بحب دينى
05-08-2012, 05:21 PM
الحمد لله فاطر السموات والارض ، الحى القيوم ، لا اله الا هو سبحانه ، والصلاة والسلام على رسول الله ....
أما بعد :
للأسف هناك بعض الناس يلحدون ويتركون الاسلام بسبب توهمهم عدة اشياء غير صحيحه!...وهذا يرجع لقلة علمهم !...
فتجد بعض الناس يفهم آيه من القرآن خطأ ويبنى على سوء فهمه ... سوء فهم أخر ويترك الاسلام كلياً بدون حتى السؤال !...
وسؤال أهل العلم فى القديم والحديث يريح الانسان بعد طول عناء وتفكير !...كيف لا وهم ملح الارض ..بل وهم نجوم السماء التى تنير الطرق المظلمه للسفن السالكه فى الطرق المظلمه الحالكه !...
وقد وقفت على سبب من ضمن الاسباب لالحاد أحد الزملاء ها هنا !...
وأعتقد الزميل ان حالته هى حالة كل البشريه !...وعمم الحكم على كل الناس ...وقد زكرنى بأحد الزملاء الملحدين ...
الذى ناقشته يوماً ما ...وقلت له فى رساله خاصه فى الفيس بوك انه كان ينبغى عليه ان يسأل ويتعلم ...وقلت له دعك من شهواتك !...
فرد على قائلاً ما معناه : انه يشاهد الافلام الاباحيه مثلى ومثل الاخ الثانى الذى كان يناقشه معى !!!!!!!.........
فلقد اعتقد هذا المأفون أنى مثله واعتقد ان الاخ الاخر الشيخ الذى كان معى وطالب من طلاب العلم أنه مثله ايضاً !.....
وهذا السوء فى الفهم لاينم الا عن سوء ظن ايضاً ...ولم يعلم هذا المأفون ان بعض الظن اثم !....
وظنه السىء هذا الذى اورده المهالك !......
وهنا أتوقف مع حاله أخرى فريده من نوعها !...حسب ما رآيت ...تركت الاسلام بسبب عدم استجابة دعائها !....
وتعميمها أيضاً الحكم على كل الناس !......وسبحان الله لقد استجاب الله سبحانه وتعالى دعائى كثيراً ......واخر مره كانت بالامس حينما دعوت ان ينجينى الله من شر أقترب منى بشده وكدت أن اصاب به والحمد لله تخلصت منه !.......... فكيف بك تعمم الحكم على كل البشر يا زميل !؟.............
....وهذا ردى وتبيينى معنى الدعاء وتلمس الاوقات التى يستجاب فيها الدعاء ..
وكذلك الموانع التى تمنع من استجابة الدعاء ............
قال تعالى ( وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون) [البقرة:186].
وقال تعالى: ( وقال ربكم ادعوني أستجب لكم ) [غافر:60]
فالدعاء كما ورد فى لسان العرب انه بمعنى الاستغاثه ..والرغبه الى الله عز وجل ...
اما فى الشرع تستعمل كلمة "الدعاء" للدلالة على معنيين اثنين :
1- دعاء المسألة ، وهو طلب ما ينفع ، أو طلب دفع ما يضر ، بأن يسأل الله تعالى ما ينفعه في الدنيا والآخرة ، ودفع ما يضره في الدنيا والآخرة .
كالدعاء بالمغفرة والرحمة ، والهداية والتوفيق ، والفوز بالجنة ، والنجاة من النار، وأن يؤتيه الله حسنة في الدنيا ، وحسنة في الآخرة ... إلخ .
-2- دعاء العبادة ، والمراد به أن يكون الإنسان عابداً لله تعالى ، بأي نوع من أنواع العبادات ، القلبية أو البدنية أو المالية ، كالخوف من الله ومحبة رجائه والتوكل عليه ، والصلاة والصيام والحج ، وقراءة القرآن والتسبيح والذكر ، والزكاة والصدقة والجهاد في سبيل الله ، والدعوة إلى الله ، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ..... إلخ .
