في علومهم، دون أن تتعارض هذه العلوم، فالحق أنها كلها في خدمة السنة النبوية وتيسير التعرف عليها والعمل بها، ومن أشرف أهداف القائمين على هذه العلوم هو جمع السنة النبوية وتمحيصها، وتنقيتها مما قد يكون دخيلاً عليها، ثم الدفاع عنها ضد الشاغبين عليها، المعارضين لها، الساعين إلى طرحها والاقتصار في التشريع الإسلامي على مصدر واحد هو القرآن العظيم.
وإذا كنا قد أشرنا إلى عدد من تعريفات العلماء للسنة النبوية الشريفة، فإن التعريف الذي يتوافق مع بحثنا هذا إنما هو تعريف الأصوليين تحديداً، لأنهم الذين يعنون - بالدرجة الأولى - ببيان حجية السنة، ومكانتها من التشريع، وسوق الأدلة على ذلك. وإن كان المحدثون والفقهاء لم يحرموا أجر البحث في هذه الجوانب، ولم يقصروا في بذل المجهود في سبيلها.


المبحث الثاني
مكانة السنة النبوية من التشريع وأدلة حجيتها

أولاً : مكانة السنة النبوية الشريفة من التشريع
إن السنة النبوية الشريفة هي المصدر الثاني للتشريع الإسلامي. وهذه حقيقة لا يعارضها أو يشغب عليها إلا شقي معاد لله ولرسوله وللمؤمنين، مخالف لما أجمعت عليه الأمة سلفاً وخلفاً وحتى قيام الساعة - بحول الله تعالى.
ذلكم أن المقرر لدى الأمة المسلمة أن الوحي المنزل على الرسول - صلى الله عليه وسلم - من قبل الله - سبحانه - نوعان : الأول : هو القرآن العظيم، كلام الله سبحانه - المنزل على رسوله - صلى الله عليه وسلم - بلفظه ومعناه، غير مخلوق، المتعبد بتلاوته، المعجز للخلق، المتحدي بأقصر سورة منه، المحفوظ من الله - تعالى - أن يناله التحريف، المجموع بين دفتي المصحف الشريف .. أما النوع الثاني من الوحي : فهو السنة النبوية المطهرة بأقسامها القولية والفعلية والتقريرية، وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم - هي من وحي الله - عز وجل - إلى رسوله- صلى الله عليه وسلم - باتفاق الأمة المسلمة، وذلك لما قام الدليل من كتاب الله - تعالى - على ذلك في آيات كثيرة، ثم لما صرحت به السنة النبوية، ثم لما أجمع عليه الصحابة والتابعون وتابعوهم إلى يوم الدين - بحول الله تعالى.
وإذا كان الشاغبون على سنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يزعمون أنهم يستمسكون بالقرآن المجيد مكتفين به عن السنة ؛ فلنذكر بعض ما جاء به القرآن الكريم من الآيات البينات التي تشهد وتصرح بأن السنة وحي من عند الله - سبحانه- إلى رسوله - صلى الله عليه وسلم - ثم الآيات التي تصرح بوجوب طاعته- صلى الله عليه وسلم - ووجوب حبه، ووجوب اتباعه، ووجوب الاحتكام إليه والتسليم له في كل ما يحكم به، لنا كان الحكم أو علينا، إلى غير ذلك.
فمن الآيات القرآنية التي تدل على أن السنة وحي قول الله - عز وجل -:] وما ينطق عن الهوى، إن هو إلا وحي يوحى [ (النجم : 3 - 4) وهذه الآية نص قاطع في أن الرسول - صلى الله عليه وسلم - لا يأتي بشيء من عنده، وأن كل ما ينطق به في مجال التشريع إنما هو وحيٌ من عند الله - تعالى -، سواء كان وحياً من النوع الأول وهو القرآن، أو من النوع الثاني وهو السنة النبوية.
ومن ذلك - أيضاً - قوله - تبارك وتعالى - ] لقد مَنَّ الله على المؤمنين إذ بعث فيهم رسولاً من أنفسهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة، وإن كانوا من قبل لفي ضلال مبين [ (آل عمران: 164). وهذه الآية الكريمة لعلها استجابة من الله- تعالى - للدعاء الذي توجه به إبراهيم وإسماعيل - على نبينا وعليهما الصلاة والسلام - إليه - تعالى - حين كانا يرفعان القواعد من البيت.
وهذا الدعاء ذكره الله في القرآن الكريم في قوله - سبحانه وتعالى : ] وإذ يرفع إبراهيم القواعد من البيت وإسماعيل ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم. ربنا واجعلنا مسلمين لك ومن ذريتنا أمة مسلمة لك وأرنا مناسكنا وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم. ربنا وابعث فيهم رسولاً منهم يتلو عليهم آياتك ويعلمهم الكتاب والحكمة ويزكيهم إنك أنت العزيز الحكيم[( البقرة: 127 - 129). فهذا الدعاء من إبراهيم وإسماعيل - على نبينا وعليهما الصلاة والسلام - لقي القبول عند الله - سبحانه - فكان من قدره - عز وجل - أن جعل من ذريتهما تلك الأمة المسلمة التي هي خير أمة أخرجت للناس، ثم بعث فيها رسولاً من أنفسهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة.
وقد ذهب أهل العلم والتحقيق إلى أن المراد بالحكمة إنما هو : السنّة النبوية، فإن الله - تعالى - قد مَنَّ على المؤمنين بإرسال الرسول - صلى الله عليه وسلم - الذي جعل رأس رسالته أن يعلم أمته المؤمنة شيئين : الكتاب والحكمة. ولا يجوز أن تكون الحكمة هي الكتاب، فإنها معطوفة عليه، والعطف يقتضي المغايرة، ولا يجوز أن تكون شيئاً آخر غير السنة، فإنها عطفت على الكتاب، فهي من جنسه في المصدر والغاية. وقد منَّ الله - تعالى - بهما على المؤمنين، ولا يمنّ الله - تعالى - إلا بما هو حق وصدق، فالحكمة حق كما أن القرآن حق. وهذه الآية واضحة الدلالة على أن السنة من وحي الله - تعالى - على نبيه - صلى الله عليه وسلم -.
يقول الشافعي - رحمه الله تعالى : " فذكر الله الكتاب وهو القرآن، وذكر الحكمة، فسمعت مَن أرضى مِن أهل العلم بالقرآن يقول : الحكمة سنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهذا يشبه ما قال - والله أعلم - لأن القرآن ذُكر، وأُتْبِعَتْه الحكمة، وذكر الله منَّه على الخلق بتعليمهم الكتاب والحكمة، فلم يجز - والله أعلم - أن يقال الحكمة هنا إلا سنّة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وذلك أنها مقرونة بالكتاب، وأن الله افترض طاعة رسوله - صلى الله عليه وسلم - وحتم على الناس اتباع أمره، فلا يجوز أن يقال لقول فرض إلا لكتاب الله - تعالى - وسنة رسوله - صلى الله عليه وسلم .... "( ).
ومن الآيات التي تقطع بأن السنة وحي من عند الله - تعالى - وأن الرسول - صلى الله عليه وسلم - لا ينطق فيما يتصل بالتشريع إلا بما يوحي الله - تعالى - إليه، قوله - سبحانه - في شأن رسوله - صلى الله عليه وسلم: ] ولو تقوّل علينا بعض الأقاويل، لأخذنا منه باليمين، ثم لقطعنا منه الوتين، فما منكم من أحد عنه حاجزين[ (الحاقة:44-47 ).
فهذه الآيات تدل بوضوح شديد على أن الرسول - صلى الله عليه وسلم - لا يقول شيئاً - فيما يتصل بالدين - إلا بما يوحي إليه الله به - وكذلك لا يفعل، فإن القول أعم من الفعل ودليله - ولو أن الرسول - صلى الله عليه وسلم - قال شيئاً في الدين لم يوح الله - تعالى - به إليه، لأهلكه الله - تعالى - وما من أحد بقادر على أن يمنع الله - سبحانه - من إهلاكه آنئذ، وهذا وعيد من الله - تعالى - ووعد، وعيد لنبيه - صلى الله عليه وسلم - أن يتقول عليه ما لم يوح به إليه - وحاشاه - صلى الله عليه وسلم - أن يفعل ذلك - ووعد للمؤمنين بأنه - تعالى - حافظٌ دينَه من أن يدخل إليه أو يختلط به ما ليس منه على لسان نبيه، وهذه الآيات تعد - في الوقت ذاته - أمراً من الله - تعالى - جازماً لأمته أن يؤمنوا ويوقنوا ويسلموا لكل ما يأتيهم به النبي - صلى الله عليه وسلم - حيث إن الله - عز وجل- ضمن لهم أن نبيه لن يتقول عليهم، وأن كل ما ينطق به النبي قولاً، أو يأتيه فعلاً. إنما هو من وحي الله - تعالى - إليه .. يقول العلماء : لقد أخبر الله - عز وجل - بأن رسوله - صلى الله عليه وسلم - لو تقول في الدين قولاً لم يوح - الله تعالى - به إليه لأهلكه الله - سبحانه - وحيث إن الله - تعالى - لم يهلك نبيه، فلم يأخذ منه باليمين، ولم يقطع منه الوتين - نياط القلب - بل سانده وأعانه، وأيده ونصره، وأظهره على أعدائه هو وأصحابه الذين آمنوا به واتبعوه، فإن ذلك دليل قاطع على أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لم يقل أو يفعل أو يقر شيئاً إلا بوحي من الله - سبحانه وتعالى-( ).
ومن الآيات التي تدل على أن الرسول - صلى الله عليه وسلم - لا يقول أو يفعل شيئاً في الدين إلا بوحي من عند الله - عز وجل - قول الله - سبحانه - مخبراً عن رسوله-صلى الله عليه وسلم-:]الذين يتبعون الرسول النبي الأمي الذي يجدونه مكتوباً عندهم في التوراة والإنجيل، يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث ويضع عنهم إصرهم والأغلال التي كانت عليهم { (الأعراف:157 ).
فالآية أسندت الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وإحلال الحلال، وتحريم الحرام إليه- صلى الله عليه وسلم - مباشرة دون أن تقيد ذلك بكونه قرآناً أو سنة، والإطلاق العام هنا يشمل جميع ما يحله ويحرمه - صلى الله عليه وسلم - أعم من أن يكون ذلك بالقرآن أو بالسنة، فبان من ذلك أن ما يحل رسول الله - صلى الله عليه وسلم- وما يحرم بسنته هو مثل ما يحرم بقرآن الله - تعالى - كلاهما وحي من عند الله - سبحانه -.
ومن الآيات التي تدل على أن السنة وحي من عند الله - سبحانه - وتنص على أن ما يحرم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بسنته مثل ما يحرم بالكتاب المجيد، كلاهما من عند الله - تعالى - قول الله - عز وجل - : ] قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله ولا يدينون دين الحق من الذين أوتوا الكتاب حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون [ (التوبة:29 ). فهذه الآية الكريمة ذكرت نوعين من المحرمات، ما حرم الله - تعالى- وما حرم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وجمعت بين الأمرين في جملة واحدة عاطفة ما حرم رسول الله على ما حرم الله، وذلك يدل بوضوح على أمرين، الأول : أن ما حرم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - هو مثل ما حرم الله، وأن الأمرين على منزلة واحدة من حجية التشريع وحكمه، وأن ما شرع الله - تعالى - في كتابه هو مثل ما شرع رسول الله - صلى الله عليه وسلم- في سنته.. الثاني : أن ما حرم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في سنته هو وحي من عند الله - تعالى - كمثل ما حرم الله - تعالى - في كتابه، فكلا التشريعين وحي من عند الله - سبحانه -.
ولعل ما ذكرناه كاف في بيان ما قصدنا إليه من الاستدلال بآيات القرآن المجيد على أن السنة وحي من عند الله - تعالى - كما أن القرآن وحي، وأن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لا ينطق عن الهوى. ومن ثم ننتقل إلى ما يترتب على أن السنة وحي من عند لله -تعالى-، نقصد الآيات القرآنية التي توجب وتأمر بطاعة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وتجعل طاعته - صلى الله عليه وسلم - فيما يأمر وما ينهى فيصلا بين الإيمان والكفر، والنجاة والهلاك. قد قلنا إن ذلك مرتب على ما سبق بيانه في الفقرة السابقة من أن السنة وحي من عند الله - تعالى - إذ لو لم تكن كذلك، وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ينطق عن الهوى - حاشاه - لما أمرنا الله - تعالى - باتباعه وطاعته في كل ما يأمر وما ينهي، كما سيبين لنا من الآيات الدالة على ذلك - بحول الله تعالى -. وإن الناظر في كتاب الله المجيد يراه قد أمر بطاعة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في آيات كثيرة وبصيغ متنوعة عديدة.
من هذه الآيات الآمرة بطاعة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ما هو قاعدة عامة في رسل الله أجمعين، وخاتمهم محمد - صلوات الله على نبينا وعليهم - وذلك قول الله - عز وجل : ] وما أرسلنا من رسول إلا ليطاع بإذن الله [ (النساء:64 ).
فثمرة إرسال الرسل - صلوات الله عليهم أجمعين - إنما تنحصر في أن يطاعوا، وطاعتهم إنما هي بإذن الله سبحانه - وأمره، فالشاغب عليهم، التارك لسنتهم، الرافض لأوامرهم ونواهيهم، إنما هو محارب لله - سبحانه - ناقض لإذنه، فاسق عن أمره.
ومن ذلك ما هو قاعدة لرسولنا - صلى الله عليه وسلم - شاملة لكل ما يأخذ وما يدع، وما يأمر ومـا ينهى.
وذلك قـول الله – عز وجل - ]وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا، واتقوا الله إن الله شديد العقاب [ (الحشر:7 ).
فهذه الآية تأمر المؤمنين بأن يأخذوا عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كل ما يأتيهم به، يستوي في ذلك ما كان قرآناً أو سنة، وكذلك أن ينتهوا عن كل ما نهاهم عنه، ثم توعدت المخالفين لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالعقاب الشديد.
ومن الآيات الآمرة بطاعة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ما جاء فيها الأمر بطاعة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مقروناً بطاعة الله - سبحانه - مع تكرار فعل " أطيعوا ". ومن ذلك قول الله - عز وجل : ]يـا أيـها الذين آمـنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول ولا تبطلوا أعمالكم [ (محمد:33).
ومن ذلك ما جاء فيه الأمر بطاعة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مقروناً بطاعة الله - تعالى - دون تكرار الفعل " أطيعوا " مما يدل بشكل قاطع على أن طاعة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - هي من طاعة الله - سبحانه -، وأنه لا يحل التفريق بين طاعة الله - تعالى - وطاعة رسوله - صلى الله عليه وسلم - ومن ذلك قول الله - سبحانه : ] قل أطيعوا الله والرسول، فإن تولـوا فإن الله لا يحـب الكافرين[ (آل عمران:32 ). وواضح من النص الكريم أن الذي يتولى عن طاعة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - هو من الكافرين.
ومن الآيات الآمرة بطاعة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ما جاء فيه الأمر بطاعة الرسول - صلى الله عليه وسلم - ابتداء، دون أن يسبقه الأمر بطاعة الله - سبحانه -، وذلك يبين أن طاعة الرسول - صلى الله عليه وسلم - هي في الوقت نفسه طاعة لله - تعالى - وأن طاعة الرسول وحدها مقياس لطاعة الله - عز وجل - ومن ذلك قول الله -تبارك وتعال-: ]وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة وأطيعوا الرسول لعلكم ترحمون [(النور:56 ).
ومن علامات طاعة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - واتباعه الأخذ عنه، والاحتكام إليه، وتحكيمه في كل ما يعرض لنا من شؤون الحياة، ثم الرضا بما يحكم به، والإذعان والتسليم له - صلى الله عليه وسلم - وقد جعل الله - سبحانه - ذلك من علامات الإيمان، وجعل نفي ذلك وعدم الاتصاف به من علامات الخلو من الإيمان، أي علامات الكفر، يقول الله - عز وجل : ] فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجاً مما قضيت ويسلموا تسليما [ ( النساء:65).
ولأن الاحتكام إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - والرضا والإذعان والتسليم له بكل ما يأمر به أو ينهى من علامات الإيمان ؛ فقد كان رفض ذلك والإعراض عنه من علامات النفاق والكفر، مهما قال أولئك المعرضون أو زعموا أنهم مؤمنون. يقول الله – عز وجل – حكاية عن بعض هؤلاء : ] ويقولون آمنا بالله وبالرسول وأطعنا ثم يتولى فريق منهم من بعد ذلك، وما أولئك بالمؤمنين. وإذا دعوا إلى الله ورسوله ليحكم بينهم إذا فريق منهم معرضون. وإن يكن لهم الحق يأتوا إليه مذعنين. أفي قلوبهم مرض أم ارتابوا أم يخافون أن يحيف الله عليهم ورسوله، بل أولئك هم الظالمون. إنما كان قول المؤمنين إذا دعوا إلى الله ورسوله ليحكم بينهم أن يقولوا سمعنا وأطعنا وأولئك هم المفلحــون. ومــن يطـع الله ورسولــه ويخش الله ويتقــه فأولئـــــك هم الفائزون [ (النور:47-52 ). فهذه الآيات الكريمة تتكلم على موقف المنافقين من الاحتكام إلى الله ورسوله، وتكشف عن زيف ما يزعمون من الإيمان بالله ورسوله، وأن ذلك نفاق وكفر، وتبين عن دليل ذلك وهو الإعراض عن الاحتكام إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - والرضا بحكمه، ثم تكشف عن دخائل نفوسهم من عدم الإيمان بالله والاطمئنان إلى حكم رسوله، ثم تبين - بالمقابل - موقف المؤمنين وهو السمع والطاعة لله ورسوله، ثم تختم المقام بأن الفوز والنجاة إنما هما لمن يطيع الله ورسوله.
من كل هذا الذي ذكرنا من الآيات القرآنية التي تنص بأسلوب قاطع على أن الرسول - صلى الله عليه وسلم - لا ينطق إلا عن وحي من الله - تعالى - ولا يقول في الدين إلا بما يوحي به الله - تعالى - إليه. وبأن طاعة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فرض على كل مؤمن، وأن من أطاع الرسول فقد أطاع الله، وبأن الاحتكام إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم- والرضا والتسليم له، والأخذ عنه آية الإيمان. نقول : من كل هذا تتضح مكانة السنة النبوية من التشريع الإسلامي، وتتضح حجيتها، وأنها من حيث الحجية هي في منزلة القرآن المجيد، ولا ينبغي أن يفهم من هذا أننا نجعل السنة بمنزلة القرآن في المكانة والشرف، فهذا مما لا يقول به مسلم، فلا ريب أن القرآن يفضل السنة بأمور اتفقت عليها الأمة نشير إلى أهمها - بإيجاز : -
1- القرآن الكريم موحى به من الله - عز وجل - بلفظه ومعناه، فهو قول الله- سبحانه - أما السنة فهي قول الرسول - صلى الله عليه وسلم - وفعله وتقريره.
2- القرآن المجيد تكفل الله - تعالى - بحفظه، وليس ذلك للسنة.
3- القرآن العظيم يتعبد بتلاوته، وليس ذلك للسنة.
4- القرآن العظيم معجز للبشر، وترتب على ذلك أن الله - تعالى - تحدى البشر، بل والجن أن يأتوا بمثل أقصر سورة منه، والسنة ليست كذلك.
5- لا تجوز روايته بالمعنى، ويجوز ذلك في السنة بضوابطه.
6- لا يجوز أن يمسه إلا المطهرون، وليس ذلك للسنة.
7- القرآن هو المجموع بين دفتي المصحف الشريف، والسنة موزعة في كتب ودواوين.
فهذه أمور يفضل القرآن فيها السنة، فهو لذلك أشرف منها وأرفع منزلة وقداسة، لكن كلامنا في مجال الاحتجاج بالسنة في أمور الدين وقضايا التشريع، ولا ريب أنها في هذا في منزلة مع القرآن، فكما يقال : الصلاة واجبة بقول الله - عز وجل - : ] وأقيموا الصلاة [ ( النور:56). فكذلك يقال صلاة الصبح ركعتان والظهر والعصر أربع والمغرب ثلاث والعشاء أربع. والدليل فعل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - والمثال هنا يوضح أن كلا الدليلين على مستوًى واحد في إفادة العلم وإيجاب العمل.
ولهذا المعنى فقد ذهب جلّة العلماء إلى التسوية بين كتاب الله - تعالى - وسنة رسوله - صلى الله عليه وسلم - من حيث الحجية على الأحكام، ومن ذلك أن الخطيب البغدادي قد عنون في كتابه " الكفاية " لهذا الموضوع بقوله : ( ما جاء في التسوية بين حكم كتاب الله - تعالى - وحكم سنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ) يشير بهذا العنوان إلى أن القرآن والسنة متساويان في مرتبة واحدة من حيث الحجية في إثبات الأحكام الشرعية. وقد قال الدكتور عبد الغني عبد الخالق في كتابه " حجية السنة " إن السنة والكتاب في مرتبة واحدة من حيث الاعتبار والاحتجاج بهما على الأحكام الشرعية، ولبيان ذلك نقول : من المعلوم أنه لا نزاع في أن الكتاب يمتاز عن السنة ويفضل عنها في أن لفظه منزل من عند الله - سبحانه وتعالى - متعبد بتلاوته، معجر للبشر أن يأتوا بمثله، بخلافها، فهي متأخرة عنه في الفضل من هذه النواحي، لكن ذلك لا يوجب التفضيل بينهما في الحجية، بأن تكون مرتبة السنة متأخرة عن الكتاب، ويعمل به وحده، وإنما كان الأمر كذلك - أي مماثلة السنة للكتاب في مرتبة الحجية - لأن حجية الكتاب إنما جاءت من كونه وحياً من عند الله - سبحانه -، والسنة مساوية للقرآن من هذه الناحية فهي مثله "( ).
مما تقدم من حديث عن حجية السنة ومكانتها من التشريع تتضح لنا الأمور الآتية :
أولاً : أن الوحي من عند الله - تعالى - إلى رسوله - صلى الله عليه وسلم - وحيان؛ وحي هو القرآن المجيد، ووحي هو السنة النبوية الشريفة، وقد ذكرنا الأدلة على ذلك من آيات القرآن البينات، كما بينا الفروق بين الوحيين، أي بين القرآن والسنة.
ثانياً : أن السنة النبوية المطهرة تأتي في المنزلة الثانية بعد القرآن العظيم في مصدرية التشريع، فهي المصدر الثاني بعد القرآن الكريم. أما من حيث الحجية فهي مع القرآن بمنزلة واحدة. بمعنى أن دليل التشريع من السنة يعدل دليل التشريع من القرآن، فكلاهما مفيد للعلم، موجب للعمل بمقتضاه، على أي نوع من الأحكام الخمسة كان العمل.
ثالثاً : أن من رفض سنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أو شغب عليها، أو رفض أمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أو نهيه، أو رفض الاحتكام إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فيما يعرض له أو لم يقبل حكمه، كل من يفعل ذلك أو شيئاً منه يُعَدُّ فاسقاً عن الملة غير مؤمن، فإن الله - تعالى - قد جعل كل ذلك علامة الإيمان، ورفض ذلك أو شيء منه، آية الكفر والنفاق، وذلك في آياته البينات.
رابعاً : لقد اعتمدنا في بيان ما قدمنا على كتاب الله القرآن المجيد وحده، ولم نتكلم في السنة المطهرة أو آثار الصحابة وإجماع الأمة، ذلك أن هؤلاء الذين نخاطبهم في بحثنا هذا يزعمون أنهم " قرآنيون " لا يأخذون إلا عن القرآن، فآثرنا أن نخاطبهم بالقرآن الكريم.. لكنا - بحول الله - سبحانه - سوف نوفي الموضوع حقه من خلال أحاديث النبي - صلى الله عليه وسلم - وآثار الصحابة وإجماع الأمة، حين الرد على شبهاتهم، وذلك بمشيئة الله سبحانه.


المبحث الثالث
الجذور التاريخية لمنكري السنة وأشهر طوائفهم

إن تاريخ منكري سنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يكاد يقرن بتاريخ منكري رسالته - صلى الله عليه وسلم -، فالكفر بسنته - عليه الصلاة والسلام - هو قرين الكفر برسالته - فهما أمران متقاربان زماناً متساوقان منزلة، ويكادان يكونان متماثلين حكماً، ولا يختلفان إلا باعتبار أن ثمة كفراً دون كفر، وإلا فإنكار سنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وجحدها كفر، كما أن إنكار رسالته كفر ..
ومن المسلم به أنه لم يخل زمان من الأمرين جميعاً كذلك، فكما أنه لم يخل زمان من منكري رسالة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فكذلك لم يخل زمان من منكري سنته - صلى الله عليه وسلم - مع زعمهم بأنهم مسلمون مؤمنون برسالته، والأخيرة هذه هي مثار العجب، إذ كيف يكونون مؤمنين برسالته - صلى الله عليه وسلم - ثم ينكرون سنته، ويرفضون اتباعه، ويصرون على عدم الأخذ عنه، والاحتكام إليه، والتسليم له ويقبلون على مخالفته في كل ما قال وفعل وأقر، فيقولون ما لم يقل، ويفعلون ما لم يفعل، ويرفضون ما أقره ورضي به.
ولقد بدأت مسيرة إنكار السنة والشغب عليها على هيئة فردية في حالات نادرة لا اعتبار بها. وكان ذلك في حياة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ومن ذلك ما روى أصحاب السنن في أسباب نزول الآية الكريمة : ]فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيمــا شجر بينهم، ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما [ ( النساء:65).
من أن الزبير بن العوام - رضي الله عنه - اختصم ورجل من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لعله حاطب بن أبي بلتعة - رضي الله عنه - فحكم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - للزبير أن يسقي زرعه أولاً، ثم يرسل الماء إلى صاحبه، فغضب الرجل وقال : يا رسول الله أن كان ابن عمتك ؟. أي حكمت له بسبب أنه ابن عمتك، فتلون وجه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأنزل الله - تعالى - الآية في ذلك( ).
لكن هذه الحالات شاذة ولا تذكر في معرض التأريخ لمنكري سنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وذلك لأمرين : لشذوذها وندرتها، ثم لعودة أصحابها إلى الحق سريعاً وانقضاء أثرها.
أما إنكار السنة على هيئة مؤثرة، وعلى أيدي طوائف لها ذكرها في التاريخ ؛ فقد بدأت على أيدي الخوارج والشيعة، ثم انضم إليهم طوائف من المتكلمين وبخاصة من المعتزلة الذين انتسب إليهم كثير من الزنادقة والفاسقين عن الملة، كالنظام الذي كان " شاطراً من الشطار، يغدو على سكر ويروح على سكر ويبيت على جرائرها، ويدخل في الأدناس والفواحش، وهو القائل:
وأستبيح دما من غير مجروح والزق مطرَح جسما بلا روح( ) ما زلت آخذ روح الزق في لطفحتى انثنيت ولي روحان في جسـدي
أما الشيعة والخوارج فكلتا الطائفتين شغبت على السنة النبوية المطهرة وأنكرتها، لكن الشيعة لم يقبلوا من سنة النبي – صلى الله عليه وسلم – إلا القليل الذي نُقل إليهم عن طريق من يدين بعقيدتهم في الإمامة ويشايع آل البيت – فيما يزعمون – ولو أننا عرفنا أنهم لم يوالوا من الصحابة – رضوان الله عليهم – إلا بضعة عشر صحابياً هم فقط الذين رضي عنهم الشيعة وأخذوا عنهم، لأدركنا ذلك القدر الضئيل من سنة النبي –صلى الله عليه وسلم-الذي قبله الشيعة (الرافضة) وعملوا به، وذلك الكم الهائل من السنة النبوية التي رفضوها وأنكروها لأنها أتت عن جمهرة الصحابة الذين لا يرضى عنهم الشيعة، فالشيعة – إذن – رفضوا السنة لأنهم طعنوا في عدالة الصحابة – رضوان الله عليهم – لأنهم بايعوا أبا بكر – رضي الله عنه – خليفة لرسول الله – صلى الله عليه وسلم – ولم يبايعوا عليا الذي كان هو الخليفة من وجهة أنظار الشيعة، والشيعة منهم معتدل وغال، فالمعتدلون فسقوا الصحابة – رضي الله عنهم – والغالون كفروهم – عياذاً بالله – ولم يستثن الشيعة من ذلك سوى عدد يزيد قليلاً على أصابع اليدين .. على أن الشيعة (الرافضة) أضافوا إلى إنكارهم السنة - على الوضع الذي ذكرناه - إضافة جديدة جعل جرمهم في هذا الباب مضاعفاً، ذلك أنهم لم يكتفوا بإنكار الحديث ورفض السنة، وإنما لجأوا إلى وَضع ما أسموه أحاديث، ونسبوها إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فألَّفوا كلاماً على هيئة أحاديث الرسول - صلى الله عليه وسلم - في تعظيم أئمتهم، وتأكيد نحلتهم، وتأصيل معتقدهم، وأيضاً في ذم مخالفيهم وعقائدهم. وقد كان لهذه الأحاديث المزعومة الموضوعة على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - دور أصيل في حجية التشريع وأصول الدين عندهم.
أما الخوارج فقد طعنوا في الصحابة - رضوان الله عليهم - بعد واقعة التحكيم الشهيرة أثناء الحرب بين علي ومعاوية - رضي الله عنهما - وبسبب واقعة التحكيم طعن الخوارج في عدالة الصحابة - رضي الله عنهم - فمن الخوارج مَنْ فَسَّقهم، وهم قلة لا تذكر، والأكثرون من طوائف الخوارج كفروا الصحابة - عياذاً بالله - بل منهم من جعلهم كالمشركين في الحرب والسبي وعدم قبول الجزية .. إلى آخر تلك الآراء التي تدل على انحراف حاد عن جادة الإسلام، وقد دفع بهم إنكار السنة والرغبة الملحة عندهم في مخالفة جماعة المسلمين إلى العدوة القصوى بعيداً عن الإسلام، فافتروا على الله ورسوله وجماعة المسلمين، وتباروا في تكفير الأمة بأنواع من الكفر ؛ فجمهرتهم يرون أن دار مخالفيهم دار حرب، يقتل فيها النساء والأطفال وأن جميع المسلمين كفار مثل كفار العرب، لا يقبل منهم إلا الإسلام أو القتل.
أما في الأحكام فقد أنكروا الرجم في الزاني المحصن لأنه ليس في القرآن، وأقاموا حد السرقة ولم يلتزموا ما ورد في السنة وإجماع الأمة بالحرز في السرقة ونصابها وكذلك قطع اليد من الرسغ، كما استحلوا كفر الأمانة التي أمر الله – تعالى – بأدائها وزعموا أن المسلمين مشركون يحل أكل أماناتهم، وأجاز فريق منهم - الميمونية - نكاح بنت البنت، وبنت الابن، لأن القرآن لم يذكرهن ضمن المحرمات ... إلى غير ذلك من أنواع الضلال والزيغ الذي وقعوا فيه في أصول الدين، وفي أحكام الشريعة بسبب أنهم رفضوا السنة النبوية المطهرة، وزعموا أنهم يأخذون أحكامهم وقضايا دينهم عن القرآن، وما علموا أنهم نابذوا القرآن ونبذوه يوم نبذوا السنة واتخذوها ظهرياً، يقول عبد القاهر البغدادي عن الخوارج إنهم : " أنكروا حجية الإجماع والسنن الشرعية، وأنه لا حجة في شيء من أحكام الشريعة إلا من القرآن، ولذلك أنكروا الرجم والمسح على الخفين لأنهما ليسا في القرآن، وقطعوا يد السارق في القليل والكثير لأن الأمر بالقطع في القرآن مطلق، ولم يقبلوا الرواية في نصاب القطع ولا الرواية في اعتبار الحرز فيه "( ).
فهؤلاء وأولئك - الخوارج والشيعة - رفضوا - سنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لطعنهم في الصحابة - رضوان الله - تعالى - عليهم أجمعين - ومن المعلوم أن سنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إنما وصلت إلينا من خلال الصحابة - رضوان الله عليهم - بل إن الدين كله وصل إلينا من خلالهم، فهم الطبقة المعاصرة لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - زمانا، المطلعة على أحواله قولاً وفعلاً، الحريصة على أن تحفظ عنه كل حركة وسكنة، وأن تنقل عنه كل لفظة وسكتة، الأمينة في وصف أحواله - صلى الله عليه وسلم - صغيرها وكبيرها، والصحابة - رضوان الله عليهم - هم الذين نقلوا إلينا أحوال النبي - صلى الله عليه وسلم – كافة لم يخرموا منها شيئاً، حتى صرنا بفضلهم - جزاهم الله عن الأمة خيرا- كأننا نعايشه في أحواله - صلى الله عليه وسلم – كافة، ونعاين هيئاته كافة، فهم -رضوان الله عليهم- هم الذين نقلوا إلينا الدين كاملاً عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الذي تلقاه عن ربه وحيا في القرآن أو في السنة، فإذا جاء من الطوائف والفرق من يرفض الأخذ عنهم مستنداً إلى ما يزعمه من أنهم ليسوا عدولاً ؛ فعن من يأخذ دينه، وأنى له أن يعرف شرائع الإسلام ؟ ومن أين سيأخذ أحكام الدين في الصلاة وهيئاتها، والزكاة ومقاديرها، والصيام وأحكامه، والحج ومناسكه، ثم من أين له أن يعرف ما يحل وما يحرم، وما يأخذ أو يدع في شؤون الحياة جميعها، ثم أين نجد كل هذا في القرآن المجيد ؟ وأين يجده هؤلاء الذين يزعمون أنهم يكتفون بالقرآن وحده دون السنة النبوية المشرفة ؟
إن رفضهم السنة النبوية كان له الأثر الذي أشرنا إلى بعضه من خروجهم على الدين وابتداعهم فيه ما ليس منه، واعتناقهم عقائد، ومزاولتهم شرائع لا تمت إلى الإسلام، بل تناقض الإسلام وتعارضه، وقد انتهى بهم الأمر إلى أن نقضوا عرى الإسلام ، وكفروا الأمة المسلمة، وما كفرت الأمة ولكن الظالمين كفروا، يهدمون الدين بحجة الحرص عليه، ويكفرون بالقرآن وهم يزعمون الاستمساك به والاعتماد عليه، فأين منهم آياته البينات التي تأمر بطاعة رسول الله – صلى الله عليه وسلم – والأخذ عنه والائتمار بأمره والانتهاء بنهيه ؟ بل أين منهم آياته البينات التي تنص على أنه – صلى الله عليه وسلم – لا ينطق عن الهوى، وأن سنته وحي من عند الله – تعالى – وأين من هؤلاء الذين يخالفون عن أمر رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قوله تعالى – محذراً إياهم ومن على شاكلتهم : ] فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم [ ( النور:64).
هكذا بدأت مسيرة إنكار سنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - والشغب عليها ورفض اعتبارها مصدراً تشريعياً كالقرآن، والخروج على طاعة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بدأت مسيرة الضلال هذه على أيدي الخوارج والشيعة (الرافضة)، ثم تلقفها منهم وسار على ضلالهم طوائف من المتكلمين وأشهرهم في هذا الباب المعتزلة، ثم استمرت مسيرة الضلال يسلمها ضال إلى ضال، ويأخذها ضال عن ضال، وقد افترقوا في ضلالهم إلى مذاهب وطوائف، فطائفة تنكر السنة النبوية المطهرة بجملتها، ما كان منها قولاً، وما كان عملاً، وما كان تقريراً، ويعدون أقواله - صلى الله عليه وسلم - وأفعاله مثل أقوال الناس وأفعالهم لا صلة لها بالدين من قريب أو من بعيد.
وطائفة تأخذ من السنة بما كان عملاً وتطرح ما كان قولاً، دون تمييز أو سند من شرع أو عقل يسوغ هذه التفرقة، فإن صاحب العمل هو نفسه صاحب القول - صلى الله عليه وسلم-. وطائفة ثالثة هي أقل الطوائف جرماً في هذا الباب، ولكنها أعمها وأطمها وأكثرها عدداً، وما ذهبت إليه أعظم شيوعاً وذيوعاً، ذلكم الذين يقولون لا نأخذ من سنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلا بما تواتر قولاً وعملاً، أما خبر الواحد فلا يأخذون به ولا يعتبرونه، ومن هؤلاء من يرفضه جملة، ومنهم من يرفضه في العقائد.
وقد ظلت مسيرة الضلال هذه تنتقل عبر التاريخ بطوائفها المختلفة وعلى مستوى الأمة المسلمة شرقاً وغرباً، حتى كانت نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين، حيث نبتت نابتة سوء بين المسلمين في بلاد الهند، وذلك بنشأة ما سمي بطائفة " القرآنيون " تلك الطائفة التي زعمت الاعتماد على القرآن وحده، وطرح السنة النبوية المطهرة، وأخذت تدعو إلى نحلتها بهمة ونشاط تحت رعاية الاستعمار الإنجليزي، ثم انتقلت من الهند إلى باكستان - بعد التقسيم - تحت مسمى " البرويزيين "
وهذه الطائفة هي موضوع بحثنا هذا، وسوف نبين بشيء من التفصيل تاريخ نشأتهم وأهم رؤسائهم على الصفحات التالية - بحول الله تعالى -.



المبحث الرابع
التعريف بطائفة القرآنيين، وعوامل نشأتهم

وضع الإنجليز أيديهم على شبه القارة الهندية، ودانت لهم طوائفها وفرقها من الهندوس والبوذيين والجينيين وغيرهم ممن يدينون بغير الإسلام. أما المسلمون الذين كانوا يمثلون قلة في الهند فلم يسلس قيادهم للإنجليز المستعمرين، ولم يهادنوهم يوماً، وذلك انطلاقاً من الإسلام الذي يمنع المسلم من الخضوع والإذعان لحاكم غير مسلم يلي أمر المسلمين بالقوة والجبروت. لذلك كان المسلمون بالهند يمثلون للإنجليز المستعمرين قلقاً وإزعاجاً بل يمثلون خطورة على سلطتهم وبقائهم في تلك البلاد، وكان المسلمون لا يفتأون يلبون داعي الجهاد ضد الإنجليز، ويقومون بالثورات العديدة التي كان أشهرها ثورة مايو من عام سبعة وخمسين وثمانمائة وألف للميلاد.
وقد كان الإنجليز بالمقابل يمقتون المسلمين فوق مقتهم الطوائف الأخرى، وقد كانوا يدبرون المؤامرات والمكايد ضد الإسلام والمسلمين في تلك البقاع، ورغم خطط ومؤامرات الإنجليز الكثيرة ضد المسلمين، إلا أنهم تميزوا بخطة معينة أحكموها وبرعوا فيها، وقد حققت لهم أغراضهم وأهدافهم من تفريق صفوف المسلمين، وإضعاف شوكتهم، وبث النزاع بين طوائفهم. وكانت خطتهم تلك تقوم على أن يستقطبوا أشخاصاً من المسلمين، يرون فيهم قبولاً لبيع دينهم وأمتهم مقابل السلطة والمال، فيجندونهم للعمل ضد الإسلام والمسلمين، وكانت خطتهم التي يرسمونها لعملائهم واحدة، حيث يبدأ هؤلاء العملاء بالتظاهر بالإسلام، والحرص عليه، والدعوة إليه، والكتابة فيه، حتى إذ اشتهر أمرهم، والتف الناس حولهم. بدؤوا ينفذون خطة الإنجليز، التي رسموها لهم، وبدؤوا ببذر بذور الشك في عقيدة الإسلام، ثم في شريعته، ثم - وتحت دعواهم الحرص على الإسلام - يبثون سمومهم، فمنهم من يدعي النبوة مثل : " ميرزا غلام أحمد القادياني " - لعنه الله -، ومنهم من يدعي حب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فيخلع على النبي - بهذه الحجة - بعض صفات الله سبحانه، وذلك مثل " أحمد رضا خان " ومنهم من يدعي أنه مجدد القرن مثل : " أحمد خان " الذي أخلص للإنجليز إلى حد أن باع دينه، وضحى بأمته في مقابل ولائه المطلق للإنجليز..
وفيما يلي سنذكر أهم رجالات القرآنيين في الهند، مع ذكر نبذة عن تاريخ كل منهم، وأهم آرائه.

أولاً : السيد أحمد خان :
وتاريخ منكري السنة في شبه القارة الهندية في العصر الحديث يبدأ بهذا الرجل : " سير أحمد خان " أو " السيد أحمد خان " بل إن تاريخ الكثير من صور الخيانة للإسلام والمسلمين، وابتداع الآراء الشاذة المخالفة لما عليه القرآن والسنة وإجماع الأمة، مما كان سبباً في تفريق الأمة، وتشتيت جهودها ضد الإنجليز أعداء الإسلام، يرجع إلى هذا الرجل " السيد أحمد خان "( ) وبالتالي؛ يرجع إليه حركات ممالأة المستعمر الإنجليزي، ومهادنته، بل معاونته وموالاته، والدعوة إلى السير في ركابه والاغتراف من ثقافته، والتمثل به في الشؤون الحياتية كافة، يرجع كل هذا إلى هذا الرجل الذي قضى حياته في خدمة الإنجليز، والدعوة إلى مسالمتهم ومعاونتهم، وقد اقتدى به الكثيرون في ذلك مما جعل محنة الأمة بهذا الرجل أعم وأطم.
وفيما يتصل بموضوعنا ؛ فقد كان هذا الرجل مكثراً من الكتابة والتأليف، وكان من تأليفه ما أسماه تفسيراً للقرآن وقد نهج في تفسيره نهجا يخالف القرآن نفسه والسنة وإجماع الأمة، ويخالف المنهج العلمي في أبسط صوره. حيث اعتمد في تفسيره القرآن على عقله وهواه الذي يتحكم في عقله، وجاء بسبب ذلك بآراء خالف بها مُسَلَّمات الدين، وعقائده وشرائعه، وبذلك خرج على إجماع الأمة، بل اعتمد في تفسيره أسلوباً خالف فيه أساليب اللغة التي نزل بها القرآن، ولم يعبأ بدلالات الألفاظ، بل أخضع كل ذلك لهواه وأغراضه من إفساد الدين، وإبطال الشرع، ومن ذلك أنه أنكر الغيب ومنه الملائكة والجن والشياطين، وفي سبيل إنكارها تأول الآيات القرآنية التي ورد فيها ذكر الملائكة والجن والشياطين، فأوَّل الملائكة بأنها عناصر الطبيعة وقواها من ريح ومطر وبراكين .. وأوَّل الجن بأنهم سكان الغابات والصحاري والذين يزاولون أنشطتهم في ظلام الليل فلا يراهم أحد، كما أول الشياطين بأن المراد بها شهوات النفس وأهواؤها، وكان اعتماده هذا المنهج الذي يخالف أساليب اللغة العربية ودلالات ألفاظها قائماً على أساس جرم آخر ارتكبه في حق الدين، وهو زعمه أن القرآن العظيم لم ينزل على رسول الله محمد - صلى الله عليه وسلم - بألفاظه ومعانيه، بل إنه نزل بالمعنى فقط، بمعنى أن الله - تعالى - قذف بمعاني القرآن في قلب محمد - صلى الله عليه وسلم - ثم صاغها محمد - صلى الله عليه وسلم - في ألفاظ من عنده، وبذلك جعل القرآن مثل السنة، في أن الرسول - صلى الله عليه وسلم -، ألهم معناه فقط، ثم صاغه هو بألفاظ من عنده .. وهذا - وغيره - مما وقع فيه " أحمد خان " تسبب في ثورة العلماء ضده، وفي رميهم إياه بالكفر، فكان هذا - من جانب آخر - سببا في انفلات أمره، وانطلاقه في غواياته وضلالاته إلى المنتهى الذي وصل إليه.
أما فيما يتعلق بالسنة النبوية ؛ فقد وضع الرجل الأساس للذين أتوا من بعده في إنكار السنة النبوية المطهرة، والشغب عليها، والزعم بأن القرآن كاف، والطعن في أنها من وضع رواتها إلى غير ذلك .. ونستطيع أن نوجز أهم الآراء التي جاء بها الرجل بالنسبة للسنة النبوية المطهرة فيما يلي :
1- أَوَّلَ كل ما جاء فيها عن الجن والملائكة والشياطين، وعن الجنة والنار، بتأويلات أدت إلى إنكارها جملة على ما قد أشرنا إليه عند حديثنا عن تفسيره القرآن الكريم.
2- ادعى أن السنة النبوية لم تدون لأمد طويل، ظلت ذلك الأمد حبيسة الصدور، مما هيأ الأمر للزيادة عليها والنقص منها وتغيير محتواها، ووضع الكثير منها، ونسبة الكل إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مما أفقد الثقة في جميعها، وجعل الشك يشملها كلها.
3- بناء على الأمر السابق ؛ فقد جعل الرجل كل ما وردت به السنة النبوية المطهرة من أوامر ونواه، وأخبار وأحكام، جعل كل ذلك أموراً استنباطية من علماء الحديث وشراح السنة وفقهاء المذاهب، ومن ثم لا يلزم المسلم الأخذ بها، أو الالتزام بما فيها، وذلك لأمرين ؛ الأول : الشك في نسبة الأحاديث إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لطول الفترة التي تركت فيها بلا تدوين - كما بينا قبلا -، والثاني : لاحتمال ألا يكون العلماء قد فهموا مقصود النبي - صلى الله عليه وسلم - من هذه الأحاديث، فيكونون قد بنوا أحكامهم على فهم خاطئ فجاءت الأحكام خاطئة.
4- وضع الرجل مقاييس من عنده لبيان الحديث الذي يؤخذ به ويعتمد، وقد توخى أن تكون تلك المقاييس مبطلة للسنة في جملتها، فلا تكاد تلك المقاييس المتعنتة تنطبق على حديث واحد أو بضعة أحاديث، هذا إذا صدقت النية في تطبيقها، أما إذا أخذنا في الاعتبار تكلفهم وتعنتهم في التأويل والخروج على مقتضيات اللغة، فإن مقاييس الرجل تزري بالسنة جميعها، وهذه المقاييس :
أ - أن يكون الحديث المروي هو قول الرسول - صلى الله عليه وسلم - بالجزم واليقين.
وهذا المقياس دون إقناعهم به خرط القتاد، حيث إنهم يطعنون في المتواتر، فما بالنا بغيره؟
ب - أن تكون هناك شهادة تثبت أن الكلمات التي أتى بها الراوي هي عين الكلمات التي نطقها النبي فعلاً.
ج- ألا يكون لألفاظ الحديث التي أتى بها الرواة معان سوى ما أتى به شراح الحديث، وبنى عليه الفقهاء أحكامهم.
وهذا الآخر من أعظم معاول الهدم للسنة النبوية المشرفة، حيث إنه ما من لفظ من ألفاظ اللغة العربية إلا وله عندهم معان وتأويلات لا تكاد تحصى، ولا يحكمها ويوجهها إلا هواهم الضال وأغراضهم الخبيثة. ( ).

