قلب معلق بالله
05-09-2012, 07:45 PM
بعدالحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله محمد بن عبدالله وعلى آله الطيبين الطاهرين وعلى الصحابة رضوان الله تعالى عليهم أجمعين وعلى التابعين وتابعي التابعين بإحسان إلى يوم الدين وبعد ...
حياكم الله جميعا أيها الإخوة الأفاضل والأخوات الفضليات وغفرالله لنا ولكم وعلمنا وإياكم العلم النافع
أثناء السير في الطريق إلى الله يعرض للإنسان بعض الأحداث يتعلم منها ويعلم غيره ممّا إكتسبه من واقع حياته
وتزداد الخبرة مع كثرة الإحتكاك بطباع الناس المختلفة فليس ما ينفعك قد ينفع غيرك
ومن ضمن الخبرات التي قد لا يعلمها بعض الناس هي أنهم يقولون على السبب أنه صحيح لأن النتيجة تحققت
وهذا خطأ بل هو ليس من أصول الإسلام في شيء بل قد تكون أصل من أصول الوجودية أو الشيوعية أو أي شيء آخر
طالب في الثانوية غش في الإمتحانات فأصبح مجموعه 96 %
فالنتيجة جيدة وجميلة ولكن السبب ماذا ؟؟؟
رجل سرق مال عظيم فأصبح من الأغنياء وعاش هو وأهله أغنياء
النتيجة جميلة جدا والكل يتمناها ولكن السبب ماذا ؟؟؟
الله عز وجل لم يجعل الغاية تبرر الوسيلة أبدا أبدا
فالإنسان قد تسول له نفسه أنه في دعوته لكافر أن يتنازل عن جزء من دينه وليكن العزة بدينه مثلا
فيأتي الكافر مثلا يشتم الإسلام أو يستهزء بشرائعه أو بالمسلمين فيسكت المسلم ولا يرد عليه ويقول
أظهر له محاسن الإسلام ولا أرد عليه لأمتص غضبه وسخطته !!!
فهذا التنازل عن بعض شعائر الإسلام لا يجوز في أي حال من الأحوال إلا حال واحدة
لقوله تعالى {وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ }القلم9
أي ود الكفار والمشركين منك يا محمد أن تلين لهم وتتنازل عن بعض الحق وتترخص لهم فيترخصون أيضا لك !!
هذه الآية كانت في سياق ذم المشركين فالآية التي تسبقها تقول {فَلَا تُطِعِ الْمُكَذِّبِينَ }القلم8
فلو مثلا: جاء كافر يتحاور مع مسلم وهذا الكافر يستفز المسلم ويهمز ويلمز في دينه وفي المسلمين ويتعالى على المسلمين والمسلم سكت وبعد ذلك أسلم الكافر فالنتيجة رائعة ولكن هل السبب مشروع ؟؟؟
الله عز وجل لم يتعبدنا بتحصيل النتيجة أبدا أبدا بل تعبدنا فقط بتحصيل الأسباب على الوجه الشرعي الذي يرضاه
فالله أمر الأنبياء بالدعوة التي هي سبب الهداية والأنبياء هم أفضل الناس دينا وأشدهم عبادة وأكثرهم ورعا ولكن !!!
لم يأمرهم ولم يتعبدهم بالنتيجة التي هي هداية الناس أبدا أبدا
ألم يقل النبي عليه الصلاة والسلام : يأتي النبي ومعه الرجلان ويأتي النبي ومعه الرجل و يأتي النبي يوم القيامة وليس معه أحد .
إذن النتيجة الله لم يتعبدنا بها بل تعبدنا الله بأخذ الأسباب الشرعية الصحيحة فقط .
هذه الكلمة تذكرة لكل مسلم يؤمن بأنه سيقف أمام الله يوم القيامة ويؤمن بأنه من يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره فإتق الله أيها المسلم ولا تقبل الدنية في دينك ولا تكون عزيز على المسلم ذليل للكافر فليست هذه بصفات عباد الله المؤمنين الممدوحين في كتابه وسنة رسوله .
