المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : اثبات نبوة محمد صلى الله عليه و آله و سلم ..(مختصر)



القلم الحر
05-05-2012, 07:50 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله حتى يرضى , و الصلاة و السلام خيرة خلقه الحبيب المصطفى ابى الزهراء
و بعد
هذه خلاصة لموضوع " اثبات نبوة محمد ص "

و الله الموفق

القلم الحر
05-05-2012, 08:00 PM
مدخل ..

عندما نتحدث عن محمد ص فاننا نتحدث عن رجل اكثر من مجرد عبقرى او رجل عظيم
و العقلاء من خصومه لا يسعهم الا اعتباره عبقرى من اعظم عباقرة التاريخ
و الواقع ان الحديث عن الشخصية المحمدية لا تكفيه المجلدات. و ما تبين لى هو ان شخصية محمد ص بكل ابعادها و اثارها هى معجزة كافية لاثبات نبوته, مع ايمانى بان له معجزات اخرى

و لنشر الى بعض معالم و اثار الشخصية المحمدية و ربما يرى البعض ما نذكره معروفا و هذا هو الحق دليله دوما يستند الى الواضحات :
1- لقد جاءابو الزهراء ص بدين طهر قلوب العرب من العقيدة الوثنية و ما اصعب تغيير معتقد الشعوب سيما اذا كانوا بتعصب العرب الذين غيرهم محمد ص: و كان تغييرا فى فترة قصيرة
لقد جاء ابو الزهراء ص بنمط فريد من الثقافة الإلهية عن الله سبحانه وتعالى وصفاته وعلمه وقدرته
ونوع العلاقات بينه وبين الإنسان،ودور الأنبياء في هداية البشرية ووحدة رسالتهم، وما تميّزوا به من قيم ومثل،
وسنن الله تعالى مع أنبيائه، والصراع المستمرّ بين الحقّ والباطل، والعدل والظلم،
والارتباط الوثيق المستمرّ لرسالات السماء بالمظلومين والمضطهدين، وتناقضها المستمرّ مع أصحاب المصالح والامتيازات غير المشروعة.

وهذه الثقافة الإلهية لم تكن أكبر من الوضع الفكري والديني لمجتمع وثني منغمس في عبادة الأصنام فحسب، بل كانت أكبر من كلّ الثقافات الدينية التي عرفها العالم يومئذ، حتى إنّ أيّ مقارنة تبرز بوضوح أ نّها جاءت لتصحّح ما في تلك الثقافات من أخطاء، وتعدّل ما أصابها من انحراف وتعيدها إلى حكم الفطرة والعقل السليم.

وقد جاء كلّ ذلك على يد إنسان في مجتمع وثنيّ شبه معزول، لا يعرف من ثقافة عصره الكثير ، فضلا عن أن يكون بمستوى القيمومة والتصحيح والتطوير.
و كان ابو الزهراء ص مع ذلك فى القمة فى التطبيق العملى للمبادىء الايمانية التى نادى بها و كافح فى سبيلها مجتهدا فى الذكر و الدعاء و القيام و الصيام , و كان روحا و قدوة تبعث الايمان فى الاخرين , و لا يشك المنصف فى ايمانه العميق بوجود الله و وحدانيته و جلاله و كماله و ايمانه بالبعث و الحساب و اليوم الاخر .و ليتامل الباحث روحانية القران المبهرة, او ليقرا ان شاء كتاب الشيخ محمد الغزالى " فن الذكر و الدعاء عند خاتم الانبياء " ليشعر بروعة هذه النفس المؤمنة

-----------------------

2- بنى ابو الزهراء اساس امة ورثت الامبراطوريات القديمة و كل ذلك من لا شىء . فقد كان هناك انعدام للمقدمات المعرفية والحضارية لنشوء حضارة فجائية على يد الرسول وهذه الحضارة - كما يقول بعض الافاضل - حين امتدت الى حضارات أصيلة لم تذب فيها بل ذوبت الحضارات مما يعني قوتها الهائلة التي أسقطت مفاهيم أمم تطورت وترسخت خلال آلاف السنين ، بعكس العادة من تأثير الأمم الحضارية في غيرها حتى لو هزمت في المعركة .
و قد كان ابو الزهراء ينتمي إلى الحجاز وهو قطر لم يمر حتى تأريخياً بمثل الحضارات التي نشأت قبل ذلك بمئات السنين في مواضع اُخرى محدّدة من تلك الجزيرة، ولم يعرف أي تجربة إجتماعية متكاملة.
وكان منغمسا من الناحية العقائدية في فوضى الشرك والوثنية، ومفكّكا اجتماعيا تسيطر عليه عقلية العشيرة، وتلعب فيه الانتماءات إلى هذه العشيرة أو تلك الدور الأساسي في أكثر أوجه النشاط بكلّ ما يؤدّي إليه ذلك من التناقضات وألوان الغزو والصراع الرخيص.

ولم يكن البلد الذي نشأ فيه هذا الرسول قد عرف أيّ شكل من أشكال الحكم سوى ما يفرضه الولاء للقبيلة من مواضعات.

ان تاريخ المجتمعات وإن كان قد شهد في حالات كثيرة إنساناً يبرز على صعيد مجتمعه فيقوده ويسير به خطوةً إلى الامام غير أ نّنا هنا لا نواجه حالةً من تلك الحالات ; لوجود فوارق كبيرة.
اولا -نحن نواجه هنا طفرةً هائلةً وتطوّراً شاملا في كلّ جوانب الحياة، وانقلاباً في القيم والمفاهيم التي تتّصل بمختلف مجالات الحياة إلى الأفضل، بدلا عن مجرّد خطوة إلى الأمام.
فالمجتمع الوثني طفر رأساً إلى دين التوحيد الخالص، الذي صحّح كلّ أديان التوحيد الاُخرى، وأزال عنها ماعلق بها من زيف وأساطير و ان مجتمع القبيلة طفر رأساً على يد النبي إلى الإيمان بفكرة المجتمع العالمي الواحد.. وإنّ المجتمع الفارغ تماماً تحوّل إلى مجتمع ممتلئ تماماً، بل إلى مجتمع قائد يشكّل الطليعة لحضارة أنارت الدنيا كلّها.
فابنُ الصحراء التي لم تكن تفكّر إلاّ في همومها الصغيرة وسدّ جوعتها والتفاخر بين أبنائها ضمن تقسيمها العشائري، ظهر ليوحدها فى سبيل رسالة سامية و يقودها إلى حمل أكبر الهموم
وكلّ هذه التحوّلات الكبيرة تمّت في مدّة قصيرة جدّاً نسبياً في حساب التحوّلات الاجتماعية.



ثانيا - ان اى تطور شامل في مجتمع إذا كان وليد الظروف والمؤثّرات المحسوسة فلا يمكن أن يكون مرتجلا ومفاجئاً ومنقطع الصلة عن مراحل تمهّد له، وعن تيار يسبقه ويظلّ ينمو ويمتدّ فكرياً وروحياً حتى تنضج في داخله القيادة الكفوءة لتزعّمه، وللعمل من أجل تطوير المجتمع على أساسه.

وخلافاً لذلك نجد أنّ ابا الزهراء في تاريخ الرسالة الجديدة لم يكن حلقةً من سلسلة، ولم يكن يمثّل جزءً من تيار، و الحنفاء الذين وجدوا قبله كانوا افرادا معدودين مشتتين و لم يكونوا يمثلون تيارا اصلا
و لم يكن عندهم الا موقف سلبى من العقيدة الوثنية دون ان يكون لديهم اى بديل فكرى ناضج فكانوا يتوقون الى ديانة اكثر منطقا الا انه لم يكن لديهم تصور عن كنهها و كان من بينهم زيد بن عمرو بن نفيل الذى تميز كما روى باستقلاله الفذ و كان يقر بشجاعة بجهله بالطريقة التى يمكنه بها عبادة الخالق
و هذا على فرض صحة ما نسب اليهم من اشعار و خطب و الا فما اثبته المحققون من وقوع الوضع فى حالة مهمة كحالة امية بن ابى الصلت يجعل الباحث يشك فى صحة اغلب ما نسب اليهم
وأمّا التيار الذي تكوّن من صفوة المسلمين الأوائل على يد النبي فقد كان من صنع الرسالة والقائد، ولم يكن هو المناخ المسبق الذي ولدت فيه الرسالة وتكوّن القائد.

ومن أجل ذلك نجد أنّ الفارق بين عطاء النبى ص وعطاء أيّ واحد من هؤلاء لم يكن فارق درجة كالفوارق التي تبدو بين بذرة واُخرى من البذور التي تكوّن التيار الجديد، بل كان فارقاً أساسياً لا حدّ له
وهذا يبرهن على أنّ محمداً ص لم يكن جزءً من تيار، بل كان التيّار الجديد جزءً منه.

ثالثا - يبرهن التاريخ ايضا على أنّ القيادة الفكرية والعقائدية والاجتماعية لتيار جديد إذا تركّزت كلّها في محور واحد من خلال حركة تطوّر فكري واجتماعي معيّن فلابدّ أن يكون في هذا المحور من القدرة والثقافة والمعرفة مايتناسب مع ذلك، ولابدّ من أن يكون تواجدها فيه طبقاً لما يعرف عادةً من أساليب في حياة الناس، ولابدّ من ممارسة متدرّجة أنضجته ووضعته على خطّ القيادة لذلك التيار.

وخلافاً لذلك نجد أنّ محمداً قد مارس بنفسه القيادة الفكرية والعقائدية والاجتماعية، دون أن يكون هناك اعداد فكرى مناسب -على فرض انه تلقى اى نوع من الاعداد الفكرى --يرشّحه لذلك
ودون أن تكون له أيّ ممارسات تمهيدية لهذا العمل القياديّ المفاجئ.

و اختم فى هذه النقطة بقول القس جورج بوش فى كتابه الذى طبع مؤخرا و اثار ضجة " محمد مؤسس الدين الاسلامى و مؤسس امبراطورية المسلمين "/353:

(هكذا انتهت مهمة محمد على ظهر الارض , هكذا انتهت مهمة واحد من ابرز الرجال و اكثرهم جدارة بالالتفات على الاطلاق , هكذا انتهت المهمة الدنيوية لاكثر المدعين !! نجاحا و تصميما
لقد استطاع بطموحه الواسع ان يوجه المواهب الوطنية فتطورت بداياته المتواضعة الى ذروة القوة بين العرب , و كان قد بدا قبل ان يموت ثورة من اعظم الثورات التى عرفها تاريخ البشرية , لقد وضع اساس امبراطورية استطاعت فى ظرف ثمانين سنة فقط ان تبسط سلطانها على ممالك و بلاد اكثر و اوسع مما اسطاعته روما فى ثمانمائة سنة ,و تزداد دهشتنا اكثر و اكثر اذا تركنا نجاحه السياسى و تحدثنا عن صعود دينه و انتشاره السريع و استمراره و رسوخه الدائم .
و الحقيقة ان ما حققه نبى الاسلام و الاسلام لا يمكن تفسيره الا بان الله كان يخصهما برعاية خاصة
فالنجاح الذى حققه محمد لا يتناسب مع امكاناته , و لا يمكن تفسيره بحسابات بشرية معقولة
لا مناص اذن من القول انه كان يعمل فى ظل حماية الله و رعايته , لا تفسير غير هذا لتفسير هذه الانجازات ذات النتائج الباهرة
و لا شك انه يجب علينا ان ننظر للاسلام النص الدينى المحمدى فى ايامنا هذه بوصفه شاهدا قائما ينطوى على حكمة غامضة لله لا ندرى مغزاها !!) انتهى
هذا نص كلامه كما ترجمه الدكتور عبد الرحمن الشيخ , طبعة دار المريخ - الرياض 2005
لكن بوش يرى مع ذلك ان الله قدر هذا ليجعل الدعوة المحمدية سوط عذاب للكنائس التى ضلت السبيل لكى تعود الكنيسة لرشدها و ساعتها سينزاح الاسلام و يتنصر المسلمون ! ..

-----------------------
3- جاء ابو الزهراء ص بقيم ومفاهيم عن الحياة والإنسان، والعمل والعلاقات الاجتماعية، وجسدت تلك القيم والمفاهيم في تشريعات وأحكام. وكانت تلك القيم والمفاهيم وهذه التشريعات والأحكام ـ حتى من وجهة نظر من لا يؤمن بربانيتها ـ من أنفس ومن أروع ما عرفه تأريخ الإنسان من قيم حضارية وتشريعات اجتماعية .

فابنُ مجتمع القبيلة ظهر على مسرح العالم والتاريخ فجأة ليعلن ان خارج الاخوة فى الله توجد الاخوة فى ادم (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ) (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ )
و ان اختلاف المشاعر الدينية لا يجوز ان يحول بيننا و بين ان نبادل اخواننا فى الانسانية البر و الاحسان (لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ) و ان قسوة الكفار علينا لا ينبغى ان تدفعنا الى العدوان و لا لان نكون غير مقسطين فى معاملتهم (وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ على الا تعدلوا )
و ان التقى العادل فى محيط الجماعة المسلمة هو كذلك خارجها (ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُواْ لَيْسَ عَلَيْنَا فِي الأُمِّيِّينَ سَبِيلٌ .. بَلَى مَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ وَاتَّقَى فَإِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ)

وابن ذلك الفراغ الشامل سياسياً واقتصادياً بكلّ ما يضجّ به من تناقضات الربا والاحتكار والاستغلال، ظهر فجأةً ليملأ ذلك الفراغ ويجعل من ذلك المجتمع الفارغ مجتمعاً ممتلئاً، له نظامه في الحكم، وشريعته في العلاقات الاجتماعية والاقتصادية، ويقضي على الربا والاحتكار والاستغلال، ويعيد توزيع الثروة على أساس أن لا تكون دولة بين الأغنياء، ويعلن مبادئ التكافل الاجتماعي والضمان الاجتماعي التي لم تنادِ بها التجربة الاجتماعية البشرية إلاّ بعد ذلك بمئات السنين.
ورفع ابو الزهراء المرأة الموءودة إلى مركز كريم , فالمرأة في النظام الإسلامي (نظام المعرفة والحقوق والقيم) تتبوأ نفس الموقع الذي يتبوأه الرجل في القيمة الإنسانية والمركز الحقوقي.

(يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَة) .(فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ)
وعلى هذا الأساس أكّد الإسلام أهلية المرأة الكاملة للحياة الروحية والتسامي فيها إلى أعلى المراتب، فأهليتها للتقرب من الله تعالى بالطاعة والعبادة كأهلية الرجل تماما.
وقد ورد التصريح بهذه الحقيقة في القرآن الكريم في عدة آيات منها قوله تعالى: (إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيراً وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً) (الأحزاب:35)

ومنها قوله تعالى: (مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) (النحل:97)

وبهذا أكد طهارتها الذاتية وبراءتها الأصلية في مقابل وصمها بالخطيئة الأصلية، لما نسب إلى السيدة حواء رضوان الله عليها من أنها ارتكبت المعصية الأولى بتناول الثمرة المحرمة، كما شاع ذلك في اليهودية والنصرانية وغيرهما من الديانات القديمة.

و بين أن مخالفة الإرشاد الإلهي لم تحصل من حواء وحدها بل شاركها فيها زوجها آدم عليه السلام،(فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ) ثم بين ان آدم وزوجه تابا وقبل الله توبتهما، (قَالا رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ)
ثم قطع دابر كل شبهة في سريان آثار الذنب إلى غير مرتكبه، وبين أن البشر بريئون مما ارتكب أبواهم، فقال تعالى: (تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُمْ مَا كَسَبْتُمْ وَلا تُسْأَلونَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ)

وقد رتب القران على تأكيد تمتع المرأة بالإنسانية الكاملة وأهليتها الروحية والأخلاقية الكاملة، وطهارتها وبراءتها الكاملة، وجوب إكرامها واحترامها، وحرَم كل إساءة إليها وتشاؤم فيها. بنتا وأختا وأمّا وزوجة وعضوا في المجتمع.

فحرم وأد الأنثى: (وَإِذَا الْمَوْؤُودَةُ سُئِلَتْ. بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ )

وقال تعالى في شأن التشاؤم بالأنثى، في سياق بيان بعض ملامح ثقافة الشرك والجاهلية وسلوك المشركين: (وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالْأُنْثَى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدّاً وَهُوَ كَظِيمٌ.يَتَوَارَى مِنَ الْقَوْمِ مِنْ سُوءِ مَا بُشِّرَ بِهِ أَيُمْسِكُهُ عَلَى هُونٍ أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرَابِ أَلا سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ)
و أوجب إكرام المرأة في المجتمع بقوله تعالى: (وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَم)
وقوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْراً مِنْهُمْ وَلا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْراً مِنْهُنَّ وَلا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ وَلا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْأِيمَانِ وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ) (الحجرات:11)

وخصص المرأة بأعظم التكريم والرعاية والاحترام ، فقال تعالى: (وَوَصَّيْنَا الْأِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَاناً حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهاً وَوَضَعَتْهُ كُرْهاً )
ورفع المرأة، الزوجة، من مستوى الرقيق، التابعة للزوج، إلى مستوى الشريك الكامل ، فقال تعالى من جملة آيات كثيرة : (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً)(الروم: من الآية21)
وقال تعالى: ( وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوف)
لقد بين القرآن الكريم أصول النظرة إلى المرأة في جميع حالات و أصول السلوك تجاهها.
وقد ترتب على ذلك وضع حقوقي اثبتة الشارع المقدس للمرأة في مجال الأهلية الشخصية (في الولاية على الذات)و الاقتصادية، فأثبت لها الولاية على نفسها ومالها وعملها حين تبلغ سن التكليف وتكون رشيدة في تصرفاتها.
لقد ساوى الإسلام بينها وبين الرجل في كل شيء، سوى بعض الموارد التي اختلف فيها وضعها الحقوقي عن الرجل لأسباب موضوعية ناشئة من نفس مجال الاختلاف
و جاء ابو الزهراء ص ايضا بالعتق للرقيق و وضع اساسا لتحريرهم
و جاء فى مجال الفضيلة الشخصية بمبادىء لم يعرفها اهل الكتاب المعاصرون له كتحريم الخمر , و مبدا النية باعتبارها لب العمل الاخلاقى باعتبار ان الهدف الذى ينبغى على الانسان الفاضل ان يقصده ليس فى ملكوت السماء و لا فى ملك الدنيا انما هو اعلى من هذا كله . انه هو الخير المطلق اى فى ابتغاء وجه الله تعالى الذى يجب استحضاره فى القلب عند اداء العمل الانسانى بتنفيذ اوامره(وَمَا تُنفِقُواْ مِنْ خَيْرٍ فَلأنفُسِكُمْ وَمَا تُنفِقُونَ إِلاَّ ابْتِغَاء وَجْهِ اللّهِ وَمَا تُنفِقُواْ مِنْ خَيْرٍ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنتُمْ لاَ تُظْلَمُونَ)(وَمَا لِأَحَدٍ عِندَهُ مِن نِّعْمَةٍ تُجْزَى - إِلَّا ابْتِغَاء وَجْهِ رَبِّهِ الْأَعْلَى)
و اوجد فصلا رائعا فيما يمكن تسميته بالحضارة الاخلاقية . انه تقنين حقيقى فى الادب , و الذوق الاجتماعى , و التحشم فى المظهر
و فى ميدان الفضائل الجماعية و الفضائل العامة جاء بمبدا التضامن بان يكون المؤمنين جماعة موحدة لا تنقسم بدون فرقة او انشقاق فالاسلام ليس دينا فحسب و انما هو اخوة فى الله و المسلمون فى توادهم و تراحمهم كمثل الجسد الواحد اذا اشتكى منه عضو تداعى اليه سائر الاعضاء بالسهر و الحمى , و جاء بمبدا اخر و هو على جانب كبير من الاهمية فى الناحية الاخلاقية و هو التزام جميع المسلمين بالا يتركوا المنكر و الظلم و الطغيان يسود فى مجتمعهم و ضرورة ان يتواصوا بالحق و الفضيلة و هو ليس حق بل واجب على كل مسلم
و فى ميدان الفضيلة فى المعاملات الدولية و بين الاديان جاء بفصل جديد و تشريع اخلاقى لظروف السلم و الحرب تضمن القران مبادئه الاساسية و منها ان الحرب الشرعية لا تقوم الا من اجل درء العدوان (وَقَاتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلاَ تَعْتَدُواْ إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبِّ الْمُعْتَدِينَ) و يجب ان تتوقف بمجرد انتهائه (وَإِن جَنَحُواْ لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ) و هناك بعد ذلك المبدا الذى يحترم المواثيق المبرمة مع العدو مهما كانت فرص عقدها غير متكافئة فالمعاهدة الموقعة بين الاطراف واجبة الاحترام حتى و لو كانت فى غير صالحنا (وَأَوْفُواْ بِعَهْدِ اللّهِ إِذَا عَاهَدتُّمْ وَلاَ تَنقُضُواْ الأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا وَقَدْ جَعَلْتُمُ اللّهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلاً إِنَّ اللّهَ يَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ - وَلاَ تَكُونُواْ كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِن بَعْدِ قُوَّةٍ أَنكَاثًا تَتَّخِذُونَ أَيْمَانَكُمْ دَخَلاً بَيْنَكُمْ أَن تَكُونَ أُمَّةٌ هِيَ أَرْبَى مِنْ أُمَّةٍ إِنَّمَا يَبْلُوكُمُ اللّهُ)
و حتى اذا بدا العدو فى نقض اتفاقه فلا يحق لنا مهاجمته على غره بل يجب اولا اعلانه بالغاء عهده معنا بطريقة واضحة بحيث يتيسر له العلم بقرارنا (وَإِمَّا تَخَافَنَّ مِن قَوْمٍ خِيَانَةً فَانبِذْ إِلَيْهِمْ عَلَى سَوَاء إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبُّ الخَائِنِينَ)
و لا يتسع المقام للتفصيل
-----------------------
4- و جاء ابو الزهراء ايضا بالقران العظيم الذى – اضافة الى هديه الشامل العميق – قد خرق العادة عند العرب فى نظم كلامهم و قد بلغ في روعة بيانه وبلاغته وتجديده في أساليب البيان- - إلى درجة جعلت منه حتى من وجهة نظر غير المؤمنين بربّانيته ـحدّاً فاصلا بين مرحلتين من تاريخ اللغة العربية، حتى و ان لم يعترفوا بكونه معجزة الهية
يقول القس الحداد :" اعجاز القرآن فى النظم والبيان، قضية لا يكابر فيها انسان تحلى بالنزاهة والعرفان. ونشهد أن اعجاز القرآن، فى النظم والبيان، هو معجزة اللغة العربية على كل لسان. لكن هل يصح اعتبار هذا الاعجاز اللغوى معجزة "..
و الذي كان يحمل إليهم هذا الزاد الأدبي الجديد على حياتهم إنسان مكث فيهم أربعين سنةً، فلم يعهدوا له مشاركةً في حلبة أدبية، ولا تميّزاً في أيّ فنّ من فنون القول.
و افضل ما عبر عن روعة و تميز البلاغة القرانية ما كتبه الدكتور محمد عبد الله دراز رحمه الله فى كتابه " النبا العظيم "
--------------------
5- الانتاج العلمى :لقد سالت من بين اصابع ابى الزهراء ص بحار من العلوم الالهية و الحكمة و الهدى ولا زال بحر العلم و الهدى و الحكمة الذى سال من بين اصابعه يتدفق الى يومنا و ليس له سواحل و لا لعمقه حد, و كما يقول بعض الافاضل :فالقرآن والأحاديث الشريفة التي نرويها للرسول والفقه المتولد منها والعلوم الكثيرة من أخلاق ومنطق وسياسة وعقيدة سليمة موحدة لله لا يستطيع الإتيان بها عالم .ففي زمننا العجيب الذي توفرت فيه الإمكانات العلمية وأدواتها والبحوث المدعومة واتساعها، لا يستطيع عالم أن يأتي بما أتى به الرسول صلى الله عليه وآله وسلم رغم أن بعض العلماء يقرأ بحدود 15 ساعة يوميا ، وبعمر يناهز التسعين سنة مع أنه يبتدئ العلوم من سن السادسة ، ومع ذلك لا يستطيع أن يجاري مهمة الرسول وهو قد ابتدأ النبوة في سن الأربعين ومات في سن الثالثة والستين.

-------------------------
6- لا معلم :
لقد جاهد خصوم الاسلام سلفا و خلفا لاثبات معلم للنبى و لكن لا اهمية لذلك فحتى لو فرضنا جدلا انه تعلم بعض القصص من ورقة او غيره فليس فى هذا التعلم المزعوم ما يعتبر اعدادا فكريا يناسب ما جاء به ابو الزهراء و ما حققه
و مع ذلك فكل محاولات خصوم الاسلام فى ذلك الصدد تخبط و تكلف و تعنت حيث عمدوا الى افراد من الذين امنوا بنبوة ابى الزهراء ليزعموا انهم اساتذته ! كابن سلام و سلمان رضى الله عنهما,و كذلك ورقة بن نوفل حسب رواية البخارى التى يحتج بها خصوم الاسلام
يقول الدكتور محمد عبد الله دراز فى " النبا العظيم ":
(و اما الذين لقوه بعد النبوة فقد سمع منهم و سمعوا منه و لكنهم كانوا له سائلين و عنه اخذين و كان هو لهم معلما و واعظا و منذرا و مبشرا
و اما الذين راهم من قبل فان امر لقائه اياهم لم يكن سترا مستورا بل كان معه فى كل مرة شاهد : فكان عمه ابو طالب رفيقا له حين راى راهب الشام و كانت زوجه خديجة رفيقة له حين لقى ورقة فماذا سمعه هذا الرفيقان من علوم الاستاذين ؟! هلا حدثنا التاريخ بخبر ما جرى ؟ .. على ان التاريخ لم يسكت بل نبانا بما كان من امر الرجلين فقد حدثنا عن راهب الشام انه لما راى الغلام راى فيه من سيما النبوة الاخيرة و حليتها فى الكتب السابقة ما انطقه بتبشير عمه قائلا : ان هذا الغلام سيكون له شان عظيم
و حدثنا عن ورقة انه لما سمع ما قصه عليه النبى من صفة الوحى وجد فيها من خصائص الناموس الذى نزل على موسى ما جعله يعترف بنبوته و يتمنى ان يعيش حتى يكون من انصاره )

و لا يخفى على بصير ان محمدا ص قد واجه اهل الكتاب بثقة مطلقة لا تصدر ابدا عن انسان تلقى من احد اليهود او النصارى علوما فضلا ان يتتلمذ عليه و لو حدث شىء من ذلك لما واجههم بكل هذه الثقة المطلقة ,بل لقد تعامل بهم باستاذية
و كما يقول الدكتور محمد عبد الله دراز :"هل كان فى العلماء يومئذ من يصلح ان تكون له على محمد و قرانه تلك اليد العلمية ؟
يقول الملحدون انفسهم :" ان القران هو الاثر التاريخى الوحيد الذى يمثل روح عصره اصدق تمثيل " و هذه كلمة حق فى حدود معناها الصحيح .. فليقراوا الزهراوين البقرة و ال عمران و ما فيهما من المحاورة لعلماء اليهود و النصارى فى العقائد و التواريخ و الاحكام , او ليقراوا ما شاؤا من السور المدنية و المكية التى فيها ذكر اهل الكتاب , و لينظروا باى لسان يتكلم عنهم القران , و كيف يصور لنا علومهم بانها الجهالات , و عقائدهم بانها الضلالات او الخرافات , و اعمالهم بانها الجرائم و المنكرات
فان انت احببت زيادة البيان فاليك نموذجا من وصفه و تفنيده لاغلاطهم و مغالطاتهم التاريخية ( يا اهل الكتاب لم تحاجون فى ابراهيم و ما انزلت التوراة و الانجيل الا من بعده افلا تعقلون ) ( ام تقولون ان ابراهيم و اسماعيل و اسحق و يعقوب و الاسبط كانوا هودا او نصارى )(ان اول بيت وضع للناس للذى ببكة ) ( كل الطعام كان حلا لبنى اسرائيل الا ما حرم اسرائيل على نفسه ) و هذا طرف من وصفه و تفنيده لخرافاتهم الدينية (و ما مسنا من لغوب )(و ما كفر سليمان ) (لقد سمع الله قول الذين قالوا ان الله فقير و نحن اغنياء )(و قالت اليهود يد الله مغلولة )(و قالت اليهود عزير ابن الله )( و قالت اليهود و النصارى نحن ابناء الله و احباؤه – لقد كفر الذين قالوا ان الله هو المسيح ابن مريم) .( لقد كفر الذين قالوا ان الله ثالث ثلاثة )..
فانظر كيف صور القران عقيدة هؤلاء علماء الدين فى زمنه و لا سيما علماء النصارى فقد كان طابع الشرك فى ديانتهم لا يخفى على احد حتى ان الاميين فطنوا له فاتخذوا منه عزاءا لهم فى شركهم (و لما ضرب ابن مريم مثلا اذا قومك منه يصدون و قالوا االهتنا خير ام هو ) بل اتخذوا منه حجة على ان التوحيد الذى دعاهم اليه القران بدع فى الدين لم يسبق اليه فقالوا ( ما سمعنا بهذا فى الملة الاخرة ) يعنون ملة النصرانية

و هذه سلسلة اخرى من جرائمهم يسردها القران متواصلة الحلقات (فَبِمَا نَقْضِهِم مِّيثَاقَهُمْ وَكُفْرِهِم بَآيَاتِ اللّهِ وَقَتْلِهِمُ الأَنْبِيَاء بِغَيْرِ حَقًّ وَقَوْلِهِمْ قُلُوبُنَا غُلْفٌ بَلْ طَبَعَ اللّهُ عَلَيْهَا بِكُفْرِهِمْ فَلاَ يُؤْمِنُونَ إِلاَّ قَلِيلاً 155 وَبِكُفْرِهِمْ وَقَوْلِهِمْ عَلَى مَرْيَمَ بُهْتَانًا عَظِيمًا 156 وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَـكِن شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُواْ فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِّنْهُ مَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلاَّ اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا 157 بَل رَّفَعَهُ اللّهُ إِلَيْهِ وَكَانَ اللّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا 158 وَإِن مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلاَّ لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا 159 فَبِظُلْمٍ مِّنَ الَّذِينَ هَادُواْ حَرَّمْنَا عَلَيْهِمْ طَيِّبَاتٍ أُحِلَّتْ لَهُمْ وَبِصَدِّهِمْ عَن سَبِيلِ اللّهِ كَثِيرًا 160 وَأَخْذِهِمُ الرِّبَا وَقَدْ نُهُواْ عَنْهُ وَأَكْلِهِمْ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ مِنْهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا)

فهل ترى فى هذا كله صورة اساتذة يتلقى عنهم صاحب القران علومه ؟ ام بالعكس ترى منه معلما يصحح لهم اغلاطهم و ينعى عليهم سوء حالهم )


و اضيف ان هناك بالفعل بشارات بالاسلام لا زالت فى كتب اهل الكتاب و بعضها ورد فيه اسمه صلى الله عليه و اله و سلم كما فى العهد القديم فى سفر حجى:
مشتهى كل الأمم : " وَأُزَلْزِلُ كُلَّ الأُمَمِ. وَيَأْتِي مُشْتَهَى كُلِّ الأُمَمِ فَأَمْلأُ هَذَا الْبَيْتَ مَجْداً قَالَ رَبُّ الْجُنُودِ . " ( حجي2/7 ).
ان لفظ " مشتهى" هو بالعبرية من الجذر "حمد " و المعنى " محمود كل الامم " اى محمد
و قد حاول القس المصرى عبد المسيح بسيط ابو الخير الرد على ذلك فى كتابه " هل تنبا الكتاب المقدس عن نبى اخر ياتى بعد المسيح " بالقول بان هذا اللفظ ورد فى مواضع اخرى و كان فى احدها مضاف الى لفظ "اسرائيل", و فى موضع اخر مضاف الى لفظ "النساء " ثم قال : هل يقبل المسلمون ان يقال " محمد اسرائيل " او " محمد النساء " ؟!و هو رد عجيب فورود لفظ الحمد فى سفر حجى يختلف عن المواضع و السياقات الاخرى التى ذكرها القس لان نبوءة سفر حجى خاصة بالبشارة بنبى اخر الزمان او بالمسيا الذى كان ينتظره اليهود فهى تعطى لقبا لهذا المنتظر هو انه محمود من كل الامم و انطباقه على محمد واضح . و قد اقر القس نفسه بتميز سياق سفر حجى و انه متعلق بالشخصية المنتظرة و ان سماها مسيا حيث قال صفحة 95 :" و مشتهى كل الامم هو المسيا "
فما ذكره لورود جذر حمد فى مواضع اخر مضافا لاسرائيل و للنساء الا نوع من الشغب لا يليق بعالم مثله
يقول الدكتور نصر الله ابو طالب فى كتابه القيم " تباشير الانجيل و التوراة بالاسلام و رسوله محمد " /509:
(نقل م.ا. يوسف فى كتابه بالانجليزية " مخطوطات البحر الميت " ص 110 عن السير قروفرى هيقين sir godfrey Higgins فى كتابه anacalypsis بان اسم المسيا الذى سياتى بعد عيسى قد ظهر فى فصل 2 اية 7 " و ياتى مشتهى كل الامم " فالحروف العبرية هنا حمد hmd من النص العبرى علق عليها قروفرى هيجين بقوله :
From this root,the pretended prophet mohammed or mohamet had his name " sir hggin says ,"here Mohammed is expressly foretold by haggi ,and by name , there is no interpolation here . there is no evading this clear text and its meaning .."
و هو ما يمكن ترجمته الى ما يلى :
" من هذا الجذر – يعنى كلمة حمد – فان هاهنا اخبارا واضحا عن محمد بواسطة حجى النبى بالاسم , و بدون اى ادخالات على النص , و لا مهرب من هذا النص الواضح و معناه و ما يعنيه .."
فمشتهى تنطق بالعبرية حمادا , فيكون ذلك ذكرا صريحا لاسم الرسول محمد صلى الله عليه و سلم " .


-------------------------

7- لا مصادر علمية للقران :
داب خصوم الاسلام على اتهام ابى الزهراء صلى الله عليه و سلم بانه استمد مادة القران من الكتاب المقدس و الواقع انها دعوى متهافتة ,فالاختلافات بين القران و بين العهد القديم جلية واضحة , بل لا مجال اصلا للمقارنة بينهما ,لكن لنذكر على سبيل المثال امثلة للاختلاف فى اصول العقائد :

1- نفى القران ان الله تعالى تدركه الابصار ,و نفى ان موسى او بنى اسرائيل راوا الله تعالى

" لاَ تُدْرِكُهُ الاَْبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الاَْبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ" الانعام : 103

(وَلَمَّا جَاءَ مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَنْ تَرَانِي وَلكِن انْظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي فَلَمَّا تَجَلّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكّاً وَخَرَّ مُوسى صَعِقاً فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيكَ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ) الاعراف : 143

(وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَى لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَى اللهَ جَهْرَةً فَأَخَذَتْكُمُ الصَّاعِقَةُ وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ )البقرة : 55

(يَسْأَلُكَ أَهْلُ الْكِتَابِ أَنْ تُنَزِّل عَلَيْهِمْ كِتَاباً مِنَ السَّمَاءِ فَقَدْ سَأَلُوا مُوسى أَكْبَرَ مِنْ ذلِكَ فَقَالُوا أَرِنَا اللهَ جَهْرَةً فَأَخَذَتْهُمُ الصَّاعِقَةُ بِظُلْمِهِمْ) النساء : 153

اما فى العهد القديم فمما ورد فيه صريحا فى رؤية الرب ما جاء فى سفر الخروج - الاصحاح 33 :

18 فقال أرني مجدك.
19 فقال أجيز كل جودتي قدامك. وانادي باسم الرب قدامك. واتراءف على من اتراءف وارحم من ارحم.
20 وقال لا تقدر ان ترى وجهي. لان الانسان لا يراني ويعيش.
21 وقال الرب هوذا عندي مكان. فتقف على الصخرة.
22 ويكون متى اجتاز مجدي اني اضعك في نقرة من الصخرة واسترك بيدي حتى اجتاز.
23 ثم ارفع يدي فتنظر ورائي. واما وجهي فلا يرى


وعلى هذا فالربّ يُرى قفاه ولا يُرى وجهه !!

و فى سفر الخروج 24
9 ثم صعد موسى و هرون و ناداب و ابيهو و سبعون من شيوخ اسرائيل
10 و راوا اله اسرائيل و تحت رجليه شبه صنعة من العقيق الازرق الشفاف و كذات السماء في النقاوة
11 و لكنه لم يمد يده الى اشراف بني اسرائيل فراوا الله و اكلوا و شربوا

اضف الى ذلك اهتمام القران البالغ بالحديث عن الاخرة , التى لا نجد لها حضورا يذكر فى العهد القديم
و كذلك الاختلاف فى الحديث عن النبوات :فليس فى القران الكريم ما فى العهد القديم من افعال مشينة منسوبة للانبياء , بل فى القران تصحيح لذلك ومثلا براالقران الكريم هارون عليه السلام من تهمة صناعة العجل التى الصقها به العهد القديم
كما ان فى القران الكريم قصص ليست موجودة اصلا فى العهد القديم , مع ما فى القصص القرانى من عبر و عرض متميز لسنن التاريخ البشرى ليس له مثيل فى العهدين
اما الاقتباس من المسيحية , فقد خالف القران المسيحية فى نظرتها للمسيح ,و لم يوافق رؤية اليهود مثلا ليستقطبهم
فدعوى اقتباس القران الكريم من العهدين لا تصدر الا عن جاهل بالقران و بالعهدين
اما اتفاق القران مع مواضع فى كتب الابوكريفا فقد تضمن دلالة على ان القران ليس من تاليف محمد و كما يقول الباحث هشام محمد طلبة فى كتابه " محمد فى الترجوم و التوراة و التلمود ..":
سنجد دائما هذه القرائن القرانية فى هذه الكتب مع ان عدد هذه الكتب كبير جدا , كما ان الكتاب الواحد له له اكثر من نص , التوراة نفسها سينية لها ستة نصوص اساسية ( البشتيا – الفولجاتا – الشبعينية – السامرية – الترجوم – القياسية ) : النسخة القياسية لها ثلاث نصوص فرعية ( الالوهى – اليهوى – الكهنوتى ) هذه هى النصوص الاساسية عدا العديد من النصوص الفرعية و اى ناشر للكتاب المقدس يجب ان يستخدم اكثر من نص من هذه النصوص مستعينا بعلم يسمونه " علم نقد النصوص "ليصلوا لنص اقرب ما يكون للنص الاصلى المفقود ..سنجد دائما هذه الشواهد القرانية مع ان هذه الكتب المذكورة كتبت بلغات مختلفة العبرية , السامرية , اللاتينية , اليونانية , الارامية , السريانية , القبطية الحبشية , المندائية , و غيرها عدا العربية
مع ان هذه الكتب لم نجدها مرة واحدة بل لقد جمعت على مر قرون طويلة منذ القرن الرابع الميلادى حتى الان
اغلب هذه الكتب وجدناه بعد وفاة محمد –ص- اخر ما وجدناه مخطوطات البحر الميت (1947-1956)
سنجد دائما هذه الشواهد القرانية فى كتب السابقين مع ان هذه الكتب لم نجدها فى مكان واحد بل فى اماكن متعددة كسيناء و نجع حمادى و القاهرة , كهوف البحر الميت , الحبشة , الفاتيكان , مكتبات نبلاء اوروبا
مع ان هذه الكتب كانت نادرة فى عهد النبى ص لان النسخ كان يدويا و لم تكن هناك طباعة و كذلك لحرق كتب اتباع الاديان المضطهدة النصارى خاصة
سنجد دائما هذه الشواهد مع ان حجم الكتب ايامه صلى الله عليه و سلم كان كبيرا و كانت على هيئة قراطيس من العسير تداولها سرا
سوف اعطى مثالا لهذه الخاصية " الشواهد القرانية فى اسفار السابقين ":
من المعروف ان قصة يوسف هى الوحيدة التى نجدها فى القران متتالية فى موضع واحد . هذه القصة لا نجدها كما هى فى اى كتاب من كتب اليهود او النصارى
- سنجد قسما منها فى التوراة التى بين ايدينا الان ( قياسية – سبعينية ) مع وجود تفاصيل فى الرواية التوراتية لا نجدها فى القران كقطع التوراة لسرد قصة يوسف دون اى مناسبة لتروى لنا قصة اخرى و هى مضاجعة يهودا لزوجة ابنه !
- - اما القسم الثانى من رواية يوسف فى القران فسنجده فى عدد كبير من كتب اهل الكتاب غير التوراة و سنجد هذا القسم مشتتا تماما , فجزئية قص يوسف رؤياه على ابيه اولا نجدها فى كتاب " العاديات اليهودية " للمؤرخ يوسيفوس , و جزئية (( ارسله معنا غدا يرتع و يلعب )) فى كتاب ( بسكيتارباتى و سيفر عدد )
- هذان الكتابان اتفقا مع القران فى ذلك و اختلفا فيها مع التوراة نفسها
- و جزئية " و اوحينا اليه لتنبئنهم بامرهم هذا " فى كتاب . و جزئية " و شروه بثمن بخس " فى كتاب . و جزئية " و جائوا اباهم عشاءا يبكون " فى كتاب ( عهود الاسباط و هو من كتب الاسرار ) و جزئية " فاكله الذئب " فى كتاب " yashar wa yesheb"
و هكذا فى اكثر من 26 جزئية كتلك التى ذكرناها انفا فى اكثر من 30 كتابا
كل هذه الكتب سالفة الذكر وجدنا لها تفاصيل عديدة غير منطقية لا تذكر فى القران الكريم كذكر كتاب " تنهوما " ان يهودا حين اخذ منه بنيامين دخل فى صراع مع يوسف و نزلت الملائكة لتشاهد الصراع بين يوسف " الثور " و يهودا " الاسد " !! و يضيف كتاب br و التلمود هنا ايضا ان رجال يوسف الاقوياء فقدوا اسنانهم بسبب صرخة يهودا !! و يذكر الكتابان فى موضع اخر ان ملاك العاطفة هو الذى حث يهودا على مضاجعة زوجة ابنه المذكورة فى التوراة !
هذا عن القسم الثانى فى الرواية القرانية اما القسم الاخير فلا نجده فى التوراة او غيرها فلا بد اذن ان محمدا –ص- كانت لديه مخطوطات اخرى اضافة لكل ما ذكر من مصادر لم نجدها حتى الان !!و هذا مستحيل
هذه الخاصية – الشواهد القرانية فى كتب السابقين – نستنتج منها انه من المستحيل على رجل مثل محمد صلى الله عليه و سلم ان يقرا كل صحيفة فى كل كتاب من كتب لم نعرف نحن الان اكثرها الا متاخرا جدا , ثم يستبعد التفاصيل غير المنطقية ثم ياخذ من هذا ما يستقيم مع ذلك , ثم يقدم هذا النتاج فى صورة بيانية رائعة و لا بد انه قد فعل كل هذا فى السر ايضا !
ان هذا هو المستحيل بعينه خاصة كيف اطلع على كتب الاسرار apocrypha الخاصة بكل طائفة ؟ )

---------------------
8- الثقة المطلقة :
موضوع القصص القرانى الاساس ليس موضوعا تاريخيا و لا سردا للاحداث و الوقائع انما موضوعه الهدى و العبرة و العظة , و ما اقتنعت به ان القصص القرانى يتضمن نبوءة غيبية تحققت بلا شك
فالقصص فى القران المكى كان ينزل كما اعلن القران - فى ذروة استضعاف الدعوة المحمدية – ليثبت فؤاد ابى الزهراء و يبشره بان رسالته ستنتصر كما انتصر الرسل السابقون
و ان مصير كفار مكة هو الخزى فى الدنيا ان لم يؤمنوا
"وَكُـلاًّ نَّقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنبَاء الرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ وَجَاءكَ فِي هَـذِهِ الْحَقُّ وَمَوْعِظَةٌ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ"
و هذه الثقة المطلقة مما يلفت النظر فى القران الكريم , و قليلة هى السور المكية التى لا تتوعد من يكذبون ابا الزهراء – ص- و يؤذونه بالقول و الفعل و حبك المؤامرات , و هذا التوعد و تلك الثقة المطلقة يتخذان صورا مختلفة :
فقد يقص القران قصص الامم الخالية التى وقفت من رسلها ما وقفه اعداء محمد منه , و كيف كانت نهايتهم سوداء منكرة ,و هذه القصص من الكثرة فى القران بما لا داعى معها للاستشهاد بشىء منه و هذا مفتاح مهم لفهم الحكمة من القصص القرانى فى العهد المكى ,بل ان بعض السور قد اقتصر على اخبار تلك الامم مع رسلها او كاد مثل سورة " يونس " و " هود " و " ابراهيم " كما ان هناك سورة سميت باسم " الانبياء "
و بعض هذه القصص يتعلق بامم لم يرسل اليها رسول و لكنها كفرت بانعم الله فاذاقها الله الفقر و دمر حضارتها , و ذلك مثل الايات التى تتحدث عن سبأ و جنتيهم اللتين بدلتا جنتين ذواتى اكل خمط و اثل و شىء من سدر قليل , و اسفارهم التى باعد الله بينها و جعلهم احاديث ,و كذلك الاية التى ضرب الله فيها "مَثَلاً قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُّطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِّن كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللّهِ فَأَذَاقَهَا اللّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُواْ يَصْنَعُونَ"

و قد يورد القران قصة فرد نال عقابه جزاء كفره و طغيانه كما فى قصة صاحب الجنة فى سورة الكهف ,و كقصة قارون
و نلاحظ ان اسلوب القصص القرانى يختلف تماما مع اسلوب القصص فى الكتاب المقدس ,ففى القران سمة اسلوبية فريدة لا نجدها فى الكتاب المقدس الذى طالما اتهم ابو الزهراء ص بانه اعتمد عليه كثيرا فى تاليف القران – بل و لا نجدها ايضا فى الحديث النبوى - و هى ان اسماء الاشخاص فيما عدا الانبياء حتى اسماء معاصريه سواء من الصحابة او من الكفار و من العرب او من الاعاجم, بل ايضا اسماء المدن و القرى و المواضع بوجه عام , تكاد ان تنعدم فى القران. و قد تنبه علماء الاسلام الى هذه السمة و درسوها تحت عنوان " المبهمات " و ما اشبه -كما نبه الى هذه السمة المستشرقون مثل ماسون masson فى مقدمة ترجمتها للقران الى الفرنسية - و الذى يرجع الى الكتاب المقدس سيهوله على الفور هذا الفرق بينه و بين القران فالكتاب المقدس يعج باعداد هائلة من اسماء الافراد العاديين و القواد و الملوك و الشعوب و المدن و المواضع .. الخ الى درجة تصيب حتى القارىء المتخصص بالدوار ..و لو رجعنا الى الاحاديث النبوية سنجد انها تعج ايضا بالاسماء .


--------------------------

9- القران و الحديث
طالما استند خصوم الاسلام الى الاحاديث للطعن فى محمد ص لكن لم يلتفت نظرهم الى ذلك الاختلاف بين اسلوب القران و اسلوب الحديث المحمدى
و للدكتور ابراهيم عوض حفظه الله دراسة قيمة فى ذلك تقع فى نحو 570 صفحة و مجموع ما ذكره يدل بقوة على ان القران ليس من تاليف ابى الزهراء ص و لا يمكننى بالطبع تلخيصه هنا لكن اشير الى محاور الدراسة :
- ذكر فى اكثر من 70 صفحة الفاظا ترددت كثيرا فى الحديث لارتباطها بعصر الرسول و بيئته ارتباطا شديدا و لم ترد مطلقا فى القران
- ثم ذكر فى اكثر من 50 صفحة كلمات متفرقة لها علاقة بالدين وردت فى الحديث و تكررت بكثرة و لم ترد فى القران
- ثم ذكر فى نحو 30 صفحة اسماء وردت فى القران مفردة و فى الحديث مجموعة او العكس , و ذكر فى 20 صفحة ثنائيات حديثية ترددت بكثرة و لا وجود لها فى القران
- ثم ذكر فى اكثر من 20 صفحة الفاظا استخدمت بكثرة فى الحديث بمعان او فى سياقات يختلف عما فى القران
ثم ذكر فى اكثر من 200 صفحة تعبيرات موجودة فى الاحاديث و ليست موجودة فى القران او موجودة فى القران فقط او موجودة فى كليهما لكن فى استعمالها فى احدهما خصوصية تميزه تمييزا واضحا عن استعمالها فى الاخر
- ثم ذكر فى قرابة 80 صفحة صورا حديثية وردت بكثرة و لم ترد فى القران , و تراكيب وردت بكثرة فى الحديث و لم ترد فى القران
- ثم عقد مقارنة فى 80 صفحة بين القران و الحديث فى القسم , و اسماء الاعلام , و التكنية و التصريح , و الله و الشيطان , و القصة فى القران و الحديث , و تناول ايضا المقارنة بين اسلوب القران فى ذلك و اسلوب الكتاب المقدس
هذه مجرد اشارة لمحاور الدراسة و لا تغنى بالطبع عن الاطلاع عليها
و مما لفت نظرى فى هذا الصدد ان القران خلا تماما من اى ذكر لاسم على بن ابى طالب خصوصا رغم ان هناك عناية واضحة فى الحديث النبوى بذكر مناقبه فضلا عن غيره من كبار الصحابة و اهل البيت و زوجات النبى و هى نقطة جديرة بالتامل و تدل على الاختلاف الكبير بين اسلوب القران و الحديث و هو اختلاف -كما يدرك من تامله مجموع ما ذكره الدكتور ابراهيم عوض- يدل بقوة على ان القران ليس من تاليف محمد ص
و هناك تساؤل لفت النظر اليه الدكتور دراز فى" النبا العظيم "هو لماذا نسب محمدص القران لغيره و هو حسب افتراض خصومه انفس اثار عقله و اغلى ما جادت به قريحته؟ .
فان قيل : انه راى فى نسبته الى الوحى الالهى ما يعينه على هدفه المفترض باستيجاب طاعة الناس له و نفاذ امره فيهم لان تلك النسبة تجعل لقوله من الحرمة و التعظيم ما لا يكون له لو نسبه لنفسه
فهذا فى الواقع قياس فاسد فى ذاته لان صاحب هذا القران قد صدر عنه الكلام المنسوب الى نفسه و الكلام المنسوب الى الله فلم تكن نسبته ما نسبه الى نفسه بناقصة من لزوم طاعته شيئا , و لا نسبة ما نسبه الى ربه بزائدة فيها شيئا , بل استوجب على الناس طاعته فيهما على السواء ,فكانت حرمتهما فى النفوس على سواء , و كانت طاعته من طاعة الله و معصيته من معصية الله , فهلا جعل كل اقواله من كلام الله تعالى لو كان الامر كما يهجس به ذلك الوهم
--------------------------
10- اخيرا لا اخرا فان القران الكريم كتاب هداية و ليس كتاب كيمياء او فيزياء لكن هناك اشارات فى القران الكريم تتضمن سبقا علميا لم يفطن اليها القدماء و هو ما كنت مقتنعا بضرورته فيما يدعى انه اعجاز علمى اى لا بد ان تكون الاية المتضمنة لذلك مما حير القدماء و ربما اخطاوا فى تفسيره , و هذه ثلاث امثلة :
1-"يَخْرُجُ مِن بُطُونِهَا شَرَابٌ مُّخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ " النحل :69
يقول الشريف الرضى رحمه الله :
"###لا تستشهد بمقالات الشيعة فهذا موقع على طريقة أهل السنة والجماعة ##

فانظر كيف ان العلماء المحققين فى عصر الشريف الرضى ( القرن الخامس الهجرى ) يقررون ان العسل لا يخرج من بطون النحل , و من ثم عد هو قوله تعالى " يخرج من بطونها شراب .." مجازا من مجازات القران .
و الصواب هو ما قاله القران من ان العسل يخرج فعلا من بطون النحل التى تجمع الرحيق و يتحول فى معدتها الى عسل تقوم بافرازه بعد ذلك
2- "وَاللَّهُ خَلَقَ كُلَّ دَابَّةٍ مِن مَّاء " النور :45
يقع الامام الباقلانى فى خطا مشابه لخطا الشريف الرضى, اذ يعد قوله تعالى " و الله خلق كل دابة من ماء " نوعا من التعميم فى التعبير , فقد ظن ان القران حينما قال ان كل الدواب مخلوقة من ماء لم يقصد انها كلها كذلك بل بعضها فقط ,و لكنه عمم القول .
فماذا قال علماء العصر الحديث الذين قتلوا هذه المسالة بحثا ؟ يقولون ان الثابت بالتحديد ان اصل الحياة مائى , و ان الماء هو العنصر الاول المكون لكل خلية حية , فلا حياة ممكنة بلا ماء .
و اذا ما نوقشت امكانية الحياة على كوكب ما فان اول سؤال يطرح هو ايحتوى هذا الكوكب على كمية كافية من الماء للحياة عليه ؟
و الطريف ان الباقلانى قد قال ذلك دفاعا عما ظنه الملحدون فى عصره مطعنا فى القران الكريم , و هذا نص كلامه :
" قوله عزوجل ( و الله خلق كل دابة من ماء ) قال الملحدون : و فى هذه الاية احالة من وجوه :
احدها انه خلق كل دابة من ماء و ليس الامر كذلك , لان منها ما يخلق من بيض و تراب و نطف ..
و الجواب ان قوله (كل ) لا يقتضى استغراق الجنس بل هو صالح للتعميم و التخصيص . و لو ثبت العموم لجاز تخصيصه , اذ علمنا ان من الدواب ما لم يخلق من ماء
على ان الناس من يقول : اصل الاشياء كلها اربع : الماء و الهواء و النار و الارض , و كل دابة مركبة من بلة و رطوبة " نكت الانتصار لنقل القران للباقلانى /202
و كما يقول الدكتور ابراهيم عوض : الايتان السابقتان و تعليق الشريف الرضى و الباقلانى عليهما لا تحتاج الى تعقيب , اللهم الا القول بان هذين العالمين قد اتيا بعد سيدنا محمد صلى الله عليه و سلم بعدة قرون احرز المسلمون اثنائها تقدما هائلا جدا بالقياس الى معارف العرب و العالم كله فى عصر الرسول
و مع ذلك فالقران على صواب , و هذا العالمان اللذان يعكسان معارف عصريهما هما المخطئان .

3- "وَمِن كُلٍّ تَأْكُلُونَ لَحْمًا طَرِيًّا وَتَسْتَخْرِجُونَ حِلْيَةً تَلْبَسُونَهَا " فاطر :12
يقول الدكتور ابراهيم عوض :" لقد قرات هذه الاية مرات لا تحصى و لكن لم التفت الى ما تؤكده من ان الحلى تستخرج من النهر و البحر كليهما , اذ ان الذى كنت اعرفه حتى ذلك الوقت هو ان اللؤلؤ و المرجان – المذكورين فى سورة "الرحمن " - لا يوجدان الا فى البحار , و قفز السؤال الى عقلى على الفور : ايمكن ان يكون القران قد اخطا ؟
ان الاية فى سورة "الرحمن " يمكن الا تثير مشكلة , فنصها هو " مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ - بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ لَّا يَبْغِيَانِ-فَبِأَيِّ آلَاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ-يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجَانُ" و من الممكن القول بان معناهما ان اللؤلؤ و المرجان يخرجان من مجموع البحرين لا من كل منهما , كما تقول مثلا : ان فى يدى هاتين مائة جنيه , و يكون المبلغ كله فى اليد الاولى بينما الاخرى خلو تماما من اى نقود , و لا تكون قد عدوت الحقيقة
اما اية سورة فاطر فانها تقول بصريح العبارة :" و من كل .. تستخرجون حلية تلبسونها "
و لم يسعفنى ما عندى من تفاسير قديمة , فاخذت اقلب النظر فى ارفف مكتبتى و انا حائر ضائق , و اذ بى المح ترجمة عبد الله يوسف على للقران فافتحها فاجد فيها شفاء نفسى , اذ يذكر المترجم رحمه الله فى تعليقه على الاية فى الهامش : من الحلى البحرى اللؤلؤ و المرجان و من الحلى النهرى العقيق و برادة الذهب و غيرهما
ثم رجعت بعد ذلك الى دائرة المعارف البريطانية مادة pearl و " المنتخب فى تفسير القران " فوجدت فى الاولى ان اللؤلؤ يوجد ايضا فى المياه العذبة
اما الكتاب الاخير فكانه يرد على حيرتى اذ يقول :"و قد يستبعد بعض الناس ان تكون المياه العذبة مصدرا للحلى , و لكن العلم و الواقع اثبتا غير ذلك
اما اللؤلؤ فانه كما يستخرج من انواع معينة فى البحر , يستخرج ايضا من انواع معينة اخرى من الانهار , فتوجد اللالىء فى المياه العذبة فى انجلترا و اسكتلندا و ويلز و تشيكوسلوفاكيا و اليابان .. الخ
بالاضافة الى مصائد اللؤلؤ البحرية المشهورة , و يدخل فى ذلك ما تحمله المياه العذبة من المعادن العالية الصلادة كالماس الذى يستخرج من رواسب الانهار الجافة المعروفة باليرقة , و يوجد الياقوت كذلك فى الرواسب النهرية فى موجوك بالقرب من باندالاس فى بورما العليا , اما فى سيام و فى سيلان فيوجد الياقوت غالبا فى الرواسب النهرية , و من الاحجار شبه الكريمة التى تستعمل فى الزينة حجر التوباز , و يوجد فى الرواسب النهرية فى مواقع كثيرة و منتشرة فى البرازيل و روسيا – الاورال و سيبريا – و هو فلورسيليكات الالومنيوم , و يغلب ان يكون اصفر او بنيا , و الزيركون circon حجر كريم جذاب تتقارب خواصه من خواص الماس و معظم انواعه الكريمة تستخرج من الرواسب النهرية "
و حتى يقدر القارىء رد فعلى الاول حق قدره اذكر له ان بعض المترجمين الاوروبيين انفسهم فى العصر الحديث قد استبعدوا ان تكون الانهار مصدرا من مصادر الحلى . و قد تجلى هذا فى ترجمتهم لهذه الاية فمثلا نرى رودويل الانجليزى يترجم الجزء الخاص بالحلى منها هكذا
Yet from both ye eat fresh fish and take forth for you ornaments to wear
فعبارة from both تصلح لترجمة اية سورة الرحمن لا هذه الاية
كذلك ينقل رودى باريت هذه العبارة الى الالمانية .. و الذى ترجمته ( و تستخرجون ( من البحر الملح ) حلية تلبسونها ) و يرى القارىء بوضوح كيف ان المترجم قد اضاف من عنده بين قوسين عبارة ( من البحر الملح : aus dem salzmeer ) و هو ما يوحى باستبعاده ان تكون الانهار مصدرا من مصادر الحلى على ما تقول الاية الكريمة ..
و يرى القارىء من هذه الاية كيف ان القران قبل اربعة عشر قرنا قد اشار الى حقيقة يستبعدها واحد مثلى يعيش فى القرن العشرين و اخرون مثل المستشرق الانجليزى رودويل و نظيره الالمانى رودى باريت
فكيف عرفها محمد اذن و اداها بهذه البساطة لو كان هو مؤلف القران , و بخاصة ان الانهار التى ذكر ان اللؤلؤ و غيره من الاحجار الكريمة و شبه الكريمة تستخرج منها تقع فى بلاد سحيقة بالنسبة للجزيرة العربية , بل ان بعضها كالبرازيل مثلا لم يكتشف الا فى العصور الحديثة ؟
اخشى ما اخشاه اذا انتبه المستشرقون لاهمية هذه الاية ان يزعموا ان سيدنا رسول الله قد قام برحلات الى هذه البلاد خفية فى الفترات التى كان يدعى فيها لخديجة انه ذاهب الى غار حراء .."