ثانياً : عبد الله جكرالوي
هو مولوي - الشيخ - عبد الله بن عبد الله الجكرالوي، نسبة إلى بلدة ( جكرالة ) التي ولد بها، وهي إحدى قرى إقليم " البنجاب " بباكستان حالياً، وعاصمته " لاهور ". وقد ولد عبد الله حوالي 1830م. في أسرة علم ودين، وكان والده يتبع مشيخة إحدى الطرق، فلما ولد ابنه وسماه عبد الله، حمله إلى شيخ الطريقة فباركه ودعا له وسماه : " غلام نبي " أي خادم النبي، أو " عبد النبي ".
ومن عجيب أن يتحول هذا الذي سمى " عبد النبي " - نعوذ بالله من عبودية لغيره سبحانه - إلى عدو للنبي - صلى الله عليه وسلم - ويعلن الحرب على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وعلى سنتــه، ويخلع طاعتــه، ويصبح في رأس قائمة منكري السنــة النبوية المطهرة .. ] والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون [ ( يوسف:21).
وقد تلقى " عبد الله جكرا لوي " علومه بالمدارس الأهلية، ثم سافر بعد ذلك إلى مدينة " دهلي " حاضرة الهند لدراسة الحديث الشريف والتخصص فيه، وبعد أن أتم دراسته، ولمس من القدرة على تدريس الحديث وتعليمه الآخرين عاد من " دهلي " مدرساً ومعلماً، ثم دخل مجال التأليف والكتابة فيما تلقاه وتخصص فيه من علوم الحديث الشريف. وقد ظل على ذلك زمانا يزاول تعليم الحديث وخدمة السنة تعليماً وتأليفاً ومناظرة مع الآخرين.
بداية انحرافه :
ظل عبد الله جكرالوي على اشتغاله بالحديث حتى اصطدم ببعض مشكلات من متشابه الحديث الشريف، فخرج على الناس بعقيدته الجديدة التي أعلن عن شعارها بمقولته الشهيرة " هذا القرآن هو وحده الموحى به من عند الله - تعالى - إلى محمد - صلى الله عليه وسلم - أما ما عداه من السنة فليس بوحي " ثم شرع في تحقيق مذهبه الجديد وشرحه، والدعوة إليه، ومحاولة اكتساب الأنصار له ..
ومن الواضح أن عبد الله جكرالوي لم ينتقل من الشيء إلى نقيضه، أو من مناصر للسنة النبوية وداعٍ إليها، وشيخ من شيوخ جماعة " أهل الحديث " بالهند إلى عدو للسنة النبوية، طاعن فيها، داعٍ إلى نبذها وعدم اعتبارها، دفعة واحدة، أو في لحظة مفاجئة، بل الغالب المقبول - طبعاً - أن الرجل راودته أفكار وخواطر، وعاودته شبه ومشكلات لبَّست عليه الحق، وأضلته عن السبيل السويّ في البحث عن الحق فيما يقابله من مثل هذا، ومن قبل ذلك سبق فيه قدر الله - عز وجل - فأضله شيطانه، وأسلم قياده لهواه، وجاءت اللحظة التي لم تكن مفاجئة له، ولكنها كانت مفاجئة للناس الذين عرفوه نصيراً للسنة، فإذا هم يفاجؤون به عدوا للسنة، ومن قبل ذلك عدواً لله ورسوله والمؤمنين.
وهذا الذي نراه من أن انقلاب الرجل لم يأت فجأة أو من فراغ، هو الذي يتفق مع الواقع ومنطق الأحداث، فإن الانقلاب من الشيء إلى نقيضه في الأمور الخطيرة والمصيرية لا يصل إليه الإنسان من منفرج واسع، بل يصل إليه من سمِّ الخياط.
صلة عبد الله جكرالوي بالإنجليز :
يبدو أن انقلاب الرجل من مناصر للإسلام إلى عدو للإسلام والمسلمين، قد لفت أنظار المستعمرين الإنجليز إليه، وما كان لِعَيْن الإنجليز الفاحصة الباحثة عن أعداء الإسلام والمسلمين لتستغلهم وتوجههم وترعاهم لتخطئ هذا الرجل، وقد لفت الأنظار إليه بانقلابه الهائل المفاجئ للناس، وبذلك بدأت صلته بالإنجليز واستغلالهم إياه، ونحن لا ندري أكانت صلته بهم هي التي ساعدت على انقلابه ضد سنة النبي - صلى الله عليه وسلم - والإسلام، أم أن انقلابه هو الذي أهله لهذه الصلة الضالة؟
ومن عجب أن تختلف بعض الآراء حول هذه الصلة، حتى إن البعض ينكرها، والبعض يشكك فيها، مع أن سيرة الإنجليز ومنهجهم بالهند، وعبر مئات الأشخاص من أمثال عبد الله جكرالوي تؤكد أنهم وراء كل شخص من هؤلاء، بل إنهم يبحثون عنهم ويشكلون فكرهم واتجاهاتهم، وهذا الرجل جاءهم لقمة سائغة، وصنيعة سهلة، وكان الرجل - من جانب آخر - يرفل في بحر من الأموال والنفقات التي كان يحتاجها لطبع كتبه ومؤلفاته العديدة ..
لكن التشكيك في هذه الصلة بل إنكارها جاء من أنصار " عبد الله جكرالوي "، ومن يدينون بمعتقده، ويسيرون على منهجه في معاداة السنة النبوية، ومقت الإسلام وأهله، وذلك أمر طبيعي، بل إن إنكار أنصاره هذه الصلة لهو دليل على وجودها، وإن المريب يكاد يقول خذوني، وهل كان ينتظر من أنصاره الذين يشاركونه نفس النقيصة والضلالة، أن يقروا بهذه الصلة، وهي كفيلة بصرف الناس من حولهم، وانفضاض الأنصار عنهم ؟.
ولذلك نرى على رأس الذين ينكرون هذه الصلة " غلام أحمد برويز " الذي تلقى ضلالة إنكار السنة، وورث هذا الاتجاه الضال عن كل القائلين به في الهند، وتولى كبر نشره في باكستان، وما تزال نحلته الفاسدة على الساحة، هذا الرجل ينكر صلة " عبد الله جكرالوي " أستاذه في الضلالة فيقول : " إن الميرزا غلام أحمد القادياني كان من البذور التي بذرتها الحكومة البريطانية، وإن دعوته جاءت من صميم النداء الإنجليزي ،بينما نرى عبد الله سليم النية اكتوى بنار ما أصيب به الإسلام في عصره من الفرق المتعددة "( ).
" لكن المحققين من أمثال " محمد علي قصوري " يرى أن الحكومة البريطانية كان لها يد وراء الحركتين : القاديانية، والجكرالوية. حيث يقول " إن الحكومة البريطانية تمكنت من اصطياد بعض الشخصيات الإسلامية، وإيقاعها في شبكة التحريف ضد الإسلام، فحرضتهم على القيام بأعمال تفقد الثقة في السنة النبوية الشريفة، وكان على رأس هؤلاء جميعاً " عبد الله جكرالوي " وقد اختاره المسيحيون - النصارى - لأداء هذه المهمة، فرفع صوته بإنكار السنة كلها، وأخذ يدعو إلى هذا المشروع الهدام، فأخذت رسائل التأييد تصل إليه من المبشرين المسيحيين - المنصرين - وتعده بالمساعدات المالية، وتشكره على هذا المجهود الجبار "( ).
جهود العلماء ضده :
بدأ عبد الله جكرالوي حركته ضد الإسلام فأنكر السنة النبوية جميعها، وألف جماعة سماها " أهل الذكر والقرآن " وكان هو رئيس هذه الجماعة، ونشط بشكل مكثف بالدعوة إلى نحلته الضالة التي تقوم على نبذ السنة النبوية، والزعم بأن القرآن كافٍ في قضايا الدين وأحكام الشريعة، وألف في ذلك الكتب الكثيرة، وكان مقر دعوته مدينة " لاهور " وهي في ذلك الوقت - بل في كل وقت - حاضرة العلم والعلماء.
لذلك كان له العلماء بالمرصاد، حيث صاروا يفندون آراءه، وينشرون المقالات ضد نحلته، شارك في ذلك العلماء على الأصعدة كافة وعلى منابر المساجد، وقامت مجلة " إشاعة السنة " - نشر السنة - بالدور الأهم والأكثر تأثيرا، حيث جمعت آراءه الضالة، وفندتها،وبينت ما فيها من كفر وفسوق عن الملة، ثم وضعتها على بساط البحث بين أيدي العلماء، ووجهت النداءات إلى جميع العلماء لإبداء آرائهم، وإصدار أحكام الشريعة في هذا الذي يعتنق مثل هذه الآراء الكُفْرية وهل يكون مؤمناً مسلما مع اعتناقه هذه الأفكار التي تقوم على الكفر بالسنة كلها ؟ ..
فما كان من العلماء إلا أن أفتوا بكفره وفسوقه عن الإسلام. أفتى بذلك الكثرة الكاثرة من علماء الهند بأقطارها كافة.. ثم قامت المجلة " إشاعة السنة " نفسها بنشر عشرات التوقيعات لعلماء الدين المشاهير في الهند الذين يعلنون أن " عبد الله جكرالوي " كافر بالدين، مقطوع الصلة بالإسلام، خارج عن جماعة المسلمين .
لكن الرجل ظل على ضلالته من الكفر بسنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - والدعوة إلى نبذها وعدم العمل بها، حتى أخذه الموت سنة أربع عشرة وتسعمائة وألف، بعد عمر طويل قضاه في حرب الله ورسوله والإسلام عليه من الله ما يستحق.

ثالثاً : أحمد الدِّين الأَمْرِتْسِرِي
هو الخاجة أحمد الدين بن خاجة ميان محمد بن محمد إبراهيم الأمر تسري. نسبة إلى مدينة " أمرتسر " التي ولد بها سنة إحدى وستين وثمانمائة وألف للميلاد، وبعد ولادته حمله والده إلى شيخه فمسح الشيخ رأس الطفل ودعا له وسماه باسمه هذا .. وقد بدأ أحمد الدين تعليمه بالقرآن المجيد، ثم العلوم الدينية عند بعض المشتغلين بذلك، ثم التحق بمدرسة المبشرين - المنصرين - فدرس هناك كتاب النصارى المقدس وبعض العلوم العصرية - ثم اعتمد بعد ذلك على جهوده الخاصة في اكتساب العلوم والمعارف، مما مكنه من تحصيل كثير من العلوم الحديثة كالتاريخ والجغرافيا والفلك والاقتصاد والمنطق والرياضيات بجانب العلوم الإسلامية التي كانت عنايته الأولى، كذلك كان يجيد العربية والإنجليزية والفارسية والأردية وبعض اللهجات الإقليمية.
صلته بالقرآنيين السابقين عليه :
كان للخاجة أحمد الدين صلة وثيقة بأفكار القرآنيين - منكري السنة - السابقين عليه، حيث قرأ لهم، واتصل بمن كان حياً منهم، وأخذ عنهم وتأثر بهم إلى حد أن السابقين عليه هم الذين وضعوا له نهج حياته ووجهوا أفكاره .. فقد أخذ عن " السيد أحمد خان " إنكار السنة، واتصل بعبد الله جكرالوي عبر زيارات متوالية، وأخذ عنه أفكاره، وكان أشد مكراً من عبد الله، حيث كان ينصحه بعدم التصريح بإنكاره للسنة، واختراع الفرائض والعبادات التي لا يعرفها المسلمون زاعماً أنه استقاها من القرآن، كذلك كانت له صلة بمحمد إقبال، وكان كثير الاجتماع به، والمباحثة معه، مما ألقى ظلالاً على محمد إقبال توهم تأثر إقبال بفكر القرآنيين، وأنه مال معهم إلى إنكار السنة .. كذلك كانت له صلة بميرزا غلام أحمد القادياني مؤسس الديانة القاديانية، ومن المأثور أنه لم يكن يشدد النكير على القادياني ولا غيره، بل كان يحضر له دروسه ولغيره ممن يخالفونه الفكر والعقيدة.
دعوته إلى نحلته :
بدأ الخاجة أحمد الدين نشاطه بالتدريس والكتابة، وكان يتسم باللين والهدوء، مما جعل الكثيرين يقبلـون على سماعه وحضور درسه، ثم دعا إلى تأسيس جماعته الخاصة وسماها : "أمة مسلمة " ثم أنشأ مجلة تتكلم باسم الجماعة وتنشر أفكارها وآراءها، مما جعل الكثيرين ينضمون لجماعته متأثرين بأسلوبه الهادئ، وبخاصة أنه لم يكن يصرح بما يصدم المسلم، بل كان يميل إلى التورية وعدم المواجهة، إضافة إلى لينه وهدوء أسلوبه، وقدرته على الإقناع. مما كان له الأثر في انضمام فئات المثقفين من أساتذة الجامعات والمدرسين والقضاة وغيرهم إلى جماعته، وحماستهم لنشر أفكاره بالكتابة والتأليف والنشر، كل هذه العوامل جعلت المناخ مواتياً لنشر أفكار " خاجة أحمد الدين " وكثرة أتباعه.
وقد توفي خاجة أحمد الدين في يونيه سنة ست وثلاثين وتسعمائة وألف للميلاد.

رابعاً : غلام أحمد برويز
هو غلام أحمد برويز بن فضل دين بن رحيم بخش. ولد في يوليه من عام ثلاثة وتسعمائة وألف للميلاد بالجانب الهندي من إقليم البنجاب. وقد تلقى علومه الدينية على يد جده، ثم أكمل بالمدارس النظامية، وقد اتجه إلى الوظائف الحكومية قبل أن يكمل تعليمه الثانوي، فقضى حياته الوظيفية بالمطبعة الحكومية حيث وصل إلى وظيفة مدير المطبعة.
صلته بعقائد القرآنيين :
كان اتصال غلام أحمد برويز بعقيدة القرآنيين في البداية عن طريق القراءة لآرائهم وأفكارهم التي كانت حديث المثقفين وقتذاك يؤيدها القلة ويعارضها الكثرة، ومن في مثل ذكاء "برويز" ونشاطه ما كان يخفى عليه نشاط هذه الحركة وآراؤها، وما كانت تمر عليه هذه الأفكار دون أن تشغله وتؤثر فيه إن سلباً أو إيجاباً. لكن تركه الأمة المسلمة وانقلابه إلى تلك الشرذمة الشاذة عن الإسلام جاء تحت واقعة محددة، لعلها هي القشة التي قصمت ظهر البعير. " وهو يحدث عن ذلك فيقول : " ذات يوم كنت أطالع التفسير فمررت بقوله - تعالى - : ] يا أيها الذين آمنوا لا تكونوا كالذين آذوا موسى فبرأه الله مما قالوا وكان عند الله وجيها [ (الأحزاب:69 )، وقد ذكر القرآن تفصيل هذا الإيذاء من عناد بني إسرائيل لموسى - عليه السلام - وطلبهم ما لا يحتاجون إليه ... غير أني وجدت في تفسير هذه الآية حديث أبي هريرة الذي رواه البخاري والترمذي من اتهام بني إسرائيل موسى بالبرص، وفرار الحجر بثيابه، وضرب موسى الحجر بعصاه، فارتعدت فرائصي، واستغرقني التفكير، وتوالت عليَّ الشبهات واحدة تلو الأخرى) ( ).
وهكذا كانت اللحظة التي لابد أن برويز فكر فيها كثيراً. أما إعلانه عن انقلابه إلى فكر القرآنيين. منكري السنة، فقد جاء على هيئة خطب منبرية ودروس داخل المساجد في بداية الأمر، ثم تولت مجلته " طلوع إسلام " نشر أفكاره بعد ذلك، ثم توسعت أفكاره شيوعاً عبر مقالاته ومؤلفاته الكثيرة، ومن خلال نوادي حركته التي أنشأها لتضم أتباعه في إنكار السنة، وسماها : نوادي طلوع إسلام، نسبة إلى مجلته تلك .. ولقد زاد من شيوع حركته وذيوع أفكاره انتقاله إلى دولة باكستان الوليدة بعد استقلالها عن الهند. حيث انتقل إلى مدينة " كراتشي " التي ما تزال حتى اليوم حاضرة " البرويزيين " أتباع برويز. وقد كانت الظروف وقتذاك ملائمة له ولحركته، حيث كان على رأس الدولة الفتية قائدها " محمد على جناح "( ) الذي استغرقته السياسة فشغلته عن مشكلات الإسلام، وعن الحركات الهدامة التي بدأت تنتشر على حساب الإسلام وأمته، وعلى رأس هذه الحركات الهدامة حركة " القرآنيين " بعامة، وحركة "البرويزيين" بخاصة. ومن المعروف أنه كان في أعضاء حكومة باكستان حين الاستقلال، عدد لا بأس به "القاديانيين" على رأسهم " ظفر الله خان " وزير الخارجية آنذاك، الذي حارب الإسلام ومكن للقاديانية، بل وساعد هو وقبيله الحركات ضد الإسلام، وكان منها حركة القرآنيين، وقد وصل من محاربة هذا الرجل القادياني للإسلام والمسلمين في بلد قام أصلاً على الإسلام، أن قام المسلمون بباكستان بثورة عارمة يقودها العلماء لخلع هذا الرجل من وزارة الخارجية، ولم يتم ذلك حتى قتل من المسلمين وعلمائهم المئات، وهو ثمن زهيد في مقابل تنحية هذا الكافر المتعصب عن مكانه الخطير في الدولة المسلمة.
آراؤه وموقف العلماء منه :
كان لغلام أحمد برويز من الآراء ما يتفق مع الهدف العام لحركة القرآنيين الذي يقوم على تخريب الإسلام وهدم أركانه، وذلك بتنحية السنة النبوية عن التشريع الإسلامي. وقد كانت حركة السابقين عليه من القرآنيين تقوم على اعتبار أن القرآن قد شمل الدين بكلياته وجزئياته، وكل مجمل ومفصل، وقد وضعوا بذلك أساس دينهم القائم على أن القرآن كافٍ وحده .. أما " برويز" فقد خطط كي يضمن السياسة والسياسيين إلى جانبه، وكي ينال تأييد أصحاب الحكم والسلطان بباكستان. ومن ثم فقد وضع لهم مكانا متميزا في آرائه. وكانت آراؤه تلك تقوم على أن القرآن قد شمل كليات الدين ومجمله، وأما التفاصيل فهي متروكة لولىّ الأمر الذي يتولى سدة الحكم في بلده، فهو الذي يتولى بيان المجمل، وتفاصيل التشريع، ومن سلطته التحليل والتحريم حسب ما يراه ملائماً للظروف القائمة. وقد كان هذا النهج مرضيا تماماً للحكام والمسؤولين، حيث أضفوا على برويز وجماعته حمايتهم، ومنحوه تأييدهم، ومكنوا له، حيث استطاع نشر ضلالاته على نطاق واسع، وصار للبرويزيين وجود محسوس على الساحة الباكستانية وغيرها من بلاد الهند وبعض البلاد الأوربية التي يهاجر إليها الباكستانيون للعمل أو الدراسة.
موقف العلماء من برويز ودعوته :
اتسعت دعوة برويز لتشمل أصعدة كثيرة على الساحة الإسلامية بباكستان. وقد قام العلماء في البلد المسلم بواجب الجهاد ضد هذه الحركة كما فعلوا بالنسبة للحركات السابقة عليها، لكن العلماء أولوا هذه الحركة من الاهتمام ما يناسب خطورتها، وقد قامت الجماعة الإسلامية ممثلة في رئيسها وشيخها الإمام المجاهد الداعية "المودودي" بالدور الأكثر في هذا المجال.
" وفي سنة إحدى وستين وتسعمائة وألف وضعت أفكار برويز ومعتقداته أمام العلماء ليفتوا فيها، وليبينوا حكم الإسلام فيمن يعتنق مثل هذه الأفكار، وهل تبقى له صلة بالإسلام مع اعتناقه هذه المعتقدات البرويزية ؟ أو أن الإسلام بريء منه ؟ وقد تولى إجراء هذا الاستفتاء أركان المدرسة العربية الإسلامية بكراتشي، فأفتى ما لا يقل عن ألف عالم من علماء الدين من باكستان والهند والشام والحجاز بتكفيره وخروجه عن ربقة الإسلام "( ).





طوائف القرآنيين في الوقت الحاضر :

بينا فيما سبق أشهر زعماء القرآنيين - منكري السنة النبوية المطهرة -، وقد ذهب هؤلاء وبقيت دعواتهم على هيئة فرق وطوائف تكونت على أساس من هذه الدعوات. وقد فعل الزمان والظروف فعلها في هذه الحركات، حيث تلاقحت الأفكار والمناهج، فتأثر هذا بذاك، واختلط بعض ببعض، وكان من ذلك بضعة طوائف ما تزال تتحرك على الساحة الإسلامية بباكستان والهند، وبعض البلاد الأوربية - وبخاصة انجلترا - التي يصل إليها صدى هذه الحركات عبر الذين يذهبون إلى هناك للدراسة أو العمل، وكثير من هؤلاء تجنس بالجنسية البريطانية واستقر هناك. وسوف نشير إلى أشهر الطوائف التي ما تزال على الساحة، ولها تأثيرها :
أولاً : أمت مسلم أهل الذكر والقرآن ، الأمة المسلمة أهل الذكر والقرآن ،
هذه الطائفة تضم أتباع " عبد الله جكر الوى " الذي أسس حركته تحت اسم : " أمة مسلمة ". وهذه الطائفة التي تمثل فكر " جكرالوي " و " الأمر تسرى " أخذها الضعف والوهن - بفضل الله سبحانه -، وأضحى نشاطها محدوداً ومقصوراً على أعضائها القليلين نسبيا .. ولهذه الطائفة " معابد " يتعبدون فيها على طريقتهم الكافرة التي لا يعرفها دين الله، ويسمون معابدهم هذه : " مساجد" إصراراً منهم على أنهم من المسلمين، بل على أنهم هم المسلمون .. ومعابدهم هذه توجد في بعض المدن الباكستانية، والمعبد منها لا يزيد على حجم الحجرة الواسعة، وهم يؤدون فيها صلاة الجمعة، وثلاث صلوات في كل يوم حسب عقيدتهم، وكل صلاة ركعتان، وفي كل ركعة سجدة واحدة، وهم لا يرفعون من الركوع، بل ينزلون منه إلى السجود مباشرة. وخطر هذه الطائفة قليل نسبياً، كما أن الكثيرين من أتباعها قد انضموا إلى حركات أخرى مثل حركة : "طلوع إسلام".
ثانياً : طلوع إسلام ، ظهور الإسلام
هذه الحركة أسسها " غلام أحمد برويز " منذ كان بالهند، ثم صحبها معه إلى باكستان عند انتقاله إليها. وهذه الحركة هي أنشط حركات منكري سنة النبي - صلى الله عليه وسلم - " القرآنيين " على الإطلاق، وأقواها وأخطرها، وهي الأكثر أتباعاً. وقد زاد من أتباعها أنها قد ورثت الكثير من أتباع الطوائف الأخرى التي ضعفت، أو انتهت مثل طائفة " أهل الذكر والقرآن " التي أسسها " عبد الله جكر الوى ".
وللطائفة مجلتها الشهيرة " طلوع إسلام " التي سميت الطائفة باسمها، ولها منتدياتها كذلك. ولها وجود مؤثر - نوعا - على الساحة الإسلامية بباكستان.
والجدير بالذكر أننا سمعنا بهم ونحن بباكستان - إذ كنت أستاذاً "بالجامعة الإسلامية العالمية " بإسلام أباد، وقد سعيت - وبعض الزملاء - إلى لقاء هؤلاء والاستماع إلى أفكارهم. وقد حدث ذلك ابتداء بمدينة "روالبندي" القريبة من إسلام أباد، ثم كانت لنا لقاءات - لم تدم طويلا - بمدينة "كراتشي"، حيث كانت أفكارهم ضحلة، ومعرفتهم بالإسلام متدنية، ورغبتهم في الوصول إلى الحق معدومة، وقد لمسنا أنهم يستمسكون بما هم عليه من ضلال رغبة في التخلص من حدود الله، وأحكام الشرع، وإشباعاً لشهواتهم دون شعور بالحرج. وذلك ما تضمنه لهم أفكار "برويز ". وهذا ما يفسر لنا كثرة أتباعهم من الشباب ذكوراً وإناثاً، وكذلك من المثقفين المتأثرين بالثقافة الغربية النصرانية.
ثالثاً : تحريك تعمير إنسانيَّت ،حركة تثقيف الإنسانية.
وهذه حركة حديثة جداً لا تنتمي إلى أحد من زعماء منكري السنة الذين تحدثنا عنهم، ولكنها تنتمي إلى أحد الأثرياء الذين تأثروا بأفكار السابقين من منكري السنة، وبخاصة : "برويز" ولا ندري لماذا لم يكتف بالانضمام إلى حركة برويز النشطة ؟ ألأن له عليها تحفظات أو مؤاخذات ؟ أم هي الرغبة في الشهرة وحب الظهور ؟ وما دام سينفق من ماله، فلينفق لإظهار اسمه بدلاً من إنفاق ماله لإظهار الآخرين. والإشارة هنا إلى : " عبد الخالق ما لوادة " الذي أنشأ هذه الطائفة ورأسها وينفق عليها من ماله.
وهذه الطائفة مضى عليها قرابة العشرين عاماً فقط فهي حديثة، وتحاول أن تجد لها مكاناً على ساحة الكافرين بسنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المرتدين عن الإسلام. ولكن تأثيرها لا يكاد يذكر( ).

هذه نبذه موجزة عن رؤساء طائفة منكري سنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأشهر دعاتها، ثم عن أشهر طوائفها التي آل إليها أمر الدعوة إلى تلك الضلالة الكافرة الرادة أصحابها عن الإسلام، والتي تتسمى حركتهم : " القرآنيون ".
وإذ انتهينا - من التعريف بهم، ننتقل إلى ذكر شبهاتهم ثم نرد عليها. كل ذلك بحول الله سبحانه وتوفيقه.

المبحث الخامس
شبهـــات القرآنييــن والرد عليها
لهذه الطائفة التي أسمت نفسها " القرآنيون " مغالطات وجهالات، زعموا أنها شبهات ضد سنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المطهرة، ويزعمون أن هذه الشبه هي في الوقت ذاته أدلة قاطعة على وجوب ترك السنة النبوية المطهرة، وإهمالها والانصراف عنها، وعدم اعتبارها مصدراً للتشريع، والاقتصار على القرآن المجيد مصدراً وحيداً للتشريع الإسلامي .. وسنتولى - بحول الله تعالى - ذكر شبهاتهم هذه كما أوردوها، ثم نفندها ونرد عليها ونبين بطلانها.

الشبهة الأولى :
قولهم ؛ إن القرآن الكريم كافٍ في بيان قضايا الدين وأحكام الشريعة، وإن القرآن قد اشتمل على الدين كله، بجملته وتفصيله، بكلياته وجزئياته، وأنه يحتوي جميع الأحكام التشريعية بتفصيلاتها، ما ترك شيئاً ولا فرط في شيء. ولهذا كان القرآن كافياً، ولم يكن ثمة حاجة لمصدر ثان للتشريع. فالسنة لا حاجة إليها، ولا مكان لها .. وقد استدلوا لشبهتهم هذه بما زعموه أدلة من القرآن المجيد. من ذلك قوله – سبحانه : ] ما فرطنا في الكتاب من شيء [ ( الأنعام:38). واستدلوا – كذلك – بقول الله – سبحانه – يصف القرآن الكريم : ] ما كان حديثا يفترى ولكن تصديق الذي بين يديه وتفصيل كل شيء وهدى ورحمة لقوم يؤمنون [.( يوسف:111)، وكذلك استدلوا بالآيات التي وصف الله – تعالى – القرآن فيها بأنه " مبين " من مثل قول الله – عز وجل - ]إن هو إلا ذكر وقرآن مبين [ (يس:69).
أما وجه استدلالهم بتلك الآيات، فإن الآية الأولى بين الله - تعالى - فيها أنه - سبحانه - ذكر كل شيء في القرآن الكريم، ولم يفرط في الكتاب من شيء بمعنى أنه - سبحانه - لم يترك صغيرة ولا كبيرة، ولم يدع أمراً من أمور الدين، أو حكما من أحكام الشرع يحتاج إليه الناس في عقائد أو عبادات أو معاملات إلا قد ذكره في القرآن، وإذا كان الأمر كذلك ؛ فما حاجتنا إلى مصدر آخر غير القرآن، إن إضافة مصدر آخر إلى القرآن الذي لم يترك شيئا، ولم يفرط الله فيه من شيء، إنما يعني أن نزيد في شرع الله ما ليس منه، وأن نخلط شرع الله الذي أنزل به كتابه بشرع من عند غير الله - تعالى - وهذا باطل فاسد، وفساده إنما أتى من الاعتماد في الدين على غير كتاب الله الذي فصل كل شيء وأحاط بكل شيء.
واشتمال القرآن على تفصيل كل شيء إنما هو واضح من خاتمة سورة يوسف - عليه السلام - الذي وصف الله فيها القرآن بأنه " تفصيل كل شيء " وإذا كان القرآن فصل كل شيء ؛ فما حاجتنا إلى السنة ؟. وماذا سنفيد منها ؟ .. كذلكم الآيات التي وصفت القرآن بأنه " مبين " ووصفت آياته بأنها " آيات بينات " فهذه تقطع السبيل على من يقولون إن السنة مبينة للقرآن ومفصلة. فهذا هو القرآن يتحدث عن نفسه في آياته القاطعات، بأنه قد اشتمل على كل شيء، وفصل كل شيء، وبين كل شيء، وبهذا يتضح أن السنة لا محل لها من التشريع، ولا حاجة إليها من بيان أو تفصيل أو توضيح.
تفنيد الشبهة والرد عليها :
إن القول بهذه الشبهة يدل على جهل بالقرآن المجيد، وعدم فهم لآياته، بل يدل على سوء قصد لدى القائلين بها. فإن الأمة مجمعة على أن القرآن العظيم قد اشتمل الدين مجملاً في كثير من جوانبه وأحكامه، ومفصلاً في جوانب أخرى، وقد جاءت السنة النبوية المطهرة فبينت المجمل وفصلته، والنبي - صلى الله عليه وسلم - وهو يبين ويفصل إنما ينفذ أمر الله - تعالى - ويؤدي ما وكله الله - تعالى - إليه من بيان القرآن المنزل علىالخلق، تطبيقاً واستجابة لأمر الله - عز وجل - في قوله : ] وأنـزلنا إليــك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم ولعلهم يتفكرون [ (النحل:44 ).
فالقرآن المجيد قد اشتمل على قضايا الدين، وأصول الأحكام الشرعية، أما تفاصيل الشريعة وجزئياتها فقد فصل بعضها وأجمل جمهرتها، وإنما جاء المجمل في القرآن بناء على حكمة الله - عز وجل - التي اقتضت أن يتولى رسوله - صلى الله عليه وسلم - تفصيل ذلك المجمل وبيانه .. وهذا هو ما قام عليه واقع الإسلام، وأجمعت عليه أمته، ومن ثم فلا وزن لمن يقول بغير ذلك أو يعارضه، لأن معارضته مغالطة واضحة وبهتان عظيم، وإذا كان أصحاب هذه الشبهة يزعمون أن القرآن المجيد قد فصل كل شيء، وبين كل صغيرة وكبيرة في الدين ؛ فلنحتكم وإياهم إلى عماد الدين الصلاة ؛ أين في القرآن الكريم عدد الصلوات، ووقت كل صلاة ابتداء وانتهاء، وعدد ركعات كل صلاة، والسجدات في كل ركعة، وهيئاتها، وأركانها، وما يقرأ فيها، وواجباتها، وسننها، ونواقضها، إلى غير ذلك من أحكام لا يمكن أن تقام الصلاة بدونها؟ ومثل ذلك يقال في أحكام العبادات كافة، إن القرآن العظيم قد ورد فيه الأمر بالصلاة والزكاة والصيام والحج، فأين نجد منه الأنواع التي تخرج منها الزكاة، ومقدار كل نوع، وأين نجد أحكام الصيام ؟ وأين نجد مناسك الحج ؟ إن الله - سبحانه - قد وكل بيان ذلك إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الذي لا ينطق عن الهوى، وجاء رسول الله - صلى الله عليه وسلم-
فقال : " صلوا كما رأيتموني أصلي "، ولم يقل : كما تجدون في القرآن، لأن القرآن قد خلا من تفصيل الأحكام وبيانها.
ولعل من حكمة الله - سبحانه - في ترك التفاصيل والبيان لرسوله - صلى الله عليه وسلم – ؛ أن تفصيل الأحكام وبيان جزئياتها، وتوضيح دقائقها، إنما يكون بالطريق العملي أولى وأجدى، ولو أن الأحكام فصلت قولاً نظرياً، لما استغنت عن بيان عملي واقعي.
ولعله من الحكمة وراء ذلك - أيضا - بيان ما لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - من منزلة سامية لا يشاركه فيها غيره، ومكانة رفيعة عالية لا يرقى إليها سواه، وذلك بإسناد الله - تعالى - تفصيل الأحكام وبيانها إليه - صلى الله عليه وسلم -، إذ لو كان كل شيء مفصلا مبينا لكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مثل غيره من الناس مطبقاً لما هو قائم فعلاً، لكن الله - عز وجل - اختصه - صلى الله عليه وسلم - بتفصيل الأحكام وبيان مجمل القرآن تكريماً لشأنه وإعلاء لمنزلته، وليس ذلك أمراً قائماً بذاته، بل هو مبني على ما سبق أن بيناه من حِكَم .
أما هؤلاء الذين أثاروا هذه الشبهة فقد ارتكبوا عدداً من الأخطاء .. أول هذه الأخطاء أنهم لم يحاولوا أن يفهموا الموضوع في إطار القرآن الكريم كله، وإنما أخذوا آية واحدة أو آيات وركزوا كلامهم فيها، وبنوا مذهبهم الفاسد عليها، وتركوا القرآن المجيد كله بما فيه من آيات واضحات تتصل بالموضوع اتصالاً مباشراً. ومن هنا فقد حملوا الآيات التي اختاروها ما لا تحتمل، ووجهوا معناها الوجهات الخطأ التي أرادوها هم، وليس التي تنطق بها الآيات، ومن البدهيات التي يعلمها عامة الناس - بله العلماء - أن القرآن يفسر بعضه بعضا، وأن آياته إنما يفهم بعضها في إطار البعض الآخر، وأن تفسير بعض الآيات بعيداً عن بقية الكتاب الكريم قد يكون خطأ يؤدي إلى محظورين خطيرين؛ الأول : عدم فهم المراد من الآيات فهماً صحيحاً. والثاني: أن يضرب القرآن بعضه ببعض، وأن تعارض بعض آياته بالبعض الآخر، وهذا جرم عظيم، لا يرتكبه إلا مجرم أثيم، وهؤلاء قد اعتمدوا آية أو بضع آيات من القرآن، ثم عزلوها عن بقية ما في القرآن المجيد من آيات بينات في نفس الموضوع، ثم حملوها من المعاني مالا تحتمل، عن سوء قصد وتعسف .. ولعل تفنيد شبهتهم هذه يقتضينا - إلى جانب ما ذكرنا - توضيح معاني الآيات التي استدلوا بها، حتى تبطل شبهتهم هذه بتمامها. وتنهار من أساسها.
إن عمدتهم في الاستدلال على ما ذهبوا إليه هو قول الله - عز وجل: ] ما فرطنا في الكتاب من شيء [ ( الأنعام:38)، مدعين أن هذه الآية تعني أن الكتاب الكريم قد احتوى تفصيل كل صغيرة وكبيرة وبيانها، ومن ثم فلا حاجة إلى السنة التي تبينه وتفصله، وقد ذهب جمهور المفسرين إلى أن المراد بالكتاب في الآية الكريمة، إنما هو اللوح المحفوظ، وليس القرآن الكريم، وسياق الآية كاملة يرجح هذا، فالآية الكريمة كاملة : ] وما من دابة في الأرض ولا طائر يطير بجناحيه إلا أمم أمثالكم. ما فرطنا في الكتاب من شيء. ثم إلى ربهم يحشرون [(الانعام:38) فالآية تتحدث عن عظيــم علــم الله - تعالى -، وإحاطته بكل شيء في الوجود من دواب وطيور وغيرها، وقد شمل علم الله - سبحانه - كل شيء، وقدر ما يقع لكل منها، ثم إليـــه يحشــر الكــل. وذلك كقوله - تعالى: ] ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم إلا في كتاب من قبل أن نبرأها. إن ذلك على الله يسير[ (الحديد:22). فالكتاب الذي احتوى كل شيء كان أو كائن أو يكون إنما هو اللوح المحفوظ - وعلى تفسير الكتاب بأنه القرآن الكريم، فقد قال المفسرون أن معنى الآية إن الله - تعالى - قد ضمن القرآن الكريم كل ما يحتاج إليه المكلفون من أوامر ونواه، وعقائد وشرائع، وبشارة ونذارة .. إلى غير ذلك، وليس معنى ذلك أنه لا يحتاج إلى السنة المبينة له، فهو وحي، والسنة وحي، ورسول الله صلى الله عليه وسلم لا ينطق عن الهوى، وقد قال عنه ربه - سبحانه - :] وما ينطق عن الهوى.إن هو إلا وحي يوحى[ ( النجم:3-4). فالله - سبحانه - الذي ضمن القرآن العظيم قضايا الدين وأصول الأحكام مجملة، هو - سبحانه - الذي وجه الناس وأرشدهم إلى الطريق الذي يحصلون منه على تفصيل ذلك المجمل وبيانه، وقد جاء التوجيه في القرآن نفسه فقد قال الله - عز وجل - : ] يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول ولا تبطلوا أعمالكم [ ( محمد:33) ، وقال -تبارك وتعالى-: ] وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا [ ( الحشر:7). وغير ذلك آيات كثيرة تأمر المؤمنين بطاعة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - والأخذ عنه .. وبذلك يتضح معنى الآية الكريمة : ] ما فرطنا في الكتاب من شيء [، وأن الكتاب لو فسر بأنه القرآن، فإن الله - تعالى - قد ضمنه كل شيء يحتاج إليه المكلف، فما كان فيه من تفصيل كفى، وما كان فيه من إجمال، فقد وجه القرآن المؤمنين إلى الطريق الذي يجدون فيه تفصيل ذلك المجمل، وهو رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وبذلك يكون القرآن المجيد قد اشتمل كل شيء، وصدق الله العظيم القائل : ] ما فرطنا في الكتاب من شيء [.

الشبهة الثانية :
هذه الشبهة تقوم على أساس ادعائهم أن السنة النبوية ليست وحياً من قبل الله -سبحانه - على رسوله - صلى الله عليه وسلم - ولكنه اجتهاد وتصرف من النبي - صلى الله عليه وسلم - بمقتضى بشريته، وهو - صلى الله عليه وسلم - بهذا الاعتبار يصيب ويخطئ، فالسنة ليست وحياً، وبالتالي فهي ليست منزهة عن الخطأ، لأن المنزه عن الخطأ إنما هو الوحي، ولا وحي إلا القرآن المجيد. وإذا كانت أقوال الرسول - صلى الله عليه وسلم - وأفعاله ليست وحياً، فلسنا ملزمين باتباعها، ولا هي مصدر من مصادر التشريع. وهم يذكرون أموراً يزعمون أنها أدلة على أن السنة ليست وحياً، وإنما هي اجتهاد من النبي - صلى الله عليه وسلم- باعتباره بشراً ...
فمن أدلتهم المزعومة على ذلك، أولاً : مسألة تأبير النخل، حيث أمر النبي - صلى الله عليه وسلم - أصحابه أن يتركوا النخل فلا يؤبِّروه - يلقحوه - فأطاعوا أمره ففسد النخل، وخسر الناس ثمار نخيلهم .. وثانياً : مسألة نزول جيش المسلمين في غزوة بدر، حيث أنزله الرسول - صلى الله عليه وسلم - منزلاً - ثم ظهر خطأ هذا المنزل، فانتقل الجيش إلى منزل آخر بناء على رأى صحابي من أصحابه - رضوان الله عليهم - .. وثالثاً : مسألة أسرى بدر، حيث استحياهم الرسول - صلى الله عليه وسلم - ولم يقتلهم، وأخذ منهم الفداء،ونزل القرآن مبيناً خطأ ذلك الاجتهاد وإصابة اجتهاد عمر ورأيه في المسألة. ورابعاً : اعتبار الصحابة -رضوان الله عليهم- أن السنة ليست وحياً، وإقرارهم بذلك عملياً، وذلك حين خالفوا الرسول - صلى الله عليه وسلم - في صلح الحديبية، حين ذبح وحلق، بينما رفضوا هم ذلك معتبرين ذلك اجتهاداً من النبي، وليس وحياً، ولو اعتبروه وحياً ما خالفوا( ).
الرد على هذه الشبهة وتفنيدها :
إن هذه الشبهة التي أوردها هؤلاء سبقهم إليها بعض الطوائف من منكري سنة النبي - صلى الله عليه وسلم -، وقد ذكرنا ما زعموه أدلة لهم على ما ذهبوا إليه، وهذه الشبهة مع ما زعموه أدلة عليها ما كان ينبغي أن تصدر عن مسلم، أو عمن يدعي أنه مسلم، فإن الأمة المسلمة مجمعة سلفاً وخلفاً وإلى أن تقوم الساعة على أن السنة النبوية المطهرة وحي من قبل الله - تعالى - على رسوله - صلى الله عليه وسلم -، وأن النبي - صلى الله عليه وسلم - لا ينطق عن الهوى، وإجماع الأمة المسلمة على ذلك ليس صادراً عن فراغ أو عن هوى، ولكنه الحق الذي لا يعارضه إلا غويٌّ مبين ..
والأدلة على أن السنة وحي من الله - تعالى - على نبيه - صلى الله عليه وسلم - كثيرة وعديدة سبق أن ذكرناها في مبحث حجية السنة، لكن لا بأس من الإشارة إلى أهمها هنا:
أولاً : إخبار الله - تعالى - بذلك في نصوص قاطعة في آيات بينات من القرآن المجيد الذي ينتسب إليه هؤلاء .. من ذلك قوله - عز وجل - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - : ]وما ينطق عن الهوى، إن هو إلا وحي يوحى [ (النجم:3-4 ). ومن ذلك قوله - عز وجل - عن نبيه - صلى الله عليه وسلم - : ] ولو تقول علينا بعض الأقاويل، لأخذنا منه باليمين، ثم لقطعنا منه الوتين، فما منكم من أحـد عنه حاجزين [ ( الحاقة:44-47). فهذه الآيات ليس فيها إخبار بأن الرسول لا ينطق إلا بالوحي فقط، بل فيها إخبار بأنه - صلى الله عليه وسلم - لو افترى على الله - تعالى - شيئاً لم يوحه الله إليه لقتله الله وقضى عليه.. وحيث إن الله - تعالى - لم يأخذ من رسوله باليمين، ولم يقطع منه الوتين، أي لم يقض عليه، فإن الرسول - صلى الله عليه وسلم - ما نطق إلا بما أوحاه الله - تعالى - إليه.
ثانياً : النصوص القاطعة من كتاب الله المجيد التي يأمر الله - عز وجل - فيها المؤمنين باتباع الرسول - صلى الله عليه وسلم - في كل ما يأخذ وما يدع، وما يأمر وما ينهى، من ذلك قول الله - تبارك وتعالى:] وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا[( الحشر:7). وقول الله - سبحانه - : ] يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول ولا تبطلوا أعمالكم [ ( محمد:33).
ثالثاً : ترتيب الله - تعالى - الإيمان على طاعة رسوله - صلى الله عليه وسلم - والرضا بحكمه، والتسليم لأمره ونهيه في كل ما يراه ويحكم به، وذلك في قول الله - عز وجل - : ] فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجاً مما قضيت ويسلموا تسليما [ (النساء:65 ). ومن ذلك وصف الله - تعالى - المؤمنين بأن شأنهم مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يقولوا سمعنا وأطعنا، وذلك في قوله - سبحانه - :] إنما كان قول المؤمنين إذا دعوا إلى الله ورسوله ليحكم بينهم أن يقولوا سمعنا وأطعنا وأولئك هم المفلحون [ ( النور:51).
رابعاً : إجماع الأئمة كلها على أن السنة وحي من قبل الله - عز وجل - إلى رسوله - صلى الله عليه وسلم - وبخاصة صحابة رسول الله - صلى الله عليه وسلم ورضي الله عنهم أجمعين - حيث كانوا في حياته الشريفة يحفظون أقواله - صلى الله عليه وسلم - ويتذاكرونها فيما بينهم، وكانوا يتحرون الاقتداء به - صلى الله عليه وسلم - في كل ما يأتي وما يذر - فيما ليس بخصوصية له - صلى الله عليه وسلم - مستجيبين لتوجيه الله - تعالى - في قوله لأمة الإسلام : ] لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيرا [ (الأحزاب:21 ). وقد كان الذي يعرف الكتابة منهم يكتب لنفسه خاصة. وقد كان ثمة عدد من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يكتبون لأنفسهم في حياته الشريفة. ثم بعد حياته - صلى الله عليه وسلم – كانت المسألة تُعرَضُ للصحابة - رضوان الله عليهم - فيبحثون في القرآن، فإذا لم يجدوا حكمها، بحثوا في السنة الشريفة وحكموا فيها بما وردت به السنة، وكان سائلهم يسأل أصحابه وإخوانه قائلاً : أنشدكم الله هل سمع أحدكم من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - شيئاً في المسألة ؟ فإذا جاءهم حكم رسول الله – صلى الله عليه وسلم – على لسان أصحابه أو بعضهم سارعوا إلى تطبيقه والأخذ به .
هذه تذكرة بالأدلة القاطعة على أن السنة وحي من عند الله - تعالى - وقد سبق أن فصلنا ذلك في مبحث سابق عن حجية السنة، بما يغني عن الإعادة هنا.
أما ما أثاروه من مغالطات مدعين أنها أدلة على أن السنة النبوية المطهرة ليست وحياً ؛ فهو كلام ظاهر البطلان. ونحن نرد عليه - رغم وضوح بطلانه - إبطالاً لمزاعمهم.
1- وأول مزاعمهم الباطلة مسألة تأبير - تلقيح - النخل. وهي مسألة ترجع إلى التجربة والخبرة ولا علاقة لها بالوحي من قريب أو من بعيد. ومن المعلوم أن الأمور التي تقوم عليها معايش الناس وحياتهم العادية لا صلة لها بالوحي إلا فيما يتصل بها من حل وحرمة وإباحة. أما كيفية مزاولتها والقيام بها، فذلك متروك للخبرة والتجربة يزاولونها حسب ما ألفوا وتعودوا.. ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - لم تكن له سابقة خبرة بتأبير النخل، ولما رآهم يفعلون ذلك قال لهم " لو تركتموه لصلح " إما على هيئة الاستفهام، وإما على الاقتراح المبني على عدم التجربة. ولم يكن لذلك من صلة بالتشريع لا أمراً ولا نهياً. ولذلك لما تركوا تأبير النخل ولم يصلح، وحدثوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في ذلك، قال لهم : ( أنتم أعلم بأمور دنياكم ).
2- وأما ما أثاروه من منزل جيش المسلمين في غزوة بدر ؛ فقد كان ذلك بناء على رأي رآه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ولم يكن ذلك عن وحي، وهذا بيِّن واضح، فإنه لما سأله أحد أصحابه - رضي الله عنهم - قائلاً : ( أهذا منزل أنزلكه الله يا رسول الله، أم هو الرأي والحرب والمكيدة ؟ قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ( بل هو الرأي والحرب والمكيدة )، ولما أشار عليه صاحبه بمنزل أفضل انتقل اليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. فكون ذلك ليس عن وحي واضح. فلا يصح الاستشهاد به في مجال نفي الوحي فيما هو وحي.
3- وأما مسألة الأسرى في بدر، فهي قد جمعت بين الرأي والوحي. فقد كان الرأي أولاً، ثم أعقبه الوحي بعد ذلك. وقضية الأسرى ببدر توضح لنا أمراً هاماً قد لا يتوفــر في كثــير غيرها من قضايا التشريع. فرسول الله - صلى الله عليه وسلم - أخذ في أسرى بدر بالرأي، فاستشار أصحابه - رضوان الله عليهم-، فكل أدلى برأيه، ثم مال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى الرأي القائل باستحيائهم وأخذ الفداء منهم، وكان هذا رأي أبي بكر - رضي الله عنه -، وكان رأي عمر - رضي الله عنه - أن يقتل الأسرى جميعا - وبعد أن استقر الأمر على ذلك نزل الوحي على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يبين ما كان ينبغي أن يفعل في مسألة الأسرى، ويبين الصواب في القضية. يقول الله - سبحانه - في شأن فعل الرسول في أسرى بدر : ] ما كان لنبي أن يكون له أسرى حتى يثخن في الأرض. تريدون عرض الدنيا والله يريد الآخرة. والله عزيز حكيم. لولا كتاب من الله سبق لمسّكم فيما أخذتم عذاب عظيم. فكلوا مما غنمتم حـلالاً طيباً واتقوا الله. إن الله غفور رحيم [ ( الأنفال:67-69).
فقضية الأسرى بدأت بالرأي، ثم انتهت بالوحي. وهذه القضية بجملتها شاهدة على أن الرسول - صلى الله عليه وسلم - لا يقول ولا يفعل - فيما يتصل بالدين - إلا بوحي من عند الله - سبحانه -، وأن الله - سبحانه - لا يدع رسوله - صلى الله عليه وسلم - على غير صواب، حتى في حالة تصرفه برأيه واجتهاده وذلكم هو الأمر الهام الذي نَوَّهنا به قبلا، وخلاصته أن قول الرسول - صلى الله عليه وسلم - وفعله في أمور الدين وحي، حتى ولو قال برأيه. لأنه إن قال أو فعل برأيه وكان صواباً موافقا لأمر الله أقره الله - تعالى - على ذلك. وكان إقرار الله - سبحانه - له دليلاً على موافقة عمله لمراد الله - تعالى - فيكون وحياً، وإن كان اجتهاد الرسول - صلى الله عليه وسلم - ليس صواباً موافقاً لمراد الله - سبحانه - فإن الله - تعالى - لا يقره على ما قال أو فعل اجتهاداً، بل يصوب له ويصحح. وذلك كما حدث في أسرى بدر. حيث نزل فيها القرآن مصوباً ؛ وكما حدث في أوائل سورة “ عبس “ حيث نزل القرآن معاتباً .. وهكذا يتضح أن واقعة أسرى بدر شاهدة بأن السنة وحي من عند الله تعالى -، وأن الله - سبحانه - يحيط أقوال وأفعال رسوله بالوحي حتى ولو اجتهد برأيه.
وفيصل الأمر في القضايا الثلاث التي أثاروها شبهة من شبهاتهم ظانين أنها دليل على أن السنة النبوية ليست وحياً ؛ أن ما يصدر عن الرسول – صلى الله عليه وسلم – نوعان : نوع يفعله بمقتضى بشريته – صلى الله عليه وسلم -، دون أن يوحى إليه فيه بشيء، وهذا النوع لا صلة له بالتشريع، وذلك في جل شؤونه المعيشية التي لا يتعلق شيء منها بالدين حلاً أو حرمة ومن ذلك رأيه في تأبير النخل. ونوع آخر يفعله – صلى الله عليه وسلم – بمقتضى كونه بشرا رسولاً، وفعله هذا إنما يقوم على وحي من قبل الله – تعالى. والأمران الأولان : تأبير النخل، ومنزل الجيش في بدر، من النوع الأول الذي فعله رسول الله – صلى الله عليه وسلم – برأيه. والأمر الثالث اجتهد فيه الرسول – صلى الله عليه وسلم – رأيه وآراء محل مشورته من الصحابة – رضوان الله عليهم -، فنزل الوحي مصوباً ومبيناً الحكم الصحيح.

