المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : شيخنا العوني .... مهلا وفقكم الله



الباقلاني
05-05-2012, 05:28 PM
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وبعد
مرة من المرات القلائل التي سأسمح لنفسي بإرخاء عنان القلم ليسطر خواطر عن شخصية لا تفتأ تثير الجدل في أوساط طلبة العلم
وهي شخصية أعجبت بها وأشدت بها بل وقد قبلت رأسها في لقاء بيننا بعد كلمته الجميلة في مؤتمر "السابقون الأولون الأول" والذي انعقد في دولة الكويت
أقصد الأخ الفاضل الشيخ حاتم العوني الشريف وفقه الله تعالى
وسأوجه كلامي إلى فضيلته وليعذرني على تجاوز الفواصل بيننا من علمية ومكانة وقدر:
شيخي الكريم
كم كنت أستلذ بقراءة ما يسطره يراعكم من تعليقات حول الإنصاف والعدل والحلم والأناة، وكنت –ولا أزال- متتبعا لكتب فضيلتكم وقد استفدت منها جدا وأروعها –برأيي- كتاب "اختلاف المفتين" والذي أضعه في قائمة الكتب التي ولا بد أن تقرأ بشكل دوري لما رأيته فيه من النفع والذي أرجو أن يثقل الله تعالى به ميزان حسناتكم يوم تلقونه.
وفي غمرة إعجابي كنت أقف على بعض الكلمات التي تثير عجبي واستغرابي ولكني كنت أحملها على أحسن المحامل وكلي ثقة بعلمكم وفهمكم وحسن مقصدكم.
وكم سمعت انتقادات توجه إلى فضيلتكم ولم أكتف بالإعراض بل حاميت وذببت عنكم قدر طاقتي وأرى ذلك واجبا علي.
ولكن مع كثرة الكلمات والمواقف أجد من الواجب علي أن أبين بعض ما أراه غير لائق بفضلكم ومكانتكم لعله يكون مفيدا.
وفيما يلي تعليقات يسيرة آمل أن تكون محل نظر وتأمل من فضيلتكم وإني مقر بضعف التحصيل وقصر الباع، وأن من أكتب إليه نقدي هو في مقام الشيخ والمعلم ولكن أرجو أن يكون في ما كتبت شيئا من النفع ولو يسيرا:
• حبذا لو رأينا –متابعيك ومحبيك- منكم فضيلة الشيخ وأنت الصادع بما تراه حقا -نحسبك- تعليقا في بيان الظلم الواقع على المسلمين وما يلقاه الدعاة وغيرهم من تنكيل وجور، كما نرجو منك كتابة تقريرات في خطأ منهج تأليه أولياء الأمور والذي يمارسه بعض وعاظ السلاطين وهو أوجب وأنفع للناس من بيان خطأ وجه من وجوه الرد على تعطيل صفات الباري تقدس، فأرى أن الشيخ يؤخر الأهم لحساب ما لا يهم، فتتبع الأوجه وإبطال بعضها إن سلم لكم لا ينفي خطأ منهج المعطلة والمؤولة ومصادمته للكتاب والسنة الصريحة، وقد تجيبون بأنكم تناصحون بالسر فنقول لم يعد السر يكفي يا شيخ بل نريد بيانا واضحا كي يعلم الناس أن الحق معهم في مطالبهم وأن العلماء هم في طليعة المحامين عنهم فلا يترك هذا الفضل لغيرهم خاصة وأن وعاظ السلاطين يشوهون الدين بنسبتهم شرعنة الظلم له وليس ذلك من دين الله في شيء.