فكل قائم بشيء من هذه العبادات فهو داعٍ لله تعالى .
انظر : "القول المفيد" (1/264) ، "تصحيح الدعاء" (ص 15- 21) .
ولكى يدعو الانسان ربه لطلب شىء معين او لدفع ابتلاء معين فلابد ان يتلمس ذلك الانسان الاوقات التى يستجاب فيها الدعاء...
وهذه الاوقات مذكوره فى الشرع المطهر ....فكيف بك ايها الانسان حينما تريد ان تدخل على ملك معين حاكم لبلده معينه ....
كيف بك تعد نفسك لمقابلته وتعد العده والعتاد وأنت ذاهب اليه !....ومع ذلك فالله جل وعلا وله المثل الاعلى تستطيع ان تدعوه فى كل لحظه
وثانيه ...ولكن إن اردت ان يستجاب دعائك فعليك بأوقات معينه تدعو فيها وكذلك بشروط معينه حتى يقبل دعائك ولايرد ...
أما الاوقات التى يلتمس فيها الانسان الدعاء ....فمنها :
دعاء المسلم لأخيه المسلم عن ظهر غيب، روى أبو داود وابن ماجة عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "إذ دعا الغائب لغائب قال له الملك : ولك مثل ذلك". ومنها: الدعاء في أوقات مخصوصة مثل ليلة القدر وآخر الليل، ويوم الجمعة وبين الأذان والإقامة، وعند نزول المطر، وعند التقاء الصفين في الحرب، وعند الكعبة، وفي السفر ودعاء الصائم والمظلوم وفي السحور ....
وكذلك شروط الدعاء :
عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ما من مسلم يدعو بدعوة ليس فيها إثم ولا قطيعة رحم إلا أعطاه الله بها إحدى ثلاث: إما أن يعجل له دعوته وإما أن يدخرها في الآخرة وإما أن يصرف عنه من السوء مثلها" قالوا: إذا نكثر قال: "الله أكثر" رواه أحمد والحاكم...........
وهنا اتسأل كيف للأنسان ان لايعلم تلك القواعد التى آصّلها الشرع المطهر ثم بعد ذلك يلقى باللوم على الدين !...والعيب منه !...
فأتذكر بيت شعرى يقول : وكم من عائب قولاً سديدا ...وافته من الفهم السقيم !.....
إن الانسان قد يعيب قولاً صحيحاً صائباً ولكن عيبه هو عدم الفهم اصلاً !.....وهنا اتسأل كيف لانسان يزنى ويأكل الحرام ويشرب الخمور !..
ثم يدعو وبعد دعائه بلحظات يمارس تلك الفواحش ولا يتوب منها !...ويطلب من الله وهو أبعد ما يكون عن الله جل وعلا !.....
كيف لأنسان ان يستهزأ بأيات الله ويسمع أيات الله تتلى ويسمع من يستهزأ بها ويرضى بذلك !..ويجلس فى اماكن الملحدين ويسمع سبابهم للدين
ولا ينكر حتى ذلك ويترك المكان ! ....بل ويشك فى دينه ...ولايريد ان يغير من نفسه مطلقاً ....ثم يمثل انه يدعو ويتسأل لما يرد دعائه !............
قال رجلاً يوماً ما للشيخ محمد حسان بعد أن اوقف الشيخ فى المطار وقال ياشيخ ياشيخ .....فرد الشيخ متسائلاً ما معناه ماذا تريد ؟ ...
فقال ياشيخ : ربنا ظالم ..... فأحمر وجه الشيخ ...وارتجف وقال ما معناه : لما ....فقال الرجل .ما مفاده ان الناس يدعون وفلسطين تذبح ...
ولايوجد رجل صالح يدعو فيستجيب الله له حتى يتوقف نزيف دم المسلمون فى فلسطين .....
فقال الشيخ رادً عليه بالعقل ما معناه ....انه لو كان هناك رجلاً فى شركه ويعمل ...ولكنه قصر طوال الشهر وجائت المكافئات ولم يأتى اسمه
ضمن من سيحصلون على مكافئه ....فهل سينزعج او يتضايق ؟ .....