تلك عشرة كاملة , لنا ان نتساءل بعد تاملها جيدا من مثل هذا الانسان؟
من ذا الذى بامكانه ان ياتى ب مجموع هذه الامور غير غافلين عن الظرف الذى انطلق منه ؟
لقد كان الاسكندر فاتحا عسكريا مظفرا , و تتلمذ على يد اعجوبة البشرية ارسطو و لكنه لم يكن المشرع و لم يكن النبى
و كان ارسطو فريدا فى الفلسفة و المنطق و الاداب و العلوم , و لكنه لم يكن رجل الدولة و لا رجل الدين و لا القائد العسكرى
و كان نابليون رجل سياسة و قائدا عسكريا و مشرعا , و لكنه لم يكن صاحب الدين او رجل اللغة و الادب او الاخلاق
و كان كل من شكسبير و جوته علما من اعلام الادب و الشعر و المسرح و لكنهما كانا اصفارا فى السياسة و التشريع و القيادة العسكرية او الرسالة الدينية

فالشخصية المحمدية بكل ما حققته و ما قدمته لا يمكن تفسيرها بالعبقرية التى تنبع من الانسان من حيث هو انسان لان العبقرية ان تبلغ ذاتك الذروة فى صفة فتبز فيها و تتفوق على اقرانك فهذه هى العبقرية و كما يقول الدكتور مصطفى محمود :
ان تبلغ الذروة فى الخطابة فانت ديموستين .. و ان تبلغ الذروة فى الشعر فانت بيرون , و ان تبلغ الذروة فى الزعامة فانت بركليس , و ان تبلغ الذروة فى الحكمة فانت لقمان , و ان تبلغ القمة فى فنون الحرب فانت نابليون , و ان تبلغ الذروة فى التشريع فانت سولون
اما ان تكون كل هؤلاء , و ان تمتحنك الايام فى كل صفة فتبلغ فيها غاية المدى فهو الاعجاز بعينه
و اذا حدث هذا فانه لا يفسر الا بانه نبوة و مدد و عون من الله الوهاب وحده
(وَكَذَلِكَ أوْحَيْنَا إلَيْكَ رُوحاً مِنْ أمْرِنَا مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلا الإيمَانُ وَلَكِنْ جَعَلْنَاهُ نُوراً نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا وَإنَّكَ لَتَهْدِي إلى صِرَاط مُسْتَقِيم)
فمجموع ما قدمه محمد ص و ما حققه , فوق طاقة هذا الانسان و فوق طاقة اى انسان
هذا ما امتلات قناعة به و اذا اتسعت الرؤيا ضاقت العبارة
و ما اجمل قول الامام محمد عبده فى رسالة التوحيد :
(ما هذا الذى رفع نفسه فوق النفوس ؟ ما الذى اعلى راسه على الرؤوس ؟ ما الذى سما بهمته على الهمم حتى انتدب لارشاد الامم و كفالته لهم كشف الغمم بل و احياء الرمم ؟ ما كان ذلك الا ما القى الله فى روعه من حاجة العالم الى مقوم لما زاغ من عقائدهم و مصلح لما فسد من اخلاقهم و عوائدهم , ما كان ذلك الا وجدانه ريح العناية الالهية تنصره فى عمله و تمده فى الانتهاء الى امله قبل بلوغ اجله
ما هو الا الوحى السماوى قام لديه مقام القائد و الجندى .
ارايت كيف نهض وحيدا فريدا يدعو الناس كافة الى التوحيد , و الاعتقاد بالعلى المجيد , و الكل ما بين وثنية مفرقة و دهرية و زندقة ؟
نادى فى الوثنيين بترك اوثانهم و نبذ معبوداتهم , و فى المشبهين المنغمسين فى الخلط بين اللاهوت الاقدس و بين الجسمانيات بالتطهر من تشبيههم , و فى الثنوية بافراد اله واحد بالتصرف فى الاكوان و رد كل شىء فى الوجود اليه , صاح بذوى الزعامة ليهبطوا الى مصاف العامة فى الاستكانة الى سلطان معبود واحد هو فاطر السموات و الارض ..
وخز بوعظه عبيد العادات و اسراء التقليد ليعتقوا ارواحهم مما استعبدوا له .. مال على قراء الكتب السماوية و القائمين على ما اودعته من الشرائع الالهية فبكت الواقفين عند حروفها بغباوتهم , و شدد النكير على المحرفين لها , الصارفين لالفاظها اتلى غير ما قصد من وحيها اتباعا لشهواتهم و دعاهم الى فهمها و التحقق بسر علمها حتى يكونوا على نور من ربهم
و لفت كل انسان الى ما اودع فيه من المواهب الالهية و دعا الناس اجمعين ذكورا و اناثا عامة و سادات الى عرفان انفسهم و انهم من نوع خصه الله بالعقل و ميزه بالفكر و شرفه بهما و بحرية الارادة فيما يرشده اليه عقله و فكره ..دعا الناس كافة الى الاستعداد فى هذه الحياة لما سيلاقون فى الحياة الاخرى و بين لهم ان خير يتزوده العامل هو الاخلاص لله فى العبادة و الاخلاص للعباد فى العدل و النصيحة و الرشاد

قام بهذه الدعوة العظيمة وحده , و لا حول و لا قوة , كل هذا كان منه ,.و الناس احباء ما الفوا و ان كان خسران الدنيا و حرمان الاخرة , اعداء ما جهلوا و ان كان رغد العيش و عزة السيادة و منتهى السعادة , كل هذا و القوم حواليه اعداء انفسهم و عبيد شهواتهم لا يفقهون دعوته و لا يعقلون رسالته , عقدت اهداب بصائر العامة منهم باهواء الخاصة و حجبت عقول الخاصة بغرور العزة عن النظر..
لكنه فى فقره و ضعفه كان يقارعهم بالحجة و يناضلهم بالدليل و ياخذهم بالنصيحة و يزعجهم بالزجر و ينبههم للعبر و يحوطهم مع ذلك بالموعظة الحسنة , كانما هو سلطان قاهر فى حكمه , عادل فى امره و نهيه , او اب حكيم فى تربية ابنائه شديد الحرص على مصالحهم , رؤوف بهم فى شدته رحيم فى سلطته
ما هذه القوة فى ذلك الضعف ؟ ما هذا السلطان فى مظنة العجز ؟..
ما هذا الرشاد فى غمرات الجاهلية ؟
ان هو الا خطاب الجبروت الاعلى, قارعة القدرة العظمى , نداء العناية العليا , ذلك خطاب الله القادر على كل شىء الذى وسع كل شىء رحمة و علما , ذلك امر الله الصادع يقرع الاذان و يشق الحجب و يمزق الغلف و ينفذ الى القلوب , على لسان من اختاره لينطق به و اختصه بذلك و هو اضعف قومه ليقيم من هذا الاختصاص برهانا عليه بعيدا عن الظنة بريئا من التهمة لاتيانه على غير المعتاد بين خلقه

اى برهان على النبوة اعظم من هذا ؟ ..
بعيد عن مدارس العلم صاح بالعلماء ليمحصوا ما كانوا يعلمون
فى ناحية عن ينابيع العرفان جاء يرشد العرفاء
ناشىء بين الواهمين هب لتقويم عوج الحكماء
غريب فى اقرب الشعوب الى سذاجة الطليعة و ابعدها عن فهم نظام الخليقة و النظر فى سننه البديعة , اخذ يقرر للعالم اجمع اصول الشريعة , و يخط للسعادة طرقا لن يهلك سالكها , و لن يخلص تاركها
ما هذا الخطاب المفحم ؟ ما ذلك الدليل الملجم ؟
أأقول ما هذا بشرا ان هذا الا ملك كريم ؟
لا لا اقول ذلك , و لكن اقول كما امره الله ان يصف نفسه : ان هو الا بشرا مثلكم يوحى اليه ".

القلم الحر
05-05-2012, 10:41 PM
ظلم الحقيقة
ان مقتضى العدل والإنصاف للشاك في نبوة محمد ص أن لا يتجاوز مقتضى الشك قولاً
وعملاً ، فعليه أن يعترف بعدم العلم، وليس له أن يدّعي العلم بالعدم، مثلاً من احتمل وجوداً تترتّب على وجدانه
السعادة الأبدية ، وعلى فقدانه الشقاء الأبدي ، فإنّ وظيفته العقلية أن لا ينكر وجوده بلسانه ولا بقلبه ، وأن
يواصل في مقام العمل البحث عنه بكلّ استطاعته ، ويراعي الإحتياط في سلوكه حتّى لا يخسر السعادة
الأبدية ، ولا يقع في الشقاء الأبدي على فرض وجوده ، وذلك كما يحكم العقل عليه بأن يمسك عن الطعام اللذيذ
الذي يحتمل أنّ فيه سمّاً يوجب هلاكه .
فالمسارعة الى نفى نبوة محمد ص لاجل شبهات يحتمل عقلا ان هناك اجوبة عليها لم يحط بها النافى , هو فعل مخالف للعدل و الانصاف

القلم الحر
05-05-2012, 10:44 PM
إِلاَّ مَن سَفِهَ نَفْسَهُ
يتعامل القران العظيم مع قضية وجود الله باعتبارها بدهية لا تحتاج الى برهان
بل ان القران الذى اعتنى باثبات التوحيد اعتبر التوحيد ايضا مسالة بدهية
{وَمَن يَرْغَبُ عَن مِّلَّةِ إِبْرَاهِيمَ إِلاَّ مَن سَفِهَ نَفْسَهُ)

فانكار وجود الله او وحدانيته الغاء للعقل و استخفاف به
و الايمان هو نداء الفطرة و موقف العقل السوى
و كما فى الحديث " إني خلقت عبادي حنفاء فاجتالتهم الشياطين"
و ياتيك الملحد الشاذ المنكر لله و الشيطان ليجادل
فيلجئنا عقله غير السوى الى البرهنة , ليس على وجود الله فحسب , بل و البرهنة على ان عقل الملحد مريض يحتاج الى علاج, هذا على فرض سلامة سريرته و حرصه بالفعل على ادراك الحقيقة , و الا فقد اشار الكتاب المعجز الى ان من اسباب الكفر الحب المرضىللدنيا
" إِنَّ الَّذِينَ لا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا وَرَضُوا بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاطْمَأَنُّوا بِهَا وَالَّذِينَ هُمْ عَنْ آيَاتِنَا غَافِلُونَ"

و لا انسى اعتراف احد مشاهير اللادينية فى دنيا النت انه يشعر بلذة لا توصف لاحساسه انه لا اله فى هذا الكون و لا قيود و لا حساب !
و نعود الى البرهان المذكور
عندما تتامل موقف الملحد و اللادينى من الدين تجد مبرره فى النقد ان فى الدين نقص , فالقران و الدين و السيرة فى زعمه فيها نقائص
فهو كما ترى ينشد الكمال
و ليس كمالا محدودا بل كما ل مطلق
و عندما تتامل موقفه من الله المستجمع فى عقيدة المسلمين لصفات الكمال تجده ينكر هذا الخالق العظيم
و عندما تتامل ما سبق تكتشف انه سفه نفسه
فلا شك ان الانسان يشعر فى اعماقه بانه يحب الكمال اللامحدود
و المحبة وصف وجودى لا تكون دون موصوف و محبوب
تماما كما ان العطش دليل وجود الماء
فالحب قرين الواقعية و الوجود
و الانسان عاشق للحقيقة اللامحدودة و اذا رايته مندفعا وراء تحقيق كمالات مؤقتة او محدودة فانما يتحرك فى هذا السبيل بدافع ن طلب الكمال المطلق و ان اشتبه فى المصداق
فالتناقض بين طلب الكمال التام فى الدين و النبى , و بين انكار وجود الكمال المطلق اى الله تعالى لا يصدر الا ممن سفه نفسه
و هى ملة ابراهيم عليه السلام -الذى لا يحب الافلين -و التى لا يفارقهاالا سفيه
فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأَى كَوْكَبًا قَالَ هَـذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لا أُحِبُّ الآفِلِينَ 76 فَلَمَّا رَأَى الْقَمَرَ بَازِغًا قَالَ هَـذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَئِن لَّمْ يَهْدِنِي رَبِّي لأكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ 77 فَلَمَّا رَأَى الشَّمْسَ بَازِغَةً قَالَ هَـذَا رَبِّي هَـذَآ أَكْبَرُ فَلَمَّا أَفَلَتْ قَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي بَرِيءٌ مِّمَّا تُشْرِكُونَ 78 إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ حَنِيفًا وَمَا أَنَاْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ 79

و لا يختلف موقف الللادينى المقر بوجود خالق عن موقف الملحد

فكلاهما يطلب الكمال المطلق و هو دليل وجود هذا الكمال , و مع ذلك ينكر الملحد وجود الخالق المستجمع لصفات الكمال
و يثبت اللادينى خالقا ناقصا لا يتواصل مع خلقه و لا يعنى بامرهم و مع انه لا شك بين العقلاء فى حاجتهم الى التكليف فى طريق تكاملهم , و عدم تكليف الخالق اما لعدم علمه بحاجتهم إلى التكليف ، وهذا جهل يتنزه عنه الحق تعالى ، وإما لان الله أراد حجبهم عن الوصول إلى كمالاتهم ، وهذا بخل يستحيل على الجواد المطلق ، وإما لانه أراد تكليفهم فلم يمكنه ذلك ،
وهو عجز يمتنع على القادر المطلق ، فلا بد من تكليف البشر ، ومن الضروري أن التكليف يحتاج إلى مبلغ من نوع البشر يوقفهم على خفي التكليف وجليه
و الخالق الذى يخلق خلقا كالانسان و يهمله و لا يحاسب و لا يعتنى مطلقا بكل المظالم و الافساد البشرى فى الارض و لا يعوض من انهكته الالام هو خالق عابث و ناقص
و بهذا تثبت للعاقل النبوة و يثبت المعاد و الاخرة
و يثبت معها ان منكر النبوة ايضا قد سفه نفسه

نبوة محمد
سفاهة الرافض لملة ابراهيم هى سفاهة المنكر لنبوة محمد - دعوة ابراهيم - عليهما صلوات الله
فمن ابسط ادلة نبوة ابى القاسم انه قدم للبشرية الهدى الذى تحتاجه من الخالق
و قد كان كفار مكة يعرفون فى قرارة انفسهم انه جاء بهذا الهدى (وقالوا إن نتبع الهدى معك نتخطف من أرضنا)
فسيرته صلوات الله عليه قصة كفاح فى سبيل ان يعرف الناس ان لهم الها واحد فى محيط جاهلى يعتقد ان لله بنات و ابن و شركاء ,فجاهد من اجل الله و و كان يقدم فى المعارك احب الناس اليه بل كانوا يحتمون به اذا حمى الوطيس , وصحح انحرافات الاديان الكتابية و واجه اهل الكتاب الذين يزعم البعض انه تعلم منهم بكل ثقة , و لم يسال على ذلك اجرا الا المودة فى القربى
فلماذا الشك فى صدق هذا الانسان الشريف ؟
(اتَّبِعُوا مَن لاَّ يَسْأَلُكُمْ أَجْرًا وَهُم مُّهْتَدُونَ)
فالاسلام قام و يستمر فى الواقع على حب الناس لمحمد(و اجعل افئدة من الناس تهوى اليهم )و ادراكهم انه اكمل من ان يفترى على الله

فصلاته – حتى تتورم قدماه – و نسكه و حياته وموته كان لله رب العالمين

و هم يرونه ينسب : القران لغيره و هو حسب افتراض خصومه انفس اثار عقله و اغلى ما جادت به قريحته؟ .
فلماذا لا ينسبه لنفسه ؟
ان قيل انه راى فى نسبته الى الوحى الالهى ما يعينه على هدفه المفترض باستيجاب طاعة الناس له و نفاذ امره فيهم لان تلك النسبة تجعل لقوله من الحرمة و التعظيم ما لا يكون له لو نسبه لنفسه
فهذا فى الواقع قياس فاسد فى ذاته لان صاحب هذا القران قد صدر عنه الكلام المنسوب الى نفسه و الكلام المنسوب الى الله فلم تكن نسبته ما نسبه الى نفسه بناقصة من لزوم طاعته شيئا , و لا نسبة ما نسبه الى ربه بزائدة فيها شيئا , بل استوجب على الناس طاعته فيهما على السواء ,فكانت حرمتهما فى النفوس على سواء , و كانت طاعته من طاعة الله و معصيته من معصية الله , فهلا جعل كل اقواله من كلام الله تعالى لو كان الامر كما يهجس به ذلك الوهم؟

و هو انسان كامل يقول عنه احد القسس المعادين له :
كانت شخصية محمد بن عبد الله الهاشمى القرشى ، النبى العربى ، مجموعة عبقريات مكنته من تأسيس أمة و دين و دولة من لا شىء .
و هذا لم يجتمع لأحد من عظماء البشرية . كان محمد عبقرية دينية ... و كان محمد عبقرية سياسية ... و كان عبقرية دبلوماسية ... و كان محمد عبقرية عسكرية ... و كان محمد عبقرية إدارية ... و كان محمد عبقرية تشريعية ... و أخيرا كان محمد عبقرية أدبية"
و قد ادرك المسلمون الذين عايشوا هذ الانسان الطاهر ان الامر ليس عبقرية او سحر كما تقول قريش بل نبوة , و كما نقول العبقرية تكون فى ميدان او اثنين لا فى كل الميادين
و كنت اناقش بعض اللادييين حول تهمة شهوانية النبى- الذى لم يتزوج الا بعد الخامسة و العشرين من سيدة غير شابة ظل مخلصا لها حتى بعد زيجات لاسباب اجتماعية واضحة لا تثبت شهوانية غير منطقية بعد تجاوز الخمسين- , و فى خضم وقاحتهم ذكرت لهم اسماءا لاشخاص يعظمهم هؤلاء و يجعلونهم من القمم المحترمة مع انهم معروفون بالشذوذ الجنسى !
فبما تفسر هذا الطعن فى محمد وهذا التعظيم و الاحترام لهؤلاء الحثالى ؟

هل هو سفه ام حقد يغلى فى نفوس غير سوية ؟

و مرة اخرى يلجئنا السفه الى البرهنة ,فيقولون اين المعجزة ؟
و اول جواب ان العقل السوى يثبت وجود النبوة و الانبياء كما سبق , و اذا لم يكن محمد
نبيا فلا انبياء
و قد كان اهل الكتابين يعرفون نبوته لانها تثبت عندهم بدليل بسيط هو عند اليهود حلول اللعنة على بنى اسرائيل حتى بعد المسيح ابن مريم كما شرح ذلك صاحب الرسالة السبعينية فكان لا بد من نبى يضع الاصر عن بنى اسرائيل و كانوا ينتظرونه –لذا تجد فى اشارة القران العظيم لبشارة التوراة بمحمد انه يضع عنهم اصرهم و الاغلال –
فلما جاءهم ما عرفوا كفروا به
اما المعجزة فمن تامل شخصية محمد سيجد فيها المعجزة
و قد كان قرانا يمشى و القران ايضا معجز
و لن نتحدث عن الاعجاز البيانى و العلمى و نحوه بل نلخص الامر فى جملة وصف بها القران فى الاثار :
(لا تنقضى غرائبه )
القران معجزة لمن تدبره لا لمن يفتشون فى اياته عن نقاط ضعف متوهمة ليهاجموا الدين
هذا الكتاب العزيز لا مثيل له و لا يقدر بشر على الاتيان بمثله , فهو كلام الخالق المطلق الذى لا تنفذ زخيرته و لا تنقضى عجائبه المبهرة
لكن كيف يتوصل الباحث الى هذاالادراك ؟
الوصول لذلك يكون بتدبر القران مع الوقوف على كتب علماء الاسلام التى تحتج بالقران و تستنبط منه المعانى و الادلة , و ستبهرك الغرائب و العجائب مع توفيق الله لطالب الحق المخلص الذى يطلب الهداية من الخالق العظيم و كما فى الحديث " استهدونى اهدكم "


و لنضرب مثالا
قد يتسائل المرءعن الغرض من العقوبة الالهية ؟
فهل هو التّشفي كما في قوله سبحانه: (وَ مَن قُتِلَ مَظْلُوماً فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَاناً فَلاَ يُسْرِف فِّي الْقَتْلِ إِنَّهُ كَانَ مَنصُورًا)؟
ولكن هذه الغاية منتفية في جانب الحق سبحانه لأنه أجلّ من أنْ يكون له هذا الداعي
. ام هو لياخذ الاخرون العبرة ؟
لكن هذا إنَّما يصح في دار التكليف لا في دار الجزاء. يقول سبحانه: (الزَّانِيَةُ وَ الزَّانِي فَاجْلِدُواْ كُلَّ وَاحِد مِّنْهُمَا مِاْئَةَ جَلْدَة وَ لاَ تَأْخُذْكُم بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَ الْيَوْمِ الآَخِرِ وَ لْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَـائِفَةٌ مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ)
فقوله: (وَ لْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَـائِفَةٌ مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ) قرينة على أنَّ الغاية من جلد الزانية و الزاني هو اعتبار الآخرين، أو أنه أَحد الغايات.
نقرر بدءا حقيقة عقلية هى ان السؤال عن غاية العقوبة، و إنها هل هي للتشفي أو لإِيجاد الإِعتبار في غير المعاقَب إنما يتوجه على العقوبات التي تترتب على العمل عن طريق التقنين و التشريع، فللتعذيب في ذلك المجال إحدى الغايتين: التَشَفّي أو الإِعتبار
أما إذا كانت العقوبة أثراً وضعياً للعمل -كما سياتى -، فالسؤال ساقط، لأَن هناك ضرورة وجودية بين وجود المجرم والعقوبة التي تلابس وجوده في الحياة الأخروية، فعند ذلك لا يصح أن يُسأل عن أن التعذيب لماذا، و إِنما يتجه السؤال مع إمكان التفكيك، و الوضع والرفع، كالعقوبات الإِتفاقية
نفتش فى القران فنجد قوله تعالى
: (إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَـامَى ظُـلْماً إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا)
وَلاَ يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ بِمَا آتَـاهُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ هُوَ خَيْرًا لَّهُم بَلْ هُوَ شَرٌّ لَّهُمْ سَيُطَوَّقُونَ مَا بَخِلُواْ بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ)
(يَوْمَ يُحْمَى عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ فَتُكْوَى بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنُوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ هَـذَا مَا كَنَزْتُمْ لأَِنفُسِكُمْ فَذُوقُواْ مَا كُنتُمْ تَكْنِزُونَ)
هذه الآيات تدل على حضور نفس العمل يوم القيامة، لكن باللباس الأخروي، و هذا يعرب عن أَنَّ لفعل الإِنسان واقعية تتجلى في ظرف بصورة و في آخر بأُخرى
و هذه الإعمال تلازم وجوده و لا تنفك عنه، فإِذا كان عمل كل إِنسان يعد من ملازمات وجوده، و ملابسات ذاته، فالسؤال عن أنَّ التعذيب لماذا، يكون ساقطاً، إِذ السؤال إِنما يتوجه إذا كان التفكيك أمراً ممكناً
فالانسان لا يحشر وحده بل يحشر مع ما يلازم وجوده و يقارنه و يلابسه و لا ينفك عنه
و فى ذلك يقول تعالى
"وَ كُلَّ إِنسَان أَلْزَمْنَـاهُ طَـائرَهُ فِي عُنُقِهِ"

و تتوالى الايات و العجائب
يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْس مَّا عَمِلَتْ مِنْ خَيْر مُّحْضَر"
"وَ وَجَدُواْ مَا عَمِلُواْ حَاضِرًا وَلاَ يَظْـلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا)
(يَابُنَيَّ إِنَّهَا إِن تَكُ مِثْقَالَ حَبَّة مِّنْ خَرْدَل فَتَكُن فِى صَخْرَة أَوْ فِي السَّمَـاوَ اتِ أَوْ فِي الاَْرْضِ يَأْتِ بِهَا اللَّهُ)
و تواصل التدبر فتجد قوله تعالى قال سبحانه: (مَن كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الآَخِرَةِ نَزِدْ لَهُ فِي حَرْثِهِ وَ مَن كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الدُّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَا "
ِفذات العمل طاعة كان أو عصيانا، حَبٌّ يزرعه الإِنسان في حياته الدنيوية، و هذا الحَبّ ينمو و يتكامل و يصير حرثاً له في الاخرة

هذه قطرة من بحر لا ينزف

القلم الحر
05-05-2012, 10:55 PM
الاعجاز فى الهدى
نزل القرآن الكريم في عصر كان قسمٌ من الناس ملحدين لا يعتقدون بما وراء الطبيعة ، ويرون أنّ الذي
يدبّر نظام هذا الوجود المدهش ، لا يتّصف بعقل ولا إدراك!
أمّا الذين كانوا يعتقدون بما وراء الطبيعة ، فكانوا يعبدون أصناماً على صور متعدّدة .
وأمّا المنتسبون إلى الأديان السماوية ، فقد وصفوا الله تعالى حسب آتبهم المحرّفة بصفات المخلوقين .
في ذلك العصر الذي سجّل التاريخ أنّ أهله كانوا في غاية الإنحطاط فكراً وخُلقاً وعملاً ، نهض رجلٌ
لم يَتَلَقَّ العلم من أحد ، وكسر أقفال الجهل والضلالة، وفتح أبواب العلم والهداية، وأحيا النفوس الميّتة بالحياة
الطيّبة، وأخرج الناس من الظلمات إلى النور.
لقد دعا الناس إلى عبادة الله المنزّه عن كلّ نقص ، الذي منه كلّ كمال وجمال ، وله كلّ حمد وثناء ، وأعلن
أنه وحده يليق للعبادة وأنّ ما يدعون من دونه سراب بقيعة يحسبه الظمآن ماءً ، وأنه أآبر من أن يحدّ بحدٍّ أو
. « سُبْحَنَ اللَّهِ وَ الْحَمْدُلِلّهِ وَ لاَ اِلهَ اِلاَّ اللَّهُ وَ اللَّهُ أَآْبَرُ » . . يوصف بوصف
وتحدّى في ذلك الجوّ الذي كانوا يصفون خالق العدد والمعدود بالتركيب والتثليث ، والمنزّه عن الصاحبة
والولد بالإحتياج والتوليد ، ويصوّرون له مثيلاً وشريكاً ، ويزعمون أنه مجسّدٌ في صنم ينحتونه ، أو شجرة
يقدّسونها!
في هذا الجوّ نزل القرآن ، فنزّه الله عن جميع تلك الأوهام ، وأعلن أنه أحد منزّه عن التركيب العقلي
والوهمي والحسّي ، وأنه بذاته غنيّ عن كلّ شيء ، وما سواه فقيرٌ محتاجٌ إليه بالذات ، ونزّه ساحته المقدّسة عن
كلّ أنواع التوليد العقلي والحسّي ، وبيّن أنّ الموجودات وجدت بقدرته ، وخلقت بمشيئته ، وأنه لا كفؤ له ، لا في
ذاته ، ولا في صفاته ، ولا في أفعاله .

بيئة مشركة:
اما شرك النصارى فمعلوم و كانت تمثل مدرسة الاسكندرية هذا الضلال البعيد
اما اليهود فقد كانوا يؤمنون بان عزيرا ابن الله و هو مما يشغب فيه بعض الجهلة , و نناقش المسالة و امر المؤمن ما عليه بغمة , بل لكل سؤال جواب , و لكل باطل حجة تدمغه فاذا هو زاهق
لقد جمع عزرا الكاهن التوراة بعد السبي
لكي يُبررون عملية كتابته للتوراة فإذا كان حبرا عاديا او من طبقة السنهدريم سوف تفقد التوراة التي دونها رونقها وقدسيتها . ولكنهم لما رأوا أن في التوراة كثرة أبناء الله فكل من هب ودب كانوا يطلقون عليه ابن الله لا بل أن امم بكاملها اطلقوا عليهم بأنهم ابناء الله تعالى . فلذلك عمدوا إلى حذف كلمة ابن الله ، وجعلوه كاهن الله الأعظم . وكلمة كاهن الله الأعظم مصطلح خطير جدا لا يعطونه إلا لمن قدم لهم خدمات جليلة . ولذلك فلم يحصل على هذا اللقب إلا اثنين .
الأول : ملكي صادق ، الذي يعتبرونه مساويا لله تعالى فقالوا عنه كما ذكر في رسالة العبرانيين الاصحاح 7 : 1 حيث قال : (( لان ملكي صادق هذا ملك ساليم كاهن الله العلي الذي بلا اب بلا ام بلا نسب.لا بداءة ايام له ولا نهاية حياة بل هو مشبه بابن الله هذا يبقى كاهنا الى الابد)) . فملكي صادق بلا أب بلا أم لا بداءة أيام له ولا نهاية حياة . يعني خالد خلود الله تعالى . فعزرا الكاهن أيضا نسبوا له كل هذه الصفاة وإن لم يذكروها حرفيا ولكنهم قالوا بأنه كاهن الله فشبهوه أولا بملكي صادق ، ورفعوه ثانيا فوق مرتبة ابن الله كما ذكرت المزامير ذلك حيث تقول : (( قد أقسم الرب ولن يندم.انت كاهن الى الابد على رتبة ملكي صادق. )) المزمور 110 : 4 .هل رايتم كيف يلوي النص اليهود ويجعلوا من عزرا أبديا خالدا على رتبة ملكي صادق المذكورة صفاته في التوراة والإنجيل . وقد ذكرت التوراة ذلك ونسبت إلى عزرا كتابة التوراة التي فُقدت فقالت في سفر عزرا الاصحاح 7: 11 : (( عزرا الكاهن الكاتب كاتب كلام وصايا الرب وفرائضه على اسرائيل)). وهذا دليل آخر على ضياع التوراة . ومن هنا فقد أفردوا لعزرا اصحاحا كاملا سُمي بإسمه سفر عزرا . وطبعا هذا السفر هو من كلام طبقة السنهدريم العليا التي مجدت عزرا وجعلته وكأنه هو الله وهو الوحي ولذلك وضعوا هذا السفر على لسانه وادرجوه ضمن التوراة التي هي كلام الله تعالى عن ذلك علوا كبيرا . لأن عزرا على رتبة ملكي صادق لا نهاية ولا بداية له ولا أم ولا أب فماذا تشم من وراء ذلك غير الألوهية فتمعن .

.

القلم الحر
05-05-2012, 11:02 PM
إنّ عظمة ما قدّمه القرآن من الهداية في المعارف الإلهية ، تتجلّى بمقارنتها مع ما يقابلها في العهد العتيق
والجديد من الآيات التي ما زال يعتقد بها مئات ملايين البشر إلى اليوم من اليهود والنصارى، وبنيت على الإيمان
بها كلّ كنيس وكنيسة .
ونكتفي بنماذج من توراتهم فهو يمثِّل تصوّراتهم لله تعالى :
أ ورد في الإصحاح الثاني من سفر التكوين :
وفرغ الله في اليوم السابع من عمله الذي عمل . فاستراح في اليوم السابع من جميع عمله الذي عمل . »
وبارك الله اليوم السابع وقدّسه ، لأنه فيه استراح من جميع عمله الذي عمل الله خالقاً . . . .!
وجبل الربّ الإله آدم تراباً من الأرض ، ونفخ في أنفه نسمة حياة ، فصار آدم نفساً حيّة . وغرس الربّ
الإله جنّة في عدن شرقاً . ووضع هناك آدم الذي جبله ، وأنبت الرب الإله من الأرض كلّ شجرة شهية للنظر
وجيّدة للأكل . وشجرة الحياة في وسط الجنّة ، وشجرة معرفة الخير والشرّ . . . .
وأخذ الربّ الإله آدم ووضعه في جنّة عدن ليعملها ويحفظها . وأوصى الرب الإله آدم قائلاً : من جميع
شجر الجنّة تأآل أآلاً ، وأمّا شجرة معرفة الخير والشرّ
. « فلا تاكل منها ، لأنّك يوم تأكل منها موتاً تموت
ب في الإصحاح الثالث من سفر التكوين :
وكانت الحيّة أحْيَل جميع حيوانات البرية التي عملها الربّ الإله ، فقالت للمرأة : أحقّاً قال الله لا تأكلا من »
كلّ شجر الجنّة؟ فقالت المرأة للحيّة : من ثمر شجر الجنّة نأكل ، وأمّا ثمر الشجرة التي في وسط الجنّة فقال الله
لا تأكلا منه، ولا تمسّاه لئلا تموتا!
فقالت الحيّة للمرأة : لن تموتا ، بل الله عالم أنه يوم تأكلان منه تنفتح أعينكما ، وتكونان كالله عارفين الخير
والشرّ!
فرأت المرأة أنّ الشجرة جيّدة للأكل وأنّها بهجة للعيون ، وأنّ الشجرة شهية للنظر ، فأخذت من ثمرها
وأكلت، وأعطت رجلها أيضاً معها فأكل ، فانفتحت أعينهما وعلما أنّهما عريانان . فخاطا أوراق تين وصنعا
لأنفسهما مآزر ، وسمعا صوت الربّ الإله ماشياً في الجنّة عند هبوب ريح النهار ، فاختبأ آدم وامرأته من وجه
الربّ الإله في وسط شجر الجنّة ، فنادى الربّ الإله آدم وقال له : أين أنت؟
فقال : سمعت صوتك في الجنّة فخشيت لأنّي عريان فاختبأت!
. «. . . فقال : من أعلمك أنّك عريان ، هل أكلت من الشجرة التي أوصيتك أن لا تأآل منها
وقال الربّ الإله : هو ذا الإنسان قد صار كواحد منّا عارفاً الخير والشرّ! والآن » : وفي نفس الإصحاح
. « لعلّه يمدّ يده ويأخذ من شجرة الحياة أيضاً ويأكل ويحيا إلى الأبد
وفي الإصحاح السادس :
فحزن الرب أنه عمل الإنسان في الأرض . وتأسّف في قلبه . »
فقال الربّ أمحو عن وجه الأرض الإنسان الذي خلقته . الإنسان مع بهائم ونباتات وطيور السماء . لأنّي
. « حزنت أنّي عملتهم
ونكتفي بتسجيل بعض الملاحظات :
زعمت توراتهم أنّ الله تعالى نهى آدم وحوّاء عن معرفة الحسن والقبيح ، مع أنّ الله تعالى خلق الإنسان
ووهبه العقل ليعرف به الحسن والقبيح ، والخير والشرّ ، فكيف يعقل أن ينهى عن معرفتهما !
، ( وأمّا هداية القرآن فهي : (قُلْ هَلْ يَسْتَوِى الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَ الَّذِينَ لاَ يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَآَّرُ أُوْلُواْ الاَْلْبَبِ)(
. ( (إِنَّ شَرَّ الدَّوَآبِّ عِندَ اللَّهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لاَ يَعْقِلُونَ)(
والآيات القرآنية في الترغيب في العلم والمعرفة والتعقل والتفكّر والتدبّر أكثر من أن تذكر في هذا
المختصر .
لقد خلق الله الإنسان للإستباق إلى الخيرات وأمره بها، وللإجتناب عن الشرور ونهاه عنها، والغرض من
هذا التكوين والتشريع لا يتحقّق إلاّ بمعرفة الخير والشرّ، والأمر بذي المقدمة والنهي عن المقدمة مع إنتهائهما
إلى اجتماع النقيضين كيف يصدر عن سفيه ، فضلاً عن الحكيم على الإطلاق؟!
( ٢ )
وزعمت توراتهم أنّ الله تعالى قال لآدم وحوّاء : إذا أكلتما من شجرة المعرفة تموتان ، فأكلا منها فلم يموتا!
فإن كان الله بزعمهم لا يعلم أنّهما لا يموتان، فهو جاهل!
وإن كان يعلم فهو كاذب! وكيف يليق بالجاهل والكاذب أن يسمّى بالإله؟
والأعجب من ذلك أنّ الحيّة ترشد آدم وحوّاء إلى الأكل من شجرة معرفة الخير والشرّ ، وتكشف لهما كذب
الإله (المزعوم لهم) وخداعه!
وهذه نماذج من هداية القرآن في علم الله تعالى :
(يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَ مَا خَلْفَهُمْ وَ لاَ يُحِيطُونَ بِشَىْء مِّنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِمَا شَآءَ) . (لاَ يَعْزُبُ عَنْهُ مِثْقَالُ
. ( ذَرَّة)( ١٢٤ ) (إِنَّمَآ إِلَهُكُمُ اللَّهُ الَّذِى لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ وَسِعَ آكلَّ شَىْء عِلْمًا)

(3)
كيف يكون الموجود المحدود الذي يضيّع آدم بين أشجار الجنّة ، وتحول الأشجار دون رؤيته له ،
ويناديه : أين أنت؟! حتّى يعرف مكانه من صوته! جديراً بأن يكون إله العالمين ، وعالم السرّ والخفيّات ،
والمحيط بالأرض والسماء ، وخالق الكون والمكان؟!
وأمّا نموذج هداية القرآن فهكذا : (وَ عِندَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لاَ يَعْلَمُهَآ إِلاَّ هُوَ وَ يَعْلَمُ مَا فِى الْبَرِّ وَ الْبَحْرِ وَ مَا
. ( تَسْقُطُ مِن وَرَقَة اِلاَّ يَعْلَمُهَا وَ لاَحَبَّة في ظُلُمَتِ الاَْرْضِ وَ لاَ رَطْب وَ لاَيَابِس اِلاَّ فِى كتَب مُّبين)
(4)
بينما يعلِّم القرآن الناس توحيد الله وتنزيهه ويقول : (لَيْسَ آكمِثْلِهِ شَىْءٌ وَ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ)( ، فإنّ
التوراة تعلِّم الناس الشرك بالله تعالى ، وتشبّهه بمخلوقاته! حيث تقول
وقال الربّ الإله : هو ذا الإنسان قد صار كواحد منّا عارفاً الخير والشرّ
( ٥ )
نسبت توراتهم إلى الله تعالى أنه ندم على خلق آدم ، فكان جاهلاً بعاقبة خلقه له! فكيف يصحّ لكتاب سماوي
جاء لهداية البشر إلى ربّهم ، أن ينسب إلى الله تعالى الجهل المستلزم لمحدودية الذات
وتركب الحقّ المتعال من نور العلم وظلمة الجهل ، الموجب لاتصاف الخالق بصفة المخلوق .
وهداية القرآن هكذا : (أَلاَ يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَ هُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ)(
(
( ٦ )
نسبت توراتهم إلى الله تعالى الإستراحة والحزن والغمّ والهمّ والأسف ، وهي صفاتٌ من لوازم الجسمية
والجهل والعجز!
.ويقول الربّ أمحو عن وجه الأرض الإنسان والبهائم والنباتات والطيور تشفياً لتأسف قلبه، ولأنه صار
محزوناً بخلقه لهم، ومع ذلك ندم عمّا أخبر به، فلماذا يقول ما لا يفعل؟! وهل هذا إلاّ تجهيل لنفسه وتكذيب
لقوله؟!
(سُبْحَنَهُ وَتَعَلَى عَمَّا يَصِفُونَ)
أمّا القرآن فيقول : (سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِى السَّمَوَتِ وَ الاَْرْضِ وَ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ* لَهُ مُلْكُ السَّمَوَتِ وَالاَْرْضِ
. ( يُحْيِى وَيُمِيتُ وَ هُوَ عَلَى آُلِّ شَىْء قَدِيرٌ * هُوَ الاَْوَّلُ وَ الاَْخِرُ وَ الظَّهِرُ وَ الْبَاطِنُ وَ هُوَ بِكُلِّ شَىْء عَلِيمٌ ، (وَ إِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَئِكَةِ إِنِّى جَاعِلٌ فِى
الاَْرْضِ خَلِيفَةً قَالُواْ أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَ يَسْفِكُ الدِّمَآءَ وَ نَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَ نُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّى أَعْلَمُ مَا
. ( لاَ تَعْلَمُونَ)

أبو عثمان
05-05-2012, 11:40 PM
متابع ..

القلم الحر
05-06-2012, 12:04 AM
حياك الله اخى ابو عثمان

القلم الحر
05-06-2012, 12:16 AM
ونشير إلى بعض العقائد المختصّة بالنصارى :

(1)
في الإنجيل في رسالة يوحنا الأولى ، الإصحاح الخامس :
١ كلّ من يؤمن أنّ يسوع هو المسيح فقد ولد من الله . وكلّ من يحبّ الوالد يحبّ المولود منه أيضاً .
٢ بهذا نعرف أنّنا نحبّ أولاد الله إذا أحببنا الله وحفظنا وصاياه .
٣ فإنّ هذه هي محبّة الله أن نحفظ وصاياه . ووصاياه ليست ثقيلة .
٤ لأنّ كلّ من ولد من الله يغلب العالم . وهذه هي الغلبة التي تغلب العالم : إيماننا .
٥ من هو الذي يغلب العالم إلاّ الذي يؤمن أنّ يسوع هو ابن الله .
٦ هذا هو الذي أتى بماء ودم يسوع المسيح لا بالماء فقط بل بالماء والدم . والروح هو الذي يشهد لأنّ
الروح هو الحقّ .
٧ فإنّ الذين يشهدون في السماء هم ثلاثة : الأب ، والكلمة ، والروح القدس ، وهؤلاء الثلاثة هم واحد .
٨ والذين يشهدون في الأرض هم ثلاثة : الروح والماء والدم ، والثلاثة هم في الواحد .
( ٢ )
وفي إنجيل يوحنا ، الإصحاح الأوّل :
١ في البدء كان الكلمة ، والكلمة كان عند الله ، وكان الكلمة الله .
هذا آان في البدء عند الله .
٣ كلّ شيء به آان ، وبغيره لم يكن شيء ممّا كان .
٤ فيه كانت الحياة ، والحياة كانت نور الناس .
٥ والنور يضيء في الظلمة ، والظلمة لم تدركه .
٦ كان إنسان مرسل من الله اسمه يوحنا .
٧ هذا جاء للشهادة ليشهد للنور لكي يؤمن الكلّ بواسطته .
٨ لم يكن هو النور ، بل ليشهد للنور .
٩ كان النور الحقيقي الذي ينير كلّ إنسان آتياً إلى العالم .
١٠ كان في العالم وكوّن العالم به ، ولم يعرفه العالم .
١١ إلى خاصّته جاء ، وخاصّته لم تقبله .
١٢ وأما كل الذين قبلوه ، فأعطاهم سلطاناً أن يصيروا أولاد الله ، أي المؤمنون باسمه .
١٣ الذين ولدوا ليس من دم ولا من مشيمة جسد ، ولا من مشيمة رجل ، بل من الله .
١٤ والكلمة صار جسداً وحلَّ بيننا ، ورأينا مجده مجداً ، آما الوحيد من الأب مملوءً نعمة وحقّاً .
( ٣ )
وقال في إنجيل يوحنا ، الإصحاح السادس :
٥١ أنا هو الخبز الحي الذي نزل من السماء . إن أكل أحد من هذا الخبز يحيا إلى الأبد . والخبز الذي أنا
أعطي هو جسدي الذي أبذله من أجل حياة العالم .
٥٢ فخاصم اليهود بعضهم بعضاً قائلين : كيف يقدر هذا أن يعطينا جسده لنأكل .
٥٣ فقال لهم يسوع : الحقّ الحقّ أقول لكم : إن لم تأكلوا جسد ابن الإنسان وتشربوا دمه ، فليس لكم حياة
فيكم .
٥٤ من يأكل جسدي ويشرب دمي فله حياة أبدية ، وأنا أُقيمه في اليوم الأخير .
٥٥ لأنّ جسدي مأكل حقّ ، ودمي مشرب حقّ .
٥٦ من يأكل جسدي ويشرب دمي يثبت فيّ وأنا فيه .
٥٧ آما أرسلني الأب الحيّ وأنا حيّ بالأب ، فمن يأكلني فهو يحيا بي .
هذا هو الخبز الذي نزل من السماء ، ليس آما أكل آباؤكم المنّ وماتوا . من يأكل هذا الخبز فإنه يحيا
إلى الأبد .
قال في إنجيل يوحنّا ، الإصحاح الثاني :
١ وفي اليوم الثالث كان عرسٌ في قانا الجليل وكانت اُمّ يسوع هناك .
٢ ودعي أيضاً يسوع وتلاميذه إلى العرس .
٣ ولمّا فرغت الخمر قالت اُمّ يسوع له ليس لهم خمر .
٤ قال لها يسوع : مالي ولك يا امرأة . لم تأت ساعتي بعد .
٥ قالت أمّه للخدّام مهما قال لكم فافعلوه .
٦ وآانت ستّة أجران من حجارة موضوعة هناك حسب تطهير اليهود ، يسع آلّ واحد مطرين أو ثلاثة .
٧ قال لهم يسوع : إملأوا الأجران ماء ، فملأوها إلى فوق .
٨ ثمّ قال لهم : استقوا الآن وقدّموا إلى رئيس المتّكأ فقدّموا .
٩ فلما ذاق رئيس المتّكأ الماء المتحوّل خمراً ولم يكن يعلم من أين هي . لكنّ الخدّام الذين آانوا قد استقوا
الماء علموا . دعا رئيس المتّكأ العريس .
١٠ وقال له كلّ إنسان إنّما يضع الخمر الجيّدة أوّلاً ، ومتى سكروا فحينئذ الدون . أمّا أنت فقد أبقيت الخمر
الجيّدة إلى الآن .
١١ هذه بداية الآيات فعلها يسوع في قانا الجليل وأظهر مجده، فآمن به تلاميذه .
والملاحظات على هذه الفقرات آثيرة ، نكتفي ببعضها :
( أ ) من أصول عقائد النصارى المتّفق عليها عندهم : عقيدة التثليث ، لكنّهم وجدوا في أناجيلهم نصوصاً
على توحيد الله تعالى ، كما في إنجيل يوحنا الإصحاح السابع عشر الفقرة الثالثة (وهذه هي الحياة الأبدية أن
يعرفوك أنت الإله الحقيقي وحدك ، ويسوع المسيح الذي أرسلته) .
الثلاثة » : فاضطرّوا إلى أن يجمعوا بين التثليث والتوحيد ، فقالوا :أنّ الثلاثة واحد,متّحدون حقيقةً ، ومتميّزون عن بعضهم حقيقةً! «!
وهي عقيدة باطلة لعدّة وجوه ، نشير إلى بعضها :
إنّ مراتب الأعداد كالواحد والثلاثة متضادّة ، واجتماع الضدّين محال ، فكيف يمكن أن يكون الثلاثة
واحداً ، والواحد ثلاثة؟!
٢عقيدة التثليث تستلزم التركيب ، والتركيب يحتاج إلى أجزاء ، وإلى من يرآكبها .
3 عقيدة التثليث تستلزم اتّصاف خالق العدد بالمخلوق ، لأنّ العدد والمعدود مخلوقان ، والله تعالى منزّه
من أن يكون معدوداً حتّى بالوحدة العددية ، لانّ الواحد العددي له ثان ، والله لا ثاني له .
( لَقَدْ آكفَرَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلثَة وَ مَا مِنْ إِلَه إلاَّ إِلَهٌ وَاحِدٌ وَ إِن لَّمْ يَنْتَهُواْ عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ آكفَرُواْ مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ )( ١٣٣
و ادّعى النصارى أنّ عيسى(عليه السلام) ابن الله تعالى ، وقد ردّ القرآن قولهم فقال : (مَا الْمَسِيحُ ابْنُ
مَرْيَمَ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ وَ أُمُّهُ صِدِّيقَةٌ آَانَا يَأْ آكلاَنِ الطَّعَامَ انظُرْ كيْفَ نُبَيِّنُ لَهُمُ الاَْيَتِ ثُمَّ انظُرْ أَنَّى
. ( يُؤْفَكُونَ)
وقوله تعالى : (يَأْ كلاَنِ الطَّعَامَ) إشارة إلى أنّهما موجودان محتاجان إلى طعام ، والمحتاج إلى طعام يهضمه
ويدفع فضلاته ، لا يمكن أن يكون معبوداً! .