الفرصة الأخيرة
12-07-2005, 04:15 AM
الشبهة الثالثة :
خلاصة هذه الشبهة قولهم: إن السنة لم تكن شرعاً عند النبي - صلى الله عليه وسلم-، ولم يقصد النبي - صلى الله عليه وسلم - أن تكون سنته مصدراً تشريعياً للدين، وما قال شيئاً أو فعله بقصد التشريع، ولم يرد النبي - صلى الله عليه وسلم - في حياته أن يكون ثمة مصدر تشريعي سوى القرآن المجيد. بل كان مصدر التشريع عند الرسول - صلى الله عليه وسلم - هو القرآن وحده، وكذلك فهم الصحابة - رضوان الله عليهم -، وجاء عهد التابعين الذين بدأت فيه فتنة القول بالسنة، وأنها مصدر من مصادر التشريع، وكانت تلك قاصمة الظهر بالنسبة للدين، حيث دخل فيه ما ليس منه، واختلط بالوحي الصحيح الخالص الذي هو القرآن، ما ليس من الوحي بل هو كلام البشر، نعني بذلك سنة النبي.
وهم يزعمون أن لهم أدلة على ذلك. منها :
1- أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قد أمر أصحابه بكتابة القرآن الكريم، وحضهم على ذلك، ونهى أصحابه عن كتابة شيء من السنة قولاً كانت أو فعلا، وذلك قوله - صلى الله عليه وسلم - : ( لا تكتبوا عني، ومن كتب عني غير القرآن فليمحه ) ( ).
2- أن الصحابة - رضوان عليهم - عرفوا من النبيe أن السنة ليست شرعاً فأهملوا كتابتها وحفظها، رغم اهتمامهم الشديد بكتابة القرآن المجيد على كل ما يصلح أن يُكْتب عليه.
3- أن كبار الصحابة - رضوان الله عليهم - ومنهم الخلفاء الراشدون - كانوا يكرهون رواية الأحاديث، ويحذرون منها، وكان عمر - رضي الله عنه - يهدد رواة الحديث ويتوعدهم، وقد حبس عمر بن الخطاب عدداً من الصحابة بسبب روايتهم للحديث تنفيذاً لوعيده وتهديده إياهم بعدم رواية الحديث.
الرد على الشبهة وتفنيدها :
هذه شبهتهم، وتلك أدلتهم عليها، والشبهة ساقطة، وأدلتها أشد منها سقوطا وافتراء. فالأمة المسلمة مجمعة سلفاً وخلفاً وحتى قيام الساعة - بحول الله تعالى - على أن سنة النبي - صلى الله عليه وسلم - هي المصدر الثاني من مصادر التشريع الإسلامي. وقد أقمنا الأدلة وافية - بفضل الله - على أن السنة وحي من الله - سبحانه - على رسوله - صلى الله عليه وسلم -، وكون السنة وحيا من عند الله - تعالى - قاطع وكاف بذاته على أنها شرع الله - تعالى - إلى الناس، فهي المصدر الثاني للتشريع بلا ريب .. ولكنا نزيد الأمر وضوحاً، ونرد على ما زعموه أدلة على شبهتهم تلك .
1- أما قولهم بأن الرسول - صلى الله عليه وسلم - نهى عن كتابة الحديث، بينما حضَّ على كتابة القرآن وحفظه، وكان له - صلى الله عليه وسلم - كتبة القرآن ؛ فقول مبالغ فيه، ويقوم على التدليس وذكر بعض الحق وإخفاء البعض .. وليس من شك في أن القرآن المجيد قد لقي من العناية بكتابته وحفظه ما لم يكن للسنة النبوية. فهو مصدر الدين الأول، وهو أعلى من السنة منزلة وقداسة، وهو أحق بالعناية والاهتمام بكتابته وحفظه، لذلك حظي القرآن من العناية بما لم تحظ به السنة وبخاصة تدوينها وكتابتها .. والأسباب التي جعلت الصحابة يهتمون بكتابة القرآن فوق اهتمامهم بكتابة السنة كثيرة. منها : أن القرآن الكريم محدود بحدود ما ينزل به جبريل على قلب النبي - صلى الله عليه وسلم -، فكتابته والإحاطة به أيسر، وهم على ذلك أقدر، أما السنة النبوية من أقوال الرسول - صلى الله عليه وسلم - وأفعاله فكثيرة ومتشعبة تتضمن أقواله - عليه السلام - وأفعاله اليومية، وعلى مدى ثلاث وعشرين سنة عاشها - صلى الله عليه وسلم - بينهم، وهذا أمر يشق كتابته وتدوينه، وبخاصة إذا أخذنا في الاعتبار ندرة أو قلة الكاتبين بين الصحابة - رضوان الله عليهم -. ومنها : أن كتابة القرآن ضرورة يفرضها ويحتمها كون القرآن العظيم وحي الله - تعالى - إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - بلفظه ومعناه، ولا تجوز روايته بالمعنى، أما السنة فتجوز روايتها بالمعنى، ويجوز في السنة أن يقول القائل : " أو كما قال " وما هو من قبيلها، وليس ذلك جائزاً في القرآن. ومنها : أن الكاتبين بين الصحابة -رضوان الله عليهم - كانوا قلة، وليس في مقدورهم أن يكتبوا السنة والقرآن معاً، وإذا كان ثمة اختيار بين أيهما يكتب الصحابة العارفون الكتابة، فليكن المكتوب هو القرآن، وذلك حتى يسلموه لمن بعدهم محرراً مضبوطاً تاماً لم يزد فيه ولم ينقص منه حرف.
وأما احتجاجهم بأن الرسول - صلى الله عليه وسلم - نهى عن كتابة غير القرآن، وغير القرآن هو السنة. فهو احتجاج باطل من وجوه. أولها: أن هذا الحديث الذي رواه مسلم عن أبي سعيد الخدري، وهو قول الرسول - صلى الله عليه وسلم - : ( لا تكتبوا عني، ومـن كتب عني غير القرآن فليمحه ). هذا الحديث معلول “ أعله أمير المؤمنين في الحديث أبو عبد الله البخاري وغيره بالوقف على أبي سعيد ". ولو صرفنا نظراً عن هذا، فإن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – كما نهى عن الكتابة، فقد ورد عنه – صلى الله عليه وسلم – الإذن بها، بل الأمر بها في أحاديث أخر، ولذلك قلنا إن استدلالهم فيه تدليس، حيث ذكروا حديث النهي، ولم يشيروا إلى أحاديث الإذن وهي كثيرة. منها : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خطب يوم الفتح فقال “ إن الله حبس عن مكة القتل – أو الفيل الشك من البخاري – وسلط عليهم رسول الله والمؤمنون .. " ولما انتهى من خطبته جاء رجل من أهل اليمن فقال : اكتب لي يا رسول الله فقال رسول الله – صلى الله عليه وسلم: ( اكتبوا لأبي شاة ) ( ).. ومنها : ما روي عن أبي هريرة – رضي الله عنه – أنه قال : " ما كان أحد أعلم بحديث رسول الله – صلى الله عليه وسلم – مني إلا عبد الله بن عمرو فقد كان يكتب ولا أكتب "( ). ومن ذلك ما روي عن عبد الله بن عمرو - رضي الله عنهما - أن بعض الصحابة حدثه فقال : إنك تكتب عن رسول الله كل ما يقول ورسول الله صلى الله عليه وسلم - بشر يغضب فيقول ما لا يكون شرعاً، فرجع عبد الله إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأخبره بما قيل له، فقال له الرسول - صلى الله عليه وسلم: (اكتب، فوالذي نفسي بيده ما يخرج من فمي إلا الحق)( ). وهذه الروايات في الصحيح، وهناك غيرها ضعيف وهي كثيرة. فإذا ما وازنا بين روايات المنع وروايات الإذن، “ وجدنا أبا بكر الخطيب - رحمه الله - (ت463هـ ) قد جمع روايات المنع فلم يصح منها إلا حديث أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - السابق ذكره، وقد بينا أن الإمام أبا عبد الله البخاري قد أعله بالوقف على أبي سعيد، وكذلك فعل غيره “( ). بينما أحاديث الإذن كثيرة. والصحيح منها كثير، روينا بعضه، ومنها : إضافة إلى ما سبق أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال في مرض موته : ( ائتوني بكتاب أكتب لكم كتابا لا تضلوا بعده ) ( ).
وقد اجتهد العلماء في الجمع بين أحاديث الإذن وأحاديث المنع، فنتج عن ذلك آراء أهمها :
أ - أن ذلك من منسوخ السنة بالسنة. أي أن المنع جاء أولاً، ثم نسخ بالإذن في الكتابة بعد ذلك. وإلى ذلك ذهب جمهرة العلماء، ومنهم ابن قتيبة في تأويل مختلف الحديث، وقد قالوا إن النهي جاء أولاً خشية التباس القرآن بالسنة، فلما أمن الالتباس جاء الإذن.
ب- أن النهي لم يكن مطلقاً، بل كان عن كتابة الحديث والقرآن في صحيفة واحدة. أما في صحيفتين فمأذون به.
ج- أن الإذن جاء لبعض الصحابة الذين كانوا يكتبون لأنفسهم، ويؤمن عليهم الخلط بين القرآن والسنة.
وهناك آراء غير ذلك، لكن الذي يتضح من روايات المنع وروايات الإذن أن الإذن جاء آخراً، فإن كان نسخ فهو الناسخ للمنع. وهذا الذي رواه الجمهور( ).
وبهذا يسقط استدلالهم بحديث المنع الذي رواه مسلم عن أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه - هذا الحديث الذي يعدونه حجر الزاوية في احتجاجهم بعدم تشريعية أو حجية السنة، ويكثرون اللجاج به كتابة ومناظرة( ).
2- أما قولهم إن الصحابة - رضوان الله عليهم - قد فهموا من النبي - صلى الله عليه وسلم - أن السنة ليست شرعاً فانصرفوا عنها، ولم يهتموا بكتابتها أو الالتزام بها ؛ فهذا من الكذب والمكابرة، والمطلع على المدونات في كتب السنة، وتاريخ العلوم، وما كتب العلماء في مواقف الأمة المسلمة من سنة رسول الله – صلى الله عليه وسلم -، وبخاصة موقف الصحابة – رضوان الله عليهم – من سنة رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يقطع بكذب هؤلاء ويعجب من مدى تبجحهم وافترائهم على الحق، إلى حد قلب الأوضاع وعكس الأمور. فقد كان أصحاب رسول الله – صلى الله عليه وسلم – أحرص الخلق على ملاحظة أقوال رسول الله – صلى الله عليه وسلم – وأفعاله وحفظها، والعمل بها، بل بلغ من حرصهم على تتبع كل صغيرة وكبيرة وحفظها ووعيها والعمل بها أن كانوا يتناوبون ملازمة رسول الله – صلى الله عليه وسلم -، فهذا عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - يحدث عنه البخاري بسنده المتصل إليه. يقول : " كنت وجار لي من الأنصار في بني أمية بن زيد - من عوالي المدينة - وكنا نتناوب النزول على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ينزل يوماً، وأنزل يوماً، فإذا نـزلت جئته بخبر ذلك اليوم، وإذا نزل فعل مثل ذلك"( ) وما كان ذلك إلا لحرصهم الشديد على معرفة سنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - واتباعها والالتزام بها ...
وقد كان الصحابة يقطعون المسافات الطويلة ليسألوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن حكم الله في بعض ما يعرض لهم. يروي البخاري عن عقبة بن الحارث - رضي الله عنه - “ أن امرأة أخبرته أنها أرضعته هو وزوجه فركب من فوره من مكة إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالمدينة. فلما بلغ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سأله عن حكم الله فيمن تزوج امرأة لا يعلم أنها أخته من الرضاع، ثم أخبرته بذلك من أرضعتهما ؟ فقال له النبي - صلى الله عليه وسلم - (كيف وقد قيل ؟ ) ففارق زوجه لوقته وتزوجت بغيره ..
وكان الصحابة – رضي الله عنهم – حريصين على أن يسألوا أزواج النبي – رضوان الله عليهن – عن سيرته وسنته في بيته، وكانت النساء يذهبن إلى بيوت أزواج النبي يسألنهن عما يعرض لهن، وهذا معروف مشتهر غني عن ذكر شاهد أو مثال.
بل لقد بلغ من حرص الصحابة - رضوان الله عليهم - على الالتزام بسنة النبي - صلى الله عليه وسلم - أنهم كانوا يلتزمون ما يفعل ويتركون ما يترك دون أن يعرفوا لذلك حكمة، ودون أن يسألوا عن ذلك، ثقة منهم بأن فعله - صلى الله عليه وسلم - وحي. فقد أخرج البخاري في صحيحه عن ابن عمر - رضي الله عنهما - قال : " اتخذ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خاتماً من ذهب فاتخذ الناس خواتيم من ذهب، ثم نبذه النبي - صلى الله عليه وسلم - وقال: ( إني لن ألبسه أبداً ) فنبذ الناس خواتيمهم "( ).
وروى القاضي عياض في كتابه " الشفا " عن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - قال: " بينما رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصلي بأصحابه إذ خلع نعليه فوضعها عن يساره، فلما رأى القوم ذلك ألقوا نعالهم، فلما قضى صلاته قال : ( ما حملكم على إلقاء نعالكم) ؟ قالوا : يا رسول الله رأيناك ألقيت نعليك، فقال : ( إن جبريل أخبرني أن فيهمــا قذرا) ( ).
وأورد ابن عبد البر في “ جامع بيان العلم وفضله " عن ابن مسعود - رضي الله عنه " أنه جاء يوم الجمعة والنبي - صلى الله عليه وسلم - يخطب، فسمعه يقول : ( اجلسوا ) فجلس بباب المسجد - أي حيث سمع النبي يقول ذلك - فرآه النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال : (تعال يا عبد الله بن مسعود) ( ).
إلى هذا الحد بلغ حرص الصحابة - رضوان الله عليهم - على معرفة سنة النبي - صلى الله عليه وسلم - في جميع أحواله، والالتزام بها، والاستجابة لأمره ونهيه من فورهم - كما فعل عبد الله بن مسعود -، ومن غير أن يدركوا حكمة الفعل - كما في إلقائهم نعالهم في الصلاة، ونبذهم خواتيم الذهب -، ولم يكن ذلك إلا استجابة لله - تعالى - في أمره بطاعة رسوله - صلى الله عليه وسلم - والاقتداء به كما في قوله - عز وجل - : ] لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيرا [ (الأحزاب:21 ). ثم استجابة لرسوله - صلى الله عليه وسلم - في أمره الأمة باتباع سنته والالتزام بها، كما في قوله - صلى الله عليه وسلم - : ( خذوا عني مناسككم ) ( ). وقوله - عليه الصلاة والسلام - : (صلوا كما رأيتموني أصلي) ( ). وقوله - صلى الله عليه وسلم - : ( كل أمتي يدخلون الجنة إلا من أبى) قالوا : يا رسول الله ومن يأبى ؟ قال : ( من أطاعني دخل الجنة ومن عصاني فقد أبى) ( ). وقوله - صلى الله عليه وسلم - ( أوصيكم بتقوى الله والسمع والطاعة وإن عبداً حبشياً فإنه من يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا، فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء المهديين الراشدين، تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ، وإياكم ومحدثات الأمور، فإن كل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة ) ( ).
هذا قليل من كثير مما يبين موقف الصحابة - رضوان الله عليهم - من سنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو موقف يتسم بالحرص الشديد والاهتمام البالغ على معرفة سنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وحفظها والالتزام بها، بل وتبليغها إلى من يسمعها استجابة لقول رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : (نضر الله امرأ سمع مقالتي ووعاها فأداها كما سمعها، فرب مبلَّغ أوعى من سامع ) ( ).
ومن هذا يتبين مدى كذب أعداء السنة وأعداء الله ورسوله في ادعائهم الذي سلف ذكره.
3- وأما دعواهم بأن كبار الصحابة - رضوان الله عليهم - كانوا يكرهون رواية الحديث، وكان عمر - رضي الله عنه -( ) يتهدد رواة السنة، وأنه نفذ وعيده فحبس ثلاثة من الصحابة بسبب إكثارهم من رواية السنة ؛ فهذا كذب يضاف إلى ما سبق من دعاواهم الكاذبة، وفيه جانب من التدليس الذي لا يخلو عنه كلامهم.
أما أن الصحابة - رضوان الله عليهم - كانوا يكرهون رواية الحديث، فهذا باطل، والحق أنهم كانوا يخشون روايتها ويهابون من ذلك، لعظم المسؤولية، ووعيد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على من يكذب عليه. في قوله - عليه السلام - ( من كذب علي متعمداً فليتبوأ مقعده من النار ) ( ). ولقد كان الصحابة - رضوان الله عليهم - بين أمرين هم حريصون على كل منهما ؛ أولهما : تبليغ دين الله إلى من يليهم من الأمة، ثانيهما : التثبت والتحري الشديد لكل ما يبلغونه عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. لذلك كان الواحد منهم يمتقع وجهه، وتأخذه الرهبة وهو يروي عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - .. فالصواب - إذن - أن الصحابة كانوا يهابون رواية الحديث بسبب شدة خوفهم من الكذب على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، أو الخطأ فيما يروون. وليس كما يزعم هؤلاء، أن ذلك لأنهم كانوا يرون السنة غير شرعية، أو أنها ليست مصدراً تشريعياً.
أما دعوى حبس عمر - رضي الله عنه - ثلاثة من أصحابه هم : عبد الله بن مسعود، وأبو ذر، وأبو الدرداء - رضي الله عنهم – ؛ فهذه رواية ملفقة كاذبة، جرت على الألسنة، وقد ذكرها البعض كما تجري على الألسنة وتدون في كتب الموضوعات من الأحاديث والوقائع، فليس كل ما تجري به الألسنة أو تتضمنه بعض الكتب صحيحاً، وقد تولى تمحيص هذه الدعوى الكاذبة الإمام " ابن حزم " – رحمه الله – في كتابه : “ الإحكام “ فقال : ((وروي عن عمر أنه حبس ابن مسعود، وأبا الدرداء، وأبا ذر من أجل الحديث عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وبعد أن طعن ابن حزم في الرواية بالانقطاع محصها شرعاً فقال : “ إن الخبر في نفسه ظاهر الكذب والتوليد، لأنه لا يخلو : إما أن يكون عمر اتهم الصحابة، وفي هذا ما فيه. أو يكون نهى عن نفس الحديث وتبليغ السنة وألزمهم كتمانها وعدم تبليغها، وهذا خروج عن الإسلام، وقد أعاذ الله أمير المؤمنين من كل ذلك، وهذا قول لا يقول به مسلم، ولئن كان حبسهم وهم غير متهمين فلقد ظلمهم، فليختر المحتج لمذهبه الفاسد بمثل هذه الروايات أي الطريقين الخبيثين شاء "( ).
هكذا يتضح كذب ادعائهم وفساد ما بنوه على هذا الادعاء.
الشبهة الرابعة :
خلاصة شبهتهم هذه ؛ أن الإسلام جاء يدعو إلى أمة واحدة تحت راية كتاب الله القرآن – يقـــول الله - تعالى - ] إن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاعبدون [ ( الأنبياء:92). وقد جاهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - طوال حياته الشريفة لتحقيق هذه الغاية، حتى نجح في ذلك بفضل اعتماده القرآن وحده، وترك الأمة على ذلك .. وقد ظلت الأمة واحدة طالما كانت تحت راية القرآن وحده. حتى جاءت المؤامرة التي قام بها مدونو كتب السنة. حيث تسببوا بتدوين السنة، والدعوة إليها، وشغل الناس بها إلى تفريق الأمة، وقد جاء الفقهاء فبنوا على السنة، فازدادت الأمة افتراقاً، ولو أن الأمة تركت السنة وعادت إلى القرآن وحده لخرجت من فرقتها، وعادت إليها وحدتها وعزتها وأخذت مكانتها بين الأمم المتقدمة.
ولأن السنة هي سبب تفرق الأمة وتصدع وحدتها ؛ فلم يقم بها، ولم يشتهر بالتدوين فيها عربي واحد، بل كان جميع المشتغلين بالسنة من أهل فارس، وبخاصة الكتب الستة، فإن الذين دونوها وشغلوا الناس بها من الفرس الحاقدين على الإسلام، وقد وضعوا كتبهم للكيد للإسلام وتصديع وحدة الأمة المسلمة، فتدوين كتب السنة - إذن - كان مؤامرة فارسية سقطت في أتونها الأمة المسلمة، يقول " عبد الله جكرالوي " " لا ترتفع الفرقة والتشتت عن المسلمين، ولن يجمعهم لواء ولا يضمهم فكر واحد، ما داموا مستمسكين بروايات زيد وعمرو"( ). ويقول " حشمت علي " : " لن تتحقق وحدة المسلمين ما لم يتركوا كتبهم الموضوعة في طاعة رسول الله "( )، ويقول " برويز " : " قد فاق تقديس هذه الكتب - كتب السنة - كل التصورات البشرية، مع أنها جزء من مؤامرة أعجمية، استهدفت النيل من الإسلام وأهله، ثم يفسر تلك المؤامرة ويبين القائمين بها فيقول " فما أصحاب الصحاح الستة إلا جزء من تلك المؤامرة، لذا نجدهم جميعاً إيرانيين، لا وجود لساكن الجزيرة بينهم "( ).
الرد على الشبهة وتفنيدها :
إن هذه الشبهة تذكرنا بالمثل : " رمتني بدائها وانسلت ". أو ما يقول علماء النفس عن داء " الإسقاط " وهو داء نفسي يبتلى به بعض الناس المصابين بنقائص معينة، فحتى يبرئ نفسه منها يسارع فيسقطها على الآخرين ويتهمهم بها .. فهؤلاء أعداء السنة، وأعداء الدين، وأعداء أمة المسلمين، هم الذين خرجوا على إجماع الأمة، ومن قبل ذلك خرجوا على القرآن المجيد كتاب الله الذين ينسبون أنفسهم إليه ظلماً وزورا، وخرجوا على سنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فهم أعداء الله ورسوله والمؤمنين، وأعداء القرآن والسنة، فهؤلاء هم الذين صدعوا وحدة الإسلام والأمة، وفرقوا كلمتها، وخرجوا على جماعتها. هؤلاء يأتون فيرمون أهل السنة، أهل الإسلام، جماعة المسلمين بأنهم هم الذين فرقوا الأمة. وهؤلاء الذين خرجوا على جماعة المسلمين برفضهم السنة النبوية، يرمون الأمة المسلمة بأنها خرجت عليهم وفرقت المسلمين بتمسكهم بالسنة النبوية المطهرة .. فهل يوجد ثمة تبجح وادعاء، ومكابرة، وقلب للأوضاع، ورمي للأبرياء بما فيهم من أدواء، كمثل هذا الذي فعله منكرو السنة في شبهتهم هذه ؟ ] سبحانك هذا بهتان عظيم [ ( النور:16).
ثم إن هؤلاء الذين يتهمون المسلمين المتمسكين بالسنة النبوية بأنهم تفرقوا بسبب استمساكهم بالسنة، وعدم اقتصارهم على القرآن وحده، وقد زعموا أنهم مقتصرون على القرآن وحده طلباً لوحدة الأمة ؛ نقول : هل أفلح هؤلاء في أن يكونوا فريقا واحدا ؟ إنهم بعد أن تركوا السنة طلبا للوحدة - كما يزعمون زوراً - تحولوا فيما بينهم إلى طوائف وفرق، وكل فرقة تحاول أن تنتشر على حساب الأخرى، وتستقطب أتباع الأخرى، لِمَ لم يتوحدوا هم في فرقة واحدة إذا كان مطلبهم الوحدة ؟
إننا حين سمعنا بهم ونحن بإسلام أباد بباكستان، كنا نظنهم فرقة واحدة، وظل ذلك ظنا لدينا حتى اجتمعنا ببعضهم " بكراتشي " وبعد أن انفض الاجتماع وكنا نستعد للسفر إلى مدينة " هاري بور " للقاء " بير عبد الدايم " زعيم " البريلويين " هناك للنظر في عقائد هؤلاء الناس، فوجئنا بمضيفنا يقول : هناك طائفة أخرى يمكن أن تجتمعوا ببعض رؤسائها إذا انتظرتم إلى الغد .. فعرفنا أنهم طوائف. ثم إنهم ينعون على الأمة المسلمة المذاهب الفقهية، ويسمون ذلك تفرقاً وتشتتاً، فهل أفلحوا هم في أن يكونوا مذهباً واحداً في الفقه ؟ " لنأخذ الصلاة مثالاً للواقع الملموس بينهم، فمن قائل بأدائها خمساً، وآخر أربعاً وثالث ثلاثا والرابع مرتين في اليوم والليلة، وكل صاحب رأي من هذه الآراء يزعم أنها صلاة القرآن، وأما اختلافهم في جزئياتها من حيث عدد الركعات والهيئة فحدث عنه ولا حرج "( ).
أما الزعم بأن كل الذين دونوا السنة وجمعوها وميزوها من الأعاجم المتآمرين على أمة الإسلام فذلك كذب صراح وافتراء بواح في شقيه ؛ في الزعم بأن مدوني السنة جميعهم عجم، وفي الزعم بأن التدوين كان مؤامرة.
أما الشق الأول فيكذبه الواقع، فإن أول من دون السنة وجمعها كانوا عربا صرحاء، فقد بدأ الإمام مالك بن أنس إمام دار الهجرة - رحمه الله - وذلك في موطَّئه. وجاء بعده الحميدي القرشي في مسنده، وجاء بقية السلف الصالح في عصره الإمام أحمد بن حنبل في مسنده، وهكذا تتابع التدوين، وهؤلاء الأوائل جميعهم عرب صرحاء. أما عن الكتب الستة ؛ فدعواهم أن واضعيها من العجم كذب وافتراء. فالإمام مسلم والإمام الترمذي والإمام أبو داود جميعهم من العرب، فكيف يقال إنهم من العجم ؟ وإنهم صنعوا بذلك مؤامرة على المسلمين ؟
إن هؤلاء يقلبون الأوضاع، ويعكسون الأمور، ويرمون الأبرياء بما هم فيه من بلاء، فمن هم الذين يتآمرون على الإسلام والمسلمين ؟ ومن هم الذين فارقوا الجماعة، وفرقوا الأمة ؟ هل هؤلاء هم البخاري ومسلم والترمذي وأبو داود والنسائي وابن ماجه ؟ هؤلاء الأئمة الأعلام الذين حفظ الله بهم دينه، وذلك بحفظهم وحفاظهم سنة رسوله - صلى الله عليه وسلم -، إن هؤلاء هم الذين - حفظ الله - بهم دينه، وعصم الله - تعالى - بهم الأمة عن التفرق والشتات، إن المرء ليعجب كيف يصل التبجج والافتراء إلى مستوى يتهم فيه عاقل - حتى ولو لم يكن مسلماً - إماماً كالبخاري أو مسلم بأنه فرق الأمة وتآمر على الإسلام( ).
إن الواقع الملموس يبين أن هؤلاء الكافرين بسنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الخارجين عن طاعة الله - تعالى - وطاعة رسوله - صلى الله عليه وسلم - هم المتآمرون على الإسلام، المفرقون أمة المسلمين، المارقون من الدين، الشاذُّون عن الجماعة.
الشبهة الخامسة :
وهذه الشبهة ليست من إنشائهم، بل قال بها بعض منكري السنة السابقين، وبخاصة هؤلاء الذين اتخذوا من الاعتزال ستاراً يخفون وراءه زندقتهم، ثم يهاجمون الإسلام، من أمثال النظام وبشر المريسي وغيرهم.
وهذه الشبهة تقوم عندهم على الزعم بأن الاحتكام إلى السنة والالتزام بها مؤدّ إلى الشرك والكفر. فإن الاسلام يقوم على أن الحاكم هو الله وحده، وأن الحكم له وحده - سبحانه - يقول - تعالى - : ] إن الحكم إلا لله [ (الأنعام:57 و يوسف:40،67 ). ويقول - عز وجل - : ] ألا له الحكم وهو أسرع الحاسبين [ ( الأنعام:62). وإذا كان الإسلام يقوم على أن الحكم لا يكون إلا لله - سبحانه - ؛ فإن الاحتكام إلى سنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فيه إشراك الرسول - صلى الله عليه وسلم - في الحكم مع الله - سبحانه -، وذلك كفر وشرك. ولا خروج من ذلك الشرك والكفر إلا بالاحتكام إلى كتاب الله القرآن وحده، ونبذ السنة وعدم اعتبارها.
الرد على الشبهة وتفنيدها :
هذه الشبهة تقوم على أمرين فرغنا من الحديث عنهما :
الأمر الأول : أن السنة ليست وحياً من عند الله - تعالى - وبالتالي فليست شرعاً يحتكم الناس إليه.
الأمر الثاني : أن طاعة الرسول - صلى الله عليه وسلم - ليست من طاعة الله - سبحانه - بل بين طاعة الرسول وطاعة الله تعارض وتضارب، بحيث تكون طاعة الرسول نقضاً لطاعة الله - تعالى -، وبذلك يتحقق كونها عندهم شركا بالله.
وهذان الأمران قد سبق أن أوفينا الكلام فيهما. حيث أثبتنا أن السنة النبوية وحي من عند الله - سبحانه - إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -، وأن الرسول - صلى الله عليه وسلم - لا ينطق إلا بوحي الله - تعالى -، ويكفي هنا أن نذكر بقول الله - عز وجل - في حق رسوله - صلى الله عليه وسلم - : ] وما ينطق عن الهوى% إن هو إلا وحي يوحى [ (النجم:3-4 ). وكذلك قد بينا أن السنة شرع الله - سبحانه - كما أن القرآن شرع الله - عز وجل -، وقد بينا - آنفاً - أن السنة بمنزلة القرآن من حيث حجية التشريع ومصدريته، ويكفي - كذلك - أن نذكر هنا بقول الله - عز وجل - مخاطباً رسوله - صلى الله عليه وسلم - : ] فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا ممـا قضيت ويسلموا تسليما [ ( النساء:65) ، ويقول الله – سبحانه - : ] إنما كان قول المؤمنين إذا دعوا إلى الله ورسوله ليحكـم بينهم أن يقولوا سمعنا وأطعنا وأولئك هم المفلحون [ ( النور:51).
فهذه الآيات نصوص قرآنية قاطعة في أن السنة النبوية وحي من عند الله - تعالى -، وأن كل ما يقول الرسول - صلى الله عليه وسلم - أو يفعل - فيما يتصل بأمور الدين - إنما هو الحق من عنـد الله، وكذلك تدل الآيات على وجوب الاحتكام إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، والرضا بما يحكم به، والتسليم والإذعان لذلك. وأن من لم يحتكم إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ولم يرض بحكمه هو خارج عن الإيمان، وليس له حظ من الإسلام.
أما كون طاعة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - واجبة على المسلم، وأنهـا من طاعة الله – تعالى -، فقد أوفينا الكلام عنها كذلك. ويكفي أن نذكر بقول الله – عز وجل : ] من يطع الرسول فقد أطاع الله، ومن تولى فما أرسلناك عليهم حفيظا [ (النساء:80 ).
فهذه آيات قاطعات في أن الاحتكام إلى الرسول - صلى الله عليه وسلم - وطاعته إنما هو احتكام إلى الله تعالى - وطاعة له - سبحانه - وقد قال الله - تعالى - : ]من يطع الرسول فقد أطاع الله [. وهؤلاء يقلبون الآية القرآنية فيزعمون أنه " من يطع الرسول فقد أشرك بالله “ - عياذاً بالله، وليس بعد هذا الضلال ضلال.

الشبهة السادسة :
وتتمثل هذه الشبهة في زعمهم ؛ أن سنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من أقوال وأفعال ليس لها صفة العموم الزماني والمكاني، إذ هي أحكام أصدرها الرسول - صلى الله عليه وسلم - في زمانه وفقاً لظروف أصحابه الذين كانوا معه، وظروف أصحابه كانت مرتبطة بهم وبزمانهم ومكانهم وأحوالهم الخاصة بهم. وقد انقضى ذلك الزمان بأشخاصه وظروفهم وأحوالهم، وقد تغير الزمان، وتغيرت الظروف، ومن ثم لم تعد تلك الأقوال والأفعال الخاصة بذلكم الزمان، صالحة لزماننا ولا لظروفنا، ويترتب على ذلك أن طاعة الرسول - صلى الله عليه وسلم - التي كانت واجبة على أصحابه في زمانه، لم تعد واجبة علينا، ولا سنته التي كانت ملزمة لهم ملزمة لنا.
الرد على الشبهة وتفنيدها :
إن القول بهذه الشبهة مبني على الزعم بأن السنة ليست وحياً، وليست شرعاً، وقد سبق أن رددنا على ذلك. لكن هذه الشبهة تثير قضية أخرى زيادة على ما تقدم. وهي قضية الأحكام الشرعية التي وردت في أسباب خاصة، وهذه في القرآن المجيد يُعَنْون لها بـ " أسباب النزول ". وقد ورد جانب كبير من الأحكام الواردة في القرآن الكريم على هذا النحو، أي نزل في أسباب خاصة كما في أحكام الظهار في أول سورة المجادلة. لكن العلماء لم يذهبوا إلى القول بأن هذه أحكام خاصة بأصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - وبزمانهم ولم تعد صالحة لزماننا، بل وضعوا القاعدة الأصولية المشهورة والتي يعرفها عامة المسلمين، والتي تقول " العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب ". ومقتضى هذا أن الحكم ينزل في واقعة معينة، ثم يطبق على كل ما يماثلها وحتى آخر الزمان.
ومثل هذا الذي قيل في أحكام القرآن المجيد، قاله العلماء في سنة النبي - صلى الله عليه وسلم -، فلم يفرقوا بين القرآن والسنة في ذلك لكونهما وحي الله - تعالى - إلى رسوله - صلى الله عليه وسلم -، فالقرآن وحي الله، والسنة وحي الله. وقد سبق أن بينا ذلك بإفاضة.
والقول باقتصار السنة على زمان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه - رضوان الله عليهم - مؤدٍّ - بالضرورة - إلى القول بمثل هذا في القرآن المجيد، لأن ثمة تلازما بين القرآن والسنة من حيث التشريع والحجية، ومن حيث إنهما خطاب للخلق من الجن والإنس في كل زمان ومكان. وإلا فماذا نقول في الآيات القرآنية التي وردت تأمر الأمة المسلمة بطاعة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كقوله - تعالى - : ] وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة وأطيعوا الرسول لعلكم ترحمون [ (النور:56 ). هذا الأمر إما أن يكون صالحاً لكل زمان ومكان، وصلاحيته هذه قائمة إلى قيام الناس لرب العالمين، فتكون السنة المأمور بطاعة الرسول فيها قائمة ومستمرة، ويكون كلامهم باطلاً، أما إذا كانت السنة - كما يزعمون غير صالحة بعد وفاة الرسول - صلى الله عليه وسلم -، فيكون الأمر باتباعها وطاعة صاحبها كذلك غير صالح بعد وفاة الرسول - صلى الله عليه وسلم -، ويؤول الأمر إلى أن يقولوا في القرآن بمثل ما قالوا في السنة، فتكون جميع الآيات الآمرة بطاعة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على كثرتها، وتنوع صيغها، وكذلك الآيات التي تحض على الاحتكام إليه، وجعل ذلك علامة الإيمان، وكذلك الآيات التي تجعله - صلى الله عليه وسلم - قدوة وأسوة، كل ذلك يكون مفرغ المعنى، وقد مضى عهد صلاحيته بانتهاء عهد الرسول - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه. وهذا ما لا يقول به عاقل. ولا يقولون هم به، ليس لأنهم عقلاء فاهمون، بل لأنهم ينسبون أنفسهم إلى القرآن، ويصفون القرآن بأنه - وحده - صالح لكل زمان ومكان. ولا يدرون أن مِعْوَلَهم الذي شهروه لهدم السنة هو في ذاته مُشْهر لهدم القرآن الذي ينتسبون إليه ظلماً وزورا ،. لكن الله - تعالى - حافظ دينه بحفظ كتابه وسنة رسوله، ولو كره الكافرون.
الشبهة السابعة :
تقوم شبهتهم هذه على أن الله - تعالى - قد تكفل بحفظ كتابه القرآن. وذلك في قوله - عز وجل - : ] إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون [ ( الحجر:9). لذلك ظل القرآن هو الحق الوحيد في دين الله الإسلام، فلم يحرف ولم يبدل، ولم تدخله كلمة ولا خرجت منه كلمة، ولم يرو بغير لفظه ومعناه، أما السنة فلم يتكفل الله - سبحانه - بحفظها، ولذلك داخلتها الموضوعات المحضة من جانب - أي التي لم يقلها الرسول - صلى الله عليه وسلم - لا بلفظها ولا بمعناها -، ومن جانب آخر ضاعت ألفاظها ورويت بالمعنى، وذلك فيما لو صح أن الرسول - صلى الله عليه وسلم - قالها. فكان ضياع ألفاظها سببا في عدم معرفة المعنى الذي أراده الرسول - صلى الله عليه وسلم -، حتى ليصح أن يقال إن السنة كلها أضحت موضوعة على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ما كان منها موضوعاً بلفظه ومعناه، وما كان منها موضوع المعنى بسبب ضياع ألفاظه وروايتهم إياه بالمعنى، يقول "برويز": " اعلم أن الله - تعالى - لم يتكفل بحفظ شيء سوى القرآن، ولذا لم يجمع الله الأحاديث، ولا أمر بجمعها، ولم يتكفل بحفظها "( ). ويقول " عبد الله جكرالوي " " بعد وفاة الرسول - صلى الله عليه وسلم - بمئات السنين نحت بعض الناس هذه الهزليات من عند أنفسهم ونسبوها إلى محمد - صلى الله عليه وسلم - وهو منها بريء "( ).. ويقول " مقبول أحمد " : " تنقيح الأحاديث من البحر الهائج المكذوب كتطهير الطعام المسموم، غير أن الحذر والحيطة يقتضيان عدم الأكل من ذلك الطعام "( ).
ويقولون أيضاً : إن كفالة الله - تعالى - بحفظ كتابه القرآن، مع عدم كفالته بحفظ السنة دليل واضح على أن الدين ليس بحاجة إلى السنة. وأنها ليست من الدين، ولا هي ضرورية له. إذ لو كانت من الدين وضرورية له لحفظها الله كما حفظ القرآن. ( )
الرد على الشبهة وتفنيدها :
إن الله - عز وجل - أنزل القرآن الكريم بلفظه ومعناه، فالقرآن كلام الله – سبحانه-، لذا كان جديراً بأن يحفظه الله - سبحانه - ويصونه أن يحرف أو يبدل، ولأن القرآن كذلك لم تجز روايته بالمعنى.
أما السنة فهي وحي الله - تعالى - إلى رسوله - صلى الله عليه وسلم - أوحى الله - تعالى - بما فيها من أحكام وتشريعات إلى نبيه - صلى الله عليه وسلم - ثم صاغها النبي بكلامه. ولأن السنة ليست كلام الله - تعالى - فقد أجاز العلماء روايتها بالمعنى، ولم يطلق العلماء هذا الحكم بلا ضوابط أو حدود، بل وضعوا لراوي الحديث بالمعنى ضوابط وشروطاً بحيث لا تجوز روايته الحديث بالمعنى إلا إذا توفرت فيه هذه الضوابط والشروط.
ورأس هذه الشروط أن يكون عارفاً بالعربية، عالماً بألفاظها، ومدلولات تلك الألفاظ، بصيراً بعلاقات الألفاظ بعضها ببعض من ترادف واشتراك وتباين وغير ذلك. فإن كان الراوي على هذا العلم جاز له رواية الحديث بالمعنى، لأن في معرفته بالأمور التي ذكرناها أماناً من الخطأ في معاني الأحاديث التي يرويها. وإن لم تتوفر له هذه الشرائط فلا تجوز له الرواية بالمعنى.
أما الزعم بأن الله - تعالى - لم يحفظ سنة نبيه - صلى الله عليه وسلم - ؛ فإن كان المراد أنه - تعالى - لم يحفظها بألفاظها. فهذا مسلم، وقد بينا أن السنة ليست بحاجة إلى نفس الألفاظ، بل الحاجة إلى معانيها المنضبطة ولو رويت بألفاظ أخرى لا تخل بالمعنى. وقد روى الخطيب البغدادي أن أم المؤمنين عائشة - رضي الله عنها - قالت لعروة بن الزبير " بلغني أنك تكتب الحديث عني، ثم تعود فتكتبه، فقال لها : أسمعه منك على شيء، ثم أعود فأسمعه على غيره. فقالت : هل تسمع في المعنى خلافاً ؟ قال : لا، قالت : لا بأس بذلك "( ). فالمعنى إذا كان بنفس اللفظ أو انضبط بألفاظ مشابهة فلا بأس به.
أما إن كان المراد أن الله - تعالى - لم يحفظ السنة مطلقاً لا بألفاظها ولا بمعانيها، وأنها ضيعت ؛ فذلك كذب وافتراء على الله - تعالى - وعلى رسوله - صلى الله عليه وسلم - وعلى الأمة المسلمة، وجحد ونكران لجهود عظيمة مميزة قام بها علماء السنة عبر تاريخ الإسلام.
والحق أن الله - سبحانه - تكفل بحفظ كتابه، ومن خلال حفظ كتابه تكفل الله - تعالى - ضمنياً بحفظ سنة نبيه - صلى الله عليه وسلم - ذلكم أن الكتاب بحاجة إلى السنة التي تبينه، كما قــال – عز وجل - : ] وأنزلنا إليك الذكر لتبيــَّن للناس ما نزل إليهم ولعلهم يتفكرون [ (النحل:44). فالسنة ضرورية للكتاب، وهي إلى جانب الكتاب ضروريان للدين. فمن حفظ الله - تعالى - كتابه أن يحفظ السنة التي تبينه وتفصله، فإن القرآن بحاجة إليهــا ومن حفظ الله - تعالى - دينه كي يعرفه الخلق الذين كلفهم الله به، ويحاسبهم عليه، أن يحفظ كتابه وسنة نبيه، فإن الدين بحاجة إليهما. لذلك كان من قدر الله - سبحانه - أن هيأ لسنة نبيه - صلى الله عليه وسلم - هؤلاء الأعلام الذين بذلوا في حفظ السنة ما لم يعرف له تاريخ العلوم والثقافات مثيلا من قبل ولا من بعد. وما كان ليتم لهم ذلك إلا بتوفيق من الله - تعالى - وهداية وتأييد. فقد ابتدعوا نظاماً لحفظ السنة، ومعرفة صحيحها بدرجاته، من الضعيف بدرجاته، من الموضوع. واخترعوا من الوسائل المعرفية والمناهج العلمية ما هو معجز في بابه، كل ذلك على غير مثال سابق لا عند العرب، ولا عند غير العرب ممن كانت لهم ثقافات وفلسفات، وكانت لهم أديان، وكانوا الأكثر حاجة إلى تمحيص مكتوباتهم وأسفارهم الدينية، ولكنهم لم يصلوا إلى ما وصل إليه علماء الإسلام ولا إلى قريب منه. وقد شهدت الأمم جميعها بأن علماء السنة قد أتوا في باب جمعها وتصنيفها، وتمييزها، ومعرفة الصحيح من الضعيف من الموضوع. ما لم تعرفه الأمم من قبل. والسؤال : هل كان هذا يمكن أن يتم دون توفيق من الله - سبحانه - وهداية ومعونة وإرشاد ؟ ..إنه توفيق الله - تعالى- لحفظ سنته الذي هو من حفظ كتابه، لحاجة الكتاب إلى السنة في بيانه وتفصيله، وحاجة دين الله الإسلام إلى الكتاب والسنة جميعاً.
أما زعمهم بأن السنة أضحت خليطاً لا يعرف منها الصحيح من الموضوع ؛ فذلك كذب وافتراء بل تبجح ومكابرة، فإن أقل الناس ذكاء ومعرفة بالسنة تكفيه زيارة واحدة لإحدى المكتبات الحديثية التي تضم كتب السنة أو بعضها ليدرك - بعد تصفح لعناوين هذه المدونات وبعض ما فيها - أن الله - تعالى - حفظ سنة نبيه، وأن كتب الصحاح والسنن موجودة ينهل منها المسلمون الزاد النافع لهم في الدنيا والدين. رغم أنوف هؤلاء الكافرين - منكري السنة - أعداء الله وأعداء رسوله وأعداء المسلمين.


الخاتمة :
هذه مجمل الشبهات التي تقول بها طائفة منكري السنة " القرآنيون ". تلك الطائفة التي بدأت حركتها بالهند في أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين الميلادي، ثم انتقلت بمعظم أنشطتها ومؤسساتها إلى باكستان بعد استقلالها عن الهند وما تزال تزاول حركتها الهدامة تحت اسم "البرويزيين" وقد اقتصرنا في بحثنا على الشبهات التي قال بها هؤلاء ابتداء، أو أخذوها عن غيرهم من السابقين ثم حوروا فيها وأضافوا إليها.
وقد ذكرنا كل شبهة وأردفناها بالرد عليها وتفنيدها .. وقد توخينا أن تكون ردودنا عليهم معتمدة أساساً على القرآن المجيد الذي ينسبون أنفسهم إليه ظلماً وزورا. وذلك إلزاماً لهم مـن خلال ما يزعمون الانتساب إليه والاقتصار عليه، وحتى لا يحتجوا بأننا نلزمهم ما لا يلتزمون به.
وقد بان لنا من خلال البحث جملة من الحقائق عن هذه الطائفة نوجزها فيما يلي :
أولاً : هذه الطائفة نشأت ابتداء على أيدي الإنجليز الذين كانوا يستعمرون الهند، فهي صنيعة من صنائع الكفار أعداء الله ورسوله والمؤمنين. وهي حركة من الحركات الكثيرة التي قام بها الإنجليز في هذه المنطقة لهدم الإسلام وتفريق المسلمين، من مثل " القاديانية " و "البريلوية" وغيرهما.
ثانياً : أثبتنا عند حديثنا عن رؤوس هذه الحركة أنهم كانوا على اتصال دائم وقوى بالإنجليز، وكان الإنجليز وراء حركاتهم تلك، وكانوا يمدونهم بالعون المادي والمعنوي، بل كان بعض هؤلاء على اتصال بحركة المنصرين بالهند.
ثالثاً : هذه الحركة بجميع طوائفها خارجة عن الإسلام، فاسقة عن الملّة، وإن زعمت لنفسها الإسلام، وانتسبت إلى القرآن. وإن انتسابها إلى القرآن باطل، لأنها كفرت بالقرآن في نفس اللحظة التي كفرت فيها بالسنة، فإنه لا تفرقة بين القرآن والسنة، فهما يخرجان من مشكاة واحدة، هي مشكاة الوحي الإلهي المعصوم.
رابعاً : يتضح من كل ما تقدم أن هدف هؤلاء، والغاية التي يسعون إلى تحقيقها هو القضاء على الإسلام وتفريق الأمة المسلمة. وأن انتسابهم إلى القرآن إنما هو ستار يتخفون وراءه ليزاولوا تحت شعاره أنشطتهم الهدامة، وحركاتهم التخريبية.
ونأمل أن نكون من خلال بحثنا هذا قد استطعنا أن نوضح هذه الحقائق فضل توضيح .
والله من وراء القصد، وهو حسبنا ونعم الوكيل

فهرس الموضوعات

المقدمة 1
المبحث الأول التعريف بالسنة النبوية 4
المبحث الثاني: مكانة السنة النبوية من التشريع وأدلة حجيتها 8
أولاً : مكانة السنة النبوية الشريفة من التشريع 8
المبحث الثالث: الجذور التاريخية لمنكري السنة وأشهر طوائفهم 21
المبحث الرابع: التعريف بطائفة القرآنيين، وعوامل نشأتهم 28
أولاً : السيد أحمد خان : 29
ثانياً : عبد الله جكرالوي 33
ثالثاً : أحمد الدِّين الأَمْرِتْسِرِي 38
رابعاً : غلام أحمد برويز 40
طوائف القرآنيين في الوقت الحاضر : 45
أولاً : أمت مسلم أهل الذكر والقرآن ، الأمة المسلمة أهل الذكر والقرآن ، 45
ثانياً : طلوع إسلام ، ظهور الإسلام " 46
ثالثاً : تحريك تعمير إنسانيَّت ،حركة تثقيف الإنسانية. 47
المبحث الخامس: شبهـــات القرآنييــن والرد عليها 49
الشبهة الأولى : 49
الشبهة الثانية : 55
الشبهة الثالثة : 62
الشبهة الرابعة : 74
الشبهة الخامسة : 78
الشبهة السادسة : 81
الشبهة السابعة : 83
الخاتمة : 88
فهرس الموضوعات 90


