ابن عبد البر الصغير
04-30-2012, 08:14 PM
{ يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا }
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله .. أما بعد .
بيان أن الأصل هو دعم الشيخ حازم ونصرته :
وتجده هنا :
http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?36512-%DF%E1%E3%C9-%DA%E4-%DE%D1%C7%D1-%E3%E4%DA-%C7%E1%D4%ED%CE-%CD%C7%D2%E3
بيان الغلط في دعم أبي الفتوح وأنه مخالف للشريعة :
وتفصيله في وجوه :
1- أن في دعمه رضوخا لضغوطات المجلس العسكري، وقد ثبت عقلا وواقعا أن مصر حليف استراتيجي في المنطقة للولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل، فإن حسب الناس أن هذه الدول ستترك الساحة للإسلاميين دون تشغيب فهم واهمون، والمجلس العسكري يهدف بهذه اللعبة إلى بث الفرقة بين الإسلاميين، قوم مرابطون مع أبي إسماعيل، وقوم مع الإخوان، وقوم يدعمون أبو الفتوح، في حين أن العَلمانية ستتوحد لنصرة مرشح واحد، حتى إن خسر الإسلاميون - بفعل التزوير أو حقيقة- كان سهلا عليهم تقبل الهزيمة بسبب الافتراق .
أو أن السياسة الأمريكية الحالية تنص على دعم المميعين، ولربما ظهر لهم واستبان بأن أبو الفتوح هو أطوع وأفضل شخص للقيام بالمأمورية، بعكس مرشح الإخوان أو أبي إسماعيل.
وفي كلتا الحالتين، فالمجلس العسكري يستجيب لإملاءات الغرب وأذنابه من الفلول، وقد أمرنا ربنا عز وجل بالحذر من كيدهم وعدم إطاعتهم حيث قال عز وجل : { فلا تطع الكافرين وجَاهدهم به جهاداً كبيراً } .. ولقول الله عز وجل { فَلاَ تُطِعِ ٱلْمُكَذِّبِينَ * وَدُّواْ لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ } .
وأن موافقتهم فيه ركون للظالمين { وَلَوْلاَ أَن ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدتَّ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئاً قَلِيلاً * إِذاً لأذَقْنَاكَ ضِعْفَ ٱلْحَيَاةِ وَضِعْفَ ٱلْمَمَاتِ ثُمَّ لاَ تَجِدُ لَكَ عَلَيْنَا نَصِيراً } .. { وَلاَ تَرْكَنُوۤاْ إِلَى ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ فَتَمَسَّكُمُ ٱلنَّارُ وَمَا لَكُمْ مِّن دُونِ ٱللَّهِ مِنْ أَوْلِيَآءَ ثُمَّ لاَ تُنصَرُونَ }
2- أن في دعمه افتراقا وشقا للصف، فالمتبصر العاقل سيختار موقفا من الموقفين :
* إما نصرة الشيخ حازم والضغط على اللجنة لإعادته .
* أو الالتفاف حول مرشح الإخوان لكونه الأصلح من بين الكل، ولأن الإخوان لهم ثقل سياسي وعددي والتحالف معهم أولى ولقطع الطريق أمام الفتنة والفرقة. - وهو ما سيفعله أهل الموقف الأول إن فشلت محاولات الضغط-.
فلماذا نتجاهل العلماء الذين قالوا بوجوب نصرة الشيخ ؟ ثم نتجاهل العلماء الذين دعموا المرسي ؟ ونأتي بخيار ثالث وهو دعم أبي الفتوح !! ؟؟ فالفرقة مذمومة شرعا، وفرق بينها وبين الاختلاف، فالأخير لا يكون في الأمور المصيرية التي تتهدد كيان الأمة بعكس الأول، فهب أن جيشا عرمرما مثلا قادم ليحتل الديار المصرية فقالت طائفة بجهاد الدفع وطائفة أخرى بالركون تحت مبررات عديدة ..فهل هذا يسمى خلافا محمودا ؟ بل هو فرقة وشق صف وتخاذل إن تم فتحت مضرات ومفاسد، وأثرت بذلك الطائفة الثانية على قوة الطائفة الأولى وأضعفتها، وقس عليه مسألة الإمامة والتنازع بين الطوائف الإسلامية في ظل وجود قوى أخرى تهدد كيان الأمة وهويتها ودينها .
ومن هنا قال الله عز وجل : { وَأَطِيعُواْ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَٱصْبِرُوۤاْ إِنَّ ٱللَّهَ مَعَ ٱلصَّابِرِينَ } .. فعدم طاعة الله والرسول وتحكيمه في أمور كهذه يؤدي إلى التنازع فالفشل، فضياع الفرصة ففتح باب المفاسد .. ومنه قوله تعالى : { وَٱعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ ٱللَّهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُواْ }.. وقوله عز من قال { وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ } ومنه قوله صلى الله عليه وسلم " مثَلُ الْمُؤْمِنِينَ فِي تَوَادِّهِمْ وَتَرَاحُمِهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ مَثَلُ الْجَسَدِ إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الْجَسَدِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى" .. ومنه قوله أيضا : "الْمُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِ كَالْبُنْيَانِ يَشُدُّ بَعْضُهُ بَعْضًا وَشَبَّكَ بَيْنَ أَصَابِعِهِ".
3- أن المرسي أراه أصلح من في الساحة الآن، وبرنامجه أقوى وأفضل وأوضح من برنامج أبي الفتوح، ولأنه مرشح ممثل لحركة إسلامية لها تاريخ عظيم في التصدي للعلمانية والاستعمار الفكري والجهر بالحق، ولم نعرف عليه شيئا يقدح ... كما أن جماعة الإخوان عاشرت مرشحها و خالطته وخالطها زمنا، وهي اعرف منا به وبأبي الفتوح، وما أهمَلت هذا الأخير إلا لعلل .