فقال الرجل ما مفاده انه لايتضايق لانه لم يعمل ... ولله المثل الاعلى ......فأجاب الشيخ وقال ما معناه : انه هل يرى الامه تعمل ام مقصره ؟! وسأله الشيخ عن صلاته والتزامه بالصلاه ...فأجاب الرجل بالسلب ونفى انه يصلى الفجر ...ثم سأله الشيخ عن أهل بيته ...والتزامهم بالشرع فى ملابسهم وحياتهم ....
فقال الرجل انهم يلبسون ملابس ضيقه ابتداءً من زوجته وبناته !.....فهل حقاً تلك المواصفات فى ذلك الرجل واهله ! بل فى الكثير من الناس ممن يقولون انهم مسلمون ويطلبون النصره ...فهل حقاً يستحقون النصره !!!....................
فلم ينفى الرجل وجود مدير الشركه نتيجة انه لم يأخذ مكافئته منه !....ولله المثل الاعلى ............
وهنا لنا تأمل فى حكّم ونعّم الله علينا ......
قال الله تعالى :{وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ} [البقرة: 216]}.
فأقول كم من ملحد لم يستجب دعائه وآتى الى هنا ليتسأل ...ويكون تسأله هو الدعامه والعقيده التى يقف عليها جواب قوى يثبته على دينه !....
ولو استجيب دعائه ...فقد يسلم ثم يلحد ثانياً اذا تم ابتلائه !........... فحينما يأتى الى هنا يسلم على عقيده قويه !..ويعرف احكام دينه !....
وأقول كم من انسان لم يستجب دعائه ليثاب على ذلك فى الاخره وهو محتاج لملايين الحسنات فى ذلك اليوم المهيب فيجد نجاته فى ذلك الدعاء ...
الذى لم يستجب له تأخيراً للأجر فى الاخره !................فقل لى ما شعور ذلك الانسان فى تلك اللحظات !؟
وأقول كم من انسان لم يستجب دعائه وكل ذلك يبتلى به الانسان فَيُرى من الصادق من الكاذب والمصدق للشرع ؟ومن الذى يتخذها زريعه لترك الدين بالكليه !؟..
قال الله تعالى :
(ومن الناس من يعبد الله على حرف فإن أصابه خير اطمأن به وإن أصابته فتنة انقلب على وجهه خسر الدنيا والآخرة ذلك هو الخسران المبين )
فأقول كيف بك ايها الانسان تريد ان تعيش فى تلك الدنيا بدون ابتلاء ! ...ليمحص الناس امام بعضهم البعض ليرى كل انسان نفسه ونفس غيره ! .....
فيرى الانسان نفسه عارية امامه !...فربما يعود أو ربما يكمل ذلك النفق الاسود !......
وقال احدهم ! ما معناه ومفاده : ان النجار اذا ذهبت اليه وأقول اريد منك ان تصنع لى دولاباً مثلاً !...
فهل سيردنى ! .......ولايستجب لى !........
وأقول زميلى ! .....دعنى اسألك واتسأل هل تذهب الى النجار ويدك خاليه من المال !......
هل تذهب الى النجار وعليك لباس ملطخه بدماء صديق النجار!..........
هل تذهب الى النجار وأنت تسبه وتسمع سبه ليل مع نهار !.............ثم تقول له صنع لى دولاباً
فهل سيقابلك بترحاب !......................
هل لو علم النجار ان المال الذى ستعطيه اياه لصناعة الدولاب قد سرقته ! ..فهل سيساعدك على ذلك !...........
ولله المثل الاعلى ...كيف بك يازميلى تذهب لتدعو الله جل وعلا وأنت تسمع وتقر بما يقال من السوء عليه وسبحانه بل له الكمال المطلق جل وعلا ...........
هل تذهب يازميلى الى الله لتدعوه وأنت لم تخلص اليه فى دعائك وتتخلص من نزواتك وشهواتك واتباعها ....