( ب ) يعتقد النصارى أنّ عيسى (عليه السلام) كان كلمة الله تعالى ، وأنّ هذه الكلمة جاءت إلى الدُّنيا
وصارت إنساناً من جسم ولحم ودم ، ثمّ تجسّدت في لحم أتباعه ودمائهم! وأنّ أوّل معجزة قام بها المسيح أنه
حوّل الماء في حفل عرس في قانا إلى خمر وسقاه الحاضرين!
فأيّ عقل يقبل أنّ الذي جاء ليكمل عقول الناس ويعلّمهم الحكمة ، يأتي بمعجزة من أجل أن يسكر الناس
ويذهب عقولهم! ومع أيّ منطق ينسجم هذا الكلام؟

( ج ) يعتقد النصارى أنّ عيسى هو الله تعالى! وفي نفس الوقت يعتقدون أنه من نسل نبي الله داود ،
ويوصلون نسبه إلى زوجة داود التي زعموا أنّها كانت ذات زوج ، وأنّ نبيّ الله داود زنا بها، والعياذ بالله ، ثمّ لمّا
قتل زوجها جاء بها إلى بيته وولدت له أولاده!
وخلاصة القصّة آما في سفر صموئيل ، الإصحاح الحادي عشر :
أنّ أوريا كان قائداً عند داود ، وآان عنده امرأة جميلة ، فعشقها داود ، وأرسل زوجها إلى الحرب وعرّضه
للقتل ليتخلّص منه ، وزنا بزوجته في غيابه! فقتل أوريا وجاء داود بزوجته إلى بيته!
أمّا القرآن فنزّه الله تعالى عن هذه الأوهام ، وصحّح الإعتقاد بنبيّ الله عيسى عن تفريط الذين اتّهموه بأنه
ابن زنا ، وإفراط الذين زعموا أنه ابن الله تعالى ، فقال : (وَ اذْكرْ فِى الْكِتَبِ مَرْيَمَ إِذِ انتَبَذَتْ مِنْ أَهْلِهَا مَكَانًا
شَرْقِيًّا * فَاتَّخَذَتْ مِن دُونِهِمْ حِجَابًا فأَرْسَلْنَآ إِلَيْهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَرًا سَوِيًّا * قَالَتْ إِنّى أَعُوذُ بِالرَّحْمَنِ مِنكَ
إِن آُنتَ تَقِيًّا * قَالَ إِنَّمَآ أَنَاْ رَسُولُ رَبِّكِ لاَِهَبَ لَكِ غُلَمًا زَآِيًّا * قَالَتْ أَنَّى يَكُونُ لِى غُلَمٌ وَ لَمْ يَمْسَسْنِى بَشَرٌ وَ لَمْ
أَكُ بَغِيًّا * قَالَ آكذَلِكَ قَالَ رَبُّكِ هُوَ عَلَىَّ هَيِّنٌ وَ لِنَجْعَلَهُ ءَايَةً لِّلنَّاسِ وَ رَحْمَةً مِّنَّا وَ كانَ أَمْرًا مَّقْضِيًّا * فَحَمَلَتْهُ
فَانتَبَذَتْ بِهِ مَكَانًا قَصِيًّا * فَأَجَآءَهَا الْمَخَاضُ إِلَى جِذْعِ النَّخْلَةِ قَالَتْ يَلَيْتَنِى مِتُّ قَبْلَ هَذَا وَ آكنتُ نَسُيًا مَّنسِيًّا *
فَنَادَيهَا مِن تَحْتِهَآ أَلاَّتَحْزَنِى قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيًّا * وَ هُزِّى إِلَيكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا *
فَكُلِى وَاشْرَبِى وَ قَرِّى عَيْنًا فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ الْبَشَرِ أَحَدًا فَقُولِى إِنِّى نَذَرْتُ لِلرَّحْمَنِ صَوْمًا فَلَنْ أُكلِّمَ الْيَوْمَ إِنسِيًّا *
فَأَتَتْ بِهِ قَوْمَهَا تَحْمِلُهُ قَالُواْ يَمَرْيَمُ لَقَدْ جِئْتِ شَيْئًا فَرِيًّا * يَأُخْتَ هَرُونَ مَا كانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْء وَ مَا كانَتْ أُمُّكِ
بَغِيٍّا * فَأَشَارَتْ إِلَيْهِ قَالُواْ آَيْفَ نُكَلِّمُ مَن آَانَ فِى الْمَهْدِ صَبِيًّا * قَالَ إِنِّى عَبْدُاللَّهِ ءَاتنِىَ الْكِتبَ وَ جَعَلَنِى نَبِيًّا * وَ
جَعَلَنِى مُبَارَكا أَيْنَ مَا آُنتُ وَ أَوْصَنِى بِالصَّلَوةِ وَالزَّكوةِ مَا دُمْتُ حَيًّا * وَ بَرًّا بِوَالِدَتِى وَ لَمْ يَجْعَلْنِى جَبَّارًا شَقِيًّا *
وَالسَّلَمُ عَلَىَّ يَوْمَ وُلِدتُّ وَ يَوْمَ أَمُوتُ وَ يَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا * ذلِكَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ قَوْلَ الْحَقِّ الَّذِى فِيهِ
. ( يَمْتَرُونَ)
. ( ونزّه داود(عليه السلام)عن هذه الإفتراءات ، وقال في شأنه : (يَدَاُودُ إِنَّا جَعَلْنَكَ خَلِيفَةً فِى الاَْرْضِ)
. ( وقال لنبيّنا(صلى الله عليه وآله وسلم) : (إِصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَ اذْكرْ عَبْدَنَا دَاوُدَ ذَا الاَْيْدِ إِنَّهُ أَوَّابٌ)(

القلم الحر
05-06-2012, 12:22 AM
من هدى الاسلام : الصلاة نموذجا
من حكم الصلاة وأسرارها
تشتمل الصلاة على أجزاء وشروط وموانع:
فشرط إباحة المكان في الصلاة ينبه المصلي أن لا يعتدي على حق أحد.
وشرط الطهارة من الخبث والحدث والخبث يرشده إلى أن النجاسة التي تطهر
بالماء، أو الكدورة المعنوية التي تحصل قهرا في الروح من الجنابة - مثلا وإن
كانت من غير اختيار - وتزول بالغسل، توجبان بطلان الصلاة، وتمنعان الإنسان
من التوجه إلى ذي الجلال والإكرام سبحانه.
وبهذا يمكن أن يتصور تأثير قذارة الأعمال القبيحة الاختيارية، مثل
الكذب، والخيانة، والظلم، والتعدي، وكدورة الأخلاق الرذيلة، في حرمانه من
حقيقة الصلاة التي هي معراج المؤمن، وقربان كل تقي.
*إن فصول الأذان الذي هو دعوة إلى الحضور في محضر الله تعالى، وفصول
الإقامة التي هي مقدمة لتهيئة الروح للعروج إلى مقام القرب منه سبحانه، تشتمل
على خلاصة معارف الإسلام.
والتأمل في افتتاح الأذان والإقامة بالتكبير، واختتامهما بالتهليل، يصور لنا
جو التربية والتعليم في الإسلام.
ولما كان ابتداء التكبير بلفظ الجلالة " الله " وختام التهليل أيضا به، فإن
المصلي يتعلم أنه {هو الأول والاخر}
كما أن افتتاح الأذان والإقامة بكلمة (الله) وانتهائهما بهما، واستحباب الأذان
في أذن المولود اليمنى، والإقامة في أذنه اليسرى، واستحباب تلقين المحتضر
كلمة التوحيد، يعني أن افتتاح حياة الإنسان وختامها يكون باسم الله تعالى.
وتكرار لا إله إلا الله بعد الشهادة بهما مرتين في أول الأذان وآخره، يكشف
عن دور هذه الكلمة الطيبة في تكامل الإنسان العلمي والعملي.
ولهذه الجملة خصائص في لفظها ومعناها:
فحروفها نفس حروف كلمة (الله)، وهي من الذكر الخفي الذي لا يتطرق
الرياء إليه، حيث يمكن للإنسان أن يذكر الله بها ولا يظهر عليه.
وهي تشتمل على نفي وإثبات، والاعتقاد الراسخ بهما يؤثر في نفي الباطل
وإثبات الحق، في عقائده وأخلاقه وأعماله.
ومنه نكشف عمق كلام الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلم): (قولوا لا إله إلا الله تفلحوا)
وبهذا النفي والإثبات يرتبط الروح بنور السماوات والأرض،كما أن بالشهادة بالرسالة يجدد عهده بالرسول وما أرسل به.
وفي الأذان والإقامة يكون المبدأ والمنتهى هو الله، والوسط هو الصراط
المستقيم الذي أرسل الله رسوله به، فيستعد العبد للعروج إلى الله بالكلم الطيب
الصاعد إليه، والعمل الصالح الذي يرفعه سبحانه.
وعندما يصفي المصلي روحه بالتدبر في معنى (لا إله إلا الله)، يصل إلى
مستوى: {إني وجهت وجهي للذي فطر السماوات والأرض حنيفا وما أنا من
المشركين} وعندما يتجه إلى فاطر السماوات والأرض، يرتفع عن الأرض والسماء،
ويخرق الحجب وعندما يرفع يديه إلى جانب أذنيه، يجعل كل شئ غير الله وراء ظهره.
وعندما يقول (الله أكبر) يلغي أمام عظمة الله تعالى كل أفكار الذهن البشري
وأوهامه عنه تعالى، وكل الأوصاف والحدود، فهو سبحانه أكبر من أن يوصف.
ثم يبدأ كلامه مع الله تعالى، والصلاة كلام الإنسان مع الله، والقرآن كلام الله
مع الإنسان، لكن الإنسان يبدأ كلامه مع الله بكلام الله تعالى، لأنه لا يمكن
للإنسان أن يحمد الله إلا بما علمه الله من حمده، وبحرمة كلام الله تعالى يصير
كلام الإنسان لائقا لأن يسمع (سمع الله لمن حمده).
والصلاة لابد أن يقرأ فيها بفاتحة الكتاب بمقتضى (لا صلاة إلا بفاتحة الكتاب) ،
وكما أن القرآن الذي هو كلام الخالق مع الخلق يبدأ بسورة الحمد، فكذلك
الصلاة التي هي تكلم الخلق مع الخالق، تبدأ بسورة الحمد.
والمصلي لابد أن يأتي بالحمد والسورة بقصد القراءة، لكن الوصول إلى
حقيقة الصلاة إنما يحصل بالتوجه إلى المعاني والإشارات واللطائف التي في
أفعال الصلاة وأقوالها، ولذا نشير إلى بعض خصائص سورة الحمد:
تضمنت هذه السورة المباركة خلاصة الإسلام ففيها معرفة المبدأ والمعاد،
وفيها أسماء الله تعالى وصفاته، وهي عهد الإنسان مع الله، وعهد الله للإنسان.
وتمتاز سورة الحمد بأن الله تعالى قسمها بينه وبين عبده، فنصفها إلى (مالك
يوم الدين) لله تعالى، ونصفها الآخر من آية (إهدنا الصراط المستقيم) إلى آخرها
للإنسان، وآية (إياك نعبد وإياك نستعين) مشتركة لله تعالى وعباده، العبادة لله
والاستعانة للإنسان .
تبتدئ السورة باسم الله تعالى، الذي به بدأ فجر الرسالة المحمدية فقال الله
تعالى لرسوله (صلى الله عليه وآله): {اقرأ بسم ربك الذي خلق}
ومعنى (الله) : (المعبود الذي يأله فيه الخلق ويؤله إليه)
وغاية ما يمكن للبشر من معرفته سبحانه، أن يعرفوا عجزهم عن معرفته.
وقد صف الله تعالى نفسه ب‍ (الرحمن الرحيم)، ، ومما ينبغي الالتفات إليه أن الله تعالى جعل ابتداء
كلامه مع الإنسان، وابتداء كلام الإنسان معه، ب‍ (بسم الله الرحمن الرحيم) وجعل هذه
الجملة السماوية طليعة قول المسلم وعمله، وألزمه بتكرارها كل يوم في صلواته
الخمس، وعلمه أن نظام الكون قائم على الرحمة، وأن كتاب التكوين والتشريع
يبدأ بالرحمة.
وحتى الحدود والتعزيرات التي شرعها، رحمة لمن تأمل فيها وفقهها..
وهذا يتضح من مراتب فريضة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وأنه إذا
أعرض عضو من المجتمع عن الصلاح، أو أقبل إلى الفساد، فلابد من معالجته
أولا بالحسنى والطرق الملائمة،
يقرأ المصلي (الحمد لله رب العالمين) فيقرر أن كل الحمد والثناء لله
تعالى، لأنه سبحانه (رب العالمين)، وكل كمال وجمال مظهر من مظاهر تربيته
وربوبيته.
وعندما يقرأ المصلي هذه الآية ويرى آثار ربوبية الله تعالى وتربيته، في
نفسه وفي العالم، في سمائه، وأرضه، وجماده، ونباته، وحيوانه، وإنسانه..
يدرك أن الثناء مختص به.
وبما أن آثار تربيته تعالى في جميع المخلوقات، من أخس الكائنات إلى
أشرفها، ظهور رحمته العامة والخاصة، يقول المصلي ثانية: (الرحمن الرحيم).
وبعد أن يستغرق في فضل الله ورحمته، لابد أن يستذكر عدله تعالى،
فيقول: (مالك يوم الدين).
ومجازاة العباد في يوم الدين ضرورة لتحقيق العدل، لأن معصية الإنسان لله
تعالى تعد على حرمته، والهتك والتعدي على حرمة غير المتناهي لا يقاس
بالتعدي على حرمة غيره، فصاحب العظمة غير المتناهية حرمته غير متناهية!
ومعصية الذي حقه ونعمته على الإنسان لا تعد ولا تحصى، لابد أن تجازى
بما يناسبها.
والذنب الذي يرتكبه الإنسان مع ربه ليس بالأمر السهل كما قد يتخيل، فإن
الطاقة التي يصرفها فيه حصيلة الكون، إذ حياته مترابطة مع الكون، فالذنب الذي
يرتكبه الإنسان خيانة لما يسعى اليه عالم الكون.
لذلك كان لابد من كتاب وحساب وجزاء بالعدل، في ذلك اليوم العظيم،
الذي وصفه الله تعالى بقوله: {يا أيها الناس اتقوا ربكم إن زلزلة الساعة شئ عظيم *
يوم ترونها تذهل كل مرضعة عما أرضعت وتضع كل ذات حمل حملها وترى الناس
سكارى وما هم بسكارى ولكن عذاب الله شديد}.
إن المصلي العارف عندما يقرأ (مالك يوم الدين) ترتعد فرائصه
إن آيتي (الرحمن الرحيم) و (مالك يوم الدين) تعطيان المصلي جناحي الخوف
والرجاء، فيعرف بهما رحمة الله وعزته، فيطمع بالأولى بالمغفرة والثواب، ويرى
في الثانية المجازاة والعقاب
الالتفات إلى الخطاب
وبعدما أقبل قلب المصلي إلى عظمة الألوهية والربوبية ورحمانيته اليه
ورحيميته وفضله وعدله وأدرك أن غيره لا يليق أن يكون معبودا ينتقل من الغيبة
إلى الخطاب فيقول: (إياك نعبد).
وبما أن العبادة تحتاج إلى هداية وحول وقوة، يقول (وإياك نستعين)، ففي
(نعبد) يرى أن العبادة منه، وفي (نستعين) يرى أنها بالله تعالى حيث (لا حول ولا قوة إلا
بالله).
وفي (إياك نعبد) ينفي الجبر، وفي (إياك نستعين) ينفي تفويض المعتزلة
وبهيئة المتكلم مع الغير (نعبد) يربط نفسه بجماعة المسلمين، فيتحقق عملا
كلمة التوحيد وتوحيد الكلمة.
وبعد أن يؤدي المصلي مراسم العبودية، يدخل في مرحلة الدعاء، مرحلة
طلب العبد من مولاه.. فيقول (إهدنا الصراط المستقيم)، وبذلك يطلب أعظم جوهر
ينفعه في كل مراحل وجوده، لأن علو همة الإنسان، وإكرام مقام الألوهية يقتضي
أن يطلب طلبا عظيما، هو جوهر الهداية إلى الصراط المستقيم، السليم من كل
إفراط وتفريط.
والخط المستقيم واحد لا تعدد فيه، فالله واحد وصراطه واحد، وهو خط
يبدأ من نقطة نقص الإنسان التي يقول عنها الله تعالى: {والله أخرجكم من بطون
أمهاتكم لا تعلمون شيئا} وينتهي إلى الكمال الإنساني المطلق، مستوى قوله تعالى: {وأن إلى ربك المنتهى}
وعندما يطلب المسلم في صلاته من ربه أن يهديه {صراط الذين أنعمت
عليهم} وهو الصراط الذي فصله الله تعالى في قوله: {ومن يطع الله والرسول
فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن
أولئك رفيقا} ، فهو بذلك يطلب أن يرزقه سبيل النبيين والصديقين والشهداء
والصالحين وان يبعده عن المغضوب عليهم وعن الضالين،
وهذا يعني أن عليه أن يتخلق بأخلاق هؤلاء الأنبياء ويبتعد عن سلوك أهل الضلال والمغضوبين.
وبمقتضى قوله تعالى: {الله ولي الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات إلى
النور} عليه أن يتوجه بكله إلى القدوس تعالى الذي هو: {نور السماوات
والأرض} ، ويرى عظمته سبحانه بعين قلبه وحقيقة إيمانه.
ثم ينحني راكعا لعظمته امتثالا لقوله: {فسبح بسم ربك العظيم} ، ويقول:
سبحان ربي العظيم وبحمده.
وبذلك يأخذ نصيبه من أسرار الركوع، ويتهيأ لمقام القرب من ربه في
السجود، ثم يقع على الأرض امتثالا لقوله تعالى: {سبح اسم ربك الاعلى}
ويعفر جبينه على التراب، فيتذكر قدرة ربه الذي أضاء نور عقله من التراب
المظلم، وليرى في سجوده على التراب سر {ولقد خلقنا الانسان من سلالة من
طين} ، ويقول: سبحان ربي الأعلى وبحمده، ثم يرفع رأسه فيدرك سر {ثم أنشأناه خلقا
آخر فتبارك الله أحسن الخالقين} ، ويرى حياته الدنيوية.
ثم يقول (الله أكبر) ثم يعود للسجود على التراب، ويتذكر يوم يرى الموت بعد
حياته ويتخذ منه مسكنا، ثم يرى الحياة بعد الموت فيرفع رأسه، ويتذكر حياته
بعد الممات، ويعرف من السجدتين معنى قوله تعالى: {منها خلقناكم وفيها نعيدكم
ومنها نخرجكم تارة أخرى} ، فيفهم بذلك مراحل وجوده.
* *
إن ما ذكرناه ليس إلا أشعة أو لمعة من أنوار شمس الحكمة والهداية في
الصلاة


مقارنة بين صلاتنا وصلاة النصارى
نذكر نموذج العبادة النصرانية مقابل ما ذكرنا من نموذج العبادة في الإسلام،
قال في إنجيل متى، الأصحاح السادس:
(وحينما تصلون لا تكرروا الكلام باطلا كالأمم، فإنهم يظنون أنه بكثرة
كلامهم يستجاب لهم. فلا تتشبهوا بهم. لأن أباكم يعلم ما تحتاجون إليه قبل أن
تسألوه. فصلوا أنتم هكذا:
أبانا الذي في السماوات. ليتقدس اسمك. ليأت ملكوتك. لتكن مشيئتك
كما في السماء كذلك على الأرض. خبزنا كفافنا أعطنا اليوم. واغفر لنا ذنوبنا كما
نغفر نحن أيضا للمذنبين إلينا. ولا تدخلنا في تجربة. لكن نجنا من الشرير. لأن
لك الملك والقوة والمجد إلى الأبد. آمين) انتهى.
ونشير هنا إلى بعض النقاط في هذه الصلاة:
١ - أنها تخاطب الله تعالى بلفظ (أبانا الذي في السماوات)!
وإطلاق لفظ الأب على الله تعالى إن قصدوا به المعنى الحقيقي فقد جعلوا الله
مخلوقا، حيث نسبوا إليه صفة التوليد التي هي صفة المخلوق!
وإن قصدوا به المعنى المجازي فقد شبهوه بالمخلوق، وتشبيه الله بمخلوقاته
يعني إثبات صفاتها له.. وحينئذ تكون صلاتهم وعبادتهم للمخلوق لا للخالق!
أما العبادة في الإسلام فهي لله تعالى الذي ليس كمثله شئ وهو السميع
البصير.. فلا تعطيل للعقل عن معرفته، ولا تشبيه له بشئ من خلقه.
٢ - بعد هذا الثناء على الله تعالى نرى أن صلاة النصرانى تعلمه أن يطلب من
الله تعالى الخبز الذي يكون لجسده كالعلف للحيوان (خبزنا كففنا أعطنا اليوم)!.
بينما يطلب المسلم في صلاته بعد الثناء على ربه، نور البصيرة في عقله
حتى يجد الصراط المستقيم للحركة إلى الغرض المقصود من خلقه والتوفيق
للسير إلى هدفه {اهدنا الصراط المستقيم}، فلا جوهر أشرف وأغلى من الهداية
التي هي كمال الإنسان ولا طريق إلى المقصد أعدل وأقوم وأقرب من الصراط
المستقيم، ولا هدف أجل وأعلى من الله تبارك وتعالى.
3- يزعم النصارى في صلاتهم أنهم يغفرون خطأ من يسئ إليهم،
فيقولون لله تعالى في صلاتهم (اغفر لنا ذنوبنا، كما نغفر نحن أيضا للمذنبين إلينا)
ونحن نراهم لا يغفرون خطأ من يسئ إليهم، فهم بذلك يكذبون عند الله تعالى،
والكذب من القبائح عند العقول ومن الكبائر عند الشرائع الإلهية، ولا يمكن
التقرب إلى الله بالقبيح، وعبادته بمعصيته، والاستغفار بالذنب من الذنوب.
ونكتفي بهذه المقايسة للصلاة الإسلامية عن صلوات بقية الأديان.

القلم الحر
05-06-2012, 12:35 AM
فلسفة الاسلام
لقد بعث الاسلام غريبا
كان نورا جديدا وسط ظلمات بعضها فوق بعض
لقد جاء يتيم ابى طالب بنور بدد الظلمات و عجز عن الاتيان به الحنفاء الحيارى و قريش الكافرة و اهل الكتاب هذه معجزة القران الكبرى
يمكننا ان نسمى نور ابى الزهراء ص : فلسفة النور (كنية النبي صلى الله عليه وسلم التي ارتضاها لنفسه هي أبو القاسم ولم يكن يعرف بأبي الزهراء , رضي الله عن فاطمة وعليها السلام )-متابعة إشرافية-
تتلخص فلسفة الإسلام في كلمة واحدة هي: (الله نور السموات والأرض)، ونفصلها عبر النقاط التالية:
1- ليس في عالم التحقق الا الله وما خلق. فكل شيء ما سوى الله مخلوق له.
2- وهذا يعني ان الله سبحانه نور وكل شيء متنور به، وهو قيوم وكل شيء قائم به، وهو مدبر وكل شيء يجري بأمره. ذلك لأن كل شيء في الكون نراه خاضعا لقوة قاهرة وقدرة واسعة.. وفي ذلك آية على دوام التدبير له من مدبر عليم.
3- وهذا يقتضي الواقعية التامة للأشياء دون المثالية الافلاطونية التي قال فيها: (فكل شجرة مثلا فيها صفة أو صفات ناقصة من نعوت الشجرية. فأين هي الشجرة التي لا نقيض فيها؟ هي في عقل الله منذ القدم). ولا المثالية الباركلية التي قال فيها: (الكون صورة الذهن الخارجي). ولا المثالية التي قال بها نيشته: (الموجود انا اما غير انا فهو وجهة أخرى لانا).
كلا؛ الكون موجود فعلا في دار التحقق.
4- ولكنه يقتضي من جهة أخرى، الغيرية في الكون؛ أي ان الكون موجود بالغير، قائم بالغير، متنور ومتحرك بالغير. خلافا لنظرية الديالكتيك التي تعتقد ان الكون متحرك بما في كل شيء من تناقضات ذاتية، أو مقالة الميكانيك التي تزعم ان الكون ساعة آلية كبيرة، ولا مقالة بعض الفلاسفة الاقدمين بالحركة الجوهرية.. كلا! انها واقعية الأشياء بالغير لما فيها من آيات الضعف والعجز.
5- ولا يعني هذا ان الكون يدبر بغير سنن فطر عليها. كلا؛ بل الغرائز موجودة وكل حادث له سبب، الا ان وجود السبب ووجود المسبب بعده قائم بنور الله. فلو شاء الله إذاً لإنتزع نور الوجود من السبب فانعدم، أو انتزع نور الوجود من المسبب فانعدم هو الآخر.
6- من هنا نعلم ان الله واسع القدرة، واسع العلم، وواسع الرحمة. فكل شيء تحت رحمته وتحت قدرته ومحيط به علمه. فالله قادر على المعجزة؛ أي خرق السنن لأن اجراء السنن ووجود السنن منه أيضا. وقادر على اعدام الكون في الساعة الرهيبة التي ترسو في نهاية الوجود. وقادر على اعادته لأنه يملك قوة لا محدودة، والكون عاجز دون قوته عن أي شيء.. وهو قادر على ان يبعث الرسل برحمته ويضع للناس الدين الخالص ويأمر الناس باتباعه، ويراقب بنفسه مخالفتهم له أو اطاعتهم اياه فيثيب من يشاء برحمته، ويغفر لمن يشاء بفضله، ويعذب من يشاء بنقمته.
7- والله ـ الخالق المدبر ـ رحمن لا تحد رحمته، رحيم لأنه خلق الأشياء ولا يزال يهب لها الخلق والهدى دون ان يكون محتاجاً إليها أو مضطرا إلى خلقها.
وهنا تختلف النظرة الإسلامية عن النظرة الاغريقية التي تتعامل مع الآلهة الشهوانية المتعجرفة المتهورة الغارقة في الشهوات، مثل: (زيوس) و(جوبيتير) وغيرهما ممن كان يُتصور لديهم حقودا لدودا مشغولا بشهوات الطعام، لا يبالي من شؤون الأرباب والمخلوقات الا ما يعنيه على حفظ سلطانه والتمادي في طغيانه، وكان يغضب على (اسقولاب) اله الطب ـ بزعمهم ـ لأنه يداوي المرضى فيحرمه جباية الضريبة على أرواح الموتى الذين ينتقلون من ظهر الأرض إلى باطن الهاوية. وكان يغضب على (برومثيوس) اله المعرفة والصناعة ـ بزعمهم ـ لانه يعلم الإنسان ان يستخدم النار في الصناعة وان يتخذ من المعرفة قوة تضارع قوة الأرباب. الإسلام يخالف كل هذه الآراء جميعا.
هكذا تبين لنا النصوص الشرعية حقيقة الكون، فيقول الله سبحانه: [إِنَّ رَبَّكُمُ اللّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُدَبِّرُ الاَمْرَ مَا مِن شَفِيعٍ إِلاَّ مِنْ بَعْدِ إِذْنِهِ ذَلِكُمُ اللّهُ رَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ أَفَلاَ تَذَكَّرُونَ * إِلَيْهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعاً وَعْدَ اللّهِ حَقّاً إِنَّهُ يَبْدَؤُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ لِيَجْزِيَ الَّذِينَ ءَامَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ بِالْقِسْطِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ شَرَابٌ مِنْ حَمِيمٍ وَعَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْفُرُونَ * هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَآءً وَالْقَمَرَ نُوراً وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ لِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ مَا خَلَقَ اللّهُ ذَلِكَ إِلاَّ بِالْحَقِّ يُفَصِّلُ الاَيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ](يونس 3-5).
فالله خالق السموات، ولكنه غير عاجز منها، بل هو الآن قد استوى على عرش القدرة والعلم يدبر أمور الكون. والأرباب التي تصورها الفلسفات وسائط بين الله والخليقة، والأرباب التي تصورها الفلسفة الأوروبية بإسم القوانين الطبيعية قد تكون لها تأثير في الحقائق ولكنه تأثير مأذون فيه. وهو رحمن، خلق الأشياء في مصلحة الإنسان، لا لكي يضرر بهم. كذلك الله.
وفي آية أخرى، كل شيء ينسب إلى الله حتى الحوادث التي تجري حسب السنن الكونية لأنها كلها تجري بأمر الله وبقدرته المباشرة. قال الله سبحانه: [وَالاَرْضَ مَدَدْنَاهَا وَأَلْقَيْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنبَتْنَا فِيهَا مِن كُلِّ شَيْءٍ مَوْزُونٍ * وَجَعَلْنَا لَكُمْ فِيهَا مَعَايِشَ وَمَن لَّسْتُمْ لَهُ بِرَازِقِينَ * وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلاَّ عِنْدَنَا خَزَآئِنُهُ وَمَا نُنَزِّلُهُ إِلاَّ بِقَدَرٍ مَعْلُومٍ * وَأَرْسَلْنَا الرِّيَاحَ لَوَاقِحَ فَاَنزَلْنَا مِنَ السَّمَآءِ مَآءً فَاَسْقَيْنَاكُمُوهُ وَمَآ أَنتُمْ لَهُ بِخَازِنِينَ * وإِنَّا لَنَحْنُ نُحْيِي وَنُمِيتُ وَنَحْنُ الْوَارِثُونَ](الحجر 19-23).
وفي آية أخرى:
[إِنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ أَن تَزُولاَ وَلَئِن زَالَتَآ إِنْ أَمْسَكَهُمَا مِنْ أَحَدٍ مِن بَعْدِهِ](فاطر 41).
والله يقوم بتدبير أمور الإنسان أيضا.. ففي آية كريمة: [وإِن يَمْسَسْكَ اللّهُ بِضُرٍّ فَلاَ كَاشِفَ لَهُ إِلاَّ هُوَ وَإِن يَمْسَسْكَ بِخَيْرٍ فَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ](الأنعام 17). وهو رقيب شديد الرقابة على عمل الإنسان، ففي آية شريفة: [مَا يَكُونُ مِن نَجْوَى ثَلاَثَةٍ إِلاَّ هُوَ رَابِعُهُمْ وَلاَ خَمْسَةٍ إِلاَّ هُوَ سَادِسُهُمْ وَلآ أَدْنَى مِن ذَلِكَ وَلآ أَكْثَرَ إِلاَّ هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا ثُمَّ يُنَبِّئُهُم بِمَا عَمِلُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ](المجادلة 7). فالخلق والتقدير والسلطان والتدبير لله وحده لا شريك له. والانسان هو الآخر مراقب من قبل الله تعالى مجزي بعمله.
ولا يعني هذا إلصاق أية صفة مادية بالله سبحانه، إذ ان طبيعة الخلق تقتضي المباينة التامة بين الخالق والمخلوق. هكذا جاء القرآن يصف الله بأحسن الصفات وينفي عنه صفة المخلوقين. فيقول [لا تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الأَبْصَارَ]( الانعام 103). ويقول [لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ](الشورى 11). [سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ]( الصافات 180).

القلم الحر
05-06-2012, 12:51 AM
المعرفة بين الإسلام والتصورات البشرية
حتى نستطيع أن نضع أيدينا على رأس الخيط لعملية نقد الأفكار الذاتية، والتي تتلخص في توجيه ثلاثة أسئلة إلى النفس في محاولة لجرد الحقائق فيها عن الأهواء:
1- هل أحب الاعتقاد بهذه الفكرة؟ فلو لم تكن هذه الفكرة راسخة لدي منذ الطفولة، أو لم تكن تخدم مصلحة لي.. فهل كنت أعتقد بها؟
2- ما هي الأسباب التي حملتني على الاعتقاد بهذه الفكرة، وهل لو كانت هناك فكرة مشابهة لها في تلك الأسباب كنت أيضا أعتقد بها؟
3- هل ان الناس كلهم يرون مثل ما أرى؟ دعني أجعل نفسي مكانهم وأتصور ما إذا كانوا فعلا يعتقدون بما اعتقدت به وهم يعيشون في ظروف مختلفة..
وفي المثال التالي يتضح كيفية توجيه الأسئلة الثلاثة إلى النفس وكيفية استخلاص النتائج الصحيحة عنها:
رجل يعتقد بالثالوث المقدس ـ الأب والإبن وروح القدس ـ آلهة جميعا، يتنبه في لحظة حاسمة، فيوجه السؤال الأول إلى ذاته: إنني الآن اعتقد بتعدد الآلهة. حسنا. هل أحب الاعتقاد بها؟ لافترض اني كنت في حضن أبوين ملحدين ولم اعتقد منذ الطفولة بالثالوث، فهل كنت فعلا اعتقد بها؟.. ولأقارن هل أعتقد أنا بجمال باريس إذا توفرت عندي ذات الأدلة المتوفرة في الثالوث المقدس ما دمت لم ألقن منذ الصغر بأنها مدينة جميلة؟ كلا.. أفلا يكون هذا دليلا على ان الحب ـ حب الأفكار السابقة مثلا ـ وخدمة المصلحة الذاتية هما السببان الواقعيان للاعتقاد بالثالوث المقدس؟ أفلا أستطيع ان أتصور نفسي مصداقا لقول نبي الإسلام (ص): (كل مولود يولد على الفطرة، حتى يكون أبواه يهودانه وينصرانه)23
ثم يسأل نفسه ثانية: بأية حجة نرى عيسى إلها؟ أفلا يمكن ان يكون البشر رسولا من الإله الواحد، فلا يكون إلها ولا إبن إله؟ ولنفترض: ان المصدر لهذا الاعتقاد كان إيمانه بالكتاب المقدس وانه قد كتب فيه ان عيسى ابن الله.. فيوجه السؤال ويقول: هل انني اعتقد بكل ما في الكتاب المقدس أم انني أقوم بتأويل وتفسير طائفة منها وهي التي تخالف عقلي أو مصلحتي، فلماذا لا أقوم بتأويل هذا النص؟
وأخيرا يتساءل ويقول: لأتصور نفسي مكان رجل محايد، هل كنت فعلا أرى كل أقوال الكنيسة علما يقينا؟
وبإستقامة هذا المنهج، نكتشف إنحرافات المناهج البشرية التي أبعدت عن حسابها نور العقل المبين، فمادت من تحت أرجلها كل القواعد الفكرية وتزلزلت صروحها زلزالا.
ان هذه المناهج لم تشأ ان تعترف بالعقل، زاعمة ان العقل لا يعدو ان يكون ـ كما سبق القول فيه ـ مجموعة أحكام سابقية، وليست قبسا من نور قادر على كشف الحقائق جميعا..
لم تشأ ان تعترف بهذا النور فزعمت ان النفس هي التي تفكر وتتصور، وبما ان انصار هذه المذاهب يعترفون بأن النفس البشرية تتأثر بالشهوات وتتطور حسب الحالات، فإنهم يقولون: المعرفة أيضا تتأثر بالشهوات وتتطور حسب الحالات، فكانت النتيجة أن زعموا أن المعارف تتغير وتتطور كما الشهوات بالضبط.
وانقسمت هذه المناهج على نفسها قسمين: فطائفة آمنت بأن المعارف حينذاك لا تعكس الحقائق الموضوعية الا بصورة نسبية، وقالت: ما دامت النفس هي التي تعرف، وان المعرفة بنتها الذاتية؛ وما دامت هي في حالة متغيرة، فإن المعرفة تتغير. وبما ان الواقع الخارجي لا يماشي هذا التغير، فإن المعرفة لا تعكس سوى بعض الواقع فقط.
وفريق قالوا: ما دام الإنسان لا يدرك كل الواقع فما الذي يحملنا على الاعتراف بكل الواقع. بل نعكس ونقول ان ما لا يدرك فهو غير موجود. ولقد انطوت هذه الفلسفات التي سنقوم بشرحها إن شاء الله، انطوت على ضلالة بعيدة نشأت عن الغفلة عن نور العقل الذي يفضح النفس ويكشف تأثراتها. ولذلك فهي لا تستطيع ان تحجب عن الإنسان، الحقيقة بسبب تأثراتها.
ومن هنا نعرف ان النظريات النسبية الذاتية، والنسبية الفردية، والنسبية التطورية، كلها نشأت من انحرافات كبيرة في المنهج ابتدأت من التركيز على جانب الانفعال في النفس؛ جانب الضعف والسلبية والتأثر، غافلةً عن جانب الفعل فيها؛ جانب القوة والإيجابية والكشف. ولقد استبعد هؤلاء عن حسابهم منذ البدء قدرة العقل على كشف التأثرات الداخلية. وهذا هو الضلال البعيد الذي قاد (فرويد) أيضا إلى صياغة نظريته عن اللاشعور حيث استبعد قدرة الإنسان على كشف ما في (لا شعوره) وجعله دائما يخضع لتأثرات ظروفه دون ان يعترف للعقل بقدرة الكشف عن تلك القدرة التي تفضح للإنسان هذه التأثرات.
وهذا الاختلاف في المنهج بين الإسلام والنظريات الحديثة حول العلم، يتبين في المثل التالي (علما بأنه مجرد مثل):
لنتصور ان رجلا ماركسيا نقابيا، اقتضت ظروفه المعاشية المتردية وانتماؤه الطبقي كعامل صغير؛ اقتضت انضمامه في الثورة ضد البرجوازية. هنا ـ وعلى رأي كل المناهج البشرية ـ ينظر إلى الحقائق من الزاوية الخاصة به، ويدرك ان البرجوازية بناء استغلالي ماكر. فإذا تطورت ظروفه وأصبح مليونيرا.. أو كان من قادة الحزب وأصبح بيوقراطيا محترفا، فلابد انه ـ حسب هذه المناهج ـ يتطور تفكيره، ويرى وجوب اتباع سياسة البرجوازيين بحق العمال والفلاحين. فماذا حدث بهذا الرجل؟ لا ريب انه تغيرت نفسيته، ولا ريب انه تطورت أهواؤه، ولكن هل المعرفة العقلية أيضا تطورت فيه؟ هل انه نسي معادلاته الرياضية؛ مثلا هل نسي ان 5×5=25؟ أم انه نسي نظرية فائض القيمة الماركسية بمجرد تطور حالته؟ أم انه لم يعد يتحسس بجمال التضحية، وروعة الحق، وحسن العدل..؟؟
صحيح انه لا يريد ان يعرف كل ذلك، ولكن هل هو فعلا لا يستطيع ان يعرفها، وهل انه افتقد ذلك النور الذي كان يعرف به تلك الحقائق؟ هناك فرق بين الاّ يريد والاّ يقدر، وكم من شيء لا يريده المرء وهو قادر عليه..
ان هذه المناهج اشتبهت مرة واحدة فوقعت في سلسلة لا تنتهي من التناقضات، تلك المرة كانت حين وضعت النفس مكان العقل، وحسبت ان تأثر النفس يعني تأثر العقل أيضا. وكما سبق فنحن لا ننكر دور الحالات المؤثرة على طبيعة الإنسان ولكن ننكر ان تكون هذه الطبيعة كل شيء عند الإنسان. انما نؤكد أن وراءها شيء آخر هو نور العقل.
ولقد ذكَّر الإسلام بدور (الاهواء) في تضليل الإنسان ولكنه لم يغفل عن دور الإرادة والعقل ـ والذي يجب الاعتماد عليه ـ في صياغة الإنسان. قال سبحانه: [وَلاَ تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ].(الكهف 28).
في هذه الآية يبين القرآن وجود علاقة بين الغفلة واتباع الهوى، الا انه لا يجعل الهوى مؤثرا في النفس الا بإرادة الإنسان حين يقول: (واتبع هواه). فالاتباع عمل ولا يحدث بدون إرادة.
ويقول: [بَلِ اتَّبَعَ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَهْوَآءَهُم بِغَيْرِ عِلْمٍ](الروم 29) في هذه الآية، يفصل القرآن بين العلم واتباع الهوى، ويجعلهما مختلفين. ويأمر في آية ثالثة المؤمن بمخالفة الهوى ويجعل له في ذلك ثوابا عظيما، فيقول: [وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى * فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى](النازعات40-41).
نظرية أفلاطون
تتلخص نظرية أفلاطون في النقاط التالية:
1- تماما كالصورة التي تنعكس على المرآة، لها حدود وليس لها جرم وكثافة، كذلك يوجد عالم يدعى بعالَم المُثُل، كل حقائقها ذات حدود ولكن دون كثافة. وهذه المثل هي صور الحقائق الأرضية جميعا، فالإنسان مثلا: يعيش على الأرض أفراده أما هو فإنه واحد يعيش في عالم المُثُل، وهو (أي حقيقة الإنسان) شبح هناك يمثل كل الناس في كل العصور.
2- والإنسان كان قبل تنزله إلى الأرض يسرح في عالم المثل، ولذلك فقد أحاط علما بكل الصور (أو المثل) التي كانت موجودة فيه، ولكنه نسيها عندما تقولب بالمادة وهبط إلى عالم الجسد.
3- الا ان أقل تنبه يكفي الإنسان لتذكر ما كان قد نسيه في عالم الدنيا، فيعود يعرف الحقائق التي عرفها في عالم المثل.. ولذلك سميت نظريته بـ ( النظرية الإستذكارية ) لأن الفكر، حسب هذه النظرية، ليس سوى إستعادة المعلومات، والعلم ليس الا إستعادة المحفوظات المنسية.
4- ان العقل البشري أسمى من ان يعرف الحقائق الجزئية، بل انه يعرف الكليات؛ أي المثل العامة فقط. فمثلا: حينما يعرف رجل زيدا فإنه لا يعرف بعقله الرجل المسمى بزيد، انما يعرف بعقله كلي الإنسان، أو صورة الإنسان بصفة عامة.
وترتكز هذه النظرية فيما يخص موضوعنا على أمرين؛ الأول: الاعتقاد بوجود الأرواح بصفة مستقلة عن الأجسام قبل خلق الأجسام. والثاني: ان العلم صفة أصيلة في ذات الإنسان ولسيت صفة طارئة على الإنسان.
والإسلام يقول بوجود الأرواح قبل الأبدان بفترة طويلة، حيث جاء في الحديث عن رسول الله صلى الله عليه و آله: (خلق الله الأرواح قبل الأجساد بألفي عام28).
أما ان العلم صفة ذاتية للإنسان، فهذا ما يرفضه الإسلام، والسبب:
أ- لو كان العلم صفة الذات لم يجز ان يتخلف في لحظة عن الذات، ذلك ان الذات لا يفقد نفسه الا ساعة انعدامه. أترى ،هل يمكن ان يجهل الله سبحانه شيئا وهو يملك العلم بصفة ذاتية، أم ان النور يمكنه ان يتخلف عن الحركة والإشراق وذاته الحركة والإشراق؟ هذا مع اننا نلاحظ: ان الإنسان لا يعلم ثم يعلم ثم ينسى ما علم. قال الله سبحانه، وهو يذكِّر بهذه الحقيقة الواضحة:
[وَمِنكُم مَن يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَي لاَ يَعْلَمَ بَعْدَ عِلْمٍ شَيْئاً](النحل70).
ونحن نعلم من أنفسنا صفة الجهل الذاتية، لان العلم لا يحصل لنا الا بتعب وإرهاق، ثم يزول بسرعة مع هبوب عاصفة النسيان التي تتناوب على أنفسنا فتكنس معها معلوماتنا.
ب- إن ذاتي الشيء لا يحدد.. ان الجهل والعدم والعجز من ذاتنا، ولذلك فهي غير محدودة، لأنها إذا كانت محدودة إذن لم تكن ذاتية لنا. أما العلم والإرادة والوجود والقوة فهي مواهب أو مكاسب، ولذلك فهي محدودة.
وبتعبير آخر؛ ان التحديد يعني العدم في بعض الجوانب. فلو حددنا علم رجل ببلده مثلا فذلك يعني انه لا يعلم عن البلاد الأخرى شيئا، وإذا كان ذات الرجل عالما فكيف لا يعلم شيئا عن البلاد الأخرى؟ أفلا يعني ذلك ان هذا الرجل عالم وجاهل في لحظة؟ وهو تناقض مرفوض.
وهل يصح ان نقول: ان ذات الحرارة هي الحركة (أي لا يمكن ان توجد حرارة ولا توجد حركة أو العكس بأن توجد حركة ولا توجد حرارة) ثم نقول ان الحرارة يمكنها ان لا توجد في وقت أو في حالة مع وجود الحركة؟!
إذن فنظرية أفلاطون الإستذكارية مرفوضة بسبب واحد وهو انها تدَّعي ان العلم من ذات الإنسان. ولو فسرنا هذه النقطة منها، إذا استطعنا القبول بها فيما يخص العلم، فسرناها بالقول: ان الله سبحانه وهب الإنسان العقل، ولكن هذا العقل محتجب بالنسيان وان التذكر به يرجعه إليه.

الماركسية تتناقض:

1- ان قيمة الحس والتجربة لا يمكن ان تثبت الا بوجود شيء عند النفس يُمكِّنها ان تقيّم الحس والتجربة. وذلك ما نسميه بالعقل. ولو افترضنا عدم وجودها فما الذي تفيدنا قيمة الحس والتجربة؟.. قال فريق منهم: ان التجربة ذاتها دليل تقييمها.. حسنا؛ فتلك التجربة التي تقيم التجارب الأخرى، هل هي ذات قيمة أم لا؟ إذا كان لها قيمة فمن أين عرفنا قيمتها؟
والواقع اننا نؤمن بقيمة التجربة، وهذا الإيمان نابع من عقولنا التي تحكم بذلك.
2- كيف يمكننا تفسير العلة والمعلول، والحسن والقُبح، والخير والشر؟ هل هذه الحقائق تدرك أيضا بالتجربة؟ وكيف مع انها معلومات لها من القيمة لدينا كقيمة التجربة، ولها من الوضوح كوضوحها؟
3- ولدى شيء من التحليل نكتشف ان التجربة ذاتها تعتمد على مجموعة أحكام عقلية، كالحكم بإستحالة التناقض والصدفة. ولو تصورنا العلم بدونها تبخرت معلوماتنا في لحظة واحدة.
4- نحن نؤمن بحقائق غير مجربة ونعلم ان مصدر إيماننا ليست هي التجربة. ولا نؤمن بحقائق مجربة لأنها تخالف حكم عقولنا. فمثلا نرى أجنحة المروحة متلاصقة، ولا نؤمن بذلك. ولا نرى دوران البروتن في الذرة، بيد أننا نؤمن بها إيماننا بضوء الشمس.
وتتناقض الماركسية مع نفسها في تفسير حقيقة المعرفة فتقول ـ على لسان ماوتسي تونغ : (الخطوة الأولى في عملية اكتساب المعرفة هي الإتصال بالمحيط الخارجي.. الخطوة الثانية هي جمع المعلومات التي نحصلها من المعلومات الحسية وتنسيقها وترتيبها- مرحلة المفاهيم والأحكام والإستنتاجات- وبالحصول على معلومات كافية كاملة من الإدراكات الحسية (لا جزئية ولا ناقصة) ومطابقة هذه المعلومات للوضع الحقيقي (لا مفاهيم خاطئة) عند هذا فقط يصبح في المستطاع ان نصوغ على أساس هذه المعلومات مفهوما ومنطقا صحيحين).
وتنطوي هذه النظرية على الاعتراف بدور العقل الذي يقوم بتنسيق المعلومات وترتيبها. إذ من الواضح انه لولا وجود نور يكشف عن طبيعة المعلومات وموضعها من جدول الأفكار كيف يمكن للنفس ان تقوم بعملية التنسيق والترتيب. فلو إفترضنا عاملا لا يعرف شيئا عن الحساب هل يمكنه تنسيق معلومات وزارة الدفاع أو المخابرات المعقدة؟ ونحن نجد ان التنسيق يستنزف جهدا عظيما منا، وفي خلاله نستخدم مئات الأحكام العقلية، فكيف ننكر فضلها في توجيه معارفنا؟
هكذا اعترفت الماركسية من حيث لا تشعر بدور العقل، ولكنها أنكرته في مواضع أخرى من فلسفتها، وهذا هو التناقض.
وقد أكدت الماركسية هنا ما تبنته من تفاعل الإحساس والتنسيق، والعمل والعلم. ونحن لا ننكر ذلك، بل ان الإسلام أول من بشر بالتأثير الكبير الذي يخلفه العمل على الفكر، والإحساس في العقل. ان العلم ضوء في القلب، ينمو بإستخدامه كما تنمو كل أعضاء الإنسان بتربيتها وإستعمالها. والعقل نور في النفس يزداد بطاعته كما تزداد الفضيلة أو الرذيلة بممارستها.. وجاء فى الاثر: (إن العلم يهتف بالعمل، فإن أجابه وإلاّ إرتحل ) !

القلم الحر
05-06-2012, 01:19 AM
محمد صلى الله عليه و اله و الفلاسفة
بسبب خطأ الانسان في فهم سر الخلق، وبسبب دخول بعض النظريات الفلسفية القديمة في جوهر الثقافة البشرية ؛ بسبب ذلك اتخذ الناس مذاهب باطلة وبعيدة للغاية عن الحقيقة
الجمود المطبق والكامل في فهم الحياة ؛ حيث تعتقد الفلسفة بأن الحياة البشرية حياة جامدة غير متحركة، ذلك لأنها حينما لم تؤمن بقدرة الله اللامتناهية، ادى بها هذا الأمر الى القول بان قلم التقدير الالهي قد جف نهائياً، وهو عاجز عن التغيير أساساً...

وبطبيعة الحال فإن هذا الاعتقاد هو اعتقاد مخالف لوجدان الانسان، فالمرء إذا اعتقد بأن تطور الطبيعة قد توقف وانتهى تقديرها، فإنه سيكف يده عن التأثير فيها بأي شكل من الاشكال وبتعبير آخر: إن على الانسان - حسب هذه النظرية - الخضوع للحوادث الطارئة عليه ؛ شاء ام أبى، وليس عليه أن يغير شيئا مما يجري حوله. ولا شك إن وراء نشر مثل هذا الاعتقاد أياد يهمها أن لايكون بنو البشر سوى موجودات جامدة ومجرد جثث متحركة... ولا شك أيضا أن الطواغيت وجبابرة البشر هم الذين أكدوا على مثل هذه المقولة الباطلة، إذ قالوا للناس: بان السلطات الحاكمة -أية سلطات- إنما تعبّر عن ارادة الله ولا يجوز مقاومتها، ذلك لأنهم يتساءلون بان حكم هذه السلطات هل جاء بتقدير من الله أم من دون تقدير الهي ؟ فإذا كان بتقدير الله فكيف يستطيع المخلوق تغيير ما رسمه الخالق في الأزل ؟ واذا لم يكن بتقدير الهي فكيف يجري في الكون ما لم يقدّره الله ؟!

هذه هي السمة الاولى التي اتسمت بها الفلسفة في العمق، ولم تستطع الفلسفة البشرية التخلص منها حتى الآن، لأن جوهرها وجذرها التأريخي ضارب في القدم، إضافة الى ما تتركه الوجهة الثانية من تكوين غرائز الانسان وطبيعته الراغبة في الجمود والتثاقل الى الارض وتبرير الذنوب وعدم التطور، والى ما تخلفه الظروف المؤاتية لا ستمرار الجهل من قبيل استمرار الجبابرة والطواغيت في إغفال الناس
البصيرة القرانية البصيرة تجعل البشر متحرراً من كل الحتميات المادية:

أ/ متحرراً من تراثه، وتاريخه وما في حياته. فلأني كنت مثلاً من قوم متخلفين فليس بالضرورة أن أكون كذلك. أو لأني كنت شقياً أو فقيراً أو مستضعفاً، لايجب أن أبقى كذلك، بل استطيع أن أتحرر من ماضي حياتي، أو لأني كنت من قبل من أهل المعاصي والفسق، لاينبغي أن اكون يائساً بائساً، قانطاً من رحمة الله. كل ذلك لايحتم عليّ البقاء في زنزانة التاريخ المظلم لي أو لقومي. لأن الله يفعل ما يشاء، ولأنه كل يوم هو في شأن، ولأنه تعالى قبل توبة الخاطئين. ألم يتب على السحرة الذين كانوا يعبدون فرعون دهراً طويلاً من عمرهم؟ فلما تابوا تاب الله عليهم. وتاب الله على قوم يونس، حيث قال سبحانه: { فَلَوْلاَ كَانَتْ قَرْيَةٌ ءَامَنَتْ فَنَفَعَهآ إِيمَانُهَآ إِلاَّ قَوْمَ يُونُسَ لَمَّآ ءَامَنُوا كَشَفْنَا عَنْهُمْ عَذَابَ الْخِزْي فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَى حِينٍ } (يونس/98)

وقد قال سبحانه لبني اسرائيل: { إِنْ أَحْسَنتُمْ أَحْسَنتُمْ لاَنفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا } (الاسراء/7)

ويتحرر الانسان من حتمية المجتمع. فليس بالضرورة أن تعبد الصنم الذي يعبده مجتمعك. وليس بالضرورة أن تعتنق الثقافة التي يؤمن بها مجتمعك. وليس بالضرورة أن تقبل بالعادات التي عليها مجتمعك. صحيح أن للمجتمع ضغطاً هائلاً يشبه الى حد بعيد ضغط الجاذبية التي قد لا تحس بها ولكنها تحيط بك احاطة السوار بالمعصم. ولكن القوة لله والولاية لله، والملكوت لله سبحانه. واذا توكلت عليه فانه يفتح امامك افاق الحياة الواسعة. ألم يكفر النبي ابراهيم عليه السلام بمجتمعه ابتداءاً من أبيه وانتهاءاً بقومه، فأراه الله ملكوت السموات والارض وقال تعالى: { وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لاَِبِيهِ ءَازَرَ أَتَتَّخِذُ أَصْنَاماً ءَالِهَةً إِنِّي أَرَاكَ وَقَوْمَكَ فِي ضَلاَلٍ مُبِينٍ * وَكَذلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّماوَاتِ وَالأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ } (الانعام/74-75)

ثم قال سبحانه: { إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّماوَاتِ وَالأَرْضَ حَنِيفاً وَمَآ أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ * وَحَآجَّهُ قَوْمُهُ قَالَ أَتُحَآجُّونِّي فِي اللّهِ وَقَدْ هَدَانِ وَلآ أَخَافُ مَا تُشْرِكُونَ بِهِ إِلآَّ أَن يَشَآءَ رَبِّي شَيْئاً وَسِعَ رَبِّي كُلَّ شَيْءٍ عِلْماً أَفَلا تَتَذَكَّرُونَ} (الانعام/79-80)

وتحدى قومه بكل ثقة وقال لهم بكل صراحة إنه لا يخاف شيئاً مادام أنه قد آمن بالله ولم يشرك به. وقال تعالى: { َوكَيْفَ أَخَافُ مَآ أَشْرَكْتُمْ وَلا تَخَافُونَ أَنَّكُمْ أَشْرَكْتُمْ بِاللّهِ مَالَمْ يُنَزِّلْ بِهِ عَلَيْكُمْ سُلْطَاناً فَاَيُّ الْفَرِيقَيْنِ أَحَقُّ بِالأمْنِ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ} (الانعام/81)

ج/ ويتحرر من خشية الطبيعة. فبدل أن يعبد الطبيعة ويراها حاكمة عليه، يطوّعها ويجعلها محكومة له ومسخرة لأمره..

لقد كانت ملكة سبأ وقومها يعبدون الشمس، فصدت عن السبيل. وقال سبحانـه (حكاية عن الطيـر الهدهـد): { وَجَدتُّهَا وَقَوْمَهَا يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِن دُونِ اللَّهِ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ فَهُمْ لاَيَهْتَــدُونَ } (النمل/24)

ولكن الله اعطى لسليمان الذي عبد الله وعظمه أعطاه ملكاً لا ينبغي لأحد من بعده، وسخر له الريح، وعلّمه منطق الطير، وكان عنده من حمل اليه عرش ملكة سبأ من اليمن الى كنعان في طرفة عين. كل ذلك لأنّه عبد الله ولم يخضع للطبيعة. وقال الله عنه: { قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكاً لاَ يَنْبَغِي لأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ * فَسَخَّرْنَا له الرِّيحَ تَجْـرِي بِأَمْرِه رُخَآءً حَيْثُ أَصَــابَ } (ص/35-36)

إنك تجد سليمان يستغفر الله، فيتوب عليـه ربه، فيدعوه ويستجيب الله له. ولو كان سليمان - إذ فُتِن - سقط في هـوة القنوط وزعم أنه من أهل النار، وقد قدر له أن يكون كذلك الى الابـد، فانه لم يتب ولم يغفر له. ولكنه وعـي قدرة اللـه. وان رحمته تسبق غضبه وان قضاءه يغلب قدرتـه، وانه يتوب عن المذنب. وبالتالي إن من الممكن أن يصلــح الانسان نفسـه بعد الفساد، حلق بهذه البصيرة حتى نـال ليس الصلاح وحده وانما الملك الكبيـر.

ونتساءل: لماذا بعد الاحساس بالذنب وبعد الاستغفار، سأل سليمان الملك الكبير من ربه؟ قد يكون الجواب ان الانسان بعد أن يستغفر ربه يجد الله تواباً رحيماً، ويؤمن بقدرة الله المطلقة، ورحمته الواسعة. وحينئذ يتذكر تطلعاته المكبوتة، ويرى ان من الممكن تحقيقها بفضل الله وبفضل رحمته الواسعة، فلماذا لايطلبها ولماذا لا يطلب من الله الذي قبل توبته، وأصلح ما افسده، وبدل سيئاته حسنات، لماذا لايطلب من هذا الرب الغفور الرحيم هذا الرب الغني القادر لماذا لايطلب المزيد؟ فيطلب ويعطى.
د/ ويتحرر من الطاغوت وحكمه حتى ولو كانت اجهزة الطاغوت تحيط به، مثل آسية إمرأة فرعون. فقد آمنت بالله، وعرفت أن الله يستجيب دعاءها فقالت: { رَبِّ ابْنِ لِي عِندَكَ بَيْتاً فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِن فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ} (التحريم/1‍1).

ومثل السحرة الذين كانوا ادوات في جهاز فرعون الدعائي التضليلي، فقص علينا قصتهم حيث قال سبحانه: { وَاُلْقِيَ الْسَّحَرَةُ سَاجِدِينَ * قَالُوا ءَامَنَّا بِرَبِّ الْعَالَمِينَ * رَبِّ مُوسَى وَهَـارُونَ * قَالَ فِرْعَوْنُ ءَامَنْتُمْ بِهِ قَبْلَ أَنْ ءَاذَنَ لَكُمْ إِنَّ هذَا لَمَكْرٌ مَكَرْتُمُوهُ فِي الْمَدِينَةِ لِتُخْرِجُوا مِنْهَآ أَهْلَهَا فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ } (الاعراف/120-123)

قال تعالى:

(وَمَا كَانَ لِرَسُول أَنْ يَأْتِيَ بِآيَة اِلاَّ بِإِذْنِ اللهِ لِكُلِّ أَجْل كِتَاب * يَمْحُو اللهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمَّ الْكِتَابِ * وَإِنْ مَا نُرِينَّكَ بَعْضَ الَّذِي نَعِدُهُمْ أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلاَغُ وَعَلَيْنَا الْحِسَابُ)
ذكر الطبري والقرطبي وابن كثيرفي تفسير الآية ما موجزه:

إنّ عمر بن الخطاب كان يطوف بالبيت ويقول: اللّهمّ إن كنت كتبتني في أهل السعادة فأثبتني فيها، وإن كنت كتبتني في أهل الشقاوة والذنب فامحني وأثبتني في أهل السعادة والمغفرة، فإنّك تمحو ما تشاء وتثبت، وعندك أُمّ الكتاب.

وروي عن ابن مسعود أنّه كان يقول:
اللّهمّ إن كنت كتبتني في السعداء فأثبتني فيهم، وإن كنت كتبتني في الأشقياء فامحني من الأشقياء واكتبني في السعداء، فإنّك تمحو ما تشاء وتثبت، وعندك أُمّ الكتاب
واستدلّ القرطبي ـ أيضاً ـ على هذا التأويل بما روى عن صحيحي البخاري ومسلم أنّ رسول الله (ص) قال:

"من سرَّهُ أن يُبسطَ له في رزقهِ ويُنسأَ لهُ في أثرهِ ـ أجلهِ ـ فلْيصلْ رَحِمَه".
وفي رواية: "مَن أحبّ أن يَمُدَّ الله في عمره ويبسطَ له رزقهُ فليتَّق الله وليصلْ رحمه

انهم يطلبون آية و القران يجيب بان هدى محمد ص المتمثل فى قضية المحو و الاثبات و نتائجها التى اشرنا اليها آية كبرى كافية
و يقول تعالى : لِكُلِّ أَجْل كِتَاب
ماهو الزمن ؟ و كيف تحقق ؟ سؤالان اختلفت فيهما إجابات الفلسفة البشرية. فحينما يتكلف المرء علم ما لم يحط به خبرا يضل عن طريقه المرسوم من قبل خالقه. فبعض الفلاسفة أنكروا وجود الزمن من رأس، وبعضهم قال بأن الزمن ذرات صغيرة لا ترى ولا تُحس ولا تُجس، وإن هذه الذرات موجودة وهي تأتي وتذهب ولا يشعر بها الانسان إلا بأمارة نموه ونمو أولاده ونمو الطبيعة من حوله. أما إذا قيل لهم : ما هو كنه هذه الذرات وكيف تدخل في عمق الانسان وتخرج من عمقه ؟ أجابوا بأن الزمن كالنهر الجاري، والانسان واقف في هذا النهر والزمن يجري عليه كما هي مياه النهر تجري على الانسان الذي يسبح فيها.

ثم إن بعضهم قسم الزمن الى قسمين فقال : إن من الزمن ما يمر ويتحرك كمياه الأنهر، وهذا الزمن الذي يعرف بأماراته وعلاماته كالنمو. والقسم الثاني هو الزمن الرسوبي ؛ تماماً كما الحال في علوق بعض ذرات مياه النهر الصغار في جسد السابح، أو ما يخلد في قاع النهر من تراب ورمل، وهذا الزمن المترسب هو الزمن الواقف غير المتغير. أما إذا قيل لهم : كيف يمكن تصور زمن لا يجري ولا يتغير ولا تتحرك فيه ساعة صاحبه ؟ أجابوا بأن هذا الزمن هو زمن الآلهة !!

ولايخفى أن اليونانيين القدماء كانوا يعتقدون بتعدد الآلهة، وكانوا يرون بأن لكل شيء إلها، فللشمس إله وللقمر إله وللرياح إله وللحرب إله وللحب إله.. وكانوا يسمون هذه الآلهة برب الأنواع ؛ أي أن لكل نوع من أنواع الموجودات رب يدّبر شؤونه، لذلك فهم كانوا يعبدون أكثر من إله. ولا تزال حتى الآن تماثيل آلهتهم وأصنامهم في معابدهم ومتاحفهم، وباعتقادهم أن للآلهة زمناً مترسباً لايتحرك، فإنهم كانوا يعتقدون بان هذه الآلهة لاتتغير أيضاً.
:

وبوضوح تام نجد النصوص الاسلامية (الكتاب والسنة) تؤكد على النظرية الاسلامية حول الزمان، وان الزمان مخلوق لله، مُقدَّر بتقديره، ونستعرض بعض النصوص من خلال العناوين التالية :

ألف/ التقدير

كما قدر الله سبحانه كل شيء تقديراً في الحجم، والكثافة، والخواص، كذلك قدرها في أعمارها، فجعل لكل شيء قدراً من (الزمان) وأجلاً ونهاية، فقال سبحانه عن التقدير:

1/ { وَأَمَّآ إِذَا مَا ابْتَلاَهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَهَانَنِ } (الفجر/16)

2/ { فَقَدَرْنَا فَنِعْمَ الْقَادِرُونَ } (المرسلات/23(

3/ { اللَّهُ يَبْسُطُ الـرِّزْقَ لِمَن يَشَآءُ وَيَقْدِرُ وَفَرِحُـوا بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَــا الْحَيَاةُ

الدُّنْيَا فِي الأَخِرَةِ إِلاَّ مَتَاعٌ } (الرعد/26(

4/ { وَفَجَّرْنَا الأَرْضَ عُيُوناً فَالْتَقَى الْمَآءُ عَلَى أَمْرٍ قَدْ قُدِرَ } (القمر/12)

5/ { وَالَّذِي قَدَّرَ فَهَدَى } (الاعلى/3(

6/ { وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ حَتَّى عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ } (يس/39)

7/ { إِنَّآ انزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ * وَمَآ أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ * لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ * تَنَزَّلُ الْمَلآَئِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِن كُلِّ أَمْرٍ * سَلاَمٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ } (القدر/1-5)

8/ { وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لاَ يَحْتَسِبُ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْراً } (الطلاق/3)

9/ { فَالِقُ اِلإِصْبَاحِ وَجَعَلَ اللَّيْلَ سَكَناً وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ حُسْبَاناً ذلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ } (الانعام/96)

10/ { وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَّهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ } (يس/38)

11/ { اللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَحْمِلُ كُلُّ اُنثَى وَمَا تَغِيضُ الاَرْحَامُ وَمَا تَزْدَادُ وَكُلُّ شَيْءٍ عِندَهُ بِمِقْدَارٍ } (الرعد/8)

12/ { يُدَبِّرُ الأَمْرَ مِنَ السَّمَآءِ إِلَى الأَرْضِ ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ } (السجدة/5)

13/ { تَعْرُجُ الْمَلآئِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ } (المعارج/4(

14/ { إِذْ تَمْشِي اُخْتُكَ فَتَقُـولُ هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى مَن يَكْفُلُهُ فَرَجَعْناكَ إِلَى اُمِّكَ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُهَا وَلا تَحْزَنَ وَقَتَلْتَ نَفْساً فَنَجَّيْنَاكَ مِنَ الْغَمِّ وَفَتَنَّاكَ فُتُوناً فَلَبِثْتَ

سِنِينَ فِي أَهْلِ مَدْيَنَ ثُمَّ جِئْتَ عَلَى قَدَرٍ يَا مُوسَى } (طه/40)

15/ { إلَى قَدَرٍ مَعْلُومٍ } (المرسلات/22)

بالتدبر في هذه الآيات نعلم أن التقدير الالهي الأول للخلق، كان شاملاً للزمان الذي يستغرق كل حادثة.. فمثلاً الشمس والقمر قدرهما تقديراً زمانياً. كما جعل لكل شيء قدراً ونهاية زمانية. وليلة القدر زمان، وفيها تقديرات الامور الزمانية منها وغير الزمانية. ومن ذلك أن موسى جاء قومه على قدر (وقت معين).