=========
( )رواه أبو داود في كتاب السنة،باب رقم 6،في لزوم السنة(5/11) والترمذي في كتاب العلم ، باب رقم 10، ما نُهي عنه أن يقال (5/37)
( ) أخرجه مسلم، كتاب الزكاة، باب الحث على الصدقة وأنواعها 7/102.
( ) المعجم الوسيط 456 وغيره من المعاجم.
( ) رواه البخاري، كيف كان بدء الوحي، 1/32، مكتبة الكليات الأزهرية ط1398 .
( ) رواه البخاري، كتاب المغازي، باب مرجع النبي صلى الله عليه وسلم من الأحزاب، 15/294 برقم 4119.
( ) السنة ومكانتها من التشريع، د. مصطفى السباعي : 47، السنة قبل التدوين. د.عجاج الخطيب : 16.
( ) أبو داود: كتاب السنة، باب في لزوم السنة 2/359 برقم 4583، وأحمد 4/126، والترمذي كتاب العلم باب رقم 16، وابن ماجة في المقدمة باب رقم 6، والدارمي في المقدمة باب 16.
( ) إرشاد الفحول : 31، والموافقات : 4 / 3، تدوين السنة. د. محمد مطر الزهراني : 17 والسنة ومكانتها من التشريع : 49.
( ) الرسالة : 78. وراجع في ذلك السنة ومكانتها من التشريع. د. مصطفى السباعي: 50.
( ) يرجع في تفسير هذه الآيات إلى التفاسير المعروفة وبخاصة : الزمخشري، والرازي، والقرطبي.
( ) الكفاية للخطيب البغدادي : 29، وبحوث في السنة المشرفة. د. عبدالغني عبدالخالق. نقلاً عن : تدوين السنة النبوية. د. محمد مطر الزهراني : 18.
( ) رواه البخاري، كتاب التفسير، باب قوله تعالى(فلا وربك لا يؤمنون) 17/120، برقم 4585.
( ) تأويل مختلف الحديث : ابن قتيبة : 15.
( ) راجع في ذلك : أصول الدين : 19، الفرق بين الفرق، مقالات الإسلاميين، الملل والنحل.
( ) هو السيد أحمد خان بن أحمد مير المتقى بن عماد الحسيني، ولد في مدينة دهلي في أكتوبر 1817م. بدأ دراسته بالقرآن الكريم، ثم تعلم العربية والفارسية، ثم درس العلوم الدينية، وعندما توفي والده، وكان في الحادية والعشرين من عمره التحق للعمل بشركة الهند الشرقية، وكان ذلك بداية اتصاله بالإنجليز الذين أعجبوا بذكائه وطموحه، ورأوا فيه ضالتهم التي يبحثون عنها. ومنذ اللحظة الأولى أعلن ولاءه لسادته الإنجليز، ومن ثم رفعوه إلى درجة مساعد قاض في المحاكم الإنجليزية، وأغدقوا عليه المال والحماية، وقد عرف هو فضلهم عليه فتفانى في خدمتهم ومعاونتهم، والدفاع عن سياستهم الاستعمارية، ووقف معهم صفاً واحداً ضد أمته ودينه، إلى حد أنه وضع كتاباً عن ثورة الأمة ضد الإنجليز في مايو 1857م، ألقى فيه كل التبعة على الأمة الهندية، وانتصر للإنجليز، ووضع لهم مقترحات انتفعوا بها في سياستهم ضد الأمة .. وكان نشطاً في التأليف والكتابة وإصدار المجلات العلمية، مسخراً ذلك كله لخدمة أهدافه وأهداف ساداته، وفي سبيل ذلك أنشأ الكثير من المعاهد والمدارس، ثم ختم كل ذلك بتأسيس جامعة " عليكره " هذا على المستوى العام، وعلى المستوى الشخصي، قد شهد القريبون منه أنه ما كان يصلي ولا يصوم، ولا يهتم بشعائر الدين .. وقد توفي "أحمد خان" في مارس 1897م، ودفن بجوار المسجد الذي بناه وسط جامعة عليكره. (30).
( ) راجع في حياة السيد أحمد خان، وأفكاره وآثاره، الفكر الإسلامي الحديث، وصلته بالاستعمار العربي. د. محمد البهي، القرآنيون. د. خادم حسين إلهي بخش.
( ) نقلاً عن : القرآنيون : 31، 32.
( ) نقلاً عن : القرآنيون : 31، 32 .
( ) نقلاً عن : القرآنيون : 50، 54.
( ) محمد علي جناح ولد بكراتشي عام ستة وسبعين وثمانمائة وألف للميلاد، وتوفي عام ثمانية وأربعين وتسعمائة وألف. بعد استقلال باكستان بعام واحد. نال المحاماة من إنجلترا، ثم عاد والتحق بالمؤتمر الهندي، ثم تركه ونشط في حركة " العصبة الإسلامية " وحين استقلت باكستان تولى رئاستها، لكن السياسة شغلته عن= قضايا الإسلام في بلده فكان من ذلك مخاطر كثيرة ما تزال باكستان بل والإسلام يعاني منها. وقد كان على رأس تلك المخاطر قبوله القادياني المتعصب ضد الإسلام والمسلمين "ظفر الله خان" وزيراً لخارجية باكستان الوليدة. فكان أن مكن الرجل للقاديانية وثبت أقدامها بباكستان، وفتح لها البلاد الأخرى عالمياً، بعد أن كاد يقضى عليها. كذلك من تلك المخاطر تلك الحركات المعادية للسنة والإسلام. وتحديداً حركة "برويز" التي لم يمكن لها سوى تهاون المسؤولين في ذلك البلد الطيب .. كذلك من تلك المخاطر قضية اللغة العربية، حيث كانت حية حين الاستقلال، لكن قضى عليها في باكستان تخطيط أعداء الله.
( ) نقلاً عن : القرآنيون :50، 54.
( ) اتفق لي أن ذهبت إلى باكستان أستاذا بالجامعة الإسلامية العالمية بإسلام أباد، وذلك لأربع سنوات بين عامي 1981،1985م. وكانت إعارتي إلى هناك على ملاك جامعة أم القرى بمكة المكرمة .. ووجدت عملي هناك فرصة مواتية للتعرف على الطوائف الموجودة على الساحة هناك. وحدث أن قامت معركة دامية بين البريلويين والديوبنديين بأحد المساجد التابعة لإحدى الطائفتين، مما شد من عزمي - وبعض إخواني - إلى تحقيق ما عزمنا عليه. فبدأنا عن طريق بعض الأساتذة الباكستانيين الذين يعملون معنا بالجامعة بإعداد برنامج تمكنا به - بفضل الله تعالى - من الاتصال بأهم هذه الطوائف. ومنهم " البريلويون " الذين ناظرنا كبيرهم بمدينة " هاري بور " المدعو : بير عبد الدايم" أو المرشد عبدالدايم، وكذلك التقينا بزعمائهم بإسلام أبادوروالبندي. والتقينا كذلك " بالديوبنديين " الذين يصمون البريلويين بالردة عن الإسلام والكفر، وفي كلامهم حق .. ثم جاء دور منكري السنة الذين يكفي عنوانا لهم هناك : "البرويزيون". وكان الفضل في لقائنا بالعديد منهم، وعقد الجلسات معهم يعود إلى الأخ الفاضل د. عبدالجواد خلف الذي أنشأ جامعة الدراسات الإسلامية " بكراتشي" حيث استضافنا ببيته بمنطقة " جلشن إقبال" ونظم هو - بذكاء وحرص - تلك اللقاءات التي ما كنا ندري أن الله - سبحانه - قد قدر لنا أن نفرغ بعض حصيلتها في ذلك البحث عن منكري السنة.
( ) هذه الأمور التي زعموها أدلة على شبهتهم ورد ذكرها على ألسنة بعض أتباع " برويز" حين التقينا بهم " بكراتشي " في صيف عام 1983م.
( ) أخرجه مسلم في كتاب الزهد، باب التثبت في الحديث 18/129.
( ) أخرجه البخاري، كتاب العلم، باب كتابة العلم 1/309.
( ) رواه البخاري، كتاب العلم، باب كتابة العلم 1/313 برقم 113 ولفظ البخاري: ما من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أحد أكثر حديثاً عنه مني إلا كان من عبدالله بن عمر .
( ) رواه أبو داود، كتاب العلم، باب كتابة العلم، 10/79، برقم 3629، وأحمد 2/162، والدارمي في المقدمة باب 43 .
( ) تدوين السنة. د. محمد مطر الزهراني : 76.
( ) رواه البخاري، كتاب العلم، باب كتابة العلم 1/315، برقم 114.
( ) تأويل مختلف الحديث ابن قتيبة، السنة ومكانتها من التشريع : 61، تدوين السنة :76 .
( ) حضرت العديد من جلسات المناظرة التي عقدت بيننا وبين أتباع " برويز " وذلك بمدينة " كراتشي" بباكستان. فكان احتجاجهم يقوم على هذا الحديث. وكثيراً ما كانوا يرددون : " صاحب السنة نهاكم عن كتابتها، وأقر هو بأنها لا تستحق أن تكتب، فهل أنتم حريصون على السنة أكثر من صاحبها ؟ " ومن طبعهم أنك مهما جئتهم بحجة، فإنهم لا يستمعون، أو كأنهم لا يسمعون، ويظلون يرددون ما لديهم مهما ظهر تهافته وفساده حتى ييئس المناظر وهنا يرفعون أصواتهم بالصياح والشماتة، وكأنهم انتصروا فيخيل للحاضرين -وجمهرتهم ممن لا يعرف العربية- أن " البرويزيين " انتصروا على المسلمين. فيشاركون بأصواتهم هم الآخرين.. والمناظرون منهم يحرصون على أن يأتوا معهم بكثير من الأتباع على قدر ما يسمح المكان. لأن اعتمادهم على الضجيج والغوغائية أمر أساس عندهم.
( ) أخرجه البخاري. كتاب العلم، باب التناوب في العلم 1/286، برقم 89.
( ) أخرجه البخاري، كتاب الاعتصام، باب الاقتداء بأفعال النبي صلى الله عليه وسلم 28/36 برقم 7298.
( ) رواه أبو داود، كتاب الصلاة، باب الصلاة في النعل 2/353 برقم 636، وأحمد 1/461، والدارمي في الصلاة 103.
( ) رواه أبو داود. وابن عبدالبر في جامع بيان العلم.
( ) رواه النسائي 5/270 كتاب مناسك الحج، الركوب إلى الجمار واستظلال المحرم، وأحمد 3/318.
( ) رواه البخاري، كتاب الأذان، باب الأذان للمسافرين، 3/315، برقم 361.
( ) رواه البخاري، كتاب الاعتصام 28/12، برقم 7280، وأحمد 3/261.
( ) أخرجه أبو داود، كتاب العلم، باب كتابة العلم 10/79 برقم 3629، وأحمد 2/162، والدارمي باب رقم 43.
( ) رواه أبو داود، كتاب العلم، باب فضل نشر العلم 10/95، برقم 3643، وأحمد 1/37، والترمذي في العلم باب 7، وابن ماجة في المقدمة باب 18، والدارمي في المقدمة 24 .
( ) ذكر بعض " البرويزين " أثناء حديث له معنا: " أن الخليفة عمر - رضي الله عنه - هو زعيم "القرآنيين"، وأن جميع الصحابة كانوا كذلك إلا من كانوا يتكسبون برواية الأحاديث، ويسعون لتكوين مركز لهم متميز بين الأمة عن طريق الإكثار من رواية الأحاديث " قال - فض الله فاه - : " وهؤلاء هم سبب فساد الدين وضلال الأمة ".
( ) رواه البخاري، كتاب العلم، باب إثم من كذب على النبي صلى الله عليه وسلم حديث رقم 106.
( ) ابن حزم. الإحكام 2 : 193. وراجع في ذلك : السنة ومكانتها من التشريع : 66 .
( ) القرآنيون : 238.
( ) القرآنيون : 238.
( ) القرآنيون : 238.
( ) القرآنيون : 239.
( ) كان كثير ممن نتحدث معهم من " البرويزيين " منكري السنة يقع في الإمام البخاري تحديداً، وكانوا كلما رأوا ضيقنا وألمنا من هذا ازدادوا وقوعاً فيهم، وكان يقول قائلهم - فض الله فاه - : " ما أفسد الدين إلا هذا الرجل ". وهذه العبارة بعينها ومثلها كثير قرأته بعد ذلك في كتاب بعنوان " لماذا القرآن وحده "
( ) القرآنيون. آية : 250.
( ) القرآنيون. آية : 250.
( ) القرآنيون. آية : 250.
( ) يركز منكرو السنة على هذا الجانب جداً، ويعدونه دليلاً قاطعاً موجهاً من الله - تعالى - إلى الأمة على أن تتمسك بالقرآن وحده، وتدع ما سواه حتى ليقول قائلهم : لماذا حفظ الله القرآن ولم يحفظ السنة ؟ أجيبونا عن هذه وسوف نسلم لكم.
( ) الكفاية : 273.





لمن أراد تحميل الكتاب (http://saaid.net/book/open.php?cat=88&book=1179)




.........

مسلم54
01-21-2006, 10:35 PM
قبل أن أشارك أسأل أولاً:

هل يتسع صدر الجميع لمناقشة هادئة هادفة يحكمها الدليل والحجة؟!

فالكلام المنقول أعلاه يعج بالأخطأ تلو الأخطأ، علمًا بأنه لا شيء شخصي مع مزروعة أو غيره، وإنما هو الوصول للحق وفقط، وربما أكون أنا المخطيء، فتصححون لي.

الفرصة الأخيرة
01-21-2006, 11:17 PM
ما دام الموضوع هنا يعتبر موضوعي لأنني مَن نقل كلام د.محمود مزروعة أثابه الله.. فأجدني لابد لي من الترحيب بالزميل الجديد (مسلم 54).
وبطبيعة الحال الصدر واسع لمشاركتك ولا إشكال أبدًا فيها ولكن بشروط لابد من اتباعها إن كنت كما في كلامك تريد الوصول للحق.

احترام الطرف الآخر والفكر الآخر أثناء الطرح
الإتيان بالحجة والدليل على كل ما تقوله

وقبل هذا وبعده يا زميلي لا تضع مشاركة أطول من عشرة أسطر على أكثر تقدير ... وتنتظرني حتى أرد لك عليها ثم تتفضل بالتعقيب بعد ذلك.

ولا تنتقل إلى نقطة يا زميلي إلا بعد أن ننهي ما قبلها أولا

يا زميلي إن قبلتَ هذه الشروط التنظيمية من أجل الوصول للحق فأنا أرحب بمشاركتك ويمكنك التفضل بها الآن لو أردتَ هذا.
فاختر نقطة واحدة فقط للكلام حولها ثم بعد الانتهاء منها نبدأ في غيرها إن شاء لله.

مسلم54
01-21-2006, 11:30 PM
سنناقش فقط الآن قول مزروعة:

" إن القول بهذه الشبهة يدل على جهل بالقرآن المجيد، وعدم فهم لآياته، بل يدل على سوء قصد لدى القائلين بها. فإن الأمة مجمعة على أن القرآن العظيم قد اشتمل الدين مجملاً في كثير من جوانبه وأحكامه، ومفصلاً في جوانب أخرى، وقد جاءت السنة النبوية المطهرة فبينت المجمل وفصلته، والنبي - صلى الله عليه وسلم - وهو يبين ويفصل إنما ينفذ أمر الله - تعالى - ويؤدي ما وكله الله - تعالى - إليه من بيان القرآن المنزل على الخلق، تطبيقاً واستجابة لأمر الله - عز وجل - في قوله : ] وأنـزلنا إليــك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم ولعلهم يتفكرون [ (النحل:44 ".




يقول مزروعة في المنقول عنه هنا: " فإن الأمة مجمعة على أن القرآن العظيم قد اشتمل الدين مجملاً في كثير من جوانبه وأحكامه، ومفصلاً في جوانب أخرى، وقد جاءت السنة النبوية المطهرة فبينت المجمل وفصلته "!

والسؤال هنا هو:
أليس من الأحق أن يُقال: فإن الأمة مجمعة بحسب كل مذهب من مذاهبها على أن القرآن العظيم قد اشتمل الدين مجملاً في كثير من جوانبه وأحكامه، ومفصلاً في جوانب أخرى، وأن السنة النبوية المطهرة بحسب كل مذهب من مذاهبها قد جاءت فبينت المجمل وفصلته، وبالتالي فقد أمسى القوم وعند كل منهم تفصيل يختلف عن التفصيل الذي عند الآخر؟!
وإجماعات موزعة على المذاهب، فهناك إجماع (مختلف على تعريفه إلى اليوم) عند أهل السنة يختلف كلية عن الإجماع عند أهل الشيعة، . . وهكذا!!

والسؤال الأهم هو:
هل يقول الله تعالى: " مَا كَانَ حَدِيثًا يُفْتَرَى وَلَـكِن تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ ".
ويقول: " وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِّكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ ".
ثم يُقال بعد ذلك إنه تفصيل شيء دون شيء؟!
وأن القائل بأنه تفصيل كل شيء هو الزائغ الضال؟!



ثم أيهما الأولى بالاهتمام:

نصّ الكتاب الذي لا يفيد إلا معنى واحد وواضح، وهو: أنه هو تفصيل كل شيء، أم إجماع يُقصَدُ به إجماع مذهب أو ما شابه على ما يخالف النصّ القطعي الدلالة القطعي الثبوت؟!

أبو جهاد الأنصاري
01-22-2006, 12:47 AM
أولاً : أرجو من الزميل مسلم 54 ألا يدندن كثيراً ويكثر الحديث عن موضوع السنة والشيعة ، ولا يجعلها دليلاً على نفى السنة النبوية المطهرة لأسباب منها :
1- إذا كان بهذا الشكل هو يلوم فرق الأمة على تفرقها وتعددها واختلافها فهنا أنا أقول له : إنه من الأولى أن يقول هذا الأمر لنفسه (لماذا؟) لأنه بمنهجه هذا (إن صح أن نسميه منهجاً) قد أضاف إلى فرق الأمة فرقة جديدة لم تكن موجودة من قبل فإن كان هذا التفرق إثما - وهو هكذا فعلاً - فإنه يحمل النصيب الأكبر من هذا الإثم لأنه أحدث هذه الفرق وكان الأولى والأجدر به أن يتعظ بهذه الفرق كلها ويكتفى بملازمة الفرقة التى على الحق.
2- إن كلامه هذا لا يدل على فهم صحيح لكلام الله الذى قال : (وَلَوْ شَاء رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلاَ يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ (118) إِلاَّ مَن رَّحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ) [هود : 119] ، وأنا هنا لا أزكى التفرق فإن الله ذمه ونهى عنه ، ولكنى أقول أن هذا شئ قدره الله وحق لقدر الله أن يكون لا محالة. والأدلة على كتاب الله كثيرة بحصول تفرق المسلمين خذ مثلاً قوله تعالى : (وإن فئتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما) فلاشك أن الاقتتال أشد من التفرق وهو تفرق أيضاً.
3- طالما أن الله قدر هذا الافتراق فلا شك أنه سيكون هناك حق واحد ، وبواطل متعددة لوله تعالى : (وأن هذا صراطى مستقيماً فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله) فوصف الحق بأنه صراط واحد أما الباطل فسبل.
4- أنه لا يمكن أن يكون هناك حقان ، فلو حدث لكان بينهما تعارض فحين التعارض سنحكم لأيهما؟
5- طالما أن الحق واحد فلا شك أنه لن يكون فى فرقة حديثة تنشأ بعد قرن أو اثنين أو أربعة عشر قرناً ، ولكن سيكون الحق مع الفرقة التى تحدث تواصلاً تاريخيا لا ينقطع مع صاحب الرسالة ألا وهى فرقة جماعة الأمة ، وليس مع فرقة انشقت عنها كالشيعة أو الخوارج مثلاً ولا مع فرقة تظهر بعد أربعة عشر قرناً من الزمان لتدعى أنها هى الحق ، وأن الحق هو هى.
إذا فهمنها هذا الكلام جيداً سهل علينا أن نصل إلى الحق بأقصر سبيل.
والله المستعان.

مسلم54
01-22-2006, 02:48 AM
لعلي لم أكذب فيما ذكرته من التفرق الحادث.

أما قولك باختيار الفرقة الناجية فهذا ما نناقش من أجل الوصول إليه، فأرجوا ألا نستبق النتائج!

ولكن الأهم يا عزيزي أنك تركت أسئلتي بغير إجابة وهى:



والسؤال الأهم هو:


هل يقول الله تعالى: " مَا كَانَ حَدِيثًا يُفْتَرَى وَلَـكِن تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ ".
ويقول: " وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِّكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ ".
ثم يُقال بعد ذلك إنه تفصيل شيء دون شيء؟!
وأن القائل بأنه تفصيل كل شيء هو الزائغ الضال؟!


ثم أيهما الأولى بالاهتمام:


نصّ الكتاب الذي لا يفيد إلا معنى واحد وواضح، وهو: أنه هو تفصيل كل شيء، أم إجماع يُقصَدُ به إجماع مذهب أو ما شابه على ما يخالف النصّ القطعي الدلالة القطعي الثبوت؟



أسأل الله أن يرينا الحق حقًا، ويرزقنا اتباعه، ويعصمنا من الزيغ عنه بعد أن نبلغه.

وفي انتظار إجابة لنستكمل الحديث.

أبو جهاد الأنصاري
01-22-2006, 03:33 AM
ولكن الأهم يا عزيزي أنك تركت أسئلتي بغير إجابة وهى:.
[/SIZE]
بل رايت من الأفضل أن أكل أمر إجابتها إلى أخى صاحب الموضوع الأصلى وذهبت لأرد على مشاركاتك الغزيرة فى القسم الآخر.

والسؤال الأهم هو:


هل يقول الله تعالى: " مَا كَانَ حَدِيثًا يُفْتَرَى وَلَـكِن تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ ".
ويقول: " وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِّكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ ".
ثم يُقال بعد ذلك إنه تفصيل شيء دون شيء؟!
وأن القائل بأنه تفصيل كل شيء هو الزائغ الضال؟!
/B][/RIGHT]
[/SIZE]
فى الآية الأولى : (ما كان حديثاً يفترى ...) ذكر التفصيل ولم يذكر محل التفصيل ، يعنى هل محل هذا التفصيل ذات الكتاب أم غيره. فالقرآن الكريم تماماً كالمتن العلمى - مع الفارق طبعاً - يكون سهلاً واضحاً تماماً ، ولكن عند التعرض له بالشرح تخرج الفوائد الثمينة والكنوز العظيمة من وراء شرحه.
فمثلاً قوله تعالى : (الحمد لله رب العالمين) واضحة جداً ما بعدها وضوح ولكن عندما نتناولها بالشرح فيمكن أن نملأ من الكتب حمل بعير ، أو دعنا نقلها بمصطلحات العصر الحديث : نملأ مكتبة أو اسطوانة كمبيوتر :
الحمد معناه لغة وشرعاً ، وماهى مشتقاته ، وما وجه الشبه والاختلاف بين معنى الحمد والشكر والمدح والثناء ، وما هى الآيات التى ورد فيها كلمة الحمد وما دلالة كل منها.
وما معنى كلمة (الله) وهل هى اسم مشتق أم غير مشتق وما أدلة كل منهما وكم مرة ودرت فى القرآن الكريم ، ولماذا يذكر أحياناً لفظ الجلالة ولماذا أحياناً أخرى يذكر الضمير ولماذا أحياناً الإفراد ولماذا أحياناً الجمع ، ولماذا الغيبة أو الحضور .
وما معنى كلمة رب لغة وشرعاً وما الفارق بينها وبين معنى كلمة (إله) وهكذا .........
سنتناول آلاف المسائل فى كلمات قليلة واضحة المعانى للصغير قبل الكبير.
ثم إن الحديث عن القرآن فى مثل هذه الآيات لا يعبر بالضرورة عن نفى السنة.
وذلك لورود أدلة تثبتها فى مواطن أخرى.
شكراً لك.

مسلم54
01-22-2006, 09:07 AM
بل رايت من الأفضل أن أكل أمر إجابتها إلى أخى صاحب الموضوع الأصلى وذهبت لأرد على مشاركاتك الغزيرة فى القسم الآخر.

فى الآية الأولى : (ما كان حديثاً يفترى ...) ذكر التفصيل ولم يذكر محل التفصيل ، يعنى هل محل هذا التفصيل ذات الكتاب أم غيره. فالقرآن الكريم تماماً كالمتن العلمى - مع الفارق طبعاً - يكون سهلاً واضحاً تماماً ، ولكن عند التعرض له بالشرح تخرج الفوائد الثمينة والكنوز العظيمة من وراء شرحه.
فمثلاً قوله تعالى : (الحمد لله رب العالمين) واضحة جداً ما بعدها وضوح ولكن عندما نتناولها بالشرح فيمكن أن نملأ من الكتب حمل بعير ، أو دعنا نقلها بمصطلحات العصر الحديث : نملأ مكتبة أو اسطوانة كمبيوتر :
الحمد معناه لغة وشرعاً ، وماهى مشتقاته ، وما وجه الشبه والاختلاف بين معنى الحمد والشكر والمدح والثناء ، وما هى الآيات التى ورد فيها كلمة الحمد وما دلالة كل منها.
وما معنى كلمة (الله) وهل هى اسم مشتق أم غير مشتق وما أدلة كل منهما وكم مرة ودرت فى القرآن الكريم ، ولماذا يذكر أحياناً لفظ الجلالة ولماذا أحياناً أخرى يذكر الضمير ولماذا أحياناً الإفراد ولماذا أحياناً الجمع ، ولماذا الغيبة أو الحضور .
وما معنى كلمة رب لغة وشرعاً وما الفارق بينها وبين معنى كلمة (إله) وهكذا .........
سنتناول آلاف المسائل فى كلمات قليلة واضحة المعانى للصغير قبل الكبير.
ثم إن الحديث عن القرآن فى مثل هذه الآيات لا يعبر بالضرورة عن نفى السنة.
وذلك لورود أدلة تثبتها فى مواطن أخرى.
شكراً لك.



سأضيع أى فرصة للجدل في سبيل الوصول إلى الحق بأقصر الطرق

بمعنى أن كلامك الذي رددت به على قول الله عن كتابه أنه تفصيل كل شيء ومحاولتك صرف الآية عن معناها الواضح سنتركه قليلاً وإن كان لنا له عودة، وإنما نختزل المسافة الآن ونقول:

فماذا ستقول في الآية الأخرى الخاصة بسورة النحل؟!

" وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِّكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ "؟!

أم أن الكتاب هنا مقصود به كتاب الله وكتاب الرواية؟!

في انتظار إجابتك سيدي والله هو الرقيب القيوم!

" وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ رَّقِيبًا ".

الفرصة الأخيرة
01-22-2006, 10:27 AM
سنناقش فقط الآن قول مزروعة:
لكن حينما ننظر زميلي إلى ما جئت أنت به سنجدك تناولت الأمر من عدة جهات في مشاركة واحد.. تكلمت عن المذاهب وعن التفصيل والبيان.. يا زميلي أرجو أن لا تضع في مشاركاتك سوى موضوع واحد ونقطة واحدة فقط.. ولذا سأجيبك هنا الآن على نقطة المذاهب فقط وسأهمل الباقي منعًا للتشتيت.


[RIGHT][SIZE=6]يقول مزروعة في المنقول عنه هنا: " فإن الأمة مجمعة على أن القرآن العظيم قد اشتمل الدين مجملاً في كثير من جوانبه وأحكامه، ومفصلاً في جوانب أخرى، وقد جاءت السنة النبوية المطهرة فبينت المجمل وفصلته "!
والسؤال هنا هو:
أليس من الأحق أن يُقال: فإن الأمة مجمعة بحسب كل مذهب من مذاهبها على أن القرآن العظيم قد اشتمل الدين مجملاً في كثير من جوانبه وأحكامه، ومفصلاً في جوانب أخرى، وأن السنة النبوية المطهرة بحسب كل مذهب من مذاهبها قد جاءت فبينت المجمل وفصلته، وبالتالي فقد أمسى القوم وعند كل منهم تفصيل يختلف عن التفصيل الذي عند الآخر؟!
وإجماعات موزعة على المذاهب، فهناك إجماع (مختلف على تعريفه إلى اليوم) عند أهل السنة يختلف كلية عن الإجماع عند أهل الشيعة، . . وهكذا!!

هذا كلام غير صحيح أبدًا... ولابد من الرجوع لمعرفة معنى الفرقة والمذهب وما هي شروط قبول كل واحدٍ منهما ونسبته للمسلمين؟
فتفضل يا زميلي ببيان معنى الفرقة والمذهب وشروط قبول نسبتهما للمسلمين حتى نتكلم على أرضية متفق عليها.

الفرصة الأخيرة
01-22-2006, 10:38 AM
سأضيع أى فرصة للجدل في سبيل الوصول إلى الحق بأقصر الطرق

بمعنى أن كلامك الذي رددت به على قول الله عن كتابه أنه تفصيل كل شيء ومحاولتك صرف الآية عن معناها الواضح سنتركه قليلاً وإن كان لنا له عودة، وإنما نختزل المسافة الآن ونقول:

فماذا ستقول في الآية الأخرى الخاصة بسورة النحل؟!

" وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِّكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ "؟!

أم أن الكتاب هنا مقصود به كتاب الله وكتاب الرواية؟!

في انتظار إجابتك سيدي والله هو الرقيب القيوم!

" وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ رَّقِيبًا ".أرجو التركيز في موضوع واحد فقط زميلي حتى ننتهي منه.
وأنت فتحت مسألة المذاهب فأرجو التركيز فيها حتى ننتهي منها أولا وبعدها افتح ما تشاء من نقاط.

وبالمناسبة فالآية ليست كما فهمتها أنت أبدًا.

وانتبه زميلي بهذه المناسبة ما دمتَ أنك تقول بظاهرية لفظ البيان أو التبيان هنا بأنه قد شمل كل شيءٍ.. فهيا زميلي استخرج لنا من القرآن ما يدل على إباحة الأكلات الشعبية المنتشرة الآن كالملوخية والسبانخ ونحوهما من الأكلات... ومرق الكوارع يا زميلي هات لنا ما يدل على إباحته.

انتبه زميلي فأنا لا أمزح حين أقول لك هذا.. ولا أنتظر منك أن تأتي لي بآية كريمة تبيح أكل الطعام أو المباحات بشروط معينة.. ولكني أريد آية صريحة وواضحة وردت فيها تسمية الملوخية والسبانخ وشربة الكوارع؟
السؤال واضح يا زميلي.
إذا كانت هناك آية واضحة وصريحة تصرح بهذه الثلاث فسأصدقك في منهجك الظاهري لفهم آيات القرآن الكريم.. أما إذا لم تخرج لنا هذه الآية الصريحة بالأسماء الثلاثة الصريحة ... فهنا يلزمك التخلي عن الظاهرية في فهم القرآن الكريم .. وعليك أن تتبع المنهج الصحيح في فهمه يا زميلي حسب قواعد فهم القرآن المقررة في علوم القرآن.

عمومًا هذا موضوع خارج عن موضوع المذاهب وأرجو أن نتفرغ لموضوع المذاهب الآن.
لكن لا بأس أن تجيب على هذا الموضوع الآن سريعًا على هامش مسألة المذاهب.

أبو جهاد الأنصاري
01-22-2006, 12:53 PM
سأضيع أى فرصة للجدل في سبيل الوصول إلى الحق بأقصر الطرق
أتسمى كلامى هذا جدلاً!؟
سامحك الله.


فماذا ستقول في الآية الأخرى الخاصة بسورة النحل؟!

" وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِّكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ "؟!
أقول أجب عن سؤال الملوخية والكوارع الذى طرحه عليك الأخ الفرصة الأخيرة لتعلم ما المقصود بها.

الفرصة الأخيرة
01-28-2006, 08:27 PM
مضت أيام وليالي ولم يأت زميلنا الذي سمى نفسه بـ (مسلم 54) بالجواب على موضوع الملوخية وشربة الكوارع.. ولن يأتِ به.
فلماذا أضاع الزميل أوقاته وأوقاتنا وأوقات القرآء؟

أرجو أن لا يتكرر مثل هذا العمل ثانية فالوقت أغلى ما في حياة الإنسان.

مع تمنياتي بنهايات سعيدة للجميع :emrose:

caxine
04-03-2011, 12:37 PM
يا أخي.. عندما يقول الله عز وجل تبيان لكل شيئ بلسان عربي فليس لأحد أن يعاجز أو يعارض "وَالَّذِينَ سَعَوْا فِي آيَاتِنَا مُعَاجِزِينَ أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ" الحج (51).. فلا تكن منهم يا صديقي.. أما عن الملوخية والسبانخ ومرق الكوارع فإتي أنت من الروايات المقدسة مما كتبت أيدي الناس ما يحللهم..!؟؛ من يفهم منهج القرآن الكريم في التبيان و التفصيل يترفع عن هذا كله.. كتاب الله لا يحلل ما كان أصلا حلال فهذا نوع من الهزل و الثرثرة و حاشى لله من هذا "إِنَّهُ لَقَوْلٌ فَصْلٌ (13) وَمَا هُوَ بِالْهَزْلِ (14) " الطارق؛ ملة محمد من ملة إبراهيم عليهما السلام "قُلْ صَدَقَ اللّهُ فَاتَّبِعُواْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ"آل عمران (95)؛ فما بقي صحيحا من ملة إبراهيم على عهد محمد عليهما السلام عفى عنه القرآن كتفصيل الصلاة و النكاح و ما تم تحريفه صححه كالمحرمات من النساء و ما إستجد من شريعة محمد (ص) بينه بتفصيل محكم و دقيق كالمواريث.. هذه هي روح القرآن و نحن نصدق كل حرف من كتاب الله العزيز فصدق من قال ".. وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِّكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ" النحل (89)

محمد بن مصطفى
04-03-2011, 02:22 PM
الاستاذ caxine
أقتبس لك هذه المشاركة من الرد المبين لأهل السنة على بعض فرق القرآنيين.. لسيف الكلمة (http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?t=3657) يقول :

"
ومن ذلك ما فهموه من قوله تعالى: {ما فرطنا في الكتاب من شيء }(الأنعام 38) ، وقوله سبحانه : {ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شيء }(النحل 89).

فقالوا : إن هذه الآيات وأمثالها تدل على أن الكتاب قد حوى كل شيء من أمور الدين ، وكلَّ حُكم من أحكامه ، وأنه بيَّن ذلك وفصَّله بحيث لا يحتاج إلى شيء آخر ، وإلا كان الكتاب مفرِّطاً فيه ، ولما كان تبياناً لكل شيء ، فيلزم الخُلْف في خبره سبحانه وتعالى .

وجواباً على هذه الشبهة يقال : ليس المراد من الكتاب في قوله تعالى: {ما فرطنا في الكتاب من شيء }(الأنعام 38) القرآن ، وإنما المراد به اللوح المحفوظ ، فإنه هو الذي حوى كل شيء ، واشتمل على جميع أحوال المخلوقات كبيرها وصغيرها ، جليلها ودقيقها ، ماضيها وحاضرها ومستقبلها ، على التفصيل التام ، بدلالة سياق الآية نفسها حيث ذكر الله عز وجل هذه الجملة عقب قوله سبحانه : {وما من دابة في الأرض ولا طائر يطير بجناحيه إل أمم أمثالكم }(الأنعام 38) أي مكتوبة أرزاقها وآجالها وأعمالها ، كما كتبت أرزاقكم وآجالكم وأعمالكم كل ذلك مسطور مكتوب في اللوح المحفوظ لا يخفى على الله منه شيء .
وعلى التسليم بأن المراد بالكتاب في هذا الآية القرآن ، كما هو في الآية الثانية وهي قوله سبحانه : {ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شيء }(النحل 89) فالمعنى أنه لم يفرِّط في شيء من أمور الدِّين وأحكامه ، وأنه بيَّنها جميعاً بياناً وافياً .

ولكن هذا البيان إما أن يكون بطريق النص مثل بيان أصول الدين وعقائده وقواعد الأحكام العامة ، فبيَّن الله في كتابه وجوب الصلاة والزكاة والصوم والحج ، وحِلِّ البيع والنكاح ، وحرمة الرِّبا والفواحش ، وحِلِّ أكل الطيبات وحُرْمة أكل الخبائث على جهة الإجمال والعموم ، وتَرَك بيان التفاصيل والجزئيات لرسوله صلى الله عليه وسلم .

ولهذا لما قيل لمُطَرِّف بن عبد الله بن الشِخِّير : " لا تحدثونا إلا بالقرآن قال : والله ما نبغي بالقرآن بدلاً ولكن نريد من هو أعلم منا بالقرآن .
وروي عن عمران بن حصين أنه قال لرجل يحمل تلك الشبهة : إنك امرؤ أحمق أتجد في كتاب الله الظهر أربعا لا يجهر فيها بالقراءة ، ثم عدد إليه الصلاة والزكاة ونحو هذا ، ثم قال أتجد هذا في كتاب الله مفسَّرا ، إن كتاب الله أبهم هذا وإن السنة تفسر ذلك " .

وإما أن يكون بيان القرآن بطريق الإحالة على دليل من الأدلة الأخرى التي اعتبرها الشارع في كتابه أدلة وحُجَجاً على خلقه .
فكل حكم بينته السنَّة أو الإجماع أو القياس أو غير ذلك من الأدلة المعتبرة ، فالقرآن مبَيِّن له حقيقة ، لأنه أرشد إليه وأوجب العمل به ، وبهذا المعنى تكون جميع أحكام الشريعة راجعة إلى القرآن .

فنحن عندما نتمسك بالسنة ونعمل بما جاء فيها إنما نعمل في الحقيقة بكتاب الله تعالى ، ولهذا لما قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه : " لعن الله الواشمات والموتشمات والمتنمصات والمتفلجات للحسن ، المغيرات خلق الله " بلغ ذلك امرأة من بني أسد يقال لها أم يعقوب ، فجاءت إليه وقالت : إنه بلغني عنك أنك لعنت كيت وكيت ، فقال وما لي لا ألعن من لعن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ومن هو في كتاب الله ، فقالت : لقد قرأت ما بين اللوحين فما وجدت فيه ما تقول ، قال : لئن كنت قرأتيه لقد وجدتيه ، أما قرأتِ {وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا }( الحشر 7) ؟! قالت : بلى ، قال : فإنه قد نهى عنه .

وحُكِي أن الشافعي رحمه الله كان جالساً في المسجد الحرام فقال : لا تسألوني عن شيء إلا أجبتكم فيه من كتاب الله تعالى ، فقال رجل : ما تقول في المُحْرِم إذا قتل الزُّنْبُور ؟ فقال لا شيء عليه ؟ فقال : أين هذا في كتاب الله ؟ فقال : قال الله تعالى : {وما آتاكم الرسول فخذوه }( الحشر 7) ، ثم ذكر إسناداً إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال : ( عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين من بعدي ) رواه الترمذي وغيره ، ثم ذكر إسناداً إلى عمر رضي الله عنه أنه قال " للمُحْرِم قتل الزُّنْبُور " فأجابه من كتاب الله .

قال الإمام الخطابي رحمه الله " أخبر سبحانه أنه لم يغادر شيئا من أمر الدين لم يتضمن بيانَه الكتابُ ، إلا أن البيان على ضربين : بيان جَلِيّ تناوله الذكر نصاً ، وبيان خفِيّ اشتمل عليه معنى التلاوة ضمناً ، فما كان من هذا الضرب كان تفصيل بيانه موكولاً إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو معنى قوله سبحانه : {لتبين للناس ما نزل إليهم ولعلهم يتفكرون }(النحل44) ، فمن جمع بين الكتاب والسنة فقد استوفى وجهي البيان " أهـ ."

caxine
04-13-2011, 05:29 PM
الزميل caxine

إذا كنت حريصا على الحوار الجاد فعليك أن تصرّح أولا بمعتقدك "منكر للسنة".
ثم عليك أن تلتزم بمناقشة الأفكار المعروضة مناقشة موضوعية، لا أن تنسخ كلاما وتكرره في كل مرة.
مشاركاتك القادمة عرضة للحذف إن لم تلتزم بما قلت لك.

متابعة
الإشراف العام

caxine
04-17-2011, 02:31 PM
لقد تم حذف مشاركتين لي من قبل المشرفين على الموقع و الحجة أني لم أصرح بأني منكر للسنة..!!، فإن كنتم تعتبرون أن من يقول أن الروايات المنسوبة إلى النبي (ص) من التاريخ فيها الحق و الباطل فهي من الظن "إِنْ هِيَ إِلَّا أَسْمَاء سَمَّيْتُمُوهَا أَنتُمْ وَآبَاؤُكُم مَّا أَنزَلَ اللَّهُ بِهَا مِن سُلْطَانٍ إِن يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَمَا تَهْوَى الْأَنفُسُ وَلَقَدْ جَاءهُم مِّن رَّبِّهِمُ الْهُدَى" (النجم23) و لا يجوز أبدا أن نبني عليها شرعا لأن الحق اليقين هو كتاب الله تعالى و جريمة كبرى أن نتخذ من الظن شرعا و من اليقين ناسخ و منسوخا..!!، فيُمكّن للروايات الظنية مما كتبت أيدي الناس و تُنسخ و تُعطل أيات من كتاب العزيز القهار..!!، فإذا كنتم تعتبرون القائل بهذا ليس بمسلم فلا مكان لي في موقعكم هذا.. و ليشهد الله العزيز الجبار أني أعتبر أن كل كتب الروايات من أولها إلى آخرها و من صحيحها قبل موضوعها لا تساوي حرفا من كتاب الله تعالى و سنُسأُل عليه يوم القيامة وسيُسأل البخاري و مسلم و الكافي على كتاب الله تعالى و سيُسأل كل من أشرك بكتاب الله تعالى فيومئذن لا ينفع لا البخاري و لا غيره و يبقى كتاب الله تعالى وحده حجة علينا و يتبرأ منا النبي الكريم "وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا"( الفرقان 30) ولا حول و لا قوة إلا بالله العلي العظيم

هيزم
04-17-2011, 08:25 PM
قال صلي الله عليه وسلم:{ يوشك أن يقعد الرجل على أريكته فيحدث بحديثي فيقول : بيني وبينكم كتاب الله ، فما وجدنا فيه حلالا استحللناه ، وما وجدناه فيه حراما حرمناه ، وإن ما حرم رسول الله صلى الله عليه وسلم كما حرم الله }

caxine
04-19-2011, 05:09 PM
"أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوْتُواْ نَصِيبًا مِّنَ الْكِتَابِ يُدْعَوْنَ إِلَى كِتَابِ اللّهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ يَتَوَلَّى فَرِيقٌ مِّنْهُمْ وَهُم مُّعْرِضُونَ" (آل عمران 23).. صدق الله العظيم و كذب كل من نسب رواية للرسول الكريم تخالف كتاب الله تعالى.. فإذا قيل قال تعالى فلينصت و ليخضع الناس و الجِنة و الملائكة أجمعين و ليخضع البخاري و مسلم و الكافي و لا حجة تعلو فوق كتاب الله الكريم.. ماجاء به الرسول (ص) من عند الله تعالى هو القرآن العظيم وحده و سنته هي التطبيق العملي للعبادات؛ فالمشرع هو الله وحده و الحجة هي القرآن وحده و ليس على الرسول إلا البلاغ "مَّا عَلَى الرَّسُولِ إِلاَّ الْبَلاَغُ وَاللّهُ يَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا تَكْتُمُونَ" (المائدة 99)

في سبيل الله
04-19-2011, 05:22 PM
سؤال بسيط الى منكر السنة:
كيف عرفت خطوات الصلاة وما يقال فيها ؟

caxine
04-19-2011, 05:46 PM
و هل تظنني و أجدادي قرأنا البخاري لنعلم عدد الصلوات و عدد الركعات..!! و هل تظن عامة الناس من الأميين و غيرهم قد تعلموا هذا من كتب الروايات..!! و هل تظن أن الصحابة و التابعين قبل البخاري لم يكونوا يعرفون هذا...!!؛ العبادات يا أخي أتتنا بالتواتر من رسول الله عن الألوف المؤلفة من الصحابة عن الملايين من التابعين أبا عن جد و لو أتتنا عن فلان أنه سمع علان عن أباه عن ... لوجدت لكل مذهب صلاته و الحمد لله تعالى الذي حفظ نسكه.. بل و لو رجعت إلى البخاري لرأيت أن النبي (ص) أمر بالصبح أربع و صلى الظهر ركعتين بلا خوف و لا سفر..!!!!؛ أبهذا الحد يحرف دين الله..!!؟؛ والله سوف يُسأل كل من يتخذ مع كتاب الله تعالى شرعا و منهاجا "أَمْ لَهُمْ شُرَكَاء شَرَعُوا لَهُم مِّنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَن بِهِ اللَّهُ وَلَوْلَا كَلِمَةُ الْفَصْلِ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ وَإِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ" (الشورى 21)

عون
04-20-2011, 05:40 PM
لا يُسمح بتداخل أكثر من مخالف في شريط واحد.

متابعة
الإشراف العام

في سبيل الله
04-20-2011, 07:09 PM
حسنا يا زميل..
كيف تأكدت ان ما تقوله في الصلاة وما تفعله صحيحا كما كان يصلى النبي صلى الله عليه وسلم؟

caxine
04-21-2011, 11:32 AM
لقد بيّنت هذا أخي ولا ظير في الإعادة..
تطبيقات العبادات أتتنا متواترة أبا عن جد من رسول الله (ص) عن الألاف عن الملايين عن مئات الملايين من البشر.. فالتواتر ذاكرة الشعوب و الأمم و الشاهد ليس فردا أو إثنين أو عشرة و إنما أمة بكاملها تطبق عمليا ما له أصل في كتاب الله الكريم و هذه هي السنة الحق المحفوظة و المحتوات في كتاب الله الكريم..
يا أخي.. الإغلبية الساحقة من الروايات المنسوبة إلى رسول الله (ص) هي روايات أحاد تفيد الظن بإعتراف علماء الحديث أنفسهم فكيف نبني منها فقها و دينا..!!!!!؟؟؟
الله تعالى سمى ذاته الحق "ثُمَّ رُدُّواْ إِلَى اللّهِ مَوْلاَهُمُ الْحَقِّ أَلاَ لَهُ الْحُكْمُ وَهُوَ أَسْرَعُ الْحَاسِبِينَ" (الأنعام62) و سمى كتابه حق اليقين "إِنَّهُ لَحَقُّ الْيَقِينِ" (الحاقة 51) و سمى دينه حق "هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا" (الفتح 28)
أفبعد هذا الحق كله مجال للظن...!!!!!

عون
04-21-2011, 10:25 PM
لا يُسمح بتداخل أكثر من مخالف في شريط واحد.

متابعة
الإشراف العام
تحية لك
كان لي موضوع (( لقد كشف القرآن المستور في الصلاة )) و قد تم حذفه فما هو السسب اذا سمحت ؟؟

وشكرا

الإشراف العام
04-21-2011, 10:31 PM
السبب هو عدم وضوع الطرح وروح التهكم التي تتخلله، حاول أن تعيد الصياغة بشكل أوضح وأكثر موضوعية.

اخت مسلمة
04-22-2011, 08:58 AM
كان لي موضوع (( لقد كشف القرآن المستور في الصلاة )) و قد تم حذفه فما هو السسب اذا سمحت ؟؟

وماذا تفعل أنت هنا أصلاً ياصاحب معتقد " ملحد" ...؟؟

في سبيل الله
04-22-2011, 01:27 PM
وكذلك البخاري ومسلم وكتب السنن , مرّت على الملايين من العلماء!! وتأتي انت بلا دليل وتقول هو ظن او كذب؟ انت فطنت لذلك! , اما علماء المسلمين على مر التاريخ ومن هم اقرب الى زمن الرسول صلى الله عليه وسلم منك غفلوا عنه؟!

واذا كنت ترى ان الاحاديث المنقولة عن النبي صلى الله عليه وسلم مكذوبة (حتى التي في الصحيحين) , فّسر لي انت واخوانك القرآنيون كيف وقع ما اخبر به النبي صلى الله عليه وسلم في احاديث من كتب "مسلم والبخاري وغيره" ووقع الكثير مما اخبر به النبي صلى الله عليه وسلم حتى بعد موت البخاري ومسلم -رحمهما الله-.

caxine
04-25-2011, 05:48 PM
إن ما قلته واضح و جلي.. كتب الروايات من البخاري إلى مسلم إلى الكافي كتب تاريخ.. فيها من الحق وفيها الباطل أيضا.. فهي ظنية الثبوت بإقرار علماء الحديث أنفسهم و إرجع إلى كتب الحديث إن شأت ، بل أن من العلماء من لا يستدل بها في مسائل العقائد.. أما قولك أن الأمة أجمعت على هذا فهذا ليس معيارا للحق أبدا ناهيك على أن الأمة ما إجتمعت على مسألة قط و إرجع لكتب الفقه لترى أن لكل مسألة أقوال و أقوال..
ثم يبررون هذا بأنه رحمة..!؟، أبدا ما كان الإختلاف رحمة و خصوصا في العقائد "إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُواْ دِينَهُمْ وَكَانُواْ شِيَعًا لَّسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُم بِمَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ" (الأنعام 159).. فكانوا مذاهب و ملل بإتباع كل فرقة لكتب فقهائها و رواياتهم و إدعاء الحق و الخلاص "مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ" (الروم 32).
ثم أنك تريد الدليل..!؟، و الله لو رجعت لكتاب الله تعالى لرأيت فيه ما لا يدع مجال للشك قط و لكننا قوم تركنا كتاب الله الكريم و إتبعنا ما وجدنا عليه أباءنا "وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنزَلَ اللّهُ قَالُواْ بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَاءنَا أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لاَ يَعْقِلُونَ شَيْئاً وَلاَ يَهْتَدُونَ" (البقرة 170), فأين هو العقل.. إذا كنت أنت تتبع دين أبائك و غير المسلم يتبع دين أبائه فلماذا يجزيك الله تعالى و يعذبه هو و ليس لك فضل في شيء عليه.. بل إنكم إتخذتم نفس السبيل بإتباعكم دين أبائكم.. أم أن الأمر كله حظ في حظ و المحظوظ من ولد مسلما..!!
إقرأ قوله تعالى "وَمِنَ النَّاسِ مَن يَتَّخِذُ مِن دُونِ اللّهِ أَندَاداً يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللّهِ وَالَّذِينَ آمَنُواْ أَشَدُّ حُبًّا لِّلّهِ وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ إِذْ يَرَوْنَ الْعَذَابَ أَنَّ الْقُوَّةَ لِلّهِ جَمِيعاً وَأَنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعَذَابِ (165) إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُواْ مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُواْ وَرَأَوُاْ الْعَذَابَ وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الأَسْبَابُ (166) وَقَالَ الَّذِينَ اتَّبَعُواْ لَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَتَبَرَّأَ مِنْهُمْ كَمَا تَبَرَّؤُواْ مِنَّا كَذَلِكَ يُرِيهِمُ اللّهُ أَعْمَالَهُمْ حَسَرَاتٍ عَلَيْهِمْ وَمَا هُم بِخَارِجِينَ مِنَ النَّارِ" (البقرة 167) ".. فالإتباع الأعمى مرفوض عند رب العزة و التكليف إنما يكون بالعقل
أما عن إحتجاجك بعلماء الأمة فليس بمكان.. أليس لليهود أحبار و علماء منذ مئات القرون و للنصارى رهبان و لكل دين علمائه و رجاله..!؟ بل و أن عدد النصارى يفوق المسلمين.. فالكثرة ليست أبدا حجة.. بل وأن الله تعالى دائما يخبر في كتابه الكريم أن الحق ليس بالكثرة "وَإِن تُطِعْ أَكْثَرَ مَن فِي الأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَن سَبِيلِ اللّهِ إِن يَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلاَّ يَخْرُصُونَ" (الأنعام 116)، و العديد العديد من الآيات البينات و التي تؤكد أن الحق غالبا ما يكون مع القلة..

إن الصحابة اكرام قد إنتهجوا نهج الرسول (ص) في إتباعه لكتاب الله تعالى "وَاتَّبِعْ مَا يُوحَى إِلَيْكَ وَاصْبِرْ حَتَّىَ يَحْكُمَ اللّهُ وَهُوَ خَيْرُ الْحَاكِمِينَ" (يونس 109)، "اتَّبِعُواْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ وَلاَ تَتَّبِعُواْ مِن دُونِهِ أَوْلِيَاء قَلِيلاً مَّا تَذَكَّرُونَ" (الأعراف 3)، فقد أحرقوا كل الصحائف و لم يتركوا غير كتاب الله و كان عمر الفاروق يمنع أبا هريرة من الرواية، فلماذا لمن تدون الروايات في عهد الرسول (ص)..!!؟، و لماذا لم يأمر صحابته بتدوينها إن كانت من الدين ..!!؟، أيحفظ الله جزءا من الدين بالقرآن و يترك الجزء الأخر ليدون بعد ثلاثة قرون ثم يختلف فيه الناس..!!؟، ألم يأمر تعالى نبيه بإتباع الكتاب المنزل و الذي لا يجد من دونه ملجأ "وَاتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِن كِتَابِ رَبِّكَ لَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ وَلَن تَجِدَ مِن دُونِهِ مُلْتَحَدًا" (الكهف 27)

يشهد الله أني قد كنت أعتبر الروايات جزءا مهم من الدين و لكن تبين لي بعدها أنها تاريخ لا أكثر و لا أقل و دين الله تعالى أعظم و أكبر من حدثني فلان و سمعت علان.. و سأقابل ربي على هذا و لن أشرك به و لا بكتابه أحد.. فهو الحجة علي و عليك و على البخاري و الكافي و أمة محمد (ص)جمعاء..

"أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ يُتْلَى عَلَيْهِمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَرَحْمَةً وَذِكْرَى لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ" (العنكبوت51)

إلى حب الله
04-25-2011, 07:52 PM
الزميل كاكسين ..
أهلا ًبك من جديد ....... :o:
لي كلام معك هنا : أرجو ألا أ ُشغل عنه الليلة بإذن الله تعالى ...
إلى الملتقى ..

إلى حب الله
04-25-2011, 11:26 PM
الزميل كاكسين :
ردا ًعلى مشاركتك الأخيرة :
أ ُحب أن أوجهها لك من جديد : ولكن على هيئة أسئلة وتعليقات :
يتبين لنا منها : مدى معرفتك لما تقول وما يتلفظ به لسانك !!..
وسوف أعرض اقتباسا ًمن كلامك باللون الأزرق :
يليه سؤالٌ أو تعليقٌ مني باللون الأحمر ..
------
1))
كتب الروايات من البخاري إلى مسلم إلى الكافي كتب تاريخ

ما هو دليلك ؟..
ولا سيما وأن كاتبيها أنفسهم صرحوا فيها بغير ذلك ؟!!..
فلم يقولوا مثلا ًأنها كتب تاريخ !!.. أو سيرة !!.. بل : وكلٌ منهم
له كتبٌ ورسالات مؤلفة : يُبين فيها الأسس التي بها قام بانتقاء أحاديثه
التي نسبها إلى أصحابها ..
وباستبعاد الشيعي الكليني وكتابه الكافي لسفاهة علم الحديث عند الشيعة :
يتبقى لك : إما الطعن : أو الإشادة : بالأسس والقواعد التي اعتمد عليها
البخاري ومسلم في قبول ما بكتابيهما من أحاديث منسوبة لأصحابها !!!..
والسؤال الآن زميلي :
هل لديك أي علم أصلا ً: بهذه الأسس والقواعد ؟؟!!!..
هل قرأتها ولو مرة ًواحدة ًفي حياتك ؟!!!..
هل قرأتها لتعلم حتى : مدى توافقها مع إرشاد الله عز وجل لنا بقوله :
" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ :
فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ " الحجرات 6 ..
فإن لم تكن قرأتها :
فيمكنك مطالعة الرابط التالي لي عن ضوابط علم الحديث عموما ً:
وبعض المعلومات الهامة عن البخاري ومسلم خصوصا ً:

<< علم الحديث : شبهات وردود >>
http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?t=25628

وأما لكي يكون كلامي بالدليل أنا أيضا ً(لأني سأ ُطالبك بالكثير من الأدلة
على كلامك الذي تنثره نثرا ًبلا أي اعتبار) : فأقول لك :
لقد استبعدت الكليني وكتابه الكافي : لتفاهة وسفاهة وزيف علم الحديث
عند الشيعة عموما ً: والرافضة خصوصا ً...
وأما الأدلة من كلام الشيعة أنفسهم :
فأرجو قراءة المشاركة الخامسة لي في الرابط التالي :

<< حوار هاديء حول إنكار المذاهب >>
http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?t=27019
-----
2))
فهي ظنية الثبوت بإقرار علماء الحديث أنفسهم و إرجع إلى كتب الحديث
إن شأت

تكن مشكورا ًأن تذكر لنا إقرارات (((( علماء الحديث )))) من أهل السنة :
أن (((( كل )))) الأحاديث ظنية الثبوت ..
-----
3))
ناهيك على أن الأمة ما إجتمعت على مسألة قط

البركة في أمثالك زميلي كاكسين ..
وقد أخبرنا الله عز وجل عن فرقة البشر عموما ً: وأهل الكتاب خصوصا ً:
وأهل الزيغ من المسلمين للأسف !!!..
فعن فرقة البشر عموما ً: فذلك نتيجة حتمية للكفر والإلحاد التي أعطى الله
تعالى الإنسان فيها حرية الاختيار : ولو شاء الله : لم يفترقوا :
" وَلَوْ شَاء رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً (أي في الإيمان) : وَلاَ يَزَالُونَ
مُخْتَلِفِينَ .. إِلاَّ مَن رَّحِمَ رَبُّكَ .. وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ (أي لامتحان الكفر
والإيمان فيهم بإرادتهم) .. وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ : لأَمْلأنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ
وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ " هود 118- 119 ..
هذا عن فرقة البشر عموما ً.. وأما أهل الكتاب : فما تفرقوا إلا بعد
نزول الكتاب والبينة عليهم !!!!.. فماذا تريد أكثر من هذا يا كاكسين ؟!
" وَمَا تَفَرَّقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا : مِن بَعْدِ مَا جَاءتْهُمُ الْبَيِّنَةُ " !!!!!..
البينة 4 ..
إذا ً: المشكلة ليست فقط في أن يأتي الناس قرآنا ًوكلاما ًفصلا ًزميلي !!!..
المشكلة أن الفاسد أصلا ً: لن ينتفع بأي هدىً يأتيه مهما حدث !!!..
أدعو الله تعالى ألا تكون منهم !!!!..
وأما المسلمين : فحتى القرآن نفسه : فقد تتبع أصحاب الزيغ القلبي ما فيه
من آيات متشابهات (أي تحتمل أكثر من معنى) : فاختاروا لها : أغرب وأسوأ
وأضل وأحرف المعاني : ابتغاء الفتنة (وهؤلاء هم قرناء الشياطين في الشر) ..
وابتغاء تأويله (وهؤلاء هم المغرورون بعقولهم : رغم جهلهم الضحل) !!!..
يقول عز وجل :
" هُوَ الَّذِيَ أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ (أي القرآن) : مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ (أي
واضحات المعاني لا تحتمل اللبس) .. هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ (أي أصل القرآن :
لأنه بها يقوم الدين والعقيدة والأ ُسس : فلزم أن تكون مُحكمات) ..
وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ (وهي التي جعلها الله تعالى لامتحان الناس : كلٌ بما
سيستنبط منها) .. فَأَمَّا الَّذِينَ في قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ (وأعوذ بالله من الزيغ والهوى
زميلي) : فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ (أي يتركوا المُحكم الواضح : ويتبعوا
المتشابه لإمكانية التلاعب في تأويله كما يشاءون) ابْتِغَاء الْفِتْنَةِ .. وَابْتِغَاء
تَأْوِيلِهِ .. وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ : إِلاَّ اللّهُ .. وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ :
آمَنَّا بِهِ .. كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا .. وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الألْبَابِ " آل عمران 7
والشاهد :
أن الاختلاف واقع لا محالة طالما وجد أهل الباطل ومذاهب أهل الباطل :
حتى بالقرآن نفسه الذي تدعي زميلي أنه يهدي ويجمع على طول الخط !!..
ونسيت أنه من القرآن وحده بعيدا ًعن سنة النبي الصحيحة :
قد استخرج منه الخوارج والشيعة والقدرية والجبرية والمرجئة وغيرهم :
الأدلة تلو الأدلة على مذاهبهم الباطلة !!!..
آه .. نسيت أن أ ُضيف معهم مسك الختام :
مُنكري السنة ............
-----
4...
و إرجع لكتب الفقه لترى أن لكل مسألة أقوال و أقوال

أقول :
كذبت زميلي : أو جهلت وتحدثت بغير علم !!!!..
فلا خلاف مثلا ًفي كتب الفقه على عدم صلاة وصوم الحائض والنفساء !
وأنتظر منك متحديا ًهنا : أن تأتيني بكتاب فقه واحد يقول غير ذلك !!..
وأما معظم المسائل الخلافية في الفقه :
فسوف آخذ معك مثال أئمة المذاهب الأربعة .. وسبب تعدد أقوالهم
واجتهاداتهم في المسئلة الواحدة ربما (سوف أستعرض سببين فقط) ...
1...
فقد كان يغيب عن أحدهم الحديث مثلا ً: ثم يعرفه غيره ..
فكما معروف لم تكن كل الأحاديث قد تجمعت بعد في زمن الإمام الأول
أبي حنيفة : فكان يُعوض ذلك فيما يعرض له من مسائل : باجتهاده الخاص ..
بعكس مَن أتى بعده من أئمة مثلا ً: ووجدوا حديثا ًللنبي في المسألة :
فأخذوا به ...
2...
اختلاف تفسير وتأويل بعض كلمات ومعاني آيات من القرآن ..
ككلمة اللمس مثلا ًللنساء في آية الوضوء : فهل مقصود بها مجرد اللمس ..
أم هي كناية عن الجماع ؟!!..
وهكذا ..
وهو كثير جدا ًفي القرآن .. ولو شئت أن أسألك بعض الأسئلة في مثل
هذا زميلي كاكسين : ونرى معا ً:
((( كم ))) قولا ًوترجيحا ًستقوله أنت فقط : لعرفت أن اختلاف الأقوال
في المسألة الواحدة الجائز فيها الاختلاف فقهيا ً: ليس بجريمة كما تتصور !
-----
5))
ثم يبررون هذا بأنه رحمة..!؟، أبدا ما كان الإختلاف رحمة و خصوصا في
العقائد

أقول :
أما تعدد فعل النبي لشيءٍ واحد (كأوضاع اليد في الوقوف في الصلاة مثلا ً)
فهذا من التوسعة على المسلمين : حيث يمكن لكل ٍمنهم أن يضع يده في أحد
الأوضاع التي تناسب موقفه في الصلاة .. وهكذا العديد من أمور الدين
التي ورد فيها أكثر من فعل أو قول للنبي : تنوع توسعة كما قلنا :
وليس تنوع اختلاف وفرقة ..
وأما الخلاف المذموم : والذي يصفه البعض بأنه رحمة : وكأنه مقصود شرعي
في حد ذاته :
فتعال لتر معي زميلي (عمليا ً) : أحد فوائد علم الحديث الذي تتهجم عليه
بجهلك : حيث أظنك تقصد المقولة المنسوبة للنبي التالية :

" اختلاف أمتي : رحمة " !!!!..

وأقول :
قال عنها الألباني في سلسلته الماتعة الأحاديث الضعيفة والموضوعة المجلد 1 :
(((( لا أصل له )))) برقم 57 ..!!!!
وقال عنه في ضعيف الجامع الصغير : (((( موضوع )))) برقم 230 ..!!!
وأما كون الاختلاف في العقيدة رحمة :
فوالله :
لم يقل عالم من أهل السنة والجماعة هذا الكلام :
ولا يقوله مسلم عاقل أصلا ً!!!!!..
-----
6))
لكننا قوم تركنا كتاب الله الكريم و إتبعنا ما وجدنا عليه أباءنا

سبحان الله العظيم !!!..
سوف تذكر بعد قليل أن تفاصيل الدين قد انتقلت إلينا بالتواتر :
أي بالأباء : ثم أنت تذم الآبائية الآن !!!!..
والحق :
أن الآيات التي ذكرتها أنت في ذم الآبائية والتقليد الأعمى :
فهي مصروفة للذين يتعامون عن الحق : مهما ظهر لهم برهانه !!!!!!!....
وللذين يُنكرون الواضح الطبيعي الصريح :
ويتبعون غرائب الأفكار والمذاهب (كالذي يدعي أن رسول الله لم يكن
يتكلم بغير القرآن !!!!) ..
أقول :
وفاتك زميلي أن الآبائية في اتباع الحق : ليست مذمومة !!!!..
يقول عز وجل قاصا ًعن يوسف عليه السلام قوله :
" وَاتَّبَعْتُ مِلَّةَ آبَآئِـي : إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَقَ وَيَعْقُوبَ : مَا كَانَ لَنَا أَن نُّشْرِكَ
بِاللّهِ مِن شَيْءٍ " يوسف 38 ..
" إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْرَاهِيمَ : لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ .. وَهَـذَا النَّبِيُّ .. وَالَّذِينَ آمَنُواْ :
وَاللّهُ وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ " آل عمران 68 ..
" وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ : مِّلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ .. هُوَ سَمَّاكُمُ
الْمُسْلِمينَ مِن قَبْلُ " الحج 78 ..
ثم هناك شيءٌ غريب زميلي :
كل منكري السنة يولولون ويندبون أن أهل السنة والحديث :
قد ((((( تركوا القرآن ))))) : ليستبدلوه بالأحاديث وبالآبائية !!!!!...
ووالله :
ما وجدت أكثر عطاءً لهذا الدين بفضل الله :
إلا علماء أهل السنة والجماعة وأفرادها !!!!!!!..
وكنت سأقول لك هنا : ارجع في ذلك إلى مجهوداتهم وكتبهم في الفقه
وأصوله والحديث وعلومه والتفسير وكتب الرقائق والسير والتاريخ
واللغة والأدب والإعجاز ورد الشبهات والدعوة وبيان الحق للمخالفين
من الكفار وللمبتدعين من الفرق الضالة :
إلا أن شكلك يا زميلي :
ممَن لم يقرأ كتاب علم في حياته كاملا ً!!!!!..
فكيف أستشهد بك على ما لم تذقه أصلا ًوتكتفي بنقل الذم فيه عن غيرك !
-----
7))
أليس لليهود أحبار و علماء منذ مئات القرون و للنصارى رهبان و لكل
دين علمائه و رجاله

أقول :
ورغم سماجة مقارنة علماء أهل الحق : بعلماء أهل الباطل :
إلا أني أسألك سؤالا ًواحدا ً:
هل علمت أحد علماء أهل السنة والجماعة :
انقلب إلى اليهودية أو النصرانية ؟!!!..
إذا كنت لا تعرف زميلي :
فلدي أنا العشرات من علماء اليهود والنصارى قديما ًوحديثا ً:
والذين انقلبوا بفضل الله إلى الإسلام :
وتركوا عناد الكفر (وهو أكبر درجة من العناد الذي لديكم : للعلم فقط)
والسؤال الآن :
هل بعد تلك الحُجة :
ستتحدث مرة أخرى على أن ((( إجماع علماء الأمة ))) على أحاديث النبي :
ليس بذي قيمة ؟!!!!..
حيث انهم في عينك الظالمة : يتساوون بغيرهم من علماء الكفر والشرك !!!..
سبحانك ربي : هذا بهتان عظيم !!!!..
ما أغربك زميلي !!!!!!!!!..
ربما لم تتجاوز العشرين أو الثلاثين سنة على أقصى تقدير :
وربما لم يتجاوز كل ما قرأته في حياتك من كل أنواع الكتب :
ما يساوي كتابا ًواحدا ًيقرأه عالمٌ من علماء أهل السنة في أيام !!!!..
ثم نرَ مثلك : ينقد (ليس عالما ًواحدا ًولكن) :
((((( إجماع علماء الأمة ))))) !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!........
والذين قضوا أعمارهم :
حفظا ًللقرآن .. وأحكامه .. وفهما ًللغة .. وعلومها .. وتعلما ًوتعليما ً
لشتى ألوان الفقه والتفسير والحديث .. وفي الوقت الذي تلهو أنت فيه
أو تشاهد القنوات الفاضحة ربما :
كان أحدهم يكتب بالمداد والريشة : عشرات الصفح :
يُدافع عن هذا الدين : أو يورث علما ًمن ميراث النبوة والخير للناس !
ولا حول ولا قوة إلا بالله !!!..
فأنا وأنت زميلي في الثرى موضعنا :
وهؤلاء قومٌ : قد اجتازوا الثريا !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!..
-----
8))
فقد أحرقوا كل الصحائف و لم يتركوا غير كتاب الله و كان عمر الفاروق
يمنع أبا هريرة من الرواية، فلماذا لمن تدون الروايات في عهد الرسول !!؟،

والآن :
نأتي للجزء الماتع من ردي على كلامك زميلي ..
وهو الجزء الذي يقع فيه دوما ًمنكرو السنة دون أن يشعروا !!!!..

يُتبع بعد قليل ٍإن شاء الله ..

إلى حب الله
04-26-2011, 12:16 AM
8))
فقد أحرقوا كل الصحائف و لم يتركوا غير كتاب الله و كان عمر الفاروق
يمنع أبا هريرة من الرواية، فلماذا لمن تدون الروايات في عهد الرسول !!؟،

والآن :
نأتي للجزء الماتع من ردي على كلامك زميلي ..
وهو الجزء الذي يقع فيه دوما ًمنكرو السنة دون أن يشعروا !!!!!!!!!!!!!..
ألا وهو :
الاستشهاد بالتاريخ والمواقف وبعض الأقوال التي في صفهم :
في الوقت الذي يُحاربون به المرويات والعنعنات والتراث والتاريخ والسيرة
والسنة وكل ما يمت للحق المضاد لهم بصلة !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!..
حيث من كلامكك زميلي :
أسألك الأسئلة التالية :
1...
مَن الذي أخبرك أن الصحابة : قد أحرقوا كل الصحائف ؟!!!..
هل انتقل ذلك الخبر : بالتواتر (( الفعلي )) أو (( العملي )) ؟؟!!!!!!!..
أم أنه يلزمه نقل ((( كلامي شفهي ))) أو ((( تدويني كتابي ))) ؟!!!!...
وحتى لو كان خبرا ًفي كتب التاريخ يحتمل الصواب أو الخطأ :
على حد قولك بأن كتب أهل السنة فيها الحق وفيها الباطل :
فالسؤال الثاني :
2...
على أي أساس حكمت بأن هذا الخبر صحيح أو حق أو صواب ؟!!!..
3...
وأما ثالثة الأسافي فهي : ومَن الذي أخبرك أن عمر الفاروق رضي الله عنه :
قد منع أبو هريرة من الرواية ؟!!!..
هل كنت حاضرا ًذاك الوقت معهم زميلي ؟!!!!!...
أم أنه لذلك الخبر سندا ًوعنعنة ً: هي عندك من النوع (( المميز )) :
(( الدرجة الأولى )) (( الفيرست كلاس )) : الذي هو هو الصواب :
<< لأنه يوافق هواك >> : وكل ما دونه من سند وعنعنة :
هو الخطأ الـ ((( ظني الثبوت ))) !!!..
سبحان الله العظيم على الكيل بمكيالين :
شعار كل ظالم محتال !!!..
وأما فضح كل هذه الأكاذيب زميلي : فتجده في رسالتي التالية أيضا ً:
((( ألم أ ُخبرك أن كلامك كله : قد ورد علينا عشرات المرات !!!! )))

<< محمود أبو رية .. والسنة .. وأبو هريرة >> :
http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?t=25998

وربما استفدت من هذا أيضا ً: وهي رسالة أقصر بكثير من سابقتها :

<< كيف يشهد أبو هريرة : لأبي هريرة ؟!! >> :
http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?t=26087
-----
9))
و لماذا لم يأمر صحابته بتدوينها إن كانت من الدين ..!!؟، أيحفظ الله جزءا
من الدين بالقرآن و يترك الجزء الأخر ليدون بعد ثلاثة قرون ثم يختلف
فيه الناس..!!

أقول :
ها أنت تواصل معنا زميلي كاكسين بيان مدى مبلغك من العلم !!!!!..
فقولك أن النبي لم يأمر الصحابة بتدوين السنة :
فلأن تدوين القرآن نفسه ساعتها : كان من المشقة بمكان لعدم توافر الكتبة
الكثيرين من جهة .. وعدم توافر مواد الكتابة الضابطة من الجهة الأخرى !
حيث كان يتم كتابة آيات القرآن متفرقة ًفي العظام والحجر وورق الشجر !
وقليلٌ منهم مَن كان يملك (( أوراق نباتاتٍ )) مُخصصة للكتابة !!..
وذلك ما جعل تناقل القرآن وحتى وقت تدوينه :
يعتمد على (( المشافهة )) بالمقام الأول !!!..
وهكذا كانت الأحاديث أيضا ً:
فلم يكونوا يتتبعون كتابتها عن النبي : لكي لا تختلط بآيات القرآن في
العظم أو ورقة النبات أو الحجر الواحد : أو يختلط شرح الآية مع كلام
الآية نفسه (وهو ما حدث بالفعل في بعض نسخ المصاحف والتي عُرفت
بالقراءات الشاذة) ..
وفي ذلك : فقد استأذن عبد الله بن عمرو رضي الله عنه النبي في تدوين
كلامه في صحيفته الشهيرة : فأذن له ..
واحتفظ عبد الله بن عمرو بها عنده : وكان يُحدث الناس منها !!!!...
وإليك هذا الحديث الصحيح :
" عن أبي قبيل قال : كنا عند عبد الله بن عمرو بن العاص .. وسُـئل :
أيّ المدينتين تـُفتح أولا ً؟.. القسطنطينية أو رومية ؟.. فدعا عبد الله
بصندوق له حلق .. قال : فأخرج منه كتابا .. قال : فقال عبد الله :
بينما نحن حول رسول الله صلى الله عليه وسلم نكتب : إذ سُـئل رسول
الله صلى الله عليه وسلم : أيّ المدينتين تـُفتح أولا ً؟.. أقسطنطينية أو
رومية ؟.. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : مدينة هرقل تـُفتح
أولا ً.. يعني : قسطنطينية " ...
سلسلة الأحاديث الصحيحة : المجلد الأول - الحديث رقم 4 ..
-----
وأما قولك زميلي أن الأحاديث : لم يتم تدوينها إلا بعد ثلاثة قرون :
فنرجو منك مشكورا ًغير مأمور :
أن تأتينا بالخبر اليقين ...............................
ونحن هنا في الانتظار ....
ولا تخف ..
لن نذهب بعيدا ً...
مجرد فقط ما تأتينا بالدليل : واسم ذلك (( الأول كتاب )) في الحديث
الذي كان له شرف التدوين بعد (( ثلاثة قرون )) :
ستجدنا وقد آتيناك هنا أفواجا ًلنقرأ :
ما لم نقرأه في حياتنا من قبل !!!..
وما زالت الدنيا تأتينا بالعجائب ........
-----
10))
يشهد الله أني قد كنت أعتبر الروايات جزءا مهم من الدين و لكن تبين
لي بعدها أنها تاريخ لا أكثر و لا أقل و دين الله تعالى أعظم و أكبر من
حدثني فلان و سمعت علان

أقول :
وكما شهدت أنت شهادة ًعلى قدر عقلك وفهمك وخبرتك في الحياة :
فقد سبقك منكرٌ سابقٌ للسنة إلى عكسها تماما ًحيث قال :

" اشهد الله العظيم ، ثم اشهدكم علي ، أني من الآن على مذهب أهل
السنة والجماعة ، بعدما تبين لي الحق من الباطل " !!!..

وهو الاخ الحبيب : والخال الأريب : العضو : (خال مازن) وفقه الله ..
وإليك الرابط :

<< اشهد الله العظيم >> :
http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?t=27965

فبأي شيء تحتج علينا زميلي ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟!!!..
وعلى أي شيءٍ تشهد ؟!!!!..
أو أخبرك :
هذا زميلك في المذهب الباطل ذاته :: العضو (يوسف نور) :
أحد حاملي لواء انتقال تفاصيل الدين إلينا بالتواتر العملي والفعلي :
أو ما أسماه هو :
((((( منظومة التواصل المعرفي ))))) :
كان يقول مثل كلامك بالضبط عن انتقال تفاصيل الصلاة إلينا مثلا ً..
ولأني أعرف فساد عقولكم وأهوائكم :
فقد استدرجته من حيث لا يشعر : وسألته عن تفاصيل صلاته ..
فأخبرني بكلام ٍمقتضب : ثم كانت المفاجأة لغيري (وغير المفاجأة لي) :
أن له <<< صيغة خاصة للتشهد في الصلاة >>> !!!..
اخترعها وابتدعها من عند نفسه !!!!!..
فسألته :
وهذه يا زميل يوسف : من أين أتيت بها ؟!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!...
فلم يستطع الجواب إلى اليوم !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!...
والخلاصة :
ما رأيت من صدق في وصفكم : مثلما صدق حبيبي رسول الله صلى الله
عليه وسلم عندما قال فيكم وفي جهلكم وكسلكم مع تطاولكم وكبركم :

" ألا إني أوتيت الكتاب ومثله معه .. ألا يوشك رجل شبعان على أريكته
يقول : عليكم بهذا القرآن .. فما وجدتم فيه من حلال : فأحلوه .. وما
وجدتم فيه من حرام : فحرموه .. وإن ما حرم رسول الله : كما حرم الله "
رواه أحمد وأبو داود وابن ماجة والدارمي نحوه وصححه الألباني ..
ثم ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم بعضا ًمن تلك المحرمات فقال :
" ألا : لا يحل ذو ناب من السباع (هل تأكل لحم الأسد والنمر زميلي
كاكسين ؟!!) .. ولا الحمار الأهلي (هل تستحل أكل لحم الحمار زميلي
كاكسين ؟!!) .. ولا اللـُقطة من مال معاهد .. إلا أن يستغني عنها ..
(هل تجد هذا في القرآن زميلي كاكسين ؟!!) .. وأيما رجل أضاف قوما ً
(أي غريب مقطوع طلب ضيافتهم) فلم يقروه (أي يُضيفه أحدٌ منهم
جميعا ً) : فإن له أن يعقبهم بمثل قراه (أي يحكم له القاضي أو ولي الأمر
بما يوازي تكلفة ضيافته : يدفعه الجميع) " !!!..
------
وبالجملة زميلي كاكسين :
هل قرأت في حياتك صحيح البخاري أو موطأ الإمام مالك مثلا ً:
فقرأته ؟!!!.. أو حتى قرأت عناوين أبوابه : أو فهارسه ؟!!..
أو حتى قرأت مختصرا ًله (وهو متوافر في المكتبات الإسلامية) ؟!!!!..

عيبٌ والله أن تذم كتبا ً: لم تنظر فيها قط !!!!..
ولكنك فقط رضيت لنفسك أن تكون ناقلا ً!!!!!!..
ولو أنك سألت أهل العلم عما التبس عليك : لدلوك ........
ولكن ماذا نفعل لأمراض النفس !!!..
عافانا الله وإياك ..
وهدانا جميعا ًإلى ما يُحب ويرضى ........

<< الرد على عبد الحسين الموسوي في انتقاداته لأبي هريرة >> :
http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?t=25931

<< أين تجد كل ذلك يا منكر السنة ؟!!.. >> :
http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?t=27607

caxine
04-30-2011, 09:14 PM
الحمد لله رب العالمين و سلام على المرسلين لا نفرق بين أحد منهم و نحن له مسلمون.." وَإِنْ مَا نُرِيَنَّكَ بَعْضَ الَّذِي نَعِدُهُمْ أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلَاغُ وَعَلَيْنَا الْحِسَابُ" الرعد (40) , فالحساب على الله وحده.. فإن كنتم تكفروننا فلا نكفركم كما تكفرون.. و سيحكم الله تعالى بيننا و هو خير الحاكمين..
الزميل أبو حب الله.. سأرد عليك نقطة نقطة فأرجوا أن يتسع صدرك..
أما عن كتب الروايات فقل لي أنت بربك ماذا تعتبرها.. !!؟, أهي وحي منزل من السماء قطعي الثبوت ناكره مرتد خارج عن الملة.. !!؟, و إن كانت كذلك فما حكم من كان قبل تدوينها من الصحابة و التابعين و قد كانت تروى الألاف المؤلفة من الروايات الموضوع منها و الضعيف..!!؟ , ثم ألم يقل عز و جل "تلْكَ آَيَاتُ اللَّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَ اللَّهِ وَآَيَاتِهِ يُؤْمِنُونَ" (الجاثية 6) , أفبعد أيات الله تعالى حديث آخر... !!؟ ماذا تعتبرها بربك.. !!؟, أهي كتب مقدسة.. الإيمان بها واجب فهي من أركان الإيمان و المكذب بها فاسق كافر.. !!؟, أهي كتب رياضيات أم فيزياء أم هندسة.. !!؟, أليس فيها إخبار عن الأولين من أقوال و أفعال منسوبة إلى رسول الله و من كان في عهده من أزواجه الأطهار و صحابته الأخيار..!!؟, أليس هذا من تعاريف "التاريخ"..!!؟, ثم تقول كاتبيها أنفسهم صرحوا فيها بغير ذلك, سبحان الله.. أفإن صرحوا أن كتبهم منزلة من عند الله تعالى أفتجاريهم في هذا.. !!؟ أليس بإمكانك أن تفرق بين الجغرافيا و التاريخ و علوم الطبيعة و الرياضيات و الكيمياء حتى تقرأ تصريح صاحب الكتاب بعلوم كتابه..!!؟, ألهذا الحد يحجر على العقل و يستخف به و قد كرمنا ربنا عز و جلا به و جعله أساس التكليف..!!؟
ثم تثني على أسس و قواعد علم الحديث عند السنة و تسفهها عند الشيعة.. و أن أقول أن النهج واحد مع إختلاف الضوابط.. فإقرأ معي ما جاء في البخاري :
"حدثنا إسماعيل قال حدثني مالك عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ثم هل ترون قبلتي ههنا والله ما يخفى علي ركوعكم ولا خشوعكم وإني لأراكم وراء ظهري"
"حدثنا محمد بن بشار قال حدثنا غندر قال حدثنا شعبة قال سمعت قتادة عن أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ثم أقيموا الركوع والسجود فوالله إني لأراكم من بعدي", كيف كان الرسول يرى من خلفه ...!!؟ بل و لا يخفى عليه خشوعهم..!!!؟؟؟, أهذا من التوحيد في شيء..!!؟ فهل يقصد من وراء هذه الرواية أن الرسول عليه السلام يعلم ما تخفي الصدور.. !؟ يقول العليم الخبير: "أُوْلَئِكَ الَّذِينَ يَعْلَمُ اللَّهُ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَعِظْهُمْ وَقُلْ لَهُمْ فِي أَنفُسِهِمْ قَوْلًا بَلِيغًا"(النساء 63), فسبحان الذي لا يعلم ما في السرائر إلا هو.
"حدثنا نعيم بن حماد: حدثنا هشيم، عن حصين، عن عمرو بن ميمون قال: رأيت في الجاهلية قردة اجتمع قردة، قد زنت، فرجموها، فرجمتها معهم."… !!! ,سبحان الله.. أتزني القردة.. !؟, ثم أنأخذ شريعتنا منها..!!!!!!
" وحدثني حجاج بن الشاعر. حدثنا سليمان بن حرب. حدثنا حماد (يعني ابن زيد). حدثنا معبد بن هلال العنزي عن أنس بن مالك؛ أن رجلا سأل النبي صلى الله عليه وسلم قال: متى تقوم الساعة؟ قال فسكت رسول الله صلى الله عليه وسلم هنيهة. ثم نظر إلى غلام بين يديه من أزدشنوءة. فقال إن عمر هذا، لم يدركه الهرم حتى تقوم الساعة. قال: قال أنس: ذاك الغلام من أترابي يومئذ.". و هرم الغلام.. ثم مات الغلام و الساعة لم تقم بعد.. و العجيب أن البخاري أخرج هذا الحديث بعد قرابة مائتي عام من موت رسول الله (ص) و هو يعلم أنه موضوع فلماذا أخرجه.. !!!
"حدثنا حفص بن عمر، ثنا شعبة، ح وثنا عبد السلام بن مطهر وابن كثير، المعنى أن سليمان بن المغيرة أخبرهم، عن حميد بن هلال، عن عبد اللّه بن الصامت، عن أبي ذرّ قال حفص: قال : قال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم: وقالا عن سليمان: قال أبو ذرّ: يقطع صلاة الرجل إذا لم يكن بين يديه قيد آخرة الرحل، الحمار والكلب الأسود والمرأة, فقلت: ما بال الأسود من الأحمر من الأصفر من الأبيض؟ فقال: يا ابن أخي سألت رسول اللّه صلى الله عليه وسلم كما سألتني فقال: الكلب الأسود شيطانٌ". سبحان الله.. كيف ندرس أبناءنا علوم الأحياء و البيولوجيا ثم نقنعهم أن الكلب الأسود ليس من جنس أترابه الكلاب و إنما هو من جنس الشياطين..!!!
"حدثنا محمد بن إسماعيل البصري، ثنا معاذ، ثنا هشام، عن يحيى، عن عكرمة، عن ابن عباس قال: أحسبه عن رسول اللّه صلى الله عليه وسلم قال: إذا صلى أحدكم إلى غير سترةٍ فإِنه يقطع صلاته الكلب والحمار والخنزير واليهودي والمجوسي والمرأة، ويجزىء عنه إذا مروا بين يديه على قذفةٍ بحجرٍ". فسبحان الله الذي كرم بني آدم الرجال منهم و النساء ثم نرى من يجمع مع المرأة أنجس الحيوانات و مضرب غبائها من كلاب و حمير و خنازير.. أمن بين نساء الرواية مريم بنت عمران التي إصطفاها الله تعالى على العالمين "َإِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاءِ الْعَالَمِينَ" (آل عمران 42) .. !!؟, أمن بينهم إمرأة فرعون و ملكة سبأ.. !!؟, أمن بينهم خديجة بنت خويلد و عائشة بنت الصديق.. !!؟, أمن بينهم أمي و أمك...!!؟
"حدثنا عبد الله بن معاوية الجمحي. ثنا ثابت بن يزيد. ثنا هلال بن خباب، عن عكرمة، عن ابن عباس؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مات ودرعه رهن عند يهودي، بثلاثين صاعا من شعير". بربكم.. كيف نصدق هذا.. !!؟, و أين أصحاب المال من الصحابة... !!؟. أيعقل أن تصل برسولنا الكريم الحاجة للطعام الى هذا الحد و هو بين صحابته الأخيار... !!؟.

و الكثير الكثير من الروايات العجيبة و الغريبة فيما أعتبر أصح الكتب أما في غيره فستقرأ ما يجعل الولدان شيبا صحاحا..

ثم على أي أسس و قواعد تتكلم..!!؟ , هذه صناعة بشر يا أستاذ و دين الله أعظم و أجل.. دين الله الحق منزل بالحق من الحق سبحانه و تعالى "وَبِالْحَقِّ أَنْزَلْنَاهُ وَبِالْحَقِّ نَزَلَ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا مُبَشِّرًا وَنَذِيرًا" (الإسراء 105), دين الله الحق لا مجال فيه للكذب أو الخطأ أو النسيان أو الظن.. فأي قواعد هذه و أي أسس التي تخول لفلان أن يعدل علان أو أن يجرحه.. ثم من وكله بتزكية الرجال أصلا..!!؟, ثم من زكاه هو ليزكي غيره.!!؟ أهو وحي من السماء ام هو ظن في ظن ..!!؟ "قُلْ هَلْ مِنْ شُرَكَائِكُمْ مَنْ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ قُلِ اللَّهُ يَهْدِي لِلْحَقِّ أَفَمَنْ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَنْ يُتَّبَعَ أَمَّنْ لَا يَهِدِّي إِلَّا أَنْ يُهْدَى فَمَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ (35) وَمَا يَتَّبِعُ أَكْثَرُهُمْ إِلَّا ظَنًّا إِنَّ الظَّنَّ لَا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا يَفْعَلُونَ (36)" (يونس), الم تقرأ قوله تعالى "الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ إِلَّا اللَّمَمَ إِنَّ رَبَّكَ وَاسِعُ الْمَغْفِرَةِ هُوَ أَعْلَمُ بِكُمْ إِذْ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَإِذْ أَنْتُمْ أَجِنَّةٌ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ فَلَا تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى" (النجم 32), ثم ألم تقرأ قوله تعالى "وَمِمَّنْ حَوْلَكُمْ مِنَ الْأَعْرَابِ مُنَافِقُونَ وَمِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ مَرَدُوا عَلَى النِّفَاقِ لَا تَعْلَمُهُمْ نَحْنُ نَعْلَمُهُمْ سَنُعَذِّبُهُمْ مَرَّتَيْنِ ثُمَّ يُرَدُّونَ إِلَى عَذَابٍ عَظِيمٍ" (التوبة 101) فكيف يزكي البخاري بعد قرابة الثلاثة قرون رجالا لا يعرفهم و الرسول (ص) لا يعلم حتى المنافقين ممن كانوا معه في المدينة و ما حولها..!!؟, ثم ألم يكن من الصحابة أيضا ضعاف النفوس كزماننا هذا و ككل زمان إلى أن يرث الله تعالى الأرض و من عليها "وَآَخَرُونَ اعْتَرَفُوا بِذُنُوبِهِمْ خَلَطُوا عَمَلًا صَالِحًا وَآَخَرَ سَيِّئًا عَسَى اللَّهُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيم"ٌ (التوبة 102), فكيف يعدلوا كلهم..!!؟, على أي أسس و قواعد بشرية تتكلم يا زميلي و دين الله تام كامل محفوظ من رب العالمين بكتابه الحق اليقين "وَإِنَّهُ لَتَذْكِرَةٌ لِلْمُتَّقِينَ (48) وَإِنَّا لَنَعْلَمُ أَنَّ مِنْكُمْ مُكَذِّبِينَ (49) وَإِنَّهُ لَحَسْرَةٌ عَلَى الْكَافِرِينَ (50) وَإِنَّهُ لَحَقُّ الْيَقِينِ (51) فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ (52)" (الحاقة) .. و صدق رب العزة إذ يقول "فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ" (المرسلات 50)
ثم تريد الدليل على ظنية الروايات من أهل الحديث أنفسهم و تتهمني بنثر الكلام نثرا.. أتعلم أن أكثر المتفائلين بعدد الروايات المتواترة لا يزيد عددها على أصابع اليدين مقابل الآلاف الآلاف من روايات الآحاد بنسبة تفوق 99℅ و كلها ظنية بإقرار رجال الروايات من محدثين و أصوليين أنفسهم.. كنت أود لو عرضت قائمة تناهز الخمسين رجلا بين محدث و أصولي و لكني اخترت بعضا منهم للاختصار :

ـ المحدث الخطيب (توفي في بغداد 463 هـ) : " خبر الواحد لا يُقبل فى شيء من أبواب الدين المأخوذ على المكلفين العلم بها والقطع عليها... "، إلى أن قال: " وإنما يُقبل به فيما لا يُقطع به، مما يجوز ورود التعبد به كالأحكام التى تقدم ذكرها (مثل الكفارات، والهلال، وتفاصيل الحدود..) "، وانظر: الكفاية للخطيب (41، 472).
ـ المحدث البخارى (توفي256 هـ) : " كتاب أخبار الآحاد "، ثم قال بعدها: " باب ما جاء فى إجازة خبر الواحد الصدوق فى الأذان والصلاة والصوم والفرائض والأحكام "، وانظر: صحيح البخارى: (كتاب 95 ـ أخبار الآحاد ـ باب: 1)، ولم يقل: " والعقائد " أو: " والغيبيات " لاحتياجها للقطع.
ـ المحدث الكرمانى (توفي 786 هـ) : قال الكرمانى شارحاً لمقولة البخارى السابقة: " ليعلم أنما هو (أى خبر الآحاد) فى العمليات لا فى الاعتقادات "، وانظر: الكوكب الدرى شرح الكرمانى للبخارى (25 / 13 ـ ك: أخبار الآحاد).
ـ المحدث بدر الدين العينى (توفي855 هـ) : الذى قال: " قوله: فى الأذان... الخ، إنما ذكر هذه الأشياء ليُعلم أن إنفاذ الخبر إنما هو فى العمليات لا فى الاعتقاديات "، وانظر : عمدة القارى للعينى: (25 / 11 ـ ك أخبار الآحاد).
ـ المحدث ابن حجر (توفي 852 هـ) : فقال فى شرحه لصحيح البخارى: " قال الكرمانى: ليُعلم أنما هو فى العمليات لا فى الاعتقاديات "، وانظر : فتح البارى لابن حجر: (13 / 287 ـ ك أخبار الآحاد). وقال أيضاً فى شرح النخبة: ".. وقد يقع فى أخبار الآحاد العلم النظرى (ولكن) بالقرائن "، وانظر : نزهة النظر لابن حجر: (48).
ـ المحدث الجرجانى : "وحكم خبر الآحاد أنه يوجب العمل دون العلم ؛ ولهذا لا يكون حجة فى المسائل الاعتقادية "، وانظر : كتاب التعريفات للجرجانى: (97 ـ باب: الخاء).
ـ الأصولى محمد الأمين الجكنى الشنقيطى : ولا يفيد العلم بالإطلاق عند الجماهير من الحذاق
ويقول الشنقيطى: " ولا يفيد خبر الواحد العلم ولو عدلاً بالإطلاق، احتفت به قرينة أم لا عند الجماهير من الحذاق، وبعضهم قال يفيده "، وانظر : مراقى السعود ـ شرح محمد الأمين: (272 ـ كتاب السنة).
ـ الأصولى الشاطبى (توفي 780 هـ) : " فإنها إن كانت من أخبار الآحاد فعدم إفادتها القطع ظاهر "، وانظر : الموافقات للشاطبى: (1 / 24: المقدمة الثانية، 3/11، 106).
ويقول أيضًا: " أجمع المحققون على أن خبر الواحد لا ينسخ القرآن ولا الخبر المتواتر لأنه رفع للمقطوع به بالمظنون ".
ـ الأصولى الكراماستى : ويقول الإمام الكراماستى: " وخبر الواحد لا يوجب علم اليقين ولا الطمأنينة بل يوجب الظن "، وانظر : الوجيز فى أصول الفقه للكراماستى: (52 ـ المرصد السادس فى: السنة).
ـ الأصولى الفخر الرازى (توفي 606 هـ) : يقول الإمام الرازى: " إن خبر الواحد إما أن يكون مشتملاً على مسائل الأصول وهذا باطل، لأن تلك المطالب يجب أن تكون يقينية وخبر الواحد لا يفيد إلا الظن "، وانظر : المعالم فى أصول الفقه للرازى: (47 ـ الباب الثامن فى الأخبار: المسألة الرابعة) وكذلك المحصول له.
ـ الأصولى وهبة الزحيلى : يقول الزحيلى: " وحكم سنة الآحاد أنها تفيد الظن لا اليقين ولا الطمأنينة، ويجب العمل بها لا الاعتقاد للشك فى ثبوتها، وهذا هو مذهب أكثر العلماء وجملة الفقهاء "، وانظر : أصول الفقه الإسلامى لوهبة الزحيلى: (1/455).
ـ الحافظ المحدث الذهبى : يقول الذهبى : " وفى ذلك حض على تكثير طرق الحديث لكى يرتقى عن درجة الظن إلى درجة العلم، إذ الواحد يجوز عليه النسيان والوهم "، وانظر : تذكرة الحفاظ للذهبى: (1 / 6 ـ ت: 2 عمر بن الخطاب).
ـ الإمام المحدث النووى (توفي 676 هـ) : يقول النووى: " وإذا قيل صحيح فهذا معناه، لا أنه مقطوع به ". ثم يقول بعدها: " وذكر الشيخ (أى ابن الصلاح) أن ما روياه (البخارى ومسلم) أو أحدهما فهو مقطوع بصحته، والعلم القطعى حاصل فيه، وخالفه المحققون والأكثرون فقالوا: يفيد الظن مالم يتواتر "، وانظر : التقريب للنووى: (11،18)، وإرشاد طلاب الحقائق له: (58،65)، ومقدمة صحيح مسلم. وقد قال بذلك القول ابن الصلاح فى صيانة صحيح مسلم (85 ـ الفصل الرابع) ومقدمة ابن الصلاح مع التقييد (43).
وقال فى مقدمة شرحه لصحيح مسلم بعد أن ذكر كلام ابن الصلاح: " وهذا الذى ذكره الشيخ فى هذه المواضع خلاف ما قاله المحققون والأكثرون، فإنهم قالوا: أحاديث الصحيحين التى ليست بمتواترة إنما تفيد الظن، فإنها آحاد. والآحاد التى فى غيرهما يجب العمل بها إذا صحت أسانيدها، ولا تفيد إلا الظن. فكذا الصحيحان، وإنما يفترق الصحيحان عن غيرهما من الكتب فى كون ما فيهما صحيحاً لا يحتاج إلى النظر فيه، بل يجب العمل به مطلقا ً، وما كان فى غيرهما لا يعمل به حتى ينظر وتوجد فيه شروط الصحيح. ولا يلزم من إجماع الأمة على العمل بما فيهما إجماعهم على أنه مقطوع بأنه كلام النبى (ص) ، وقد اشتد إنكار ابن برهان الإمام على من قال بما قاله الشيخ، وبالغ فى تغليطه "، وانظر : مقدمة شرح النووى لصحيح مسلم (1/41)
ـ الأصولى العز بن عبد السلام : يقول المناوى: " وقد عاب ابن عبد السلام ومن قال بمقالته على ابن الصلاح ومن قال بمقالته فقال: إن المعتزلة يرون أن الأمة إذا عملت بحديث اقتضى القطع بمضمونه وهو مذهب رديء، وأيضاً إن أراد كل الأمة فلا يخفى فساده، إلا الأمة الذين وجدوا بعد وضع الكتابين فهم بعضها لا كلها! وإن أراد كل حديث منها تلقى بالقبول فى كافة الناس فغير مسلم. ثم إنا نقول التلقى بالقبول ليس بحجة، فإن الناس اختلفوا أن الأمة إذا عملت بحديث وأجمعوا على العمل به، هل يفيد القطع أو الظن ؟ ومذهب أهل السنة أنه يفيد الظن ما لم يتواتر "، وانظر : اليواقيت والدرر للحافظ المناوى: (1 / 187 ـ 188).
ـ المحدث رضى الدين الحلبى : يقول الإمام رضى الدين (بعد أن ساق قول ابن حجر بإفادة أحاديث الصحيحين للعلم وغيرها): " حتى إن خبر كل واحد فهو مفيد للظن، وإن تفاوتت طبقات الظنون قوة وضعفاً "، وانظر : قفو الأثر فى صفو علوم الأثر للإمام رضى الدين الحلبى الحنفى: (46).
ـ الأصولى ابن قدامة : يقول الإمام ابن قدامة : " إن جميع ما رووه وذكروه هو أخبار آحاد، ولا يجوز قبول ذلك فيما طريقه العلم ؛ لأن كل واحد من المخبرين يجوز عليه الغلط، وإنما يعمل بأخبار الآحاد فى فروع الدين، وما يصح أن يتبع العمل به غالب الظن، فأما ما عداه فإن قبوله فيه لا يصح، وذلك يبطل تعلقهم بهذه الأخبار حتى ولو كانت صحيحة السند وسليمة من الطعن فى الرواة ".
ويقول فى الروضة: " اختلفت الرواية عن إمامنا رحمه الله (أحمد بن حنبل) فى حصول العلم بخبر الواحد، فروى أنه لا يحصل به (أى العلم) وهو قول الأكثرين والمتأخرين من أصحابنا، لأنا نعلم ضرورة أنا لا نصدق كل خبر نسمعه. ولو كان (أى خبر الواحد) مفيداً للعلم لما صح ورود خبرين متعارضين لاستحالة اجتماع الضدين ".. الخ، وانظر : روضة الناظر للإمام ابن قدامة المقدسى: (91)، والروضة: (1/260).
ـ الأصولى عبد القادر الدومى : يقول الشيخ: " والذى أراه آنه لايفهم من كلام الإمام (أحمد بن حنبل) إلا التخصيص بأخبار الرؤية، فكأنه يقول: إن أخبارها وإن لم تبلغ حد التواتر لكنها احتفت بقرائن جعلتها بحيث يحصل العلم بها، وتلك القرائن هي ظواهر الآيات القرآنية المثبتة لها، فإسناد القول الثانى إلى الإمام من غير تقييد فيه نظر. وكذلك مانسبه إليه ابن الحاجب والواسطى وغيرهما من أنه قال (أى الإمام أحمد): يحصل العلم فى كل وقت بخبر كل عدل وإن لم يكن ثم قرينه فإنه غير صحيح أصلاً، وكيف يليق بمثل إمام السنة أن يدعى هذه الدعوى، وفى أى كتاب رويت عنه رواية صحيحة، ورواياته رضى الله عنه كلها مدونه، معروفة عند الجهابذة من أصحابه، والمصنف رحمه الله (أى ابن قدامة) من أولئك القوم، ومع هذا أشار إلى أنها رواية مخرجة (أى زائدة) على كلامه ثم إنه تصرف بها كما ذكره هنا. فحقق ذلك وتمهل أيها المنصف "، وانظر : نزهة الخاطر العاطر شرح روضة الناظر للشيخ عبد القادر الدومى (1/261).
قلت (أنا إيهاب): ومسند أحمد بن حنبل نفسه يغص بالروايات التى يندى لها جبين العقلاء، ومن ذلك ما رواه من: أن عرش الرب سبحانه يحمله ثمانية تيوس!! وأن آخر وطأة وطئها الله كانت بالطائف (وجّ)!! وأن النبى (ص) أمر الأمة رجالاً ونساءً أن يقولوا للمعتز بالجاهلية: عضّ ذكر أبيك، وانظر : مسند أحمد (1/206 ـ ح1773)، (4/172،6/409)، (5/136 ـ ح 20727 ـ 20731).
إلى غير ذلك من الهراء والسفالات!! فأنى لعاقل أن يقول إن مثل هذا القىء هو مما قاله النبى (ص) وعلى صفة القطع ؟!!
ـ المحدث أحمد بن حنبل (توفي 241 هـ) : ويقول فيما نقله عنه أبو بكر الأثرم: " إذا جاء الحديث عن النبى (ص) بإسناد صحيح فيه حكم أو فرض عملت بالحكم والفرض ودِنْت الله تعالى به، ولا أشهد أن النبى (ص) قال ذلك ". ومانُقل عنه بخلاف ذلك فأقوال واهية. قاله أبو يعلى فى العدة فى أصول الفقه: (3/898) نقلاً عن كتاب معانى الحديث لأبى بكر الأثرم.
ـ المحدث بدر الدين الشبلى : يقول الشبلى: " ومع هذا فهو خبر واحد لايفيد غير الظن "، وانظر : آكام المرجان فى أحكام الجان للقاضى الشبلى: (181)
ـ المحدث ابن الأثير الجزرى : يقول ابن الأثير فى جامع الأصول: " وخبر الواحد لايفيد العلم ولكننا متعبدون به. وماحُكى عن المحدثين من أن ذلك يورث العلم، فلعلهم أرادوا أنه يفيد العلم بوجوب العمل، أو سموا الظن علماً ولهذا قال بعضهم: يورث العلم الظاهر والعلم ليس له ظاهر وباطن، وإنما هو الظن "، وانظر : جامع الأصول للحافظ ابن الأثير الجزرى ـ المقدمة.
ـ الأصولى الشوكانى (توفي 1255 هـ) : يقول الإمام الشوكانى فى الإرشاد: " الآحاد: وهو خبر لايفيد بنفسه العلم سواء أكان لايفيده أصلاً، أو يفيده بالقرائن الخارجة عنه، فلا واسطة بين المتواتر والآحاد وهذا قول الجمهور "، وانظر : إرشاد الفحول فى علم الأصول للإمام الشوكانى: (1 / 207).
ـ الأصولى البزدوى (توفي 483 هـ) : يقول الإمام البزدوى: " وأما دعوى علم اليقين فى أحاديث الآحاد فباطلة بلا شبهة لأن العيان يرده، وهذا لأن خبر الواحد محتمل لامحالة، ولايقين مع الاحتمال، ومن أنكر هذا فقد سفه نفسه وأضل عقله. ولما كان خبر الواحد لايفيد اليقين، لايكون حجة فيما يرجع إلى الاعتقاد لأنه مبنى على اليقين، وإنما كان حجة فيما قصد فيه العمل ".
ـ الأصولى الغزالى (توفي 505 هـ) : يقول الغزالى: " خبر الواحد لايفيد العلم، وهو معلوم بالضرورة، فإنا لانصدق بكل مانسمع، ولو صدقنا، وقدرنا تعارض خبرين فكيف نُصدق بالضدين ؟ "، وانظر : المستصفى فى علم الأصول للغزالى: (116 ـ القسم الثانى من الأصل الثانى).
ـ المحدث السيوطى (توفي 911 هـ) : ويقول الإمام السيوطى: " وإذا قيل: هذا حديث صحيح فهذا معناه أى: ما اتصل سنده مع الأوصاف المذكورة، فقبلناه عملاً بظاهر الإسناد، لا أنه مقطوع به فى نفس الأمر، لجواز الخطأ والنسيان على الثقة، خلافاً لمن قال: إن خبر الواحد يوجب القطع "، وانظر : تدريب الراوى شرح تقريب النواوى للحافظ السيوطى: (39).
ـ المحدث ابن تيمية (توفي 728 هـ) : يقول ابن تيمية فى نقد المراتب (عن حديث من أحاديث البخارى) : " وهذا الحديث لو كان نصًا فيما ذُكر فليس هو متواتراً "، وانظر : مراتب الإجماع لابن حزم، ونقد المراتب لابن تيمية: (170 باب من الإجماع فى الاعتقادات يكفر من يخالفه بإجماع). ويقول فى الموافقة: " لو تعارض عقلى قطعى مع نقلى ظنى يُقدم العقلى ولو كانا ظنيين يُرجح بينهما ". ويقول فى منهاج الاعتدال: " إن هذا من أخبار الآحاد فكيف يثبت به أصل الدين ؟ "، وانظر : منهاج الاعتدال (2/133 قديم ـ 4 / 95 حديث ـ كلام الرافضى على محمد بن الحسن).
ويقول بعدها: " إن الإجماع إذا حصل له من الصفات ما ليس للآحاد، فلم يجز أن يجعل حكم الآحاد كحكم الاجتماع، فإن كل واحد من المخبرين يجوز عليه الغلط والكذب فإذا انتهى المخبرون إلى حد التواتر امتنع عليهم الكذب والغلط "، وانظر : منهاج الاعتدال: (4/237 قديم ـ 8/357 حديث)، وقد قال ابن تيمية بعكس ذلك فى مواطن أخرى أهملناها عملاً بالمتأخر والأدق.