هل تذهب الى الله وتناديه يازميلى وانت تملىء قلبك بظن السوء تجاهه !................وتكذب رسله !....او تنكر فضل الله سبحانه جل وعلا عليك !.....
زميلى !...نقى قلبك !.......... أجعل فيه بعد خرابه من العمار من الايمان ما يصلح لك حالك ! ..........
ابتعد عن الشرك والتعلق بما يسمونهم صالحين وهم أموات فى القبور !...فيذهبون للأستغاثه بهم بذواتهم !...
وابتعد عن البدع والمحدثات فإنها شر وضلال يؤدى الى الهلاك !......وأحرص دائماً على التجرد للحق وطلبه ......وعلق قلبك بربك وتوكل عليه .......وأساله العافية والنجاه .......
وهنا عدد من الادعيه التى وردت الادله تدل على فضلها وفضل الدعاء بها ...وورد الدليل على انه مستجاب الدعاء بها .. ...
دعوة ذي النون: فقد أخرج الإمام أحمد والترمذي وغيرهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: دعوة ذي النون إذ هو في بطن الحوت لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين، فإنه لم يدع بها مسلم ربه في شيء قط إلا استجاب له.
2- عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: كنت جالساً مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ورجل قائم يصلي فلما ركع وسجد تشهد ودعا فقال في دعائه: اللهم إني أسألك بأن لك الحمد لا إله إلا أنت المنان بديع السموات والأرض، يا ذا الجلال والإكرام يا حي يا قيوم إني أسألك، فقال النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه أتدرون بم دعا، قالوا: الله ورسوله أعلم، قال: والذي نفسي بيده لقد دعا الله باسمه العظيم الذي إذا دُعي به أجاب وإذا سُئل به أعطى. رواه النسائي والإمام أحمد.
وهناك مواطن يستجاب فيها الدعاء ومنها:
1- أثناء السجود، فقد أخرج مسلم وأصحاب السنن أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ألا وإني نهيت أن أقرأ القرآن راكعاً أو ساجداً، فأما الركوع فعظموا فيه الرب عز وجل، وأما السجود فاجتهدوا في الدعاء فَقَمِنُُ أن يستجاب لكم.
2- ساعة من يوم الجمعة، ففي الصحيحين وغيرهما من حديث أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر يوم الجمعة فقال: فيه ساعة لا يوافقها عبد مسلم وهو قائم يصلي يسأل الله تعالى شيئاً إلا أعطاه إياه وأشار بيده يقللها.
3- ثلث الليل الآخير، فقد أخرج مسلم وأصحاب السنن أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إذا مضى شطر الليل أو ثلثاه ينزل الله تبارك وتعالى إلى السماء الدنيا فيقول: هل من سائل يُعطى، هل من داع يُستجاب له، هل من مستغفر يُغفر له، حتى ينفجر الصبح.
وأخيراً ننصحك فنقول :
وعليك بالإلحاح في الدعاء دائماً فإن الله يستجيب لك ولا تترك الدعاء إذا لم تجد أمارة لاستجابة الدعاء فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: يستجاب لأحدكم ما لم يعجل، يقول دعوت فلم يُستجب لي. متفق عليه.
ونذكرك ونرد على قول بعضهم :
ولكننا نكرر للدعاء موانع تمنع استجابة الدعاء فعلى المسلم أن يحذر منها، من ذلك:
- تناول الحرام أكلاً وشربا ولبسا فقد ذكر الإمام مسلم في صحيحه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم: ذكر الرجل يطيل السفر أشعث أغبر يمد يديه إلى السماء ويقول يا رب يا رب ومطعمه حرام ومشربه حرام وملبسه حرام وغذي بالحرام فأنى يستجاب لذلك.
- الدعاء بالإثم أو قطيعة الرحم أو الاستعجال وترك الدعاء فقد أخرج مسلم أيضاً في الصحيح أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لا يزال يستجاب للعبد ما لم يَدْعُ بإثم أو قطيعة رحم، ما لم يستعجل، قيل يا رسول الله: ما الاستعجال، قال: يقول: قد دعوت وقد دعوت فلم أر يستجيب لي فيستحسر ويدع الدعاء.