وكذلك كان أمر الله قدراً مقدوراً.

فعنصر الزمان مقدر ومعلوم عند الله سبحانه، كما كل جانب من جوانب الخلقة.

باء/ الأجل

وقد صرحت الآيات القرآنية على أن الاجل هو الآخر محدد، فقال تعالى:

1/ { هُوَ الَّذِي خَلَقَكُم مِن طِينٍ ثُمَّ قَضَى أجَلاً وَأَجَلٌ مُسَمًّى عِندَهُ ثُمَّ أَنْتُمْ تَمْتَرُونَ } (الانعام/2(

2/ { وَهُوَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُم بِاللَّيْلِ وَيَعْلَمُ مَا جَرَحْتُم بِالنَّهَارِ ثُمَّ يَبْعَثُكُمْ فِيهِ لِيُقْضَى أَجَلٌ مُسَمَّىً ثُمَّ إِلَيْهِ مَرْجِعُكُمْ ثُمّ َيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ } (الانعام/60)

3/ { وَلِكُلِّ اُمَّةٍ أَجَلٌ فإِذَا جَآءَ أَجَلُهُمْ لاَيَستَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلاَ يَسْتَقْدِمُونَ } (الاعراف/34)

4/ { اللَّهُ الَّذِي رَفَعَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لأَجَلٍ مُسَمّىً يُدَبِّرُ الأَمْرَ يُفَصِّلُ الاَيَاتِ لَعَلَّكُم بِلِقَآءِ

رَبِّكُمْ تُوقِنُونَ } (الرعد/2)

5/ { يَآ أَيُّهَا النَّاسُ إِن كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِنَ الْبَعْثِ فَإِنَّا خَلَقْنَاكُم مِن تُرَابٍ ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ مِن مُّضْغَةٍ مُّخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ لِّنُبَيِّنَ لَكُمْ وَنُقِرُّ فِي الاَرْحَامِ مَا نَشَآءُ إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى ثُمَّ نُخْرِجُكُمْ طِفْلاً ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ وَمِنكُم مَّن يُتَوَفَّى وَمِنكُم مَّن يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْلاَ يَعْلَمَ مِن بَعْدِ عِلْمٍ شَيْئاً وَتَرَى الاَرْضَ هَامِــدَةً فإِذَآ أَنزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَآءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ وَأَنْبَتَتْ مِن كُلِّ زَوْجٍ بَهِيـجٍ } (الحج/5)

6/ { وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِالْعَذَابِ وَلَوْلآ أَجَلٌ مُسَمًّى لَجَآءَهُمُ الْعَذَابُ وَلَيَأْتِيَنَّهُم بَغْتَةً وَهُمْ لاَ يَشْعُرُونَ } (العنكبوت/53)

7/ { يُولِجُ الَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَيُولِجُ النَّهَارَ فِي الَّيْلِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لأَجَلٍ مُسَمًّى ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِن قِطْمِيرٍ } (فاطر/13)

8/ { مَا خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَآ إلاَّ بِالْحَقِّ وَأَجَلٍ مُسَمًّى وَالَّذِينَ كَفَرُوا عَمَّآ أُنذِرُوا مُعْرِضُونَ } (الاحقاف/3)

9/ { وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَن تَمُوتَ إِلاَّ بـــإِذْنِ اللّهِ كِتَابَــاً مُؤَجَّـلاً وَمَن يُرِدْ ثَوابَ الدُّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَــا وَمَن يُرِدْ ثَوَابَ الاَخِرَةِ نُؤْتِهِ مِنْهَا وَسَنَجْزِي الشَّاكِرِينَ } (آل عمران/145)

وهكذا تجد أن لكل شيء أجل، وأن الله قد سمّى هذا الاجل عنده. ولكل نفس أجل، ولكل أمة أجل، وحتى للشمس والقمر أجل، وللقاء الله أجل.

وهذا الاجل هو الوقت المحدد الذي قضاه الله للأمور وهو الزمان، إذن، فتقديـر

الزمان وتدبيره بيد الله سبحانه.

جيم/ الوقت

وقد وقّت الله سبحانه الأمور، والوقت هو الزمان أو ساعاته، فقال تعالى:

1/ { وَإِذَا الرُّسُلُ اُقِّتَتْ } (المرسلات/11)

2/ { إِلَى يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ } (الحجر/38)

3/ { يَسْئَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ اَيَّانَ مُرْسَاهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِندَ رَبِّي لا يُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَآ إِلاَّ هُوَ ثَقُلَتْ فِي السَّماوَاتِ وَالاَرْضِ لاَ تَأْتِيكُمْ إِلاَّ بَغْتَةً يَسْئَلُونَكَ كَاَنَّكَ حَفِيٌّ عَنْهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ اللّهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَيَعْلَمُونَ } (الاعراف/187)

وبالتدبر في هذه الآيات نستوحي أن ساعات كل شيء بأمر الله سبحانه. فليس الله سبحانه قد قدر منذ اليوم الأول للخلق مقادير وآجال الاشياء، بل هو سبحانه الذي يجري كل شيء بوقته، وقد جعل سبحانه لكل أجل كتاب كما جعل لكل نبأ مستقر.

وهكذا الزمن ليس وهماً في الخيال، بل قدر مقدور وأجل مسمى ووقت موقوت، وإرادة عليا فوقها جميعاً تنفذ ما قدر وما أجل، وما وقت سبحانه فكيف يكون فوضى وعبثاً.


وبعد ذلك، وصل بهم الامر الى القول بأن للإنسان أن يرتفع الى مستوى الآلهة، وذلك حسب طبيعة خلقة هذا الانسان، او بسبب انتخاب الآلهة نفسها له؛ لما يقوم به من اعمال جبّارة تخرج عادة عن نطاق القدرة الطبيعية للناس.

وهناك نظرية أخرى مستوحاة من هذه النظريات تقول بأن الزمن إنما هو حركة جوهرية في مادة الأشياء. فالانسان له وجهان ؛ الأول: المادة التي هي عبارة عن الذرات المتكونة منها، والثاني: صورته الخارجية التي نراها. فكل مادة من المواد سواء كانت جسماً إنسانياً أو حجراً صلداً أو نباتاً حيّاً، أو حتى مواد السماء والارض، توجد في عمق وجودها حركة تسمى بالحركة الجوهرية.

وحاول بعض الفلاسفة شرح هذه النظرية بالاشارة الى أن الزمن يتجسد في صورة المادة. فتراهم يقولون تارة بأن الزمن يمر على الانسان، كما النهر يمر على السابح، وقد تعلق بعض ذرات هذا الزمن بجسد الانسان، كما تعلق بعض ذرات الماء بجسد السابح. وتارة أخرى يقولون بأن الإنسان هو الزمن بحد ذاته، فالناس ليسوا إلاّ أزمنة متحركة، بإعتبار أن الزمن هو جوهر الانسان وحركته. وباختصار، فان هناك عدة نظريات عند الفلاسفة حول الزمان نذكرها بايجاز شديد:

أ- فالمعلم الأول يرى حقيقة الزمن هو مقدار حركة الجسم المحيط بسائر الاجسام.

ب- ويقول صدر المتألهين: انه مقدار حركة الجوهر السيال وبتعبير آخر : الزمان هو - في حقيقته - الحركة الجوهرية التي تتم في كل جسم فمقدار تلك الحركة يسمى بالزمان. ولعل ذلك هو الذي يسميه انيشتاين بالبعد الرابع.

ج- ومن الفلاسفة من يرى الزمان مجرد وهم فالماضي والحاضر والمستقبل لاوجود له في الخارج بل يوجد فقط في أوهامنا.

د- وقال بعض الفلاسفة الزمن مجرد رابطة حادثة بأخرى. فاذا صليت عند الفجر فقد ارتبطت صلاتك وهي حادثة بطلوع الفجر وهو حادث آخر فعلاقة هذه الحادثة (الصلاة) بذلك الحادث (طلوع الفجر ) هذه العلاقة او الرابطة هي الزمان.

هـ- ويقول افلاطون: إن الزمان امتداد جوهري قائم بذاته فاذا نسب الى الازليات سمي الزمان بالسرمد. وإذا نسب الى الموجودات المجردة سمي الدهر. وإذا نسب الى المتغيرات سمي بالزمان
الزمن ؛ رؤية إسلامية :

قبل تبيين النظرية الاسلامية الخاصة بالزمن لا بد من الاشارة الى أن بعض النظريات نسبت باطلا الى الاسلام وهي ليست منه في شيء.

أما النظرية الحقة فتقول : إن الزمن ليس شيئا بعيدا عن المادة، وليس من الشرع او العقل أو الوجدان الاعتقاد بأن في ذاتنا تيار من الزمن ذي الذرات الدقيقة الصغيرة. فالزمن ليس هواءً حتى يدخل في رأس الانسان ويخرج من الجانب الآخر، بل إن الزمن تابع للمادة. ونحن حينما نتعمق في المادة نصل الى الذرة، وهذه الذرة مكونة من بروتون وألكترون بعضها يدور حول بعض، ولو توقفت النويّات الصغيرة في الذرة لتلاشت وانعدمت، وانعدام الذرة ليس الا انعدام الحركة. وعلم الفيزياء يؤكد بان الطاقة والمادة شيء واحد، فلا فرق بين الفحمة وبين نار هذه الفحمة، لأن نار هذه الفحمة هي ذرات الفحمة التي تتفجر شيئاً فشيئاً ؛ وكذلك لا فرق بين قنينة البنزين وبين وقود هذه القنينة. فالمادة طاقة متجمدة والطاقة مادة متحركة. هذا ما يقوله علم الفيزياء، ونحن ايضا نقول بهذا

إن الفرق بين الاسلام وبين ما يقوله غيره يتجسد في تأكيد الاسلام على أن الزمن شيء مجرد ؛ خلقه ربنا سبحانه. فالزمن هو ذات الخلقة، .

دال/ في أيام

لقد خلق الله السموات والأرض في ستة أيام، وقدر أقواتها في أربعة أيام. وخلق الأرض في يومين. مما يهدينا الى أن الخلق استقر في ظرف زماني. بل يهدينا الى أن عنصر الزمن جزء من الخلق، تعالوا نقرء بعض الآيات:

1/ { الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالاَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ الرَّحْمَنُ فَسْئَلْ بِهِ خَبِيراً } (الفرقان/59)

2/ { قُلْ ءَإِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَندَاداً ذَلِكَ رَبُّ الْعَالَمِينَ * وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِن فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَآ اقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَآءً لِلسَّآئِلِينَ * ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَآءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلأَرْضِ ائْتِيَا طَوْعاً أَوْ كَرْهاً قَالَتَآ أَتَيْنَا طَآئِعِينَ * فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِى يَوْمَيْنِ وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَآءٍ أَمْرَهَا وَزَيَّنَّا السَّمَآءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظاً ذَلِكَ تَقْدِيرُالْعَزِيزِ الْعَلِيمِ } (فصلت/9-12)

3/ { وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِالْعَذَابِ وَلَن يُخْلِفَ اللَّهُ وَعْدَهُ وَإِنَّ يَوْماً عِندَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ } (الحج/47)

ومن آيات القـرآن الكريـم نستوحي أن معنى ( اليوم ) هو قدر محدد من الزمان، سواءً حدد بمطلع الشمس ومغربها (كأيامنا). أم حدد بحادثة معينة؛ مثلاً حيث قال بعضهم { لاَ طَاقَةَ لَنَا الْيَوْمَ بِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ } (البقرة/249). أو حدد بحكمة أخرى؛ كاقامة العدل حيث قال سبحانه: { مالِكِ يَوْمِ الدِّينِ } (الفاتحة/4) وهكذا تكون للخلقة زمان محدد.. وقد قال سبحانه في آية كريمة: { أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُوا فِي أَنفُسِهِم مَا خَلَقَ اللَّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَآ إِلاَّ بِالْحَقِّ وَأَجَلٍ مُّسَمًّى وَإِنَّ كَثِيراً مِنَ النَّاسِ بِلِقَآءِي رَبِّهِمْ لَكَافِرُونَ } (الروم/8).

فالحق والأجل كانا مع خلقة الأرض والسماء. والذي يبدو لي من خلال التأمل الوجداني ومن خلال معرفة بعض الحقائق في علم الفيزياء الحديثة. وأهم من ذلك من خلال التدبر في الأيات والأحاديث هو التالي: أن حقيقة الإبداع والخلق والرزق، هي الحدوث والتغير والتطور، وهو حقيقة الزمن. فالزمن هو الحدث، ولكن بلحاظ تطوراته. ولذلك فإن خلقة السموات والأرض تمت في أزمان. وفي ذلك دلالة على أن الحدوث تم شيئاً فشيئاً. وأن الله سبحانه هو الخالق الآمر والرب المدبّر، وأنه لم يفرغ من أمر الخلقة.. تعالى الله.

بلى أن ذات الابداع، وذات المشيئة الربانية، وذات الفعل الالهي الذي يتعلق بالربوبية، لا زمان له. ولكن موضوع الابداع والانشاء وما تعلقت به الخلقة والربوبية ذات زمن لانه مُحْدَث.

القلم الحر
05-06-2012, 09:35 AM
كثيرة هى اوجه اعجاز الكتاب العزيز , الا ان من اروعها ذاك الروح الالهى السارى فى هذا الكتاب



و لنتامل مثلا تعامل القرآن مع حالتين واقعيتين : حال النصر وحال الهزيمة

فمما جاء في بدر :" وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللّهُ بِبَدْرٍ وَأَنتُمْ أَذِلَّةٌ فَاتَّقُواْ اللّهَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ 123 إِذْ تَقُولُ لِلْمُؤْمِنِينَ أَلَن يَكْفِيكُمْ أَن يُمِدَّكُمْ رَبُّكُم بِثَلاَثَةِ آلاَفٍ مِّنَ الْمَلآئِكَةِ مُنزَلِينَ 124 بَلَى إِن تَصْبِرُواْ وَتَتَّقُواْ وَيَأْتُوكُم مِّن فَوْرِهِمْ هَـذَا يُمْدِدْكُمْ رَبُّكُم بِخَمْسَةِ آلافٍ مِّنَ الْمَلآئِكَةِ مُسَوِّمِينَ 125 وَمَا جَعَلَهُ اللّهُ إِلاَّ بُشْرَى لَكُمْ وَلِتَطْمَئِنَّ قُلُوبُكُم بِهِ وَمَا النَّصْرُ إِلاَّ مِنْ عِندِ اللّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ 126 لِيَقْطَعَ طَرَفًا مِّنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ أَوْ يَكْبِتَهُمْ فَيَنقَلِبُواْ خَآئِبِينَ 127 لَيْسَ لَكَ مِنَ الأَمْرِ شَيْءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذَّبَهُمْ فَإِنَّهُمْ ظَالِمُونَ" ال عمران




و لا نجد هنا اى تعبير عن فرحة النصر التي هي شعور بشرى متوقع في مثل تلك الحالة



اما ما جاء في سورة الانفال:

"وَإِذْ يَعِدُكُمُ اللّهُ إِحْدَى الطَّائِفَتِيْنِ أَنَّهَا لَكُمْ وَتَوَدُّونَ أَنَّ غَيْرَ ذَاتِ الشَّوْكَةِ تَكُونُ لَكُمْ وَيُرِيدُ اللّهُ أَن يُحِقَّ الحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ وَيَقْطَعَ دَابِرَ الْكَافِرِينَ 7 لِيُحِقَّ الْحَقَّ وَيُبْطِلَ الْبَاطِلَ وَلَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُونَ 8 إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُم بِأَلْفٍ مِّنَ الْمَلآئِكَةِ مُرْدِفِينَ 9 وَمَا جَعَلَهُ اللّهُ إِلاَّ بُشْرَى وَلِتَطْمَئِنَّ بِهِ قُلُوبُكُمْ وَمَا النَّصْرُ إِلاَّ مِنْ عِندِ اللّهِ إِنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ 10 إِذْ يُغَشِّيكُمُ النُّعَاسَ أَمَنَةً مِّنْهُ وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُم مِّن السَّمَاء مَاء لِّيُطَهِّرَكُم بِهِ وَيُذْهِبَ عَنكُمْ رِجْزَ الشَّيْطَانِ وَلِيَرْبِطَ عَلَى قُلُوبِكُمْ وَيُثَبِّتَ بِهِ الأَقْدَامَ 11 إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى الْمَلآئِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُواْ الَّذِينَ آمَنُواْ سَأُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُواْ الرَّعْبَ فَاضْرِبُواْ فَوْقَ الأَعْنَاقِ وَاضْرِبُواْ مِنْهُمْ كُلَّ بَنَانٍ 12 ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ شَآقُّواْ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَمَن يُشَاقِقِ اللّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ 13 ذَلِكُمْ فَذُوقُوهُ وَأَنَّ لِلْكَافِرِينَ عَذَابَ النَّارِ 14 يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُواْ زَحْفاً فَلاَ تُوَلُّوهُمُ الأَدْبَارَ 15 وَمَن يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ إِلاَّ مُتَحَرِّفاً لِّقِتَالٍ أَوْ مُتَحَيِّزاً إِلَى فِئَةٍ فَقَدْ بَاء بِغَضَبٍ مِّنَ اللّهِ وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ 16 فَلَمْ تَقْتُلُوهُمْ وَلَـكِنَّ اللّهَ قَتَلَهُمْ وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَـكِنَّ اللّهَ رَمَى وَلِيُبْلِيَ الْمُؤْمِنِينَ مِنْهُ بَلاء حَسَناً إِنَّ اللّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ 17 ذَلِكُمْ وَأَنَّ اللّهَ مُوهِنُ كَيْدِ الْكَافِرِينَ 18 إِن تَسْتَفْتِحُواْ فَقَدْ جَاءكُمُ الْفَتْحُ وَإِن تَنتَهُواْ فَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَإِن تَعُودُواْ نَعُدْ وَلَن تُغْنِيَ عَنكُمْ فِئَتُكُمْ شَيْئًا وَلَوْ كَثُرَتْ وَأَنَّ اللّهَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ"





و لا نجد هنا أيضاً اى نشوة للانتصار بل نجد تنبيها للمسلمين الا يشعروا بالزهو ) فَلَمْ تَقْتُلُوهُمْ وَلَـكِنَّ اللّهَ قَتَلَهُمْ)



اما في حالة الهزيمة في احد فيقول القرآن :





"ولا تَهِنُوا ولا تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ 139 إِن يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِّثْلُهُ وَتِلْكَ الأيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ وَيَتَّخِذَ مِنكُمْ شُهَدَاء وَاللّهُ لا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ 140 وَلِيُمَحِّصَ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ وَيَمْحَقَ الْكَافِرِينَ 141 أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُواْ الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللّهُ الَّذِينَ جَاهَدُواْ مِنكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ 142 وَلَقَدْ كُنتُمْ تَمَنَّوْنَ الْمَوْتَ مِن قَبْلِ أَن تَلْقَوْهُ فَقَدْ رَأَيْتُمُوهُ وَأَنتُمْ تَنظُرُونَ 143 وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَن يَنقَلِبْ عَلَىَ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضُرَّ اللّهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللّهُ الشَّاكِرِينَ 144 وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تَمُوتَ إِلاَّ بِإِذْنِ الله كِتَابًا مُّؤَجَّلاً وَمَن يُرِدْ ثَوَابَ الدُّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَا وَمَن يُرِدْ ثَوَابَ الآخِرَةِ نُؤْتِهِ مِنْهَا وَسَنَجْزِي الشَّاكِرِينَ 145 وَكَأَيِّن مِّن نَّبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَمَا وَهَنُواْ لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَمَا ضَعُفُواْ وَمَا اسْتَكَانُواْ وَاللّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ 146 وَمَا كَانَ قَوْلَهُمْ إِلاَّ أَن قَالُواْ ربَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ 147 فَآتَاهُمُ اللّهُ ثَوَابَ الدُّنْيَا وَحُسْنَ ثَوَابِ الآخِرَةِ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ 148 يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوَاْ إِن تُطِيعُواْ الَّذِينَ كَفَرُواْ يَرُدُّوكُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ فَتَنقَلِبُواْ خَاسِرِينَ 149 بَلِ اللّهُ مَوْلاَكُمْ وَهُوَ خَيْرُ النَّاصِرِينَ 150 سَنُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُواْ الرُّعْبَ بِمَا أَشْرَكُواْ بِاللّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَمَأْوَاهُمُ النَّارُ وَبِئْسَ مَثْوَى الظَّالِمِينَ 151 وَلَقَدْ صَدَقَكُمُ اللّهُ وَعْدَهُ إِذْ تَحُسُّونَهُم بِإِذْنِهِ حَتَّى إِذَا فَشِلْتُمْ وَتَنَازَعْتُمْ فِي الأَمْرِ وَعَصَيْتُم مِّن بَعْدِ مَا أَرَاكُم مَّا تُحِبُّونَ مِنكُم مَّن يُرِيدُ الدُّنْيَا وَمِنكُم مَّن يُرِيدُ الآخِرَةَ ثُمَّ صَرَفَكُمْ عَنْهُمْ لِيَبْتَلِيَكُمْ وَلَقَدْ عَفَا عَنكُمْ وَاللّهُ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ 152 إِذْ تُصْعِدُونَ ولا تَلْوُونَ عَلَى أحَدٍ وَالرَّسُولُ يَدْعُوكُمْ فِي أُخْرَاكُمْ فَأَثَابَكُمْ غُمَّاً بِغَمٍّ لِّكَيْلاَ تَحْزَنُواْ عَلَى مَا فَاتَكُمْ ولا مَا أَصَابَكُمْ وَاللّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ 153 ثُمَّ أَنزَلَ عَلَيْكُم مِّن بَعْدِ الْغَمِّ أَمَنَةً نُّعَاسًا يَغْشَى طَآئِفَةً مِّنكُمْ وَطَآئِفَةٌ قَدْ أَهَمَّتْهُمْ أَنفُسُهُمْ يَظُنُّونَ بِاللّهِ غَيْرَ الْحَقِّ ظَنَّ الْجَاهِلِيَّةِ يَقُولُونَ هَل لَّنَا مِنَ الأَمْرِ مِن شَيْءٍ قُلْ إِنَّ الأَمْرَ كُلَّهُ لِلَّهِ يُخْفُونَ فِي أَنفُسِهِم مَّا لا يُبْدُونَ لَكَ يَقُولُونَ لَوْ كَانَ لَنَا مِنَ الأَمْرِ شَيْءٌ مَّا قُتِلْنَا هَاهُنَا قُل لَّوْ كُنتُمْ فِي بُيُوتِكُمْ لَبَرَزَ الَّذِينَ كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقَتْلُ إِلَى مَضَاجِعِهِمْ وَلِيَبْتَلِيَ اللّهُ مَا فِي صُدُورِكُمْ وَلِيُمَحَّصَ مَا فِي قُلُوبِكُمْ وَاللّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ 154 إِنَّ الَّذِينَ تَوَلَّوْاْ مِنكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ إِنَّمَا اسْتَزَلَّهُمُ الشَّيْطَانُ بِبَعْضِ مَا كَسَبُواْ وَلَقَدْ عَفَا اللّهُ عَنْهُمْ إِنَّ اللّهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ 155 يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لا تَكُونُواْ كَالَّذِينَ كَفَرُواْ وَقَالُواْ لإِخْوَانِهِمْ إِذَا ضَرَبُواْ فِي الأرض أَوْ كَانُواْ غُزًّى لَّوْ كَانُواْ عِندَنَا مَا مَاتُواْ وَمَا قُتِلُواْ لِيَجْعَلَ اللّهُ ذَلِكَ حَسْرَةً فِي قُلُوبِهِمْ وَاللّهُ يُحْيِـي وَيُمِيتُ وَاللّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ 156 وَلَئِن قُتِلْتُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَوْ مُتُّمْ لَمَغْفِرَةٌ مِّنَ اللّهِ وَرَحْمَةٌ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ 157 وَلَئِن مُّتُّمْ أَوْ قُتِلْتُمْ لإِلَى الله تُحْشَرُونَ 158 فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ 159 إِن يَنصُرْكُمُ اللّهُ فَلاَ غَالِبَ لَكُمْ وَإِن يَخْذُلْكُمْ فَمَن ذَا الَّذِي يَنصُرُكُم مِّن بَعْدِهِ وَعَلَى اللّهِ فَلْيَتَوَكِّلِ الْمُؤْمِنُونَ" ال عمران


و لا نجد في الآيات اى تعبير عن لوعة الهزيمة بل نجد فحسب صوتا يضمد الجراح في هدوء واثق خال من اى ملامح للضعف البشرى

و عميت عين لا ترى فى الايات الشريفة روحا الهيا ساريا و نداءا من العناية العليا
و انها لا تعمى الابصار ..

القلم الحر
05-06-2012, 09:39 AM
يقول سبحانه :
(قُلْ مَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُتَكَلِّفِينَ) [ص: 86]
ان المتامل فى سيرة محمد يدرك أنه بقي على طريقته المرضية أول عمره إلى آخره والكاذب لا يمكنه ذلك وإليه الاشارة بقوله تعالى "وما أنا من المتكلفين"
و يكفى تامل عبادته لله , فقد ظل منذ نزلت سورة المزمل مجتهدا فى احياء الليل بالصلاة حتى تتورم قدماه الى اخر عمره ,و هو القائل لبعض زوجاته المتعجبة من اجتهاده بعد نزول قوله تعالى { إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا، لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ ...) : افلا اكون عبدا شكورا ؟
افهذه صفة كذاب ؟؟
و ورث عنه ذلك اهل بيته و ذريته و اصحابه , فكان مثلا من ذريته على بن الحسين الملقب بزين العابدين سمى ذو الثفنات حيث صار فى ركبتيه من كثرة الصلاة مثل ثفنات البعير

و قد تحمل في أداء الرسالة أنواع المتاعب والمشاق فلم يغيره ذلك عن المنهج الأول ولم يطمع في مال أحد ولا في جاهه بل صبر على تلك المشاق والمتاعب ولم يظهر في عزمه فتور ولا في اصطباره قصور ثم أنه لما قهر الأعداء وقويت شوكته ونفذت أوامره في الأموال والارواح لم يتغير عن منهجه الأول في الزهد في الدنيا والاقبال على الآخرة وكل من أنصف علم أن الكاذب وحاشاه من ذكر ذلك لا يكون كذلك فان الكاذب إنما يروج الكذب والباطل على الحق لكي يتمكن من الدنيا فاذا وجدها لم يملك نفسه عن الانتفاع بها لكيلا يكون ساعيا في تضييع مطلوبه بل تضييع مطلوبه بل تضييع دنياه وآخرته وذلك ما لا يفعله أحد من العقلاء
سيقول السفهاء كيف يكون الزهد مع تعدد الزوجات, و هو اشكال تافه من قوم اعمت اشعة نور محمد ابصارهم العليلة
و الجواب ان التعدد كان لاجل اغراض اجتماعية و لطلب الولد, و لا ينافى الزهد بل كان لا يطلب من الله الا الكفاف و مارس الجوع مع اهله ,حتى جاء فى القران قوله تعالى "وَلا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ "
و تلك بيوت زوجاته قبل ان يغيرها بنو امية كانت ناطقة بزهده و تقشفه و الى يومنا تامل مساحتها و ضيقها
و فى الحديث المشهور عن على أن فاطمة اشتكت ما تلقى من الرحى في يدها وأتى النبي صلى الله عليه وسلم سبى فانطلقت فلم تجده ولقيت عائشة فأخبرتها فلما جاء النبي صلى الله عليه وسلم أخبرته عائشة بمجيء فاطمة إليها فجاء النبي صلى الله عليه وسلم إلينا وقد أخذنا مضاجعنا فذهبنا نقوم فقال النبي صلى الله عليه وسلم على مكانكما فقعد بيننا حتى وجدت برد قدمه على صدري ثم قال ألا أعلمكما خيرا مما سألتما إذا أخذتما مضاجعكما أن تكبرا الله أربعا وثلاثين وتسبحاه ثلاثا وثلاثين وتحمداه ثلاث وثلاثين فهو خير لكما من خادم

هذا هو محمد الذى يكذبه الظالمون و يتطاول عليه المجرمون

القلم الحر
05-06-2012, 09:42 AM
معجزات مشهورة
-فمن المشهور الظاهر ما روي عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أنه قال لعمار: (( تقتلك الفئة الباغية )) ، وهذا جرى مخبَره بعد نحو من ثلاثين سنة على ما أخبر به صلى الله عليه وآله وسلم ، وهذا الحديث معلوم صحته ، لا إشكال فيه ولا لبس عند أهل النقل .
وذلك لما اشتهر من تفاوض أصحاب معاوية واضطرابهم في تأويله ، فمرة يقولون: أنحن قتلناه ؟! إنما قتله من جاء به -ومرة يقولون: نحن البغاة ، لأنا نبغي دم عثمان .او كما قال شاعرهم : نبغى ابن عفان باطراف الاسل

ومن الخبر المشهور ايضا ما كان من (( النبي صلى الله عليه وآله وسلم من إنذار عائشة رضى الله عنها ، وتعريفه إياها: أن كلاب الحوأب تنبحها في مسراها
واشتهرت القصة فيه ، حتى ذكر كلاب الحوأب أهل اللغة في كتبهم .
وقال الخليل في كتاب (( العين )): (( الحوأب موضع حيث نبحت الكلاب عائشة )) ، وقال ثعلب في كتاب (( الفصيح )): (( وهي كلاب الحوأب مهموز - يعني الحوأب ))
ومن ذلك (( نعيه النجاشي وهو صلى الله عليه وآله وسلم بالمدينة ، وصلاته عليه ، ثم ورد الخبر بموته في اليوم الذي كان نعاه ))ولشهرته جعل كثير من الفقهاء تكبيره صلى الله عليه وآله وسلم أصلا في الصلاة على الجنائز .

ومن ذلك حديث (( الشاة المسمومة ، التي قدمتها امرأة يهودية إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهو بخيبر ، فلما أكل منها لقمة أو لقمتين ، وأكل منها مَن هناك من أصحابه ، قال: إنها تخبرني أنها مسمومة ، وقال لها: لم فعلت ذلك ؟ قالت: أردت إن كنت كاذبا أن يستريح الناس منك ، وإن كنت نبيا لم يضرك )) . وهذه قصة
مشهورة حتى تكلم المتكلمون في كيفية خبر الشاة ، وأن ذلك يكون كلامها ، أو كلاما يخلقه الله تعالى فيها ، ومن يكون متكلما به .
وروي عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال عند وفاته: (( ما زالت أكلة خيبر تعاودني ، فالآن قطع أبهري )) ، وكل ذلك يبين اشتهارته واستفاضته .
ومن ذلك حديث الاستسقاء ، وهو (( أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم شُكي إليه الجدب وهلاك المواشي ، لانقطاع الأمطار ، فرفع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يده إلى السماء ، وجعل يدعو الله عز وجل وما في السماء سحابة ، فلم يرد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يده إلى نحره وصدره ، حتى ابتدأت السحائب ترتفع وتجتمع وأرخت عزاليها ، ثم جاءوا إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقولون: الغرق . الغرق . تهدمت البيوت .
فقال صلى الله عليه وآله وسلم: حوالينا ، ولا علينا . اللهم على الظهران والجبال ، وبطون الأودية . فانجاب السحاب عن المدينة ، وصار حولها كالإكليل ، ومطروا بعد ذلك مدة طويلة ، وقد اختلفوا في مقدار تلك المدة .
فقال صلى الله عليه وآله وسلم: لله درُّ أبي طالب ، لو كان حياً لقرت عيناه . من ينشدنا قوله . فقام علي فقال: يا رسول الله . كأنك أردت:
وأبيض يستسقى الغمام بوجهه ... ثمال اليتامى عصمة للأرامل

. . . إلى آخر الأبيات .
وهذه قصة مشهورة ، حتى صار قوله صلى الله عليه وآله وسلم: (( حوالينا ولا علينا )) . مثلاً يضرب لاشتهاره .

-ومن المشهور (( تعريفه صلى الله عليه وآله وسلم أويس القرني ، وأنه به برص ، دعا ل‍ه الله فبرىء منه ، إلا قدر الدرهم )) ، إلى غير ذلك من أحواله ، حتى ذكره عمر ، وسأل عنه وطلبه حتى ظفر به .

القلم الحر
05-06-2012, 09:45 AM
يقول تعالى :
{قل أي شيء أكبر شهادة قل الله شهيد بيني وبينكم..)
ان ايات القران العظيم خزائن نور و معرفة , فلنتامل نور هذه الاية الشريفة
لقد جعل القران اكبر شهادة على نبوة الصادق الامين ص : الله سبحانه !
لان الحقيقة ببساطة اننا نعرف محمدا ص بالله تعالى
فمن سار على درب هذا الانسان الطاهر يغمره النور المجرب عند ملايين المسلمين
نور التقوى و الخشية
نور الصبر و ضياؤه
نور الشكر و تحطيم الانا و عبادة الذات
نور البر و الصلة
نور الدمع الجارى فى الاسحار
نور الرفق
نور الله تعالى يشق غيوب القلوب و حجب الظلمات النفسية
و هذه امور مجربة ثابتة كثبوت الحقائق العلمية

الخلاصة انه لا سبيل الى الله الا بوسيلة محمد
و قد يقال هنا اننا نجد نصارى و بوذيين .. الخ يشعرون بالسكينة و نحوه
و الواقع انها سكينة البهائم بل اضل !
لانهم لم يعرفوا الله الاحد /و هنا يتميز دين الحبيب محمد ص فهو نور مع عقل يعترف بحقيقة وحدانية الله فضلا عن وجوده
ان الله تعالى هو المتكفل بهداية الناس الى محمد ص فهو اكبر شهيد على نبوته
فقط جرب ان تثق فى نزاهة هذا المخلوق الطاهر و قم ليلة كتلك الليالى التى ظل يقيمها خاشعا لرب العزة و سيغمرك النور السوى
و تدرك عندها حلاوة الايمان , و مقولة سبط محمد ص :
الهى ماذا وجد من فقدك
و ماذا فقد من وجدك
و ما ضرنا لو صلينا ! اليس احتمال صحة نبوته ص قائم ؟

القلم الحر
05-06-2012, 09:52 AM
ختاما ..
لقد عرفت الله بالدعاء
ان اهم ما يرسخ الايمان بوجود الله الدعاء , اذ ان الله هو الذي يتأله إليه عند الحوائج والشدائد كل مخلوق عند انقطاع الرجاء من كل من هو دونه ، وتقطع الأسباب من جميع ما سواه، {قل أرأيتكم إن أتيكم عذاب الله أو أتتكم الساعة أغير الله تدعون إن كنتم صادقين. بل إياه تدعون فيكشف ما تدعون إليه إن شاء وتنسون ما تشركون}
قال رجل لجعفر بن محمد الصادق رضوان الله عليهم : يا بن رسول الله دلني على (الله) ما هو؟ فقد أكثر علي المجادلون وحيروني ، فقال له: يا عبد الله، هل ركبت سفينة قط؟ قال: نعم ، قال: فهل كسر بك حيث لا سفينة تنجيك ولا سباحة تغنيك؟ قال: نعم ، قال: فهل تعلق قلبك هنالك أنّ شيئاً من الأشياء قادر على أن يخلصك من ورطتك؟ فقال: نعم ، قال الصادق عليه السلام: فذلك الشئ هو الله
و ليس يخفى ان اكثر الملحدين يحتج على عدم وجود الله بما يزعمون من عدم استجابة الدعاء , و الجواب :
1- ان الاجابة لا تتخلف لكن قد تتاخر , و هناك ذنوب تحبس الدعاء
2- انهم لا يتوجهون الى الله بمحمد , و ان الدعاء لا يرفع الى شاهق ساحة الربوبية الا بذكره و الصلاة عليه صلى الله عليه و آله
{ وَلَمَّا جَاءَهُمْ كِتَابٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَهُمْ وَكَانُوا مِنْ قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا فَلَمَّا جَاءَهُمْ مَا عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ فَلَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الْكَافِرِينَ}
و قد ادركت بفضل الله ان عامة الشكوك وساوس يدفعها الدعاء و الاعتصام بالله
يقول سبحانه :
"إِنَّ الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آيَاتِ اللَّهِ بِغَيْرِ سُلْطَانٍ أَتَاهُمْ إِن فِي صُدُورِهِمْ إِلاَّ كِبْرٌ مَّا هُم بِبَالِغِيهِ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ

عيون السود@
05-07-2012, 12:14 AM
السلام عليكم

شكرا لموضوعك ولكن من هو ( أبو الزهراء ) ياأخ !

هل تقصد نبينا محمد عليه الصلاة والسلام !

هل تقصد أن نبينا محمد عليه الصلاة والسلام ( أبو البنات ) !

أنتبه ياأخ لقد قال الله تعالى :

النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ

سورة الاحزاب آية 6

أن نبينا محمد عليه الصلاة والسلام ( أب لكل رجل مؤمن ) وأن أردت أن تطلق عليه أي لقب فعليك أن تسميه ( أبو أبراهيم ) أو ( أبو عبد الله ) وبذلك يطلق عليه لقب ( أبو الرجال ) ياأخ !

هدانا الله تعالى لصراطه المستقيم

آمين يارب العالمين

القلم الحر
05-07-2012, 04:19 PM
شكرا لمشاركتك اخى الكريم فقد نبهت الى امر مهم هو ان الاسلام نقض عرف الجاهلية فى كراهية البنات !
و قد كنيت الحبيب بابى الزهراء لانها بضعة منه و سيدة نساء العالمين
و قد بلغ اجلاله اياها مبلغا مدهشا
(( كان إذا دخلت عليه فاطمة قام إليها فأخذ بيدها وقبلها وأجلسها مجلسه ، وكان إذا دخل عليها قامت إليه فأخذت بيده وقبلته وأجلسته في مجلسها )) أبو داود والترمذي والنسائي .
ومن صور الترحيب والبشاشة لابنته ما روته عائشة رضي الله عنها قالت : (( كن أزواج رسول الله عنده فأقبلت فاطمة رضي الله عنها تمشي ، ما تخطئ مشيتها من مشية رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئاً فلما رآها رحب بها وقال: " مرحباً بابنتي " ثم أجلسها عن يمينه أو عن شماله )) رواه مسلم .
http://www.saaid.net/mohamed/218.htm

القلم الحر
05-07-2012, 05:00 PM
نور القرآن و كفى
ان تدبر القرآن بقلب خالى خير سبيل الى الايمان , فهو نور يهدى و شفاء
و هذا ما فطن له الفلاسفة بعد اللتى و اللتيا
يقول الرازى فى وصيته :فاعلموا أني كنت رجلاً محباً للعلم، فكنت أكتب من كل شيء شيئا لأقف على كميته وكيفيته، سواء كان حقاً أو باطلا، إلا أن الذي نُطِقَ به في الكتب المعتبرة أن العالم المخصوص تحت تدبير مدبره المنزه عن مماثلة المتحيزات موصوف بكمال القدرة والعلم والرحمة، ولقد اختبرت الطرق الكلامية والمناهج الفلسفية، فما رأيت فيها فائدة تساوي الفائدة التي وجدتها في القرآن، لأنه يسعى في تسليم العظمة والجلال لله، ويمنع عن التعمق في إيراد المعارضات والمناقضات، وما ذاك إلا للعلم بان العقول البشرية تتلاشى في تلك المضايق العميقة، والمناهج الخفية، ))
و ابن سينا ايضا انتهى الى تدبر القران و مطالعته الى ان توفى
قال الإمام العلم أبو عبيد القاسم بن سلام في كتابه فضائل القرآن: حدثنا أبو اليقظان، حدثنا عمار بن محمد الثوري أو غيره عن أبي إسحاق الهجري، عن أبي الأحوص، عن عبد الله بن مسعود، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " إن هذا القرآن مأدبة الله تعالى فتعلموا من مأدبته ما استطعتم، إن هذا القرآن حبل الله عز وجل، وهو النور المبين، والشفاء النافع، عِصْمَة لمن تمسك به، ونجاة لمن تبعه، لا يعوج فيقوم، لا يزيغ فيستعتب، ولا تنقضي عجائبه، ولا يَخْلَق عن كثرة الرد، فاتلوه، ..

عيون السود@
05-07-2012, 08:35 PM
شكرا لمشاركتك اخى الكريم فقد نبهت الى امر مهم هو ان الاسلام نقض عرف الجاهلية فى كراهية البنات !
و قد كنيت الحبيب بابى الزهراء لانها بضعة منه و سيدة نساء العالمين
و قد بلغ اجلاله اياها مبلغا مدهشا
(( كان إذا دخلت عليه فاطمة قام إليها فأخذ بيدها وقبلها وأجلسها مجلسه ، وكان إذا دخل عليها قامت إليه فأخذت بيده وقبلته وأجلسته في مجلسها )) أبو داود والترمذي والنسائي .
ومن صور الترحيب والبشاشة لابنته ما روته عائشة رضي الله عنها قالت : (( كن أزواج رسول الله عنده فأقبلت فاطمة رضي الله عنها تمشي ، ما تخطئ مشيتها من مشية رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئاً فلما رآها رحب بها وقال: " مرحباً بابنتي " ثم أجلسها عن يمينه أو عن شماله )) رواه مسلم .
http://www.saaid.net/mohamed/218.htm

السلام عليكم

‏حدثنا ‏ ‏الحسن بن عبد العزيز ‏ ‏حدثنا ‏ ‏يحيى بن حسان ‏ ‏حدثنا ‏ ‏قريش هو ابن حيان ‏ ‏عن ‏ ‏ثابت ‏ ‏عن ‏ ‏أنس بن مالك ‏ ‏رضي الله عنه ‏ ‏قال ‏
‏دخلنا مع رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏على ‏ ‏أبي سيف القين ‏ ‏وكان ‏ ‏ظئرا ‏ ‏لإبراهيم ‏ ‏عليه السلام ‏ ‏فأخذ رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏إبراهيم ‏ ‏فقبله وشمه ثم دخلنا عليه بعد ذلك ‏ ‏وإبراهيم ‏ ‏يجود بنفسه فجعلت عينا رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏تذرفان فقال له ‏ ‏عبد الرحمن بن عوف ‏ ‏رضي الله عنه ‏ ‏وأنت يا رسول الله فقال يا ‏ ‏ابن عوف ‏ ‏إنها رحمة ثم أتبعها بأخرى فقال ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏إن العين تدمع والقلب يحزن ولا نقول إلا ما يرضى ربنا وإنا بفراقك يا ‏ ‏إبراهيم ‏ ‏لمحزونون ‏
‏رواه ‏ ‏موسى ‏ ‏عن ‏ ‏سليمان بن المغيرة ‏ ‏عن ‏ ‏ثابت ‏ ‏عن ‏ ‏أنس ‏ ‏رضي الله عنه ‏ ‏عن النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏


أن أردت ياأخ مرة أخرى أن تكني نبينا محمد عليه الصلاة والسلام فقل ( أبو أبراهيم ) الذي جعل عين نبينا محمد عليه الصلاة والسلام تدمع وجعل قلبه يحزن عليه ياأخ !


وهذا ليس سبب في كره البنات ياأخ وأنا لم أنفي حب نبينا محمد عليه الصلاة والسلام لفاطمة رضي الله عنها وأرضاها !

ولكن نفيت أن يكنى نبينا محمد عليه الصلاة والسلام باأبو الزهراء ياأخ ولأن لديه أبن وهو أبراهيم رضي الله عنه وأرضاه !

هدانا الله تعالى لصراطه المستقيم

آمين يارب العالمين

عيون السود@
05-07-2012, 09:29 PM
السلام عليكم

‏حدثنا ‏ ‏الحسن بن عبد العزيز ‏ ‏حدثنا ‏ ‏يحيى بن حسان ‏ ‏حدثنا ‏ ‏قريش هو ابن حيان ‏ ‏عن ‏ ‏ثابت ‏ ‏عن ‏ ‏أنس بن مالك ‏ ‏رضي الله عنه ‏ ‏قال ‏
‏دخلنا مع رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏على ‏ ‏أبي سيف القين ‏ ‏وكان ‏ ‏ظئرا ‏ ‏لإبراهيم ‏ ‏عليه السلام ‏ ‏فأخذ رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏إبراهيم ‏ ‏فقبله وشمه ثم دخلنا عليه بعد ذلك ‏ ‏وإبراهيم ‏ ‏يجود بنفسه فجعلت عينا رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏تذرفان فقال له ‏ ‏عبد الرحمن بن عوف ‏ ‏رضي الله عنه ‏ ‏وأنت يا رسول الله فقال يا ‏ ‏ابن عوف ‏ ‏إنها رحمة ثم أتبعها بأخرى فقال ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏إن العين تدمع والقلب يحزن ولا نقول إلا ما يرضى ربنا وإنا بفراقك يا ‏ ‏إبراهيم ‏ ‏لمحزونون ‏
‏رواه ‏ ‏موسى ‏ ‏عن ‏ ‏سليمان بن المغيرة ‏ ‏عن ‏ ‏ثابت ‏ ‏عن ‏ ‏أنس ‏ ‏رضي الله عنه ‏ ‏عن النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏


أن أردت ياأخ مرة أخرى أن تكني نبينا محمد عليه الصلاة والسلام فقل ( أبو أبراهيم ) الذي جعل عين نبينا محمد عليه الصلاة والسلام تدمع وجعل قلبه يحزن عليه ياأخ !


وهذا ليس سبب في كره البنات ياأخ وأنا لم أنفي حب نبينا محمد عليه الصلاة والسلام لفاطمة رضي الله عنها وأرضاها !

ولكن نفيت أن يكنى نبينا محمد عليه الصلاة والسلام باأبو الزهراء ياأخ ولأن لديه أبن وهو أبراهيم رضي الله عنه وأرضاه !

هدانا الله تعالى لصراطه المستقيم

آمين يارب العالمين

السلام عليكم

قبل وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم كانت حجة الوداع، وبعدها نزل قول الله عز وجل



( اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا (

فبكي أبو بكر الصديق عند سماعه هذه الآية..

فقالوا له: ما يبكيك يا أبو بكر أنها آية مثل كل آية نزلت علي الرسول ..

فقال : هذا نعي رسول الله .

وعاد الرسول.. وقبل الوفاة بـ 9 أيام نزلت آخر آية من القرآن

( واتقوا يوما ترجعون فيه إلي الله ثم توفي كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون( ...

وبدأ الوجع يظهر علي الرسول صلى الله عليه وسلم

فقال : أريد أن أزور شهداء أحد

فذهب إلي شهداء أحد ووقف علي قبور الشهداء

وقال :( السلام عليكم يا شهداء أحد، أنتم السابقون وإنا إن شاء الله بكم لاحقون، وإني إن شاء الله بكم لاحق (.

وأثناء رجوعه من الزيارة بكي رسول الله صلى الله عليه وسلم

قالوا: ما يبكيك يا رسول الله ؟

قال: ( اشتقت إلي إخواني )

قالوا : أولسنا إخوانك يا رسول الله ؟

قال : ( لا أنتم أصحابي، أما إخواني فقوم يأتون من بعدي يؤمنون بي ولم يروني ( ..


ياأخ أن عين نبينا محمد عليه الصلاة والسلام التي بكت على أبنه ( أبراهيم ) رضي الله عنه وأرضاه بكت أيضا علينا نحن ياأخ !


نحن أخوانه أي أهله ياأخ لقد قال الله تعالى :

النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ

سورة الاحزاب آية 6

نحن ( الرجال ) الذين نتكلم الان ياأخ من أهله ونحن من علينا أن نلقب نبينا محمد عليه الصلاة والسلام وأن أردت أن تطلق عليه أي لقب

فعليك أن تسميه ( أبو أبراهيم ) أو ( أبو عبد الله ) ولأن هذه الالقاب هي الالقاب التي تنادى لأباء الرجال ونبينا محمد عليه الصلاة والسلام أب

للرجال ومنهم أبنه ( أبراهيم ) رضي الله عنه وأرضاه !

هدانا الله تعالى لصراطه المستقيم

آمين يارب العالمين

القلم الحر
05-08-2012, 12:16 AM
يا عزيزى بدلا من هذا الجهد الذى تبذله فى المسالة اكتب شيئا ينفع فى الموضوع
و لم يزل المسلمون يكنون محمدا ص بابى الزهراء بلا نكير
و لله در القائل :
وَأَسدَتْ لِلبَرِيَّةِ بِنتُ وَهبٍ *** يَدًا بَيضاءَ طَوَّقَتِ الرِقابا
لَقَد وَضَعَتهُ وَهّاجًا مُنيرًا *** كَما تَلِدُ السَماواتُ الشِهابا

فَقامَ عَلى سَماءِ البَيتِ نورًا *** يُضيءُ جِبالَ مَكَّةَ وَالنِقابا
وَضاعَت يَثرِبُ الفَيحاءُ مِسكًا *** وَفاحَ القاعُ أَرجاءً وَطابا
أَبا الزَهراءِ قَد جاوَزتُ قَدري *** بِمَدحِكَ بَيدَ أَنَّ لِيَ انتِسابا

عيون السود@
05-08-2012, 12:33 AM
يا عزيزى بدلا من هذا الجهد الذى تبذله فى المسالة اكتب شيئا ينفع فى الموضوع
و لم يزل المسلمون يكنون محمدا ص بابى الزهراء بلا نكير
و لله در القائل :
وَأَسدَتْ لِلبَرِيَّةِ بِنتُ وَهبٍ *** يَدًا بَيضاءَ طَوَّقَتِ الرِقابا
لَقَد وَضَعَتهُ وَهّاجًا مُنيرًا *** كَما تَلِدُ السَماواتُ الشِهابا

فَقامَ عَلى سَماءِ البَيتِ نورًا *** يُضيءُ جِبالَ مَكَّةَ وَالنِقابا
وَضاعَت يَثرِبُ الفَيحاءُ مِسكًا *** وَفاحَ القاعُ أَرجاءً وَطابا
أَبا الزَهراءِ قَد جاوَزتُ قَدري *** بِمَدحِكَ بَيدَ أَنَّ لِيَ انتِسابا

السلام عليكم

الشيء النافع في الموضوع هو رؤية دفاعك وجهدك الذي تبذله للتبيان عن دين الله تعالى وعن نبينا محمد عليه الصلاة والسلام ياأخ !

وهذا مشكور عليه ياأخ وبارك الله فيك وهداك الله تعالى لصراطه المستقيم !

وعذرا أنا لست من هؤلاء المسلمون الذين يسمون نبينا محمد عليه الصلاة والسلام ( بأبو الزهراء ) أه قصدي ( أبو فاطمة ) رضي الله عنها وأرضاها !