و القائمة مازالت طويلة..
ثم تدعي الحق المطلق و انك على السنة الصحيحة و تضلل غيرك من المذاهب و غيرك يضللك و يدعي الحق المطلق فما هي حجتك و حجته يوم العرض أمام رب العالمين..!!؟, أهي البخاري و الكافي و غيرهما من كتب الروايات أم هي كتاب الله العظيم وحده و كفى....!!؟, ألم تسأل نفسك هذا السؤال.!!؟, فسبحان الله وحده..
أما عن المتشابه و المحكم من كتاب الله الكريم فلا مجال للإستشهاد دائما بهذا للايهام أن كتاب الله الكريم غير مفهوم مبهم و مشفر فلا يجوز أن يستدل به و رب العزة يقول "إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ (159) إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَبَيَّنُوا فَأُولَئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَأَنَا التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (160)" (البقرة), فالبينات في كتاب الله الكريم و كذلك الهدى.. فكتاب الله تعالى متكامل متناسق تام يشرح بعضه بعضا و يكمل بعضه بعضا و يبين بعضه بعضا, فالايات المتشابهات تعرض و تفسر و تبين بالمحكمات من كتاب الله الكريم فلا تعارض و لا تضاد بين أيات كتاب الله تعالى "أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآَنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا" (النساء 82)
أما عن إجماع العلماء على عدم صلاة الحائض و النفساء فيا سلام .. !!, و أخيرا أجمعوا.. مئات بل و قد تكون ألاف من المسائل المختلف عليها بإختلاف الروايات ثم تتحداني بمسألة هي في الأصل من السنة الفعلية المتواترة جيلا بعد جيل.. فهل كانت الصحابيات و من بعدهن لا يعلمن هذا إلا بعد أن أخرج البخاري حديثه عن عائشة رضي الله تعالى عنها بعد سنين و سنين..!!, فإن إختلفوا على هذا فقل لي بربك على أي شئ سيجتمعوا يا زميلي..
ثم إن الإختلاف في فهم نص متفق عليه مغاير تماما على الإختلاف بنصوص متناقضة متضاربة يجزم أصحابها بثبوتها.. فالمذاهب كلها مجمعة على قطعية الثبوت للنص القرآني و حجيته المطلقة و لكنهم يؤولون النصوص لتوافق رواياتها.. و كمثل على هذا فقد خصصت آية جلد الزاني و الزانية لغير المحصن لتوافق رواية رجم المحصن الزاني و رب العزة يقول "سُورَةٌ أَنْزَلْنَاهَا وَفَرَضْنَاهَا وَأَنْزَلْنَا فِيهَا آَيَاتٍ بَيِّنَاتٍ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (1) الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مِئَةَ جَلْدَةٍ وَلَا تَأْخُذْكُمْ بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (2)" (النور), فكيف يفرضها الله تعالى و يبينها و يعممها على المحصن و غير المحصن ثم يتجرأ من يخصصها فقط لغير المحصن فيرجم و يقتل نفسا بغير حق مستندا على رواية فلان عن فلان, ثم إنهم غفلوا او تناسوا قوله تعالى في سورة النساء على ملك اليمين "فَإِذَا أُحْصِنَّ فَإِنْ أَتَيْنَ بِفَاحِشَةٍ فَعَلَيْهِنَّ نِصْفُ مَا عَلَى الْمُحْصَنَاتِ مِنَ الْعَذَابِ", فإن كان عذاب المحصنة الزانية هو الرجم فقولوا لنا ما هو نصف الرجم ..!!؟.سبحان الله العظيم.. ثم أنظر بلاغة كتاب الله الكريم عندما سمى الحدين في سورة النور و النساء بالعذاب, الم نقل أن كتاب الله العظيم كامل متكامل.. ثم كم من نفس قتلت ظلما بهذه الرواية و دين الله تعالى براء من هذا.. فهذا من تغيب كتاب الله العظيم و التشريع و الإعتقاد بما كتبت أيدي الناس و الشواهد كثيرة و كثيرة من الحدود إلى المواريث إلى العقائد...
ثم أعجب من كلامك عن الأبائية و إتباع الملل.. و تناسيت في قوله تعالى "وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آَبَاءَنَا أَوَلَوْ كَانَ آَبَاؤُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ شَيْئًا وَلَا يَهْتَدُونَ" (البقرة 170) كلمة "لَا يَعْقِلُونَ شَيْئًا وَلَا يَهْتَدُونَ", فالأبائية يا زميلي ليست مذمومة و لا حسنة بذاتها فالفيصل هو الحق أو الباطل ثم كيف تعرفهما يا زميلي..!!؟, اليس بالعقل و المنطق بعد كتاب الله العظيم..!!؟, أنت تتكلم عن الحق و كأنه حسي يرى او يسمع فلا يخالفه الا جاحد..!! ,إنك مخطأ يا زميلي.. فالشيعي ليس جاحد بل مقتنع بمذهبه تمام الإقتناع و يرى الحق معه تماما كما تراه أنت.. بل و النصراني و اليهودي أيضا.. ثم عن أي حق تتكلم..!؟ عن حق الروايات أو حق كتاب الله الكريم.!؟, ثم إقرأ الاية التي تليها مباشرة "وَمَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا كَمَثَلِ الَّذِي يَنْعِقُ بِمَا لَا يَسْمَعُ إِلَّا دُعَاءً وَنِدَاءً صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لَا يَعْقِلُونَ" (البقرة 171), الأبائية يا زميلي منها الطيب و منها الفاسد فلا تتبع بمجملها و لا تنكر بمجملها, فلا تنكر علينا يا زميلي إن أثنينا على بعضها و ذممنا بعضها الأخر..
أما إسترسالك في الكلام عن إجماع الأمة و مقارنة أهل الحق كما تراه أنت بأهل الباطل و اتهامي بما ليس لك به علم و كلام عن إنجازات أمة قد ضحكت منها الأمم بتخلفها و جهلها و تناحرها.. و الشاهد هو الحال.. فانظر الى حال المسلمين في مشارق الارض و مغاربها و انظر الى غيرهم من الامم.. فعلاما تتكلم..!؟, ثم لا تظن يا زميلي أن فلان أو علان قد حفظ دين الله من الزوال بجهده أو علمه الذي يشكر عليه على كل حال ..!, دين الله تعالى محفوظ بحفظ كتابه الكريم من فوق سبع سماوات "إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ" (الحجر 9)
ثم تستشهد بإسلام أهل الكتاب.. أقول الحمد لله رب العالمين الذي حفظ كتابه الكريم من عبث العابثين و جعله هدى و رحمة للعالمين بلا روايات فلان و فلان.. فلولا كتاب لله تعالى المعجز من كل الجوانب و الحجة الدامغة على العقل لما اسلم منهم أحد.. أفتظن أنهم اسلموا بكتب الروايات..!؟ ثم لست وحدك من يعرف منهم الكثير يا زميلي.. "اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَاد"ٍ (الزمر23)
أما عن استشهادي بالرويات فلا تتعجل يا زميلي بالحكم علينا و لا تبتهج كثيرا قبل إن تسمع..
فبين من يتخذ من روايات آحاد شرعا و فقها و بين من يستشهد بها من قبيل "و شهد شاهد من اهلها" ثم لا يبني عليها شرعا فرق عظيم..
بين من يعتبرها حجة موازية لكتاب الله الكريم و يعتبرها و حي من عند الله تعالى ثم يأسس عليها فقها و منهاجا و بين من يعتبرها تاريخ و إخبار ثم يستشهد بها من باب "هذه بضاعتكم ردت إليكم" فرق عظيم يا زميلي..
ان كانت الروايات التي نستشهد بها موضوعة على الرسول (ص) فلا ظير لأنها ليست حجة لنا ولكنها حجة على من يعتقد بها فحجتنا كتاب الله العظيم.. فان استشهدت برواية فعليك انت الذي تعتقد بها ان تعلل و تفسر هذا التناقض و التضارب في الروايات لا ان تمنعني من الاستشهاد بما تعتقد به أنت و أنكره أنا.. و إقرأ قوله تعالى "أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُوا بِعَشْرِ سُوَرٍ مِثْلِهِ مُفْتَرَيَاتٍ وَادْعُوا مَنِ اسْتَطَعْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ" (هود 13), ولله المثل الأعلى.. فلقد إحتج الله تعالى عليهم بما يعتقدون به هم.
اترى أنه تسرعت في الحكم و لا وجه للمقارنة ابدا يا زميلي..
اما عن ما ذكرت من الأسباب التي حالت دون تدوين الروايات فلرب عذر أقبح من ذنب.. .!!, أيعجز رب العزة على حفظ شرع الروايات أمام ذلك الوضع المأساوي للصحابة كما تقول من انعدام وسائل التدوين و الحفظ.. !؟, كيف يحفظ تعالى جزءا من شرعه و يترك الأخر تحت قهر الضروف.. !؟. سبحان الله.. ثم كيف يكمل الله تعالى دينه و بعضا من شرعه لم يدون و لربما لا يدون أبدا.., ثم لماذا لم نسمع بحفظة السنة..!؟, لماذا لم يأمر الرسول (ص) من يحفظ عنه تشريعات السنة..!؟, أليس التشريع جزء هام من الدين.!؟, أليست من الدين..!؟, يا رجل.. دين الله تعالى محفوظ بحفظ كتاب الله الكريم و لا شئ غيره..
أما عن فتح القسطنطينية أو رومية اولا فمن البديهيات و المسلمات أن تفتح القسطنطينية اولا هذا إن كانت روما ستفتح اصلا.. فكيف تفتح الأبعد اولا قبل الأقرب و هما على نفس السبيل...!؟, فأنظر بشارة غير هذه يا زميلي..
أما عن زمان تدوين الروايات فإرجع اليها لترى ابعد قرن او اثنين او ثلاث او يزيد على هذا قليلا أو ينقص إن كنت تعتبرها يقينا..
و قبل ان أختم أتحدى زميلي و غيره أن يجيبوني على سؤال لطالما طرحته و لم يتجرأ أحد فيجبني عليه.. !!
ما هي حجة الله تعالى علينا يوم الدين و بماذا سيشهد علينا رسولنا الكريم "فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا" (النساء 41) .. أبكتاب الله وحده و كفى ام معه كتب الرويات.. و ان كانت معه كتب الروايات فهل هي كلها ام ما أعتبروها صحاحا فقط..!؟ فهل سيحتج على الشيعة بالكافي و على السنة البخاري ام انه سيحتج علينا كلنا بالبخاري ام ماذا..!؟ أجيبونا اكرمكم الله تعالى..
و قبل أن يتجرأ أحد على الإجابة فليقرأ قوله تعالى "سَيَقُولُ الَّذِينَ أَشْرَكُوا لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا أَشْرَكْنَا وَلَا آَبَاؤُنَا وَلَا حَرَّمْنَا مِنْ شَيْءٍ كَذَلِكَ كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ حَتَّى ذَاقُوا بَأْسَنَا قُلْ هَلْ عِنْدَكُمْ مِنْ عِلْمٍ فَتُخْرِجُوهُ لَنَا إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ أَنْتُمْ إِلَّا تَخْرُصُونَ (148) قُلْ فَلِلَّهِ الْحُجَّةُ الْبَالِغَةُ فَلَوْ شَاءَ لَهَدَاكُمْ أَجْمَعِينَ (149)" (الأنعام)
و بعد هذا كله يبقى السؤال مطروح "فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ" (المرسلات 50),


اللهم أمنا بحديثك ولا حديث غيره معه.. لا إلله الا انت سبحانك.. أحد في ذاتك و أحد في شرعك.. فإغفر لنا ولسائر المسلمين

إلى حب الله
05-02-2011, 11:25 PM
ضلال في ضلال في ضلال : كما هي عادتكم دوما ً.............!

ولكن : ليس الذنب ذنبكم وحدك زميلي ...
إنه ذنب معظم حكومات دولنا العربية والإسلامية للأسف : بمناهج تعليمها
التي لفظت تعليم سنة النبي والتعريف بها وبكيفية جمعها وتدوينها بل :
وحتى كيفية جمع القرآن نفسه : حيث اكتشفت أن 90 % من المتسمين زورا ً
بالقرآنيين أو منكري السنة :
لا يعرفونها لا من قريب : ولا من بعيد !!!..
ولو كانوا عرفوا : ما كانوا عابوا معايب على تجميع السنة بواسطة البشر
(( الصحابة )) : ما بمثله تم تجميع القرآن نفسه وتدوينه !!!..
سبحان الله العظيم ...

ولا أنسى أيضا ًتقصير الأسرة الإسلامية للأسف ..
ولسوف يُسأل كل أب ٍوأم ٍوالله عن إنتاج كل هذا الكم من الجهل الديني
في أبناء المسلمين !!!..
-----
ووالله :
رغم أني أ ُبغض تفكير شخص ٍمثل منكر السنة يوسف نور في هذا المنتدى
وهذا القسم :
إلا أني احترم فيه أن له (( رؤية ما - حتى ولو كانت خاطئة )) : جاء يُنافح
عنها ...
وأما الجاهلين ..
وأما الناقلين للشبهات :
ورغم أنهم لم يفتحوا كتابا ًواحدا ًمما يتحدثون عنه ويطعنون فيه ويدعون الاقتباس
منه :
إلا أن بلايا اقتطاع النصوص من سياقها : ومما قبلها وبعدها : ومن تعليق
العلماء عليها :
يفضح جهلهم وتعميتهم على العامة وهم يظنون أنهم :
قد جاءوا بما لم يأت به أحدٌ من العالمين !!!!...
ولو أنك كلفت نفسك زميل كاكسين بالبحث في النت حتى عن إجابات شبهاتك :
لوجدت والله بدل الموقع عشرة : يُفندونها لك تفنيدا ً!!!..
ولكن :
ماذا نفعل للهوى لما يسوق الإنسان فيـُعميه ؟!!!..
ولا حول ولا قوة إلا بالله ..
------
ونعود ....
ونسأل :
وهل إذا أجبتك زميل كاكسين عن هذه الشبهات : وعن هذه المقتطعات
من كتب الحديث وكتب العلماء :
فهل ستؤمن ساعتها بالسنة : وترفع الراية ؟!!!..
هذا شرطي وشرط الإخوة هنا للرد على شبهاتك زميل كاكسين ........
فهل ستقبل به ؟؟!!..
------
فنحن والله زميلي : وقتنا أثمن من تضييعه مع مثلكم ممَن لا يقرأون إلا
قذرات الشبهات : فهي لموافقتها لأهوائهم : كالحلوى أو الكباب !!!!..
ولو أنك قرأت الروابط التي ذكرتها لك في ردودي السابقة :
لكنت اتعظت بتوافه شبهات مَن قبلك والرد المفحم عليها !!!!...
ولكنك تأبى إلا أن تضع نفسك في نفس بوتقتهم المُحرقة ...
ولأني بدأت أشك في إصابتك ببعض الحساسية من اسم (أبو حب الله) !
فيمكنك القراءة في الكتاب الماتع التالي بعد تحميله :
(( الأنوار الكاشفة لما في كتاب أضواء على السنة من الزلل والتضليل والمجازفة ))
فهو من أكبر الكتب التي تعرض صاحبها لكشف أكثر عدد من شبهات السنة والأحاديث ..
فإليك رابط لقراءته مباشرة ًمن النت :
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=49757
وإليك رابط لتحميله :
http://ebooks.roro44.com/2796-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%86%D9%88%D8%A7%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D9%83%D8%A7%D8%B4%D9%81%D8%A9-%D9%84%D9%85%D8%A7-%D9%81%D9%8A-%D9%83%D8%AA%D8%A7%D8%A8-%D8%A3%D8%B6%D9%88%D8%A7%D8%A1-%D8%B9%D9%84%D9%89-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%86%D8%A9-%D9%85%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%B2%D9%84%D9%84-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%B6%D9%84%D9%8A%D9%84-%D9%88%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AC%D8%A7%D8%B2%D9%81%D 8%A9.html
--------
وأما لكي أ ُبين لك وأ ُبرهن لك على جهلك فيما تنقل :
فإليك الرد على شبهتين فقط مما نقلت (لضيق الوقت والانشغال) :
فأقول ....
--------
1...
أما حديث اطلاع النبي على مَن خلفه في الصلاة ومدى خشوعهم :
فما الذي يُستغرب في مثل هذا الحديث أيها المسلم : وقد عُلم تأييد الله تعالى
لأنبيائه ورسله من جنس هذه المعجزات ؟!!!..
وقد ضربت لك مثالين من قبل ومن القرآن نفسه :
في معرفة يوسف عليه السلام للطعام قبل أن يأتي صاحبيه في السجن !!!..
وفي معرفة عيسى عليه السلام : ما يدخر الناس في بيوتهم !!..
فهل قال جاهلٌ : ما جاءت به شبهتك هذه فيهما ؟!!..
هل سأل سائلٌ ساذج : هل تتناقض معرفتهما تلك : مع التوحيد ؟!!!..
والآن ...
هل قال النبي في أحد أحاديثه أنه يعلم مُطلق ما في الأنفس والغيب ؟!!..
أو قال في احد أحاديثه : أنه يرى ((( كل الناس ))) من ورائه ؟!..
أم أن الحديث كان واضحا ًفي قصر ذلك فقط : في حال الصلاة :
مما أعلمه به ربه وأطلعه عليه ؟!!!..
وإلا :
فسيرته في حياته وتعرضه للأذى : يُثبتان صحة ما جاء في القرآن والسنة
من أنه لا يملك لنفسه ضرا ًولا نفعا ً: إلا ما شاء الله !!!..
فأما الدليل أنه لا يعلم ما في الصدور : ففي البخاري ومسلم عن أم سلمة
رضي الله عنها أنه قال :
" إنما أنا بشر .. وإنكم تختصمون إليّ .. ولعل بعضكم أن يكون ألحن (أي أبلغ)
بحجته من بعض : فأقضي له على نحو ما أسمع منه .. فمَن قضيت له بشيء من
حق أخيه (أي وهو ظالمه وظالم نفسه بالكذب على رسول الله) : فلا يأخذنه :
فإنما أقطع له قطعة ًمن النار " !!!..
أيضا ً: كثيرا ًما كان يُبين النبي صلى الله عليه وسلم بعد معجزاته :
أن تلك المعجزات هي فقط : لأنه رسولٌ لله ...
ففي حديث جابر الشهير في البخاري : عندما رفض اليهودي أن يُنظره لقضاء
دينه من الرطب (حيث لم يُثمر عريش جابر في موعده) : حتى أن اليهودي :
رفض وساطة النبي في ذلك أكثر من مرة : فنام النبي نومة ًثم قام .. فقال لجابر :
" جد واقض " .. فذهب جابر يجد (أي يقتطع ثمار الرطب من على النخل) :
فقضى دينه !!!.. وتبقى له من بعدها فضلا ً!!!..
فجاء يُبشر النبي بتلك المعجزة : فقال النبي :
" أشهد أني رسول الله " !!!..
----
والآن ...
أرأيت زميل كاكسين : حال مَن ينتش النتشات من هنا وهناك من كتاب ٍكبير
كصحيح البخاري : إلى أين يذهب به عقله !!!!...
وكيف يظهر لنا نحن (كأهل السنة والجماعة والحديث) :
بمظهر الجاهل العامي الذي يتلاعب به الآخرون وهو لا يعلم !!!!...
تماما ًكمَا لو أرسلوك إلينا لتخبرنا أن الله تعالى قال في قرآنه :
" يا أيها الذين آمنوا : لا تقربوا الصلاة " !!!..
ولو أنه كان يقرأ القرآن لكان قرأ معها : " وأنتم سُكارى " !!..
ولكن ماذا نفعل للذباب الذي يتهافت دوما ًعلى القذر ولا ينظر لمواضع قدميه !
-----
وإليك مثالا ًآخرا ً:
سيوضح لك الأمر أكثر وأكثر من المثال السابق !!!!...
سيوضح لك عن جلاء : نتيجة اقتطاع حديثٍ من بابه : وعدم ذكر ما قبله وما
بعده لكي تفهم (( ما الحكاية وما الموضوع )) ؟؟!!..
-----
2...
في الحديث عن قيام الساعة المرتبط بموت الطفل الصغير عندما يكبر :
فليس كما فهمت زميلي ...........
وإليك القصة من أولها يا مَن خاصمت مجالس العلم وكتبه : فخاصمك الفهم :
-----
لقد جاء في الحديث الضعيف أو الموضوع :
" مَن مات : فقد قامت قيامته " - ضعيف - .. أو بلفظ :
" إذا مات أحدكم : فقد قامت قيامته !!.. فاعبدوا الله كأنكم ترونه : واستغفروه
كل ساعة " - موضوع - ..
وقد ذكر الحديثين الإمام الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة ..
ولكن لهما شاهدٌ بالمعنى صحيح :
من أن القبر : هو اول منازل الآخرة ...
فعن عثمان رضي الله عنه :
" أنه إذا وقف على قبر : بكى : حتى يبل لحيته .. فقيل له : تذكر الجنة والنار : فلا
تبكي !!.. وتبكي من هذا (أي القبر) ؟!!.. فقال : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال :
" إن القبر : أول منزل من منازل الآخرة .. فإن نجا منه (أي العبد) : فما بعده أيسر منه !
وإن لم ينج منه : فما بعده أشد منه " !!!..
رواه الترمذي وابن ماجه وحسنه الألباني ...

أقول : ومن هذا نخرج بأن إطلاق كلمة الساعة على مَن مات : هي من المعروف شرعا ً
وحديثا ً..
والآن : تعالى زميل كاكسين نرى الأحاديث التي تعلقت بالحديث الذي جئتنا به متبخترا ً:
-----
فهذا الحديث : قد رواه اثنان من الصحابة هما : أنس بن مالك .. وأمنا عائشة رضي الله
عنهما .. وأورد الإمام مسلم ثلاثة روايات لذلك (7598- 7599- 7600) :
فنقلت أنت لنا واحدة فقط : بجهلك كما هو المعتاد : وكما اعتاد ناقلو الشبهات (وهي
الرواية 7599 أو 7600) وما علمت ان هناك رواية قبلها توضحها !!!..
واسمع واقرأ أيها الناقل البليد ...
----
ففي الرواية الأولى (7598) عن السيدة عائشة رضي الله عنها قالت :
" كَانَ الأَعْرَابُ إِذَا قَدِمُوا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : سَأَلُوهُ عَنِ السَّاعَةِ : مَتَى
السَّاعَةُ ؟!!.. فَنَظَرَ إِلَى أَحْدَثِ إِنْسَانٍ مِنْهُمْ فَقَالَ : إِنْ يَعِشْ هَذَا لَمْ يُدْرِكْهُ الْهَرَمُ : قَامَتْ
عَلَيْكُمْ سَاعَتُكُمْ " !!!..
فكما هو واضح من الحديث : أن هؤلاء القوم قد سألوا رسول الله عن أمر ٍغيبي : لا يعلمه
إلا الله عز وجل .. وقد سبق أن النبي صلي الله عليه وسلم قد أخبر بعدم علمه بميعاد الساعة
في غيرما حديث .. ومنها حديث جبريل الشهير حيث سأل النبي :
" قَالَ : مَتَى السَّاعَةُ ؟!!.. قَالَ : مَا الْمَسْئُولُ عَنْهَا (أي النبي) : بِأَعْلَمَ مِنَ السَّائِلِ (أي جبريل) "
رواه البخاري 4777 ومسلم 102) ..
فلما رأي النبي أن هؤلاء السائلين : يسألون في أمر : لا فائدة فيه إذ : هو أمر غيبي قد أخفاه
الله عن الخلق :
فأجابهم النبي الحكيم بجواب مناسب لأفهامهم وعقولهم : وأنفع لهم : يبُين لهم قصر عمر المرء :
تحريضاً لهم علي الإشتغال بالعمل الصالح : استعداداً لساعتهم التي يقبض الله فيها أرواحهم ..
" فَنَظَرَ إِلَى أَحْدَثِ إِنْسَانٍ مِنْهُمْ فَقَالَ : إِنْ يَعِشْ هَذَا لَمْ يُدْرِكْهُ الْهَرَمُ : قَامَتْ عَلَيْكُمْ سَاعَتُكُمْ "
---
وأما الرواية الأخرى التي نقلت زميل كاكسين عن عمى وجهل :
فقد رواها أنس بن مالك رضي الله عنه فقال :
" أَنَّ رَجُلاً سَأَلَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : مَتَى تَقُومُ السَّاعَةُ ؟!!.. وَعِنْدَهُ غُلاَمٌ مِنَ
الأَنْصَارِ يُقَالُ لَهُ مُحَمَّدٌ .. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم :
إِنْ يَعِشْ هَذَا الْغُلاَمُ : فَعَسَى أَنْ لاَ يُدْرِكَهُ الْهَرَمُ : حَتَّى تَقُومَ السَّاعَةُ " (مسلم 7599 -7600)
فروي أنس الحديث أيضا ًبالمعني ...
وهكذا كان يلفت النبي أنظار مَن حوله دوما ًأنه بموت أحدهم : فقد قامت ساعته وقيامته
بالفعل : ولن ينفعه وقتها : قرب أو بُعد موعد الساعة الحقيقية حتى يهتم بالسؤال عنه !!!...
-----
---------
ونرجع لعرضنا (( المُـغري )) مرة أخرى زميل كاكسين ...
هل لو أجبنا لك على كل أسئلتك وشبهاتك التافهة المستقطعة بالأعلى :
هل تعلن لنا ساعتها توبتك وأوبتك مما أنت فيه ؟!!!..

ننتظر الإجابة ...

وإليك سؤالين آخرين (( فوق البيعة )) :

1>> إذا كان الله قد حفظ قرآنه ودينه وسنة النبي بالتواتر :
فكيف يقول الشيعة باختلاف قرآنهم عن قرآننا ؟.. وكيف اختلفت صلاتهم عن صلاتنا :
وآذانهم عن آذاننا : وغير ذلك ؟!!..
بمعنى آخر : لو أنا شيعي رافضي منذ ولادتي :
فكيف لي أن أعرف أن صلاتي هي كذا وكذا : وقرآني هو كذا وكذا ؟!!!..
(((( نريد إجابة يا همام ))))

2>> وأما السؤال الثاني : فكيف عرف النبي محمد ((( أصلا ً))) : أن المسلمين
سيفتحون مدينة القسطنطينية ؟!!!..
الإعجاز زميلي المتهرب : ليس في فتح القسطنطينية فقط قبل رومية !!!..
وإنما في : التنبؤ بفتح القسطنطينية نفسه :
وخصوصا ًفي وقت :
الحضارة الرومانية كانت في أوجها وفي عز قوتها كما هو معلوم !!!!..
ذلك الفتح الذي لم يقع إلا من بعد القرن الثامن الهجري !!!..
وعلى العموم زميلي الهمام :
دونك رابط الموضوع التالي :
ففيه العديد من المعجزات الغيبية والعلمية التي وردت في ((( أحاديث :p: )))
النبي :
http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?t=25783

ننتظر ماذا ستقول فيها :
ما دمت شجاعا ًوعلامة ًوجهبزا ًهكذا ..

هداني وهداك الله ..

caxine
05-03-2011, 04:12 PM
الحمد لله رب العالمين و سلام على المرسلين

تأويل و تأويل و تأويل ... ثم لي المعاني و تحريف الكلم عن مواضعه كل هذا من أجل القول أن البخاري لا ينطق عن الهوى و كتابه لا ريب فيه هدى للمتقين..
يا زميلي لقد أهنت و أكثرث الإهانة و تتهمني بما لا تعرفه عني.. فلو كنت صم بكم عمي لكنت أقول بما تقول به أنت الأن .. "وَمَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُواْ كَمَثَلِ الَّذِي يَنْعِقُ بِمَا لاَ يَسْمَعُ إِلاَّ دُعَاء وَنِدَاء صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لاَ يَعْقِلُونَ" (البقرة 171)

و بما أن و قتك ثمين و وقتنا أيضا فهو سؤال واحد أجبني عليه أولا فلم يتجرأ أحد على الإجابة عليه رغم أنه جوهر الخلاف.. ثم إن أقنعتني يا زميلي فأقسم أن أعود إلى ما كنت عليه من إعتبار الروايات سنة النبي (ص) و وحي الله تعالى الثاني و سأعيد إقتباس سؤالي :

و قبل ان أختم أتحدى زميلي و غيره أن يجيبوني على سؤال لطالما طرحته و لم يتجرأ أحد فيجبني عليه.. !!
ما هي حجة الله تعالى علينا يوم الدين و بماذا سيشهد علينا رسولنا الكريم "فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا" (النساء 41) .. أبكتاب الله وحده و كفى ام معه كتب الرويات.. و ان كانت معه كتب الروايات فهل هي كلها ام ما أعتبروها صحاحا فقط..!؟ فهل سيحتج على الشيعة بالكافي و على السنة البخاري ام انه سيحتج علينا كلنا بالبخاري ام ماذا..!؟ أجيبونا اكرمكم الله تعالى..

و قبل ان يتجرأ أحد على الإجابة سنذكره بقوله تعالى :
"يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِي وَيُنْذِرُونَكُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَٰذَا ۚ قَالُوا شَهِدْنَا عَلَىٰ أَنْفُسِنَا ۖ وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَشَهِدُوا عَلَىٰ أَنْفُسِهِمْ أَنَّهُمْ كَانُوا كَافِرِينَ" (الأنعام 130)
"وَسِيقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَىٰ جَهَنَّمَ زُمَرًا ۖ حَتَّىٰ إِذَا جَاءُوهَا فُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَتْلُونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِ رَبِّكُمْ وَيُنْذِرُونَكُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَٰذَا ۚ قَالُوا بَلَىٰ وَلَٰكِنْ حَقَّتْ كَلِمَةُ الْعَذَابِ عَلَى الْكَافِرِينَ" (الزمر 71).
"قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَىٰ وَقَدْ كُنْتُ بَصِيرًا (125) قَالَ كَذَٰلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا ۖ وَكَذَٰلِكَ الْيَوْمَ تُنْسَىٰ (126) وَكَذَٰلِكَ نَجْزِي مَنْ أَسْرَفَ وَلَمْ يُؤْمِنْ بِآيَاتِ رَبِّهِ ۚ وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَشَدُّ وَأَبْقَىٰ "(طه 127)

اللهم اغفر لنا و لوالدينا و للمسلمين يوم يقوم الحساب..

إلى حب الله
05-03-2011, 06:20 PM
لي عودة قريبا ًإن شاء الله للإجابة عليك : حينما تسمح ظروف الوقت والعمل ..
وبعد استكمال مشاركات مُعلقة لي في قسمين آخرين : والله المستعان ..

هداني الله وإياك لما يُحب ويرضى ..

أبو القـاسم
05-11-2011, 12:43 PM
أبكتاب الله وحده و كفى ام معه كتب الرويات
سيحتج علينا ربنا بكتابه وبالسنة الثابتة ..كلٌ حسب مبلغه من العلم والفهم ..
والدليل على ذلك هو نفس ما سقته من آيات كقوله تعالى: (يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِي وَيُنْذِرُونَكُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَٰذَا ۚ قَالُوا شَهِدْنَا عَلَىٰ أَنْفُسِنَا ۖ وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَشَهِدُوا عَلَىٰ أَنْفُسِهِمْ أَنَّهُمْ كَانُوا كَافِرِينَ)
ووجه الدلالة أن آيات الله تعالى تضمنت الأمر باتباع الرسول صلى الله عليه وسلم في كل ما قال , واتخاذه أسوة في كل ما كان منه من قول وعمل ,
بل اشتملت على التفريق بين الكتاب والسنة كما في قوله "اذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ" والواو للمغايرة فلما عطف الحكمة على الآيات علم أنها شيء آخر ..وهذا ظهر في امتنان الله تعالى على هذه الأمة "لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُوا عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ"
والسؤال هنا :
1-هل نطق الرسول(ص) بالقران فقط ..أم نطق بالقران وغيره؟
2-وهل بعض ما نطق مستثنى من الطاعة والوحي ؟ فما الدليل؟
3-وهل أفعال الرسول وجهاده وحركاته وسكناته ..إلخ داخل في قوله تعالى"لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة" أم خارج عنها؟
4-فهل يعقل أن يأمرنا بتقليده ثم يحابي الصحابة دوننا بأن يكونوا خبروا مدخله ومخرجه وعامة أمره وهديه ثم يحرمنا من هذا ؟
5-وهل مجرد وجود طوائف ضالة لا علم إسناد عندها يعني اننا على باطل؟
6-فكيف إذن تقولون وعلماء الرافضة يقولون بان القران محرف ؟..وأحسن أحوالهم من يشكك في صحته..فعلى فكركم لابد مادام وجد الشك من قوم أن يطرح أيضا!

caxine
05-12-2011, 12:47 PM
لم تجبني بدقة عن سؤالي يا زميلي المقدسي يا من تكفرنا لإتباعنا كتاب الله الكريم و التصديق بكل حرف جاء به و إتخاذه المصدر الوحيد و الأوحد لشرع ربنا جلا و علا و إنكار كل ما خالفه او زاد عليه أو أساءة إلى الرسول الكريم بروايات يندى لها الجبين أو أتى بما لم يأتي به كتاب رب العالمين أو أقر ما لا يقره عقل و لا منطق ولا دين..
لم تجبني عن سؤالي يا زميلي.. بل و تفرعت بأسئلتك التي ستجد لمعظمها أجوبة في مشاركاتي السابقة ردا على الزميل أبو حب الله الذي نقدره و يهيننا..!!!، غفرالله لنا جميعا...
سأعيد طرح سؤالي الدقيق و أرجوا أن تكون الإجابة بدقته و لكن بعد أن ارد على ما تقدمت به من حجج و بهتان عظيم في نهايتها..
اما عن حجتكم بأن الحكمة مغايرة للكتاب و لآياته فهي بإدعائكم شيء أخر غير الكتاب و دليكم أن العطف بالواو يقتضى المغايرة.. هذا ليس بالضرورة يا زميلي.. قد يعطف بالواو للتبيين و و التفصيل فإقرأ قوله تعالى "وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَىٰ وَهَارُونَ الْفُرْقَانَ وَضِيَاءً وَذِكْرًا لِلْمُتَّقِينَ" (الأنبياء 48), فهل الفرقان غير الضياء و غير الذكر..!!!؟, ثم إقرأ قوله تعالى "وَإِذْ آَتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَالْفُرْقَانَ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ" (البقرة 53), فهل الكتاب غير الفرقان..!!!؟, هل أوتي موسى عليه السلام الفرقان و الضياء و الذكر و الْكِتَابَ وَالْفُرْقَانَ كتب متفرقة ام هي أوصاف للتوراة..!!!؟, أليس العطف هنا لتفصيل و وصف الشيء الواحد و هو التوراة..!!!؟, هل العطف بالواو يقتضى المغايرة..!!!؟
ثم إقرأ قوله "إِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ اذْكُرْ نِعْمَتِي عَلَيْكَ وَعَلَىٰ وَالِدَتِكَ إِذْ أَيَّدْتُكَ بِرُوحِ الْقُدُسِ تُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلًا ۖ وَإِذْ عَلَّمْتُكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ ۖ وَإِذْ تَخْلُقُ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ بِإِذْنِي فَتَنْفُخُ فِيهَا فَتَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِي ۖ وَتُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ بِإِذْنِي ۖ وَإِذْ تُخْرِجُ الْمَوْتَىٰ بِإِذْنِي ۖ وَإِذْ كَفَفْتُ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَنْكَ إِذْ جِئْتَهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ إِنْ هَٰذَا إِلَّا سِحْرٌ مُبِينٌ" (المائدة 110), هل علم الله تعالى رسوله عيسى عليه السلام اربع أشياء مختلفة مغايرة ام ان الكتاب و الحكمة أوصاف للتوراة و الإنجيل..!؟ و إقرأ قوله تعالى"وَلَمَّا جَاءَ عِيسَى بِالْبَيِّنَاتِ قَالَ قَدْ جِئْتُكُمْ بِالْحِكْمَةِ وَلِأُبَيِّنَ لَكُمْ بَعْضَ الَّذِي تَخْتَلِفُونَ فِيهِ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ" (الزخرف 63), الحكمة هنا يا زميلي وصف للبينات في الإنجيل و ليست مغايرة له و لا مختلفة فهل العطف بالواو يقتضى المغايرة..!!!؟
ثم إقرأ في سورة الإسراء من قوله تعالى "لَا تَجْعَلْ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آَخَرَ فَتَقْعُدَ مَذْمُومًا مَخْذُولًا (22)" حتى قوله تعالى "ذَلِكَ مِمَّا أَوْحَى إِلَيْكَ رَبُّكَ مِنَ الْحِكْمَةِ وَلَا تَجْعَلْ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آَخَرَ فَتُلْقَى فِي جَهَنَّمَ مَلُومًا مَدْحُورًا (39)", أليست الحكمة وصفا لكتاب الله الكريم و الذي أحكمت آياته من لدن حكيم خبير "الر ۚ كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ" (هود 1).
و إقرأ قوله تعالى الدقيق المحكم "..وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَمَا أَنْزَلَ عَلَيْكُمْ مِنَ الْكِتَابِ وَالْحِكْمَةِ يَعِظُكُمْ بِهِ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ" (البقرة 231), و لأن الحكمة في الكتاب و لأن الحكمة وصف للكتاب قال تعالى "يَعِظُكُمْ بِهِ" و لم يقل "يعظكم بهما" فهل العطف بالواو يقتضى المغايرة..!!!؟

أما عن أسألتك فلقد أجبت عليها في مشاركاتي السابقة و لا مجيب أعظم من كتاب العزيز الحكيم
1- "تِلْكَ آَيَاتُ اللَّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَ اللَّهِ وَآَيَاتِهِ يُؤْمِنُونَ" (الجاثية 6)
2- "عَفَا اللَّهُ عَنْكَ لِمَ أَذِنْتَ لَهُمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَتَعْلَمَ الْكَاذِبِينَ" (التوبة43 ), "يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ تَبْتَغِي مَرْضَاةَ أَزْوَاجِكَ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ" (التحريم 1), "عَبَسَ وَتَوَلَّى (1) أَنْ جَاءَهُ الْأَعْمَى (2) وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى (3).." (عبس)
3- "وَبِالْحَقِّ أَنْزَلْنَاهُ وَبِالْحَقِّ نَزَلَ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا مُبَشِّرًا وَنَذِيرًا (105) وَقُرْآَنًا فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنْزِيلًا (106)" (الإسراء), "مَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُؤْتِيَهُ اللَّهُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ ثُمَّ يَقُولَ لِلنَّاسِ كُونُوا عِبَادًا لِي مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلَكِنْ كُونُوا رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنْتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنْتُمْ تَدْرُسُونَ (79) وَلَا يَأْمُرَكُمْ أَنْ تَتَّخِذُوا الْمَلَائِكَةَ وَالنَّبِيِّينَ أَرْبَابًا أَيَأْمُرُكُمْ بِالْكُفْرِ بَعْدَ إِذْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ (80)" (آل عمران)
4- "قُلْ أَنَدْعُو مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنْفَعُنَا وَلَا يَضُرُّنَا وَنُرَدُّ عَلَى أَعْقَابِنَا بَعْدَ إِذْ هَدَانَا اللَّهُ كَالَّذِي اسْتَهْوَتْهُ الشَّيَاطِينُ فِي الْأَرْضِ حَيْرَانَ لَهُ أَصْحَابٌ يَدْعُونَهُ إِلَى الْهُدَى ائْتِنَا قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى وَأُمِرْنَا لِنُسْلِمَ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ" (الأنعام 71), "وَأَنَّ هَٰذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ ۖ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ۚ ذَٰلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ" (الأنعام 153),
5- "هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ تَأْتِيَهُمُ الْمَلَائِكَةُ أَوْ يَأْتِيَ رَبُّكَ أَوْ يَأْتِيَ بَعْضُ آَيَاتِ رَبِّكَ يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آَيَاتِ رَبِّكَ لَا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آَمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا قُلِ انْتَظِرُوا إِنَّا مُنْتَظِرُونَ (158) إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ (159)" (الأنعام)
6- أما هذه فهذا بهتان العظيم..!!!!؟ أتقول علينا ضلما و بهتانا أننا نعتقد بتحريف كتاب الله الكريم.!!!!؟ كان الأجدر بك أن تجد لنا تهمة غيرها.. فنحن من يدعوا إلى الرجوع إلى كتاب الله العظيم و نحن من يدعوا إلى التشريع به و فقط و نحن من يدعوا إلى الإحتكام له و فقط و نحن من لا يشرك معه كتاب.. فكيف تتقول علينا هذا البهتان العظيم..!!!!؟, ثم إنك لم تقرأ ربما روايات البخاري التي تدافع عنها و ننكرها و التي تطعن و تشكك في كتاب الله الكريم :
حدثنا قيس بن حفص قال حدثنا عبد الواحد قال حدثنا الأعمش سليمان - ص 59 - بن مهران عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله قال : بينا أنا أمشي مع النبي صلى الله عليه وسلم في خرب المدينة …(وما أوتوا من العلم إلاّ قليلاً) قال الاعمش: هكذا في قراءتنا. و في كتاب الله الكريم "وما أُوتيتم من العلم إلاّ قليلاً".

حدثنا عبد الله بن محمد حدثنا سفيان عن عمرو عن ابن عباس رضي الله عنهما قال كانت عكاظ ومجنة وذو المجاز أسواقا في الجاهلية فلما كان الإسلام فكأنهم تأثموا فيه فنزلت ليس عليكم جناح أن تبتغوا فضلا من ربكم في مواسم الحج قرأها ابن عباس, فمن أضاف في مواسم الحج...!!!!؟.

حدثنا حفص بن عمر الحوضي حدثنا همام عن إسحاق عن أنس رضي الله عنه قال بعث النبي صلى الله عليه وسلم أقواما من بني سليم إلى بني ....فكنا نقرأ أن بلغوا قومنا أن قد لقينا ربنا فرضي عنا وأرضانا ثم نسخ بعد فدعا عليهم أربعين صباحا على رعل وذكوان وبني لحيان وبني عصية الذين عصوا الله ورسوله صلى الله عليه وسلم, فمن حذف بلغوا قومنا... على حسب زعم البخاري ، سبحان ربي هذا بهتان عظيم..

حدثنا علي بن عبد الله حدثنا سفيان حدثنا عمرو بن دينار قال أخبرني سعيد بن جبير قال قلت لابن عباس إن نوفا البكالي يزعم أن موسى صاحب الخضر ......قال النبي صلى الله عليه وسلم وددنا أن موسى كان صبر فقص الله علينا من خبرهما قال سفيان قال النبي صلى الله عليه وسلم يرحم الله موسى لو كان صبر لقص علينا من أمرهما وقرأ ابن عباس أمامهم ملك يأخذ كل سفينة صالحة غصبا وأما الغلام فكان كافرا وكان أبواه مؤمنين ثم قال لي سفيان سمعته منه مرتين وحفظته منه قيل لسفيان حفظته قبل أن تسمعه من عمرو أو تحفظته من إنسان فقال ممن أتحفظه ورواه أحد عن عمرو غيري سمعته منه مرتين أو ثلاثا وحفظته منه, سبحان ربي هذا بهتان عظيم..

باب الشهادة تكون عند الحاكم في ولايته القضاء أو قبل ذلك للخصم وقال شريح القاضي وسأله إنسان الشهادة فقال ائت الأمير حتى أشهد لك وقال عكرمة قال عمر لعبد الرحمن بن عوف لو رأيت رجلا على حد زنا أو سرقة وأنت أمير فقال شهادتك شهادة رجل من المسلمين قال صدقت قال عمر لولا أن يقول الناس زاد عمر في كتاب الله لكتبت آية الرجم بيدي وأقر ماعز عند النبي صلى الله عليه وسلم بالزنا أربعا فأمر برجمه ولم يذكر أن النبي صلى الله عليه وسلم أشهد من حضره وقال حماد إذا أقر مرة عند الحاكم رجم وقال الحكم أربعا, أيخشى عمر الناس و لا يخشى الله تعالى...!!!!؟, سبحان ربي هذا بهتان عظيم..

و غيرها الكثير الكثير.. فمن يعتقد بتحريف كتاب الله العظيم.. من ينكر هذه الروايات ام من يقرها ..!!!!؟

و نعود الأن إلى السؤال الذي أجبت عليه بعموميات لاتسمن و لا تغني من جوع.. فنحن نختلف في ماهية السنة, فهي عندنا التطبيق العملي للرسول الكريم لتفصيلات العبادات و كل ما له أصل في كتاب الله الكريم أتانا متواتر متوارث و هي عندكم وحي ثان مواز لكتاب الله الكريم مدون في كتب فكن دقيقا..
فإذا كانت السنة عندكم هي تلك المدونة في كتب الروايات من البخاري و مسلم و الترمذي.. إلى الكافي و كتب الشيعة و غيرهم,

1-هل سيشرك الله تعالى مع كتابه العظيم كتب الروايات كلها ليتحج علينا يوم الدين أم حجته علينا يومئذ كتابه الحق و كفى..!!!!؟
2-فإن أشرك الله تعالى كتب الروايات مع كتابه الكريم فهل سيحتج علينا يوم الدين بكل كتب الروايات من شتى المذاهب أم سيحتج علينا بما اعتبروه صحاحا فقط في كل مذهب...!!!!؟
3- فإن أحتج الله تعالى علينا بالصحاح فقط فهل سيشرك مع كتابه العظيم كتاب البخاري للاحتجاج على السنة و كتاب الكافي على الشيعة أم انه تعالى سيحتج علينا كلنا بأصحهما...!!!!؟
أسئلة دقيقة تنتظر أجوبة دقيقة..