والله أعلى وأعلم ....
ِ
أما بعد :
للأسف هناك بعض الناس يلحدون ويتركون الاسلام بسبب توهمهم عدة اشياء غير صحيحه!...وهذا يرجع لقلة علمهم !...
فتجد بعض الناس يفهم آيه من القرآن خطأ ويبنى على سوء فهمه ... سوء فهم أخر ويترك الاسلام كلياً بدون حتى السؤال !...
وسؤال أهل العلم فى القديم والحديث يريح الانسان بعد طول عناء وتفكير !...كيف لا وهم ملح الارض ..بل وهم نجوم السماء التى تنير الطرق المظلمه للسفن السالكه فى الطرق المظلمه الحالكه !...
وقد وقفت على سبب من ضمن الاسباب لالحاد أحد الزملاء ها هنا !...
وأعتقد الزميل ان حالته هى حالة كل البشريه !...وعمم الحكم على كل الناس ...وقد زكرنى بأحد الزملاء الملحدين ...
الذى ناقشته يوماً ما ...وقلت له فى رساله خاصه فى الفيس بوك انه كان ينبغى عليه ان يسأل ويتعلم ...وقلت له دعك من شهواتك !...
فرد على قائلاً ما معناه : انه يشاهد الافلام الاباحيه مثلى ومثل الاخ الثانى الذى كان يناقشه معى !!!!!!!.........
فلقد اعتقد هذا المأفون أنى مثله واعتقد ان الاخ الاخر الشيخ الذى كان معى وطالب من طلاب العلم أنه مثله ايضاً !.....
وهذا السوء فى الفهم لاينم الا عن سوء ظن ايضاً ...ولم يعلم هذا المأفون ان بعض الظن اثم !....
وظنه السىء هذا الذى اورده المهالك !......
وهنا أتوقف مع حاله أخرى فريده من نوعها !...حسب ما رآيت ...تركت الاسلام بسبب عدم استجابة دعائها !....
وتعميمها أيضاً الحكم على كل الناس !......وسبحان الله لقد استجاب الله سبحانه وتعالى دعائى كثيراً ......واخر مره كانت بالامس حينما دعوت ان ينجينى الله من شر أقترب منى بشده وكدت أن اصاب به والحمد لله تخلصت منه !.......... فكيف بك تعمم الحكم على كل البشر يا زميل !؟.............
....وهذا ردى وتبيينى معنى الدعاء وتلمس الاوقات التى يستجاب فيها الدعاء ..
وكذلك الموانع التى تمنع من استجابة الدعاء ............
قال تعالى ( وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون) [البقرة:186].
وقال تعالى: ( وقال ربكم ادعوني أستجب لكم ) [غافر:60]
فالدعاء كما ورد فى لسان العرب انه بمعنى الاستغاثه ..والرغبه الى الله عز وجل ...
اما فى الشرع تستعمل كلمة "الدعاء" للدلالة على معنيين اثنين :
1- دعاء المسألة ، وهو طلب ما ينفع ، أو طلب دفع ما يضر ، بأن يسأل الله تعالى ما ينفعه في الدنيا والآخرة ، ودفع ما يضره في الدنيا والآخرة .
كالدعاء بالمغفرة والرحمة ، والهداية والتوفيق ، والفوز بالجنة ، والنجاة من النار، وأن يؤتيه الله حسنة في الدنيا ، وحسنة في الآخرة ... إلخ .
-2- دعاء العبادة ، والمراد به أن يكون الإنسان عابداً لله تعالى ، بأي نوع من أنواع العبادات ، القلبية أو البدنية أو المالية ، كالخوف من الله ومحبة رجائه والتوكل عليه ، والصلاة والصيام والحج ، وقراءة القرآن والتسبيح والذكر ، والزكاة والصدقة والجهاد في سبيل الله ، والدعوة إلى الله ، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ..... إلخ .
فكل قائم بشيء من هذه العبادات فهو داعٍ لله تعالى .