هدانا الله تعالى لصراطه المستقيم

آمين يارب العالمين

القلم الحر
05-08-2012, 05:27 PM
اضافة فى هدى القرآن..
الإسلام نفسه كاسم لهذا الدِّين القويم الذي جاء به خاتم الأنبياء وسيد المرسلين (صلى الله عليه واله وسلم ) مشتقٌّ من التسليم
إن التسليم بالحكم الشرعي هو أساس الدِّين وهو موضوع الابتلاء الأوّل للملائكة في أمر السجود لآدم ( ) . ولذلك جمع الإسلام كلّ من  اسلم وجهه لله وهو محسن . وقد جاء هذا التعقيب على دعاء بعض أهل الملل بقولهم ( لن يدخل الجنة الا من كان هوداً أو نصارى) ، و قولهم  نحن أحباء الله ) وأمثالها وقد ظهر استثناء لبعضهم وثناء على طوائف منهم وهم على شرائعهم ومناهجهم وعدَّهم القرآن من جملة المؤمنين
فالمناط والمرجع في الإيمان هو الإذعان والطاعة لأمر الله ،
و اما العقل فنظرية القرآن تبطل مقولة : اتفاق العقلاء فى التفصيلات
الوجوه إذ المعلوم أنّه من تنظير الذين لا يؤمنون بالوحي فقد تبنّاه الفلاسفة حيث لا يوجد أمامهم للحكم على الاشياء الا العقل فاجتهدوا في إثبات حجّيته في نظرية المعرفة ، ونقد الأسس التي تقوم عليها عملية الإدراك للتوصل إلى حكم يقيني بالأشياء فلم يفلحوا ولن يفلحوا إذ لا مخرج من حكم الله:
(و له اسلم من في السماوات والأرض طوعاً و كرها)
وقد دافع عنه الماديون وهو من تنظيرات الماركسية المعروفة .
ومع ذلك فإن اصطلاح ( اتفاق العقلاء ) مخالف للنص القرآني و للسنّة فقد قال تعالى على ما ذكره من كلام الذين كفروا :
( وقالوا لو كنا نسمع أو نعقل ما كنا من أصحاب السعير )
وإذن فهؤلاء يقرّون بأنّهم غير عقلاء مع أنّهم من جملة النوع المقصود به في الاصطلاح .
وقال تعالى :
 أتحسب أن أكثرهم يسمعون أو يعقلون أن هم الا كالأنعام بل هم أضل سبيلاً
وإذا كان الأكثرية غير عقلاء فمن أين يأتي اتفاقهم على الحسن والقبح ؟ بل يبدو منه العكس وهو اتفاقهم على قلب المعادلة حيث جعلوا القبيح حسناً والحسن قبيحاً .
بل إن أهل الإيمان أنفسهم غير مكتملي العقول ولذلك جاء التعليل بعد ذكر بعض الأحكام والتنبيهات إلى الآيات بقوله تعالى :
(لعلكم تعقلون ).
فإن التعليل يفيد العكس ، يفيد أن الحكم إذ جاء فلأجل أن نتعقل
. قال تعالى :
 قل أتعلمون الله بدينكم والله يعلم ما في السماوات وما في الأرض والله بكلِّ شيء عليم 
الحجرات 16 / 49
فالتعليل في قوله تعالى(لعلكم تعقلون ) - خطاب موجّه للمؤمنين وهم مجموعة اقل بكثير من مجموعة العقلاء على الاصطلاح ويلزم منه أن المؤمن ناقص العقل ويكتمل بالخطاب ويعقل عن طريق الحكم الإلهي لا العكس .
هذه مجموعة من الآيات التي تتحدث عن النسب الخاصة بالناس من كافة وجوه مواصفاتهم العقليّة والنفسية والعلمية :
أ –  وان تطع أكثر من في الأرض يضلوك  -116 /6 .
إذن فطاعة مجموع هؤلاء (العقلاء ) ضلال ! فأين الحجّة في حكمهم العقليّ ؟
ب.  بل جاءهم بالحقّ وأكثرهم للحق لكارهون  - 70 /23
عقلاء يكرهون الحقّ ! فكيف احكم بحكمهم واحتج به على الشرع فوق ذلك ؟
ج-  فأبى أكثر الناس الا كفورا -50 /25
هذا مجموع الناس فليخرجوا لي منهم العقلاء ويحدّدوا من منهم يحتج بحكمه العقليّ ؟
د .  ولكن أكثر الناس لا يعلمون  -40 /12
ه. بل أكثرهم لا يعلمون الحقّ فهم معرضون  - 24 /12
و.  ولكن أكثر الناس لا يعمون  -38 /16
هؤلاء هم الناس وهم لا يعلمون الا قلة منهم فليخرجوا لنا القلة ويحدّدوا من هم حتى يحتج بحكمهم العقليّ .
ز .  وأكثرهم لا يعقلون  - 103 / 5
ح.  ولكن أكثرهم يجهلون  - 111 /6
ط.  بل أكثرهم لا يعلمون  - 25 /31
ي.  فاعرض أكثرهم فهم لا يسمعون  - 4/41
ك.  وما يتبع أكثرهم الا ظناً - 36 /10
ل.  وأن أكثرهم فاسقون  -49/5
م. وأن كثيراً من الناس لفاسقون  -49 /5
ن. ثم أن كثيراً منهم بعد ذلك في الأرض لمسرفون  -33/5
س.  ولكن أكثرهم لا يشكرون -73/27
ع. ولكن أكثر الناس لا يؤمنون -1/13
ف.وأكثرهم للحق لكارهون 
لقد أثبتت هذا الآيات وغيرها على الناس كمجموع صفات ونفت عنهم صفات أخرى فممّا أثبتت عليهم :
الجهل ، الفسوق، والأعراض ، والإسراف ، والحكم بالظّن واتباع الظّن ، والضلال ، والكفر ، وكراهة الحقّ . و مما نفت عنهم : العلم ، والشكر ، والإيمان ، ومن الحواس السمع والإبصار في قوله تعالى :
 و تراهم ينظرون إليك وهم لا يبصرون 

فلا وجود للعقل الجمعي الذي يحكم بحسن وقبح الأفعال فلم يبق من الخلق الا أقلية من الذين آمنوا وأنزل إليهم الكتاب لعلهم يعقلون فهم غير مكتملي العقول – ماخلا المؤمنين
فالعقل لا يحكم مسبقاً بحكم يقيني ولا يحكم لاحقاً ليصحّح أو يصدّق الحكم الشرعي فضلاً عن أن يحكم باللزوم فضلاً عن أن يحكم بحجّية حكمه المستقل عن الشرع .
أمّا الموارد التي جاء فيها تعليل توجيه الخطاب للتعقّل فهي كثيرة منها :
أ. كذلك نبين لكم الآيات لعلكم تعقلون - 61/24
ب.  انا أنزلناه قرآناً عربياً لعلكم تعقلون -2/12
ج. كذلك يبين الله لكم آياته لعلكم تعقلون - 242/2
د. و لتبغوا أجلا مسمى و لعلكم تعقلون -67/40
هـ. قد بينا لكم الآيات لعلكم تعقلون -17 /57

القلم الحر
05-08-2012, 05:33 PM
لا يقرّ الماديون بشيء وراء المحسوسات وكذلك لا يقرّون بالوحي وطريقهم الوحيد للمعرفة هو ( العقل ) .
ومع ذلك فبعد النهضة الأوربية و تبلور الاتجاه النقدي للعقل وأحكامه لتخليصه من الشبهات ولم يكن الدافع وراء ذلك إقرار بالدِّين والوحي أو محاولة للتوفيق بين حكم العقل وحكم الشرع بل جاء ذلك بسبب من الدليل العلمي والواقعي لأخطاء الحكم العقليّ .
وكان نقد العقل يتنامى إلى عهد ( عمانؤيل كانط ) الذي وجّه نقوداً للعقلين العملي والنظري في كتابين مشهورين .
وكان (كانط ) مع ذلك من المتدينين بهذا المعنى حيث حاول إثبات واجب الوجود – بالواجب نفسه بناء على نظريته الأخلاقية بعدما أشار إلى فساد بقية الأدلة . وفي نقده للميتافيزيقيا قال : أنّها ليست مقبولة عند الجميع كالعلمين الآخرين – الرياضيات والعلم الطبيعي ـ وأن هذا يدل على أننا لو نملك الحدس العقليّ لكانت مثلهما في القيمة والقبول وأن الاعتقاد بان العقل قادر على وضع مثل هذا العلم النظري إنما هو نتيجة لوهم قاهر(.
وكذلك يميز بين النطق والفهم – فالنطق يستخدم الأقيسة الثلاثة المعروفة الاقتراني والشرطي المتصل والشرطي المنفصل بينما وظيفة الفهم هي الحكم أيّ الربط بين الظواهر بواسطة المقولات وتركيبها . ويحاول كانط من هذا التفريق وضع ميتافيزيقيا علمية . فالاستدلال في النطق على ضربتين : ضرب منطقي وضرب مفارق واستدلالة المفارق عبث لا غناء فيه لأنه يركب أقيسة فاسدة مؤلفة من أربعة حدود ، إذ تنتقل المعاني كما هي في الفكر من صور بحتة إلى أشياء بالذات خارجة عن متناول الفكر فيكون لكلّ من هذه المعاني مدلولان الواحد صوري في المقدم والآخر مادي في التالي . وبذلك تكون طبيعة الوهم الميتافيزيقيا في النطق حيثما لا يصادف المطلق في التجربة فإنه يخترع المعاني و يعتبرها المبادئ القصوى . وهكذا فعل أفلاطون حينما توغل في ما بعد المحسوس على أجنحة المُثُل في خلاء العقل الخالص والذي يشبهه بحمامة لازالت تشق الهواء فخيل إليها أنّها ستكون أكثر توفيقاً لو طارت في الخلاء المطلق .
لم يكن كانط يهاجم الدِّين بل بالعكس حسب ما ادّعى أراد تخليص الدِّين من أحكام العقل المسبقة متأثراً بالمذهب المسمى ( الشيعة التقوية ) والتي من مبادئها أن الإيمان في جوهره هو محبة الله وتعتبر اللاهوت تفسيراً مصطنعاً أقحم على فكرة الإيمان اقحاماً حيث قال في وصف فلسفته :
( أردت أن اهدم العلم بما بعد الطبيعة لأقيم الإيمان )).
وإني إذ أعرض هذا الأمر فإنما افعل ذلك للدلالة على أن هذا الرجل لو كان ملحداً – أو ماديا لما كان من أهدافه الحطّ من قيمة العقل والإعلاء من شان القانون الأخلاقي الطبيعي في كتب متلاحقة من نقد العقل خصوصاً .
والذين انتقدوا نظريته الأخلاقية كانوا جاهلين بقراءة كانط قراءة صحيحة . فكأنّهم أرادوا منه أن يقيم على الأخلاق دليلاً عقليّاً في وقت كان كانط يرفض الحكم العقليّ المستقل فقال ( يوسف كرم ) صاحب كتاب ( تاريخ الفلسفة ) جرياً وراء ميتافيزيقيا أفلاطون :
( أخفقت محاولة كانط لإقامة الأخلاق على أسس وطيدة )
فهو يرد عليه بالمطلوب لأن كانط ينكر أصلاً وجود الدليل العقليّ فيما وراء المحسوسات – الاّ الدليل الكلّي الذي هو ذاته الشعور الوجداني الذي هو أوليات العقل فهي ضرورية أساسا قبل الأحكام التركيبية ولذلك فهو يعتقد أن الإيمان قائم على أساس متين في ذاته وأن الأخلاق هي الدليل وليست شيئاً مدلولاً عليه فهي انبثاق النور الإلهي ظاهراً في ذات الاشياء مثل النجوم حيث قال : شيئان يملأني إعجابا السماء ذات النجوم فوق رأسي والقانون الخلقي في نفسي).
وما اقرب كلامه من تراث الأنبياء لو كان ثمة قوم يقرءون بغير حكم عقليّ مسبق فيحكمون عدلاً .
إذن فهذا المهاجم للعقل ليس مادياً ولا تابعاً للموجة المادية بل وليد تربية محدّدة ( حيث ولد من أبوين فقيرين على جانب عظيم من التقوى والفضيلة )(2). حسب ما ذكره خصومه .
نقول ذلك بغض النظر عن أخطاء وملابسات ارتكبها تأثراً بتيارات واتجاهات أو بسبب قصور المعلومات المتوفرة لديه عن الوحي وبغض النظر عن طريقتنا في إقامة هذا الدليل حيث نرى أن الحقّ والمنطق يقتضيان الإتيان ببرهان على عدم حاجة الأخلاق إلى دليل وإثبات أنها ليست من المدلول عليه إذ أن القول بعدم الحاجة إلى دليل هو بحاجة أيضاً إلى دليل وبهذا يتمّ البرهان وتسقط الأفلاطونية فعلاً سقوطاً كاملاً مع أوهام الميتافيزيقيا ويصح عندئذ الاعتقاد بظهور المعرفة العقليّة الحقّة التي تشبه المعرفة الطبيعية والرياضيات من كلّ الوجوه وتتفوق عليها . وقد أقمنا الدليل على ذلك و خلاصته التجربة ذاتها فمن قام بالتجربة وجد النتيجة ومن لم يفعل لم يحصل على ناتج وبذلك نحول وجهة الفكر الميتافيزيقي من البحث عن الله كموضوع أو ذات إلى البحث عن تجربة العلاقة مع الله ، فالعلاقة خاضعة للتجربة وأن كان ما وراء المحسوسات لا يخضع لها مع تحفظنا على تعبير ( ما وراء المحسوسات ) .
ولا يحدث ذلك الا بعد البرهان المنطقي على استحالة افتراض عدم وجود الله مقدماً ليمكن البرهنة على وجوده لاحقاً فهذا الفرض نفسه محال ، والناتج منه أن وجوده حقيقة وجودية أوّليٌّة لا يمكن افتراض نقيضها الا بسقوط وجود المفترض قبل ذلك فيسقط البحث وبهذا يمكن قبول الجزء المتعلِّق بنقود العقل عند كانط بعد إجراء هذا التعديل والأئمة بالبراهين أعلاه .
ولم يكن هؤلاء الذين ذكرناهم فقط قد وجّه نقداً للحكم العقليّ المسبق أو قاموا بإبطاله . فثمة مفكرون وفلاسفة بالعشرات قاموا بمثل هذه المحاولات وكلّهم من المدافعين عن الدِّين إذ لاحظوا أن المادية والإلحاد إنما يستند إلى حكم العقل وأن أفلاطون وارسطوا كأنما أقاموا صنماً يُعبد من دون الله ويبرر للذين كفروا مقولاتهم ويضفي عليها صبغة منطقية بل لاحظوا أن التخريب في الدِّين نفسه إنما هو بسبب ما يسمّى بأحكام العقل . فكلّ من هب و دب وكلّ من أراد أن يُدخل في الدِّين ما ليس فيه إنما يبدأ بعبارات مثل : من نافلة القول ، لاشك أن كذا هو كذا ، مما لا يختلف حوله اثنان ، من المتفق عليه ….الخ . وأنيَ ما وجدت أحدا صادقاً في هذه العبارات فكلّ ما ذكروه غير متفق عليه وليس من نافلة القول وليس ثمة شيء اتفق عليه كلّ الخلق بعدما كذبوا الرسل (  )فيما جاءوا به من عند الله ونسوا ما فُعل بالأمم من قبلهم بل الرسل ( ع ) أنفسهم لم يقولوا أنّهم جاءوا بما اتفق عليه العقلاء بل صرحت الكتب المنزّلة أنها جاءت بما يكذب به عادة أكثر الخلق . وإذن فاتفاق العلاء هو حجّة الجهلاء لأنها بقبال حجّة الله- فلله الحجّة البالغة فلو شاء لهداكم أجمعين ، بل هي فتنة لكم و متاع إلى حين.
فمن هؤلاء مثلاً:
1. فليستي دي لامني (1782-1854) م : وهو قسيس أراد أن يعالج (عدم المبالاة بالدِّين ) كما يذكر يوسف كرم وهو عنوان الكتاب فأرجع عدم المبالاة إلى ما سماه ( فكرة الفحص الحر والثقة بالعقل الرديء ). وهو كما ترى عين الأصولية الإسلامية فهي نسخة طبق الأصل لما فعله أهل الكتاب بالكتب المنزّلة(1).
بل قال هذا الرجل والذي لم يشتهر كالعادة ( وهي صفة حسنة جداً على ما يذكره الأئمة من صفات للمؤمنين لا احسب أن الأصوليين يجهلونها بل عامة الناس يعلمونها ) قال ما نصّه :
(أما المبتدعة في الدِّين فآية في التناقض إذ أنّهم يسلمون بالوحي ثم يدّعون لأنفسهم الحقّ في رفض ما يريدون رفضه من قضايا الوحي كأنما الله عنى بإنزال وحيه تركه عرضة للتغيير والتبديل )(
وبالطبع حاربته الكنيسة كعادتها وتحامل عليه مؤلف كتاب ( تاريخ الفلسفة ) تأيّيداً وولاءاً للقديس توما الاكويني الذي جمع بين العقل والدِّين بنفس الأسلوب الذي انتقده دي لامني .
2. جوزيف دي مستر (1753-1821) م :
كان من المؤمنين بالثورة في شبابه وبسبب كثرة المظالم فكّر بتحديد الفكر ونظام العالم بالرجوع إلى الدِّين . ألف الكثير من الكتب أشهرها أربعة ومنها كتاب ( البابا ) ، ومنع من تطبيق آراء علماء الطبيعة على المجتمّع وآراء العقل . ويرى أن الله طبع فينا الحقائق فلا مناص ولا خلاص من الشرور الا بالقضاء على مصدرها ومصدرها هو الأحكام الشخصية للذوات فحمل على العلم الطبيعي وعلى البروتستانتية .
ويبدو أنه وقع في مغالطات منها أن الحرية – حرية التعبير عن الرأي ـ أصل للشر .
وتصحيح هذا على الدِّين وخاصة الإسلامي هو أن الشرّ ليس في الحرية ، بل في نقيضها الذي هو الطاغوت الذي يصادر الحرية ولذلك فالشرّ في جهة أخرى وهي احترام كلّ رأي يعبر عنه فهذا هو الشر وقد دعوت في إحدى المحاضرات إلى التفريق بين حرية الرأي واحترام الرأي وقلت لابد من الحرية لأنها جوهر الدِّين ولكني سأعلن عن عدم احترامي للآراء الخاطئة وهذا منتهى الاحترام للحقيقة إذ لو احترمت كلّ رأي بهذه الحجّة لأصبح الباطل والحقّ على قدم المساواة من الاحترام ! .
ومن هؤلاء الذين أنكروا الحكم القطعي للعقل :
- فيخته الألماني الذي أقام فلسفته على أساس الأخلاق كمبدأ أول وفسر الدِّين تفسيراً إنسانيا اقرب إلى الإلحاد ورسم صورة لمستقبل سعيد على الواجب الأخلاقي . ومع ذلك لم يكن يؤمن بأحكام العقل بالمعنى الأفلاطوني .
ومنهم ( وليم هملتون ) و ( منسل ) وتلامذتهم أصحاب الفلسفة النسبية ومنهم ( الكسندر بن ) و ( توماس هكسلي ) و (جول سيمون ) و ( بول جاني ) ومعظم فلاسفة الواقعية و ( سترلنج ) من قادة الحركة الدِّينية بوجه المادية وهم مختلفون ما بين ماديين وروحيين وطبيعيين ومتصوفة أمثال الفيزيائي ( باسكال ) والكنسي ( هكسلي ) . فلم يكن نقد العقل والتشكيك فيه من غايات المادية كما يحسب البعض لأن المادية لا قيمة لأفكارها إذا أنكرت العقل والوحي معاً بل الماديون انتقدوا العقل حرصاً عليه وأهل الإيمان انتقدوا العقل لتخليص الدِّين من أحكامه الجزافية وتطهير الوحي من الآراء الشخصية ، لأنها أصنام بديلة للتي حاربها الدِّين .
السؤال الموجه الآن : أليس في كلام هؤلاء العقلاء جداً – إذ هم الحكماء على تعريف الفلسفة – وإنكارهم للحكم العقليّ دليلاً على عدم اتفاق العقلاء بشان الحكم العقليّ نفسه ! .
ولا ننتظر إجابة لأن المختلفين في حجّية الحكم العقليّ يستحيل اتفاقهم في حكم آخرلأنهم اختلفوا في العقل نفسه فكيف بغيره مما يكون الحكم فيه للعقل ؟ .

القلم الحر
05-08-2012, 05:46 PM
تبين أن العقل بهذا المعنى – عقل العقلاء – لا وجود له في النص الدِّيني
و السؤال : هل للعقل بعد حكمه على شيء بالحسن أو القبح أن يحكم بأنّه يكون كذلك عند الشارع أو لا ؟
اختلفوا في ذلك إلى حد التناقض
وأساس الخلاف هو في تحديد المقصود بـ ( الشيء ) هنا فهي العبارة المهمة في هذا التحرير . لأن الشيء إن كان المقصود به الكلّيات مثل الظلم فالعقل يحكم قطعاً أنّه قبيح ويحكم كذلك أن العدل حسن ويحكم قطعاً أن الشرع يحكم بهذا الحكم . وإنما منع منه المانعون لأنهم أدركوا أنّ المقصود بالشيء ليس الكلّيات . بل إرجاع الأفعال إلى عناوينها الأصلية فمثل هذا الحكم حكمٌ تركيبيٌّ ومعناه أن العقل قادر على الحكم على كلّ فعل وكلّ حركة وكلّ عمل فيما إذا كان حسناً أو قبيحاً والتالي فإن السؤال عن هذا النوع من الأحكام وهل يحكم العقل بأنّها ستكون كذلك عند الشرع إنما هو سؤال عن فائدة الشرع نفسه وهو شيء متناقض مع التعريف إذ لو كان للعقل هذه القدرة على التفصيل وإرجاع كلّ فعل إلى عنوانه لما كانت هناك حاجة إلى الشرع ولاكتفى المولى بحجّة العقل وحده . وفي هذا وحده دليلٌ كافٍ على أن العقل لا يقدر على بعض الأحكام
المقصود من المبحث ليس الأحكام القبلية العامة بل التفصيلية
فكلّ طاغية يقول لك أن الظلم قبيح والعدل حسن ولكن المشكلة أنّه يختلف معك في اعتبار أفعاله من الظلم فهولا يقرُّ بذلك و يرى أنّها حسنة . والواجب البحث في هذا الافتراق في الحكم عند الحديث عن الأفعال بما هي أفعال لا بما هي عناوين عامة كالظلم والعدل والتي هي مستندهم في إثبات حكم العقل . ولو فعلوا ذلك لاكتشفوا العنصر الآخر الغائب في البحث .
أما السؤال : هل المولى ينزّل الشرائع على وفق أحكام العقل ؟ وهل يحكم العقل بضرورة التلازم ؟ فهو سؤالٌ متناقضٌ إذا كان المقصود التفاصيل والأفعال فعلاً فعلاً .
ذلك لأنهم أن قالوا ( نعم ) ألغوا ضرورة الشرع وأن قالوا ( لا ) أصبح الشرع من اللامعقولات وكلّاهما خاطئ وهو دليل على أن وضع المسألة بين احتمالين باطلين إنما يشير إلى بطلان صيغة السؤال .
. فإرجاع كلّ فعل إلى عنوانه هو المشكلة العقليّة التي جاء الشرع لحلِّها ، ولذلك فصّل الأحكام وارجع كلّ فعل إلى عنوانه من حسن أو قبح . وليست المشكلة في العنوان نفسه إذ لا اختلاف بين الناس في حسن العدل وقبح الظلم ، إنما الاختلاف هو في : هل الفعل الفلاني من العدل أو هو من الظلم ؟ وقد جاء الرسل بالحقّ والكتاب لإزالة هذا الاختلاف قال تعالى:
(وما أنزلنا عليك الكتاب إلا لتبين لهم الذي اختلفوا فيه ).

القلم الحر
05-08-2012, 05:50 PM
النظرية القرآنية للإدراك العقليّ
إذا اعتمدنا القرآن الكريم بل وملاحظاتنا العادية وأحكامنا الوضعية والعرفية وجدنا أن الإدراك العقليّ وقرارات العقل بشأن الاشياء وحكمه فيها يتأثر بعنصر آخر بالغ الأهمية بل هو الأساس في عملية الإدراك أغفلته نظرية المعرفة ومجمل أبحاث الفلاسفة في موضوعة العقل الا وهو ( إرادة الذات ) . فالإنسان في منظور الخطاب الكلّي للدين يتكون من ثلاثة عناصر البدن والنفس والروح ، وإرادة الذات في النفس ، وهي إرادة خفيّـة قد يظهر منها خلاف ما فيها ، وكما أن العقل من توابع البدن إذ مركزه الدماغ فإن للنفس وأرادتها مركز آخر يعبر عنه القران بالقلب والواقع أن السلطة الفعلية والقرارات الأساسية إنما تصدر عن هذا المركز والعقل إنما يقوم بترتيب هذه القرارات ووضعها في صيغ معينة وأحكام ، فهذه الأحكام التي نسميها عقليّة هي وليدة قرارات صادرة عن الذات التي بيدها الأمر والنهي الفعليين ومعنى ذلك أن العقل بمفرده هو مجرّد آلة حاسبة وخازنة للمعلومات وهي جاهزة للعمل بمقتضى أوامر الذات فهي آلة سلبية بمعنى أنّها مسلوبة الإرادة فلا إرادة فيها ولا قرار خالص لها مائة بالمائة
ولكن في العقل جزء أساسي مثل أيّـّة حاسبة أخرى من صنع الإنسان فيه مبادئ أوّليٌّة لعمله وهي مبادئ فطرية مركوزة فيه يفترض أن الإنسان يقوم بعرض كافة المعلومات الواصلة إليه من الحواس على هذه المبادئ وأجراء المقارنة واستعمال المخزون من المعلومات لاستعمالها في اتخاذ الحكم في موضوع معين.
ولكن هذه العملية يحدث لها تخريب مستمر ولا تكتمل بهذه الصورة لوجود ثلاثة أسباب رئيسية :
السبب الأوّل : أن الذات تقف حائلاً دون ذلك فلديها غاياتها وأهدافها وهي تأمر العقل أن يتخذ من المبادئ مبرّرات لقرارٍ مسبقٍ حكمت به على العقل .
وهذا هو السبب الرئيسي الذي يوقف عملية التعقّل ولذلك فإن أكثر الناس في نظر الحكم الشرعي غير عقلاء لأنهم يمنعون العقل وبقرارات من الذات من القيام بعمله بحرية تامة . قال تعالى :
 أم تحسب أن أكثرهم يسمعون أو يعقلون 35/29.
فإن قلت المقصود بالضمير ( هم ) مجموعة محدّدة هم الذين كفروا مثلاً قلنا لا فرق فالناتج واحد . وذلك أولاً : لأن الأصوليين لم يحدّدوا العقل العام على أنّه عقل المؤمنين بل لو بدءوا هذه الخطوة لما ظهر المبحث أصلاً . و ثانياً : أن الأكثرية هم أصحاب النار وبالتالي فالأكثرية لا يعقلون – لأن أهل الجنة اقتصروا على الثلل في سورة الواقعة ثلة من الأوّليٌّن –ثلة من الآخرين –ثلة من الأوّليٌّن – قليل من الآخرين – أما أهل النار فهم أمم كاملة من الجن والأنس مع التأكيد على إملاء جهنم منهما . و عدا ذلك فإننا سنذكر لك موارد الكثرة والقلة في موضعها .
ولما كانت الذات أنانية تريد الأحكام أن تصدر عنها لا عن العقل فالعقل لا يستقل بالحكم عند أكثر الخلق .. بل العمل معكوس وهو أن الذات تحكم على العقل ولذلك فالجنس الإنساني سائر في طريقين طريق الذين آمنوا وهو طريق التعقّل ويلزم منه التطور والترقي وطريق الآخرين الأكثرية وهو طريق اللاتعقل ويلزم منه التقهقر والانتكاس
 ثم رددناه اسفل سافلين الا الذين آمنوا و عملوا الصالحات  التين /5.
وإنما ارتبط بعمل الصالحات لأنها موضوع الحكم كما هو واضح لأن الذين يريدون للعقل أن يحكم بعد الموضوع لا قبله إنما هو بسبب القرار الذاتي السابق إذ هم مصرّون على فعل السيئات أي القبائح لا المحاسن فيأمرون العقل بإرجاعها إلى عناوين المحاسن فلاحظ وأنت مندهش دقة التعبير القرآني حينما يجعل هذا الحكم نفسه من القبائح ! وذلك في آية هي من أعجب الآيات وهي لوحدها تدمر كلّ ما جاء عن الفلاسفة بصورة شاملة فيما لو وجد قوم يتدبّرون القرآن حقّ تدبّره . قال تعالى :
 أم حسب الذين يعملون السيئات أن يسبقونا ساء ما يحكمون  4/29.
فالآية كما هو واضح في الملازمة العقليّة
والسبب الثاني : إن المركوز من الأحكام العقليّة المسبقة في العقل هي أحكام عامة غير تفصيلية . وإرجاع الأفعال إلى عنوانها الخاص من تلك الأحكام ليس بالعمل السهل إذ أنّه يحتاج إلى علم متكامل و جوهري عن الاشياء والأفعال . ولما كان هذا العلم غير متوافر لأغلب الخلق فإن عملية التعقّل تتعثر دوماً ولو مع صحة فعل الذات ، ولذلك يحتاج المرء إلى علم تفصيلي للحكم العقليّ التفصيلي وهو أمر لا يتسنّى الحصول عليه لكلّ أحد الا الانبياء
ومن هنا ارتبطت الكثرة بعدم التعقّل مثلما ارتبطت بعدم العلم ولمّا كان الأكثرية يدّعون العلم التفصيلي ادعاءً لأن إرادة الذات عندهم لا تتخلى عن مركزها ولا تأذن للعقل بإصدار مثل هذا الحكم بكون الذات لا تعلم فإنه يصدر أحكاما جزافية آمراً عقله بوضعها بترتيب معين يحاكي فيه المقولات المنطقية وهي ليست منطقية فيضّل بها الناس وهؤلاء هم كثرة كما يخبرنا النص القرآني قال تعالى:
 وأن كثيراً ليضلون بأهوائهم بغير علم 
119/6.
على أن النص نفى العلم عن أكثرية الناس أيضاً لارتباطه بعملية التعقّل كما رأيت قال تعالى :
 ولكن أكثرهم يجهلون-111/6
 ولكن أكثر الناس لا يعلمون -38/16.
 ولكن أكثر الناس لا يعلمون -40/12
قل الحمد لله بل أكثرهم لا يعلمون -25/31.
السبب الثالث : أن المعلومات المنقولة إلى العقل لأجل استخدامها في عملية الإدراك وإصدار حكم على الشيء إنما تأتي من مصدرين :
الأوّل : ما يأتي عن الآخرين السابقين .
الثاني : ما يأتي مباشرةً عن طريق الحواس .
فالأوّل يأتي عن طريق الثاني أيضاً سماعاً أو نظراً أو قراءة وما شابه وأصل الأوّل أنّه جاء من تركيب أحكام افضل ما تكون أنّها مأخوذة عن حواس أيضاً بعد إدراكها بالعقل . و في هذه العملية عدة مشاكلّ :
الأوّلى : احتمال الخطأ في النقل .
الثانية : احتمال الخطأ في أدراك المنقول على وجهه الصحيح ، خاصة وأن النقل يتمّ باللغة التي لم تُحدّد طبيعتها بعد ولازال الجدل يدور حول قدرتها على التعبير الدقيق عن الاشياء أو لا.
الثالثة : احتمالات الخطأ في الحواس ذاتها حيث ترى العين ماء فإذا هو سراب وأخطاء الحواس كما أثبته الطب والتجارب لا تحصى بل فيها تغيرات بحسب وضع الجسم وأحواله وأحوال المُستقبِل للمعلومات من مزاج و صحة و سقم وغيرها.
الرابعة : أخطاء المزج والتعريف بين المدركات بعضها مع بعض وإرجاع المعلولات إلى عللها الأصلية حيث تختلط بصورة كبيرة وهي أشياء يعاني منها العلم التجريبي الحديث بالرغم من أن طريقته هي افضل طرائق الإدراك المعروفة حتى أن الفلاسفة أنفسهم تمّنّوا أن تكون للفلسفة طريقة كالتي في العلم الحديث بل حاول بعضهم صياغة فلسفة من هذا النوع كما فعل (فرنسيس بيكون ) وأمثاله في الغرب .
ومثل هذه الأخطاء هي أشياءٌ معلومةٌ في العلم الحديث وُضعت للتقليل منها آلاف المعدات وآلاف الرسائل العلمية وصرفت عليها المبالغ الطائلة ومع ذلك فإن لها نسبة لا بد منها في النتائج .
الخامسة : أخطاء القياس وأخطاء العقل ذاته . والمقصود بالعقل هنا عملية التركيب العقليّ للأحكام والاستنتاج وعليه جرت مسائل الاختبار العقليّ واختبارات الذكاء بل ومختلف المسائل الموهمة لأغراض شتى بما في ذلك التندّر والظرافة وإثارة الضحك بسبب من وقوع العقل في أخطاء جسيمة لا تغتفر . ومثال ذلك أني لو سألتك أن تقطع ورقة إلى نصفين وتضع أحدهما فوق الأخرى ثم تقطع هذين مرة أخرى لتكون أربعة مرة وتضعها بعضها على بعض وتعيد الكرة أربعين مرّة وسألتك كم سيبلغ سمك مجموعة الورق ؟ فبماذا تجيب؟ . لقد سألت هذا السؤال لعشرات الأشخاص بما في ذلك خريجي الجامعات فكان بعضهم يقول متر وبعضهم يقول مترين واطلب منهم أن يزيدوا الارتفاع ما استطاعوا وبما تقدره عقولهم كأبلغ ما تكون فكان أكثر من بالغ فيهم في تقدير السمك أن زعم أنّه سيبلغ سقف الغرفة ! . أما الحقيقة فإن السمك سيبلغ مسافة اكبر من المسافة بين الأرض والقمر بأضعاف على تقدير أن سمك الورقة نصف مليمتر مثلاً . وإنما ضربت هذا المثل ليستوعب أكثر الاحتمالات المذكورة آنفاً – فالذوات يرفضون حسب أحكام مسبقة راسخة عندهم أيّ تقدير كبير للسمك فلا يعطون للعقل حرية أجراء الحساب بل يصر بعضهم على خطأ النتيجة بالرغم من كونها مسألة رياضية ، ولذلك يتمّ استقبال السؤال من قبلهم بصورة عشوائية وعلى ظاهره ثم يجرون عملية قياس وأدراك وفق هذا الحكم المسبق متجاهلين عملية التضاعف . فكيف إذا كان للذّات مصلحة ما في الحكم ، وكيف إذا كان الموضوع موضوع فكر لا موضوع أرقام ؟ .
ومن هنا ندرك أن فكرة استقلال العقل بالحكم فيها دور ومصادرة على المطلوب ذلك لأن الخلق مختلفون بالفعل والملل مختلفة والمذاهب مختلفة . والاتفاق موجود على العموم من أحقية الحقّ بالاتباع وضرورة نبذ الباطل . وإنما اختلفوا بسبب اختلاف متطلبات الذوات لأن الحقّ ظاهر وواضح ومع ذلك اختلفوا فجاء الخطاب الإلهي لإزالة الاختلاف حصراً كما مر عليك في الآية الكريمة والغاية منه استبعاد الأخطاء المذكورة آنفاً . فإذا قيل أن العقل يحكم في التفاصيل فكأن الشرع لا ضرورة له بعد هذا وكأن القائل يزعم أنّهم لن يختلفوا .
ولا ينفع وضع جزء من المدركات تحت عنوان ( غير المستقلات ) . بل يلزم منه إلغاء المستقلات كما سنرى ، ولذلك فليس ثمة الا أحد احتمالين : إما عقل لا يحكم مستقلاً وشرع ضروري أو عقل يحكم مستقلاً ولا ضرورة للشرع . أما الجمع بينهما فهو محال .
أقول أيضاً : كلّ ذلك على الزعم بوجود عقلٍ جمعيٍّ عامٍ فكيف إذا علمنا أن العقول مختلفة من حيث سعة المعلومات والذكاء وقوة الذاكرة ؟ وكلّها أسباب تمّهّد للاختلاف في الحكم العقليّ .
ولذلك ادّعى الذين يؤلهون العقل أن الواجب احترام كلّ الآراء لأنهم أدركوا تماماً أن عدم الاختلاف محال في ذاته فإذا لم يحكموا بحكم الشرع نشبت الحرب بينهم فلا سلام إلا برفع شعار احترام كلّ الآراء وهي دعوى ظاهرها الحرية وباطنها تمرير الباطل مع الحقّ ، ذلك أن الحرية لا مدخل لها هنا فهي ثابتة لا سلطة لأحد على سلبها بهذا المعنى ، بل الحرية الحقّيقية هي في التحرر من الباطل – و تحديداً من الحكم العقليّ الخاطئ ـ ويفترض أن يكون الشعار مقلوباً وهو احترام كلّ رأي له برهان ساطع وعدم احترام أيّ رأي لا برهان له من هذا النوع .
أما في الواقع المعاين فإن عنصر الذات الظاهر مع العقل لا يمكن إنكاره ، بل التعامل جارٍ عليه دوماً .
وتوضيح ذلك : انك حينما تتوّخى العدل في إصدار الأحكام تأخذ بنظر الاعتبار الذوات لا الأفعال وحدها . فالعقل والذات هما تقسيم طبيعيٌّ تستخدمه أنت وغيرك يومياً وفي كلّ مكان ، فأنت لا تذمُّ المخطئ في حساباته الا فيما يتعلق بخطأ الحساب ولا تؤذيه في العقاب الا إذا شعرت بإهمالٍ مقصودٍ وصادرٍ عن الذات أو رغبةٍ مسبقةٍ في حساب الاشياء على هذا النحو .
ذلك لأن خطأ العقل من غير قصد من الذات يختلف عند أهل العرف بل ومثبّتٌ في القانون الوضعي رغم مساوئه الكثيرة . فالفاعل عن عمد له عقاب مختلف عن الفاعل من غير عمد وما عبارة ( مع سبق الإصرار والترصد ) الا عبارةٌ الغاية منها التفريق بين الفعلين . وقد جرت عادة الخلق كلّهم على ذلك إلى أدنى المستويات ففي البيوت يفرّقون بين خطأ الطفل العمدي وغير العمدي ، والعمدي عندهم حالة شاذّة تهتمّ لها العائلة التي تدرك أهمية الأخلاق بحيث تُستنفر لتحصين الطفل من الأمراض النفسية إذ يعتبرونه غير سوي فيما إذا صدر عنه الخطأ عمداً .
بينما أخطاء العقل وحده بلا أمر من الذات كالنسيان والخطأ إذ أن لفظ ( خطأ ) لغة يراد به خطأ العقل فإنه هيِّنٌ ، بل أورد القرآن دعاءاً للمؤمن بعدم المؤاخذة عليه قال تعالى :
 ربنا لا تؤاخذنا أن نسينا أو أخطأنا -286/2.
ولذلك اختلف الحكمان في مسألتي قتل المؤمن عمداً أو قتله خطأً. فالقتل العمدي وعد عليه العذاب الأبدي الذي لا نهاية له ، والخطأٍ في قتله لم يحكم عليه الا بالدّية المسلّمة إلى أهله وتحرير رقبة مؤمنة . والفارق بين العقابين كالفارق بين المحدود واللانهائي .
والخطاب الإلهي كلّه إنما جاء ليخاطب الذات لكي تستخدم العقل بما صممه له الحكيم من غايات . ولذلك لم يعد بالعذاب الا أولئك الذين لم يحرروا عقولهم من قيود الذات وأغلالها .
ولذلك لم ينشأ اختلاف الناس بسبب اختلاف عقولهم فهذا الاختلاف هيِّن جداً وإنما بسبب اختلاف استخدامهم لعقولهم والذي منشئاه نواياهم . وأنت تعلم أن العقاب والثواب في الدِّين إنما جرى على النوايا إذ الأعمال تبعٌ لها . وليس من معنى للنوايا الا طلبات الذوات من العقول .
وعلى مستوى الجدل والنقاش يظهر العنصران أيضاً في كافّة المحاورات ، فأنت تترك الشخص الملحد المصرّ على رأيه وتقول في نفسك : (لا ينفع معه الدليل لأنه لا يريد أن يؤمن ) .
وليس هناك من معنى لعبارتك ( لا يريد أن يؤمن ) الا في كونه مصرٌ على حساب الاشياء على نحو معينٍ بحيث أن الأدلة لا فائدة منها . ولذلك صرّح القران أن بعض الناس لا يؤمنون :
 ولو جاءتهم كلّ أيّة حتى يروا العذاب الأليم  يونس /98
وهذا التأكيد القرآني المستمر على عدم إيمان البعض بالرغم من كلّ الآيات والبراهين إنما يُثبت بنحوٍ قاطعٍ وجود عنصرين هما الذّات الآمرة والعقل المفروض عليه أمر الذّات إذ لو كان العقل محرراً من أوامر الذات لآمنوا .

القلم الحر
05-09-2012, 02:39 AM
الاعجاز اللغوى
نشير الى وجه اعجاز فى اللفظ القرانى كان جديرا بان تخرس امامه السنة العرب
يقول الدكتور عبد الصبور شاهين رحمه الله:
" تفسير النصوص الادبية يتم عبر الاجيال بطريقة واحدة هي دراسة دلالات الالفاظ ومتابعة المعنى التركيبى المتالف من معاني المفردات في سياقاتها، وتعتبر المعاجم القديمة مصادر لمعرفة المعانى القديمة وليس من المنطق تفسير بيت قديم شعرى بحمل الفاظه على معان محدثة

لكن القرآن يخرج تماما عن هذه القاعدة، حيث تتسع الفاظه للمعانى المحدثة في حالات كثيرة ولا سيما " الالفاظ المفاتيح " والتي تتصل بمعانى الصفات الالهية، والغيب، والعلم الالهى، والموجودات الكونية التي اثبت القرآن وجودها، بل وكثير من الالفاظ الأخرى

و من امثلة ذلك كل صفات الله في القرآن، ومن امثلته الفاظ الملك والجن والسماء والعرش والكرسي واللوح والقلم

و من امثلته الفاظ الجنة والنار، والحساب والصراط والكتاب والقيامة

فكلها الفاظ عربية دات مدلول لغوى محدد، ولكن مدلوها القرآني غير محدد

اى اننا نعرف مبتداها ولكنا لا نعرف منتهاها

و نرى ان اللفظ يبدا في لسان العرب قبل الاسلام محدود الدلالة، فاذا هو معنى متراحب لا يطيق العقل ان يدركه أو يحدد دلالته في لغة القرآن

و كمثال لفظ " القلم "

قد كانت لاهل الجاهلية اقلام يستخدمونها في الكتابة ويتخذونها من اعواد النبات، لا يتعدى لفظ القلم هذا المدلول المادى الضئيل

و مع ذلك نجد ان القرآن في الآيات الاولى يذكر " القلم " مرتين، مرة في سورة العلق " الذي علم بالقلم "، وبعدها مباشرة في سورة القلم :"ن والقلم وما يسطرون "

و المقصود في بالكلمة في الآية الثانية هو المعنى الاصلى الحقيقى، نظرا لارتباطه بما يستخدم فيه على أيديهم " وما يسطرون "

و لكن المقصود في الآية الاولى متصل بعلم الله الذي يفيضه على الإنسان

فالقلم هنا هو ذلك الوجود المخلوق الذي يسجل كل شيء، والذي علم الله به الإنسان ما لم يعلم

و بين المعنى الاصلى والمعنى القرآني مسافة تنتهى إلى المجهول

فهو بلا شك البعد الالهى في الدلالة، وهو بعد لا نهائى، على شكل المخروط الذي يبدا بنقطة وينتهى إلى علم الله اللامحدود )


و يضيف بما له صلة بما تقدم :
كلمات العلم و الحكمة و العمل و التقوى و الحب و حسبك بهذه الاخيرة فى دلالتها على معنى لا نهائى فى قوله تعالى " و الذين امنوا اشد حبا لله "
و لا سيما اذا لاحظنا تضامن التركيب كله فى اداء هذه القيمة الدلالية غير المحدودة
هذا هو الاعجاز القرانى الذى منح اللفظ امتدادا فى المدلول فاحدث ثورة لغوية لم تعرفها لغة من لغات البشر ...
اولا - انه قد احدث بتاثير كتاب فى لغة و هو امر لم يحدث فى تاريخ الانسان منذ عرف اللغة و استخدم اللسان فالعهد بها ان تتطور عبر القرون
و ثانيا- ان اساس التحدى فى الاعجاز هو الكلمة
و ثالثا – قابلية اللفظ القرانى لتحمل المزيد من الدلالة
و هو بذلك يمنح العربية مرونة فى الاداء و مواكبة لتطور العم
و قدرةعلى استيعاب حقائقه فى كل جيل " بتصرف

و بخصوص النقطة الثالثة يشير رحمه الله الى لفظ السماء فهو يحتمل معناه العربى التقليدى اى كل ما علاك فهو سماء , لكنه يحتمل ايضا ان يكون بمعنى الكون كله " و السماء بنيناها بايد و انا لموسعون " -الصحيح فى نظر الفقير ان السماء الدنيا هى هذا الكون – المهم ان اللفظ القرانى احتمل معنى الفضاء الكونى و انه كروى لاحاطته بكرتنا الارضية , يقول تعالى "عرضها كعرضها السماء و الارض "فاقتصر على ذكر العرض
و هو دليل على هذه الكروية الكونية اذ لا طول للكرة و كما يقول رحمه الله : انما هو بعد قطرى عبر عنه القران بالعرض فى هذه الاشارة المعجزة التى طالما غفل عنها المتحدثون فى النص الكريم فتسائلوا من باب التعظيم هذا العرض فما بال الطول "

القلم الحر
05-09-2012, 03:11 AM
ختام ..
التامل فى اعجاز القران الكريم لا ينته , و يقال لمن يرتاب فى اعجازه لماذا حاربت قريش النبى صلى الله عليه و اله و سلم ؟
هل حاربته لانه سفه احلامها و دعى الى التوحيد ؟
لا شك انه سبب لكن غير تام فقد كان هناك حنفاء من فحول الخطباء و الشعراء وكانت خطبهم و اشعارهم
مشحونة بالدعوة لنبذ الوثنية
هل لانه ادعى النبوة ؟الواقع ان هذا ادعى لاهماله لان من يدعى مثلها دون حجة قاهرة لا يلتفت اليه الا بالسخرية لا بالحرب
ليس الا انه جاء بالقران مع ما عرف من صدقه و كونه الابيض الذى يستسقى الغمام بوجهه
فقد وجدوا فى القران قوة غلابة و تيارا جارفا عجزوا عن معارضته و هو يتحداهم به
فكانت الحرب الشعواء وكانت الحيلولة بكل وسيلة بين الناس و بين هذا القران
و يحكي لنا القرآن أنّ المشركين تواصوا بترك سماع القرآن والإلغاء عند قراءته في قوله: (وَ قَالَ الَّذِينَ كَفَرَوُا لاَ تَسْمَعُوا لِهَذَا الْقُرْآنِ وَ الْغَوْا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ) أي عارضوه باللّغو بما لا يُعْتَدُّ به من الكلام، حتى لا يصل كلامه إلى أسماع الآخرين
و اشير هنا الى ان تسجيل القران لمواقف قريش و مجادلاتهم للنبى هو من شواهد صحته التاريخية كما يقر مثل هشام جعيط فى كتابه السيرة و غيره
هذه الجملة تدل على تفرد القران و مفاجاته للعرب ,فاضف اليها النتيجة النهائية الباهرة و هى ان عصرنزول القران هو ازهى عصور البيان العربى , و تلك هى المنابر المرفوعة هنا و هناك اسواق العرب تعرض انفس بضائعها بضاعة الكلام و صناعة الشعر و الخطابة و اذ بالقران ياتى فاذا الاسواق انفضت الا منه و اذ الاندية صفرت الا عنه
و صار للقران دوى فى جزيرة العرب كدوى النحل
و خشعت اسماع الجاهلية التى كانت بالامس للذى يتلى عليهم
و اخبتت السنتها اقرارا لهذا القران و ماجت بهم جزيرة العرب مهللين مكبرين مسبحين
فهذه جملة تدلك على هذا الاعجاز القرانى

و اخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين

القلم الحر
05-12-2012, 09:49 PM
اضافة ..
بسم الله الرحمن الرحيم
"اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ"
مُتَشَابِهًا
يشكل البعض على ما فى الكتاب العزيز من تكرار كما يقولون , و الواقع اننا لو سلمنا بوجود التكرار فى كتاب الله فان هذا التكرار من معالم اعجازه
و هذا هو ما شهد به واحد من اعتى خصوم الاسلام اعنى معروف الرصافى حيث قال فى كتابه " الشخصية المحمدية "
صفحة 554:
( و من العجيب الذى ما فوقه عجيب : ان القران بتاثيره على نفوس قارئيه و سامعيه مدين لهذا التكرار
فليس من السهل , و لا المتعارف عند اولى البيان : ان يكرر كتاب هذا التكرار , فيخرج منه سليما غير معيب الا القران )

و الواقع انه ليس تكرارا بل كما يقول الدكتور محمد عبد الله دراز رحمه الله :

( نهاية التشابه و نهاية التمايز :
يكتب الكاتب فى المعنى الذى يعجبه و بلالقدر الذى يستطيعه من الاجادة , فاذا سئل ان يكتب فيه مرة اخرى تسابقت الفاظه الاولى و معانيها الى خياله فلم يستطع ان يغير منها الا القليل , فان استطاع ان يغير شيئا من الفاظه و ان يزيد او ينقص شيئا من اجزاء معناه لم يستطع ان يغير اسلوبه و منهاجه فى تاليف الكلام
فان اسلوبه صورة من روحه و قطعة من شرحه
فان استطاع ذلك مرة ام يستطعه مرارا , و ان استطاع ذلك فى المعانى الواسعة التى لها على النفس و الحس كل يوم اثر جديد
كان ذلك المحال فى المعانى الضيقة التى تشعر النفس بها شعورا مجملا

و انت قد تقرا السورة من القران فترى بينهما التشابه فى المقصد و الجوهر بل ربما رايت بينهما تمام التطابق فى المبتدا و الخبر
فاذا اختتمت احداهما و افتتحت اخراهما خيل اليك انك رجعت عودا على بدء
و هكذا ترى كما قال تعالى ( كتابا متشابها مثانى )
و لكنك لا تلبث ان تجد نفسك امام شىء جديد من وسائل التاثير و مسالك الاقناع ,و الوان العبر, و طرق الاداء بالاثبات و النفى و الاجمال و التفصيل و ما الى ذلك
و هكذا ترى من تصريف السور فى الغرض الواحد انك فى استمرار و فى تجدد معا بينما انت قد رايت مثلها : (كُلَّمَا رُزِقُواْ مِنْهَا مِن ثَمَرَةٍ رِّزْقاً قَالُواْ هَـذَا الَّذِي رُزِقْنَا مِن قَبْلُ وَأُتُواْ بِهِ مُتَشَابِهاً)
غير ان اللون واحد و الطعم مختلف "
مَثَانِيَ
يسمى الشئ مثاني إذا كانت له مطاوي ومحاني ومعاطف ومنعَرَجات .

تقول : ثنى الشيء ثَنْياً : أي ردَّ بعضه على بعض وقد تثنى وانثنى . وأثناؤه ومثانيه : قواه وطاقاته وأثناء واحدها ثني ومثناة ومثناة عن ثعلب .ومثاني الوادي ومحانيه : معاطفه . والثِّني : واحد أثناء الشيء أي تضاعيفه تقول : أنفذت كذا ثِنْيَ كتابي أي في طيه .

وثِنْي الناقة ولدها وكذلك المرأة . أقول سمي ولد الناقة او ولد المرأة ثني ، لانه كان في أحنائهما وطياتهما .

وفي ضوء ذلك يتضح ان وصف الكتاب بالمثاني معناه ان آياته لها ارتباط بعضها ببعض كارتباط المحاني ومعاطفها ومنعرجاتها بعضها ببعض ، وكارتباط محاني الوادي ومنعطفاته ومنعرجاته بعضها ببعض .

ولم يترك القرآن قارئه حيران لا يهتدي الى هذه المنعرجات والمحاني والبطون بل هداه إليها بواسطة ألفاظ الآية أو مترادفاتها غالبا وأحيانا بواسطة عبارة أو جملة منها
ثم تبين الايات الشريفة ان القران له خاصية اقشعرار جلد قارئه المؤمن ثم اطمئنانه بذكره و هو امر مشاهد مجرب و هو هدى الله يهدى اليه من طابت سريرته اما الظالمون فلا يزيدهم الا خسارا
مثال تطبيقى :
هناك من ينكر وقوع النسخ فى القران و تراهم يستدلون عليه بقوله تعالى "لا تبديل لكلمات الله "
و ليس هنا محل بحث المسالة لكن نلفت الانتباه الى تدبرهم القاصر بما يكشف عن عجائب اسرار هذا الكتاب
اننا اذا تتبعنا الايات التى ورد فيها هذه الجملة نجد انها جميعا تتعلق بعدم تبديل وعد الله
"لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَياةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ لاَ تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ" يونس -64
هنا نجد الوعد واضحا
"وَلَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِّن قَبْلِكَ فَصَبَرُواْ عَلَى مَا كُذِّبُواْ وَأُوذُواْ حَتَّى أَتَاهُمْ نَصْرُنَا وَلاَ مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِ اللّهِ وَلَقدْ جَاءكَ مِن نَّبَإِ الْمُرْسَلِينَ" الانعام -34

هنا الوعد بالنصر

و فى السورة ايضا "أَفَغَيْرَ اللّهِ أَبْتَغِي حَكَمًا وَهُوَ الَّذِي أَنَزَلَ إِلَيْكُمُ الْكِتَابَ مُفَصَّلاً وَالَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْلَمُونَ أَنَّهُ مُنَزَّلٌ مِّن رَّبِّكَ بِالْحَقِّ فَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ 114 وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلاً لاَّ مُبَدِّلِ لِكَلِمَاتِهِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ 115
ان كلمات الله هنا هى وعده اهل الكتاب بانزال القران فالتّمام يطلق على حصول المنتظر وتحقّقه، يقال: تَم ما أخبر به فلان، ويقال: أتم وعده، أي حقّقه، ومنه قوله تعالى:
{ وتمّت كلمة ربّك الحسنى على بني إسرائيل بما صبروا"

و يشبهه قوله تعالى :
( قل آمنوا به أو لا تؤمنوا إن الذين أوتوا العلم من قبله إذا يتلى عليهم يخرون للأذقان سجدا ( 107 ) ويقولون سبحان ربنا إن كان وعد ربنا لمفعولا(الاسراء )


و يقول سبحانه :" وَاتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِن كِتَابِ رَبِّكَ لَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ وَلَن تَجِدَ مِن دُونِهِ مُلْتَحَدًا " الكهف -27
والمعنى.انه لما وعدهم الجواب عن الروح وعن أهل الكهف وأبرَّ اللّهُ وعدَه إياهم قطعاً لمعذرتهم ببيان إحدى المسألتين ذيل ذلك بأن أمر نبيئه أن يقرأ القرآن كما أنزل عليه وأنه لا مبدِّل لكلمات الله،

تبين مما سبق ان المراد هو عدم تبدل وعد الله

القلم الحر
05-12-2012, 09:55 PM
اضافة فى الاعجاز اللغوى
من وجوه الاعجاز التى اشار اليها المؤيد بالله الهارونى ان النبي صلى الله عليه وآله وسلم ابتدأ الاتيان بهذا القرءان على غاية الاحكام والاتقان ، قال :وقد ثبت جريان العادة أن كل أمر يقع على وجه لا يصح وقوعه عليه إلا بعلوم تحصل للفاعل له ، لا يصح وقوعه ابتداء على غاية الاحكام والاتقان ، وأن بلوغه الغاية يتعذر على مر الدهور والأعصار ، وتعاطي جماعة فجماعة له . وأنه لا فرق في ذلك بين شيء من الأمور التي هي منظوم الكلام ومنثوره ، أو ما يتعلق بالتنجيم أوالطب أو الفقه أو النحو ، أو الصناعات التي هي النساخة أو الصياغة أو البناء أو ما أشبه ذلك .
فإذا ثبت ذلك وثبت وقوع القرءان على الوجه الذي بيناه ، ثبت أنه وقع على وجه انتقضت به العادة ، وما وقع على وجه تنتقض به العادة ، وجب كونه معجزا ، وجرى مجرى قلب العصا حية ، وإحياء الموتى ، والمشي على الماء والهواء .
فإن قيل: ولم ادعيتم أن القرءان وقع على غاية الاحكام والاتقان ؟!
قيل له: قد علمنا ذلك كما علمنا أن الشعر بلغ الغاية في أيام امرئ القيس ، والنابغة ، وزهير ، والأعشى ، وأن النحو بلغ الغاية في أيام سيبويه والخليل ، وأن الخط بلغ الغاية في أيام ابن مقلة ، وكذلك سائر الصناعات والمهن ، وكان الطريق إلى الجميع أنا قد علمنا من حال كل واحد ممن تعاطاه ، بأن كل من حاوله وتعاطى مثله ، إما أن يكون قصر عنه قصورا بينا ، وبَعُدَ بُعداً متفاوتا ، أو قاربه ، أو زاد عليه شيئا ، زيادة كانت يسيرة لا يؤبه لمثلها .
فدلنا ذلك على أن جميع ما ذكرناه وقع على غاية الاحكام والاتقان في بابه ، في الأوقات التي ذكرناها .
على أنه لو ثبت أن وراء غاية القرءان غاية يترتب وقوعها مزيدا يُطلب ، لم يقدح ذلك في استدلالنا هذا ، لأنا قد علمنا أنه لما حصل ووقع ، لم يكن وقوعه على أدنى مراتب الكلام وأضعف وجوهه ، بل كان متجاوزا لذلك شأوا بعيدا ، وأمدا مديدا .
وهذا القدر كافٍ في وقوعه على وجه انتقضت به العادة .
على أنا نقول لهذا السائل: إن كنت تعرف شيئا من الأشياء بلغ الغاية في مجرى العادة ، فَأَبِن عنه لنوضِّح بمثله أن ما ادعيناه في حال القرءان أوضح من ذلك ، ولسنا نريد بالغايات التي ذكرناها في هذه المواضع أجمع الغاية التي لا تكون في المقدور أو المعلوم ما يزيد عليها . وإنما نريد ما يسمى غاية ، ويُعد نهاية في مثله من طريق العادة ، فليكن ذلك مقصورا عند الناظر في كلامنا هذا . فإن المدار عليه ، والغرض ينتهي إليه .
فإن قيل: ما تنكرون على من قال لكم: إن ما ادعيتموه من النبي صلى الله عليه وآله وسلم ابتداء الاتيان به لا يصح ، لأن الفصاحة لم يكن هو صلى الله عليه وآله وسلم ابتدأها ، بل كانت متقادمة العهد ،متداولة [بين] العرب ، قد استمرت عليها الأعصار ، وتصرفت فيها الأفكار ؟
قيل له: لسنا نزعم أن الذي اختص به القرءان هو الفصاحة فقط ، حتى يلزمنا ما ذكرتموه ، وإنما نقول: إن الذي اختص به هو هذا النظم المخصوص ، والأسلوب المتميز ، واقعا في أعلى طبقات الفصاحة . وإذا كان هذا هكذا ، ولم يعرف للعرب قبله صلى الله عليه وآله وسلم هذا النظم المتميز عن غيره ، صح ما قلناه من أنه ابتدأ به على الغاية في معناه .

فإن قيل: ما تنكرون على من قال لكم: يجوز أن يكون النبي صلى الله عليه وآله وسلم أدار القرءان في نفسه نحوا من خمسة وعشرين سنة ، من حين بلغ إلى أن بعث ، حتى رتبه ونقحه وهذبه ، ثم أظهره على ما هو عليه من الغاية؟
قيل له: ذلك مما لا يصح ، لأن القرءان ليس دون الأشعار والرسائل .
وقد علمنا: أن الشعر لم يبلغ الغاية في هذا القدر من الزمان . ولا برجل واحد ، وكذلك الرسائل ، وكذلك سائر الصناعات ، وأن العادة جارية بأن كل من ابتدأ صناعة وابتكرها ، لا يتسع لبلوغ آخرها في مقدار عمره ، وأنها لا تبلغ الغاية إلا بأزمنة تتصل ، وبجماعات يقتدي بعضهم ببعض ، ويستعين بعضهم بخواطر بعض ، ويبني الخالف على ما أسسه السالف . فوضح بذلك سقوط هذا السؤال .


فإن قيل: إن الخليل بن أحمد ابتدأ العروض فأورده على غايته ، ولم يدل ذلك عندهم على انتقاض العادة ، فما أنكرتم أن يكون القرءان مثل ذلك ؟!
قيل له: إن العروض هو ضرب من تقطيع الأصوات وترتيبه ، وقد سبقه بذلك صاحب المسيقى ، وبلغ الغاية فيه .
وقد سمعنا من كان يعرف اللغة السريانية يذكر أن للأشعار المعمولة على ذلك اللسان عروضا قد عملت ، ويجوز أن يكون الخليل بنى على تلك الطريقة ، ولا يكون له إلا بتتبع أشعار العرب ، وعدِّ أجناسها ، وردها إلى الوزن ، مقتفيا به ما ذكرناه .
ثم قد سقط عنه أوزان وأضرُبٌ ، منها الوزن المسمى: ركض الخيل ، وقد جاء عليه الشعر المنسوب إلى عمر الجني ، وهو:
أشجاك تشتيت شعب الجن ... فأنت له أرق وصب

وهي قصيدة طويلة .
وفي المحدثين من عمل على ذلك ، فقال قصيدة طويلة أولها:
أنسيت أفعالهم السمحا ... فأراك تذكرهم لهجا

وسقط عنه أيضا ضربٌ من الوزن المسمى بالمنشرح ، وهو أن يقع في القافية (( مفعولات )) بدل (( مفتعلن )) ، وقد جاء على ذلك أشعار كثيرة ، وتَتَبُّعُ هذا مما يخرجنا عن غرض كتابنا هذا ، وفيما أشرنا إليه كفاية .
فبان بما ذكرناه أنه لا يصح أن يقال: إن الخليل أورد ذلك ابتداء على الغاية ، كما أورد النبي صلى الله عليه وآله وسلم القرءان مبتدئا به ، ومبتكراً له على الغاية في معناه ، فسقطت المعارضة .

فإن قيل: هذا الذي بنيتم استدلالكم عليه فاسد ، لأنه يؤدي إلى أن السبق إلى الشيء يوجب كونه معجزا ، وقد علمنا فساده ، لأن أمورا كثيرة تتجاوز الاحصاء والعد ، قد وقع إليها السبق ، كالصناعات والمهن وما جرى مجراها ، وكثير من العلوم ، وليس يكون شيء من ذلك معجزا .
قيل ل‍ه: مَن تَأمَّلَ كلامنا لم يسأل هذا السؤال ، لأنا لم نقل: إن الابتداء بالقرءان فقط يدل على أنه معجز ، وإنما قلنا: إنه وقع على وجه انتقضت به العادة ، لأن العادة جارية بأن الأمر المبتدأ به لا يجوز وقوعه على الغاية في الباب المقصود إليه ، وأوضحنا ذلك وكشفنا عن صحة ما قلناه .

القلم الحر
05-14-2012, 07:13 PM
خاطرة ..
اذكر عندما رجعت بفضل الله عن شكى قول احد اللادينيين : لقد طغى عليه حب محمد !
و اقول : الحمد لله فلماذا لا احبه ؟
بل السؤال الصحيح هو : لماذا تكرهونه ؟؟
ان الادلة المنطقية على نبوته (ص) لا تحصى و قد ذكرت بعضها , لكن المشكلة ان هؤلاء ينطلقون من مشاعر بغض غير مبررة

القلم الحر
05-14-2012, 07:17 PM
كما تقدم فى فقرة : ظلم الحقيقة , فان الشاك فى النبوة لا بد ان يتوقف و يواصل البحث لا ان يسارع الى الجحود
ان الاسلام لا يرفض حرية الفكر لكن يرفض ظلم الحقيقة , فمجرد ترك الاسلام ليس ردة الا اذا جزم المرء بنفى النبوة
قال سبحانه :
"بَلْ كَذَّبُواْ بِمَا لَمْ يُحِيطُواْ بِعِلْمِهِ "

القلم الحر
05-14-2012, 07:28 PM
التحدى
لقد جاء محمد ص بنور جديد لم يعرفه معاصر له و تحدى كل مخالفيه بثقة تامة بالله , و من اروع مواقفه يوم المباهلة
( فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَةَ اللَّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ ) [ آل عمران : 61 ]
تأمل كيف تصدى للامر بنفسه و خاصته فى منتهى اليقين و الثقة بالله
المباهلة: من البهل، والبهل في اللغة بمعنى تخلية الشيء وتركه غير مراعى، هذه عبارة الراغب في كتاب المفردات
وهذا المعنى دقيق جدّاً.
«ربّنا لا تكلنا إلى أنفسنا طرفة عين أبداً»،
انه لمعنى جليل وعميق جدّاً، لو أنّ الانسان ترك من قبل الله سبحانه وتعالى لحظة، وانقطع ارتباطه بالله سبحانه وتعالى، وانقطع فيض الباري بالنسبة إليه آناً من الانات، لانعدم هذا الانسان. لهلك هذا الانسان.