4- أن أبو الفتوح يُنظر إليه بعين الريبة والشك، وإن كان قد دعمه بعض أهل العلم من الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، غير أنه وكمقارنة بين لقاءاته في القنوات الدينية وقنوات علمانية، اتضح لنا الآتي :
* أنه صرح على قنوات عَلمانية بتصريحات تقدح في عدالته الشيء الذي لم يقع فيه المرسي والفقهاء اشترطوا العدالة والصلاح في ولي الأمر، فأبو الفتوح قد ذكر صراحة أنه محافظ ليبرالي يميل إلى اليسار الاشتراكي، ومستشارته امرأة اشتراكية معروفة .. مما يوقعنا في اشكالات موقعته هل هو مرشح إسلامي أم مرشح محسوب على التيار الليبرالي أو النيو-اشتراكية ؟ كما أنه تورط في إنكار حد الردة، وأن المسلم يحق له الارتداد عن دينه، كما أنه رمى السلفيين بالتشدد، وعرفت عنه الميوعة في عدد من مواقفه .
وناقض نفسه مرة أخرى في تصريحاته لقناة الحكمة والرحمة، وظهر وكأنه الإسلامي المنقذ الذي سيسهر على تطبيق الشريعة وحماية بيضة الدين وغيره ، ولا أدري هل يستخدم التقية مع القنوات العلمانية أم يستخدمها مع القنوات الإسلامية ؟
* أن منهج أبي الفتوح فيه شبهة لتصريحاته المتناقضة ولإنكاره حدا من حدود الله تعالى وقوله بالليبرالية والميل إلى اليسار وغير ذلك من إعطاء الدنية في الدين، كالاعتراف بالكيان الصهيوني وأن على الفلسطينين الاعتراف بهم، وقوله أننا نعبد إلها واحدا نحن والنصارى وغيرها من المسقطات. ومجرد تناقض تصريحاته تجعلنا غير مطمئنين له.
كل ذلك لم يقع فيه المرسي، لأن الأصل في المسلم العدالة، ولم نعرف أنه سقط في مثل تلك السقطات ومن هنا تظهر أفضليته على أبي الفتوح، وأحقية دعمه من طرف الدعوة السلفية وحزب النور.
5- أن الواجب إن سلمنا بخلو الساحة من إمام مستنهض للشروط، الوقوف بجانب الشيخ حازم والضغط على لجنة الإنتخابات لرده أو ترشيح أحد غيره، فإن تحكيم الشريعة فرض على المسلمين، وليس هو مسألة اختيارية فهو حق الله تعالى.. أما القول بالتحاكم إلى علمانية خفيفة أو أشياء من هذا القبيل فهو عين ما عابه الله عز وجل { أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلَالًا بَعِيدًا } . فقومة إمام في مصر يدعوا الناس للحكم بالشريعة لهو أفضل الخيارات وخذلانه بحجج واهية من قبيل أن الناس غير مستعدة والغرب سيطحننا، مجرد موانع يلقيها الشيطان في روع العباد فالله عز وجل قد قال { إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَنْ يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ } ، وقد قضى ربنا أن تحكم الأمة بالشريعة الإسلامية { وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُبِينًا } . وخذلان هذا الشيخ الفاضل محرم شرعا لقول النبي صلى الله عليه وسلم "ما من امرئٍ يخذلُ مسلمًا في موطنٍ يُنتقَصُ فيه من عِرضه، ويُنتهَكُ فيه من حُرمته، إلا خَذلَه اللهُ في موطنٍ يُحبُّ فيه نُصرتَه، وما مِن امرئٍ ينصرُ مسلِمًا في موطنٍ يُنتقصُ فيه من عِرضه، ويُنتهَكُ فيه من حُرمته، إلا نصرَه الله في موطنٍ يحبُّ فيه نُصرتَه". ولقوله تعالى مادحا صفات اهل الحق : { وَٱلَّذِينَ إِذَآ أَصَابَهُمُ ٱلْبَغْيُ هُمْ يَنتَصِرُونَ } .. ولقوله صلى الله عليه وسلم : "المسلِمون تتكافأُ دماؤهم، ويَسعَى بذِمَّتهم أدناهم، ويُجيرُ عليهم أقصاهُم، وهُم يدٌ على من سواهم" وقال : "كل مسلم على مسلم مُحرم؛ أخوان نصيران" وقال : "المؤمن مرآة المؤمن، والمؤمن أخو المؤمن، يكف عليه ضيعته، ويحوطه من ورائه" وقال : " المسلم أخو المسلم، لا يخونه ولا يكذِبه ولا يخذُله " .
يقول الإمام ابن تيمية رحمه الله : " فَإِنَّ السَّاكِتَ عَنْ الْحَقِّ شَيْطَانٌ أَخْرَسُ ، وَمَنْ مَالَ مَعَ صَاحِبِهِ - سَوَاءٌ كَانَ الْحَقُّ لَهُ أَوْعَلَيْهِ - فَقَدْ حَكَمَ بِحُكْمِ الْجَاهِلِيَّةِ وَخَرَجَ عَنْ حُكْمِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالْوَاجِبُ عَلَى جَمِيعِهِمْ أَنْ يَكُونُوا يَدًا وَاحِدَةً مَعَ الْمُحِقِّ عَلَى الْمُبْطِلِ فَيَكُونَ الْمُعَظَّمُ عِنْدَهُمْ مَنْ عَظَّمَهُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالْمُقَدَّمُ عِنْدَهُمْ مَنْ قَدَّمَهُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالْمَحْبُوبُ عِنْدَهم مْمَنْ أَحَبَّهُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالْمُهَانُ عِنْدَهُمْ مَنْ أَهَانَهُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ بِحَسَبِ مَا يُرْضِي اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَا بِحَسَبِ الْأَهْوَاءِ ؛فَإِنَّهُ مَنْ يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ رَشَدَ ؛ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّهُ لَا يَضُرُّ إلَّا نَفْسَهُ . فَهَذَا هُوَ الْأَصْلُ الَّذِي عَلَيْهِمْ اعْتِمَادُهُ. وهم في هذا الباب لهم شبه بالمنافقين." - مجموع الفتاوى- .