انظر : "القول المفيد" (1/264) ، "تصحيح الدعاء" (ص 15- 21) .
ولكى يدعو الانسان ربه لطلب شىء معين او لدفع ابتلاء معين فلابد ان يتلمس ذلك الانسان الاوقات التى يستجاب فيها الدعاء...
وهذه الاوقات مذكوره فى الشرع المطهر ....فكيف بك ايها الانسان حينما تريد ان تدخل على ملك معين حاكم لبلده معينه ....
كيف بك تعد نفسك لمقابلته وتعد العده والعتاد وأنت ذاهب اليه !....ومع ذلك فالله جل وعلا وله المثل الاعلى تستطيع ان تدعوه فى كل لحظه
وثانيه ...ولكن إن اردت ان يستجاب دعائك فعليك بأوقات معينه تدعو فيها وكذلك بشروط معينه حتى يقبل دعائك ولايرد ...
أما الاوقات التى يلتمس فيها الانسان الدعاء ....فمنها :
دعاء المسلم لأخيه المسلم عن ظهر غيب، روى أبو داود وابن ماجة عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "إذ دعا الغائب لغائب قال له الملك : ولك مثل ذلك". ومنها: الدعاء في أوقات مخصوصة مثل ليلة القدر وآخر الليل، ويوم الجمعة وبين الأذان والإقامة، وعند نزول المطر، وعند التقاء الصفين في الحرب، وعند الكعبة، وفي السفر ودعاء الصائم والمظلوم وفي السحور ....
وكذلك شروط الدعاء :
عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ما من مسلم يدعو بدعوة ليس فيها إثم ولا قطيعة رحم إلا أعطاه الله بها إحدى ثلاث: إما أن يعجل له دعوته وإما أن يدخرها في الآخرة وإما أن يصرف عنه من السوء مثلها" قالوا: إذا نكثر قال: "الله أكثر" رواه أحمد والحاكم...........
وهنا اتسأل كيف للأنسان ان لايعلم تلك القواعد التى آصّلها الشرع المطهر ثم بعد ذلك يلقى باللوم على الدين !...والعيب منه !...
فأتذكر بيت شعرى يقول : وكم من عائب قولاً سديدا ...وافته من الفهم السقيم !.....
إن الانسان قد يعيب قولاً صحيحاً صائباً ولكن عيبه هو عدم الفهم اصلاً !.....وهنا اتسأل كيف لانسان يزنى ويأكل الحرام ويشرب الخمور !..
ثم يدعو وبعد دعائه بلحظات يمارس تلك الفواحش ولا يتوب منها !...ويطلب من الله وهو أبعد ما يكون عن الله جل وعلا !.....
كيف لأنسان ان يستهزأ بأيات الله ويسمع أيات الله تتلى ويسمع من يستهزأ بها ويرضى بذلك !..ويجلس فى اماكن الملحدين ويسمع سبابهم للدين
ولا ينكر حتى ذلك ويترك المكان ! ....بل ويشك فى دينه ...ولايريد ان يغير من نفسه مطلقاً ....ثم يمثل انه يدعو ويتسأل لما يرد دعائه !............
قال رجلاً يوماً ما للشيخ محمد حسان بعد أن اوقف الشيخ فى المطار وقال ياشيخ ياشيخ .....فرد الشيخ متسائلاً ما معناه ماذا تريد ؟ ...
فقال ياشيخ : ربنا ظالم ..... فأحمر وجه الشيخ ...وارتجف وقال ما معناه : لما ....فقال الرجل .ما مفاده ان الناس يدعون وفلسطين تذبح ...
ولايوجد رجل صالح يدعو فيستجيب الله له حتى يتوقف نزيف دم المسلمون فى فلسطين .....
فقال الشيخ رادً عليه بالعقل ما معناه ....انه لو كان هناك رجلاً فى شركه ويعمل ...ولكنه قصر طوال الشهر وجائت المكافئات ولم يأتى اسمه
ضمن من سيحصلون على مكافئه ....فهل سينزعج او يتضايق ؟ .....