• شيخنا الفاضل كتبتم تعليقا على صفحتكم في الفيس بوك نصه: "هذه صفحة تعليم وليست للمراء والمهاترات " وجعلتم هذا التعليق سببا في حذف ما شئتم من تعليقات ومناقشات، والغريب أن هذه التعليقات المحذوفة لا يجمعها رابط اللهم إلا مخالفة رأيكم –وإن كنت مقرا بإبقائكم لبعضها أيضا وسنعلق على تعاملكم معها في نقطة تالية-، فكثير منها علمي الطابع حرص أصحابها أن يسموها بحسن الخلق وأن يكتبوها من منطلق نصح الأدنى للأعلى ولا أوضح من حذفكم لتعليقات الشيخ الفاضل مهند المعتبي في حوار سابق لكما معا، مع أن منهم من لا يقل عن فضيلتكم علما وفضلا، ومع ذلك قمتم بحذف التعليقات وهو ما لا يليق بكم ولا يحبه معجبوكم ومحبوكم وأنا منهم، ونأمل أن نرى منكم تسامحا وقبولا للرأي الآخر كما هو مسطر في تعليقاتكم وكتبكم، ولا تحسبوا أن أحدا يفرض عليكم إجابة المعترض ولكن على الأقل فليبق ماثلا للناس ويترك الحكم للقارئ.
• أرى من فضيلتكم وبعض الإخوة الكرام أصحاب النسب الشريف، تمسكا زائدا بلقب الشريف -وما شابهه- للدلالة على شرف النسب، حتى أن منهم - بعض الأشراف ولا أظنك كذلك- من يغضب إن ذكر اسمه دون هذا اللقب، وهذا سعي للتميز بما لا جهد لهم به، ونحن نقر بفضيلة شرف النسب إلا أنها اصطفاء وهبة من الباري تقدس، ونرى أنها مسؤولية وضعت على عاتق الموهوب توجب عليه الاتصاف بمحاسن خلق أجداده وتجنب الرذائل التي ذروهتها الكبر. وإن كان الله تعالى عاب على قارون تكبره بما كان من كسبه فما بالكم بمن يتكبر بما هو هبة محضة لا يد له فيها؟!، ويكفينا النظر في سيرة سادات آل البيت لبيان غرابة هذا التعالي عن منهجهم رضي الله تعالى عنهم وأرضاهم.
• بعض التعليقات من فضيلتكم حول منهج الأشاعرة وأخطاء الأئمة في نقدهم، فيها أخطاء ومجازفات وقد نبهكم عليها بعض الإخوة أذكر منهم الأخ الكريم محمد براء والأخ الفاضل سلطان العميري، وقد انتقيتم بعض الردود وأجبتم عنها وتركتم بعضها بدعاوى مختلفة، وبعضها تشوبه صيغة التعالي التي نربأ بكم عنها، وما إعراضكم عن تنبيه الأخ سلطان العميري على خطئكم في إيجاب الإحاطة المطلقة باللغة على الدارمي قبل قبول نتيجة استقرائه في مسألة جزئية إلا مثال يسير ومن تتبع وجد.
• تعليقكم الأخير والصادم حول أعلمية الشيخ عدنان إبراهيم وأفضليته على كثير ممن ردوا عليه وعلى مشائخهم أيضا وهذا أتوقف فيه معكم قليلا إذ هو ما دعاني لكتابة هذا التعليق وأخرته لما فيه من تفصيل:
1- تعميم التفضيل يشمل كثيرا من أهل العلم الفضلاء وهو خطأ قطعا وأنا وإن كنت أعلم أن بعض من رد على عدنان إبراهيم ليس من أهل العلم إلا أن الردود المشهورة والمتداولة هي من أفاضل يفوقونه علما وسلامة في المنهج فتوجب على الأقل استثناء بعض الردود بذكر أصحابها كمثال لا إلقاء كلمة مبهمة "كثيرا" يتكئ عليها أصحاب الهوى في رد كلام الأفاضل وحجتهم تعليق الشيخ العوني المجمل .
2- أعلم ان حرفية اللفظة المستشكلة تتيح لكم مخرجا وهو أن "الكثير" ليس "الكل" وأنكم بذا استثنيتم الفضلاء، ولكن نقول: هذا لا يكفي فكلامكم يقرأه العامي والمنحرف وفيه تعريض بأفاضل وفي مثل هذا المقام يعتبر الإبهام أو الإجمال مأخذا على صاحبه فليس هذا موطن الإجمال شيخنا الكريم ولكل مقام مقال وتعليق الذنب على سوء فهم القارئ لا يعفي الكاتب من مسئولياته والتي أوجبها الإيضاح في مواطن الفتن.