في بيان أفضلية المرسي على أبي الفتوح :
وقد كتب الأستاذ حازم سعيد مقالا نفيسا أنقل بعضه :
" سأصوت للدكتور محمد مرسي رئيس حزب الحرية والعدالة رئيساً للمصريين إن شاء الله لأنه الوحيد الذي تجتمع فيه كل المزايا التالية :
أولاً : للمشروع الذي يحمله ، وتحدث فيه القاصى والداني ، مشروع النهضة الذي هو خلاصة دراسات وأبحاث وورش عمل لأكثر من ألف متخصص وأستاذ جامعي وباحث وممارس وأكاديمي فى مختلف أبواب النهضة وجوانبها ، قدموا فيه خلاصة فكرهم وجهدهم على كل المستويات ، القيمى والفكري وارتباط ذلك بالمشروع الإسلامي ، وعلى المستوى الاستراتيجي وما يشمله من أهداف وخطط بعيدة المدى ومن أخرى قصيرة عاجلة ، وفى كافة المجالات : بدءاً من بناء النظام السياسي ومروراً بالتنمية الاقتصادية والتنمية البشرية والمجتمعية وبناء منظومة الأمن والأمان والريادة الخارجية ، ذلك بخلاف الملفات الخاصة التي يحملها .
لقد جاء مشروع النهضة شاملاً حيث لم يغفل العناوين المهمة المطلوبة للإصلاح والنهضة ، ولم ينسى التفصيلات الصغيرة والملفات الخاصة ، كما جاء مؤسسياً ، شارك فى بناءه العشرات والمئات ، ويتطلب تنفيذه جهد الجميع بالملايين ويستوعب جميع المصريين بكافة اتجاهاتهم .
وأزعم أن هذا المشروع كالثريا بين برامج باقى المرشحين ، التي لا يجوز أن تقارن به من الأصل ، وكما قال الشاعر :
ألم تر أن السيف يذهب حده ... إذا قيل أن السيف أمضى من العصا .
يظلم الجميع مشروع النهضة بتنزيله لمستوى المقارنة مع برامج ومشاريع فردية وليست مؤسسية ورؤى أشخاص لا جماعات ومؤسسات ، كما تُظلم المشاريع والبرامج الأخرى لأنك تحملها ما لا تطيق حين تقارنها بمثل مشروع النهضة .
وإنى لأعجب أشد العجب ، كيف لمن عرض عليه مشروع النهضة بشموله وتمامه وكماله من بعض إخواننا السلفيين والمنتمين لحزب النور،يتركه و يختار غيره ، كيف أوتي المقدرة على ذلك ؟ .. هذا والله العجب العجاب .
ثانياً : الهوية والمرجعية الإسلامية السنية الواضحة والتي لا لبس فيها ولا غموض ولا مواربة ، وشعار الإسلام هو الحل الذي طالما ناضلنا وناضل عنه الدكتور مرسي واضطهد من أجله واعتقل فيمن اعتقل من أبناء دعوة الإخوان . بلا تلون أو تغيير فى المسميات ، وبلا مساومة أو استرضاء للعلمانيين أو الليبراليين ، مع وضوح الانطلاق الإسلامي من المذهب السني الواضح الناصع .
والثبات وعدم السعي لاسترضاء أحدٍ بما لا نعتقد ، وعدم التساهل مع أحدٍ قد يجلب صوته بالتساهل والتميع معه ، وعدم ادعاء ثوابت لا أعتقدها مرضاة لأحد ... مع الانطلاقة السنية الواضحة .. كلها سمات وشيم لا تجتمع إلا فى الدكتور مرسي .
ثالثاً : الشوكة السياسية والجماعة التي تقف وراءه : ومصطلح الشوكة السياسية مصطلح معروف مشهور عند السادة دارسي السياسة الشرعية ، وهذا أيضاً أحد أهم أسباب ذهولي من قرار حزب النور والدعوة السلفية بدعم غير الدكتور مرسي ، حيث أن الشوكة السياسية هي أحد أهم أركان ومعايير اتخاذ الولاة ودعمهم ومناصرتهم والوقوف خلفهم .
وهو مصطلح استخدم قديماً بمعانٍ واسعة ضمنها : "أكبر قبيلة" و" أقوى قبيلة" وهكذا .. ولذا جاءت الأحاديث التي نصت على أن الإمامة فى قريش ، لغلبة قريش وقوتها .
وفى العصر الحديث إن شئت تطبيقه فهل تستطيع ذلك على غير أكبر جماعة بشرية منظمة فى العصر الحديث تمتد لأكثر من ثمانين دولة بالعالم ، ؟ وعلى أكبر حزب بمصر نال الأغلبية – التي كادت أن تكون مطلقة – وكان يستطيع لو أراد ..؟
ولقد سمعت خاطرة لأحد قادة الحزب ، وكان يشجع إخوانه ورفاقه في الحزب والجماعة فقال لهم أنه من العيب فى قُرانا وبلادنا أن مرشح أكبر عائلة لا ينجح من الجولة الأولى ، فما بالكم إذا كانت عائلته هي أكبر عائلة داخل مصر وخارجها ؟ يشير بذلك إلى الإخوان والحرية والعدالة .
وهذا هو التطبيق العملي والفهم الدقيق لمصطلح الشوكة السياسية ، وهو الذي يتحقق به الغلبة والمنعة والقوة والتمكن ، وكله لا يتوفر لأحدٍ من المرشحين سوى للدكتور مرسي لأنه يقف وراءه الإخوان وحزب الحرية والعدالة .
رابعاً : المؤسسية : حيث يخدم برنامج المرشح ومشروعه جيش جرار فى كل الميادين والتخصصات ، وكلهم قوي أمين خبير كفء ، فى مجالات السياسة والاقتصاد والطب والهندسة والإدارة والعمل المجتمعي .
وكلهم يخرج بقيادة مصر عن الشخصية والفردية إلى المؤسسية والعمل الجماعي وروح الفريق ، مع بقاء هيبة الرئيس والكبير ، الكل يعمل فى منظومة جماعية ، لا يتضخم فيها الفرد أو يشعر بذاتٍ تتحول مع الوقت لديكتاتورية مقيتة عانينا منها عشرات السنين ، بل إن ما يتمتع به الرئيس من صفات ومؤهلات يصبان فى الصالح العام ويخدمان فى سلسلة التروس الجماعية التى تعمل سوياً لنهضة البلاد وإنقاذها من وهدتها .
كفانا حكما فرديا وتعلقا بالأشخاص ، ولقد علمونا – فى مناهج التعليم الخاطئة التي أحاطونا عمرنا كله بها – وعودونا وربونا على مفاهيم الفردية والشخص المسيطر ، حتى المصلحين أرادوا تصويرهم لنا على أنهم أفراد عظماء قادوا البشرية كعبقرية الصديق وعبقرية عمر وكصلاح الدين الأيوبى وكقطز و.......