فقال الرجل ما مفاده انه لايتضايق لانه لم يعمل ... ولله المثل الاعلى ......فأجاب الشيخ وقال ما معناه : انه هل يرى الامه تعمل ام مقصره ؟! وسأله الشيخ عن صلاته والتزامه بالصلاه ...فأجاب الرجل بالسلب ونفى انه يصلى الفجر ...ثم سأله الشيخ عن أهل بيته ...والتزامهم بالشرع فى ملابسهم وحياتهم ....
فقال الرجل انهم يلبسون ملابس ضيقه ابتداءً من زوجته وبناته !.....فهل حقاً تلك المواصفات فى ذلك الرجل واهله ! بل فى الكثير من الناس ممن يقولون انهم مسلمون ويطلبون النصره ...فهل حقاً يستحقون النصره !!!....................
فلم ينفى الرجل وجود مدير الشركه نتيجة انه لم يأخذ مكافئته منه !....ولله المثل الاعلى ............
وهنا لنا تأمل فى حكّم ونعّم الله علينا ......
قال الله تعالى :{وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ} [البقرة: 216]}.
فأقول كم من ملحد لم يستجب دعائه وآتى الى هنا ليتسأل ...ويكون تسأله هو الدعامه والعقيده التى يقف عليها جواب قوى يثبته على دينه !....
ولو استجيب دعائه ...فقد يسلم ثم يلحد ثانياً اذا تم ابتلائه !........... فحينما يأتى الى هنا يسلم على عقيده قويه !..ويعرف احكام دينه !....
وأقول كم من انسان لم يستجب دعائه ليثاب على ذلك فى الاخره وهو محتاج لملايين الحسنات فى ذلك اليوم المهيب فيجد نجاته فى ذلك الدعاء ...
الذى لم يستجب له تأخيراً للأجر فى الاخره !................فقل لى ما شعور ذلك الانسان فى تلك اللحظات !؟
وأقول كم من انسان لم يستجب دعائه وكل ذلك يبتلى به الانسان فَيُرى من الصادق من الكاذب والمصدق للشرع ؟ومن الذى يتخذها زريعه لترك الدين بالكليه !؟..
قال الله تعالى :
(ومن الناس من يعبد الله على حرف فإن أصابه خير اطمأن به وإن أصابته فتنة انقلب على وجهه خسر الدنيا والآخرة ذلك هو الخسران المبين )
فأقول كيف بك ايها الانسان تريد ان تعيش فى تلك الدنيا بدون ابتلاء ! ...ليمحص الناس امام بعضهم البعض ليرى كل انسان نفسه ونفس غيره ! .....
فيرى الانسان نفسه عارية امامه !...فربما يعود أو ربما يكمل ذلك النفق الاسود !......
وقال احدهم ! ما معناه ومفاده : ان النجار اذا ذهبت اليه وأقول اريد منك ان تصنع لى دولاباً مثلاً !...
فهل سيردنى ! .......ولايستجب لى !........
وأقول زميلى ! .....دعنى اسألك واتسأل هل تذهب الى النجار ويدك خاليه من المال !......
هل تذهب الى النجار وعليك لباس ملطخه بدماء صديق النجار!..........
هل تذهب الى النجار وأنت تسبه وتسمع سبه ليل مع نهار !.............ثم تقول له صنع لى دولاباً
فهل سيقابلك بترحاب !......................
هل لو علم النجار ان المال الذى ستعطيه اياه لصناعة الدولاب قد سرقته ! ..فهل سيساعدك على ذلك !...........
ولله المثل الاعلى ...كيف بك يازميلى تذهب لتدعو الله جل وعلا وأنت تسمع وتقر بما يقال من السوء عليه وسبحانه بل له الكمال المطلق جل وعلا ...........
هل تذهب يازميلى الى الله لتدعوه وأنت لم تخلص اليه فى دعائك وتتخلص من نزواتك وشهواتك واتباعها ....
هل تذهب الى الله وتناديه يازميلى وانت تملىء قلبك بظن السوء تجاهه !................وتكذب رسله !....او تنكر فضل الله سبحانه جل وعلا عليك !.....