سبحانك الله لا الاه إلا أنت.. أمنا بما أنزلت الينا و لن نتخذ بعد كتابك العظيم كتاب ولا بعد الرسول هدي و حجة و نشهد مع الملائكة أنك أنت العليم الحكيم "رُسُلًا مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا (165) لَكِنِ اللَّهُ يَشْهَدُ بِمَا أَنْزَلَ إِلَيْكَ أَنْزَلَهُ بِعِلْمِهِ وَالْمَلَائِكَةُ يَشْهَدُونَ وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا (166)"

أبو القـاسم
05-12-2011, 01:33 PM
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله..
1-أجبتك على السؤال بكل وضوح
2-سألتك فوضعت آيات وهذا نوع من الهروب لأن المطلوب كلامك وفهمك بقلمك ولسانك..ولو اتبعت طريقتك فجواب سؤالك"وما آتاكم الرسول فخذوه"
3-لا تطل الردود فليس وقت الناس عبثا ..صاحب الحق ليس بحاجة أن يطيل الكلام
4-فهمك قصّر عن فهم المراد فالنقطة السادسة المراد هم الشيعة..لكنكم تكفرون بالقران ..وهم يقولون بتحريفه
5-الروايات التي سقتها بعد القص واللصق على طريقة الجهلاء ..تقتضي أن أكلفك بواجب مهم :اقرأ شرح ذلك في كتب أهل الإسلام..
الخلاصة :أجبتك بوضوح تام واختصار مفيد ..ولم تجب أسئلتي..إلا بالتعلق الكاذب بآيات الله تعالى , وهو هروب منك
ربما تقول:أجيبك بالقران وتقول هروب !..الجواب :ما سبق, إن كنت ترى أنك أجبت بهذا فجوابي على سؤال ك وعلى ردودك كلها أنت وكل جاحدي كلام الرسول الشريف :"وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول" وقال "فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما" وقال"لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة"
وهنا سؤال مهم :
http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?t=30614

أبو القـاسم
05-12-2011, 02:13 PM
على الهامش :أنبه الإخوة القراء ألا يلتفتوا لتهويله أن الله سيحاجّنا بكتاب البخاري ..حتى كأن الناس لم تكن تعرف حديث رسول الله من لدن تلاميذ الرسول صلى الله عليه وسلم أنفسهم جيلا بعد جيل ..فمن نقل القران هم أنفسهم من نقل السنة ...ومن جمع القران هم أنفسهم من بلغنا السنة فجمعها الأتباع..وكانت محفوظة في صدور الثقات كما كان القران محفوظاً ..
بكلمة مختصرة:كتاب البخاري عبارة عن جمع لأحاديث صحيحة..كانت أصلا متداولة ومعروفة عند أشياخه الذين قبله ..وهكذا
وقد تواتر النقل تواترا قطعيا مستفيضا جدا يوجب اليقين التام أن الصحابة بلغوا ما سمعوا لأتباعهم بإحسان الذين أثنى الله عليهم في كتابهم وهؤلاء نقلوه لتلاميذهم ..وعلى كلام جاحدي السنة :يكون كل هؤلاء أهل ضلالة إذ كان ينبغي عليهم الصمت عما سوى كتاب الله!
ولكن الله تعالى مدح هذه القرون الفاضلة..وأثنى عليها غاية الثناء , وبقيت الأمة في ضلالة وشقاء حتى جاء جماعة كاكسين!

caxine
05-12-2011, 02:18 PM
إرجع إلى ما سبق من المشاركات فلم تأتي أنت بجديد لأرد عليه و الجديد في كلامك هو إعتبار الحكمة هي سنة الرسول الموازية لكتاب الله تعالى و قد كان الجواب دقيقا لم تستطع الرد عليه فأترك غيرك يرد ثم يرد على أسألتي الثلاث..
أما الروايات فأتحداك أن تفسرها لنا و تأتينا بالخبر اليقين من كتب أهل الإسلام يا علامة زمانه..
لم تجب على شيء بل تتهرب بالسب و القدح فأترك غيرك ممن يجادلون بالتي هي أحسن فعلى الأقل أخذوا من دين الله تعالى الخلق الكريم و قول الحسنى للناس..
أكتب ما شئت و إلعن كما شئت فلن أرد عليك..

أبو القـاسم
05-12-2011, 02:23 PM
لا يهمني أن ترد فأنا أتحداكم جميعا أصلا من أكبركم شيطنة إلى أصغركم وأتحداك بالصوت أيضا ..ولن أعلق على أغلاطك النحوية الدالة على الجهل..أجب عن الأسئلة ..بكلام واضح مبين ..السؤال الذي يحتاج نعم أو لا ,قل فيه نعم..وهكذا
أما شرح الأحاديث فأنت ماهر بالقص واللصق فاذهب لفتح الباري واقرأ شرحها من هناك ..فلن أسمح لك بالعبث والخروج عن نقطة البحث أو محل النزاع..أكرر سألتك فوضعت آيات تظن فيها متخلصا ..بالمثل أجبتك ووضعت قرآناً
فدع عنك السخافة بالتعلق الكاذب بآيات الله تعالى وغير ذلك مما زعمت ..واحترم عقول الناس قليلاً

caxine
05-12-2011, 04:40 PM
إلى كل من له غيرة على كتاب الله الكريم.. الى كل من يعتقد أن كتاب الله العظيم محفوظ من فوق سبع سماوات فلا يأتيه الباطل أبدا..هذه هي الروايات الذي ذكرتها سابقا كاملة تامة بلا نسخ و لا قص من صحيح البخاري فانظروا هل يغير هذا من شيء كما يدعي سيباويه زمانه الذي يأخذ علينا بالقشور و يتجاوز عن اللب, فلم يستطع و لن يستطع الإجابة على ما تحديته به لا بل و منع غيره من الإجابة و هذه عادة من يظن نفسه ولي و وصي على دين الله تعالى بعلمه الغزير و عقله السديد....!!!!

125حَدَّثَنَا قَيْسُ بْنُ حَفْصٍ قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ قَالَ حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ سُلَيْمَانُ - ص 59 - بْنُ مِهْرَانَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ عَنْ عَلْقَمَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ بَيْنَا أَنَا أَمْشِي مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي خَرِبِ الْمَدِينَةِ وَهُوَ يَتَوَكَّأُ عَلَى عَسِيبٍ مَعَهُ فَمَرَّ بِنَفَرٍ مِنْ الْيَهُودِ فَقَالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ سَلُوهُ عَنْ الرُّوحِ وَقَالَ بَعْضُهُمْ لَا تَسْأَلُوهُ لَا يَجِيءُ فِيهِ بِشَيْءٍ تَكْرَهُونَهُ فَقَالَ بَعْضُهُمْ لَنَسْأَلَنَّهُ فَقَامَ رَجُلٌ مِنْهُمْ فَقَالَ يَا أَبَا الْقَاسِمِ مَا الرُّوحُ فَسَكَتَ فَقُلْتُ إِنَّهُ يُوحَى إِلَيْهِ فَقُمْتُ فَلَمَّا انْجَلَى عَنْهُ قَالَ وَيَسْأَلُونَكَ عَنْ الرُّوحِ قُلْ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتُوا مِنْ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا قَالَ الْأَعْمَشُ هَكَذَا فِي قِرَاءَتِنَا

1681 حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ الْهَيْثَمِ أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ قَالَ عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا كَانَ ذُو الْمَجَازِ وَعُكَاظٌ مَتْجَرَ النَّاسِ فِي الْجَاهِلِيَّةِ فَلَمَّا جَاءَ الْإِسْلَامُ كَأَنَّهُمْ كَرِهُوا ذَلِكَ حَتَّى نَزَلَتْ لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَبْتَغُوا فَضْلًا مِنْ رَبِّكُمْ فِي مَوَاسِمِ الْحَجِّ

2647 حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ عُمَرُ الْحَوْضِيُّ حَدَّثَنَا هَمَّامٌ عَنْ إِسْحَاقَ عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ بَعَثَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَقْوَامًا مِنْ بَنِي سُلَيْمٍ إِلَى بَنِي عَامِرٍ فِي سَبْعِينَ فَلَمَّا قَدِمُوا قَالَ لَهُمْ خَالِي أَتَقَدَّمُكُمْ فَإِنْ أَمَّنُونِي حَتَّى أُبَلِّغَهُمْ عَنْ رَسُولِ اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَإِلَّا كُنْتُمْ مِنِّي قَرِيبًا فَتَقَدَّمَ فَأَمَّنُوهُ فَبَيْنَمَا يُحَدِّثُهُمْ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذْ أَوْمَئُوا إِلَى رَجُلٍ مِنْهُمْ فَطَعَنَهُ فَأَنْفَذَهُ فَقَالَ اللَّهُ أَكْبَرُ فُزْتُ وَرَبِّ الْكَعْبَةِ ثُمَّ مَالُوا عَلَى بَقِيَّةِ أَصْحَابِهِ فَقَتَلُوهُمْ إِلَّا رَجُلًا أَعْرَجَ صَعِدَ الْجَبَلَ قَالَ هَمَّامٌ فَأُرَاهُ آخَرَ مَعَهُ فَأَخْبَرَ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَام النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُمْ قَدْ لَقُوا رَبَّهُمْ فَرَضِيَ عَنْهُمْ وَأَرْضَاهُمْ فَكُنَّا نَقْرَأُ أَنْ بَلِّغُوا قَوْمَنَا أَنْ قَدْ لَقِينَا رَبَّنَا فَرَضِيَ عَنَّا وَأَرْضَانَا ثُمَّ نُسِخَ بَعْدُ فَدَعَا عَلَيْهِمْ أَرْبَعِينَ صَبَاحًا عَلَى رِعْلٍ وَذَكْوَانَ وَبَنِي لَحْيَانَ وَبَنِي عُصَيَّةَ الَّذِينَ عَصَوْا اللَّهَ وَرَسُولَهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

3220 حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ قَالَ أَخْبَرَنِي سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ قَالَ قُلْتُ لِابْنِ عَبَّاسٍ إِنَّ نَوْفًا الْبَكَالِيَّ يَزْعُمُ أَنَّ مُوسَى صَاحِبَ الْخَضِرِ - ص 1247 - لَيْسَ هُوَ مُوسَى بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنَّمَا هُوَ مُوسَى آخَرُ فَقَالَ كَذَبَ عَدُوُّ اللَّهِ حَدَّثَنَا أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّ مُوسَى قَامَ خَطِيبًا فِي بَنِي إِسْرَائِيلَ فَسُئِلَ أَيُّ النَّاسِ أَعْلَمُ فَقَالَ أَنَا فَعَتَبَ اللَّهُ عَلَيْهِ إِذْ لَمْ يَرُدَّ الْعِلْمَ إِلَيْهِ فَقَالَ لَهُ بَلَى لِي عَبْدٌ بِمَجْمَعِ الْبَحْرَيْنِ هُوَ أَعْلَمُ مِنْكَ قَالَ أَيْ رَبِّ وَمَنْ لِي بِهِ وَرُبَّمَا قَالَ سُفْيَانُ أَيْ رَبِّ وَكَيْفَ لِي بِهِ قَالَ تَأْخُذُ حُوتًا فَتَجْعَلُهُ فِي مِكْتَلٍ حَيْثُمَا فَقَدْتَ الْحُوتَ فَهُوَ ثَمَّ وَرُبَّمَا قَالَ فَهُوَ ثَمَّهْ وَأَخَذَ حُوتًا فَجَعَلَهُ فِي مِكْتَلٍ ثُمَّ انْطَلَقَ هُوَ وَفَتَاهُ يُوشَعُ بْنُ نُونٍ حَتَّى إِذَا أَتَيَا الصَّخْرَةَ وَضَعَا رُءُوسَهُمَا فَرَقَدَ مُوسَى وَاضْطَرَبَ الْحُوتُ فَخَرَجَ فَسَقَطَ فِي الْبَحْرِ فَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ سَرَبًا فَأَمْسَكَ اللَّهُ عَنْ الْحُوتِ جِرْيَةَ الْمَاءِ فَصَارَ مِثْلَ الطَّاقِ فَقَالَ هَكَذَا مِثْلُ الطَّاقِ فَانْطَلَقَا يَمْشِيَانِ بَقِيَّةَ لَيْلَتِهِمَا وَيَوْمَهُمَا حَتَّى إِذَا كَانَ مِنْ الْغَدِ قَالَ لِفَتَاهُ آتِنَا غَدَاءَنَا لَقَدْ لَقِينَا مِنْ سَفَرِنَا هَذَا نَصَبًا وَلَمْ يَجِدْ مُوسَى النَّصَبَ حَتَّى جَاوَزَ حَيْثُ أَمَرَهُ اللَّهُ قَالَ لَهُ فَتَاهُ أَرَأَيْتَ إِذْ أَوَيْنَا إِلَى الصَّخْرَةِ فَإِنِّي نَسِيتُ الْحُوتَ وَمَا أَنْسَانِيهِ إِلَّا الشَّيْطَانُ أَنْ أَذْكُرَهُ وَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ عَجَبًا فَكَانَ لِلْحُوتِ سَرَبًا وَلَهُمَا عَجَبًا قَالَ لَهُ مُوسَى ذَلِكَ مَا كُنَّا نَبْغِي فَارْتَدَّا عَلَى آثَارِهِمَا قَصَصًا رَجَعَا يَقُصَّانِ آثَارَهُمَا حَتَّى انْتَهَيَا إِلَى الصَّخْرَةِ فَإِذَا رَجُلٌ مُسَجًّى بِثَوْبٍ فَسَلَّمَ مُوسَى فَرَدَّ عَلَيْهِ فَقَالَ وَأَنَّى بِأَرْضِكَ السَّلَامُ قَالَ أَنَا مُوسَى قَالَ مُوسَى بَنِي إِسْرَائِيلَ قَالَ نَعَمْ أَتَيْتُكَ لِتُعَلِّمَنِي مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْدًا قَالَ يَا مُوسَى إِنِّي عَلَى عِلْمٍ مِنْ عِلْمِ اللَّهِ عَلَّمَنِيهِ اللَّهُ لَا تَعْلَمُهُ وَأَنْتَ عَلَى عِلْمٍ مِنْ عِلْمِ اللَّهِ عَلَّمَكَهُ اللَّهُ لَا أَعْلَمُهُ قَالَ هَلْ أَتَّبِعُكَ قَالَ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا وَكَيْفَ تَصْبِرُ عَلَى مَا لَمْ تُحِطْ بِهِ خُبْرًا إِلَى قَوْلِهِ إِمْرًا فَانْطَلَقَا يَمْشِيَانِ عَلَى سَاحِلِ الْبَحْرِ فَمَرَّتْ بِهِمَا سَفِينَةٌ كَلَّمُوهُمْ أَنْ يَحْمِلُوهُمْ فَعَرَفُوا الْخَضِرَ فَحَمَلُوهُ بِغَيْرِ نَوْلٍ فَلَمَّا رَكِبَا فِي السَّفِينَةِ جَاءَ عُصْفُورٌ فَوَقَعَ عَلَى حَرْفِ السَّفِينَةِ فَنَقَرَ فِي الْبَحْرِ نَقْرَةً أَوْ نَقْرَتَيْنِ قَالَ لَهُ الْخَضِرُ يَا مُوسَى مَا نَقَصَ عِلْمِي وَعِلْمُكَ مِنْ عِلْمِ اللَّهِ إِلَّا مِثْلَ مَا نَقَصَ هَذَا الْعُصْفُورُ بِمِنْقَارِهِ مِنْ الْبَحْرِ إِذْ أَخَذَ الْفَأْسَ فَنَزَعَ لَوْحًا قَالَ فَلَمْ يَفْجَأْ مُوسَى إِلَّا وَقَدْ قَلَعَ لَوْحًا بِالْقَدُّومِ فَقَالَ لَهُ مُوسَى مَا صَنَعْتَ قَوْمٌ حَمَلُونَا بِغَيْرِ نَوْلٍ عَمَدْتَ إِلَى سَفِينَتِهِمْ فَخَرَقْتَهَا لِتُغْرِقَ أَهْلَهَا لَقَدْ جِئْتَ شَيْئًا إِمْرًا قَالَ - ص 1248 - أَلَمْ أَقُلْ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا قَالَ لَا تُؤَاخِذْنِي بِمَا نَسِيتُ وَلَا تُرْهِقْنِي مِنْ أَمْرِي عُسْرًا فَكَانَتْ الْأُولَى مِنْ مُوسَى نِسْيَانًا فَلَمَّا خَرَجَا مِنْ الْبَحْرِ مَرُّوا بِغُلَامٍ يَلْعَبُ مَعَ الصِّبْيَانِ فَأَخَذَ الْخَضِرُ بِرَأْسِهِ فَقَلَعَهُ بِيَدِهِ هَكَذَا وَأَوْمَأَ سُفْيَانُ بِأَطْرَافِ أَصَابِعِهِ كَأَنَّهُ يَقْطِفُ شَيْئًا فَقَالَ لَهُ مُوسَى أَقَتَلْتَ نَفْسًا زَكِيَّةً بِغَيْرِ نَفْسٍ لَقَدْ جِئْتَ شَيْئًا نُكْرًا قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكَ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا قَالَ إِنْ سَأَلْتُكَ عَنْ شَيْءٍ بَعْدَهَا فَلَا تُصَاحِبْنِي قَدْ بَلَغْتَ مِنْ لَدُنِّي عُذْرًا فَانْطَلَقَا حَتَّى إِذَا أَتَيَا أَهْلَ قَرْيَةٍ اسْتَطْعَمَا أَهْلَهَا فَأَبَوْا أَنْ يُضَيِّفُوهُمَا فَوَجَدَا فِيهَا جِدَارًا يُرِيدُ أَنْ يَنْقَضَّ مَائِلًا أَوْمَأَ بِيَدِهِ هَكَذَا وَأَشَارَ سُفْيَانُ كَأَنَّهُ يَمْسَحُ شَيْئًا إِلَى فَوْقُ فَلَمْ أَسْمَعْ سُفْيَانَ يَذْكُرُ مَائِلًا إِلَّا مَرَّةً قَالَ قَوْمٌ أَتَيْنَاهُمْ فَلَمْ يُطْعِمُونَا وَلَمْ يُضَيِّفُونَا عَمَدْتَ إِلَى حَائِطِهِمْ لَوْ شِئْتَ لَاتَّخَذْتَ عَلَيْهِ أَجْرًا قَالَ هَذَا فِرَاقُ بَيْنِي وَبَيْنِكَ سَأُنَبِّئُكَ بِتَأْوِيلِ مَا لَمْ تَسْتَطِعْ عَلَيْهِ صَبْرًا قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَدِدْنَا أَنَّ مُوسَى كَانَ صَبَرَ فَقَصَّ اللَّهُ عَلَيْنَا مِنْ خَبَرِهِمَا قَالَ سُفْيَانُ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَرْحَمُ اللَّهُ مُوسَى لَوْ كَانَ صَبَرَ لَقُصَّ عَلَيْنَا مِنْ أَمْرِهِمَا وَقَرَأَ ابْنُ عَبَّاسٍ أَمَامَهُمْ مَلِكٌ يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ صَالِحَةٍ غَصْبًا وَأَمَّا الْغُلَامُ فَكَانَ كَافِرًا وَكَانَ أَبَوَاهُ مُؤْمِنَيْنِ ثُمَّ قَالَ لِي سُفْيَانُ سَمِعْتُهُ مِنْهُ مَرَّتَيْنِ وَحَفِظْتُهُ مِنْهُ قِيلَ لِسُفْيَانَ حَفِظْتَهُ قَبْلَ أَنْ تَسْمَعَهُ مِنْ عَمْرٍو أَوْ تَحَفَّظْتَهُ مِنْ إِنْسَانٍ فَقَالَ مِمَّنْ أَتَحَفَّظُهُ وَرَوَاهُ أَحَدٌ عَنْ عَمْرٍو غَيْرِي سَمِعْتُهُ مِنْهُ مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلَاثًا وَحَفِظْتُهُ مِنْهُ


بَاب الشَّهَادَةِ تَكُونُ عِنْدَ الْحَاكِمِ فِي وِلَايَتِهِ الْقَضَاءَ أَوْ قَبْلَ ذَلِكَ لِلْخَصْمِ وَقَالَ شُرَيْحٌ الْقَاضِي وَسَأَلَهُ إِنْسَانٌ الشَّهَادَةَ فَقَالَ ائْتِ الْأَمِيرَ حَتَّى أَشْهَدَ لَكَ وَقَالَ عِكْرِمَةُ قَالَ عُمَرُ لِعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ لَوْ رَأَيْتَ رَجُلًا عَلَى حَدٍّ زِنًا أَوْ سَرِقَةٍ وَأَنْتَ أَمِيرٌ فَقَالَ شَهَادَتُكَ شَهَادَةُ رَجُلٍ مِنْ الْمُسْلِمِينَ قَالَ صَدَقْتَ قَالَ عُمَرُ لَوْلَا أَنْ يَقُولَ النَّاسُ زَادَ عُمَرُ فِي كِتَابِ اللَّهِ لَكَتَبْتُ آيَةَ الرَّجْمِ بِيَدِي وَأَقَرَّ مَاعِزٌ عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالزِّنَا أَرْبَعًا فَأَمَرَ بِرَجْمِهِ وَلَمْ يُذْكَرْ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَشْهَدَ مَنْ حَضَرَهُ وَقَالَ حَمَّادٌ إِذَا أَقَرَّ مَرَّةً عِنْدَ الْحَاكِمِ رُجِمَ وَقَالَ الْحَكَمُ أَرْبَعًا
6749 حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ حَدَّثَنَا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ عَنْ يَحْيَى عَنْ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ عَنْ أَبِي مُحَمَّدٍ مَوْلَى أَبِي قَتَادَةَ أَنَّ أَبَا قَتَادَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ حُنَيْنٍ مَنْ لَهُ بَيِّنَةٌ - ص 2623 - عَلَى قَتِيلٍ قَتَلَهُ فَلَهُ سَلَبُهُ فَقُمْتُ لِأَلْتَمِسَ بَيِّنَةً عَلَى قَتِيلِي فَلَمْ أَرَ أَحَدًا يَشْهَدُ لِي فَجَلَسْتُ ثُمَّ بَدَا لِي فَذَكَرْتُ أَمْرَهُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ رَجُلٌ مِنْ جُلَسَائِهِ سِلَاحُ هَذَا الْقَتِيلِ الَّذِي يَذْكُرُ عِنْدِي قَالَ فَأَرْضِهِ مِنْهُ فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ كَلَّا لَا يُعْطِهِ أُصَيْبِغَ مِنْ قُرَيْشٍ وَيَدَعَ أَسَدًا مِنْ أُسْدِ اللَّهِ يُقَاتِلُ عَنْ اللَّهِ وَرَسُولِهِ قَالَ فَأَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَدَّاهُ إِلَيَّ فَاشْتَرَيْتُ مِنْهُ خِرَافًا فَكَانَ أَوَّلَ مَالٍ تَأَثَّلْتُهُ قَالَ لِي عَبْدُ اللَّهِ عَنْ اللَّيْثِ فَقَامَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَدَّاهُ إِلَيَّ وَقَالَ أَهْلُ الْحِجَازِ الْحَاكِمُ لَا يَقْضِي بِعِلْمِهِ شَهِدَ بِذَلِكَ فِي وِلَايَتِهِ أَوْ قَبْلَهَا وَلَوْ أَقَرَّ خَصْمٌ عِنْدَهُ لِآخَرَ بِحَقٍّ فِي مَجْلِسِ الْقَضَاءِ فَإِنَّهُ لَا يَقْضِي عَلَيْهِ فِي قَوْلِ بَعْضِهِمْ حَتَّى يَدْعُوَ بِشَاهِدَيْنِ فَيُحْضِرَهُمَا إِقْرَارَهُ وَقَالَ بَعْضُ أَهْلِ الْعِرَاقِ مَا سَمِعَ أَوْ رَآهُ فِي مَجْلِسِ الْقَضَاءِ قَضَى بِهِ وَمَا كَانَ فِي غَيْرِهِ لَمْ يَقْضِ إِلَّا بِشَاهِدَيْنِ وَقَالَ آخَرُونَ مِنْهُمْ بَلْ يَقْضِي بِهِ لِأَنَّهُ مُؤْتَمَنٌ وَإِنَّمَا يُرَادُ مِنْ الشَّهَادَةِ مَعْرِفَةُ الْحَقِّ فَعِلْمُهُ أَكْثَرُ مِنْ الشَّهَادَةِ وَقَالَ بَعْضُهُمْ يَقْضِي بِعِلْمِهِ فِي الْأَمْوَالِ وَلَا يَقْضِي فِي غَيْرِهَا وَقَالَ الْقَاسِمُ لَا يَنْبَغِي لِلْحَاكِمِ أَنْ يُمْضِيَ قَضَاءً بِعِلْمِهِ دُونَ عِلْمِ غَيْرِهِ مَعَ أَنَّ عِلْمَهُ أَكْثَرُ مِنْ شَهَادَةِ غَيْرِهِ وَلَكِنَّ فِيهِ تَعَرُّضًا لِتُهَمَةِ نَفْسِهِ عِنْدَ الْمُسْلِمِينَ وَإِيقَاعًا لَهُمْ فِي الظُّنُونِ وَقَدْ كَرِهَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الظَّنَّ فَقَالَ إِنَّمَا هَذِهِ صَفِيَّةُ

أبو القـاسم
05-12-2011, 07:12 PM
العبث هنا ممنوع والكذب مفضوح وقد تحديتك بحوار صوتي ..أجب عن الأسئلة..ولا تهرب
ثم لاحظوا الغيظ ,قال لن أرد عليك ولم يستطع التحمل ..يذهب لمواقع أهل السنة وينقل أحاديث
هل هذا هو الاحتجاج ؟ حين تجيب عن أسئلتي سؤالا سؤالا كما أجبتك بوضوح يا كذوب
على سؤالك بوضوح ,(قلت بم سيحاجنا الله؟ فقلت لك بكذا وكذا مباشرة ثم شرحت كلامي)
حين تجيب ..ونفرغ من النقاط ,ساعتها سأجيبك على كل ما تسأل..
لاحظوا يا إخوان..في علم المناظرة,من علامات هروب المحاور أن يهرب للأمام حين يخاف أن ينفضح بهروبه للخلف
وذلك بأن يتجاهل الجواب ثم يصور للناس أنه أجاب بما تيسر له من حيل..ثم ينتقل لنقطة أخرى ليشتت الجدل
ويجد مهربا ويوحي للناظر أن المناظرة فيها أخذ ورد وأنه يجيب ..إلخ
أجب عن السؤالات بكلام واضح من إنشائك وباختصار ..وحين ننتهي من النقاط سأجيبك على كل ما تريد
مع أني أحلته لجوابها ..وهذا بحد ذاتها تبرع مني ,
الآن هو لو قال أني أهرب أو لم أجب يكون كذابا أشرا ..لأني بينت له أني سأجيب

caxine
05-22-2011, 04:33 PM
الحمد لله رب العالمين و سلام على المرسلين لا نفرق بين احد منهم و نحن له مسلمون..

في موقعكم هذا.. شُتمتُ و لم أشتُم.. كُذبتُ و لم أُكذِب.. كُفِرتُ و لم أُكفِر.. ثم أُمنع حتى من حق الرد على من يكفرنا في قسم من اقسام هذا المنتدى فتحجب الردود بل و أُتهم بسوء الأدب عندما اطالب بهذا الحق فلا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.. فلست أنا هنا لأهين او أشتم او أكفر أحدا و لست هنا ليهينني او يشتمني او يكفرني أحد.. فالفكر بالفكر و الحجة بالحجة و لا غير هذا..

و نعود للزميل المقدسي و لأسئلته.. ولأنه لا يكلف نفسه حتى الرجوع إلى المشاركات السابقة ليجد أجوبة شافية على ما تقدم به من أسئلة فيصر ليعيدنا الى نقطة الصفر بأسئلته تلك.. ولانه وعد بالتكرم علينا بإجابات دقيقة واضحة على أسئلتنا اذا ما أجبناه على ما سأل.. و لانه يتهمنا بالهروب من الإجابة و بالكذب.. سنتكرم نحن ايضا و نجيبه بدقة و وضوح تام نقطة نقطة رغم قرارنا السابق بعدم الدخول معه في سجال لا يسمن ولا يغني من جوع.. فهذا اضطرارا يا زميلي لرد ما سبق ذكره و ليس غيظا..

1- نطق الرسول الكريم بالقران العظيم وحيا من السماء و بين تفاصيل العبادات و النسك و هذا كله يوجب الطاعة و الإتباع, و نطق النبي عليه السلام كغيره من الناس في حياته وعلاقاتهِ الإنسانيةِ وتصرفاته البشرية بمن حوله، وشئونه الخاصةِ مع أزواجه الأطهار و هذا لا علاقة له بوحي السماء و لا بالتبليغ عن ربه..
2- نعم.. الكثير مما نطق به عليه السلام في حياته وعلاقاتهِ الإنسانيةِ مستثنى من الوحي كما ذكرنا و الأدلة كثيرة كثرة نذكر منها
- عتاب الله تعالى له في أكثر من موضع في القران الكريم, فكيف يعاتب عليه السلام أن كان كل كلامه وحي من السماء يوجب الطاعة.. "يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ ۖ تَبْتَغِي مَرْضَاتَ أَزْوَاجِكَ ۚ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ " (التحريم 1), "مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَن يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُولِي قُرْبَىٰ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ " (التوبة 113), "عَفَا اللَّهُ عَنْكَ لِمَ أَذِنْتَ لَهُمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَتَعْلَمَ الْكَاذِبِينَ (43)" التوبة,... فما نطق به او فعله عليه السلام و عاتبه عليه ربه جلا و علا ليس من الوحي
-"وَاتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنْ كِتَابِ رَبِّكَ ۖ لَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ وَلَنْ تَجِدَ مِنْ دُونِهِ مُلْتَحَدًا" (الكهف 27), لا وحي إلا كتاب الله تعالى و لا يجد الرسول ملجأ غيره بالتبليغ عن ربه.. اما في ما سوى ذلك في حياته العامة مع أصحابه و الخاصة مع أزواجه و علاقاته الإنسانية فهو ليس من الكتاب و ليس من التبليغ فهو ليس من الوحي
-"أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ يُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَرَحْمَةً وَذِكْرَىٰ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ" (العنكبوت 51), فكتاب الله تعالى كاف عباده و ليس للرسول الكريم ان ينطق بوحي غيره ليكمل أو يتم كتاب الله تعالى بمرويات من عنده ثم تعتبر وحي ثان تكمل بل و تناقض في الكثير من المسائل كتاب الله تعالى الكافي عباده.. و نطق رسولنا الكريم بغير الكتاب و بما لا ما يتعلق به كغيره من البشر و هذا ليس من الوحي
-" تِلْكَ آَيَاتُ اللَّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَ اللَّهِ وَآَيَاتِهِ يُؤْمِنُونَ " (الجاثية 6), فالإيمان بالله تعالى وحده مقترن بالإيمان بآيات الكتاب وحده فلا شريك لله تعالى في الوهيته و ربوبيته و لا شريك لكتابه .. فالرسول الكريم نطق بكتاب الله تعالى و بآياته كمبلغ عن ربه جلا و علا و لا حديث غيره يوجب علينا الايمان به و اتباعه.. و نطق عليه السلام بحديثه هو في تعاملاته الانسانية كغيره من البشر و هذا ليس من الوحي
-" وَإِذَا تُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ ۙ قَالَ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا ائْتِ بِقُرْآنٍ غَيْرِ هَٰذَا أَوْ بَدِّلْهُ ۚ قُلْ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أُبَدِّلَهُ مِن تِلْقَاءِ نَفْسِي ۖ إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَىٰ إِلَيَّ ۖ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ (15) قُل لَّوْ شَاءَ اللَّهُ مَا تَلَوْتُهُ عَلَيْكُمْ وَلَا أَدْرَاكُم بِهِ ۖ فَقَدْ لَبِثْتُ فِيكُمْ عُمُرًا مِّن قَبْلِهِ ۚ أَفَلَا تَعْقِلُونَ (16) " (يونس), كان المشركون يريدون من الرسول الكريم أن ينطق بغير القرآن العظيم على أنه دين الله، ولكنه رفض خوفاً من عذاب يوم عظيم, فكان ينطق بالقرآن العظيم في التبليغ و كان كغيره من البشر ينطق بغير القرأن الكريم في شؤونه الحياتية وعلاقاته الإنسانية و هذا ليس من الوحي
3- نعم.. أفعال الرسول و أخلاقه الحق منضوية في قوله تعالى "لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة", فلقد كان عليه السلام على خلق عظيم, و كان عابدا قانتا يقوم الليل إلا قليلا منه, وكان مبلغا أمينا وكان مجاهدا صبورا وكان عطوفا بالمؤمنين رؤوف رحيم.. هذا ما أخبرنا به كتاب الله رب العالمين الحق اليقين..
4- الإقتداء و التأسي بالرسول الكريم إنما يكون بما أثنى به رب العزة جلا و علا عليه في كتابه الخالد المطلق الحق اليقين الذي لا يأتيه الباطل أبدا لا بما تسرده الروايات الظنية و المسيئة في الكثير منها للرسول الكريم و لو أردت أمثلة لأشبعتك في الصحاح قبل غيره.. ثم الم تقرأ قوله تعالى " قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآَءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ إِلَّا قَوْلَ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ لَأَسْتَغْفِرَنَّ لَكَ وَمَا أَمْلِكُ لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ رَبَّنَا عَلَيْكَ تَوَكَّلْنَا وَإِلَيْكَ أَنَبْنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ (4) رَبَّنَا لَا تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا وَاغْفِرْ لَنَا رَبَّنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (5) لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِيهِمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآَخِرَ وَمَنْ يَتَوَلَّ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ (6)" (الممتحنة), فهل يعقل أن يأمرنا ربنا عز وجلا بتقليد نبيه إبراهيم عليه السلام ثم لا نجد من سنة إبراهيم شيء على حسب قولك و منطقك.. ؟, لقد امرنا رب العزة ان نقتدي به و بالذين معه "قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ" ثم بين لنا مكمن الإقتداء في كتابه الكريم "إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآَءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ..." لا في روايات منسوبة الى إبراهيم عليه السلام ان كانت هناك روايات..
5- كل عمل بشري مهما كان في كل الملل و النحل يحتمل الخطأ و الصواب.. و كذلك الإسناد في الروايات عند السنة و الشيعة على السواء مع فارق في الضوابط و نسبة الخطأ و الصواب, فكم من راوي أخرج له البخاري و لم يخرج له تلميذه مسلم.. و كم أخرج لهم مسلم و لم يخرج لهم البخاري.. كم من راوي عدله البخاري و جرحه مسلم.. و كم عدلهم مسلم و جرحهم البخاري.. فكيف يزكي الرجال ثم كيف يجرحهم رجل مثلهم لا يعلم السرائر و لا ما تخفي الأنفس ".. فَلَا تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى" (النجم 32), بل هذا كله ظن في ظن و كتاب الله هو الحق "وَمَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنَّ الظَّنَّ لَا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا" (النجم 28)
6- لم نشك و لا نشك و لن نشك في ثبوت حرف واحد من كتاب الله العظيم, فهو محفوظ من رب العالمين الى يوم الدين و هو وحده الطريق المستقيم الحق و لا يستقيم طريق غيره شرعا و منطقا و حتى هندسة "وَأَنَّ هَٰذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ ۖ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ۚ ذَٰلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ" (الأنعام 153), فلا وجه للمقارنة أبدا أبدا أبدا بأي وجه من الاوجه بين كتاب الله العظيم الذي لا ريب فيه وبين ما كتبت أيدي البشر بضوابط وأسس بشرية و بأدوات تاريخية ما أنزل الله بها من سلطان في دينه العظيم, فهذه جريمة كبرى في حق دين الله تعالى..

هاأنا قد أجبتك بدقة على كل أسئلتك يا زميلي فأجبني بمثل دقتها على أسئلتي التالية و خذ وقتك و اطل كما شئت المهم ان تأتينا بالحجة و الخبر اليقين :

1-هل سيشرك الله تعالى مع كتابه العظيم كتب الروايات كلها ليحتج علينا يوم الدين أم حجته علينا يومئذ كتابه الحق و كفى..!!!!؟
-2فإن أشرك الله تعالى كتب الروايات مع كتابه الكريم فهل سيحتج علينا يوم الدين بكل كتب الروايات من شتى المذاهب أم سيحتج علينا بما اعتبروه صحاحا فقط في كل مذهب...!!!!؟
-3 فإن أحتج الله تعالى علينا بالصحاح فقط فهل سيشرك مع كتابه العظيم كتاب البخاري للاحتجاج على السنة و كتاب الكافي على الشيعة أم انه تعالى سيحتج علينا كلنا بأصحهما...!!!!؟
4-و هل كان الخلفاء ابو بكر و عمر و عثمان و علي رضي الله عنهم و أعوانهم في الخلافة ملمين بكل الروايات التي جمعت و دونت من بعدهم أم يبعضها فقط ..!!!!؟,ثم هل كانت كلها الصحيحة ..!!!!؟, و هل كانوا يشرعون و يعتقدون بالروايات التي صححها الشيوخ في عصرنا هذا كالألباني رحمه الله تعالى..!!!!؟. فإن لم يعلموها فتلك مصيبة.. لان دين الله تعالى كان ناقصا فيهم لجهلم بتلك الروايات..!! و ان أخذوا بها و هم يعلمون أنها عليلة في زمانهم فتلك مصيبة أخرى..!! و إن لم يأخذوا بها في زمانهم لعلتها ثم صححت في زماننا هذا فالمصيبة أكبر.. !!

أبو القـاسم
05-22-2011, 05:52 PM
1
أين الدليل أن الذي يؤخذ عن الرسول محصور بالقرآن وحده ..قد جاءت الآيات بالعموم كقوله تعالى "وما ينطق عن الهوى * إن هو إلا وحي يوحى" ولو أراد الله الاستثناء لفعل ..ولكنه سبحانه على عكس ذلك عم فقال"وما آتاكم الرسول فخذوه"
2-
هذا العتاب في بعض المواضع لا يدل على رد السنة ألبتة ,بل يدل على أن النبي صلى الله عليه وسلم لا يقره الله تعالى على خلاف الصواب أو على خلاف الأولى..ومحاولة الاستدلال على ترك السنة بهذا تعسف لا يسعفه المنهج العلمي,فأين الدليل على أن العتاب يدل على رد السنة؟..هل إذا عاتب العالم الطالب النجيب في بعض الأشياء=رد كلامه كله ؟ ..منطق عجيب
والحق ان هذه الآيات دليل ضدكم ..لأنه لو كان النبي صلى الله عليه وسلم غير معصوم لجاز أن يصدر منه شيء مخالف للصواب دون تصويب من الله تعالى..فعلم أنه معصوم بربه فثبت أن كل ما يقوله واجب الاتباع وحق وشريعة ومنهج..والسنة النبوية منها ما يكون بوحي بوساطة جبريل ولكن بالمعنى لا باللفظ ..وإما ان يكون استنبطه النبي من فهمه للقران ,فيقره الله تعالى عليه
3-جميل..ولم يستثن الله تعالى من الائتساء شيئا ..مع أن موضوع الائتساء يكون بالتقليد المبني على مشاهدة أحوال ..وهذا بديهي جدا
وهو منسجم مع رحمة الله تعالى وحكمته فإنه سبحانه لم ينزل كتابا فحسب بل بعث معه قرآنا يترجم عن القران ويفسره بأقواله وأفعاله ..ويفصل مجمله ,وغير ذلك ..فلزم اتباعه في كل هذا
4-
لم أجد جوابا على سؤالي رغم طول كلامك,فإذا لم تفهمه شرحته لك, وما قلته عن إبراهيم ائتساء مقيد ,بخلاف الأسوة بنبينا محمد صلى الله عليه وسلم فهي شاملة لكل مناحي الحياة لأن شريعته خاتمة ومهيمنة على ما قبلها وناسخة لكل الشرائع السابقة

5-
لم أجد جوابا على السؤال ..
6-
لم أجد جوابا على سؤالي..فإما أنك لم تفهمه وإما هي مراوغة..مع أن الأسئلة لا تحتمل هذا التطويل
يسعك أن تختصر..إن كان الجواب يحتاج نعم فقل نعم وكفى..ومن الاحترام في الحوار أن تجيب على قدر السؤال
ولا حظ كيف سأجيبك باختصار ..
1-هل سيشرك الله تعالى مع كتابه العظيم كتب الروايات كلها ليحتج علينا يوم الدين أم حجته علينا يومئذ كتابه الحق و كفى..!!!!؟
نعم سيحتج الله علينا بالكتاب والسنة معا ..بحسب مبلغ كل واحد من العلم ..فمن بلغه أن الرسول نهى عن شيء في حديث ثابت
ثم خالف أمره..كان آثما بالإجماع
-2فإن أشرك الله تعالى كتب الروايات مع كتابه الكريم فهل سيحتج علينا يوم الدين بكل كتب الروايات من شتى المذاهب أم سيحتج علينا بما اعتبروه صحاحا فقط في كل مذهب...!!!!؟
تم الجواب عليه في السؤال السابق
-3 فإن أحتج الله تعالى علينا بالصحاح فقط فهل سيشرك مع كتابه العظيم كتاب البخاري للاحتجاج على السنة و كتاب الكافي على الشيعة أم انه تعالى سيحتج علينا كلنا بأصحهما...!!!!؟
الكافي أولا :ليس منسوبا للرسول (ص) بل عامة ما فيه لجعفر الصادق رحمه الله ولم نؤمر بالائتساء بأحد في كل شأن سوى الرسول صلى الله عليه وسلم وهذا وحده يكفي! ثم الشيعة أنفسهم يعترفون أن أسانيدهم منقطعة مظلمة ..ويطعنون في أهم الرجال النقلة على لسان جعفر , فإن قيل لهم فكيف تتبعون الكافي قالوا لأن الأئمة معصومون وهذا يكفي!..وليس لديهم أصلا علم حديث ولا منهج حديث ولا طرق موصولة بهم لحفظ الكتاب والسنة بل يطعنون في القران نفسه وقد أقر العاملي من علمائهم وغيره بهذا ..فهم يعترفون بأنه لا علم إسناد وأنه لا اعتبار بها وأن رواتهم فيهم المجاهيل وان الاسانيد منقطعة وأنه ليس لهم آلية ولا منهج للتصحيح والتضعيف سوى دعوى العصمة إلخ ثم مع هذا يأخذون بها!!,فالمقارنة بين البخاري والكافي محض ظلم وجهل وهي تشبه المقارنة بين القران والإنجيل من جهة الثبوت
4-و هل كان الخلفاء ابو بكر و عمر و عثمان و علي رضي الله عنهم و أعوانهم في الخلافة ملمين بكل الروايات التي جمعت و دونت من بعدهم أم يبعضها فقط ..!!!!؟,ثم هل كانت كلها الصحيحة ..!!!!؟, و هل كانوا يشرعون و يعتقدون بالروايات التي صححها الشيوخ في عصرنا هذا كالألباني رحمه الله تعالى..!!!!؟. فإن لم يعلموها فتلك مصيبة.. لان دين الله تعالى كان ناقصا فيهم لجهلم بتلك الروايات..!! و ان أخذوا بها و هم يعلمون أنها عليلة في زمانهم فتلك مصيبة أخرى..!! و إن لم يأخذوا بها في زمانهم لعلتها ثم صححت في زماننا هذا فالمصيبة أكبر.. !
كان مجموع الصحابة ملما بمجموع السنة وهكذا في كل جيل فإن الله حفظ دينه,ولم يكن كل الصحابة حافظا لجميع القران ولكن كان فيهم من يحفظ ربعه أو نصفه وهكذا وكذلك السنة ,والمحصل أن مجموعهم لم يفته سنة عن الرسول (ص)
والحمد لله رب العالمين..والآن سأسألك سؤالا واحدا حتى لا أثقل عليك :-
-إن كنت تعتمد في فهم القران على العربية ..فأخبرني كيف حفظت العربية ..؟وما وجه حسن الظن بأمانة النقل في هذه الحالة مع أن علماء النحو والعربية اختلفوا في كثير من الأشياء ..

caxine
05-25-2011, 01:11 PM
الحمد لله رب العالمين و سلام على المرسلين لا نفرق بين احد منهم و نحن له مسلمون..

ربما صدقت يا زميلي.. فأنا أطيل بعض الشيء في ردودي.. و مع هذا فأنا أختصر قدر المستطاع..


سأعقب قليلا على ما جاء في ردودك نقطة نقطة..

1-"وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى (4)" (النجم), هذا عن وحي السماء يا زميلي و ليس عن وحي الروايات.. هذا عن كتاب الله الكريم فاقرأ قوله تعالى "تِلْكَ آَيَاتُ اللَّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَ اللَّهِ وَآَيَاتِهِ يُؤْمِنُونَ (6) وَيْلٌ لِكُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ (7) يَسْمَعُ آَيَاتِ اللَّهِ تُتْلَى عَلَيْهِ ثُمَّ يُصِرُّ مُسْتَكْبِرًا كَأَنْ لَمْ يَسْمَعْهَا فَبَشِّرْهُ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ (8) وَإِذَا عَلِمَ مِنْ آَيَاتِنَا شَيْئًا اتَّخَذَهَا هُزُوًا أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ (9)" (الجاثية), أسمعت يا زميلي عن آيات البخاري أو آيات الكافي أو غيرهما تتلى بالحق مع آيات الله تعالى لنستثنيها من قوله تعالى "فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَ اللَّهِ وَآَيَاتِهِ يُؤْمِنُونَ" و نقول أنها وحي ثاني مستثنى من هذا الاستثناء.. !!؟, أسمعت يا زميلي عن آيات البخاري أو آيات الكافي أو غيرهما تُتلى مع آيات الله تعالى و تُسمع ليقول فيها رب العزة "يَسْمَعُ آَيَاتِ اللَّهِ تُتْلَى عَلَيْهِ ثُمَّ يُصِرُّ مُسْتَكْبِرًا كَأَنْ لَمْ يَسْمَعْهَا فَبَشِّرْهُ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ", لقد قالها ربنا عز و جلا صراحة في أكثر من موضع في كتابه الكريم.. لا حديث بعد حديثه تعالى في كتابه الكريم فهو كاف تام بذاته لا يحتاج إلى كتاب "أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ يُتْلَى عَلَيْهِمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَرَحْمَةً وَذِكْرَى لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (51)" (العنكبوت), افبعد هذا كله نقول أن كتاب الله تعالى غير كاف و جاءت كتب الروايات لتكمله..!!,سبحان الله و لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم....

2-لم نقل أبدا أن عتاب الله تعالى لنبيه الكريم دليل على رد السنة المطهرة الحق التي يحتويها كتاب الله تعالى المحفوظة بحفظه و المطبقة لشرعه و نسكه و التي نؤمن بها و نقدسها بتقديس كتاب الله تعالى و لكن العتاب دليل على أن ليس كل كلامه عليه السلام وحي من السماء و أن في كلامه الكثير مما هو مستثنى من الوحي و هذا موضوع السؤال.. فلا تعجب يا زميلي.. فإن عاتب العالم طالبه النجيب على بعض الأشياء فهذا لان ليس كل ما يفعله أو يقوله أو يكتبه الطالب صوابا.. و الوحي يا زميلي يقتضي أن يكون كله صوابا و هنا مكمن العصمة.. فالرسول معصوم من ربه في التبليغ عنه فلا يخطيء و لا ينسى.. وهذا دليل قاطع على ان ليس كل ما قاله او فعله عليه السلام وحي يقتضي العصمة لأنه عوتب خارج عصمة الوحي "قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا (110)" (الكهف)

3-ليس لزاما ان تتأسى بمن تشاهد أحواله يا زميلي فانك لم تشاهد الرسول الكريم.. أما إذا كنت تعني الاتساء به من خلال روايات ظنية ممن شاهدوا حاله في عصره و فيها الكثير من الطعن فالأفضل لك يا زميلي ان تتأسى به بما أثنى عليه رب العزة في كتابه اليقين.. فهذه شهادة من فوق سبع سماوات..

4-كان سؤالك : فهل يعقل أن يأمرنا بتقليده ثم يحابي الصحابة دوننا بأن يكونوا خبروا مدخله ومخرجه وعامة أمره وهديه ثم يحرمنا من هذا ؟
وكان جوابي : الإقتداء و التأسي بالرسول الكريم إنما يكون بما أثنى به رب العزة جلا و علا عليه في كتابه الخالد المطلق الحق اليقين الذي لا يأتيه الباطل أبدا لا بما تسرده الروايات الظنية و المسيئة في الكثير منها للرسول الكريم و لو أردت أمثلة لأشبعتك في الصحاح قبل غيره.. ثم الم تقرأ قوله تعالى " قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآَءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ إِلَّا قَوْلَ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ لَأَسْتَغْفِرَنَّ لَكَ وَمَا أَمْلِكُ لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ رَبَّنَا عَلَيْكَ تَوَكَّلْنَا وَإِلَيْكَ أَنَبْنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ (4) رَبَّنَا لَا تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا وَاغْفِرْ لَنَا رَبَّنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (5) لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِيهِمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآَخِرَ وَمَنْ يَتَوَلَّ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ (6)" (الممتحنة) ,فهل يعقل أن يأمرنا ربنا عز وجلا بتقليد نبيه إبراهيم عليه السلام ثم لا نجد من سنة إبراهيم شيء على حسب قولك و منطقك.. ؟, لقد امرنا رب العزة ان نقتدي به و بالذين معه "قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ" ثم بين لنا مكمن الإقتداء في كتابه الكريم "إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآَءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ..." لا في روايات منسوبة الى إبراهيم عليه السلام ان كانت هناك روايات..
أليس الجواب كافيا شافيا...!!؟, فكما امرنا ربنا عز و جلا بالاتساء بابراهيم عليه السلام و بين لنا مكمنه في كتابه الكريم امرنا بنفس المنطق بالاتساء بالرسول الكريم في مواضع عديدة اثنى عليه ربه في كتابه الكريم..

5-كان السؤال : وهل مجرد وجود طوائف ضالة لا علم إسناد عندها يعني اننا على باطل؟
و كان الجواب : كل عمل بشري مهما كان في كل الملل و النحل يحتمل الخطأ و الصواب.. و كذلك الإسناد في الروايات عند السنة و الشيعة على السواء مع فارق في الضوابط و نسبة الخطأ و الصواب, فكم من راوي أخرج له البخاري و لم يخرج له تلميذه مسلم.. و كم أخرج لهم مسلم و لم يخرج لهم البخاري.. كم من راوي عدله البخاري و جرحه مسلم.. و كم عدلهم مسلم و جرحهم البخاري.. فكيف يزكي الرجال ثم كيف يجرحهم رجل مثلهم لا يعلم السرائر و لا ما تخفي الأنفس.. " فَلَا تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى" (النجم 32), بل هذا كله ظن في ظن و كتاب الله هو الحق "وَمَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنَّ الظَّنَّ لَا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا" (النجم 28)
الم تكن اجابة شافية كافية..!!؟,بل ربما أنت يا زميلي الذي لم تستوعب الاجابة.. اليس في قوله تعالى ".. فَلَا تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى" هدم لما يسمى بعلم الاسناد او علم الرجال من أوله لأخره في كل المذاهب و النحل..!!؟, اليس هو مجرد ظن في الرجال و لا علم لأحد منهم بما تخفي الصدور..!!؟, الم يظن البخاري يبعضهم خيرا و ظن بهم مسلم شرا ..!!؟,هذا ليس علم يا زميلي..فلا مقدمات متفق عليها و لا مسلمات مطلقة و لا منهج موحد بل هو تأسيس للظن و صدق الحق اذ يقول "وَمَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنَّ الظَّنَّ لَا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا" 6

6- كان السؤال : فكيف إذن تقولون وعلماء الرافضة يقولون بان القران محرف ؟..وأحسن أحوالهم من يشكك في صحته..فعلى فكركم لابد مادام وجد الشك من قوم أن يطرح أيضا!
و كان الجواب : لم نشك و لا نشك و لن نشك في ثبوت حرف واحد من كتاب الله العظيم, فهو محفوظ من رب العالمين الى يوم الدين و هو وحده الطريق المستقيم الحق و لا يستقيم طريق غيره شرعا و منطقا و حتى هندسة "وَأَنَّ هَٰذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ ۖ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ۚ ذَٰلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ" (الأنعام 153), فلا وجه للمقارنة أبدا أبدا أبدا بأي وجه من الاوجه بين كتاب الله العظيم الذي لا ريب فيه وبين ما كتبت أيدي البشر بضوابط وأسس بشرية و بأدوات تاريخية ما أنزل الله بها من سلطان في دينه العظيم, فهذه جريمة كبرى في حق دين الله تعالى..
الم تكن إجابة شافية كافية..!!؟, فأبدا ما قلنا أن القران محرف و أبدا ما شككنا في حرف من حروفه.. و لا يعنينا من يقول بهذا من بعيد أو من قريب.. فتشكيكنا في الروايات لما فيها من تشكيك في كتاب الله العظيم و مناقضة أحكامه و شرعه و إساءة للرسول الكريم و لأزواجه الأطهار و مصادمة العقل و المنطق و الفطرة و العلم.. و فبل هذا كله لقوله تعالى "تِلْكَ آيَاتُ اللَّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَ اللَّهِ وَآيَاتِهِ يُؤْمِنُونَ (6)" (الجاثية), أبحديث البخاري و مسلم و الترمذي و الكافي و كتب البشر مع حديث الجبار تؤمن يا زميلي..