وغفلوا عمداً أو سهواً عن أنه ما كان لهؤلاء العظماء أن يظهروا وتظهر جهودهم وعبقرياتهم لولا جيش المساعدين بصورة مؤسسية كالصحابة فى عهد أبي بكر وعمر وكرفقاء صلاح الدين أو قطز على مر التاريخ ، وهذا هو معنى المؤسسية .
ولكم أن تتصوروا كيف تكون حرب الردة بدون عظماء القراء من الصحابة الذين حموا الدين والقرآن بأنفسهم ومنهم البراء بن مالك وخالد بن الوليد وسعد بن أبي وقاص وأبى عبيدة بن الجراح و ..... وغيرهم من المناضلين الشجعان ، على مر التاريخ والعصور .
فكفانا هذه الفردية والشخصنة ولنعد إلى قياس الأمور بالعقلية المؤسسية الجامعة ، التي تضمن منظومة عمل مشترك فعال لا يتضخم فيها الفرد ولا يتفرعن ولا يتأله ، بل يبقى خادماً للأمة ناصحاً لها محترماً لإرادتها .
خامساً : صفاته ومؤهلاته الشخصية : ولقد عايشت الدكتور محمد مرسي فى أكثر من موقف ، فرأيت فيه الرباني الذى لا يخشى فى الله لومة لائم ، ورأيت فيه الشخص صاحب الإرادة القوي البأس والشكيمة ، والذي لو وقفت الدنيا كلها فى كفة أمام الرأي الشوري والمؤسسي والذى تم الاتفاق عليه فلن يستطيع أحد أن يقف أمامه .
وأحسبه فى ذلك تلميذ مدرسة الصديق أبى بكر رضى الله عنه وثباته فى موقف وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم وثباته عند حرب الردة ، وما كان عليه من الشخصية والقوة ، وهو ما تحتاجه مصر فى الأيام المقبلة ، ذلك كله مع تواضعه لإخوانه واحترامه وأدبه الجم وأخلاقه الواسعة مع الجميع .
مع التأكيد على أننا مللنا من تعظيم الأشخاص فى بلادنا ونحتاج لمن يحترم الشورى والمؤسسية وينصاع لهما ولا يرى أو يقدر المصلحة فى خلافهما ، ولا يضخم عقله وذاته فيفتئت تبعاً لذلك على المؤسسة التى ينتمى لها .
سادساً : الخبرات والتجارب : ولو قلت أنه رئيس أكبر حزب أدار العمل بحزبه حتى نال الأغلبية بكفاءة واقتدار لصدقتُ ، وكان ضمن فريق عمله عظماء من أمثال الدكتور عصام العريان والدكتور رفيق حبيب والدكتور البلتاجى و .... لصدقت ، ولو قلت أنه الأستاذ فى علم الهندسة ورئيس القسم وأشرف على مئات الرسائل العلمية فى مجالات متخصصة لصدقت ، ولو قلت أنه الخبير الذى قدم لوكالة ناسا أبحاثاً فى علوم الفضاء فاقت الخمسين بحث لصدقت .
هذه الخبرات والكفاءات والمؤهلات تضعانه بجدارة واستحقاق ضمن المرتبة الأولى .
سابعاً : أنه الوحيد الذي لم يطلبها ، فنحسب أنه – إن شاء الله – لن يوكل إليها ، مصداقاً لحديث الرسول صلى الله عليه وسلم فى أن من طلبها وكل إليها ، وأن من جاءت إليه بدون طلب يعان عليها .
ولو قلت أنه لم يتفرد إلا فى هذه – مع أنه تفرد فى غيرها – لكفته .
تستطيع أن تجمع كل الصفات الماضية فى أنني أحسب أن الدكتور مرسى يدخل ضمن من تحدثت عنهم الآية الكريمة : " إن خير من استأجرت القوي الأمين " .
لهذا كله فلن أعطي صوتي فى الانتخابات القادمة إن شاء الله إلا للدكتور محمد مرسى رئيس حزب الحرية والعدالة ، وعندي ثقة فى الله سبحانه ، ثم فى قطاع كبير جداً من المصريين ، أنهم سيعطونه أصواتهم هم أيضاً فى أول ممارسة حقيقية نخوض فيها انتخابات الرئاسة .. نسأل الله العون والسداد ." إهـ - بتصرف بسيط-
ما أراه مخرجا من الورطة :
* بيان السادة العلماء لخطأ حزب النور والدعوة السلفية في دعم أبي الفتوح، ونصحهم في وجوب عدم شق الصف، وعدم جواز تقليدهم ومتابعتهم في زلاتهم.
* نصرة الشيخ حازم والضغط على لجنة الانتخابات في ذلك، حتى إن ظهر أنه لا مفر من الاكتفاء بالمرشحين الحاليين قدم المرسي على غيره، من باب التوحد على مرشح واحد خاصة وأنه مدعوم من :
- الإخوان المسلمين.
- الهيئة الشرعية للحقوق والإصلاح .
- الدعوة السلفية بالجيزة .
- مجلس أمناء السلفية.
- حزب الإصلاح السلفي.
- حزب الأصالة السلفي.
- عدد من أهل العلم والشيوخ كـ : عبد المقصود، ويعقوب، والمحلاوي، ووجدي غنيم، وصفوت حجازي، ومحمد حسان، ومحمد عبد الرزاق، وعبد المنعم البري ....
- وأغلب الظن أن مجلس شورى العلماء والتيار السلفي بقيادة الشيخ حازم صلاح سيدعمون المرسي إن باءت محاولات الإضراب بالفشل.
* الاستمساك بقول أهل العلم والحكمة، كمجلس شورى العلماء والجبهة وأهل الفضل المناصرين للشيخ حازم وغيره، فإني على يقين بأنهم سينسقون في ما بينهم إن ظهر لهم مستجد .
وأذكر إخواني في حزب النور بنصيحة الدكتور هشام ابو النصر أمين عام حزب النور السابق بالجيزة - المستقيل منذ أيام - حين قال في قناة الرحمة : " أدعوا إخواني بحزب النور بالتحلي بالتجرد والرجوع عن قراراهم ودعم .د.محمد مرسي ومشروع النهضة ."