زميلى !...نقى قلبك !.......... أجعل فيه بعد خرابه من العمار من الايمان ما يصلح لك حالك ! ..........
ابتعد عن الشرك والتعلق بما يسمونهم صالحين وهم أموات فى القبور !...فيذهبون للأستغاثه بهم بذواتهم !...
وابتعد عن البدع والمحدثات فإنها شر وضلال يؤدى الى الهلاك !......وأحرص دائماً على التجرد للحق وطلبه ......وعلق قلبك بربك وتوكل عليه .......وأساله العافية والنجاه .......
وهنا عدد من الادعيه التى وردت الادله تدل على فضلها وفضل الدعاء بها ...وورد الدليل على انه مستجاب الدعاء بها .. ...
دعوة ذي النون: فقد أخرج الإمام أحمد والترمذي وغيرهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: دعوة ذي النون إذ هو في بطن الحوت لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين، فإنه لم يدع بها مسلم ربه في شيء قط إلا استجاب له.
2- عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: كنت جالساً مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ورجل قائم يصلي فلما ركع وسجد تشهد ودعا فقال في دعائه: اللهم إني أسألك بأن لك الحمد لا إله إلا أنت المنان بديع السموات والأرض، يا ذا الجلال والإكرام يا حي يا قيوم إني أسألك، فقال النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه أتدرون بم دعا، قالوا: الله ورسوله أعلم، قال: والذي نفسي بيده لقد دعا الله باسمه العظيم الذي إذا دُعي به أجاب وإذا سُئل به أعطى. رواه النسائي والإمام أحمد.
وهناك مواطن يستجاب فيها الدعاء ومنها:
1- أثناء السجود، فقد أخرج مسلم وأصحاب السنن أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ألا وإني نهيت أن أقرأ القرآن راكعاً أو ساجداً، فأما الركوع فعظموا فيه الرب عز وجل، وأما السجود فاجتهدوا في الدعاء فَقَمِنُُ أن يستجاب لكم.
2- ساعة من يوم الجمعة، ففي الصحيحين وغيرهما من حديث أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر يوم الجمعة فقال: فيه ساعة لا يوافقها عبد مسلم وهو قائم يصلي يسأل الله تعالى شيئاً إلا أعطاه إياه وأشار بيده يقللها.
3- ثلث الليل الآخير، فقد أخرج مسلم وأصحاب السنن أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إذا مضى شطر الليل أو ثلثاه ينزل الله تبارك وتعالى إلى السماء الدنيا فيقول: هل من سائل يُعطى، هل من داع يُستجاب له، هل من مستغفر يُغفر له، حتى ينفجر الصبح.
وأخيراً ننصحك فنقول :
وعليك بالإلحاح في الدعاء دائماً فإن الله يستجيب لك ولا تترك الدعاء إذا لم تجد أمارة لاستجابة الدعاء فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: يستجاب لأحدكم ما لم يعجل، يقول دعوت فلم يُستجب لي. متفق عليه.
ونذكرك ونرد على قول بعضهم :
ولكننا نكرر للدعاء موانع تمنع استجابة الدعاء فعلى المسلم أن يحذر منها، من ذلك:
- تناول الحرام أكلاً وشربا ولبسا فقد ذكر الإمام مسلم في صحيحه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم: ذكر الرجل يطيل السفر أشعث أغبر يمد يديه إلى السماء ويقول يا رب يا رب ومطعمه حرام ومشربه حرام وملبسه حرام وغذي بالحرام فأنى يستجاب لذلك.
- الدعاء بالإثم أو قطيعة الرحم أو الاستعجال وترك الدعاء فقد أخرج مسلم أيضاً في الصحيح أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لا يزال يستجاب للعبد ما لم يَدْعُ بإثم أو قطيعة رحم، ما لم يستعجل، قيل يا رسول الله: ما الاستعجال، قال: يقول: قد دعوت وقد دعوت فلم أر يستجيب لي فيستحسر ويدع الدعاء.
والله أعلى وأعلم ....
ِ