و منه نتعلم الاعتصام بالله و طلب الهداية و التثبيت منه
ربنا لا تكلنا الى انفسنا طرفة عين

ابو ذر الغفارى
05-14-2012, 07:30 PM
جميل أنك اختصرت موضوعك السابق عن ادلة النبوة لان الطول يحول بين قصار النفس امثالى وبين تلك المواضيع ولى عودة بإذن الله للتصفح بتمهل وأسأل الله أن لا يضيع عملك هذا وأن يبارك فيه فى الدنيا وأن يعظم أجرك فى الآخرة

القلم الحر
05-14-2012, 07:36 PM
شكرا لكم اخى الكريم

القلم الحر
05-14-2012, 07:40 PM
{قُلْ لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيهِ أَجْرَاً إِلاّ المَوَدَّةَ فِي القُرْبَى}
ان في مصائب اهل بيت محمد ص، وانصراف الخلافة عنهم ، تصديقا لرسالة النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، وتحقيقا لنبوته .
لأنه صلى الله عليه وآله وسلم كان يبعث أعز أهله وأبا نسله ، عليا كرم الله وجهه إلى قتال أبطال القبائل ، وذؤبان العرب ، فكان صلى الله عليه وآله وسلم يعلم ألبتة ـ ولو من غير طريق الوحي ، بل بشاهد الحال من أحوال الرجال وسيرة هؤلاء العرب ـ أن عليا لا يقتل من عشيرة أحدا إلا وطلب كل واحد من آحاد تلك العشيرة دم المقتول من القاتل ، أو من عشيرته ! فهم لا ينامون حتى يأخذوا ثارهم
وقد أخبر صلى الله عليه وآله وسلم بأن حاصل تلك المقاتلات والمجاهدات هو القتل والأسر والظلم والجور على عترته من بعده .
ومع ذلك ، فقد أقدم صلى الله عليه وآله وسلم على تأسيس الدين ، وقتال الكافرين بمباشرة قرابته .
فلو كان نظره صلى الله عليه وآله وسلم إلى الدنيا ، لم يتحمل هذه المشاق ، ولم يكن يدع عليا يقتل أحدا ، فضلا عن أن يبعثه على القتال مع جميع الأبطال .
فيقطع الناقد البصير بأنه صلى الله عليه وآله وسلم لم يكن له هم سوى الآخرة ، فبذل نفسه ونفيسه ، وتحمل أعظم الرزايا ، وأشد الأذى ، في نشر الإسلام ، كما قال صلى الله عليه وآله وسلم : ( نحن أهل بيت اختار الله لنا الآخرة على الدنيا ) .

القلم الحر
05-15-2012, 12:09 AM
خاتمة :
سر الاعجاز القرآنى
القرآن في الحقيقة له سلطان نفسي على الجميع ولكنه سلطان من نوع مخصوص،كما قيل:
(لقد تجلى الله لخلقه في كلامه ولكنهم لا يبصرون ) ، فالقرآن له سلطة تكوينية وصورة ذهنية تكوينية مختلفة حين يسمعه الإنسان حقيقة ، وليس لقلقة لسان أو طرب لصوت.
فالقرآن يشكّل طبقات كبيرة داخل عقل الإنسان من المصفوفات البيانية النقطية والمعلوماتية تتداخل مع كل كيان الإنسان وما على العبد إلا إن يصغي إليه جيدا وان لا يستخدمه استخداما سيئا لأن هذه الجداول نفسها يمكن إن تداخل معلوماتها مع الغير (حين لا يتبع نظاما هندسيا صحيحا) وتنتج إنتاجا معاكسا. وهذه هي طبيعة كل جدول بيانات معقد , فأما أن تقرأ صحيحا فتأخذ نتائج صحيحة وإما أن تقرأه خطأ فتأخذ نتائج خاطئة،
القرآن يتداخل تكوينا مع العقل البشري وهذا بالتجربة والمشاهدة والمراقبة العقلية والنفسية لعينات كثيرة.
(فعليكم بالقرآن فإنه شافع مشفع وماحل مصدق [[ومن جعله أمامه قاده إلى الجنة ومن جعله خلفه ساقه إلى النار]] وهو الدليل يدل على خير سبيل وهو كتاب فيه تفصيل وبيان وتحصيل وهو الفصل ليس بالهزل وله ظهر وبطن فظاهره حكم وباطنه علم ، ظاهره أنيق وباطنه عميق ، له نجوم وعلى نجومه نجوم لا تحصى عجائبه ولا تبلى غرائبه فيه مصابيح الهدى ومنار الحكمة ودليل على المعرفة لمن عرف الصفة فليجل جال بصره وليبلغ الصفة نظره ، ينج من عطب ويتخلص من نشب فإن التفكر حياة قلب البصير ، كما يمشي المستنير في الظلمات بالنور ، فعليكم بحسن التخلص وقلة التربص.)
فالقرآن يفعل مفعولين متعاكسين، وللتنبيه هنا فإن كلمة ساقه تعني فعلا ايجابيا، فيكون معنى الكلام التقدم على القرآن بالتطويع للنص والتسخير والتبرع بالشر ، وليس بمعنى تركه خلفه من دون اعتناء، لأن السوَق هو من فعل نفس القرآن لا من الابتعاد عنه إذا تأملت جيدا. ولهذا فان من يقرأ القرآن وهو شرير كالقساوسة فإنه يسوقهم إلى النار ولن يهديهم إلا إلى جهنم وبئس المصير
و لا يوجد كتاب فى الكون له هذه الصفة
قال سبحانه و تعالى :
(وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآَنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا) [الإسراء: 82].

أبو يحيى الموحد
05-15-2012, 01:11 AM
بارك الله فيك
هذا عمل عظيم
وا حسرتي على نفسي

ATmaCA
05-16-2012, 04:26 AM
بارك الله فيك وزادك علما وقربا اليه اخى الحبيب القلم الحر ..
عمل رائع جزاك الله خيرا عنه ..
وعندى بعض الاسئلة كنت سارسلها على الخاص ولكن قلت حتى يستفيد القارىء من اجابتك ..
*ما رأيك فى الاعجاز العلمى وهل كان له دورا فى بحثك ام لا .. ولماذا؟
*وسؤال اخر وهو انك لم تناقش ابدا فى وجود الله،فهل تراها بديهية عقلية، ام امر لابد ان يسبق البحث فى ادلة النبوة ؟
*وسؤال اخير : كيف ترى ايمان المقلد، كمثل من لايستطيع ان يثبت وجود الله او ادلة النبوة بصورة عقلية مقنعة ورغم ذلك هو مسلم.
او من يثبت ذلك بشكل ضعيف غير مقنع، ويتخذ التدين مجرد هوية نفسية ان صح التعبير، فهو متدين لان الدين يجعله ضمن حزب يجعل له هوية معينة ويجعل له بعض الاهمية التى تعود عليه وعلى نفسيته بالاحساس بالاهمية والانتماء لشىء ما، ايضا تجد ذلك فى الالحاد ، فالكثير ممن عرفتهم يلحدون لانه بإلحاده أو لادينيته يعتقد أنه إنسانٌ عبقرىٌّ ومفكرٌ ألمعيٌّ، ويظن أن الملايين مضحوكٌ عليهم وأنه أفضل من الملايين مما يعطيه - بالتأكيد - شعورًا بالتميز الزائف والإبداع الوهمى. فما توجيهك لمثل هؤلاء وكيف يستطيعون بناء حجة قوية تجعلهم يتبعدون عن التقليد والحزبية والايمان النفسى او الالحاد النفسى ، ويجعلهم منفردين بعقلهم يفكرون بصورة صحيحة وينبون ادلة صحيحة على ما تثيره عقولهم.وارجو ان لا اكون اثقلت عليك.

القلم الحر
05-16-2012, 04:48 AM
مرحبا بك عزيزى اتماكا
1- الاعجاز العلمى فى القرآن حقيقة و قد اوردت نماذج منه هنا و فى الموضوع الاصل
لكن العامل الاساس فى التثبت من النبوة شخص محمد صلى الله عليه و اله و سلم فهو انسان كامل لا يرتاب فى صدقه الا منكوس
2-قضية وجود الله تعالى اراها بدهية و هو ما يشير اليه القرآن العظيم " افى الله شك "
ايكون هناك بناء بغير بانى ؟!
عجبت لمن ير خلق الله و يشك فى الله !
و قد كتبت هنا من قبل ان من شك فى حاجة هذا الكون الى خالق : سقط من مرتبة الخطاب الى اصطبل الدواب !
و لا يلتفت لتشكيكات الملاحدة فهى تشكيكات من الشيطان لكنهم للاسف لا يؤمنون بالشيطان
3- ايمان المقلد اختلف فيه , و لكنى اقول ليتنى اموت على دين العجائز !
و الملاحدة تخطوا العبقرية الى البقرية ,و الالمعية الى الجنون , فلا تأبه لهم و ذرهم فى ريبهم يترددون

نسالكم الدعاء

ATmaCA
05-16-2012, 05:51 AM
جزاك الله خيراً ،موفق دائما ان شاء الله ونفع الله بك.

القلم الحر
05-16-2012, 11:16 PM
شكرا لكم اخى الحبيب

القلم الحر
05-16-2012, 11:23 PM
محمد (ص) نور
ان خصوم محمد ص لم يعرفوه , و الانسان عدو ما يجهل
كان رسول الله ص : قلبا متصل بالله
هل يفهمون ذلك ؟
كان على كرم الله وجهه يقول :ما رايت شيئا الا رايت الله قبله و معه و بعده
و هكذا كان سيد الخلق صلى الله عليه و اله و سلم
و بمعرفة ذلك تتبخر كل الشبهات
فهو مع زوجاته , و فى مجالسه , و مع اعدائه مجادلا بالتى هى احسن او ذابا عن حوزة الدين : متصل بالملا الاعلى يستغفر الله فى المجلس سبعين مرة
فمما يستغفر ؟
عَنِ الأَغَرِّ الْمُزَنِيِّ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " إِنَّهُ لَيُغَانُ عَلَى قَلْبِي ، فَأَسْتَغْفِرُ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ فِي الْيَوْمِ مِائَةَ مَرَّةٍ " .
انه الاستغفار من لحظة السهو عن الله !
يقول على فى حديث مشهور :
يَا كُمَيْلُ ، إِنَّ هَذِهِ الْقُلُوبَ أَوْعِيَةٌ فَخَيْرُهَا أَوْعَاهَا ، احْفَظْ عَنِّي مَا أَقُولُ لَكَ : النَّاسُ ثَلاثَةٌ : عَالِمٌ رَبَّانِيٌّ ، وَمُتَعَلِّمٌ فِي سَبِيلِ نَجَاةٍ ، وَهَمَجٌ وَرَعَاعٌ ، أَتْبَاعُ كُلِّ نَاعِقٍ غَاوٍ ، يَمِيلُونَ مَعَ كُلِّ رِيحٍ لَمْ يَسْتَضِيئُوا بِنُورِ الْعِلْمِ وَلَمْ يَلْجَئُوا إِلَى رُكْنٍ وَثِيقٍ ، يَا كُمَيْلُ الْعِلْمُ خَيْرٌ مِنَ الْمَالِ ، الْعِلْمُ يَحْرُسُكَ وَأَنْتَ تَحْرُسُ الْمَالَ ، وَالْعِلْمُ يَزْكُو عَلَى الإِنْفَاقِ وَالْمَالُ تُنْقِصُهُ النَّفَقَةُ ، يَا كُمَيْلُ مَحَبَّةُ الْعَالِمِ دَيْنٌ يُدَانُ بِهِ ، فِي كَسْبِهِ الْعِلْمِ لَذَّتُهُ فِي حَيَاتِهِ وَجَمِيلُ الأُحْدُوثَةِ بَعْدَ وَفَاتِهِ ، وَنَفَقَةُ الْمَالِ تَزُولُ بِزَوَالِهِ ، وَالْعِلْمُ حَاكِمٌ وَالْمَالُ مَحْكُومٌ عَلَيْهِ ، يَا كُمَيْلُ مَاتَ خُزَّانُ الأَمْوَالِ وَهُمْ أَحْيَاءٌ ، وَالْعُلَمَاءُ بَاقُونَ مَا بَقِيَ الدَّهْرُ : أَعْيَانُهُمْ مَفْقُودَةٌ ، وَأَمْثَالُهُمْ فِي الْقُلُوبِ مَوْجُودَةٌ ، إِنَّ هَهُنَا لَعِلْمًا وَأَشَارَ إِلَى صَدْرِهِ لَوْ أَصَبْتَ لَهُ حَمَلَةً " ، ثُمَّ قَالَ : " اللَّهُمَّ بَلَى أَصَبْتَهُ لَقِنًا غَيْرَ مَأْمُونٍ عَلَيْهِ يَسْتَعْمِلُ آلَةَ الدِّينِ فِي الدُّنْيَا وَيَسْتَظْهِرُ بِحُجَجِ اللَّهِ عَلَى أَوْلِيَائِهِ وَبِنِعَمِهِ عَلَى كِتَابِهِ ، أَوْ مُنْقَادًا لِجُمْلَةِ الْحَقِّ لا بَصِيرَةَ لَهُ فِي إِحْيَائِهِ ، يَقْدَحُ الزَّيْغُ فِي قَلْبِهِ بِأَوَّلِ عَارِضٍ ، مِنْ شُبْهَةٍ ، اللَّهُمَّ لا ذَا وَلا ذَاكَ ، أَوْ مَنْهُومًا بِاللَّذَّاتِ ، سَلِسَ الْقِيَادِ فِي الشَّهَوَاتِ وَمُغْرَمًا بِالْجَمْعِ وَالادِّخَارِ ، وَلَيْسَ مِنْ رُعَاةِ الدِّينِ ، أَقْرَبُ شَبَهًا بِهِمَا الأَنْعَامُ السَّائِمَةُ ، وَكَذَلِكَ يَمُوتُ الْعِلْمُ بِمَوْتِ حَمَلَتِهِ " , ثُمَّ قَالَ : " اللَّهُمَّ بَلَى ، لا تَخْلُو الأَرْضُ مِنْ قَائِمِ اللَّهِ بِحُجَّةٍ إِمَّا ظَاهِرٌ مَشْهُورٌ ، وَإِمَّا خَائِفٌ مَغْمُورٌ ، لِئَلا تَبْطُلَ حُجَجُ اللَّهِ وَبَيِّنَاتُهُ فِيكُمْ ، وَأَيْنَ أُولَئِكَ ؟ أُولَئِكَ الأَقَلُّونَ عَدَدًا ، الأَعْظَمُونَ قَدْرًا ، بِهِمْ يَحْفَظُ اللَّهُ حَتَّى يُودِعُوهَا نُظَرَاءَهُمْ وَيَزْرَعُوهَا فِي قُلُوبِ أَشْبَاهِهِمْ ، هَجَمَ بِهِمُ الْعِلْمُ عَلَى حَقِيقَةِ الأَمْرِ فَبَاشِرُوا رَوْحَ الْيَقِينِ ، وَاسْتَسْهِلُوا مَا اسَتْوَعَرَ الْمُتْرَفُونَ ، وَأْنَسُوا بِمَا اسْتَوْحَشَ مِنْهُ الْجَاهِلُونَ ، وَاصْحَبُوا الدُّنْيَا بِأَرْوَاحٍ مُعَلَّقَةٍ بالمحل الأَعْلَى ، يَا كُمَيْلُ ، أُولَئِكَ خُلَفَاءُ اللَّهِ فِي أَرْضِهِ ، الدُّعَاةُ إِلَى دِينِهِ ، هَاهْ وَاشَوْقًا إِلَى رُؤْيَتِهِمْ ، أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ لِي وَلَكَ " .

القلم الحر
05-17-2012, 12:19 AM
وَلَئِن شِئْنَا لَنَذْهَبَنَّ بِالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ ثُمَّ لاَ تَجِدُ لَكَ بِهِ عَلَيْنَا وَكِيلا
هل لا زالوا يتسائلون عن مؤلف القران ؟؟
اين الابصار و البصائر لتتامل هذه الاية الشريفة ؟
كان الامام زين العابدين تعتريه صفرة عند الاقبال على الصلاة و هو شىء من حال جده المصطفى ص
هنا نفهم لماذا يخشى النبى ص المصطفى من الله: عقاب ربه ؟
انها عظمة الله تعالى التى تحكيها تلك الاية
فلو شاء الله ان يذهب بالوحى و يهلك محمدا ص نفسه/ من يمنعه ؟
انه ان شاء فعل لكنه لا يفعل !
قُلْ فَمَنْ يَمْلِكُ مِنَ اللّهِ شَيْئاً إِنْ أَرَادَ أَنْ يُهْلِكَ الْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ وَمَنْ فِي الأرْضِ جَمِيعاً
و ثمة معنى شريف من الاية هو حرية الذات الالهية فانه ان شاء فعل ,كما تقدم فى الكلام عن قوله تعالى { يَمْحُو اللّهُ مَا يَشَاء وَيُثْبِتُ وَعِندَهُ أُمُّ الْكِتَابِ }
و هو نسف لقواعد الفلاسفة التى جعلت الذات الالهية مغلولة اليد خاضعة للحتمية فما علمه تعالى لا يمكن نسخه عندهم

القلم الحر
05-17-2012, 05:22 AM
اختبار عدم الزيف
Test of Falsification
بحث في طرق إثبات نسبة القرآن إلى الله




هناك أكثر من طريقة اتبعها الباحثون ليتأكدوا من صدق نسبة القرآن الى الله ، ومن الطرق المعترف بها علميا هو (اختبار عدم الزيف ) :
حينما يأتي الفلكي بنظرية عليه ان يبرهن انها نظرية مقبولة ، وغير قابلة للدحض ، وحين يأتي الطبيب بنظرية عليه أن يبرهن انها غير زائفة ، وكذا علماء الفيزياء والكيمياء وبقية العلوم ، وكذا الأديان ودعاواها ، فعليها إثبات ذلك خصوصا حينما تنسب نفسها إلى الله ، عالم كل ما في الكون ، فيجب إثبات انها صادرة من خالق الأشياء وليس فيها تخالفا حقيقيا مع هذه الحالة :
القرآن هو الكتاب الوحيد الذي يطالب بالكشف عنه في اختبار عدم الزيف ، وهو مليء بالايات الكونية والعلمية بشكل ملفت للنظر وينادي بتفحص الكتاب لمعرفة حقيقة المعلومات فيه واذا كان مقدورا فليأتوا بمثله :
{أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلاَفًا كَثِيرًا} (النساء/82).
{أَمْ يَقُولُونَ تَقَوَّلَهُ بَل لاَ يُؤْمِنُونَ * فَلْيَأْتُوا بِحَدِيثٍ مِثْلِهِ إِنْ كَانُوا صَادِقِينَ} (الطور/34).
{ أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِثْلِهِ وَادْعُوا مَنْ اسْتَطَعْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ * بَلْ كَذَّبُوا بِمَا لَمْ يُحِيطُوا بِعِلْمِهِ وَلَمَّا يَأْتِهِمْ تَأْوِيلُهُ كَذَلِكَ كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الظَّالِمِينَ} (يونس/39).
هذه دعوة صارخة لأن يعثروا على أخطاء في القرآن واختلافات مع الواقع أو مع نفسه فيما بين آياته أو ان يأتون بمثله إذا كان مقدورا ، ولكن مضى 14 قرنا ولم يفلح الإنسان بالعثور على هكذا أخطاء واختلافات ، فالتحدي الكبير باختبار معلومات القرآن يعتبر اكبر معضلة لأعداء الإسلام ، وكل محاولاتهم باءت بالفشل حتى ان الكنيسة والعلماء في الغرب يعترفون ان الكثير من القسسة حاولوا ان يبطلوا القرآن ولكنهم (اسلموا) نتيجة هذه المحاولة نفسها ، لأن القرآن فرض نفسه عليهم ، ككتاب لا يأتيه الباطل من بين يديه .
فأين البديل المنطقي لنسبة القرآن إلى الله ؟
القران يصرح بانه كتاب من رب العالمين ، ويصرح في فقراته انه اذا لم يكن من الله فممن هو؟ اذن على مدعي ذلك ان يثبت هذا.
ان إثبات صدور هذه العلوم والحقائق التي في القرآن من إنسان عالم في ذلك الوقت ، لهو اقرب إلى المستحيل إذا لم يكن مستحيلا فعلا ، لأن فاقد الشيء لا يعطيه ، حيث فقدان وسائل المعرفة، كما هو حال وسائل المعرفة الحديثة ، فأين للعالم ان يأتي بذلك؟ ولكن أن تصدر هذه العلوم من إنسان يعيش في بيئة غير علمية مطلقا ، ولم يتعلم أبدا عند معلم معروف ، فهذا يمثل الاستحالة بعينها . فأنت تفترض العدم وجودا عند ذاك . فلهذا لا يوجد عاقل الا وهو يذعن بصلة النبي بالله ، وبكون القرآن كتاب الله . فلا يوجد بديل منطقي للتصريح الإلهي بأنه تنزيل من رب العالمين .
ومحاولات أهل الجاهلية في نسبة القرآن لغير الله ، كشفت جهلهم لأنهم اتهموا النبي بأمرين متناقضين في ان واحد ، فقد اتهموه بان به جنة ، {وَإِنْ يَكَادُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَيُزْلِقُونَكَ بِأَبْصَارِهِمْ لَمَّا سَمِعُوا الذِّكْرَ وَيَقُولُونَ إِنَّهُ لَمَجْنُونٌ * وَمَا هُوَ إِلاَّ ذِكْرٌ لِلْعَالَمِينَ } (القلم/52). بينما واقع القرآن يكشف انه صدر من منبع العقل والعلم .
واتهموه بانه ساحر ذكي يسحر الناس {أَكَانَ لِلنَّاسِ عَجَبًا أَنْ أَوْحَيْنَا إِلَى رَجُلٍ مِنْهُمْ أَنْ أَنْذِرِ النَّاسَ وَبَشِّرْ الَّذِينَ آمَنُوا أَنَّ لَهُمْ قَدَمَ صِدْقٍ عِنْدَ رَبِّهِمْ قَالَ الْكَافِرُونَ إِنَّ هَذَا لَسَاحِرٌ مُبِينٌ}(يونس/2).
وفي نفس الاتجاه اتهموه انه رسول الشيطان ، {وَمَا تَنَزَّلَتْ بِهِ الشَّيَاطِينُ * وَمَا يَنْبَغِي لَهُمْ وَمَا يَسْتَطِيعُونَ}(الشعراء/211).
وهذا نقيض التهمة الأولى القائلة انه صادر عن مجنون ، فالتخبط في الاتهامات نفسه يكشف عدم معرفة ما يريدون الوصول إليه ولا يملكون برهانا على ما يقولون فيتخبطون في الأقوال والتهم .
ثم انه مهما كان ذكيا فانه لا يستطيع أن يخترع في ذلك الوقت ميكروسكوبا متطورا وتكنولوجيا تستطيع الكشف عن مراحل خلق الجنين ، ولا يستطيع تصنيع تلسكوبا يرى فيه الفضاء . بينما نرى تعرض القرآن لأمور لم نصل إلى بعض معانيها الا في الوقت القريب جدا حيث تطورت وسائل تحصيل المعرفة من الكشف بالأشعة والتلسكوب والميكروسكوب وأدوات الكشف بالرنين الصوتي او المغناطيسي وما شابه ذلك من الكواشف الفيزيائية والكيميائية والرياضيات وعلم المنطق المتطور في البرمجيات . .
ثم اننا نقول للمعاند القائل إن القرآن صدر ممن به جنة : إذن أنت تدعي ان في القرآن معلومات جنونية؟ فآتنا بها ؟ فسيبهت قطعا والا فهو عديم الكرامة حيث يهدرها بمثل هذا الادعاء الأجوف المخجل الذي لا يستطيع حتى التمثيل له. ولو ادعى المعاند ان النبي حصل على المعلومات من غيره ونسبها لنفسه كذبا فهو مطالب ان يثبت هذا الغير ، من هو؟ واين هو ؟ وان يثبت قدرة احد من الناس ان يأتي بأمور لا تعرفها البشرية ولم تكتشفها الا قبل ثلاثين عاما فقط ، ثم كيف يكون كاذبا وهو يطالب بكشف كذبه ؟ فهل هناك من فعل ذلك من الكذابين ؟ بينما نرى ان إيمان الرسول ويقينه لا يدانيه أي إيمان وهذا ليس سلوك الكاذبين قطعا.
ان مثل هذه الفروض تعبّر عن مقدار الحرج والمحاصرة الأكيدة لمن يكذب على الإسلام فيكشف بنفس دعواه كذبه ، بدون أمر زائد.
يلاحظ المراقبون ملاحظة ذكية جدا ، وهي ان القرآن بشّر بدخول أبي لهب النار بشكل قاطع ووعد واضح وهو غير معلق على الكفر انما سيدخل هذا الرجل نار جهنم ، فلماذا لم يستطع المشركون وأبو لهب نفسه ان يكذّب الرسول والقرآن فيؤمن به فينتفي كونه من اهل النار فيبطل القرآن ، ان هذه الحادثة محيرة جدا.
ورد في تقرير الكنيسة في (الموسوعة الكاثوليكية الجديدة ) أمر مهم يشير فيه الى ان كل الفروض حول عدم صدقية نسبة القرآن الى الله مرفوضة : قال التقرير : (طرحت عدة نظريات عبر القرون عن مصدر القرآن ... واليوم لا يقبل عاقل ايا من هذه النظريات!!) فهل هناك تصريح اكبر من هذا من قبل جهةٍ سعت اكثر من 1400 سنة لتكذيب القرآن والنبي محمد ص ثم تصف ان كل محاولاتها لا يقبلها أي عاقل!!!
هذا هو نور محمد صلى الله عليه وآله وسلم .
ان من كبار رجال الكنيسة المتأخرين قس باحث اسمه هانز درس القرآن بعملية فحص دقيقة وانتهى الى قوله الشهير في تقريره : (لقد تكلم الله للانسان من خلال محمد) ، فهو يعترف ان هذا كلام الله وليس كلام محمد ، وهذه شهادة تصدر من مناوئ درس القرآن لنقضه .
احد المفكريبن الغربيين وهو القس الدكتور جاري ميللر رتب الفكرة على الطريقة التالية : اذا كان القرآن ليس وحيا فهو خداع إذن ، فما هو أصله؟ وأين هو الخداع؟ وعلى المدعي البينة ، ويقول هذا المفكر انه لا أحد استطاع ان يجيب على هذين السؤالين . والجواب الصحيح هو صحة صدور القرآن عن الله .
ثم ذكر هذا العالم جملة امور مدهشة من مئات الحقائق التي اغفلها عمدا مكتفيا بهذه :
ذكر القرآن ان الكون كان رتقا ففتقه الله ، وحين اكتشف عالمان غربيان نظرية الانفجار الكبير منحا جائزة نوبل والنص القرآني يشهد انه سبقهما.
ذكر القرآن ان انثى النحل هي التي تجمع العسل بينما لم يكتشف هذا الا من مدة قصيرة وكان الاعتقاد ان ذكر النحل هو من ينتج الرحيق .
ذكر قصة ابي لهب وخلال عشر سنوات لم يستطع ابي لهب ان يسلم فيكذب القرآن وهذا لا يقوم به الا علام الغيوب والقادر على تحريك المخلوقات ومعرفة مصيرها.
ذكر ان الشمس تسبح في الفضاء مما لم يكتشف الا مؤخرا حيث انه بعد اكتشاف ان الارض تدور حول الشمس كان الاعتقاد بان الشمس ثابتة . {وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ * وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ حَتَّى عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ * لاَ الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَهَا أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلاَ اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ}(يس/40).
ذكر القرآن ان اصل الكائنات الحية هو الماء وهو المكون الرئيسي وهذا لم يكن متوفرا حتى اكتشفت المكرسكوبات ليكتشف البروتوبلازما
كما ذكر ان القصص القرآنية لم يستطع اهل الكتاب دحضها رغم الاختلاف بين قصتهم وقصة القرآن لأن قصصهم لا يستطيعون اثباتها عمليا . وأضف ان قصة الطوفان المكتشفة بالنصوص الاثرية اقرب للقصة القرآنية .
ذكر القران مدينة ارم هي غير مذكورة في كل المدونات البشرية ولكن كم دهش الباحثون حين وجدوا في كتبتة مدينة مدفونة في سوريا اسمها (البا ) اسماء المدن التي تعاملت معها فكان اسم مدينة (ارم) واردا فيها ، وأنا أضيف كم كانت الدهشة عظيمة حينما اكتشفت الأقمار الصناعة مدينة مدفونة بالرمال المتحركة في غرب سلطنة عمان في ظفار قرب الربع الخالي وتبين أنها مدينة ارم التاريخية التي لا يوجد لها أي ذكر في المدونات البشرية ما عدا القرآن الكريم .
ان تكرار عمليات الصواب وعدم حصول الخطأ في القرآن يعني حسابيا ان نسبة وقوع القرآن عن غير علام الغيوب هو صفر حسب حساب الاحتمالات ، فيكون مقابله يقينيا 100% .
وهناك ظاهرة ينبغي ان يشار اليها وهي ظاهرة نفي علم النبي والبشر جميعا بالأشياء الموجودة في القرآن ، فهي جديدة لا تعرفها البشرية وهذا تحد لم يستطع أي متصد للقرآن ان يبطله :
{تِلْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهَا إِلَيْكَ مَا كُنتَ تَعْلَمُهَا أَنْتَ وَلاَ قَوْمُكَ مِنْ قَبْلِ هَذَا، فَاصْبِرْ إِنَّ الْعاقِبَةَ لِلْمُتَّقِينَ}(هود/49).

وهنا نشير الى بعض الظواهر العلمية والعقلية التي ذكرها القرآن الكريم :

لم يتكلم القرآن عن الادوية لحكمة نجهلها ، الا في الاشارة الى ان العسل شفاء وهذا لا يختلف عليه اثنان، أو ان القرآن شفاء للصدور أي الطب النفسي وهذا جزء من الاعجاز حيث ثبت مؤخرا ان الايمان والامل هما افضل الادوية للنفوس المريضة ، بخلاف جميع الكتب السماوية التي تورطت في النصوص الدوائية التي لا يمكن إثباتها .
اما في الطب فقد تعرض القرآن لخلق الجنين .
{يَاأَيُّهَا النَّاسُ إِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِنْ الْبَعْثِ فَإِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ مِنْ مُضْغَةٍ مُخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ لِنُبَيِّنَ لَكُمْ وَنُقِرُّ فِي الأَرْحَامِ مَا نَشَاءُ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى ثُمَّ نُخْرِجُكُمْ طِفْلاً ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ وَمِنْكُمْ مَنْ يُتَوَفَّى وَمِنْكُمْ مَنْ يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْلاَ يَعْلَمَ مِنْ بَعْدِ عِلْمٍ شَيْئًا وَتَرَى الأَرْضَ هَامِدَةً فَإِذَا أَنزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ وَأَنْبَتَتْ مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ}(الحج/5).
{ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّهُ يُحْيِ الْمَوْتَى وَأَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}(الحج/6).
{وَأَنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ لاَ رَيْبَ فِيهَا وَأَنَّ اللَّهَ يَبْعَثُ مَنْ فِي الْقُبُورِ}(الحج/7).

الانفجار الكبير واستمرار الاتساع الكوني وان الماء أصل الحياة

{أَوَلَمْ يَرَى الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنْ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلاَ يُؤْمِنُونَ}(الأنبياء/30).
{وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْيدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ}(الذاريات/47).

وصف حالة البحر النادرة في أعالي البحار :
{أَوْ كَظُلُمَاتٍ فِي بَحْرٍ لُجِّيٍّ يَغْشَاهُ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ سَحَابٌ ظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ إِذَا أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا وَمَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُورًا فَمَا لَهُ مِنْ نُورٍ}(النور/40).
وهنا يذكر القس جاري ميللر ان احد رواد البحار الكنديين تسائل عن كانت هذه الاية حين ترجمت له فقد اعتبره بحارا يسكن عمق البحار وقد وصف حالة نادرة في البحر تصادف البحار نادرا .

الذرة التي هي اصغر شيء عند القدماء ولكن القرآن يصرح بوجود ما هو اصغر منها :
{وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لاَ تَأْتِينَا السَّاعَةُ قُلْ بَلَى وَرَبِّي لَتَأْتِيَنَّكُمْ عَالِمِ الْغَيْبِ لاَ يَعْزُبُ عَنْهُ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلاَ فِي الأَرْضِ وَلاَ أَصْغَرُ مِنْ ذَلِكَ وَلاَ أَكْبَرُ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مُبِينٍ}(سبأ/3).
.

القلم الحر
05-17-2012, 05:42 AM
اثبتنا اعجاز القران فى الهدى و الجانب اللغوى و العلمى , مع معاجز محمدية مشهورة ذكرناها
اما المعجزات الحسية فمتواترة و طرقها النقلية لا تحصى و يستحيل عقلا ان يكون كل من نقلوها كذابين

القلم الحر
05-17-2012, 05:52 AM
##تم تحريره-الإشراف-
و ليس فيه بالتالى اعجمى , لان العربية هى اصل كل اللغات فافهم
و قد سعى الذين يريدون اطفاء نور الله بافواههم الى نسبة هذا الكتاب العزيز الى لغات اعجمية سيما السريانية
و يكفى ابطالا لسعيهم تامل لفظة واحدة وردت فى القران هى : حنيف
فال حنيف فى السريانية هو : الوثنى !
فلو كان القران متاثرا بالسريانية لما جعل الحنيف: الموحد
-ان ادراك تفوق العرب في البلاغة امر تثبته المقتضيات والبواعث التي تكاد تنعدم من حيث مجموعها عند امة من الامم, وربما يرجع ذلك الى اكثر من سبب:
الاول: ان من سبر غور النقل والموروث الادبي يجد شدة اهتمام العرب بالمخرجات الادبية بما لم يحدثنا التاريخ عن نظير له عند الامم السابقة واللاحقة بحيث صارت ارضهم منبت للأدب ومزرعة للبلاغة والفصاحة, وقد انعقدت سيرة ملوكهم وعظماؤهم منذ القدم على تقريب اهل الادب وصلتهم والخلع عليهم وتخصيصهم بالجوائز الثمنية والاعطيات العظيمة وهو امر لم يحدثنا التاريخ عن وجوده في اي مجتمع اخر .
ولم يكن الامر مقتصرا على العظماء والزعماء والملوك والامراء بل تعداه الى احاد الناس وسوقتهم والشاهد على ذلك المنتديات الادبية واسواق الشعر والخطابة والمهرجانات السنوية التي يعقدونها لهذا الغرض حتى قيل:(... وأما العرب فقد برعت في البلاغة، وامتازت بالفصاحة، وبلغت الذروة في فنون الأدب، حتى عقدت النوادي وأقامت الأسواق للمباراة في الشعر والخطابة. فكان المرء يقدر على ما يحسنه من الكلام، وبلغ من تقديرهم للشعر أن عمدوا لسبع قصائد من خيرة الشعر القديم، وكتبوها بماء الذهب في القباطي، وعلقت على الكعبة، فكان يقال هذه مذهبة فلان إذا كانت أجود شعره
واهتمت بشأن الأدب رجال العرب ونساؤهم، وكان النابغة الذبياني هو الحكم في شعر الشعراء. يأتي سوق عكاظ في الموسم فتضرب له قبة حمراء من الادم، فتأتيه الشعراء تعرض عليه أشعارها ليحكم فيها
اما بواعث ذلك واسبابه فنجده واضحا في كلمات ارباب الفن واستاذة الصناعة فأبو عمرو بن العلاء يصوّر فرط حاجة العرب إلى الشعر باعتباره هو "الذي يقيّد عليهم مآثرهم، ويضخّم شأنهم، ويهوّل على عدوهم ومن غزاهم، ويهيّب من فرسانهم، ويخوِّف من كثرة عددهم، ويهابهم شاعر غيره فيراقب غيرهم)). و يزيد النهشلي في بيان هذا الدور الذي يؤديه الشعراء، قائلا "ذبهم عن الأحساب، وانتصارهم به على الأعداءوقد ذكر ابن رشيق في العمدة نماذج من الشعر الذي قيل في الدفاع عن القبيلة، والانتصار لها من الخصوم تحت عنوان "باب احتماء القبائل بشعرائه". 
يقول ابن قتيبة: "وللعرب الشّعر الذي أقامه الله تعالى مقام الكتاب لغيرها، وجعله لعلومها مستودعاً، ولآدابها حافظاً، ولأنسابها مقيّداً، ولأخبارها ديواناً، لا يرِثّ على الدهر، ولا يبيد على مرّ الزّمان..."وأثنى ابن سلام على لبيد فقال: "كان في الجاهلية خير شاعر لقومه، يمدحهم، ويرثيهم، ويعدّ أيامهم ووقائعه ) وهكذا العلوي يبين العلوي باعثا اخر في اهتمام العرب بالادب قائلا: "إن الشعراء يحضّون على الأفعال الجميلة، وينهون عن الخلائق الذميمة، وإنهم سنّوا سبيل المكارم لطلابها، ودلّوا بناة المحامد على أبوابها.."ومن هنا صار نبوغ شاعر في قبيلة ما مدعاة للفخر والاعتزاز وحادثا نادرا يوجب الاحتفال به على وزان الاحداث العظيمة والاعياد الجليلة قال النهشلي: "وكان الشاعر في الجاهلية إذا نبغ في قبيلة ركبت العرب إليها فهنأتها به، لذبّهم عن الأحساب، وانتصارهم به على الأعداء. وكانت العرب لا تهنئ إلا بفرس مُنْتج، أو مولود ولد، أو شاعر نبغ).
وقال ابن رشيق: "كانت القبيلة من العرب إذا نبغ فيها شاعر أتت القبائل فهنأتها، وصنعت الأطعمة، واجتمع النساء يلعبن بالمزاهر كما يصنعون في الأعراس، ويتباشر الرجال والولدان؛ لأنه حماية لأعراضهم، وذبّ عن أحسابهم، وتخليد لمآثرهم، وإشادة بذكرهم. وكانوا لا يهنئون إلا بغلام يولد، أو شاعر ينبغ فيهم، أو فرس تنتج.."ويستطرد النهشلي في حديثه عن منزلة الشعر عند العرب ومقامه الرفيع، مبيّنا سبب كل ذلك بالقول: "كانت العرب لا تعدل بالشعر كلاماً، لما يفخّم من شأنهم، ويُنْهي من ذكرهم.
و أبو عمرو يبيّن مكانة الشعراء عند العرب، بقوله: "كانت الشعراء عند العرب في الجاهلية بمنزلة الأنبياء في الأمم.."ولهذه المنزلة رفع الشعر ووضع، وخيفت ألسنة الشعراء، وكان لهم أسنان وأقدار، تُقبل شفاعتهم، وتكرم وفادتهم، ويُنزل عند قضائهم.
وبسبب التصاقه بوجدان الجماهير، وتجنّده في خدمة قضاياهم، وتحريه الصدق، علا شأنه في العرب، وسمت منزلته، ونُظِرَ إلى الشاعر على أنه مصدر الحكمة والحق، حتى قال قائلهم:
"كل حكمة لم ينزل فيها كتاب، ولم يُبْعث بها نبي، ذخرها الله حتى تنطق بها ألسن الشعراء.
واحتكم العرب إلى الشعر في أمور حياتهم، فكان مسموع الكلمة، نافذ الرأي، قال ابن سلام:
"كان الشعر في الجاهلية عند العرب ديوان علمهم، ومُنْتَهى حكمهم، به يأخذون، وإليه يصيرون".ولقد آمن العرب بالذات أن شعرهم هو وعاء تجاربهم، ومستودع حكمتهم، وهو ديوان معارفهم وعلومهم. وتتردد على ألسنة نقاد كثيرين عبارة: "الشعر ديوان العرب" التي تعني ما يمكن أن نطلق عليه بمصطلح العصر "دائرة معارفهم".قال ابن فارس: "الشعر ـ شعر العرب ـ ديوانهم، وحافظ آثارهم، ومقيّد أحسابهم".وقال الثعالبي: "كان يقال: الشعر ديوان العرب، ومعدن حكمتها، وكنز أدبها".وقال التّبريزيّ عن الشعر: "أفضل الأمم من كان به أمهر، وحظّه فيه أوفر، وهم العرب الذين جعلوه ديوانهم الذي به يحفظون المكارم والمناسب، ويقيّدون به الأيام والمناقب، ويخلدون به معالم الثناء، ويبقون به مواسم الهجاء، ويضمّنونه ذكر وقائعهم في أعدائهم، ويستودعونه حفظ صنائعهم إلى أوليائهم.."وقرن أبو عمرو بن العلاء الشعر بالعلم، فقال: "ما انتهى إليكم ممّا قالت العرب إلا أقلّه، ولو جاءكم وافراً لجاءكم علم وشعر كثير.."وعبّر ابن قتيبة عن احتواء الشعر العربيّ على كم هائل من المعرفة والخبرة والحكمة بقوله: "الشعر معدن علم العرب، وسفر حكمتها، ومستودع أيامها، والسور المضروب على مآثرها، والخندق المحجوز على مفاخرها، والشاهد العَدْل يوم النّفار، والحجة القاطعة عند الخصام، ومن لم يقم عندهم على شرفه، وما يدّعيه لسلفهن من المناقب الكريمة، والفعال الحميد بيتٌ منه؛ شذّت مساعيه وإن كانت مشهورة، ودرست على مرور الأيام وإن كانت جساماً. ومن قيّدها بقوافي الشعر، وأوثقها بأوزانه، وأشهرها بالبيت النادر، والمثل السائر، والمعنى اللطيف، أخلدها على الدهر، وأخلصها من الجحد، ورفع عنها كيد العدو، وغض عين الحسود.
وعلى نحو ما أوضحت أقوال النقاد العرب التي ذكرنا طائفة منها وظيفة الشعر في حفظ المآثر والأحداث، وتسجيل الوقائع والأيام، بيّن النهشليّ كذلك هذه الوظيفة، فذكر أنه لولا الشعر لجُهل تاريخ بعض القبائل، وضاعت مآثر وأفعال ولم يقم لها أبداً منار. يقول:
"فلولا الشعر لم يقم لهذه الأفعال علم، ولا رُفع لها منار، ولدرست آثارها، كما درس كثير لم يقيّده الشعر، كالذي نسي من أفعال بني حنيفة وعجل، إذ لم يكن فيهم شعر، فدخلوا في جملة الخاملين"
الثاني: تعد اللغة العربية من أغنى لغات الدنيا ثروة وأكثرها أصواتاً وأغناها مقاطعا وحروفا وتعابير حقيقيّة ومجازيّة واستعارات وكنايات بنحو ينعدم وجود مثله عند اللغات الاخرى وهذا مايفسر عدم وقوف اي لغة في وجهها والتفوق عليها او مجاراتها رغم ان هذه اللغة وباعتبارها اداة المعارف الدينية قد انفتحت على عشرات الامم واللغات والثقافات الا ان الجميع بخع الى قدرتها البلاغية الفائقة بحيث لم يحدثنا التاريخ عمن شكك في ذلك حتى اشد خصومها واصلف مناؤيها.
وبالتفات الى هذين العاملين يظهر سر ذهاب العرب في العلوم الادبية شاؤا بعيدا جعلتهم يحوزون قصب السبق في ميدان البلاغة.
يقول المستشرق بلاشير في تاريخ الأدب العربي، 2 / 31
.
لا جرم في أنه إذا كان ثمة شيء تعجز الترجمة عن أدائه فإنما هو الإعجاز البياني واللفظي والجرس الإيقاعي في الآيات المنزلة في ذلك العهد.. إن خصوم محمد [عليه الصلاة والسلام] قد أخطئوا عندما لم يشاءوا أن يروا في هذا إلا أغاني سحرية وتعويذية، وبالرغم من أننا على علم – استقرائيًا فقط – بتنبؤات الكهان، فمن الجائز لنا الاعتقاد مع ذلك بخطل هذا الحكم وتهافته، فإن للآيات التي أعاد الرسول [عليه الصلاة والسلام] ذكرها في هذه السور اندفاعًا وألقًا وجلالة تخلِّف وراءها بعيدًا أقوال فصحاء البشر كما يمكن استحضارها من خلال النصوص الموضوعة التي وصلتنا.

ويضيف هذا الاستاذ المتمرس في الادب العربي كما في القرآن الكريم، ص 102 – 103 (.....إن القرآن ليس معجزة بمحتواه وتعليمه فقط، إنه أيضًا ويمكنه أن يكون قبل أي شيء آخر تحفة أدبية رائعة تسمو على جميع ما أقرته الإنسانية وبجَّلته من التحف.. ...)
.وعلى غرار كلام بلاشير يقول الدكتور فليب حتي استاذ التأريخ الاسلامي ورئيس قسم اللغات والآداب الشرقية في جامعة برنستو,فيالإسلام منهج حياة ، ص 62:"إن الأسلوب القرآني مختلف عن غيره، ثم إنه لا يقبل المقارنة بأسلوب آخر، ولا يمكن أن يقلّد. وهذا في أساسه، هو إعجاز القرآن.. فمن جميع المعجزات كان القرآن المعجزة الكبرى...

القلم الحر
05-17-2012, 06:19 AM
قريش الحائرة

بقي القران يشكل تحديا لاعدائه من العرب وهاجسا لهم على طول الخط وهم يرونه يزداد اتساعا وانتشارا وقوة واستحكاما حتى دخل بيوتهم وافسد عليهم اهلهم وذويهم حتى بعد هجرة النبي-ص- وانتقاله الى محله الجديد, زغني عن البيان ان التنافس التأريخي بين احياء قريش وبطونها كان على اشده ولاجيال متواصلة فقد علم كل من سبر غور التواريخ بأن فرع هاشم كانوا متميزين على البقية غاية التمييز فكرا وسلوكا مما جعلهم محل احترام القبائل والملوك وهذا كله اوجب ان تحسدهم غالبية الفروع الاخرى وهو امر يكاد يكون في مصاف البديهيات في ظل مجتمع قبلي رأس ماله التفاخر وحب التميز والجاه والسمعه في فكرهم وسلوكهم.  
وقد سأل «الاخنسُ بن شريق» - وهو من أعداء رسول اللّه - أبا جهل يوماً : يا ابا الحكم ما رأيك فيما سمعتَ من «محمّد» ؟
فقال : ماذا سمعتُ، تنازعنا نحن وبنو عبد مناف الشرف، أطعمُوا فأطعمنا، وحملوا فحملنا، وأعطوا فأعطينا حتى إذا تجاذبنا على الركب، وكنا كفرسي رهان، قالوا : منّا نبيّ يأتيه الوحيُ من السماء، فمتى تدركُ مثل هذه، واللّه لا نؤمنُ به أبداً ولا تصدّقه.
وصدق الله العظيم القائل:
(أم يحسدون الناس على مآتاهم الله من فضله فقدآتينا آل إباهيم الكتاب والحكم والنبوة وآتيناهم ملكا عظيما)
ثم كان حصار شعب ابي طالب؟ وملاحقة الهاربين بدينهم الى الحبشة والسعي لاسترجاعهم بشى الوسائل والحيل
مع الاغراءات التي عرضوها على النبي -ص- لحثه على ترك دعواه
:{وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ}[سورة القلم].
قالوا (...كان «عتبة بن ربيعة» من كبراء قريش واشرافها، ويوم أسلم «حمزة» وأصبح أصحاب رسول اللّه يزيدون ويكثرون اغتمّت قريش كلّها، وخشي زعماء المشركين ان ينتشر الإسلام اكثر من هذا فقال عتبة وهو جالس في نادي قريش يوماً، ورسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله جالس في المسجد وحده : يا معشر قريش ألا أقوم الى «محمّد» فاكلّمه وأعرض عليه اُموراً لعلّه يقبل بعضها فنعطيه أيها شاء ويكف عنا ؟
فقالوا : بلى يا أبا الوليد قم اليه فكلّمه
فقام إليه «عتبة» حتى جلس الى رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله، فقال : يا ابن أخي إنك منّا حيث ما قد علمت من الشرف في العشيرة والمكان في النسب، وانك قد أتيت قومك بأمر عظيم فرّقت به جماعتهم وسفّهت به أحلامهم، وعبت به آلهتهم، ودينهم، وكفّرت به من مضى من آبائهم، فاسمع مني اُعرض عليك اُموراً تنظر فيها لعلّك تقبل منها بعضها، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله قل يا أبا الوليد اسمع
قال : يا ابن أخي إن كنت إنّما تريد بما جئت به من هذا الأمر مالاً جمعنا لك من أموالنا حتى تكون اكثرنا مالاً، وان كنت تريد به شرفاً سوّدناك علينا حتى لا نقطع أمراً دونك، وإن كنت تريدُ به مُلكاً ملّكناك علينا، وإن كان هذا الذي يأتيك رئيّاً (وهو ما يتراءى للناس من الجنّ) تراه لا تستطيعُ ردّهُ عن نفسك طلبنا لك الطبّ، وبذَلنا فيه أموالنا حتى نُبرئك منه فإنه ربّما غلب التابع على الرجل حتى يداوي منه، حتى إذا فرغ «عتبة»، ورسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله يستمع منه قال : أقد فرغت يا أبا الوليد ؟ قال : نعم قال : فاسمع منّي، قال : إفعل، قال:
بِسم اللّه الرّحمنِ الرّحيم. حم. تنزيل مِن الرّحمنِ الرّحيم. كِتاب فُصِّلت آياتُهُ قُرآناً عربيّاً لِقوم يعلمُون. بشيراً ونذيراً فأعرض اكثرُهُم فهُم لا يسمعُون. وقالُوا قُلُوبُنا في أكنّةٍ مِمّا تدعُونا إليهِ)
ثم مضى رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله فيها يقرؤها عليه، فلمّا سمعها منه «عتبة» أنصت لها وألقى يديه خلف ظهره معتمداً عليهما يسمع منه وبقي على هذا مدة من الزمن صامتاً وكأنه قد سُلِب قدرة النطق، ثم انتهى رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله الى السجدة فسجد ثم قال
قد سمعت يا أبا الوليد ما سمعت فأنت وذاك فقام «عتبة» الى أصحابه وقد تغيّرت ملامحُه فقال بعضهم لبعض : نحلف باللّه لقد جاءكم أبو الوليد بغير الوجه الذي ذهب به !! فلما جلس إليهم قالوا : ما وراءك يا أبا الوليد ؟
قال : ورائي اني قد سمعتُ قولاً واللّه ما سمعت مثله قط، واللّه ما هو بالشعر، ولا بالسحر، ولا بالكهانة، يا معشر قريش، أطيعوني واجعلوها بي، وخلّوا بين هذا الرجل وبين ما هو فيه فاعتزلوه، فواللّه ليكوننّ لقوله هذا الذي سمعتُ منه نبأ عظيم، فان تصِبهُ العربُ فقد كفيتموه بغيركم، وان يظهر على العرب فمُلكه ملكُكُم، وعزُه عزّكم، وكنتم أسعد الناس به
فانزعجت قريش من مقالة «عتبة» هذا وسخرت به وقالت : سحرَك واللّه يا أبا الوليد بلسان
!!
قال : هذا رأيي، فاصنعوا ما بدا لكم
ولما فشلت تلك المحاولات قرروا تصفيته-ص- جسديا
{(وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ}[سورة الأنفال].
مع سفراتهم-الدينية- المتكررة تارة الى يهود المدينة واخرى الى نصارى نجران وثالثة الى الحيرة ورابعة الى فارس طلبا لتعلّم اساطير رستم واسفنديار سعيا لمحاولة الرد على ماجاء به النبي الاعظم-ص-

و جدلالتهم المستمرة ومطاليبهم المستحيلة واستفهاماتهم المتكررة ومحاججاتهم العقيمة التي سجلها القران الكريم نفسه عن اكابرهم وطلائع مجتمعهم؟؟
{سَيَقُولُ الَّذِينَ أَشْرَكُوا لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا أَشْرَكْنَا وَلَا آبَاؤُنَا وَلَا حَرَّمْنَا مِنْ شَيْءٍ كَذَلِكَ كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ حَتَّى ذَاقُوا بَأْسَنَا قُلْ هَلْ عِنْدَكُمْ مِنْ عِلْمٍ فَتُخْرِجُوهُ لَنَا إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ أَنْتُمْ إِلَّا تَخْرُصُونَ}[سورة الأنعام]. وقوله تعالى:{ وَقَالُوا مَا هِيَ إِلَّا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا وَمَا يُهْلِكُنَا إِلَّا الدَّهْرُ وَمَا لَهُمْ بِذَلِكَ مِنْ عِلْمٍ إِنْ هُمْ إِلَّا يَظُنُّونَ [24] وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ مَا كَانَ حُجَّتَهُمْ إِلَّا أَنْ قَالُوا ائْتُوا بِآبَائِنَا إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ[25]}[سورة الجاثية].
:{وَقَالُوا لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى تَفْجُرَ لَنَا مِنَ الْأَرْضِ يَنْبُوعًا[90]أَوْ تَكُونَ لَكَ جَنَّةٌ مِنْ نَخِيلٍ وَعِنَبٍ فَتُفَجِّرَ الْأَنْهَارَ خِلَالَهَا تَفْجِيرًا[91]أَوْ تُسْقِطَ السَّمَاءَ كَمَا زَعَمْتَ عَلَيْنَا كِسَفًا أَوْ تَأْتِيَ بِاللَّهِ وَالْمَلَائِكَةِ قَبِيلًا[92]أَوْ يَكُونَ لَكَ بَيْتٌ مِنْ زُخْرُفٍ أَوْ تَرْقَى فِي السَّمَاءِ وَلَنْ نُؤْمِنَ لِرُقِيِّكَ حَتَّى تُنَزِّلَ عَلَيْنَا كِتَابًا نَقْرَؤُهُ قُلْ سُبْحَانَ رَبِّي هَلْ كُنْتُ إِلَّا بَشَرًا رَسُولًا[92]}[سورة الإسراء].
{وَلَوْ أَنَّنَا نَزَّلْنَا إِلَيْهِمُ الْمَلائِكَةَ وَكَلَّمَهُمُ الْمَوْتَى وَحَشَرْنَا عَلَيْهِمْ كُلَّ شَيْءٍ قُبُلاً مَّا كَانُوا لِيُؤْمِنُوا إِلا أَن يَشَاءَ اللهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ يَجْهَلُونَ} ، وقوله {وَمَا مَنَعَنَا أَن نُّرْسِلَ بِالآَيَاتِ إِلا أَن كَذَّبَ بِهَا الأَوَّلُونَ وَءَاتَيْنَا ثَمُودَ النَّاقَةَ مُبْصِرَةً فَظَلَمُوا بِهَا وَمَا نُرْسِلُ بِالآَيَاتِ إِلا تَخْوِيفًا}.
(وَعَجِبُوا أَن جَاءهُم مُّنذِرٌ مِّنْهُمْ وَقَالَ الْكَافِرُونَ هَذَا سَاحِرٌ كَذَّابٌ (4) أَجَعَلَ الْآلِهَةَ إِلَهاً وَاحِداً إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ (5) وَانطَلَقَ الْمَلَأُ مِنْهُمْ أَنِ امْشُوا وَاصْبِرُوا عَلَى آلِهَتِكُمْ إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ يُرَادُ (6) مَا سَمِعْنَا بِهَذَا فِي الْمِلَّةِ الْآخِرَةِ إِنْ هَذَا إِلَّا اخْتِلَاقٌ) سورة ص. لاحظ مبلغ اهتمام-الملأ- بشؤون الدعوة والتصدي لها.
و حيرتهم في تحديد مصدر استقاء النبي الاكرم -ص- كلامه؟؟
فتارة معلم مجنون وتارة شاعر وثالثة كاهن ورابعة ساحر وووووالخ.
((كَلَّا إِنَّهُ كَانَ لِآيَاتِنَا عَنِيداً{16} سَأُرْهِقُهُ صَعُوداً{17} إِنَّهُ فَكَّرَ وَقَدَّرَ{18} فَقُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ{19} ثُمَّ قُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ{20} ثُمَّ نَظَرَ{21} ثُمَّ عَبَسَ وَبَسَرَ{22} ثُمَّ أَدْبَرَ وَاسْتَكْبَرَ{23} فَقَالَ إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ يُؤْثَرُ{24} إِنْ هَذَا إِلَّا قَوْلُ الْبَشَر):{وَعَجِبُوا أَنْ جَاءَهُمْ مُنْذِرٌ مِنْهُمْ وَقَالَ الْكَافِرُونَ هَذَا سَاحِرٌ كَذَّابٌ[4]}[سورة ص].
{...وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلْحَقِّ لَمَّا جَاءَهُمْ إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ مُبِينٌ[43]}[سورة سبأ].»
و يقول سبحانه :
(ذرني ومَن خلقتُ وحيداً. وجعلت لهُ مالاً ممدُوداً. وبنين شُهودا...... إِنّهُ فَكّرَ وَقَدّرَ * فَقُتِلَ كَيْفَ قَدّرَ * ثُمّ قُتِلَ كَيْفَ قَدّرَ * ثُمّ نَظَرَ * ثُمّ عَبَسَ وَبَسَرَ * ثُمّ أَدْبَرَ وَاسْتَكْبَرَ * فَقَالَ إِنْ هَـَذَآ إِلاّ سِحْرٌ يُؤْثَرُ * إِنْ هَـَذَآ إِلاّ قَوْلُ الْبَشَرِ)

مع محاولات قريش المحمومة الحيلولة دون وصول صوت القران الكريم الى وفود القبائل القادمة الى مكة للحج وغيره وتأثرهم به؟

و المعروف ان المشركين اتهموا النبي -ص- بتعاطي الشعر ووصفوا مايأتي به بانه لايعدو ان يكون شعرا والقران الكريم نفسه سجل هذا الاتهام في أيات متعددة:
(بَلْ قَالُوۤاْ أَضْغَاثُ أَحْلاَمٍ بَلِ ٱفْتَرَاهُ بَلْ هُوَ شَاعِرٌ فَلْيَأْتِنَا بِآيَةٍ كَمَآ أُرْسِلَ ٱلأَوَّلُونَ) الانبياء 5
وَيَقُولُونَ أَئِنَّا لَتَارِكُوۤاْ آلِهَتِنَا لِشَاعِرٍ مَّجْنُون) الصافات 36
أَمْ يَقُولُونَ شَاعِرٌ نَّتَرَبَّصُ بِهِ رَيْبَ ٱلْمَنُون) الطور 30
وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَاعِرٍ قَلِيلاً مَّا تُؤْمِنُون)الحاقة 41

وقد سجل القران ايضا ادعائهم القدرة على الاتيان بمثله:
(وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا قَالُواْ قَدْ سَمِعْنَا لَوْ نَشَاء لَقُلْنَا مِثْلَ هَـذَا إِنْ هَـذَا إِلاَّ أَسَاطِيرُ الأوَّلِينَ [ سورة الأنفال اية 13) وهذا يثبت امرين:
الاول: انهم قادرون على الاتيان بمثل القران الكريم لانه بزعمهم ينتمي الى الصناعة الشعرية ربما تعويلا على تضمن القران الكريم نتفا من الكلام الموزن الذي يمكن ان يطابق البحور الشعرية المعروفة.
الثاني: ان المساحة الزمنية للاتيان به كافية وهم لايشكون من ضيقها لانهم لم يدعوا ذلك لتصريحا ولاتلميحا اولا ولان الامر مادام متعلقا بالشعر فهو مقدور لهم ولايحتاج الامر الا فترة زمنية قصيرة نسبية للقيام بهذه المهمة لاسيما وان المطلوب منهم مايضاهي سورة قصيرة تعدل سطرا واحدا او بضع اسطر على ابعد تقدير
ومن البيّن ان الحكاية القرانية هذه حجة حتى على من لم يؤمن بربانية القران الكريم بعد كون تلك الاتهامات سجلها النص القراني واعلنها نبي الاسلام -ص- عليهم ولم يتصد احد الى رده او تكذيبه,
ان نفس سكوتهم عن التعليق على التحدي مع وجود الداعي للرد لايبرر الا بالعجز عنه
كان القران الكريم يمثل هاجسا مرعبا لفراعنة قريش وصناديد الشرك حتى بعد الهجرة الشريفة لانه لازال يؤثر اثره الكبير في نفوس اهل مكة وغيرها ومن مختلف الطبقات فيقود الكثير منهم الى الهجرة والدخول في الاسلام ,ومعلوم ان دعوة الاسلام بمجموعها تتكي على اعجاز القران ولو استطاع احد مجاراته واجابة تحديه لضرب الاسلام في مقتل ولأدخل الشبهة على اتباعه لاسيما ضعاف الايمان و هكذا مرضى القلوب ومن مردوا على النفاق,وهذا كله يؤدي لامحالة الى تشويش بالغ الاثر وسط المجتمع الاسلامي الفتي,ولايظنن عاقل ان كفار العرب ومردة اهل الكتاب ومتعاطي النفاق غابت عنهم هذه الافكار الشيطانية فلم يعملوا على تأجيجها وتفعيلها اكتفاء منهم بحرب عسكرية جميع المعطيات الموضوعية تؤكد ان نصيبهم منها الخسارة لامحالة.