والله المستعان لا رب سواه .
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله .. أما بعد .
بيان أن الأصل هو دعم الشيخ حازم ونصرته :
وتجده هنا :
http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?36512-%DF%E1%E3%C9-%DA%E4-%DE%D1%C7%D1-%E3%E4%DA-%C7%E1%D4%ED%CE-%CD%C7%D2%E3
بيان الغلط في دعم أبي الفتوح وأنه مخالف للشريعة :
وتفصيله في وجوه :
1- أن في دعمه رضوخا لضغوطات المجلس العسكري، وقد ثبت عقلا وواقعا أن مصر حليف استراتيجي في المنطقة للولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل، فإن حسب الناس أن هذه الدول ستترك الساحة للإسلاميين دون تشغيب فهم واهمون، والمجلس العسكري يهدف بهذه اللعبة إلى بث الفرقة بين الإسلاميين، قوم مرابطون مع أبي إسماعيل، وقوم مع الإخوان، وقوم يدعمون أبو الفتوح، في حين أن العَلمانية ستتوحد لنصرة مرشح واحد، حتى إن خسر الإسلاميون - بفعل التزوير أو حقيقة- كان سهلا عليهم تقبل الهزيمة بسبب الافتراق .
أو أن السياسة الأمريكية الحالية تنص على دعم المميعين، ولربما ظهر لهم واستبان بأن أبو الفتوح هو أطوع وأفضل شخص للقيام بالمأمورية، بعكس مرشح الإخوان أو أبي إسماعيل.
وفي كلتا الحالتين، فالمجلس العسكري يستجيب لإملاءات الغرب وأذنابه من الفلول، وقد أمرنا ربنا عز وجل بالحذر من كيدهم وعدم إطاعتهم حيث قال عز وجل : { فلا تطع الكافرين وجَاهدهم به جهاداً كبيراً } .. ولقول الله عز وجل { فَلاَ تُطِعِ ٱلْمُكَذِّبِينَ * وَدُّواْ لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ } .
وأن موافقتهم فيه ركون للظالمين { وَلَوْلاَ أَن ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدتَّ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئاً قَلِيلاً * إِذاً لأذَقْنَاكَ ضِعْفَ ٱلْحَيَاةِ وَضِعْفَ ٱلْمَمَاتِ ثُمَّ لاَ تَجِدُ لَكَ عَلَيْنَا نَصِيراً } .. { وَلاَ تَرْكَنُوۤاْ إِلَى ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ فَتَمَسَّكُمُ ٱلنَّارُ وَمَا لَكُمْ مِّن دُونِ ٱللَّهِ مِنْ أَوْلِيَآءَ ثُمَّ لاَ تُنصَرُونَ }
2- أن في دعمه افتراقا وشقا للصف، فالمتبصر العاقل سيختار موقفا من الموقفين :
* إما نصرة الشيخ حازم والضغط على اللجنة لإعادته .
* أو الالتفاف حول مرشح الإخوان لكونه الأصلح من بين الكل، ولأن الإخوان لهم ثقل سياسي وعددي والتحالف معهم أولى ولقطع الطريق أمام الفتنة والفرقة. - وهو ما سيفعله أهل الموقف الأول إن فشلت محاولات الضغط-.
فلماذا نتجاهل العلماء الذين قالوا بوجوب نصرة الشيخ ؟ ثم نتجاهل العلماء الذين دعموا المرسي ؟ ونأتي بخيار ثالث وهو دعم أبي الفتوح !! ؟؟ فالفرقة مذمومة شرعا، وفرق بينها وبين الاختلاف، فالأخير لا يكون في الأمور المصيرية التي تتهدد كيان الأمة بعكس الأول، فهب أن جيشا عرمرما مثلا قادم ليحتل الديار المصرية فقالت طائفة بجهاد الدفع وطائفة أخرى بالركون تحت مبررات عديدة ..فهل هذا يسمى خلافا محمودا ؟ بل هو فرقة وشق صف وتخاذل إن تم فتحت مضرات ومفاسد، وأثرت بذلك الطائفة الثانية على قوة الطائفة الأولى وأضعفتها، وقس عليه مسألة الإمامة والتنازع بين الطوائف الإسلامية في ظل وجود قوى أخرى تهدد كيان الأمة وهويتها ودينها .
ومن هنا قال الله عز وجل : { وَأَطِيعُواْ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَٱصْبِرُوۤاْ إِنَّ ٱللَّهَ مَعَ ٱلصَّابِرِينَ } .. فعدم طاعة الله والرسول وتحكيمه في أمور كهذه يؤدي إلى التنازع فالفشل، فضياع الفرصة ففتح باب المفاسد .. ومنه قوله تعالى : { وَٱعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ ٱللَّهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُواْ }.. وقوله عز من قال { وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ } ومنه قوله صلى الله عليه وسلم " مثَلُ الْمُؤْمِنِينَ فِي تَوَادِّهِمْ وَتَرَاحُمِهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ مَثَلُ الْجَسَدِ إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الْجَسَدِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى" .. ومنه قوله أيضا : "الْمُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِ كَالْبُنْيَانِ يَشُدُّ بَعْضُهُ بَعْضًا وَشَبَّكَ بَيْنَ أَصَابِعِهِ".
3- أن المرسي أراه أصلح من في الساحة الآن، وبرنامجه أقوى وأفضل وأوضح من برنامج أبي الفتوح، ولأنه مرشح ممثل لحركة إسلامية لها تاريخ عظيم في التصدي للعلمانية والاستعمار الفكري والجهر بالحق، ولم نعرف عليه شيئا يقدح ... كما أن جماعة الإخوان عاشرت مرشحها و خالطته وخالطها زمنا، وهي اعرف منا به وبأبي الفتوح، وما أهمَلت هذا الأخير إلا لعلل .