أما عن إجاباتك أنت يا زميلي فنبدأ من حيث أنهيت..

كان سؤالي دقيقا جدا.. فلم اقل هل كان الصحابة كلهم يحفظون السنة و أنا اعلم تمام اليقين أنهم لم يكونوا كذلك كما أنهم لم يكونوا كلهم يحفظون كتاب الله الكريم.. فهذا بديهي.. و لكني اجزم يقينا أن الدائرة الضيقة التي كان بيدها مقاليد الخلافة و الحكم كانت ملمة و حافظة بمجملها لكل كتاب الله الكريم وهذا ملزم و حتمي لمن يتخذ كتاب الله تعالى دستورا و منهاجا فهل كانت تلك العصبة القليلة ملمة بكل الروايات ..!!؟, فلا يعقل أن يستدعي الخليفة و عصبته الشعب بأكمله في كل صغيرة و كبيرة ليلم شمل الروايات المتناثرة في صدورهم ثم يرى ما يقره دين الله تعالى.. !!, هذا إن كان كلهم لا يخطأون و لا ينسون ثم كانوا قبل ذلك كلهم عدول لا يكذبون ولا يدلسون.. يا زميلي..,في خطبة الوداع يقال انه حضرها أكثر من 100 ألف صحابي فما بالك و العدد قد زاد ربما أضعافا مضاعفة.. هل يعقل أن يُنادوا كلهم من كل فج عميق في كل مسألة.. فلقد سمع كل منهم من رسول الله ما لم يسمعه الأخر.. ثم ما حال الصحابة مع الروايات التي صححت في عصرنا هذا .. !!؟,اعلموها عليلة أم صحيحة.. !!؟ أأخذوا بها أم تركوها.. !!؟ لم تجبني يا زميلي فما هكذا نختصر..

أما عن أسئلتي الأولى فلا زلت تصر على المراوغة يا زميلي و تتكلم عن السنة بدل الكتب.. أدرك جيدا مدى الحرج الذي أنت فيه يا زميلي..
أعيد السؤال بكل بساطة و بما انك تحب الاختصار فاختصر و قل نعم أو لا

هو سؤال واحد جوهري و لنترك فروعه إلى حين.. : بما أن كتاب البخاري يحوي اصح الروايات و التي تعتبرونها وحي من عند الله تعالى لرسوله الكريم فهي السنة عندكم فهل سيكون كتاب البخاري حجة علينا يوم الدين أمام رب العالمين..!؟, بدقة متناهية : نعم.. كتاب البخاري حجة علينا أمام رب العالمين.. أو : لا.. كتاب البخاري ليس حجة علينا أمام رب العالمين..

اقرأ فاقرأ ثم اقرأ ألف مرة قبل أن تتجرأ بالإجابة على ما لا تعلمه أنت و لا أنا و لا الناس أجمعين من الغيب فيخبرنا به الجبار رب العالمين رب البخاري و مسلم و الكافي.. رب من كتبوا الروايات فقدست مع كتاب الله العظيم.. رب الجِنة و الناس و الملائكة أجمعين "وَلَلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرضِ وَيَومَ تَقُومُ السَّاعَةُ يَوْمَئِذٍ يَخْسَرُ الْمُبْطِلُونَ (27) وَتَرَى كُلَّ أُمَّةٍ جَاثِيَةً كُلُّ أُمَّةٍ تُدْعَى إِلَى كِتَابِهَا الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ (28) هَذَا كِتَابُنَا يَنطِقُ عَلَيْكُم بِالْحَقِّ إِنَّا كُنَّا نَسْتَنسِخُ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ (29)" (الجاثية)

أما عن سؤالك الأخير فبكل بساطة و اختصار بما انك تحب الاختصار.. اللغة العربية هي التي حُفظة بحفظ كتاب الله الكريم و ستحفظ بحفظه إلى يوم الدين "إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ (9)" (الحجر), فكتاب الله خالد مطلق يقاس عليه كل شيء حتى الإعراب و النحو لا العكس.. فكم من أية تُعجز قواعد الإعراب و النحو.. و يقول تعالى "نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ (193) عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنذِرِينَ (194) بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُّبِينٍ (195)", فالتبيان باللسان العربي إنما يستمر بحفظ الكتاب الكريم إلى يوم الدين.. و لا يكون مبين إلا إذا فهمه الناس و عقلوه على مر السنين.. هذا ما اخبرنا به علام الغيوب..

أبو القـاسم
05-27-2011, 12:33 PM
واضح أنه لا شيء في جعبتك سوى التكرار وأنا أتحداك في مناظرة صوتية ..لأنك لا تحترم أدب الحوار وتطيل لسانك
وساعتها ستعلم جيدا من الذي يتهرب ..طبعا كل تعليقاتك لم أستفد منها شيئا ولم أفهم لماذا تلجأ للتطويل مع أن صاحب الحق لا يحتاج لهذا..ولم أجد في كلامك أي جواب مطلقا ..!,هل تعي ذلك؟, ولذلك لم أجد بدا من الدعوة لمناظرتك لتتعلم
ولم تجب عن السؤال ..وبقية الكلام مجرد نفي بلا أي دليل ..يعني كمن يقول لآخر أنا عبدالله فيرد عليه الآخر:انت لست عبدالله
وهذا النفي كلٌ يقدر عليه ..فإن أبيت المناظرة الصوتية ..وهو ما أظنه, فعليك إذا أردت الحوار أن تلتزم بأدب الحوار ومنه :
-حين أطالبك بالدليل تجيب وتبين وجه الدلالة
-لا تطل الأجوبة بل أجب على قدر السؤال وبوضوح ودون فلسفة لأن التطويل أقرب لكونه ضعفا من كونه حجة وقوة
وغير ذلك ..وسأكتفي بمثال واحد في تبيان عدم مطابقة جوابك لسؤالاتي:
أنا سألت
: وهل مجرد وجود طوائف ضالة لا علم إسناد عندها يعني اننا على باطل؟
جواب هذا السؤال:نعم ..او لا..وكفى وإن أردت التوضيح بسطرين مثلا فلا بأس,وسافصح لمك عن مغزى السؤال ليعلم الناس سبب التهرب او سوء الفهم , أنتم تتهمون أهل الإسلام بان أحاديهم باطلة لا يعمل بها إلخ..ومن استدلالتكم علينا أن تقولوا:ها هم الشيعة يتبعون الكافي..فمن نصدق الكافي أم البخاري؟..وبهذا التسخيف والسذاجة تردون الحق..فسألتك :هل وجود أدعياء يدعون ما يشاؤون..يعني بطلان ما عندنا ؟
وبطريقة أخرى :هل مجرد وجود طوائف ضالة لا علم إسناد عندها يعني اننا على باطل؟..فيفترض لو كنت محقا أن تقول نعم ..أو لا..وتبين إن شئت بعد ذلك سبب جوابك ..لكن ماذا فعلت :..انظروا جوابه :

: كل عمل بشري مهما كان في كل الملل و النحل يحتمل الخطأ و الصواب.. و كذلك الإسناد في الروايات عند السنة و الشيعة على السواء مع فارق في الضوابط و نسبة الخطأ و الصواب, فكم من راوي أخرج له البخاري و لم يخرج له تلميذه مسلم..إلخ (راجعوا جوابه كاملا في الأعلى) ..فهل سألتك عن الأعمال البشرية وصوابها وخطئها أما يا ترى سألتك عن البخاري..أم تراني سالتك عن شيء مما قلت؟!..وجوابك عن حفظ العربية مع الأسف لم تسلك فيه الجادة ,إن هي إلا مراوغة ..وحسب كلامك أن القران وحده يكفي في أن يكون الإنسان عالما بالعربية مستغنيا عن كل ما كتب من النحو والصرف والبلاغة وغيرها ,وهذا باطل جدا ,يعرف بطلانه كل من شم رائحة العلم وعرف العربية ,والحاصل أنك لم تجب شيئا قط
والله المستعان

caxine
05-29-2011, 02:56 PM
لا يا زميلي.. لا تغضب علينا و لا تشتم.. فليس هكذا يتحاور من كانت له حجة..

ليس هكذا يا زميلي المقدسي.. إقرأ قوله تعالى "وَإِنْ أَحَدٌ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلاَمَ اللّهِ ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لاَّ يَعْلَمُونَ (6)" (التوبة)، إعتبرني مشرك يا زميلي يا من تكفرنا.. فهل أسمعتني كلام الله تعالى..!!؟، هل أمّنْتني..!!؟، أهكذا نبلغ ديننا..!!؟

يا زميلي.. إعتبرني باحث عن الحق و الله تعالى يشهد إني لكذلك.. دع إجاباتي بجهة و إعتبرها سفسطة لا تسمن و لا تغني من جوع.. دع عنك المناظرات الصوتية و الصورية فسلت لها..

كان سؤال واحد جوهري و بسيط.. لماذا لم تُجب..!!؟، لماذا لم تُنر لنا الطريق..!!؟، لماذا لم تُفتّح لنا العيون..!!؟، لماذا.. لماذا.. لماذا..

دع القرّاء يحكمون على من أجاب و على من تهرب و لا تحكم أنت يا زميلي فأنت خصم.. في الحوار طبعا.. و يشهد الله تعالى أني لا أكن حقدا و لا كرها..

اللهم إغفر و إرحم و أنت خير الراحمين..

أبو القـاسم
06-03-2011, 08:36 AM
الذي يهرب من المناظرة هو الذي لا يجيب أما من يدعو إليها فلا يقال عنه لم تجب ...
وأكررر جوابي للعقلاء لا لك ..ولا والله لست باحثا عن الحق بل مجادل عن الباطل
إخوتي أهل السنة يريد بسؤاله أن يقول :هل الله سيحاجنا بالبخاري ؟ تصورهم الساذج لعدم معرفتهم بعلوم السنة أن الأمة كلها كانت نائمة حتى انبعث البخاري فجأة وجمع لهم كتابه وقال هذا حجة الله عليكم..
فالجواب :نقل الصحابة السنة للأتباع وهذا ثابت بالتواتر ,ونقل الأتباع السنة لأتباعهم وهذا ثابت بالتواتر ,وأتباعهم نقلوه للأتباع وهكذا جيلا بعد جيل وكل ذلك ثابت بالتواتر لا يرتاب فيه عاقل قط
والبخاري كان تقريبا في الجيل الرابع ..فالسنة قبله محفوظة وبعده كذلك محفوظة ,,وقد دونها هو عن مشايخه بالشروط المعتبرة الدقيقة..ولكنه قال لن أضع في كتابي إلا ما ثبتت صحته ..وكذلك مسلم ,,فلهذا تلقى العلماء كلهم كتابيهما بالقبول والتسليم والتبجيل ..والصحيح في غيرهما كثير أيضا ,يعرف هذا من يعرف علم الحديث أما من يجهله فلن يفهم ذلك ..وعليه سيحاجنا الله بكل ما صح عن رسول الله سواء كان في البخاري أو غيره ..أما العامي فمطالب بسؤال أهل الذكر ,وقد اتفق أهل الذكر على ما أقول جيلا بعد جيل ..أعني أن السنة محفوظة ..وأما العالم بالحديث فإنه يعرف مواقع الصحة من السقم .. ,واتباع الرسول(ص) الذي أمرنا به وبطاعته في عامة التفاصيل من صلاة وزكاة وحج وبيوع وجهاد وأقضية وأنكحة إلخ لا تتحقق إلا بامتثال السنة فحين أمرنا الله تعالى بطاعته لزم من ذلك أنه سيحفظ سنته إذ بغير ذلك يكون طلب طاعته حينئذ عبثا لا معنى لها, والله جل ثناؤه منزه عن العبث.. ولو فرضنا أن الله وضع آية في كتابها مفادها "لا تلتزموا إلا بما في القران وحده وأعرضوا عن طاعة كل ما سواه" لم يكن هذا دليلا لمنكرة السنة ,لأنه لو كان كذلك وقع التناقض التناقض في كلام العلي الخبير ..وذلك مثل معلم قال لتلاميذه :
اتبعوا الطالب فلان ريثما أعود..ثم وضع على اللوح كلمة :لا تسمعوا إلا كلامي..فلو لم يمتثلوا كلام الطالب لم يكونوا محققين لطاعة معلمهم بداهة ,ويعرف هذا الأطفال دون إقامة دليل لوضوحه..فكيف والقرآن حافل في آيات كثيرة بالتأكيد على طاعة الرسول (ص) مع ذكرها مع طاعة الله ليدلك أن الرسول له طاعة مستقلة ..وتأمل "من يطع الرسول فقد أطاع الله " وكان ينبغي أن يقول على وفق كلام منكرة السنة"من يطع الرسول فيما هو خارج عن منطوق القران فقد عصى الله"!

caxine
06-13-2011, 12:08 PM
الحمد لله رب العالمين و سلام على المرسلين لا نفرق بين احد منهم و نحن له مسلمون

يا زميلي المقدسي.. لا افهم لماذا تصر على المناظرة الصوتية في حين أني أجد المشاركات الكتابية أفضل لي و لك و للزملاء ممن أراد أن يدلو بدلوه.. , ثم ما الجديد الذي يمكن أن تحتج به علينا في المناظرات و تعجز ان تكتبه في المشاركات..!!؟, دعك من هذا يا زميلي..

يا زميلي.. لقد أكثرت من التكلم عن تواتر الروايات و لست ادري و الله عن أي تواتر تتكلم..!!؟, يا رجل.. الروايات التي بين يدينا ألان و بالآلاف غالبيتها الساحقة روايات أحاد بنسبة تفوق %99.. عن أي تواتر تتكلم يا زميلي و الروايات المتواترة تُعد على أصابع اليدين و منها رواية "مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا تَبَوَّأَ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ", فهذه الرواية المتواترة تبين انه كان هناك من يكذب على الرسول عليه السلام حتى في زمانه..

سأجيبك أنا على أسئلتي و التي مازالت معلقة بلا إجابة و بدقة متناهية بلا حرج و لا لف و لا دوران ..
لا.. كتاب البخاري ليس حجة علينا أمام رب العالمين يوم الدين و لا كتاب أخر في الارض مما كتبت أيدي الناس.. و الحجة الواحدة و الوحيدة هي كتاب الله العظيم و آياته البينات و دليلنا كتاب الله الكريم نفسه بعشرات الآيات المحكمات البينات و من قال بغير هذا فقد احتمل بهتان عظيما و عليه بان يأتينا بدليل واحد صريح من كتاب الله العظيم و سأزيد عليه كتب الروايات..

يا ناس.. يا من له ذرة من العقل و المنطق و قبل هذا كله تبجيل لله و تعظيم له.. أفإن صحح الألباني و غيره من علماء الحديث رواية من الروايات تكون حجة الله تعالى علينا يوم الدين و إن لم تُصحح لا تكون حجة..!!؟, أم أن الروايات كلها حجة الصحيح منها و الموضوع..!!؟, من الذي سيحكم علينا و بأي حجة.. الله تعالى بكتابه العظيم أم علماء الحديث برواياتهم المصححة..!!؟, أي منطق هذا..

يا زميلي.. اقرأ قوله تعالى "وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللّهِ كَذِبًا أَوْ كَذَّبَ بِآيَاتِهِ إِنَّهُ لاَ يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ (21) وَيَوْمَ نَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا ثُمَّ نَقُولُ لِلَّذِينَ أَشْرَكُواْ أَيْنَ شُرَكَآؤُكُمُ الَّذِينَ كُنتُمْ تَزْعُمُونَ (22) ثُمَّ لَمْ تَكُن فِتْنَتُهُمْ إِلاَّ أَن قَالُواْ وَاللّهِ رَبِّنَا مَا كُنَّا مُشْرِكِينَ (23) انظُرْ كَيْفَ كَذَبُواْ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَضَلَّ عَنْهُم مَّا كَانُواْ يَفْتَرُونَ (24)" (الانعام), انظر يا زميلي حال من يفتري على الله تعالى و هو يظن انه يحسن صنعا..
ثم اقرا يا زميلي قوله تعالى "سَيَقُولُ الَّذِينَ أَشْرَكُواْ لَوْ شَاء اللّهُ مَا أَشْرَكْنَا وَلاَ آبَاؤُنَا وَلاَ حَرَّمْنَا مِن شَيْءٍ كَذَلِكَ كَذَّبَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِم حَتَّى ذَاقُواْ بَأْسَنَا قُلْ هَلْ عِندَكُم مِّنْ عِلْمٍ فَتُخْرِجُوهُ لَنَا إِن تَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ وَإِنْ أَنتُمْ إَلاَّ تَخْرُصُونَ (148) " (الانعام), فاي علم بعد الكتاب الكريم الذي لا ريب فيه يا زميلي.. اي علم بعد الحق اليقين.. علم الروايات الظني حجة عليك لا لك زميلي فهل ستخرجه للجبار يوم لا علم إلا علمه و لا كتاب الى كتابه ولا حجة لك بعد ذلك فيما وجدت عليه أبائك.. فالحق كتاب الله الكريم و لو اجتمع أهل الأرض كلهم على غيره..

يا زميلي.. السنة الحق المحفوظة هي كل ما تواتر من تطبيق العبادات و ما له أصل في كتاب الله العظيم و حُفظ بشهادة الالوف من الصحابة و التابعين أتانا متواترا متوارثا أبا عن جد و ليست روايات أحاد ظنية يا زميلي رواها فلان انه سمع فلان الذي اخبره فلان.. ثم يبنى على هذا الظن ما يلزم أن يكون يقينا لا ريب فيه.. فأي منطق هذا..

ثم أجزم يقينا أن الخلفاء الراشدون و من معهم من أهل العقد و الحل كانوا مُلمين بمجملهم بكامل كتاب الله الكريم و لم يكونوا ملمين بكامل الروايات فهل نقص من دينهم شيء.. .!!؟, هل نقص من شرع الله تعالى شيء.!!؟.

يا زميلي.. أنا لا ادعي الحق المطلق أبدا و لا يستطيع احد أن يدعيه ولكن عليك أن تتيقن أن لكل رأي حججه و براهينه و المقياس هو كتاب الله الكريم ثم العقل الذي امرنا الله تعالى في مواضع عديدة من كتابه الحق أن نستعمله و نستغله في التدبر و التفكر و التعقل فمن ذا الذي يحجر عليه...!!؟, دين الله تعالى سهل بسيط فطري لكل الناس و عامتهم فلماذا نبتدع علوم و علوم من تفاسير و تأويل مختلف الأحاديث و علوم ما انزل الله بها من سلطان في دينه اليسير لتحول بين الناس و بين كتاب ربهم..!!؟


اللهم ثبتنا على القران و اغفر لنا بالقران و ارحمنا بالقران فلا الاه الا انت و لاشريك لك سبحانك و لا كتاب مع كتابك العظيم..

أبو القـاسم
06-13-2011, 01:40 PM
ربنا افتح بيؤننا بالحق وأنت خير الفاتحين..
أصارحك :خطبتك تصلح أن تعرضها في سوق عكاظ أو مجنة ..مع أنها لن تجاز هناك لما اشتملت عليه من لحن..
التواتر يعرف بما عليه المحدثون النقاد الجهابذة في القرون الفاضلة المزكاة , وليس بتخرصات بعض المتأخرين
فقد تواتر أن الصحابة كالخلفاء الراشدين وابن مسعود وابن عمر وأبي هريرة وابن عباس وعائشة زوج الرسول (ص) وغيرهم جماعة كثيرون جدا..تواتر أن هؤلاء بلغوا السنة , ومن لم يطلع على دواوين الإسلام ولم يتفقه في كتبهم ولم يتشرف بإنعام النظر في أسانيدهم ..فطبيعي أنه يصح فيه أنه عدو ما يجهل , فليس له من شأن سوى النفي ..ومثل هذا لا حيلة معه سوى دعوته للتعلم ,وشاهد ذلك أنك تجد منكرة السنة لا يحسنون أصلا معرفة مصطلحات أهل العلم ولا يميزون بين الصحيح والضعيف ولا كيف يعرف هذا من هذا..ومعلوم أن الله تعالى ذكر الكثير من الأحكام كالعبادات والمعاملات وفصل الرسول صلى الله عليه وسلم ما يتعلق بها , إضافة لما ذكره مما ليس في كتاب الله تعالى ..وهذه مسائل واضحة جدا ولله الحمد ,حتى أن من يسلم حديثا إذا أعطي نسخة من كتاب الله ,فإنه بفهمه لكتاب الله يسأل كيف أفعل كذا وكذا وكذا..وأين كلام رسول الله ,فيعلم بمجرد قراءته لكتاب الله أنه يلزم وجود سنة نبوية مفسرة لما أجمِل ,مع تقرير أحكام جديدة..كتحريم أكل الكلاب مثلا ..هل يقبل منكر السنة أن أدعوه على وجبة شهية من لحم كلب عفن ؟أو حتى صقر ؟ أو أسد ؟ وقيسوا عليه معاشر الإخوة القراء..
أما التواتر الذي نقول به فهو ثابت قطعا ..لأنك تجد الصحابة الذين حفظت أسانيدهم بالقران الكريم هم أنفسهم وغيرهم الذين نقلوا السنة ..ويمكن معرفة ذلك بمطالعة كتاب معرفة القراء الكبار للحافظ الذهبي ,ثم مقارنة ذلك برواة السنة من لدن الصحابة فمن بعدهم
وفي كل طبقة من الطبقات كطبقة الصحابة وتابعيهم وتابعي التابعين ..تجد أن كبار المحدثين على اختلاف أزمانهم وأوطانهم نقلوا عن الطبقة الأولى فالثانية ..وهكذا ..وإنما عرفنا أسماءهم بروايتهم للحديث ,كالعشرة المبشرين بالجنة و أبي بن كعب الأنصاري سيد القراء والأرقم بن أبي الأرقم المخزومي وأسامة بن زيد وأنس بن مالك خادم النبي صلى الله عليه وسلم و البراء بن عازب وتميم الداري الفلسطيني وثابت بن قيس بن شماس وثوبان مولى النبي صلى الله عليه وسلم وجابر بن عبدالله و خارجة بن حذافة العدوي و خالد بن سعيد بن العاص وخالد بن الوليد سيف الله وزيد بن سهل (أبو طلحة الأنصاري) و أبي سعيد الخدري سعد بن مالك الأنصاري و سعد بن عبادة سيد الخزرج وعدي بن حاتم الطائي والعرباض بن سارية وعقبة بن عامرالجهني إلخ من مئات الصحابة..وعند منكرة السنة كل هؤلاء مجرد أسماء وهمية! ,أو هذا لازم اعتقادهم الباطل وحسبك به دليلا على الجهل والسفسطة والمكابرة ..هؤلاء وغيرهم حدثوا التلاميذ ما سمعوه من رسول الله تعالى ..وهكذا طبقة بعد طبقة كالقران العظيم ..فتجد المحدثين الكبار كأصحاب الكتب الستة والأئمة أحمد بن حنبل والشافعي ومالك وأبي حاتم الرازي وعلي بن المديني ويحيى بن معين ويحيى بن سعيد القطان وابن أبي ذئب وعبد الرحمن بن مهدي ومحمد الذهلي والزهري وسفيان بن عيينة وسفيان الثوري وعبد الله بن المبارك والأوزاعي وأيوب السختياني وعبد الرزاق والفسوي والليث بن سعد والفلاس ...إلخ كل هؤلاء على اختلاف أعصارهم وأمصارهم توافقوا على النقل ,ويصدق بعضهم بعضا فيما نقلوه ..وكما قلت ليس يدرك ذلك ويعرفه إلا من خبر هذا العلم وعرف كيف حفظ القران وكيف حفظت السنة ..أما من لا يعرف فلا غرو أن ينفي لأنه يجهل ولكن الإشكال أنه لايدري أنه يجهل فتلك مصيبة ,فإن كان يدري فالمصيبة أعظم
والله المستعان

أبو القـاسم
06-13-2011, 02:43 PM
بل هذا الذي بينته على سبيل الإشارة والتنويه والإلماح لمن يفهم ..أعلى بكثير من حد مسمى التواتر الذي عليه جهابذة المحققين النقاد من أهل الصنعة الحديثية في القرون الفاضلة ..

caxine
06-17-2011, 09:32 PM
الحمد لله رب العالمين و سلام على المرسلين لا نفرق بين احد منهم و نحن له مسلمون
اللهم يا ربنا احكم بيننا فأنت خير الحاكمين.. وارحمنا كلنا فأنت خير الراحمين..

زميلي المقدسي.. والله لو ذكرت أهل الأرض كلهم من ادم عليه السلام مع من ذكرت من الصحابة و التابعين لما كانوا حجة أبدا على أية واحدة من كتاب رب العالمين و لو جئت بمثلهم عددا..
زميلي.. و الله لو اجتمع الناس كلهم من ادم عليه السلام إلى يوم الدين على قول يخالف كتاب رب العالمين لاجتمعوا كلهم على ضلال..
زميلي.. و الله لو وضعت أقوال الناس كلهم من ادم عليه السلام إلى يوم الدين في كفة و أية واحدة من كتاب رب العالمين في كفة أخرى لرجحت كفة الآية في ميزان الحق و لو كان الجن لهم ظهيرا..
زميلي..و الله لو اتخذت كتاب لله العظيم دستورا و منهاجا ثم اخطات في فهم بعض من اياته لكان خير لك عند رب العالمين من اتخاذ و إشراك كتب البشر مع كتابه الكريم بما فيها من طعن و مخالفة و تخصيص و نسخ آيات و أحكام الكتاب الكريم..
هذا كله ان ثبت التواتر لديهم زميلي فما بالك ان كانت اغلب الروايات غير متواترة رواها فلان انه سمع فلان الذي اخبره فلان.. فجلَ من لا يخطيء و لا ينسى..

هل علمت الآن زميلي الفرق بيننا..لا نعرف كتاب الله تعالى بالرجال و لا نعرف الحق بالرجال ولكن نعرف الرجال بكتاب الله تعالى و نعرف الرجال بالحق فكفانا من الاحتجاج بالأولين و رفعهم إلى درجة أخشى أن تكون مقدسة و فينا كتاب ينطق بالحق هدى و بشرى للمؤمنين..
فيا زميلي.. من اهتدى منهم فلنفسه و من أساء فعليها "مَنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاءَ فَعَلَيْهَا ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ" (الجاثية 15) و لا احد منهم فوق كتاب الله تعالى أو حجة عليه.. أفستحتج بهم "يَوْمَ لَا تَمْلِكُ نَفْسٌ لِنَفْسٍ شَيْئًا وَالْأَمْرُ يَوْمَئِذٍ لِلَّهِ" (الانفطار 19), افستحتج بهم يوم لا تجزي نفس عن نفس شيئا و لا تزر وازرة وزرة اخرى "وَاتَّقُوا يَوْمًا لَا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئًا وَلَا يُقْبَلُ مِنْهَا شَفَاعَةٌ وَلَا يُؤْخَذُ مِنْهَا عَدْلٌ وَلَا هُمْ يُنْصَرُونَ" (البقرة 48), "قُلْ أَغَيْرَ اللَّهِ أَبْغِي رَبًّا وَهُوَ رَبُّ كُلِّ شَيْءٍ وَلَا تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ إِلَّا عَلَيْهَا وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ مَرْجِعُكُمْ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ" (الانعام 164), افستحتج بهم "يَوْمَ تَأْتِي كُلُّ نَفْسٍ تُجَادِلُ عَنْ نَفْسِهَا وَتُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ" (النحل 111), افستحتج بهم يوم لا حجة الا كتاب رب العالمين عليَ و عليك و عليهم و على ابو بكر و عمر و عثمان و علي و فاطمة و الحسن و الحسين و ائمة الشيعة و البخاري ومسلم والترمذي و النسائي و الشافعي و ابو حنيفة و مالك و الإمام احمد و ائمة السنة و على كل المذاهب و النحل من الذين اتخذوا مع كتاب الله العظيم كتب مما كتبت أيدي البشر فقُدست و كُفِر كل من يعتقد بان كتاب الله تعالى فوقهم جميعا في الحياة الدنيا و فوقهم جميعا يوم العرض امام رب العالمين, يوم لا علم إلا علم كتاب رب العالمين فمن كتب الروايات وفرض علومها على الناس بما لم ينزل الله به سلطانا في دينه المبين سيقف سواء بسواء مع عامة الناس وكتاب الله العظيم وحده حجة عليهم جميعا..

فاين نحن من قوله تعالى "إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْمًا عَظِيمًا (48) أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يُزَكُّونَ أَنْفُسَهُمْ بَلِ اللَّهُ يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ وَلَا يُظْلَمُونَ فَتِيلًا (49) انْظُرْ كَيْفَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَكَفَى بِهِ إِثْمًا مُبِينًا (50)" (النساء), فمالنا نزكي بعضنا بعضا لنحتج على بعضنا بعضا في دين الله تعالى و دين الله تعالى فوقنا جميعا من أولنا لأخرنا.. ثم اقرا قوله تعالى "..فَلَا تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى" (النجم 32), فلماذا اذا ما سمي بعلم الجرح و التعديل و من الذي ابتدعه ليضيف الى دين الله تعالى ما لم ينزل به سلطانا من أقوال البشر.. لماذا خالفنا كتاب ربنا فزكينا بعضنا بعضا.. لماذا تجرأنا على ربنا بعلم لا يعلمه إلا هو و انغمسنا فيه لنتخذ منه أساسا لتشريع مواز لكتاب رب العالمين.. "قُلْ أَرَأَيْتُمْ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ لَكُمْ مِنْ رِزْقٍ فَجَعَلْتُمْ مِنْهُ حَرَامًا وَحَلَالًا قُلْ آَللَّهُ أَذِنَ لَكُمْ أَمْ عَلَى اللَّهِ تَفْتَرُونَ (59) وَمَا ظَنُّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَشْكُرُونَ (60)" (يونس), لماذا كل هذا الظلم لكتاب الله تعالى يا زميلي.. "وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِذْ قَالُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَى بَشَرٍ مِنْ شَيْءٍ قُلْ مَنْ أَنْزَلَ الْكِتَابَ الَّذِي جَاءَ بِهِ مُوسَى نُورًا وَهُدًى لِلنَّاسِ تَجْعَلُونَهُ قَرَاطِيسَ تُبْدُونَهَا وَتُخْفُونَ كَثِيرًا وَعُلِّمْتُمْ مَا لَمْ تَعْلَمُوا أَنْتُمْ وَلَا آَبَاؤُكُمْ قُلِ اللَّهُ ثُمَّ ذَرْهُمْ فِي خَوْضِهِمْ يَلْعَبُونَ (91) وَهَذَا كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ مُصَدِّقُ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَلِتُنْذِرَ أُمَّ الْقُرَى وَمَنْ حَوْلَهَا وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْآَخِرَةِ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَهُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ (92) وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ قَالَ أُوحِيَ إِلَيَّ وَلَمْ يُوحَ إِلَيْهِ شَيْءٌ وَمَنْ قَالَ سَأُنْزِلُ مِثْلَ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ وَالْمَلَائِكَةُ بَاسِطُو أَيْدِيهِمْ أَخْرِجُوا أَنْفُسَكُمُ الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنْتُمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ وَكُنْتُمْ عَنْ آَيَاتِهِ تَسْتَكْبِرُونَ (93) وَلَقَدْ جِئْتُمُونَا فُرَادَى كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَتَرَكْتُمْ مَا خَوَّلْنَاكُمْ وَرَاءَ ظُهُورِكُمْ وَمَا نَرَى مَعَكُمْ شُفَعَاءَكُمُ الَّذِينَ زَعَمْتُمْ أَنَّهُمْ فِيكُمْ شُرَكَاءُ لَقَدْ تَقَطَّعَ بَيْنَكُمْ وَضَلَّ عَنْكُمْ مَا كُنْتُمْ تَزْعُمُونَ (94)" (الانعام)
زميلي.. والله لو كنا فعلا نتدبر كتاب الله العظيم لاستوقفتنا أية تكاد السماوات يتفطرن منها و تنشق الأرض و تخر الجبال هدا.. لو تدبرنا كتاب ربنا حق التدبر لاستوقفتنا شهادة الرسول الكريم علينا اما رب العالمين "وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآَنَ مَهْجُورًا " (الفرقان 30), فيا ليته قال العصاة من قومي و يا ليته قال بعض قومي و يا ليته قال المتأخرين من قومي و لكنه قال قومي و لا حول ولا قوة إلا بالله العظيم..

ربي اغفر و ارحم و تجاوز و اعفو فلا ملجأ لنا سواك في يومك الشديد فأنت خير الراحمين..

أبو القـاسم
06-17-2011, 10:18 PM
يا كاكسين افهم ! دعك من الخطب والمقالات العريضة التي تستنزف الوقت بلا معنى..وجادل بعلم مادمت تهرب من المناظرات المباشرة..القران نقل إلينا بواسطة هؤلاء الذين تقول عنهم إنهم ليسوا حجة ..أنت لا تفهم معنى التواتر ولا الدليل ولا تعرف علم حديث
ولا غيره ..فأرسل شخصا من مواقعكم يفهم فيها ليحاور ..ولا أظنك ستعثر عليه
قول الله تعالى "وما قدروا الله حق قدره.." الآية..وجهه لنفسك وأصحابك ..فنحن الذين حفظ الله القران بواسطتنا..تلك الأمم الفاضلة التي تضللونها من صحابة وتابعين وتابعيهم وإلى يومنا هذا هم الذين حفظ الله تعالى القران العظيم بوساطتهم وإجماعهم حجة بدلالة القران نفسه كما في سؤالي الثالث..نحن لم نقل "ما أنزل الله على بشر من شيء" كاليهود وغيرهم حتى تستشهد بهذه الآيات..إنه لمن المعيب والتجني أن تورد علينا هذه الآيات في معرض الاحتجاج علينا..نحن لا نستكبر عن آيات الله أيها الظالم لنفسك المعتدي ..الزم أدبك ! ..مع أنك في الواقع لم ترد على شيء مما قلته ولا على ما حواه ردي من أسئلة..لأن منهجك باطل وعقيدتك فاسدة ..وحتى أصور لإخواني حقيقة ما أنتم عليه من ضلالة :
قال المعلم اسمعوا هذه التعليمات :
1-ادرسوا
2-احفظوا
3-اسمعوا كلام الطالب زيد
فخرج بعض الطلاب الأغبياء وقالوا لزيد وبكل وقاحة :نحن نسمع كل المعلم فقط ولا نسمع كلامك..فأي تناقض أبلغ من هذا؟! وأي عبث واستخفاف بكلام المعلم بعد هذا..؟
إنهم لو تنكبوا كلام زيد كانوا عصاة للمعلم بالضرورة وهذا بدهي جدا ..كما قال تعالى "من يطع الرسول فقد أطاع الله ومن تولى فما أرسلناك عليهم حفيظا".. بالمناسبة القران الذي تنقل منه أشرف على مراجعته قبل الطبع علماء من أهل السنة ...وهكذا عبر التاريخ ..فافهم! , وعِ قبل أن تنطق بخطبك التي تصلح لقوم كفار هجروا كتاب ربهم ..أما نحن فلا والله ما هجرناه قط , وكتب علمائنا في علوم القران وحفظ القران وتفسير القران وقراءات القران بالآلاف بل بالملايين ..وليس في الأرض أمة عنيت بكتاب ربها كما اعتنى علماء أهل السنة به, حتى في التصدي لطعون المستشرقين والملحدين وغيرهم..فحسبي الله على ظلمك وسوء أدبك..إن مثلك والله كمثل رجل مبتلى بخلة البخل الذميمة فأراد أن يسدي موعظة لحاتم الطائي عن فضيلة الكرم والسماحة!
الآن لو جاء ملحد أو نصراني وقال :وما أدرانا أن القران محفوظ؟ هل سترد عليه بأن تضع مواعظ وتضع آيات تلونها بالأحمر ؟
أنت مضطر حتما لو كنت شممت رائحة العلم أن تثبت له سلامة القران من التحريف بنفس جنس ما نثبت به السنة ,وستضطر لبيان عظمة الأئمة وتواترهم بعد أن بخست حقهم وكثير منكم يصرح بالشتيمة ....فحسبي الله ونعم الوكيل على الجهل وسوء الأدب ..
وفي النهاية لم أتلق جواب السؤالين !
--------هامش----------------
ومن الجهل بالمناسبة استشهادك علينا بقول الله تعالى "وقال الرسول يارب إن قومي اتخذوا هذا القران مهجورا " فهذه نزلت في الكفار لا في الصحابة ..والصحابة نقلوا السنة لأنهم لم يتخذوا القران مهجورا ..فقد وجدوا فيه الأوامر الكثيرة باتباع السنة
فحين تضع هذه الآية لتعرض بها في الرد علينا فإنما تسفه الصحابة وأتباعهم الممدوحين في القران نفسه ..وثبت بالتواتر المستفيض أنهم لم يتخذوا القران مهجورا بدليل أنهم نقلوا إلينا السنة كما نقلوا القران فرضي الله عنهم وجزاهم خيرا ...

واسطة العقد
06-17-2011, 10:39 PM
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
الزميل كاكسين لا يفهم و لا يريد ان يفهم ، عنده استعداد ان يتحفنا بكل صفحه بخطبه البليغه و حكمه السديده و يأتي لنا باقباس من علمه السديد ،
لكنه قدس سره و بورك علمه ، لا يستطيع ان يجيب على سؤالين بسيطين سهلي الفهم سألهما أبو القاسم - إعانه الله و اجاره - من بدايه الموضوع ،
فليت العلامه ألفهامه تاكسين يجيب أولا على سؤالي أبو القاسم ثم يكمل مقاماته
و صلى الله على محمد و ال محمد

caxine
06-20-2011, 12:22 AM
"وَالَّذِينَ يُمَسِّكُونَ بِالْكِتَابِ وَأَقَامُواْ الصَّلاَةَ إِنَّا لاَ نُضِيعُ أَجْرَ الْمُصْلِحِينَ" (الاعراف 170)

زميلي المقدسي.. يا من تشتمنا سرا و علانية.. ماذا تريد مني أن افهم ..!!؟, أن الروايات أتتنا متواترة..!!؟, أنها تفيد اليقين..!!؟, أن الآحاد و بالالاف كلها متواترة..!!؟, والله لم اسمع بهذا القول أبدا من السابقين و لا اللاحقين..!!, فأنرنا زميلي بقول احدهم فاني والله أشك أن تجد من السابقين أو اللاحقين من يقول بقولك..!!, فارجع زميلي إلى كتبهم لتأتينا بالخبر فتقطع الشك باليقين..

ثم تيقن زميلي أني لا امثل احد إلا نفسي.. ومذهبي كتاب الله تعالى وحده لا شريك في شرعه و طريقتي ما تواتر عن رسول الله تعالى تطبيقا لأحكام و مناسك كتاب الله العظيم.. فهذه السنة المطهرة الحق المحفوظة في كتاب رب العالمين .. فلا تتهمني بما ليس لك به علم زميلي..

زميلي.. سارد على ما جاء في كلامك الذي تتهمنا فيه ضلما و عدوانا..

1- لم و لن اكفر احد زميلي.. فالحساب على الله تعالى وحده و ليس لمخلوق في الأرض آن يحاسب غيره..
2- الاستشهاد بآيات الله تعالى في ذم أو مدح صفة من الصفات أو فعل من الأفعال للمؤمنين أو غيرهم لا يعني أبدا انك من هؤلاء القوم أو أولائك.. فالاستشهاد مُقتصر على الصفة وحدها كقوله تعالى "مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا بِئْسَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ" (الجمعة 5), أليس من المسلمين من لا يحمل من الإسلام إلا اسمه و لا يعرف من كتاب الله تعالى الا رسمه..!!؟, هذه صفة مذمومة عند أهل الكتاب و عند المسلمين على السواء ولا يعني أن هؤلاء من أولائك.. فلماذا تتهمنا بسوء الأدب زميلي..!!؟
3- تقول إنكم انتم الذين حفظ الله تعالى بكم كتابه الكريم.. اجزم يقينا أن القاسم الذي اجتمعت عليه كل الأمة بمذاهبها و نحلها هو حفظ كتاب الله تعالى و العناية به و تقديسه و هذا من منة الله تعالى علينا وعده بحفظ الكتاب فلا تمن علينا أنت زميلي.. و مع هذا.. ومع حفظكم للكتاب مع من حفظ.. و مع حفظكم لآيات الكتاب.. أَقرأُ هذه الآية الكريمة المحفوظة في الكتاب "كُتِبَ عَلَيْكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ إِن تَرَكَ خَيْرًا الْوَصِيَّةُ لِلْوَالِدَيْنِ وَالأقْرَبِينَ بِالْمَعْرُوفِ حَقًّا عَلَى الْمُتَّقِينَ" (البقرة 180) ثم أَجدُ من يدعي حفظ الكتاب ينسخ هذه الاية فيعطلها.. !!!!, و الله لاعجب لمن يتجرأ على الكتاب العظيم فيُعطل حكم ألاهي كُتب على الناس من فوق سبع سموات و يُؤكد انه حق على المتقين....!!!!, لماذا حفظتم الاية الكريمة و عطلتم حكمها..!!!؟, لماذا كتب الله تعالى على الناس أن يوصوا للوالدين و الأقربين فضلا على ما حدده رب العالمين لهم في آيات المواريث ثم عطله من يدعي بحفظ الكتاب و الكتاب محفوظ به او بدونه ..!!!؟, هذا مثالا فقط زميلي على اتخاذ القران مهجورا و لو أردت أمثلة فهذا ما ابغي..
4- الاختلاف الجوهري الذي بيننا هو انني اعتقد ان كتاب رب العالمين حق مطلق لا ريب فيه يُقاس عليه كل شيء بما فيه الروايات وهذه مقدمتي في الاستدلال بينما أنت إضافة إلى كتاب الله تعالى تعتقد بيقين الروايات و حجية أقوال السلف و قُدسية الاجماع.. هذه مقدمات فيها الكثير الكثير من التناقض فيما بينها فكيف تبني على التناقض حقا و يقينا...!!!؟
5- أما عن مثالك زميلي فليس كما وجهته أنت حسب مرادك.. فالواقع يخالف تماما ما سردت.. سأعيد صياغته ولا أظن أن عاقلا قد يخالفني فيه ولله المثل الأعلى.. لو أن معلمك هذا يا زميلي أمدَ طالبه النجيب بكتاب ليدرس أصحابه الطلبة.. ثم حثهم في الكتاب نفسه أن يدرسوا و يطيعوا صاحبهم النجيب الذي يستمد منهجه و دروسه من الكتاب في الالقاء و التوجيه و البيان.. فهل تراه سيخرج تلميذنا النجيب هذا عن منهج الكتاب و مقرره ليدرس خارج علوم الكتاب بما ليس له به علم..!!!؟, أهذا من الأمانة في شيء...!!!؟, يقول تعالى "تَنزِيلٌ مِّن رَّبِّ الْعَالَمِينَ (43) وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الْأَقَاوِيلِ (44) لَأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ (45) ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ (46) فَمَا مِنكُم مِّنْ أَحَدٍ عَنْهُ حَاجِزِينَ (47) وَإِنَّهُ لَتَذْكِرَةٌ لِّلْمُتَّقِينَ (48) وَإِنَّا لَنَعْلَمُ أَنَّ مِنكُم مُّكَذِّبِينَ (49) وَإِنَّهُ لَحَسْرَةٌ عَلَى الْكَافِرِينَ (50) وَإِنَّهُ لَحَقُّ الْيَقِينِ (51)" (القلم), فلم يتقول عليه السلام على ربه و قد حدد الله تعالى هذا القول بدقة فهو الكتاب المنزل من رب العالمين.. التذكرة للمتقين.. و الحسرة على الكافرين.. و الحق اليقين.. فاين الروايات من هذا كله..!!!!!!!!!!!!!؟
6- زميلي.. سامحك الله تعالى.. لا تكرر ضلما أن ثبوت كتاب الله تعالى بنفس جنس و طرائق ثبوت السنة فهذا و الله افتراء كبير.. فلماذا إذا علوم أصول الحديث و مصطلح الحديث و دراية الحديث..!!!؟, لماذا الجرح و التعديل.. !!!؟, لماذا لم تجمع الامة على الروايات بل كانت سبب فرقتها و أجمعت على كتاب الله العظيم..
7- القرآن الكريم يخاطب العقل و ما أدراك مالعقل.. معجزة الزمان و المكان.. صياغة لغوية بديعة راقية دقيقة تحد بها الله تعالى الانس و الجن على مدى قرون و لا مجيب.. لم يسمي أبدا خديجة او عائشة او حفصة او غيرهما من أزواج النبي الأطهار بينما سمى مريم بنت عمران.. هذا ليس من عادات البشر.. إخبار عن أمم مضت و عن ظواهر كونية غابرة و حاضرة.. بساطة و سلاسة في الاعتقاد.. عدل و تسامح و إخاء و عفو و رحمة و قسط مع المسلمين وغيرهم من المسالمين.. بهذا و غيره الكثير ندعوا إلى ديننا زميلي.. ثم من شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر و لا احد وكيل على احد.."وَلَوْ شَاء اللّهُ مَا أَشْرَكُواْ وَمَا جَعَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا وَمَا أَنتَ عَلَيْهِم بِوَكِيلٍ" (الانعام 107)
8- تلوين ايات الله تعالى بالاحمر من باب انها خط احمر فلا يجوز القفز عليها او تناسي دلالاتها البينة الواضحة..
9- "وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا" (الفرقان 30), هذه ليست على الكافرين او المشركين زميلي فهم كذبوا بآيات ربهم من البداية... هذه على قومه الذين امنوا بالقران الكريم و انه من عند الله تعالى و لكنهم نسخوا بعضا من آياته و خصصوا العام منها و أضافوا أحكام ليست منه.. "فَاسْتَمْسِكْ بِالَّذِي أُوحِيَ إِلَيْكَ إِنَّكَ عَلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ (43) وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَّكَ وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ تُسْأَلُونَ (44)" (الزخرف)

اللهم اغفر و ارحم و أنت خير الراحمين..

أبو القـاسم
06-20-2011, 01:03 AM
الحمدلله وحده والصلاة والسلام على من أوتي الكتاب والسنة..والحمدلله القائل "ولا يأتونك بمثل إلا جئناك بالحق وأحسن تفسيرا "
الشيء الوحيد الذي يستحق التعليق هو قولك :

لو أن معلمك هذا يا زميلي أمدَ طالبه النجيب بكتاب ليدرس أصحابه الطلبة.. ثم حثهم في الكتاب نفسه أن يدرسوا و يطيعوا صاحبهم النجيب الذي يستمد منهجه و دروسه من الكتاب في الالقاء و التوجيه و البيان.. فهل تراه سيخرج تلميذنا النجيب هذا عن منهج الكتاب و مقرره ليدرس خارج علوم الكتاب بما ليس له به علم..!!!؟, أهذا من الأمانة في شيء...!!!؟
هذا مع كونه محاولة للتلاعب فاشلة..لكن حتى مع مثالك لا يستقيم لك الاحتجاج..
1-فالمثال من جهة مخالف للواقع..وذلك أن الله تعالى, أمر بأخذ جميع ما آاتنا الرسول وأمر بالائتساء بشخصه وعطف طاعته على طاعته وأمر بالرد إلى الله والرسول عند التنازع (وكان يمكن أن يقول فردوه إلى كلام الله فقط أما كلام الرسول فلا تأخذوا به..وياله من تناقض يتنزه الله عنه !) ثم مع هذا كله قال"فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك.." وأثنى على المهاجرين والأنصار وهم توافقوا على نقل السنة كما نقلوا القران..فبطل مثالك إذن
2-أنه حتى على فرض مثالك, كلامك مردود ..
*لأن التلميذ النجيب الذي أمرهم به سيشرح لهم بعض مافي الكتاب ,لاسيما حين يوردون عليه أسئلة..وغير ذلك..لاسيما حين تكون أوامر هذا الكتاب تحمل في طياتها ضرورة البيان للمجمل..(كالصلاة والزكاة إلخ)
*ولأنه أمرهم بطاعته ..ولم يستثن ..فلو فرضنا أنه قال لهم(خذوا من تلميذي ما نطقت به أنا فقط) وكان من جملة ما نطق به:أطيعوا تلميذي ..لوجب عليهم أن يأخذوا بكلام التلميذ أيضا..وهذا لا يختلف فيه اثنان يفهمان , فكيف وكلام المعلم ناضح بالأمر بطاعته وطاعة التلميذ..والرد له والرد للتلميذ ..وليس هذا فقط ,بل أخذ جميع ما آتاهم التلميذ بل وتقليده في حركاته وسكناته دون قيد أو شرط..إلخ ؟
والله المستعان

الإشراف العام
06-20-2011, 01:51 AM
مغلق إلى حين.