ان من كانت له ادنى المامة بالمعارف الاسلامية والقيم الدينية التي جاء بها النبي الاكرم -ص- وتذوق الجاذبية القرانية التي حيرت الالباب وادهشت العقول ,ثم رمى ببصره تلقاء البيئة العربية الجدباء من كل مايتصل بالدين والعلم,المبتلاة بفوضى الشرك وتعدد الديانات,غير المحكومة باي نظام سياسي ذي قيمة
يقطع ان دعوة الاسلامية سيكون لها شأن عظيما يهتز لها واقع تلك البيئة اهتزازا عنيفا,وهو ماكان يحدسه الكثير من مشركي قريش وغيرهم وقد تقدم قول بعضهم مخاطبا قومه:(قد سمعتُ قولاً واللّه ما سمعت مثله قط، واللّه ما هو بالشعر، ولا بالسحر، ولا بالكهانة، يا معشر قريش، أطيعوني واجعلوها بي، وخلّوا بين هذا الرجل وبين ما هو فيه فاعتزلوه، فواللّه ليكوننّ لقوله هذا الذي سمعتُ منه نبأ عظيم، فان تصِبهُ العربُ فقد كفيتموه بغيركم، وان يظهر على العرب فمُلكه ملكُكُم، وعزُه عزّكم، وكنتم أسعد الناس به...)
وفحوى هذه النقطة سجلها القران الكريم في بعض اياته (وقالوا إن نتبع الهدى معك نتخطف من أرضنا أولم نمكن لهم حرما آمنا يجبى إليه ثمرات كل شيء رزقا من لدنا ولكن أكثرهم لا يعلمون) القصص

القلم الحر
05-17-2012, 06:29 AM
إِلَهِي أَلْهِمْنَا طَاعَتَكَ وَ جَنِّبْنَا مَعَاصِيَكَ ،

وَ يَسِّرْ لَنَا بُلُوغَ مَا نَتَمَنَّى مِنِ ابْتِغَاءِ رِضْوَانِكَ ،

وَ أَحْلِلْنَا بُحْبُوحَةَ جِنَانِكَ ،

وَ اقْشَعْ عَنْ بَصَائِرِنَا سَحَابَ الِارْتِيَابِ ،

وَ اكْشِفْ عَنْ قُلُوبِنَا أَغْشِيَةَ الْمِرْيَةِ وَ الْحِجَابِ ،

وَ أَزْهِقِ الْبَاطِلَ عَنْ ضَمَائِرِنَا ، وَ أَثْبِتِ الْحَقَّ فِي سَرَائِرِنَا ،

فَإِنَّ الشُّكُوكَ وَ الظُّنُونَ لَوَاقِحُ الْفِتَنِ ،

وَ مُكَدِّرَةٌ لِصَفْوِ الْمَنَائِحِ وَ الْمِنَنِ .

اللَّهُمَّ احْمِلْنَا فِي سُفُنِ نَجَاتِكَ ، وَ مَتِّعْنَا بِلَذِيذِ مُنَاجَاتِكَ ،

وَ أَوْرِدْنَا حِيَاضَ حُبِّكَ ، وَ أَذِقْنَا حَلَاوَةَ وُدِّكَ وَ قُرْبِكَ ،

وَ اجْعَلْ جِهَادَنَا فِيكَ ، وَ هَمَّنَا فِي طَاعَتِكَ ،

وَ أَخْلِصْ نِيَّاتِنَا فِي مُعَامَلَتِكَ ، فَإِنَّا بِكَ وَ لَكَ ،

وَ لَا وَسِيلَةَ لَنَا إِلَيْكَ إِلَّا بِكَ .

القلم الحر
05-17-2012, 07:10 PM
وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلاَفًا كَثِيرًا
احتج القران هنا على ربانية مصدرة بعدم وجود الاختلاف الكثير
ان المقصود الاحكام و عدم الاختلاف من سياق لاخر
فبتتبع مفردات معينة تلمس احكاما مذهلا يعجز عن صياغته انسان
مثلا لفظ : الانسان
ان موارد ذكر الإنسان في القرآن موارد ذمّ في أكثرها - إلا إذا استثنى، بينما موارد البشر موارد ثناء ومديح من غير ما استثناء. بل من أصل (65) مورداً
مثل : انه ليؤس كفور
و يدع الإنسان بالشر دعاءه بالخير
وكان الإنسان عجولا
وكان الإنسان كفورا
ان الإنسان لكفور
وحملها الإنسان انه كان ظلوماً جهولا
كمثل الشيطان إذا قال للإنسان اكفر - فلّما كفر
قتل الإنسان ما أكفره.... إلى آخر تلك الموارد.
اما البشر فقد اطلق على الانبياء والاصفياء والرسل والخاصّة:
فارسلنا إليها روحنا فتمثل لها بشراً سوياً
لاحظ انه لا يتمثل بالإنسان لأنه واطئ.
قل سبحان ربي هل كنت إلا بشراً رسولا
قل إنما أنا بشر مثلكم يُوحى إلى
ما أنت إلا بشر مثلنا
فكون الرسل مثلهم أي مثل الإنسان في الخلقة لكنهم بالمعرفة والارتباط بالمبدأ ودرجة الترقي بشر وليسوا من الإنسان.
لقد احكمت اياته فى استعمال اللفظ فى سياقات مختلفة دون وقوع اختلاف
و لا يوجد كتاب فى الكون يشبه القران فى ذلك
بل يعجز البشر عن فعل ذلك اى ان يستعملوا لفظا بمفهوم محدد فى سياقات مختلفة كسياقات القران التى تبدو للناظر اول وهلة غير مرتبة فينتقل من موقف لاخر

القلم الحر
05-18-2012, 12:43 AM
نواصل ..
مثال اخر :
العباد و العبيد
يجد المتدبر ان لفظ " العباد فى الكتاب المحكم المعجز يراد به الصالحون
بينما لفظ " العبيد " فى كل سياق يراد به المجرمون
يدل الاستخدام القرآني للفظ ( عباد ) أنهم جماعة المؤمنين كما في الآيات الكريمة التالية :

1. إن الأرض لله يورثها من يشاء من عباده .. ( الأعراف 28 )
2. جنات عدن التي وعد الرحمن عباده بالغيب . . ( مريم 61 ) والكفار ليس لهم وعدٌ كهذا .
3. يلقي الروح من أمره على من يشاء من عباده . ( غافر 15 )
4. إن عبادي ليس لك عليهم سلطان . ( الحجر 42 )
5. وأنابوا إلى الله لهم البشرى فبشّر عباد . ( الزمر 17 )
6. يا عبادِ لا خوفٌ عليكم اليوم ولا أنتم تحزنون . ( الزخرف 68 )
7. إلاّ عباد الله المخلصين / لكنّا عباد الله المخلصين . ( الصافات 39 ، 73 ) أربعة موارد .
8. أن أدّوا إلي عباد الله . ( الدخان 18 )
9. إنه من عبادنا المؤمنين . أربعة موارد أخرى في الصافات عند ذكر الأنبياء .
10. فوجدا عبداً من عبادنا آتيناه رحمة من عندنا ( الكهف 65 )
11. وقل لعبادي يقولوا التي هي أحسن ( الإسراء 52 )
12. وأوحينا إلى موسى أن أسر بعبادي إنّكم متّبعون ( الشعراء 52 )
13. يا أيتها النفس المطمئنة أرجعي إلى ربّك راضيةً مرضية فادخلي في عبادي وادخلي جنتي ( الفجر 29 )

هذه الموارد هي نماذج من الموارد الكلية البالغ عدده 96 مورداً للفظ ( عباد ) . أما لفظ ( عبيد ) فقد ورد خمس مرات فقط كلّها في الكفار وهذه هي الموارد :# الصواب أن يقال إن سياقاتها في الحديث عن المغصية أو الإساءة وليس الكفار # الإشراف *

1. قال لا تختصموا لدي وقد قدمت إليكم بالوعيد . ما يبدّل القول لديّ وما أنا بظلام للعبيد . ( ق 28 ، 29 )
2. ذلك بما قدّمت أيديكم وإن الله ليس بظلاّم للعبيد ( آل عمران 182 )
3. ذلك بما قدّمت أيديكم وإن الله ليس بظلاّم للعبيد ( آل عمران 182 )
4. ومن أساء فعليها وما ربّك بظلامٍ للعبيد ( فصلت 46 )
5. ذلك بما قدّمت يداك وإن الله ليس بظلاّم للعبيد . (الحج 10)

القلم الحر
05-18-2012, 04:06 AM
الاخوة الكرام
اكتفى بهذا القدر و هو كافى لاولى الالباب

عيون السود@
05-18-2012, 09:26 PM
جزاك الله خيرا ياأخ على جهدك الذي تشكر عليه في أثبات نبوة نبينا محمد عليه الصلاة والسلام وما أنزل اليه من كلام الله تعالى ولكي تكمل هذا الاثبات فعليك الان مشكورا أثبات صدق من صدقوا بنبوة نبينا محمد عليه الصلاة والسلام والذين تواتروا عن نبينا محمد عليه الصلاة

والسلام وهم آله وصحابته آجمعين !

قال الله تعالى :

مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلا مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الإِنجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا


سورة الفتح آية 29

وصدق الله العظيم

هدانا الله تعالى لصراطه المستقيم

آمين يارب العالمين

أسلمت لله 5
05-19-2012, 12:02 AM
جزاك الله خيرا أخى الكريم .. هذا الموضوع يعتبر علامة لا يفقهها فعلا إلا أولى الألباب :emrose:

أبو عثمان
05-19-2012, 01:11 AM
أخي قلم أرجو تفريغ صندوق رسائلك .

القلم الحر
05-20-2012, 05:38 PM
الاخوة الاحباب
بارك الله فيكم

عيون السود@
05-21-2012, 12:11 AM
جزاك الله خيرا ياأخ قلم حر على جهدك الذي تشكر عليه في أثبات نبوة نبينا محمد عليه الصلاة والسلام وما أنزل اليه من كلام الله تعالى ولكي تكمل هذا الاثبات فعليك الان مشكورا أثبات صدق من صدقوا بنبوة نبينا محمد عليه الصلاة والسلام والذين تواتروا عن نبينا محمد عليه الصلاة

والسلام وهم آله وصحابته آجمعين !

قال الله تعالى :

مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلا مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الإِنجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا


سورة الفتح آية 29

وصدق الله العظيم

هدانا الله تعالى لصراطه المستقيم

آمين يارب العالمين

مالك بن نبي
05-21-2012, 12:35 AM
قال الله تعالى :

الشطأ هم الولد
قال الطبرى فى تفسيره - (ج 22 / ص 267)
: ثنا يعقوب بن إبراهيم، قال: ثنا ابن علية، عن حُمَيد الطويل، قال: قرأ أنس بن مالك كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ ) قال: تدرون ما شطأه ؟ قال: نباته.

تفسير الطبري - (ج 22 / ص 268)
حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، في قوله( كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ ) أولاده، ثم كثرت أولاده.

فالاية تتحدث عن اولاد النبى صلى الله عليه و اله و سلم


اخي القلم الحر مرحبا بك
اعرف ماتريده الاخت الفاضلة العيون السود واصرارها ...
عندما تريد ان تستشهد بأحد التفاسير العظام كالامام الطبري رحمه الله
فعليك تجنب الانتقائية وان تركز على ما يرجحه المفسر لا على ماتخدمه فكرتك الضيقة
يقول الطبري في نفس الصفحات التي اقتبست منها انت :
وبنحو الذي قلنا في قوله (أَخْرَجَ شَطْأَهُ) قال أهل التأويل.
* ذكر من قال ذلك:
حدثني يحيى بن إبراهيم المسعوديّ، قال: ثنا أبي، عن أبيه، عن جدّه، عن الأعمش، عن خيثمة، قال: بينا عبد الله يقرئ رجلا عند غروب الشمس، إذ مرّ بهذه الآية (كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ) قال: أنتم الزرع، وقد دنا حصادكم.
قال: ثنا يعقوب بن إبراهيم، قال: ثنا ابن علية، عن حُمَيد الطويل، قال: قرأ أنس بن مالك: (كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ) قال: تدرون ما شطأه؟ قال: نباته.
حدثني محمد بن سعد، قال: ثني أبي، قال: ثني عمي، قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس، قوله (ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الإنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ) قال: سنبله حين يتسلع نباته عن حباته.

حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة (وَمَثَلُهُمْ فِي الإنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ) قال: هذا مثل أصحاب محمد صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم في الإنجيل، قيل لهم: إنه سيخرج قوم ينبتون نبات الزرع، منهم قوم يأمرون بالمعروف، وينهوْن عن المنكر.
حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: ثنا ابن ثور، عن معمر، عن قتادة والزهريّ (كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ) قالا أخرج نباته.
حُدثت عن الحسين، قال: سمعت أبا معاذ يقول: أخبرنا عبيد، قال: سمعت الضحاك يقول في قوله (وَمَثَلُهُمْ فِي الإنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ) يعني: أصحاب محمد صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم، يكونون قليلا ثم يزدادون ويكثرون ويستغلظون.
حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، في قوله (كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ) أولاده، ثم كثرت أولاده.
حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى; وحدثني الحارث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء جميعا، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، في قوله (كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ) قال: ما يخرج بجنب الحقلة فيتمّ وينمي.
وقوله (فَآزَرَهُ) يقول: فقوّاه: أي قوى الزرعَ شطأه وأعانه، وهو من الموازرة التي بمعنى المعاونة (فَاسْتَغْلَظَ) يقول: فغلظ الزرع (فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ) والسوق: جمع ساق، وساق الزرع والشجر: حاملته.
حدثني عمرو بن عبد الحميد، قال: ثنا مروان بن معاوية، عن جُوَيبر، عن الضحاك (كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ) يقول: حبّ برّ نثر متفرّقا، فتنبت كلّ حبة واحدة، ثم أنبتت كل واحدة منها، حتى استغلظ فاستوى على سوقه; قال: يقول: كان أصحاب محمد صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم قليلا ثم كثروا، ثم استغلظوا (لِيَغِيظَ) الله (بِهِمُ الْكُفَّارَ) .
وقوله (يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ) يقول تعالى ذكره: يعجب هذا الزرعُ الذي استغلظ فاستوى على سوقه في تمامه وحُسن نباته، وبلوغه وانتهائه الذين زرعوه (لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ) يقول: فكذلك مثل محمد صَلَّى الله

ثم يعود ابن وهب الذي اقتطعت منه ما يعجبك
فيستدرك ويفصل في الصفحات اللاحقة فيقول:


حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، في قوله (يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ) قال: يعجب الزرّاع حُسنه (لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ) بالمؤمنين، لكثرتهم، فهذا مثلهم في الإنجيل.
وقوله (وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا) يقول تعالى ذكره: وعد الله الذين صدّقوا الله ورسوله (وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ) يقول: وعملوا بما أمرهم الله به من فرائضه التي أوجبها عليهم.
وقوله (مِنْهُمْ) يعني: من الشطء الذي أخرجه الزرع، وهم الداخلون في الإسلام بعد الزرع الذي وصف ربنا تبارك وتعالى صفته. والهاء والميم في قوله (مِنْهُمْ) عائد على معنى الشطء لا على لفظه، ولذلك جمع فقيل: "منهم"، ولم يقل "منه". وإنما جمع الشطء لأنه أريد به من يدخل في دين محمد صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم إلى يوم القيامة بعد الجماعة الذين وصف الله صفتهم بقوله (وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا) .
وقوله (وَمَغْفِرَةً) يعني: عفوا عما مضى من ذنوبهم، وسيئ أعمالهم. انتهى

فاجمع علماء الجمهور في غير موقع ان الاية ليست خاصة بذرية محمد عليه الصلاة والسلام بل عامة لكل الصحابة عليهم الرضوان بدليل مطلع الاية (محمد رسول الله والذين معه ) ..فلم يقل ذريته عليهم الرضوان
فارجو ان يكون قلمك الحر ان لا يقتصر على ماتحبه فقط
واعلم اخي الكريم رحمك الله ان دين الله ليس متاعا يُورث بل هو رسالة تُبلغ

أبو يحيى الموحد
05-21-2012, 12:45 AM
يا اخوة

لا تشعبوا الموضوع

فالاخ فتح موضوعا جديدا عن (إثبات نبوة محمد صلى الله عليه و سلم ) و سماه ( مختصرا ) لكي يتلافى التشعب الذي حصل في النسخة السابقة

برأي : اتمنى من الادارة حذف المداخلات التشعيبية لكي يكون الموضوع (مختصرا)

و إذا اراد احد من الاخوة استفسارا معينا فاليفتح موضوعا مستقلا

أحبكم في الله جميعا

عيون السود@
05-21-2012, 12:53 AM
السلام عليكم

أخي مالك بن نبي لماذا تظن بأني فتاة !:rolleyes:

أنا راجل وسيد الرجال كمان :cool:


بارك الله تعالى في ردك وحياك الله تعالى وهدانا أجمعين لصراطه المستقيم

آمين يارب العالمين

عيون السود@
05-21-2012, 01:00 AM
:cool:
يا اخوة

لا تشعبوا الموضوع

فالاخ فتح موضوعا جديدا عن (إثبات نبوة محمد صلى الله عليه و سلم ) و سماه ( مختصرا ) لكي يتلافى التشعب الذي حصل في النسخة السابقة

برأي : اتمنى من الادارة حذف المداخلات التشعيبية لكي يكون الموضوع (مختصرا)


و إذا اراد احد من الاخوة استفسارا معينا فاليفتح موضوعا مستقلا

أحبكم في الله جميعا

السلام عليكم

حرام عليكم تحذفوا ردودي الذي تعبت عليها في هذا الموضوع ياأخوة :(:


ردودي تخص الموضوع وكاتبه ولاتشعبه ياأخ وأن أردتم فصل ردودي وردود الاخوة الاعضاء الباقين على الاخ قلم حر ووضعها في موضوع أخر فلا بأس في ذلك :thumbup:


وأحببك الله تعالى الذي أحببتنا فيه وبارك الله فيك وهدانا الله تعالى أجمعين لصراطه المستقيم

آمين يارب العالمين

مالك بن نبي
05-21-2012, 01:00 AM
انا لم اشعب الموضوع
بل رددت على كلام الاخ
وهو قادر على الرد دون الجاجة لأي احد منا

هل ردي ازعجك يا اخي العراقي
ام تريد ان تمكم الافواه والتحريض
لا اقبل منك هذا ابدا
اذا كان رد في الوضوع فهاته

مالك بن نبي
05-21-2012, 01:02 AM
انا لم اشعب الموضوع ..بل في صميم الموضوع
بل رددت على كلام الاخ
وهو قادر على الرد دون الجاجة لأي احد منا

هل ردي ازعجك يا اخي العراقي ؟؟!!
ام تريد ان تمكم الافواه والتحريض
لا اقبل منك هذا ابدا
اذا كان لك رد في الموضوع فهاته
هل تريد ان نقرا فقط ؟
اخي عيون سود معذرة لقد لاحظت بعض الاخوات ينا دونك اختي :)):
على كلا لست مقتنع لان الرجال ليس عيونهم سود ...بل شنبهم غلاظ وسود :204:

عيون السود@
05-21-2012, 01:05 AM
اخي القلم الحر مرحبا بك
اعرف ماتريده الاخت الفاضلة العيون السود واصرارها ...
عندما تريد ان تستشهد بأحد التفاسير العظام كالامام الطبري رحمه الله
فعليك تجنب الانتقائية وان تركز على ما يرجحه المفسر لا على ماتخدمه فكرتك الضيقة
يقول الطبري في نفس الصفحات التي اقتبست منها انت :
وبنحو الذي قلنا في قوله (أَخْرَجَ شَطْأَهُ) قال أهل التأويل.
* ذكر من قال ذلك:
حدثني يحيى بن إبراهيم المسعوديّ، قال: ثنا أبي، عن أبيه، عن جدّه، عن الأعمش، عن خيثمة، قال: بينا عبد الله يقرئ رجلا عند غروب الشمس، إذ مرّ بهذه الآية (كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ) قال: أنتم الزرع، وقد دنا حصادكم.
قال: ثنا يعقوب بن إبراهيم، قال: ثنا ابن علية، عن حُمَيد الطويل، قال: قرأ أنس بن مالك: (كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ) قال: تدرون ما شطأه؟ قال: نباته.
حدثني محمد بن سعد، قال: ثني أبي، قال: ثني عمي، قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس، قوله (ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الإنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ) قال: سنبله حين يتسلع نباته عن حباته.

حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة (وَمَثَلُهُمْ فِي الإنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ) قال: هذا مثل أصحاب محمد صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم في الإنجيل، قيل لهم: إنه سيخرج قوم ينبتون نبات الزرع، منهم قوم يأمرون بالمعروف، وينهوْن عن المنكر.
حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: ثنا ابن ثور، عن معمر، عن قتادة والزهريّ (كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ) قالا أخرج نباته.
حُدثت عن الحسين، قال: سمعت أبا معاذ يقول: أخبرنا عبيد، قال: سمعت الضحاك يقول في قوله (وَمَثَلُهُمْ فِي الإنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ) يعني: أصحاب محمد صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم، يكونون قليلا ثم يزدادون ويكثرون ويستغلظون.
حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، في قوله (كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ) أولاده، ثم كثرت أولاده.
حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى; وحدثني الحارث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء جميعا، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، في قوله (كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ) قال: ما يخرج بجنب الحقلة فيتمّ وينمي.
وقوله (فَآزَرَهُ) يقول: فقوّاه: أي قوى الزرعَ شطأه وأعانه، وهو من الموازرة التي بمعنى المعاونة (فَاسْتَغْلَظَ) يقول: فغلظ الزرع (فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ) والسوق: جمع ساق، وساق الزرع والشجر: حاملته.
حدثني عمرو بن عبد الحميد، قال: ثنا مروان بن معاوية، عن جُوَيبر، عن الضحاك (كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ) يقول: حبّ برّ نثر متفرّقا، فتنبت كلّ حبة واحدة، ثم أنبتت كل واحدة منها، حتى استغلظ فاستوى على سوقه; قال: يقول: كان أصحاب محمد صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم قليلا ثم كثروا، ثم استغلظوا (لِيَغِيظَ) الله (بِهِمُ الْكُفَّارَ) .
وقوله (يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ) يقول تعالى ذكره: يعجب هذا الزرعُ الذي استغلظ فاستوى على سوقه في تمامه وحُسن نباته، وبلوغه وانتهائه الذين زرعوه (لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ) يقول: فكذلك مثل محمد صَلَّى الله

ثم يعود ابن وهب الذي اقتطعت منه ما يعجبك
فيستدرك ويفصل في الصفحات اللاحقة فيقول:


حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، في قوله (يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ) قال: يعجب الزرّاع حُسنه (لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ) بالمؤمنين، لكثرتهم، فهذا مثلهم في الإنجيل.
وقوله (وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا) يقول تعالى ذكره: وعد الله الذين صدّقوا الله ورسوله (وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ) يقول: وعملوا بما أمرهم الله به من فرائضه التي أوجبها عليهم.
وقوله (مِنْهُمْ) يعني: من الشطء الذي أخرجه الزرع، وهم الداخلون في الإسلام بعد الزرع الذي وصف ربنا تبارك وتعالى صفته. والهاء والميم في قوله (مِنْهُمْ) عائد على معنى الشطء لا على لفظه، ولذلك جمع فقيل: "منهم"، ولم يقل "منه". وإنما جمع الشطء لأنه أريد به من يدخل في دين محمد صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم إلى يوم القيامة بعد الجماعة الذين وصف الله صفتهم بقوله (وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا) .
وقوله (وَمَغْفِرَةً) يعني: عفوا عما مضى من ذنوبهم، وسيئ أعمالهم. انتهى

فاجمع علماء الجمهور في غير موقع ان الاية ليست خاصة بذرية محمد عليه الصلاة والسلام بل عامة لكل الصحابة عليهم الرضوان بدليل مطلع الاية (محمد رسول الله والذين معه ) ..فلم يقل ذريته عليهم الرضوان
فارجو ان يكون قلمك الحر ان لا يقتصر على ماتحبه فقط
واعلم اخي الكريم رحمك الله ان دين الله ليس متاعا يُورث بل هو رسالة تُبلغ


السلام عليكم

جزاك الله تعالى خيرا على ردك وجهدك في التوضيح وحياك الله تعالى ياأخي وشكرا لمتابعتك وهدانا الله تعالى أجمعين لصراطه المستقيم

آمين يارب العالمين

أبو يحيى الموحد
05-21-2012, 01:17 AM
انا لم اشعب الموضوع ..بل في صميم الموضوع
بل رددت على كلام الاخ
وهو قادر على الرد دون الجاجة لأي احد منا

هل ردي ازعجك يا اخي العراقي ؟؟!!
ام تريد ان تمكم الافواه والتحريض
لا اقبل منك هذا ابدا
اذا كان لك رد في الموضوع فهاته
هل تريد ان نقرا فقط ؟
اخي عيون سود معذرة لقد لاحظت بعض الاخوات ينا دونك اختي :)):
على كلا لست مقتنع لان الرجال ليس عيونهم سود ...بل شنبهم غلاظ وسود


و ما الذي قلته أنا حتى تُزتفز هكذا ؟

هل لهويتي العراقية التي لونتَها بالاحمر ؟!

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم

سلام عليكم

هذا اخر رد لي في هذا الموضوع لكي لا يُفسد

القلم الحر
05-21-2012, 01:45 AM
الاخ المفضال مالك
لم ابنى رؤيتى للاية على كلام الرجال
بل على نظام القران المحكم و هو واضح لمن امعن فى كلامى
و العبد الفقير زيدى المذهب و يتشرف بذلك

القلم الحر
05-21-2012, 01:47 AM
جوهرة من جواهر ابن رسول الله ص جعفر الصادق :
انّ اللّه تبارك وتعالى حصّن عباده بآيتين من كتابه: أن لا يقولوا حتّى يعلموا، ولا يردّوا ما لم يعلموا. إنّ اللّه تبارك وتعالى يقول:{ألَمْ يُؤْخَذُ عَلَيْهِمْ مِيثَاقُ الكِتابِ أنْ لا يَقُولُوا عَلى اللّهِ إلاّ الحَقَّ}، وقال: {بَلْ كَذَّبُوا بِما لَمْ يُحِيطُوا بِعِلْمِهِ وَلَمَّا يَأْتِهِمْ تَأْوِيلُهُ}».

عيون السود@
05-21-2012, 01:58 AM
الاخ المفضال مالك
لم ابنى رؤيتى للاية على كلام الرجال و تفسيرهم بالراى
بل على نظام القران المحكم و هو واضح لمن امعن فى كلامى
و العبد الفقير زيدى المذهب و يتشرف بذلك


السلام عليكم

ياأخ أنت متشيع لزيد بن علي زين العابدين بن الحسين بن علي رضي الله عنهم أجمعين ولاتعلم مالذي تشايع عليه ياأخي !


التعريف:
الزيدية إحدى فرق الشيعة (*) ، نسبتها ترجع إلى مؤسسها زيد بن علي زين العابدين الذي صاغ نظرية شيعية في السياسة والحكم، وقد جاهد من أجلها وقتل في سبيلها، وكان يرى صحة إمامة أبي بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم جميعاً، ولم يقل أحد منهم بتكفير أحد من الصحابة ومن مذهبهم جواز إمامة المفضول مع وجود الأفضل. (1)

التأسيس وأبرز الشخصيات:

• ترجع الزيدية إلى زيد بن علي زين العابدين بن الحسين بن علي رضي الله عنهما (80ـ122هـ/698ـ740م)، قاد ثورة شيعية في العراق ضد الأمويين أيام هشام بن عبد الملك، فقد دفعه أهل الكوفة لهذا الخروج ثم ما لبثوا أن تخلوا عنه وخذلوه عندما علموا بأنه لا يتبرأ من الشيخين أبي بكر وعمر ولا يلعنهما، بل يترضى عنهما، فاضطر لمقابلة جيش الأمويين وما معه سوى 500 فارس حيث أصيب بسهم في جبهته أدى إلى وفاته عام 122هـ.

ـ تنقل في البلاد الشامية والعراقية باحثاً عن العلم أولاً وعن حق أهل البيت في الإمامة ثانياً، فقد كان تقيًّا ورعاً عالماً فاضلاً مخلصاً شجاعاً وسيماً مهيباً مُلمًّا بكتاب الله وبسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم .

ـ تلقى العلم والرواية عن أخيه الأكبر محمد الباقر الذي يعد أحد الأئمة الاثني عشر عند الشيعة الإمامية .

ـ اتصل بواصل بن عطاء رأس المعتزلة وتدارس معه العلوم، فتأثر به وبأفكاره التي نقل بعضها إلى الفكر الزيدي، وإن كان هناك من ينكر وقوع هذا التتلمذ، وهناك من يؤكد وقوع الاتصال دون التأثر .

ـ يُنسب إليه كتاب المجموع في الحديث، و كتاب المجموع في الفقه، وهما كتاب واحد اسمه المجموع الكبير، رواهما عنه تلميذه أبو خالد عمرو بن خالد الواسطي الهاشمي الذي مات في الربع الثالث من القرن الثاني للهجرة .

• أما ابنه يحيى بن زيد فقد خاض المعارك مع والده، لكنه تمكن من الفرار إلى خراسان حيث لاحقته سيوف الأمويين فقتل هناك سنة 125هـ .

• فُوِّض الأمر بعد يحيى إلى محمد وإبراهيم .

ـ خرج محمد بن عبد الله الحسن بن علي (المعروف بالنفس الزكية) بالمدينة فقتله عاملها عيسى بن ماهان .

ـ وخرج من بعده أخوه إبراهيم بالبصرة فكان مقتله فيها بأمر من المنصور .

• أحمد بن عيسى بن زيد ـ حفيد مؤسس الزيدية ـ أقام بالعراق، وأخذ عن تلاميذ أبي حنيفة فكان ممن أثرى هذا المذهب (*) وعمل على تطويره .

• من علماء الزيدية القاسم بن إبراهيم الرسي بن عبد الله بن الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهما (170ـ242هـ) تشكلت له طائفة زيدية عرفت باسم القاسمية .

• جاء من بعده حفيده الهادي إلى الحق يحيى بن الحسين بن القاسم (245ـ298هـ) الذي عقدت له الإمامة باليمن فكان ممن حارب القرامطة فيها، كما تشكلت له فرقة زيدية عرفت باسم الهادوية منتشرة في اليمن والحجاز وما والاها .

• ظهر للزيدية في بلاد الديلم وجيلان إمام حسيني هو أبو محمد الحسن بن علي بن الحسن بن زيد بن عمر بن الحسين بن علي رضي الله عنهما والملقب بالناصر الكبير (230 ـ 304هـ) وعرف باسم الأطروش، فقد هاجر هذا الإمام إلى هناك داعياً إلى الإسلام على مقتضى المذهب الزيدي فدخل فيه خلق كثير صاروا زيديين ابتداء .

• ومنهم الداعي الآخر صاحب طبرستان الحسن بن زيد بن محمد بن إسماعيل بن زيد بن الحسن بن علي رضي الله عنهما ، الذي تكونت له دولة زيدية جنوب بحر الخزر سنة 250هـ .

• وقد عرف من أئمتهم محمد بن إبراهيم بن طباطبا، الذي بعث بدعاته إلى الحجاز ومصر واليمن والبصرة . ومن شخصياتهم البارزة كذلك مقاتل بن سليمان، ومحمد بن نصر . ومنهم أبو الفضل بن العميد والصاحب بن عباد وبعض أمراء بني بويه .

• استطاع الزيدية في اليمن استرداد السلطة من الأتراك إذ قاد الإمام يحيى بن منصور بن حميد الدين ثورة ضد الأتراك عام 1322هـ وأسس دولة زيدية استمرت حتى سبتمبر عام 1962م حيث قامت الثورة اليمنية وانتهى بذلك حكم الزيود ولكن لا زال اليمن معقل الزيود ومركز ثقلهم .

• خرجت عن الزيدية ثلاث فرق طعن بعضها في الشيخين، كما مال بعضها عن القول بإمامة المفضول، وهذه الفرق هي:

ـ الجارودية: أصحاب أبي الجارود زياد بن أبي زياد .

ـ الصالحية: أصحاب الحسن بن صالح بن حي .

ـ البترية: أصحاب كثير النوى الأبتر .

ـ الفرقتان الصالحية والبترية متفقتان ومتماثلتان في الآراء .

الأفكار والمعتقدات:

• يُجيزون الإمامة في كل أولاد فاطمة، سواء أكانوا من نسل الإمام الحسن أم من نسل الإمام الحسين ـ رضي الله عنهما .

ـ الإمامة لديهم ليست بالنص، إذ لا يشترط فيها أن ينص الإمام السابق على الإمام اللاحق، بمعنى أنها ليست وراثية بل تقوم على البيعة(*)، فمن كان من أولاد فاطمة وفيه شروط الإمامة كان أهلاً لها .

ـ يجوز لديهم وجود أكثر من إمام واحد في وقت واحد في قطرين مختلفين .

ـ تقول الزيدية بالإمام المفضول مع وجود الأفضل إذ لا يُشترط أن يكون الإمام أفضل الناس جميعاً بل من الممكن أن يكون هناك للمسلمين إمام على جانب من الفضل مع وجود من هو أفضل منه على أن يرجع إليه في الأحكام ويحكم بحكمه في القضايا التي يدلي برأيه فيها .

• معظم الزيدية المعاصرين يُقرُّون خلافة أبي بكر وعمر، ولا يلعنونهما كما تفعل فرق الشيعة (*)، بل يترضون عنهما، إلا أن الرفض بدأ يغزوهم - بواسطة الدعم الإيراني - ، ويحاول جعلهم غلاة مثله .

• يميلون إلى الاعتزال فيما يتعلق بذات الله، والاختيار في الأعمال . ومرتكب الكبيرة (*) يعتبرونه في منـزلة بين المنـزلتين كما تقول المعتزلة.

• يرفضون التصوف رفضاً قاطعاً .

• يخالفون الشيعة في زواج المتعة ويستنكرونه .

• يتفقون مع الشيعة في زكاة الخمس وفي جواز التقية إذا لزم الأمر .

• هم متفقون مع أهل السنة بشكل كامل في العبادات والفرائض سوى اختلافات قليلة في الفروع مثل:

ـ قولهم "حي على خير العمل" في الأذان على الطريقة الشيعية .

ـ صلاة الجنازة لديهم خمس تكبيرات .

ـ يرسلون أيديهم في الصلاة .

ـ صلاة العيد تصح فرادى وجماعة .

ـ يعدون صلاة التروايح جماعة بدعة .

ـ يرفضون الصلاة خلف الفاجر .

ـ فروض الوضوء عشرة بدلاً من أربعة عند أهل السنة(*).

• باب الاجتهاد (*) مفتوح لكل من يريد الاجتهاد، ومن عجز عن ذلك قلد، وتقليد أهل البيت أولى من تقليد غيرهم .

• يقولون بوجوب الخروج على الإمام الظالم الجائر ولا تجب طاعته .

• لا يقولون بعصمة الأئمة عن الخطأ . كما لا يغالون في رفع أئمتهم على غرار ما تفعله معظم فرق الشيعة (*) الأخرى .

ـ لكن بعض المنتسبين للزيدية قرروا العصمة لأربعة فقط من أهل البيت هم علي وفاطمة والحسن والحسين ـ رضي الله عنهم جميعاً .

• لا يوجد عندهم مهدي منتظر .

• يستنكرون نظرية البداء (*) التي قال بها المختار الثقفي، حيث إن الزيدية تقرر أن علم الله أزلي قديم غير متغير وكل شيء مكتوب في اللوح المحفوظ .

• قالوا بوجوب الإيمان بالقضاء والقدر (*) مع اعتبار الإنسان حراً مختاراً في طاعة الله أو عصيانه، ففصلوا بذلك بين الإرادة وبين المحبة أو الرضا وهو رأي أهل البيت من الأئمة .

• مصادر الاستدلال عندهم كتاب الله، ثم سنة رسول الله، ثم القياس (*) ومنه الاستحسان (*) والمصالح المرسلة (*)، ثم يجيء بعد ذلك العقل (*)، فما يقر العقل صحته وحسنه يكون مطلوباً وما يقر قبحه يكون منهياً عنه .

وقد ظهر من بينهم علماء فطاحل أصبحوا من أهل السنة (*)، سلَفِيُو المنهج (*) والعقيدة أمثال: ابن الوزير وابن الأمير الشوكاني .

الجذور الفكرية والعقائدية:

• يتمسكون بالعديد من القضايا التي يتمسك بها الشيعة كأحقية أهل البيت في الخلافة(*) وتفضيل الأحاديث الواردة عنهم على غيرها، وتقليدهم، وزكاة الخمس، فالملامح الشيعية واضحة في مذهبهم على الرغم من اعتدالهم عن بقية فرق الشيعة .

• تأثر الزيدية بالمعتزلة فانعكست اعتزالية واصل بن عطاء عليهم وظهر هذا جلياً في تقديرهم للعقل(*) وإعطائه أهمية كبرى في الاستدلال، إذ يجعلون له نصيباً وافراً في فهم العقائد وفي تطبيق أحكام الشريعة وفي الحكم بحسن الأشياء وقبحها(*) فضلاً عن تحليلاتهم للجبر(*) والاختيار ومرتكب الكبيرة(*) والخلود في النار .

• أخذ أبو حنيفة عن زيد، كما أن حفيداً لزيد وهو أحمد بن عيسى بن زيد قد أخذ عن تلاميذ أبي حنيفة في العراق، وقد تلاقي المذهبان الحنفي السُّني والزيدي الشيعي في العراق أولاً، وفي بلاد ما وراء النهر ثانياً مما جعل التأثر والتأثير متبادلاً بين الطرفين.

الانتشار ومواقع النفوذ:

• قامت دولة للزيدية أسسها الحسن بن زيد سنة 250هـ في أرض الديلم وطبرستان .

• كما أن الهادي إلى الحق أقام دولة ثانية لها في اليمن في القرن الثالث الهجري .

• انتشرت الزيدية في سواحل بلاد الخزر وبلاد الديلم وطبرستان وجيلان شرقاً، وامتدت إلى الحجاز ومصر غرباً وتركزت في أرض اليمن.

ويتضح مما سبق:
أن الزيدية إحدى فرق الشيعة(*) ، ولصلاتهم القديمة بالمعتزلة تأثروا بكثير من أفكارهم ومعتقداتهم إلا أن المذهب(*) الزيدي في الفروع لا يخرج عن إطار مدارس الفقه(*) الإسلامي ومذاهبه، ومواطن الاختلاف بين الزيدية والسنة في مسائل الفروع لا تكاد تذكر.

مراجع للتوسع:
ـ تأثير المعتزلة في الخوارج والشيعة ، عبداللطيف الحفظي .
ـ الزيدية ، إسماعيل الأكوع .
ـ فرق معاصرة تنتسب إلى الإسلام ، د . غالب عواجي .
ـ الإمام زيد، محمد أبو زهرة ـ دار الفكر العربي ـ القاهرة.
ـ تاريخ المذاهب الإسلامية، محمد أبو زهرة ـ دار الفكر العربي ـ القاهرة.
ـ تاريخ الفرق الزيدية، د.فضيلة عبد ربِّ الأمير الشامي ـ مطبعة الآداب، النجف ـ العراق ـ 1394هـ/1974م.
ـ إسلام بلا مذاهب، د. مصطفى الشكعة ـ الدار المصرية للطباعة والنشر ـ بيروت.
ـ الفَرْق بين الفِرق، عبد القادر بن طاهر البغدادي.
ـ الفِصَل في الأهواء والملل والنحل، ابن حزم.
ـ الملل والنحل، محمد بن عبد الكريم الشهرستاني.
ـ تلخيص الشافي، أبو جعفر محمد بن الحسن الطوسي.
ـ الكامل في التاريخ، عز الدين أبو الحسن الملقب بابن الأثير.

(1) الذين بايعوا زيداً بن علي كانوا ـ حسب رواية الفرق بين الفرق ـ خمسة عشر ألف رجل من أهل الكوفة، فلما طلبوا من زيد بن علي أن يتبرأ من أبي بكر وعمر ولم يقبل خرجوا عليه وتفرقوا عنه وقالوا بقول الرافضة ـ تكفير أبي بكر وعمر ـ ولم يبق مع زيد من أتباعه إلا مائتا رجل، وفي كتاب ضحى الإسلام لأحمد أمين أن أتباع زيد كانوا أربعين ألفًا، تفرقوا عنه ولم يبق معه إلا ثلث مائة أو أقل.

منقول ...

هدانا الله تعالى لصراطه المستقيم

آمين يارب العالمين

القلم الحر
05-21-2012, 02:08 AM
الاخت الكريمة
لا داعى للخروج عن اصل الموضوع , و لست هنا لنشر مذهب الزيدية بل للدفاع عن رسول الله ص

القلم الحر
05-21-2012, 02:09 AM
و من الجواهر الصادقية :
قال الإمام الصّادق حين سأله الزنديق أبو شاكر الدّيصاني: ما الدّليل على أنّ لك صانعاً؟ فقال: "وجدتُ نفسي لا تخلو من إحدى الجهتين، إمّا أن أكون صنعتها وكانتْ موجودة، أو صنعتها وكانتْ معدومة، فإنْ كنْتُ صنعتها وكانت موجودة، فقد استغنيت بوجودها عن صنعتها، وإن كانت معدومة، فإنّك تعلم أنّ المعدوم لا يُحدث شيئاً، فقد ثبت المعنى الثّالث، أنّ لي صانعاً، وهو الله ربُّ العالمين.)
فخِلقة الإنسان أظهر دليل على وجود الله؛ وذلك لتركيبة الإنسان الخاصّة، من علمه وعجيب خلقه، قال تعالى: { يَاأَيُّهَا الإِنسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ فِي أَيِّ صُورَةٍ مَا شَاءَ رَكَّبَكَ }

عيون السود@
05-21-2012, 02:14 AM
الاخت الكريمة
لا داعى للخروج عن اصل الموضوع , و لست هنا لنشر مذهب الزيدية بل للدفاع عن رسول الله ص

السلام عليكم

لك أنا رجال مو بنت ياأخ والله على ماأقوله شهيد !

وأنا لم أخرج عن الموضوع ياأخ فكاتب الموضوع هو أنت وأنت تقول أنك زيدي المذهب فعلى ذلك يجب معرفة مذهب كاتب الموضوع ولنعلم مايقوله تابع هذا المذهب عن نبينا محمد عليه الصلاة والسلام وعن صحابته الكرام رضوان الله عليهم

وفيما يعتمدون عليه ولأثبات ذلك !

هدانا الله تعالى لصراطه المستقيم

آمين يارب العالمين

القلم الحر
05-21-2012, 02:17 AM
الادلة المنطقية على وجود الله لا تحصى
و اغلب علماء الغرب يؤمنون بوجوده و هم عاجزون عن فهم شفرة الكون و قوانينه التى خلقها الله تعالى
و الحق انه لا يوجد على وجه الارض ملحد لانه كما قال الكتاب العزيز " افى الله شك " و هو نفى لوجود الشاكين
لان من يصرح بشكه او انكاره يؤمن ان للكون مبدأ
فهم كاذبون فى دعواهم و عند الكرب و الانقطاع يفرون الى الله

القلم الحر
05-21-2012, 02:29 AM
الاخ الكريم العيون
اردت الموضوع مختصرا , فجعلته بمشاركاتك مطولا
مرة اخرى دافع عن رسول الله ص

القلم الحر
05-21-2012, 02:32 AM
و ابيض يستسقى الغمام بوجهه * ثمال اليتامى عصمة للارامل

*خلقت مبرءا من كل عيب *كانك قد خلقت كما تشاء

و الله لن يصلوا اليك بجمعهم
حتى اوسد فى التراب دفينا

القلم الحر
05-21-2012, 03:54 AM
تنبيه و ختام :
قال تعالى :
(وَإِنَّهُ لَتَنْزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ(192)نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ(193)عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنْ الْمُنذِرِينَ(194)بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ(195)) [سورة الشعراء]
و كما سبق لم ينزل القران بلغة العرب او العجم !
و نضرب مثالا ذكره كما تقدم المرحوم عبد الصبور شاهين

لفظ : القلم
قد كانت لاهل الجاهلية اقلام يستخدمونها في الكتابة ويتخذونها من اعواد النبات، لا يتعدى لفظ القلم هذا المدلول المادى الضئيل

و مع ذلك نجد ان القرآن في الآيات الاولى يذكر " القلم " مرتين، مرة في سورة العلق " الذي علم بالقلم "، وبعدها مباشرة في سورة القلم :"ن والقلم وما يسطرون "

و المقصود في بالكلمة في الآية الثانية هو المعنى الاصلى الحقيقى، نظرا لارتباطه بما يستخدم فيه على أيديهم " وما يسطرون "

و لكن المقصود في الآية الاولى متصل بعلم الله الذي يفيضه على الإنسان

فالقلم هنا هو ذلك الوجود المخلوق الذي يسجل كل شيء، والذي علم الله به الإنسان ما لم يعلم

و بين المعنى الاصلى والمعنى القرآني مسافة تنتهى إلى المجهول

فهو بلا شك البعد الالهى في الدلالة، وهو بعد لا نهائى، على شكل المخروط الذي يبدا بنقطة وينتهى إلى علم الله اللامحدود )

القلم الحر
05-21-2012, 05:18 PM
حين ينتقي الانسان كتاباً ما ؛ انما يكون لرغبة فيه، او لغرض يبتغيه، او لحاجة في نفسه يسعى لتحقيقها والوصول إليها. ثم إن الحاجة الى الكتاب ستنتفي بانتفاء الغرض وتحققه، وحينئذ يؤول الكتاب الى المكتبة إن لم نقل يهمل ويرمى في سلة المهملات. وبتعبير آخر؛ عندما يستوفي الانسان غرضه من الكتاب قلما يعود لقراءته او مطالعته ثانية وثالثة إلاّ ما ندر، وفي حالات يرافقها ولا شك نوع من الملل وحالة من الاشباع الناشئ من تكرار موضوعاته. لكن هذه الحالة منتفية تماماً حين يتلو الانسان القرآن الكريم، بل وواقع الحال يثبت العكس. فالانسان إضافة الى عدم احساسه بالملل والاشباع حين تلاوة القرآن، نراه وكلما تدبر في آياته يزداد شوقاً ورغبة إلى المزيد، فيروح يتلوه مراراً وتكراراً أياماً وليالي. وهذه الميزة وان كانت من دلائل اعجاز القرآن الكريم، فهي أيضاً تكشف وبكل جلاء حقيقة ان القرآن والعقل صنوان لايفترقان، لان القرآن يحاكي ذات الانسان ويخاطب فطرتـه؛ فينسجم مع أفكـاره ومعانيه، وتتفاعـل روحـه مع عباراته
الطهر شرط القرب لله تعالى :

إن السمو إلى مقام معرفة الكتاب الحكيم وادراك مفاهيمه، هو من مراتب القرب الى الله تعالى، لأن القرآن نور الله وكلامه. فآياته هي المعراج الذي يعرج به الانسان الى ربه { الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَأُوْلَئِكَ هُمْ أُولُواْ الاَلْبَابِ } (الزمر/18).

والذي يهديه الله تعالى ويوفقه لفهم القرآن انما هو الانسان الطاهر {لاَ يَمَسُّهُ إِلاَّ الْمُطَهَّرُونَ } (الواقعة/79( بكل ما في الطهارة من معنى النظافة والنقاء والخلوص والخشوع والتسليم. إذ الانسان الزكي الخالص الصفي هو الذي ينال رتبة القرب الى الله جل جلاله، ذلك المقام الذي لا يمكن ان يناله الانسان الكافر الفاسق، الانسان المتكبر المتجبر، ولا يمكن ان يحلم به من يعيش ظلمات الفسق والكفر والتكبر والتعالي، لانها وغيرها من الصفات البذيئة الرذيلة إنما هي حجب وموانـع بين الانسان وبين لقاء الله سبحانه { وإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْءَانَ جَعَلْنَا بَيْنَكَ وَبَيْنَ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِالاَخِرَةِ حِجَاباً مَسْتُوراً * وَجَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَن يَفْقَهُوهُ } (الاسراء / 45-46).

وعودة قصيرة وجيزة يعود الانسان عبرها لنفسه ويراجع بها ذاته، سيجدها في إحدى حالتين لا ثالثة لهما ؛ فهو سيشعر ولا ريب بنور لقاء الله تعالى وبالقرب منه حين يخشع بكل جوارحه لله تبارك وتعالى، وحين ينتزع من نفسه كل شائبة ونقيصة، وحين يتنزه ويترفع عن الرذائل.. ذلك لان مقام الله جل وعلا مقام مقدس نزيه طاهر نظيف، فلا يستقبل هذا المقام إلاّ الانسان الخالص من كل دنيئة، الطاهر من كل رذيلة. وسيجد الانسان نفسه قريباً من الله حين يخشع، بعيداً عنه حين يتجبر ويتكبر؛ قريباً منه حين يرأف بالناس، بعيداً حين يظلم ويعتدي؛ قريباً حين يكون حليماً، بعيداً حين يكون غضوباً ؛ وبالتالي سيجد نفسه أبعد ما يكون من الله محجوباً عن نوره جل اسمه حينما تتغلب الرذائل على ذاته وتطغى على نفسيته، ذلك لان الغضب والفسق والاستهزاء بالآخرين والغيبة والنميمة والتهمة واللهو ومصاحبة الأشرار.. وغيرها من الصفات الدنيئة والخصال غير الحميدة، كلها ظلمات تحجب الانسان عن نور الله الذي لا يحجبه شيء، إلاّ أن العبد باعماله يحتجب عن نوره تبارك وتعالى، ففي دعاء أبي حمزة الثمالي " وانك لا تحتجب عن خلقك إلا ان تحجبهم الاعمال دونك ". فالانسان الذي يرتكب الذنوب والخطايا، والذي يمارس المنكرات، والظالم الذي يسحق المحرومين والمستضعفين، والمتجاوز الذي لا يعي معنى للحرمات ؛ لا يمكنه بحال ان يستضئ بنور الايمان، ولا أن يحضى بلقاء الله تعالى، لأن أعماله ستقف سداً وحاجزاً يمنعه من القرب إليه سبحانه، بل ولا ينظر إليه الله يوم القيامة ويميل بوجهه الكريم عن مثل هذا العبد اللئيم.

الايمان بالله سبحانه هو الباعث الذي يحث المؤمن على تلاوة القرآن الكريم للاعتبار به والاتعاض بمواعظه والائتمار بأوامره والانتهاء بنواهيه، وبالتالي للاستزادة من نور الله تعالى. وتلك أمور لاتتيسر إلاّ بإدراك مفاهيم القرآن واستيعابها، وهذه بدورها لا تتيسر إلاّ لمن أخلص نيته، وأول الخلوص هو التسليم والاذعان لأوامره ونواهيه. وليس من صفات الانسان المؤمن التكبر والتجبر، إذ الانسان المعاند الجاحد لا يمكنه أن يرتقي إلى فهم آيات القرآن، لأنه ليس في مقام القرب الى الله، وليس في مقام العروج إليه جل شأنه. فلم يكن في مستوى معرفة القرآن، لان قلبه محجوب بالعناد والتكبر، محجوب بالظلم { إِنَّ اللّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ } (المائدة/51 (محجوب بالفسق { وَاللّهُ لاَيَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ } (المائدة/108)

حق تلاوة القرآن :

حق تلاوة القرآن أن يتدبر الانسان في آياته حينما يكون هدفه التنوّر بنور الله تعالى، وبالتالي القرب إليه عز وجل { الَّذِينَ ءَاتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلاَوَتِهِ اُولئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ } (البقرة/121). وحين يطهر الانسان نفسه ويعدها لاستقبال الانوار الالهية سيجد ولا ريب انه على سلم الارتقاء الى معرفة الرب، لانه سيستزيد علماً ومعرفة جديدة ترقى به الى مقام القرب من الله تعالى { وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ ءَايَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَاناً } (الانفال/2 ).

وهذه النعمة العظمى انما تتيسر للذي يتلون القرآن وهوفي حالة من التسليم والخشوع، وفي حالة من الرضا والقبول والانابة إليه جلت قدرته { يَهْدِي بِهِ اللّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلاَم } (المائدة/16)، { وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَن يُنِيبُ } (الشورى/13) .

فلا عجب أن نرى المؤمنين - وهم يتلون آيات القرآن الحكيم - ترتعد وترتجف فرائصهم، ولا عجب أن تنساب دموعهم رهبة من عذاب الله تعالى ورغبة في الله واطمئناناً إليه والى رحمته ورضوانه.. لان القلوب التي لا حجاب بينها وبين الله تعالى، وجلة خائفة من عذابه وغضبه، لكنها وفي عين الوقت مطمئنة الى رحمته ورضوانه. ذلك هو الخلوص بعينه، وذلك هو التسليم بذاته بل ذلك هو السمو والتكامل والرقي الى مقام القرب من الله جل وعلا.

وعندما لا يكون الانسان بمستوى التقرب الى الله تعالى، لا يكون بمستوى معرفة آيات القرآن الكريم أيضــاً. فلا تتجاوز آياته الشفاه لكثرة الذنوب والمعاصي " رب تال للقرآن والقرآن يلعنه ". إذ التدبر لا ينسجم مع حالة الغفلة عن ذكر الله تعالى { كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ اِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا ءَايَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ اُوْلُواْ الأَلْبَابِ } (ص / 29)، أن الغفلة عن ذكر الله انما تعني الصيرورة الى الضلال، وذلك يستصحب - ولا ريب - الضياع في متاهات الرذائل دون وجل او خوف من ارتكاب المعاصي والاتصاف بالظلم والتكبر والجحود، وما الى ذلك من الصفات الدنيئة البذيئة. ومثل هذا الانسان لا يبحث عن رضا الله قطعاً ، وانما يبحث عن رضا الطاغوت، لأنه لا ينيب الى الله فيبقى حيث هو { وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ } (البقرة/258).

وفي القرآن الكريم آيات كثيرة تنذر وتتوعد الكافرين والظالمين والفاسقين بعدم الهداية، الذي يعني بدوره خسران الدنيا والآخرة { يَآ أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا لآ تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلآ أَوْلاَدُكُمْ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ } (المنافقون/9). وليس هو الخسران فحسب، بل هو المزيد من الشقاء والانحطاط { وَلاَ يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلاَّ خَسَاراً } (الاسراء/82 (، { وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيراًمِنْهُم مَآ اُنْزِلَ إِلَيْكَ مِن رَبِّكَ طُغْيَاناً وَكُفْراً } (المائدة/64).

وحالة التسليم والرضا تستوجب من الانسان ان يدفع عنه المعاصي، وتتطلب منه التوبة الى الله والانابــة إليـه تعالـى. وحينها سيجد في القرآن نوراً يبصر به الناس ويرى به الطبيعة، بل ويرى كل ما حوله. ولا غرابة حينئذ إذا ما قرأه على ميت فأحياه الله، ولا عجب إذا ما قرأه على جبل فتحرك أو على أرضٍ فتقطعت. { وَلَوْ أَنَّ قُرءَاناً سُيِّرَتْ بِهِ الْجِبَالُ أَوْ قُطِّعَتْ بِهِ الأَرْضُ أَوْ كُلِّمَ بِهِ الْمَوْتَى بِل لِلَّهِ الأَمْرُ جَمِيعاً } (الرعد / 31).