4- أن أبو الفتوح يُنظر إليه بعين الريبة والشك، وإن كان قد دعمه بعض أهل العلم من الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، غير أنه وكمقارنة بين لقاءاته في القنوات الدينية وقنوات علمانية، اتضح لنا الآتي :
* أنه صرح على قنوات عَلمانية بتصريحات تقدح في عدالته الشيء الذي لم يقع فيه المرسي والفقهاء اشترطوا العدالة والصلاح في ولي الأمر، فأبو الفتوح قد ذكر صراحة أنه محافظ ليبرالي يميل إلى اليسار الاشتراكي، ومستشارته امرأة اشتراكية معروفة .. مما يوقعنا في اشكالات موقعته هل هو مرشح إسلامي أم مرشح محسوب على التيار الليبرالي أو النيو-اشتراكية ؟ كما أنه تورط في إنكار حد الردة، وأن المسلم يحق له الارتداد عن دينه، كما أنه رمى السلفيين بالتشدد، وعرفت عنه الميوعة في عدد من مواقفه .
وناقض نفسه مرة أخرى في تصريحاته لقناة الحكمة والرحمة، وظهر وكأنه الإسلامي المنقذ الذي سيسهر على تطبيق الشريعة وحماية بيضة الدين وغيره ، ولا أدري هل يستخدم التقية مع القنوات العلمانية أم يستخدمها مع القنوات الإسلامية ؟
* أن منهج أبي الفتوح فيه شبهة لتصريحاته المتناقضة ولإنكاره حدا من حدود الله تعالى وقوله بالليبرالية والميل إلى اليسار وغير ذلك من إعطاء الدنية في الدين، كالاعتراف بالكيان الصهيوني وأن على الفلسطينين الاعتراف بهم، وقوله أننا نعبد إلها واحدا نحن والنصارى وغيرها من المسقطات. ومجرد تناقض تصريحاته تجعلنا غير مطمئنين له.
كل ذلك لم يقع فيه المرسي، لأن الأصل في المسلم العدالة، ولم نعرف أنه سقط في مثل تلك السقطات ومن هنا تظهر أفضليته على أبي الفتوح، وأحقية دعمه من طرف الدعوة السلفية وحزب النور.
5- أن الواجب إن سلمنا بخلو الساحة من إمام مستنهض للشروط، الوقوف بجانب الشيخ حازم والضغط على لجنة الإنتخابات لرده أو ترشيح أحد غيره، فإن تحكيم الشريعة فرض على المسلمين، وليس هو مسألة اختيارية فهو حق الله تعالى.. أما القول بالتحاكم إلى علمانية خفيفة أو أشياء من هذا القبيل فهو عين ما عابه الله عز وجل { أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلَالًا بَعِيدًا } . فقومة إمام في مصر يدعوا الناس للحكم بالشريعة لهو أفضل الخيارات وخذلانه بحجج واهية من قبيل أن الناس غير مستعدة والغرب سيطحننا، مجرد موانع يلقيها الشيطان في روع العباد فالله عز وجل قد قال { إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَنْ يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ } ، وقد قضى ربنا أن تحكم الأمة بالشريعة الإسلامية { وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُبِينًا } . وخذلان هذا الشيخ الفاضل محرم شرعا لقول النبي صلى الله عليه وسلم "ما من امرئٍ يخذلُ مسلمًا في موطنٍ يُنتقَصُ فيه من عِرضه، ويُنتهَكُ فيه من حُرمته، إلا خَذلَه اللهُ في موطنٍ يُحبُّ فيه نُصرتَه، وما مِن امرئٍ ينصرُ مسلِمًا في موطنٍ يُنتقصُ فيه من عِرضه، ويُنتهَكُ فيه من حُرمته، إلا نصرَه الله في موطنٍ يحبُّ فيه نُصرتَه". ولقوله تعالى مادحا صفات اهل الحق : { وَٱلَّذِينَ إِذَآ أَصَابَهُمُ ٱلْبَغْيُ هُمْ يَنتَصِرُونَ } .. ولقوله صلى الله عليه وسلم : "المسلِمون تتكافأُ دماؤهم، ويَسعَى بذِمَّتهم أدناهم، ويُجيرُ عليهم أقصاهُم، وهُم يدٌ على من سواهم" وقال : "كل مسلم على مسلم مُحرم؛ أخوان نصيران" وقال : "المؤمن مرآة المؤمن، والمؤمن أخو المؤمن، يكف عليه ضيعته، ويحوطه من ورائه" وقال : " المسلم أخو المسلم، لا يخونه ولا يكذِبه ولا يخذُله " .
يقول الإمام ابن تيمية رحمه الله : " فَإِنَّ السَّاكِتَ عَنْ الْحَقِّ شَيْطَانٌ أَخْرَسُ ، وَمَنْ مَالَ مَعَ صَاحِبِهِ - سَوَاءٌ كَانَ الْحَقُّ لَهُ أَوْعَلَيْهِ - فَقَدْ حَكَمَ بِحُكْمِ الْجَاهِلِيَّةِ وَخَرَجَ عَنْ حُكْمِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالْوَاجِبُ عَلَى جَمِيعِهِمْ أَنْ يَكُونُوا يَدًا وَاحِدَةً مَعَ الْمُحِقِّ عَلَى الْمُبْطِلِ فَيَكُونَ الْمُعَظَّمُ عِنْدَهُمْ مَنْ عَظَّمَهُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالْمُقَدَّمُ عِنْدَهُمْ مَنْ قَدَّمَهُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالْمَحْبُوبُ عِنْدَهم مْمَنْ أَحَبَّهُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالْمُهَانُ عِنْدَهُمْ مَنْ أَهَانَهُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ بِحَسَبِ مَا يُرْضِي اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَا بِحَسَبِ الْأَهْوَاءِ ؛فَإِنَّهُ مَنْ يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ رَشَدَ ؛ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّهُ لَا يَضُرُّ إلَّا نَفْسَهُ . فَهَذَا هُوَ الْأَصْلُ الَّذِي عَلَيْهِمْ اعْتِمَادُهُ. وهم في هذا الباب لهم شبه بالمنافقين." - مجموع الفتاوى- .