3- أسلوب الباب الخلفي والذي يعتمد على ترك ألفاظ تتيح لصاحبها الرجوع وقتما يريد منهج مفضوح عند أهل التخصص في الحوار والمناظرة، ولا يليق بعالم يرجو البيان، فنطلب من فضيلة الشيخ أن يتجنب المجملات في ما يأتي أو على الأقل يعطي من وقته القليل لتفصيل المشكل منها بدلا من حذف تعليقات المستفهمين وهذا من باب "هذه صفية" كي لا يساء الظن بالشيخ.
4- ما هو الضابط لوصف شخص ما بالأعلمية على غيره؟، فإن كان الموافقة للحق؛ فلعدنان زلات وهنات تخر منها الجبال، وبان للناس أن الرجل يهرف بما لا يعرف، وليس الطعن في أحاديث لم يفهمها هو أقل سقطاته، فإن كان من رد عليه قد أخطأ في بعض رده فكذلك عدنان فلماذا فضلتم عدنان على غيره؟ أي أننا نطلب من فضيلتكم دليلا على هذا التفضيل أو ضابطا نعرف منه الأعلم فهي مسألة مشكلة في حالتنا هذه وفي غيرها أيضا.
5- إطلاق الأعلمية وتعميمها منتقد، فالعلوم أقسام وأنواع وألوان، والتقدم الذي يظهر لأحدهم في علم لا يقطع بصحة إطلاق الأعلمية عليه في نفس العلم فما بالكم بغيره من العلوم، وأن تكون الأعملية مطلقة دون تخصيص؟ ، فهو استقراء ناقص في الأغلب هذا إن كان فرضُنا مقارنة بين عالمين سليمي العقيدة فكيف إن كان أحدهم ذا غبش في المعتقد؟ أليس التريث والتحقق أولى من إطلاق الألفاظ العامة دون بينة؟.
6- وأخيرا نسألكم شيخنا ما هو العلم الذي ترون تقدم عدنان فيه؟ فإن كان الحديث فحاله لا يخفى وقد انتقدتم فهمه لبعض مسائله، وإن كان التفسير فأدهى وأمر، وإن قصدتم التاريخ فطوامه كثيرة، ولو فتشنا الباقي سنرى عجبا، فسوء المعتقد ولا بد مصحوب بجهل أو تجاهل من صاحبه، ولا يبقى لعدنان سوى الفلسفة وعلى فرض التسليم له في ذلك، فهو علم لم يحرص غالب من ردوا على عدنان على تحصيله فالتفضيل بناء عليه جائر، فضلا عن كونه علما أجنبيا عن الشريعة وطرق تحصيلها، وخلافنا مع عدنان إنما هو في الشرع فيتوجب أن يكون التفضيل متعلقا بما هو من أصل الخلاف.
هذه بعض التعليقات والتي آمل أن يطلع عليها الشيخ ولم أرد أن أطرحها في صفحته فتحمله الحدة على حذفها فأجد في صدري شيئا عليه، ولا أقطع بصحتها وإنما هي خواطر أحببت أن تصل إليه.
وختاما أرجو أن يعامل الشيخ منتقديه بنوع من المرونة يتيح لنا مزيد الاستفادة منه زاده الله تعالى علما وشرفا

والحمد لله رب العالمين

كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل
05-05-2012, 05:30 PM
هذا هو الأدب بعينه مع المخالف ، وهدى الله الشيخ العوني لما فيه الصلاح والتقوى

أبو عثمان
05-05-2012, 06:28 PM
بارك الله فيك ونفع بك , وأُشيدُ على إشادةِ الحبيب عاطف بأدبك الجم في النقد والرد
واسأل الله الكريم ان يهدي من كان ظهر السنة وحزامها الشيخ الشريف العوني .