ثم إن حالة الرضا والقبول تتطلب التوجه من العبد بكل جوارحه لكلام ربه، وعدم الانشغال عنها، بل الانصات والاستماع لتوجيهاته جل وعلا، والاعتبار بمواعظه وأحكامه مباشرة { وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْءَانُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ } (الاعراف/204(

اما لو كان الغرض التلاوة فحسب دونما نزاهة، او ان يكون الهدف عدّ ما يتلى

من الآيات والاحزاب والسور، أو أن يكون همّ القارئ عدّ الصفحات وقضاء الساعات دونما تدبر واتعاظ.. فذاك لا يعني طلب نور الله، فلا يعني - بالنتيجة -القرب إليه تعالى، بل هو اللهو والغفلة { وَمَا يَجْحَدُ بِاَيَاتِنَآ إِلاَّ الظَّالِمُونَ } (العنكبوت/49(.

القلم الحر
05-21-2012, 05:32 PM
الاخوة الاحباب
اترك ما كتب العبد الجانى لتاملاتكم
و لكل سؤال فى الاسلام جواب , و لكل شبهة حل, و لله الحجة البالغة

القلم الحر
05-22-2012, 02:51 AM
افرغت صندوق رسائلى

اضافة :
" وَمِنْ النَّاس مَنْ يَشْتَرِي لَهْو الْحَدِيث لِيُضِلّ عَنْ سَبِيل اللَّه "
طبقا لمصطلحات القرآن الكريم فالحديث حديثان فيما يخص الدين الحق و الدين الباطل .
هناك الحديث الوحيد الذى لا يؤمن المؤمن إلا به ، وهو حديث الله تعالى فى القرآن الكريم : (فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ ) (الأعراف 185 ) ( المرسلات 50) (تِلْكَ آيَاتُ اللَّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَ اللَّهِ وَآيَاتِهِ يُؤْمِنُونَ وَيْلٌ لِّكُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ يَسْمَعُ آيَاتِ اللَّهِ تُتْلَى عَلَيْهِ ثُمَّ يُصِرُّ مُسْتَكْبِرًا كَأَن لَّمْ يَسْمَعْهَا فَبَشِّرْهُ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ ) ( الجاثية 6 ـ )
وهناك الحديث الاخر الذى يطلق عليه رب العزة جل وعلا ( لهو الحديث ) يقول تعالى (وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَن سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُوًا أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِ آيَاتُنَا وَلَّى مُسْتَكْبِرًا كَأَن لَّمْ يَسْمَعْهَا كَأَنَّ فِي أُذُنَيْهِ وَقْرًا فَبَشِّرْهُ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ ) (لقمان 6 : 7 ) ووظيفة ( لهو الحديث ) أن يصد الناس عن دين الله تعالى أى عن القرآن الكريم الذى هو أحسن الحديث (اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُّتَشَابِهًا مَّثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاء وَمَن يُضْلِلْ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ ) ( الزمر 23 )
فلا يقتصر فقط على تدبر القرآن الكريم أحسن الحديث و لكن لا بد أن يناقش فى ضوئه (لهو الحديث ) الذى أضل المسلمين وأبعدهم عن نور القرآن الكريم قرونا. وهذا ما يتجلى فى دراسات و أبحاث و مؤلفات

القلم الحر
05-22-2012, 02:59 AM
تاملات فى مزعمة التكرار
اضافة لما سبق نتامل ايات الله :
في الايات الثلاثه التاليه والتي هي عن موسى عليه السلام::

1ـ {وَاضْمُمْ يَدَكَ إِلَى جَنَاحِكَ تَخْرُجْ بَيْضَاء مِنْ غَيْرِ سُوءٍ آيَةً أُخْرَى }طه22
2ـ {وَأَدْخِلْ يَدَكَ فِي جَيْبِكَ تَخْرُجْ بَيْضَاء مِنْ غَيْرِ سُوءٍ فِي تِسْعِ آيَاتٍ إِلَى فِرْعَوْنَ وَقَوْمِهِ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْماً فَاسِقِينَ }النمل12
3ـ {اسْلُكْ يَدَكَ فِي جَيْبِكَ تَخْرُجْ بَيْضَاء مِنْ غَيْرِ سُوءٍ وَاضْمُمْ إِلَيْكَ جَنَاحَكَ مِنَ الرَّهْبِ فَذَانِكَ بُرْهَانَانِ مِن رَّبِّكَ إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْماً فَاسِقِينَ }القصص32

هل الحدث في الايات الثلاثه هو واحد ؟؟؟ حتى نقول انه تكرار ؟؟
اليس في الايه الاولى خرجت يد موسى بايه واحده اخرى ؟؟
اليس في الايه الثانيه خرجت يد موسى في تسع ايات ؟؟
اليس في الايه الثالثه خرجت يد موسى ببرهانان من ربه ؟
فاين التكرار ؟؟
هل مجرد ورود لفظ يدك في الايات الثلاثه يجعلها ايه واحده متكرره ؟؟؟
والا فان كل الفاظ الايات الاخرى هي مختلفه بين الضم والادخال والاسلاك
في الايه الاولى قال اضمم يدك الى جناحك بينما في الايه الثالثه قال اضمم اليك جناحك
التكرار في القرآن إنما هو تكرار لفظي ولكن الزمكان مختلف ، من الآيات الواضحة في هذا الشأن :
وَأَنَّهُ أَهْلَكَ عَاداً الْأُولَى [النجم : 50]

فهل هناك عاداً ثانية غير الأولى حتى تذكر الأولى . أرجو التدبر في ذلك

القلم الحر
05-26-2012, 04:06 AM
انجيل برنابا
من دلائل نبوة محمد ص النيرة انجيل برنابا

و قد بذل القساوسة الجهد من انفسهم لانكار نسبه
لكن جهودهم هراء
فهو كتاب عالى المضمون
و القاعدة العقلية : ان على المعنى يدل على علو المصدر
و الكتاب يكشف لغز محنة المسيح ع مع اليهود
فهم لم يعادوه لادعائه الالوهية اذ ليس فى الاناجيل قول صريح بانه اله
بل يبين برنابا رحمه الله ان سر العداء انه بين لهم ان العهد الالهى تم مع اسماعيل لا اسحق
اى النبى الخاتم من عقب اسماعيل و هو محمد ص
و هى فكرة لم يعرفها احد من علماء الاسلام قبل اكتشاف الانجيل فى وطن النصارى

أبو قدامة
05-26-2012, 05:26 AM
دين الله هو القرآن والسنة يا عزيزي , وليس القران فقط

حمادة
05-26-2012, 12:49 PM
(chapter 39(Ghospel of Bernab
Then said John: "Well have you spoken, O master, but we lack to know how man sinned through pride." Jesus answered: "When God has expelled Satan, and the angel Gabriel had purified that mass of earth whereon Satan spat, God created everything that lives, both of the animals that fly and of them that walk and swim, and he adorned the world with all that it has. One day Satan approached to the gates of paradise, and, seeing the horses eating grass, he announced to them that if that mass of earth should receive a soul there would be for them grievous labour; and that therefore it would be to their advantage to trample that piece of earth in such wise that it should be no more good for anything.
The horses aroused themselves and impetuously set themselves to run over that piece of earth which lay among lilies and roses;. Whereupon God gave spirit to that unclean portion of earth upon which lay the spittle of Satan, which Gabriel had taken up from the mass; and raised up the dog, who, barking, filled the horses with fear, and they fled. Then God gave his soul to man, while all the holy angels sang: "Blessed be your holy name, O God our Lord." "Adam, having sprung upon his feet, saw in the air a writing that shone like the sun;, which said: "There is only one God, and Muhammad is the Messenger of God."
Whereupon Adam opened his you, what means the message of these words: "Muhammad is Messenger of God. Have there been other men before me?" 'Then said God: "Be you welcome, O my servant Adam. . I tell you that you are the first man whom I have created. And he whom you have seen [mentioned] is your son, who shall come into the world many years hence, and shall be my Messenger, for whom I have created all things; who shall give light to the world when he shall come; whose soul was set in a celestial splendour ;sixty thousand years before I made any. thing."
Adam besought God, saying: "Lord, grant me this writing upon the nails of the fingers of my hands." Then God gave to the first man upon his thumbs that writing; upon the thumb-nail of the right hand it said: "There is only one God;," and upon the thumb-nail of the left it said: "Muhammad is Messenger ;of God." Then with fatherly affection the first man kissed those words, and rubbed his eyes, and said: "Blessed be that day when you shall come to the world."
Seeing the man alone, God said: "It is not well that he should remain alone." Wherefore he made him to sleep, and took a rib from near his heart, filling the place with flesh. * Of that rib made he Eve, and gave her to Adam for his wife. He set the twain of them as lords of Paradise, to whom he said: "Behold I give to you every fruit to eat, except the apples and the corn" whereof he said: "Beware that in no wise you eat of these fruits, for you shall become unclean, insomuch that I shall not suffer. You to remain here, but shall drive you forth, and you shall suffer great miseries."

حمادة
05-26-2012, 04:00 PM
الفصل التاسع والثلاثون

حينئذ قال يوحنا : حسنا تكلمت يا معلم ، ولكن ينقصنا أن نعرف كيف أخطأ الإنسان بسبب الكبرياء ، أجاب يسوع : لما طرد الله الشيطان ، وطهر الملاك جبريل تلك الكتلة من التراب التي بصق عليها الشيطان ، خلق الله كل شيء حي من الحيوانات التي تطير ومن التي تدب وتسبح ، وزين العالم بكل ما فيه ، فاقترب الشيطان يوما ما من أبواب الجنة ، فلما رأى الخيل تأكل العشب أخبرها أنه إذا تأتى لتلك الكتلة من التراب أن يصير لها نفس أصابها ضنك ، ولذلك كان من مصلحتها أن تدوس تلك القطعة من التراب على طريقة لا تكون بعدها صالحة لشيء ، فثارت الخيل وأخذت تعدو بشدة على تلك القطعة من التراب التي كانت بين الزنابق والورود ، فأعطى الله من ثم روحا لذلك الجزء النجس من التراب الذي وقع عليه بصاق الشيطان الذي كان أخذه جبريل من الكتلة ، وأنشأ الكلب فأخذ ينبح فروّع الخيل فهربت ، ثم أعطى الله نفسه للإنسان وكانت الملائكة كلها ترنم : ( اللهم ربنا تبارك اسمك القدوس ) فلما انتصب آدم على قدميه رأى في الهـواء كتابة تتألق كالشمس نصها (( لا إله إلا الله ومحمد رسـول الله )) ، ففتح حينئذ آدم فاه وقال : ( أشكرك أيها الرب إلهي لأنك تفضلت فخلقتني ، ولكن أضرع إليك أن تنبأني ما معنى هذه الكلمات (( محمد رسـول الله )) ، فأجاب الله : ( مرحبا بك يا عبدي آدم ، وإني أقول لك أنك أول إنسان خلقت ، وهذا الذي رأيته إنما هو ابنك الذي سيأتي إلى العالم بعد الآن بسنين عديدة ، وسيكون رسولي الذي لأجله خلقت كل الأشياء ، الذي متى جاء سيعطى نورا للعالم ، الذي كانت نفسه موضوعة في بهاء سماوي ستين ألف سنة قبل أن أخلق شيئا ) .

فضرع آدم إلى الله قائلا : ( يا رب هبني هـذه الكتابة على أظفار أصابع يدي ) فمنح الله الإنسان الأول تلك الكتابة على إبهاميه ، على ظفر إبهام اليد اليمنى ما نصه (( لا إله إلا الله )) ، وعلى ظفر إبهـام اليد اليسرى مـا نصه (( محمد رسول الله )) ، فقبّل الإنسان الأول بحنو أبوي هذه الكلمات ، ومسح عينيه وقال : ( بورك ذلك اليوم الذي سيأتي فيه إلى العالم ) فلما رأى الله الإنسان وحده قال : ( ليس حسنا أن يكون وحده ) فلذلك نوّمه ، وأخذ ضلعا من جهة القلب ، وملأ الموضع لحما ، فخلق من تلك الضلع حواء ، وجعلها امرأة لآدم ، وأقام الزوجين سيدي الجنة ، وقال لهما : ( أنظروا إني أعطيكما كل ثمر لتأكلا منه خلا التفاح والحنطة ) ثم قال : ( احذروا أن تأكلا شيئا من هذه الأثمار ، لأنكما تصيران نجسين ، فلا أسمح لكما بالبقاء هنا بل أطردكما ويحل بكما شقاء عظيم ) .

القلم الحر
05-26-2012, 04:26 PM
نواصل ..
قد جاءكم بصائر من ربكم فمن أبصر فلنفسه ومن عمي فعليها
صدق الله العظيم


أولاً:
قضية الإيمان بالخالق، وملحقات هذا الإيمان وتوابعه كان ولا يزال يحتل مساحة أساسية تأثرت بها مختلف التيارات والمذاهب والمدارس الفكرية بشكل عام، والكلام هنا لا بخصوص الإسلام وحسب، بل ما يتعداه ليشمل مختلف الأديان والمنظومات الفكرية المختلفة.

لو فرضنا بحسب معطيات التاريخ الواصلة إلينا، أن الدين ظهر بظهور الإنسان وجه المعمورة، فإن الأصالة في هذه الحالة للدين لا للإلحاد، مما يعني أن الدخيل أنتم لا نحن.! فابتسم بامتعاض مسلماً بالأمر من دون جواب.

أننا فطرنا على معرفة الله سبحانه وتعالى، ذلك أني أؤمن أن الطريق الأساس لمعرفة الله سبحانه وتعالى كان ولا يزال مبنياً على قضية الفطرة، لهذا السبب فإن معرفة الله عز وجل عندي مندرج ضمن حقل المعرفة الذاتية في نظرية المعرفة لدى الإنسان، فهو على شاكلة المعلومات الأولية التي تقبع في النظام الأساسي الأولي الذهني كقاعدة عدم التناقض البديهية، أو كقانون الهوية الذاتية التي تفيد من أن الشيء هو هو، ولن يكون شيء آخر غير ذاته.


كل هذه الأمور لا تأتي عن حس وتجربة بل هي مثبتة أساساً في النظام العقلي المعرفي عند هذا الطفل مما يؤهله لخوض عملية سد جوعه من دون الحاجة إلى ادعاء ان هذا طريقه التجربة والحس، عليه إن معرفة الله سبحانه وتعالى لهو على هذا النسق وهذه الشاكلة، فهو يأتي في الأساس مثبتاً في النظام الأساسي الأولي بالنظام الذهني لديه، بدليل أن الإنسان في القديم عرف ربه بعيداً عن طريق التجريد الفكري الفلسفي، أو الفهم المبني على قوالب الاستدلال والاستقراء، وهذا فيه تصديق لما ورد في القرآن قوله عز وجل: فطرة الله التي فطر الناس عليها، لا تبديل لخلق الله، ذلك الدين القيم، ولكن أكثر الناس لا يعلمون.

لو فرضنا أنا أخذنا رضيعاً حديث الولادة ووضعناه في غرفة بمعزل عن المؤثرات الخارجية المحيطة بالإنسان، بمعنى أننا عزلناه عن الطريق الاولي للمعرفة الحصولية، فهل هذا الشخص سوف يعلم في مرحلة ما بأن هناك خالق أو موجد أو رباً خلقه وأوجده أم لا.؟ طبعاً

ولهذا السبب فإن الإلحاد برأيي الخاص جنون إرادي.!
الإلحاد أسوأ من الجنون، لأن الجنون مرضه غير إرادي، والإلحاد مرض إرادي. فالمجنون لا يتحكم في عمل عقله، بينما الملحد يجبر عقله على العمل بعكس طبيعته.! ولهذا كان معنى الملحد في اللغة: الذي يميل عمداً عن الخط الصحيح لمساره، وسمي منكر وجود الله تعالى ملحداً، لأنه يتعمد الميل عن المسار الطبيعي لعقله وفطرته.!
فالشمس موجودة وهذا بديهي، بيد أن هناك من يخالف ويحرف بداهته العقلية لينكر وجود الشمس مستدلاً بالليل وظلمته.!

القلم الحر
05-28-2012, 12:19 AM
السحر ثابت ,في الصحيح -لا تعد لبث الشبهات وإلا ستوقف*متابعة إشرافية *

القلم الحر
05-28-2012, 12:28 AM
* يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم ولا يحيطون به علما )

هنا اهم معارف القران العظيم
العجز عن ادراك الذات المقدسة
بينما كل الافكار السائدة وقت ظهور الاسلام تكتنه الذات
فاليهود يالهون عزيرا كما سبق و كذلك النصارى مع المسيح
و الفلاسفة قالوا بوحدة الوجود و ان الله هو الوجود و هو تصور عقلى للذات المقدسة
فهذا نور محمد ص (نرجو ألا تقتصر على ذكر حرف الصاد مقلدا في ذلك الشيعة ,هذا إذا كنت توقر النبي صلى الله عليه وسلم ,ويمكنك أن تضعها بين قوسين فتظهر صلاة كاملة مزخرفة )

عيون السود@
05-28-2012, 12:51 AM
الأخ الفاضل العيون السود : الموضوع ليس عن السحر ويمكنك التوجه بأسئلتك للإخوة المحاورين فهم أهل الاختصاص, وذلك في القسم الخاص -متابعة إشرافية-

Ahmed-DK
05-28-2012, 01:05 AM
الأخ الكريم القلم الحر،
أنت تحتج بكلام بعض علماء الشيعة كالشريف الرضى فهل أنت شيعي؟
-المؤسف أنه يشوه دفاعه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بالنقل عن قوم مشهورين بالكذب ويستبيحونه تحت اسم التقية وهم الرافضة ,والفرق بين عقائدهم ومصادرهم وبين الإسلام كالفرق بين دين المسيح عليه الصلاة والسلام وبين دين بولس وقد تم معالجة المشاركة المذكورة (إشراف )

عيون السود@
05-28-2012, 01:52 AM
السلام عليكم

قال الله تعالى :

فَلَمَّا أَلْقَوْا قَالَ مُوسَى مَا جِئْتُم بِهِ السِّحْرُ إِنَّ اللَّهَ سَيُبْطِلُهُ إِنَّ اللَّهَ لاَ يُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدِينَ

سورة يونس آية 81

أي أن السحر الذي يقوم به الناس سوف يبطله الله تعالى ياأخي وطبعا ياأخي هؤلاء السحرة الذين كانوا يواجهون موسى عليه الصلاة والسلام بسحرهم ليسوا ساحرين حقا ولأنهم لم يتعلموا السحر و الذي يقوم به الشيطان الرجيم !


قال الله تعالى :

وَاتَّبَعُواْ مَا تَتْلُواْ الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُواْ يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ

سورة البقرة آية 102

فعلى ذلك أن الشيطان الذي علم الناس السحر !

وبذلك أن هؤلاء السحرة الذين كانوا يواجهون موسى عليه الصلاة والسلام بسحرهم ليسوا ساحرين حقا و لأنهم لم يتعلموا السحر الذي يقوم به الشيطان الرجيم فعلى ذلك أن الله تعالى سوف يبطل السحر الذي يقوم به الناس والذين لم يتعلموا من الشيطان الرجيم !


وطبعا لن يبطل الله تعالى في بادىء الامر السحر الذي يقوم به الناس والذين تعلموا من الشيطان الرجيم !

ولماذا ؟!

ولأن الله تعالى يقول لنا :

قَالَ أَنظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ

قَالَ إِنَّكَ مِنَ الْمُنظَرِينَ

سورة الاعراف آية 14-15

أي أن الله تعالى أعطى للشيطان الرجيم المهلة التي سوف يقوم بها الشيطان الرجيم بفتنة الناس وسمح الله تعالى له بفعل ذلك وطبعا نحن نعلم عن سبب ذلك وكما قال الله تعالى :


قَالَ اخْرُجْ مِنْهَا مَذْؤُومًا مَّدْحُورًا لَّمَن تَبِعَكَ مِنْهُمْ لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنكُمْ أَجْمَعِينَ

سوورة الاعراف آية 18


وبذلك أن هذه المهلة والتي أعطيت للشيطان الرجيم ولكي يقوم بفتنة الناس هي الحكمة من الله تعالى وقد أظهر لنا الله تعالى أن من يتبع الشيطان الرجيم فسوف يدخل جهنم وسوف يكون كافر !

قال الله تعالى :


وَاتَّبَعُواْ مَا تَتْلُواْ الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُواْ يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولاَ إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلاَ تَكْفُرْ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ وَمَا هُم بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلاَّ بِإِذْنِ اللَّهِ وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلاَ يَنفَعُهُمْ وَلَقَدْ عَلِمُواْ لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الآخِرَةِ مِنْ خَلاقٍ وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْا بِهِ أَنفُسَهُمْ لَوْ كَانُواْ يَعْلَمُونَ

سورة البقرة آية 102

وبذلك من يقوم بالسحر الذي تعلمه من الشيطان الرجيم هو كافر والله تعالى في بادىء الامر لن يبطل السحر الذي يقوم به الناس والذين تعلموا من الشيطان الرجيم ولأن الله تعالى أعطى للشيطان الرجيم المهلة التي سوف يقوم بها الشيطان الرجيم بفتنة الناس

وسمح الله تعالى له بفعل ذلك وبذلك لن يبطل الله تعالى في بادىء الامر السحر بل سوف يسمح به ولأن هذا ماسمح به الله تعالى ولكي يقوم به الشيطان الرجيم ومن يتبعه !


والذي سحر نبينا محمد عليه الصلاة والسلام هو :

سحر رسول الله يهودى من يهود بنى زُريق، يقال له : لبيد بن الأعصم قالت : حتى كان رسول الله ، يخيل إليه أنه يفعل الشئ وما يفعله، حتى إذا كان ذات يوم، أو ذات ليلة، دعا رسول الله ، ثم دعا. ثم دعا. ثم قال : يا عائشة! أَشَعَرْتِ أن الله أفتانى فيما استفتيته فيه؟ جاءنى رجلان فقعد أحدهما عند رأسى، والآخر عند رجلى، فقال الذى عند رأسى، للذى عند رجلى، أو الذى عند رجلى، للذى عند رأسى : ما وجع الرجل؟ قال : مطبوب قال : من طبه؟ قال : لبيد بن الأعصم قال فى أى شئ؟ قال فى مشط ومشاطة قال : وجب طلعة ذكر، قال : فأين هو؟ قال : فى بئر ذى أروان قالت : فأتاها رسول الله فى أناس من أصحابه، ثم قال : يا عائشة! والله! لكأن ماءها نقاعة الحناء، ولكأن نخلها رءوس الشياطين، قالت : فقلت : يا رسول الله! أفلا أحرقته؟ قال : لا. أما أنا فقد عافانى الله، وكرهت أن أثير على الناس شراً، فأمرت بها فدفنت"



وهذا اليهودي هو من تعلم من الشيطان الرجيم السحر وبذلك يخبرنا الله تعالى أنه لن يبطل في بادىء الامر السحر بل سوف يسمح به ولأن هذا ماسمح به الله تعالى ولكي يقوم به الشيطان الرجيم ومن يتبعه !

هل فهمت !


هدانا الله تعالى لصراطه المستقيم

آمين يارب العالمين

عيون السود@
05-28-2012, 01:57 AM
الأخ الفاضل العيون السود : الموضوع ليس عن السحر ويمكنك التوجه بأسئلتك للإخوة المحاورين فهم أهل الاختصاص, وذلك في القسم الخاص -متابعة إشرافية-

السلام عليكم

ياأخي المشرف 11 بارك الله فيك وشكرا لمتابعتك و أنا لم أقصد أن اسأل الاخ القلم الحر بل كنت أريد مناقشته فيما وضعه عن موضوع سحر نبينا محمد عليه الصلاة والسلام ويعتقد أنه خطأ !

حياك الله تعالى ويرجى ترك ردي الاخير له ولكي يقرأه عسى يفهم ماالمقصود ومالمراد من الله تعالى .

وهدانا الله تعالى لصراطه المستقيم
آمين يارب العالمين

القلم الحر
05-28-2012, 01:59 AM
الاخوة الكرام

كل نقل نقلته نقلته لنصرة محمد ص
و الحكمة ضالة المؤمن
انا زيدى و لست رافضيا
و السلام

القلم الحر
05-28-2012, 02:04 AM
#### لا تنقل عن أهل الابتداع يا أخي أصلحك الله , تركت إجماع علماء السلف في القرون الفاضلة وتنقل عن معتزلي!###-متابعة إشرافية

عيون السود@
05-28-2012, 02:21 AM
الحق ان حديث السحر طعنة للنبوة فى مقتل
لذا قال الجصاص انه من وضع الزنادقة
قال رحمه الله فى أحكام القرآن 1/60.:
زعموا أن النبي صلى الله عليه وسلم سُحِر، وأن السحر عمل فيه، حتى قال فيه إنه يتخيل لي أني أقول الشيء وأفعله، ولم أقوله ولم أفعله"، وأن امرأة يهودية سحرته في جف طلعة ومشط ومشاقة، حتى أتاه جبريل ـ عليه السلام ـ فأخبره أنها سحرته في جف طلعة، وهو تحت راعوفة البئر، فاستخرج، وزال عن النبي صلى الله عليه وسلم العارض. وقد قال الله تعالى مكذباً للكفار فيما ادعوه من ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم، فقال جل من قائل: ( وَقَالَ الظَّالِمُونَ إِن تَتَّبِعُونَ إِلا رَجُلاً مَّسْحُورًا) (الفرقان:8)، ومثل هذه الأخبار من وضع الملحدين…"(
و نعم ما قال
و العجب ان ندافع عن تهمة يفرح بها اعداء محمد ص فلم يقل الكافر اكثر من ذلك فهى دعوى كفار قريش انه مسحور روحى فداه

السلام عليكم

قال الله تعالى :

قُلْ إِنَّمَا أَعِظُكُم بِوَاحِدَةٍ أَن تَقُومُوا لِلَّهِ مَثْنَى وَفُرَادَى ثُمَّ تَتَفَكَّرُوا مَا بِصَاحِبِكُم مِّن جِنَّةٍ إِنْ هُوَ إِلاَّ نَذِيرٌ لَّكُم بَيْنَ يَدَيْ عَذَابٍ شَدِيدٍ


سورة سبا آية 46

ياأخ هذه الاية تنفي أي أدعاء عن نبينا محمد عليه الصلاة والسلام وعلى أنه مأخوذ عقله أو به شيء قد أذهب عقله وعندما يخبرنا عن آيات الله

تعالى وبذلك أن الاية الكريمة في سورة سبأ تظهر بأن الله تعالى يوضح لنا أن نبينا محمد عليه الصلاة والسلام ليس ممسوس وهو عاقل وعندما يتكلم

عن الله تعالى !


وبذلك يتضح لنا أن الذين قالوا عن نبينا محمد عليه الصلاة والسلام أنه مسحورا هم ظالمين بقولهم هذا وقالوا ذلك لتكذيب نبينا محمد عليه الصلاة والسلام !

قال الله تعالى :

وَقَالَ الظَّالِمُونَ إِن تَتَّبِعُونَ إِلاَّ رَجُلا مَّسْحُورًا

سورة الفرقان آية 8

هل فهمت !

هدانا الله تعالى لصراطه المستقيم
آمين يارب العالمين

القلم الحر
05-28-2012, 02:22 AM
استودعكم الله

عيون السود@
05-28-2012, 02:45 AM
السلام عليكم

قال الله تعالى :

وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ

فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِن ضُرٍّ وَآتَيْنَاهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُم مَّعَهُمْ رَحْمَةً مِّنْ عِندِنَا وَذِكْرَى لِلْعَابِدِينَ

سورة الانبياء آية 83-84


الحديث :

يهودى من يهود بنى زُريق، يقال له : لبيد بن الأعصم قالت : حتى كان رسول الله ، يخيل إليه أنه يفعل الشئ وما يفعله، حتى إذا كان ذات يوم، أو ذات ليلة، دعا رسول الله ، ثم دعا. ثم دعا. ثم قال : يا عائشة! أَشَعَرْتِ أن الله أفتانى فيما استفتيته فيه؟ جاءنى رجلان فقعد أحدهما عند رأسى، والآخر عند رجلى، فقال الذى عند رأسى، للذى عند رجلى، أو الذى عند رجلى، للذى عند رأسى : ما وجع الرجل؟ قال : مطبوب قال : من طبه؟ قال : لبيد بن الأعصم قال فى أى شئ؟ قال فى مشط ومشاطة قال : وجب طلعة ذكر، قال : فأين هو؟ قال : فى بئر ذى أروان قالت : فأتاها رسول الله فى أناس من أصحابه، ثم قال : يا عائشة! والله! لكأن ماءها نقاعة الحناء، ولكأن نخلها رءوس الشياطين، قالت : فقلت : يا رسول الله! أفلا أحرقته؟ قال : لا. أما أنا فقد عافانى الله، وكرهت أن أثير على الناس شراً، فأمرت بها فدفنت"


هل فهمت مالونته لك بالاحمر ياأخي القلم الحر !

هدانا الله تعالى لصراطه المستقيم

آمين يارب العالمين

عيون السود@
05-28-2012, 02:54 AM
الاخوة الكرام

كل نقل نقلته نقلته لنصرة محمد ص
و الحكمة ضالة المؤمن
انا زيدى و لست رافضيا
و السلام

السلام عليكم

أهلا بأخونا الزيدي وأرجوا أن تكون زيديا عن حق ولنا الشرف بالتكلم معك يامن تدافع عن نبينا محمد المصطفى عليه الصلاة والسلام ووفقك الله الى مايحبه ويرضاه

اللهم آمين

هدانا الله تعالى لصراطه المستقيم

آمين يارب العالمين

ياسر النقا طي
05-28-2012, 02:55 AM
السلام عليكم اخي
اخي الكريم شبهتك عن السحر يقولها الملاحدة فمن العيب ان ترددها وهذا الرابط فيه جواب علي ماقلت
http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?27802-%E5%C7%CA-%C3%ED-%E4%D5%ED%E4-%C3%E6-%E4%DE%E1%F2-%E6%DA%DE%E1-%ED%F5%CA%E6%E5%E3-%CA%E4%C7%DE%D6%E5%E3%C7-%E6%ED%C3%CA%ED%DF-%E4%DE%D6-%C7%E1%CA%DA%C7%D1%D6-%C8%ED%E4%E5%E3%C7/page9
و له رد رقم 134

مشرف 11
05-28-2012, 03:07 AM
الأخ " القلم الحر " احترمنا فيك الجلد في إثبات نبوة المصطفى صلى الله عليه وسلم بحسب ما تعلم فنرجو عدم تشويه دفاعك بذكر الشبهات والنقل عن أهل البدع ولهذا سيغلق الموضوع للتشاور , فإذا دللت على نبل هدفك في الذب عن سيدنا رسول الله ووعدت بعدم تكرار ذلك فتحناه دون تردد

القلم الحر
05-29-2012, 03:33 AM
الاخوة الكرام
مرة اخرى لست رافضيا بل زيديا
و قد وافقت على احترام سياسة المنتدى فى نقل كلام اهل البدع من امثالى

و قد كتبت الكثير و العاقل يكفيه دليل واحد

و الله الموفق

القلم الحر
05-29-2012, 03:38 AM
اظهار الحق

من امتن الكتب فى اثبات النبوة المحمدية كتاب فقيد الاسلام رحمة الله الهندى العثمانى نسبة الى عثمان رضى الله عنه
و الواقع ان مخالفى الاسلام قسمان :
1- لا دينيون و هم اضل من الانعام لانهم بين ملحد مجنون اراديا او معتوه يؤمن باله يخلق الحاجب للعين و لا يرسل للناس رسولا !
2- اهل الكتاب
و هم الداء الدوى
و ما مشروع اللادينية الا حيلة منهم اخزاهم الله
و هؤلاء افحامهم اسهل و احلى من الماء البارد
فبما ثبتت به معجزات موسى و عيسى عليهما السلام عندهم تثبت به معجزات محمد صلى الله عليه و اله و سلم

القلم الحر
05-29-2012, 03:46 AM
ادلة للخاصة
يقول الاستاذ محمد احمد الراشد حفظه المولى

الموازين الايمانية لا تقتصر صحتها على المعنى الوجدانى فيها، وهو ما يسبق إلى ذهن المستعجل فى فهم الإيمان، وإنما تتعداه إلى معنى التأثير الفعلى فى الحياة فمن الموازين مثلاً : أن الكاذب لابد أن يفتضح. وعلينا كمؤمنين أن ننتظر ساعة يفتضح فيها من يكذب ولابد، ننتظزرها كما ننتظر أى حدث مادى، كشروق شمس أو نزول مطر إذا أغلقت السماء. ومن الموازين : ((إن الله لا يصلح عمل المفدسين)) وقريب منه ميزان ((وأن الله لا يهدى كيد الخائنين))، وإن الخطيئة الأولى تجلب ثانية، والثانية تجلب ثالثة، عقوبة من الله، حتى يغلق القلب على ظلمة، وبعكس هذه الموازين: التوفيق الذى يحيط المهتدى والصادق وفق ميزان: ((والذين اهتدوا زادهم هدى وآتاهم تقواهم)) وأمثاله.

وكل هذه الموازين نتداولها وكأننا ننتظر الآخرة ليحيق المكر السىء بأهله ويثاب المؤمن، وهذا جزاء من الحق، وجزؤه الآخر هو الاعتقاد بأن الحياة البشرية الدنيا محكومة بهذه الموازين جزماً، ولكن لا يرى بعضهم آثارها لأنها لا تظهر دائماً بسرعة، بل قد تمتد لفترة زمنية لتظهر، فينسى الرابط بين الفعل والعقوبة أو الثواب. فكما أن النظرة الفلكية الأولى لم تفصح عن وجود لبنات بناء الكون حتى توسعت الرقعة المدروسة وتضاعفت مساحة العين التلسكوبية اليباصرة، فكذلك نحتاج امتداداً زمنياً ومكانياً لتكون المادة المختبرية لبرهان صدق الموازين الايمانية كافية، وبدلاً أن ندرس آثارها على مدى سنوات: ندرسها على مدى أجيال أحياناً، مع اعتقادنا بأ، العقوبة قد تأتى فى اللحظة نفسها أحياناً، مثل مئات قصص يرويها الثقات على مدى الأجيال عن شاهد زور حلف بالقرآن أمام القضاء كاذباً، فعمى فوراً، أو مغتاب يغتاب فيكوى لسانه بلقمة حارة فوراً، وأشباه ذلك . فدراسة آثار موازين الإيمان على فترة ممتدة وأجيال ترينا بوضوح نتائج مشخصة مرئية يؤول فيها أمر أهل الباطل إلى تراجع وأمر أهل الحق إلى تمكين، وفى القرآن الكريم شواهد، وفى كتب التاريخ، وفى مرويات المعمرين. ولمحمود شيت خطاب- وهو مسلم وافر الصدق- كتاب عنوانه : (عدالة السماء) يروى فيه بعض قصص مدارها على هذه الموازين، حتى أن قاتلاً قتل قتيلاً ورماه فى حفرة، وبعد دهر طويل أراد رجل ثالث قتل القاتل، فهرب منه، وظل يركض ساعة يتنقل من مخبأ إلى مخبأ، ثم لم يجد فى النهاية ما يواريه إلا الحفرة التى رمى فيها ضحيته القديمة، فجاء الآخر فقتله فيها!! وحدثنى ثقة قال : إن جندياً تركياً انخزل عن وحدته يوم انسحاب الجيش العثمانى من بغداد أمام ضغط الجيش البريطانى، ووقف هذا الجندى بباب جامع أبى حنيفة، فجاء شقى سلبه ثم قتله بظلم فى وقفته بالباب، وبعد عشرين سنة تشاجر الشقى مع آخر فطعن، فهام على وجهه من حرارة الطعنة لا يدرى ما يفعل، وظل يهرول بلا وعى مئات الأمتار، حتى وصل باب الجامع فخر ميتاً فى الموضع نفسه الذى قتل فيه التركى البرئ. ولو أننا فتحنا مثل هذا الموضوع فى مجلس المعمرين فى الحضر أو البدو، وفى بلاد العرب أو الهند أو الصين، لأقسموا لنا على صدق عشرات من مثل هذه القصص رأوها بأنفسهم رأى العين.


ومن أعجب الأمور أن العقوبة قد لا تظهر فى الفاعل وإنما فى ولده، لحكمة ربانية، فقد حدثنى أحمد جمال الحريرى رحمه الله، المطوف بمكة، قال : يا بنى: كلنا قد استهجن سحل جثة الأمير عبد الاله صبيحة ثورة 14تموز ببغداد، ولكن هل تظن أن ذلك جاء من غير مقدمة؟ قال : لقد رأيت أباه علياً صبيحة التاسع من شعبان بمكة يوم أعلنت الثورة العربية التى قادها لورنس يصعد إلى قلعة مكة التى ما زالت شاخصة حتى الآن، فأعطى الحامية العثمانية أماناً إذا سلمت بغير قتال، فسلموا ونزلوا بذاك الأمان وكرهوا القتال بمكة، فأطلق سراح الجنود، وكانوا أربعمائة، ووضع الحبال فى أرجل ستة عشر ضابطاً وسحلهم أتباعه وهم أحياء، والغوغاء تركض وراءهم، فماتوا بعد بضع مئات أمتار، واستمروا يسحلونهم حتى بلغوا البطحاء التى بين مكة ومنى، وما أظن الذى حدث لعبد الآله إلا عقوبة مثلية لتلك السيئة !! وبقابل هذا : هل رأيت أحداً سار على سنن العدل ثم ساءت أموره؟ لم تر ذلك فى فرد أو حكومة.

وانظر الظالم : سوء الذكر يلحقه حتى بعد مماته، وأولاد المرابى أول لاعنيه .

وكم من رهط مؤمن عجز عن دفع ظلم يقع عليه، فينجيه الله ويبطش بالظالم، تصديقاً لميزان: (( إن الله يدافع عن الذين آمنوا)) .
وهلاك الأمم حين يشيع المنكر وتنتشر المعاصى يشاهده المرء فى المدن الخربة، ومدينة بومبى الفاسقة بجنوب إيطاليا محفوظة من يوم أهلكها بركان فيزوف قبل ألفى سنة، وقد تجولت بها ورأيت دنان الخمر وصور النساء العرايا كأنها رسمت أمس ! .

وهل ما حدث بالكويت من هزة اقتصادية بسبب سوق المناخ بعيد عن معنى عقوبة بلدة شاع بين أهلها الربا ورضى معظمهم بيع الغرر التحايلى الذى كان بالمناخ؟

إن معيشتنا فى أجواء الاعلام الرأسمالى المادى والتربية العلمانية بدأت تنسينا هذه المعانى الإيمانية الأساسية مع الأسف، وهى من الحق الذى لا مراء فيه وإن أنكرها الذين لا يفهمون .


ويرزق من يشاء قرائن تخبره خبر الغد


نرجع إلى الظواهر التى ننطلق منها لفهم نظرية صناعة الحياة من بعد كلامنا حول ظاهرتى الولاء والحركة فنقول: إن ظاهرة ثالثة تقترن بالثانية على وجه الخصوص يمكن أن نسميها : ظاهرة (السيطرة المستقبلية)، وخلاصتها : أن الله تعالى – وهو مالك الملك والغيب والزمان – قد أذن لبعض خلقه أن يعلم بعض العلامات والقرائن الدالة على ما سيحدث فى المستقبل، من غير جزم، إذ لا يعلم الغيب إلا الله تعالى، ولكن بنوع ترجيح يقذف طمأنينة فى قلب المؤمن، فيتصرف تصرفاً هادفاً متناسباً مع ما يتوقعه من الأحداث، فيسيطر بذلك لا على يومه فقط من خلال إسلاف الحسنات التى تجلب له التيسير والتوفيق، وإنما على المستقبل أيضاً على مدى موسم أو سنة أو دهر طويل، من خلال وضع هدف له والسير نحوه بتخطيط، بإذن الله، مصارعاً القدر بالقدر، بشبه علم يسبق الأحداث يتنبأ به نبوءة صحيحة من غير جزم بها، تأدباً مع الله تعالى عالم الغيب .

وسبل تعليم الله تعالى لعباده علم المستقبل هذا عديدة ، بعضها يردف بعضاً ويكمله ويشرحه .


منها : الرؤيا الصالحة، التى يراها المؤمن فتأتى كفلق الصبح، وهى جزء من ست وأربعين من أجزاء النبوة، كما فى الحديث الصحيح، وإذا اقتربت الساعة ما تكاد رؤيا المؤمن تخطئ، وتصدق ولو بعد دهر، كصدق رؤيا يوسف عليه السلام، رآها وهو طفل، وصدقت بعد سنوات من اكتمال رجولته، وأبوه خلال ذلك يجزم بنجاة يوسف ويقول لبنيه: واعلم من الله ما لا تعلمون.


وأهل الرؤيا الصالحة لهم علامات يعرفون بها صدقها، وليست هى كل رؤيا يرونها، كما أخبرنى بعضهم. وتروى فى أوساط المؤمنين فى كل جيل آلاف القصص العجيبة الغريبة من صدق الرؤيا، وللمؤمن أن يركن إلى بعض ما يراه، وللمؤمنين ولأمرائهم أن يركنوا إلى رؤيا أخ لهم معروف بصدق الرؤيا إذا أخبرهم بأنه رأى علامة صدقها وإن لم يذكر لهم كنه العلامة التى غالباً ما يفضل أن تكون سراً، فيفعلون أمراً متناسباً مع مفاد الرؤيا، أو يمتنعون عن فعل نووه، مما هو داخل فى نطاق التخطيط والمواقف والقرارات. وبعض الدعاة يستهجنون مثل هذا الكلام ويظنون أن ذلك ينافى ما يعلمه المؤمن من مفاد الواقع المرئى ويخالف نظريات الادارة والسياسة والتخطيط، وأن ذلك محض دروشة منحرفة عن الصواب. وذلك من قلة الإيمان والعياذ بالله، ومن التأثر بالمفاهيم المادية الشائعة، ومن تنزيل كلامنا غير منزلته التى نريدها. فنحن نقر بأن على المؤمن أن يفهم الواقع الذى حوله، وأن يقتبس من نظريات الادارة والتخطيط ما شاء مما لا ينافى أحكام الإسلام وآداب الإيمان، ولكن عليه أن يضع فى حسابه أيضاً مفاد الرؤيا الصالحة التى يراها أهلها. ولسنا نقول بأن يعطل المؤمن حواسه وعلومه بانتظار الرؤى، ولكن إن كانت فإن عليه أن يسترشد بها ولا يعطلها، وبخاصة إذا تواترت، وما يقال عن عدم وقوع بعض الرؤى هو من تسرع من تلقف خبرها ولم يستوثق من صدق مدعيها، وأنا أؤمن بنظريات التخطيط، ولكنى أشعر بأن لى قلباً يشهد قبل العقل الذى يقيس.

وقبل عشرين سنة انتظر بعض الدعاة موت حاكم ظالم فى يوم اثنين من شهر رجب، لرؤيا أخبرهم بها ثقة من الدعاة قبل سنوات من تلك السنة، فمر الاثنين الأول والثانى والثالث من ذاك الرجب ولم يمت، ولما صار مغرب الاثنين الرابع وبدأت ليلة الثلاثاء : يئسوا ، فذهبوا إلى داره صاخبين منكرين عليه وهمه وتدليسه، فأجابهم بإجابة الواثق أنه قد مات وأن الإجراءات الأمنية فى دولته قد تستدعى تأجيل بث الخبر، فزادوا نفوراً وازداد ثقة بقوله، ثم دعاهم إلى الانتظار معه والإنصات إلى الاذاعات،وما هى إلا سويعات وإذا بخبر الموت يذاع، وهذه القصة متواترة عن عدد كبير من الثقات لا يقبل الشك أبداً، وكنت أسمع منه أن موته قريب، ولكن لم أسمع يوم الاثنين وذكر رجب ، وصاحبها حى وشهودها أحياء، وما فيهم غير ثقة .


ومن سبل تعليم الله لعباده أمر المستقبل: الفراسة، وهى قابلية فى المؤمن يستطيع أن يرى من خلال قسمات وجه المقابل ما يكون من نور إيمانى فيه أو ظلمة الهوى والفسوق، فيعلم بذلك صدقه من كذبه، وطاعته أو فجوره، ونيته فى الخيانة أو الوفاء، فيعلم دخائل النفس من علامات الظاهر .

وليس المقصود أن من تكون شفته على هيئة كذا فهو كذا، أو يكون حاجبه كذا فهو كذا، كما يتوهم بعض الماديين، وإنما هى رؤية عامة، والحديث عنها يطول وليس هذا محله، ولكن يهمنا هنا أن الفراسة كما تكون تجاه شخص تكون تجاه شعب أو جيل منه، فصاحب النظر الإيمانى قد تترجح عنده الصفة الغالبة على ذاك الجيل، من شجاعة أو جبن، وهمة أو تقاعس، واستعداد للبذل أو لا أبالية، فيوصى المتفرس بموقف دعوى يناسب ذلك.

ومنها : الإلهام الربانى للعبد المؤمن، إذ يجد فى نفسه دافعاً لفعل شىء أو الامتناع عنه، وقلبه فى غاية الاطمئنان إلى ما عزم عليه . أو يقوم فى نفسه فى اليقظة لا فى المنام أن أمراً سيقع فى المستقبل، من أمر الخير أو الشر، فيسعى إليه أو يتوقاه. والملهم يعرف الخاطر الرحمانى الذى يوجهه، ويميزه عن خواطر الشيطان والرجم بالغيب والوسوسة، ولا توجد علامة نتحراها، ولكن علينا أن نتقصد استشارة من نحسبهم من أفاضل المؤمنين فى عصرهم أو فى الجماعة، فعسى أن تكون آراؤهم فيها نصيب من الالهام، وبخاصة إذا أصر أحدهم على رأيه أو توطأ عدد منهم على معنى واحد .


ومنها : حديث النفس، وهى النفس التى طالت استقامتها واعتادت الطاعة: يهجم عليها معنى لا تدرى مصدره يميل بها إلى فعل أو ترك، فيهتف بالمؤمن هاتف أن فلاناً يستنجد به، فيذهب، فيجده كذلك. أو يهتف به أن يتحول عن مكان، فيتحول، فيقع سوء فى ذاك المكان ينجو منه، وما شاكل ذلك. وهناك ألوف القصص فى هذا الباب أيضاً.


ومنها : الفأل الحسن، وكان رسول الله صلى الله عليهم وسلم يحبه، وهو حدوث علامة طيبة مصاحبة لنية عمل شىء، أو مقارنة للبدء والشروع فيه، فيستبشر بذلك، ويغلب على ظنه أن الله تعالى سيتمم بخير. وأنواع هذا الفأل كثيرة، وتمييزه موهبة من الله تعالى للعبد، وهو من الرزق الحسن الذى يرزقه المؤمن، فيستدل بهمسة أو تغريدة، أو هدية أو ربح لم يتقصده، أو لقاء غائب أو موافاة منتظر، أو فتح قفل أو موافقة إسم، أو نزول أمطار أو تفتح أزهار، وأشباه ذلك من الأفعال الحسنة والمناظر الجميلة، فيميل قلبه إلى السكينة، ويتأول النجاح واليسر والتسهيل. وهذه القرائن لغة قائمة بذاتها لا يفهمها إلا أهلها الذين يرزقهم الله تعالى إياها، وقاموسها ضخم، ونحوها فيه رفع ونصب وليس فيه خفض وكسر، والمبتلى بالموازين المادية هو عن هذا الذوق بمعزل، ويظن ذلك بدعة أو دروشة إذ الأمر سنة .


ومنها : معرفة علامة الدعاء الذى سيستجاب، فإن اعتقادنا بإجابة الله الدعاء هو جذر الإيمان وعرقه العميق، وبعض الموفقين يعرفون علامة رجحان الاستجابة إذا الداعى دعا، من عبرة خانقة، أو شهقة مكتومة، أو نبرة صادقة، أو ذعر شديد، أو ضراعة واطئة، أو سذاجة بريئة، أو عى فى اللغة ممن تعرف عنه الفصاحة، فى عشرات العلامات التى لا تقلد ولا تفتعل ويمكن تمييزها من قبل مؤمنين يهبهم الله تمييزها، فيعلمون أن الله سيتجيب لابد، ويعرفون ما سيقع فى المستقبل القريب أو البعيد، ويتخذون ذلك قرينة لهم وإشارة. وهذا المعنى متعلق بقول عمر رضى الله عنه: إنى لا أحمل هم الاستجابة ولكن أحمل هم الدعاء. أى يحمل هم الصدق فى التوجه وعمق التضرع، فإنهما إن كانا: كانت الاستجابة. وهؤلاء النفر يهبهم الله تعالى تمييز ذلك فى الداعى، فيتوقعون أن يأتيه النصر أو الفرج على شكل من الأشكال، أو تحل بالمدعو عليه عقوبة بلدغة أو صدمة أو خسارة مال، والناس تنسبها إلى أفعى أو سيارة أو صافق معه بسوق أشطر منه، وهم يرون أولئك ملائكة مأمورين يؤدون دروهم فى الانتصار .


ومنها أيضاً : معرفة علامة قبول الله تعالى لتفويض العباد إياه وتوكيلهم له سبحانه فى أمورهم، وهما معنيان قريبان من الدعاء ومن جنسه، وليسا هما الدعاء نفسه. وبعض الناس يهبهم الله تمييز علامات صدق العبد فى ذلك، فيترقبون حدثاً يناسب جلال الله وعظمته وعدله. ومن العلامات: المسكنة التى تبدو على العبد المفوض، أو الطمأنينة التامة التى تطغى عليه إذ الخطر محدق وقريب، أو الجرأة فى اقتحام الأمور وكأن الله قد أعلمه أنه حافظه وموصله، وأمثال ذلك.

فدعك ممن لا يؤمن بكل هذا، وآمن معي ... أخى.


فإذا اجتمعت الرؤيا الصالحة الصادقة من داعية، مع فراسة من آخر، مع إلهام لآخر، مع حديث نفس عند رابع وفأل حسن: قوى المعنى الذى يذكره الأربعة قوة تجعل الداعية قريباً من الجزم بقراءة المستقبل، وما هو بجازم، تأدباً مع الله، وجاز له أن يخطط وفق قراءته.
فإذا كانوا عشرة أو أكثر : ثلاثة مؤمنين يرون، وخمسة يتفرسون، وملهم، ومحدث: صار المعنى أقوى جداً، وساغ الركون إليه . وهكذا .

القلم الحر
05-29-2012, 03:52 AM
" اللهم انى اشكو اليك ضعف قوتى و قلة حيلتى و هوانى على الناس انت رب المستضعفين و انت ربى الى من تكلنى؟ الى بعيد يتجهمنى ؟ ام الى عدو ملكته امرى؟! ان لم يكن بك على غضب فلا ابالى اعوذ بنور وجهك الذى اضاءت له الظلمات و صلح عليه امر الدنيا و الاخرة من ان تنزل بى غضبك او يحل على سخطك لك العتبى حتى ترضى و لا حول ولا قوة الا بك

انه محمد نور رب العالمين

elmorsy
05-29-2012, 04:05 AM
سعيد جداً بمثابرتك اخى واصرارك على استكمال هذا العمل الطيب الذى سيدر عليك بإذن الله حسنات كثيرة
وسيفيد الكثيرين
بارك الله فيك ومتعك بالصبر وقدرة التحمل
وزيدى او معتزلى ..لا يهم بالنسبة لى قدر أنك مسلم ومؤمن بالله وليس مثل الرافضة الأثنى عشريين
واقول للأدارة الكريمة أحترم سياستكم

لكـــــن ..رفقاً بأصحاب الحق والرجال المدافعين عن دين الله
لا نريد نيلز بوهر جديد رجائاً
تحياتى

القلم الحر
05-29-2012, 05:08 AM
شكرا لكم اخى الفاضل
و لا اكتب رغبة فى حسنات بل حسبى ان يكون ما اكتبه قرة عين لرسول الله صلى الله عليه و سلم و هو عزيز عليه ما عنتنا

القلم الحر
05-29-2012, 05:11 AM
البشارات
كما سبق وردت بشارات صريحة بالنبى ص فى كتب اليهود يكفى منها بشارة سفر حجى و هى حجة كافية
لكن يجب ملاحظة ان ما مع اليهود ليس هو التوراة الاصلية, فكما هو معروف أن موسى عندما ذهب إلى ميقات ربه استلم هناك ثلاث كتب : (( وقال الرب لموسى اصعد اليّ الى الجبل وكن هناك.فاعطيك لوحي الحجارة والشريعة والوصية التي كتبتها لتعليمهم.)) سفر الخروج الاصحاح 24 : 12 . وقد وضع موسى قبل موته هذه الكتب في التابوت واغلقه باحكام . ولكن بعد ذهاب جيل قرر اليهود أن يفتحوا التابوت ويُخرجوا هذه الكتب الثلاث فلم يجدوا سوى لوحا الحجر ، وفقدت الشريعة والوصية . ولوحا الحجر يحويان فقط التعاليم العشرة وهي نفسها التي نسخها حمواربي وسنها قانونا على مسلته .
وقد أكدت التوراة الحالية ضياع الشريعة والوصية ((وعندما فتحوا التابوت وجدوا فقط لوحا الحجر )). وهذا باعتراف صريح واضح من التوراة نفسها . انظر سفر الملوك الأول الاصحاح 8 : 9.
أما الإناجيل الحالية فهي ليست أناجيل إنما قصص امتزج فيها الواقع بالخيال، فكل من كتب الإنجيل ذكر في مقدمة ما كتبه بان هذا ليس إنجيل إنما هي قصص لسيرة السيد المسيح ، ويكفيك شاهدا أن لوقا في مقدمتة إنجيلة يُبين سبب كتابته لهذا الكتاب فيقول مخاطبا صديقه ثاوفيلوس : (( اذ كان كثيرون قد اخذوا بتاليف قصة كما سلمها الينا الذين كانوا منذ البدء معاينين وخداما للكلمة3رايت انا ايضا اذ قد تتبعت كل شيء من الاول بتدقيق ان اكتب على التوالي اليك ايها العزيز ثاوفيلس)) أنظر مقدمة إنجيل لوقا الاصحاح الأول .
فالنص أعلاه يُشير إلى أن كثيرين قد الفوا قصص عن المسيح وليس إنجيل ، وكذلك لوقا فهو قد قلدهم فقام بكتابة قصة لصديقة ثاوفيلس ، نقلا عن اناس عاينوا السيد المسيح أي انه كتب بواسطة ولم يكن شاهدا . فكل الاناجيل الحالية إنما هي قصص كانوا يكتبونها بعضهم لبعض.

عمرو مصطفى
05-29-2012, 05:21 AM
ساهمونا http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?36318-%E3%C7-%CF%ED%E4%DF-%E1%E3%C7%D0%C7-%C7%E1%C7%D3%E1%C7%E3%BF%BF%BF%BF%BF%BF%BF%BF%BF%B F%E3%E6%D6%DA-%ED%D1%CC%EC-%E3%D4%C7%D1%DF%C9-%C7%E1%DF%E1-%DD%ED%E5

القلم الحر
05-29-2012, 05:45 AM
ارجو التركيز فى هذا المقطع :
معرفة علامة الدعاء الذى سيستجاب، فإن اعتقادنا بإجابة الله الدعاء هو جذر الإيمان وعرقه العميق، وبعض الموفقين يعرفون علامة رجحان الاستجابة إذا الداعى دعا، من عبرة خانقة، أو شهقة مكتومة، أو نبرة صادقة، أو ذعر شديد، أو ضراعة واطئة، أو سذاجة بريئة، أو عى فى اللغة ممن تعرف عنه الفصاحة، فى عشرات العلامات التى لا تقلد ولا تفتعل ويمكن تمييزها من قبل مؤمنين يهبهم الله تمييزها، فيعلمون أن الله سيتجيب لابد، ويعرفون ما سيقع فى المستقبل القريب أو البعيد، ويتخذون ذلك قرينة لهم وإشارة. وهذا المعنى متعلق بقول عمر رضى الله عنه: إنى لا أحمل هم الاستجابة ولكن أحمل هم الدعاء. أى يحمل هم الصدق فى التوجه وعمق التضرع، فإنهما إن كانا: كانت الاستجابة. وهؤلاء النفر يهبهم الله تعالى تمييز ذلك فى الداعى، فيتوقعون أن يأتيه النصر أو الفرج على شكل من الأشكال، أو تحل بالمدعو عليه عقوبة بلدغة أو صدمة أو خسارة مال، والناس تنسبها إلى أفعى أو سيارة أو صافق معه بسوق أشطر منه، وهم يرون أولئك ملائكة مأمورين يؤدون دروهم فى الانتصار .

أسلمت لله 5
05-29-2012, 06:06 AM
وزيدى او معتزلى ..لا يهم بالنسبة لى قدر أنك مسلم ومؤمن بالله وليس مثل الرافضة الأثنى عشريين

المعتزلة مخرفين أخى والله أعلم .

أسلمت لله 5
05-29-2012, 06:08 AM
جزاك الله خيرا اخى الفاضل القلم الحر :emrose:

القلم الحر
05-29-2012, 11:30 AM
(حب الله لا يوصف بالضلال لا في اللغة ولا في الشرع ! )-متابعة إشرافية-

القلم الحر
05-29-2012, 01:14 PM
إن أردت النقاش في أي موضوع يتعلق بعقيدة أهل السنة والجماعة فهذا متاح في القسم الخاص .مرحبا بك هناك وافتح ما تريد

عيون السود@
05-30-2012, 12:17 AM
الأخ الكريم العيون السود :طلبت منك الإدارة ألا تفسد موضوع الأخ بالحديث عن السحر أو غيره , موضوعه ليس عن السحر-إشراف ,
*يغلق الموضوع لإصرار صاحبه على تحويله إلى نقد منهج أهل السنة والجماعة والخوض في تفسير آيات الله بغير علم مع التنبيه أن جملة مما قاله مخالف لاعتقاد أهل السنة وليس في الدين مجاملات* (متابعة إشرافية)