في بيان أفضلية المرسي على أبي الفتوح :
وقد كتب الأستاذ حازم سعيد مقالا نفيسا أنقل بعضه :
" سأصوت للدكتور محمد مرسي رئيس حزب الحرية والعدالة رئيساً للمصريين إن شاء الله لأنه الوحيد الذي تجتمع فيه كل المزايا التالية :
أولاً : للمشروع الذي يحمله ، وتحدث فيه القاصى والداني ، مشروع النهضة الذي هو خلاصة دراسات وأبحاث وورش عمل لأكثر من ألف متخصص وأستاذ جامعي وباحث وممارس وأكاديمي فى مختلف أبواب النهضة وجوانبها ، قدموا فيه خلاصة فكرهم وجهدهم على كل المستويات ، القيمى والفكري وارتباط ذلك بالمشروع الإسلامي ، وعلى المستوى الاستراتيجي وما يشمله من أهداف وخطط بعيدة المدى ومن أخرى قصيرة عاجلة ، وفى كافة المجالات : بدءاً من بناء النظام السياسي ومروراً بالتنمية الاقتصادية والتنمية البشرية والمجتمعية وبناء منظومة الأمن والأمان والريادة الخارجية ، ذلك بخلاف الملفات الخاصة التي يحملها .
لقد جاء مشروع النهضة شاملاً حيث لم يغفل العناوين المهمة المطلوبة للإصلاح والنهضة ، ولم ينسى التفصيلات الصغيرة والملفات الخاصة ، كما جاء مؤسسياً ، شارك فى بناءه العشرات والمئات ، ويتطلب تنفيذه جهد الجميع بالملايين ويستوعب جميع المصريين بكافة اتجاهاتهم .
وأزعم أن هذا المشروع كالثريا بين برامج باقى المرشحين ، التي لا يجوز أن تقارن به من الأصل ، وكما قال الشاعر :
ألم تر أن السيف يذهب حده ... إذا قيل أن السيف أمضى من العصا .
يظلم الجميع مشروع النهضة بتنزيله لمستوى المقارنة مع برامج ومشاريع فردية وليست مؤسسية ورؤى أشخاص لا جماعات ومؤسسات ، كما تُظلم المشاريع والبرامج الأخرى لأنك تحملها ما لا تطيق حين تقارنها بمثل مشروع النهضة .
وإنى لأعجب أشد العجب ، كيف لمن عرض عليه مشروع النهضة بشموله وتمامه وكماله من بعض إخواننا السلفيين والمنتمين لحزب النور،يتركه و يختار غيره ، كيف أوتي المقدرة على ذلك ؟ .. هذا والله العجب العجاب .
ثانياً : الهوية والمرجعية الإسلامية السنية الواضحة والتي لا لبس فيها ولا غموض ولا مواربة ، وشعار الإسلام هو الحل الذي طالما ناضلنا وناضل عنه الدكتور مرسي واضطهد من أجله واعتقل فيمن اعتقل من أبناء دعوة الإخوان . بلا تلون أو تغيير فى المسميات ، وبلا مساومة أو استرضاء للعلمانيين أو الليبراليين ، مع وضوح الانطلاق الإسلامي من المذهب السني الواضح الناصع .
والثبات وعدم السعي لاسترضاء أحدٍ بما لا نعتقد ، وعدم التساهل مع أحدٍ قد يجلب صوته بالتساهل والتميع معه ، وعدم ادعاء ثوابت لا أعتقدها مرضاة لأحد ... مع الانطلاقة السنية الواضحة .. كلها سمات وشيم لا تجتمع إلا فى الدكتور مرسي .
ثالثاً : الشوكة السياسية والجماعة التي تقف وراءه : ومصطلح الشوكة السياسية مصطلح معروف مشهور عند السادة دارسي السياسة الشرعية ، وهذا أيضاً أحد أهم أسباب ذهولي من قرار حزب النور والدعوة السلفية بدعم غير الدكتور مرسي ، حيث أن الشوكة السياسية هي أحد أهم أركان ومعايير اتخاذ الولاة ودعمهم ومناصرتهم والوقوف خلفهم .
وهو مصطلح استخدم قديماً بمعانٍ واسعة ضمنها : "أكبر قبيلة" و" أقوى قبيلة" وهكذا .. ولذا جاءت الأحاديث التي نصت على أن الإمامة فى قريش ، لغلبة قريش وقوتها .
وفى العصر الحديث إن شئت تطبيقه فهل تستطيع ذلك على غير أكبر جماعة بشرية منظمة فى العصر الحديث تمتد لأكثر من ثمانين دولة بالعالم ، ؟ وعلى أكبر حزب بمصر نال الأغلبية – التي كادت أن تكون مطلقة – وكان يستطيع لو أراد ..؟
ولقد سمعت خاطرة لأحد قادة الحزب ، وكان يشجع إخوانه ورفاقه في الحزب والجماعة فقال لهم أنه من العيب فى قُرانا وبلادنا أن مرشح أكبر عائلة لا ينجح من الجولة الأولى ، فما بالكم إذا كانت عائلته هي أكبر عائلة داخل مصر وخارجها ؟ يشير بذلك إلى الإخوان والحرية والعدالة .
وهذا هو التطبيق العملي والفهم الدقيق لمصطلح الشوكة السياسية ، وهو الذي يتحقق به الغلبة والمنعة والقوة والتمكن ، وكله لا يتوفر لأحدٍ من المرشحين سوى للدكتور مرسي لأنه يقف وراءه الإخوان وحزب الحرية والعدالة .
رابعاً : المؤسسية : حيث يخدم برنامج المرشح ومشروعه جيش جرار فى كل الميادين والتخصصات ، وكلهم قوي أمين خبير كفء ، فى مجالات السياسة والاقتصاد والطب والهندسة والإدارة والعمل المجتمعي .
وكلهم يخرج بقيادة مصر عن الشخصية والفردية إلى المؤسسية والعمل الجماعي وروح الفريق ، مع بقاء هيبة الرئيس والكبير ، الكل يعمل فى منظومة جماعية ، لا يتضخم فيها الفرد أو يشعر بذاتٍ تتحول مع الوقت لديكتاتورية مقيتة عانينا منها عشرات السنين ، بل إن ما يتمتع به الرئيس من صفات ومؤهلات يصبان فى الصالح العام ويخدمان فى سلسلة التروس الجماعية التى تعمل سوياً لنهضة البلاد وإنقاذها من وهدتها .
كفانا حكما فرديا وتعلقا بالأشخاص ، ولقد علمونا – فى مناهج التعليم الخاطئة التي أحاطونا عمرنا كله بها – وعودونا وربونا على مفاهيم الفردية والشخص المسيطر ، حتى المصلحين أرادوا تصويرهم لنا على أنهم أفراد عظماء قادوا البشرية كعبقرية الصديق وعبقرية عمر وكصلاح الدين الأيوبى وكقطز و.......
وغفلوا عمداً أو سهواً عن أنه ما كان لهؤلاء العظماء أن يظهروا وتظهر جهودهم وعبقرياتهم لولا جيش المساعدين بصورة مؤسسية كالصحابة فى عهد أبي بكر وعمر وكرفقاء صلاح الدين أو قطز على مر التاريخ ، وهذا هو معنى المؤسسية .
ولكم أن تتصوروا كيف تكون حرب الردة بدون عظماء القراء من الصحابة الذين حموا الدين والقرآن بأنفسهم ومنهم البراء بن مالك وخالد بن الوليد وسعد بن أبي وقاص وأبى عبيدة بن الجراح و ..... وغيرهم من المناضلين الشجعان ، على مر التاريخ والعصور .
فكفانا هذه الفردية والشخصنة ولنعد إلى قياس الأمور بالعقلية المؤسسية الجامعة ، التي تضمن منظومة عمل مشترك فعال لا يتضخم فيها الفرد ولا يتفرعن ولا يتأله ، بل يبقى خادماً للأمة ناصحاً لها محترماً لإرادتها .
خامساً : صفاته ومؤهلاته الشخصية : ولقد عايشت الدكتور محمد مرسي فى أكثر من موقف ، فرأيت فيه الرباني الذى لا يخشى فى الله لومة لائم ، ورأيت فيه الشخص صاحب الإرادة القوي البأس والشكيمة ، والذي لو وقفت الدنيا كلها فى كفة أمام الرأي الشوري والمؤسسي والذى تم الاتفاق عليه فلن يستطيع أحد أن يقف أمامه .
وأحسبه فى ذلك تلميذ مدرسة الصديق أبى بكر رضى الله عنه وثباته فى موقف وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم وثباته عند حرب الردة ، وما كان عليه من الشخصية والقوة ، وهو ما تحتاجه مصر فى الأيام المقبلة ، ذلك كله مع تواضعه لإخوانه واحترامه وأدبه الجم وأخلاقه الواسعة مع الجميع .
مع التأكيد على أننا مللنا من تعظيم الأشخاص فى بلادنا ونحتاج لمن يحترم الشورى والمؤسسية وينصاع لهما ولا يرى أو يقدر المصلحة فى خلافهما ، ولا يضخم عقله وذاته فيفتئت تبعاً لذلك على المؤسسة التى ينتمى لها .
سادساً : الخبرات والتجارب : ولو قلت أنه رئيس أكبر حزب أدار العمل بحزبه حتى نال الأغلبية بكفاءة واقتدار لصدقتُ ، وكان ضمن فريق عمله عظماء من أمثال الدكتور عصام العريان والدكتور رفيق حبيب والدكتور البلتاجى و .... لصدقت ، ولو قلت أنه الأستاذ فى علم الهندسة ورئيس القسم وأشرف على مئات الرسائل العلمية فى مجالات متخصصة لصدقت ، ولو قلت أنه الخبير الذى قدم لوكالة ناسا أبحاثاً فى علوم الفضاء فاقت الخمسين بحث لصدقت .
هذه الخبرات والكفاءات والمؤهلات تضعانه بجدارة واستحقاق ضمن المرتبة الأولى .
سابعاً : أنه الوحيد الذي لم يطلبها ، فنحسب أنه – إن شاء الله – لن يوكل إليها ، مصداقاً لحديث الرسول صلى الله عليه وسلم فى أن من طلبها وكل إليها ، وأن من جاءت إليه بدون طلب يعان عليها .
ولو قلت أنه لم يتفرد إلا فى هذه – مع أنه تفرد فى غيرها – لكفته .
تستطيع أن تجمع كل الصفات الماضية فى أنني أحسب أن الدكتور مرسى يدخل ضمن من تحدثت عنهم الآية الكريمة : " إن خير من استأجرت القوي الأمين " .
لهذا كله فلن أعطي صوتي فى الانتخابات القادمة إن شاء الله إلا للدكتور محمد مرسى رئيس حزب الحرية والعدالة ، وعندي ثقة فى الله سبحانه ، ثم فى قطاع كبير جداً من المصريين ، أنهم سيعطونه أصواتهم هم أيضاً فى أول ممارسة حقيقية نخوض فيها انتخابات الرئاسة .. نسأل الله العون والسداد ." إهـ - بتصرف بسيط-
ما أراه مخرجا من الورطة :
* بيان السادة العلماء لخطأ حزب النور والدعوة السلفية في دعم أبي الفتوح، ونصحهم في وجوب عدم شق الصف، وعدم جواز تقليدهم ومتابعتهم في زلاتهم.
* نصرة الشيخ حازم والضغط على لجنة الانتخابات في ذلك، حتى إن ظهر أنه لا مفر من الاكتفاء بالمرشحين الحاليين قدم المرسي على غيره، من باب التوحد على مرشح واحد خاصة وأنه مدعوم من :
- الإخوان المسلمين.
- الهيئة الشرعية للحقوق والإصلاح .
- الدعوة السلفية بالجيزة .
- مجلس أمناء السلفية.
- حزب الإصلاح السلفي.
- حزب الأصالة السلفي.
- عدد من أهل العلم والشيوخ كـ : عبد المقصود، ويعقوب، والمحلاوي، ووجدي غنيم، وصفوت حجازي، ومحمد حسان، ومحمد عبد الرزاق، وعبد المنعم البري ....
- وأغلب الظن أن مجلس شورى العلماء والتيار السلفي بقيادة الشيخ حازم صلاح سيدعمون المرسي إن باءت محاولات الإضراب بالفشل.
* الاستمساك بقول أهل العلم والحكمة، كمجلس شورى العلماء والجبهة وأهل الفضل المناصرين للشيخ حازم وغيره، فإني على يقين بأنهم سينسقون في ما بينهم إن ظهر لهم مستجد .
وأذكر إخواني في حزب النور بنصيحة الدكتور هشام ابو النصر أمين عام حزب النور السابق بالجيزة - المستقيل منذ أيام - حين قال في قناة الرحمة : " أدعوا إخواني بحزب النور بالتحلي بالتجرد والرجوع عن قراراهم ودعم .د.محمد مرسي ومشروع النهضة ."
والله المستعان لا رب سواه .