كلمة أخيرة: لو إنسان أخذ بالأسباب الشرعية الصحيحة في دعوته لرجل وهذا الرجل نفر وإستكبر منه
فالسؤال هنا: هل هذا يقدح في الداعية أم ماذا ؟؟؟
الله عز وجل قال في كتابه الكريم الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه قال { مَآ أَنتُمْ عَلَيْهِ بِفَاتِنِينَ * إِلاَّ مَنْ هُوَ صَالِ ٱلْجَحِيمِ } أي يا أيها الناس إنكم لن تفتنوا إنسان عن دينه فيذهب ويعبد غير الله إلا أن هذا الإنسان مفتون في نفسه علم الله أنه من أهل النار حقيقة فتركه لنفسه فالإنسان مهما أوتي من قوة وقدرة لا يستطيع حمل أحد على الضلال إلا إذا كان قد سبق حكم الله في حقه بالعذاب والدخول في النار .
هذا ما أردت أن أذكر نفسي وإخواني به وأسأل الله أن يبلغ عني المراد على أحسن وجه
والحمدلله في الأولى والآخرة وحسبنا الله ونعم الوكيل
منقول
كتبه سيف المناظرين
حياكم الله جميعا أيها الإخوة الأفاضل والأخوات الفضليات وغفرالله لنا ولكم وعلمنا وإياكم العلم النافع
أثناء السير في الطريق إلى الله يعرض للإنسان بعض الأحداث يتعلم منها ويعلم غيره ممّا إكتسبه من واقع حياته
وتزداد الخبرة مع كثرة الإحتكاك بطباع الناس المختلفة فليس ما ينفعك قد ينفع غيرك
ومن ضمن الخبرات التي قد لا يعلمها بعض الناس هي أنهم يقولون على السبب أنه صحيح لأن النتيجة تحققت
وهذا خطأ بل هو ليس من أصول الإسلام في شيء بل قد تكون أصل من أصول الوجودية أو الشيوعية أو أي شيء آخر
طالب في الثانوية غش في الإمتحانات فأصبح مجموعه 96 %
فالنتيجة جيدة وجميلة ولكن السبب ماذا ؟؟؟
رجل سرق مال عظيم فأصبح من الأغنياء وعاش هو وأهله أغنياء
النتيجة جميلة جدا والكل يتمناها ولكن السبب ماذا ؟؟؟
الله عز وجل لم يجعل الغاية تبرر الوسيلة أبدا أبدا
فالإنسان قد تسول له نفسه أنه في دعوته لكافر أن يتنازل عن جزء من دينه وليكن العزة بدينه مثلا
فيأتي الكافر مثلا يشتم الإسلام أو يستهزء بشرائعه أو بالمسلمين فيسكت المسلم ولا يرد عليه ويقول
أظهر له محاسن الإسلام ولا أرد عليه لأمتص غضبه وسخطته !!!
فهذا التنازل عن بعض شعائر الإسلام لا يجوز في أي حال من الأحوال إلا حال واحدة
لقوله تعالى {وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ }القلم9
أي ود الكفار والمشركين منك يا محمد أن تلين لهم وتتنازل عن بعض الحق وتترخص لهم فيترخصون أيضا لك !!
هذه الآية كانت في سياق ذم المشركين فالآية التي تسبقها تقول {فَلَا تُطِعِ الْمُكَذِّبِينَ }القلم8
فلو مثلا: جاء كافر يتحاور مع مسلم وهذا الكافر يستفز المسلم ويهمز ويلمز في دينه وفي المسلمين ويتعالى على المسلمين والمسلم سكت وبعد ذلك أسلم الكافر فالنتيجة رائعة ولكن هل السبب مشروع ؟؟؟
الله عز وجل لم يتعبدنا بتحصيل النتيجة أبدا أبدا بل تعبدنا فقط بتحصيل الأسباب على الوجه الشرعي الذي يرضاه
فالله أمر الأنبياء بالدعوة التي هي سبب الهداية والأنبياء هم أفضل الناس دينا وأشدهم عبادة وأكثرهم ورعا ولكن !!!
لم يأمرهم ولم يتعبدهم بالنتيجة التي هي هداية الناس أبدا أبدا
ألم يقل النبي عليه الصلاة والسلام : يأتي النبي ومعه الرجلان ويأتي النبي ومعه الرجل و يأتي النبي يوم القيامة وليس معه أحد .
إذن النتيجة الله لم يتعبدنا بها بل تعبدنا الله بأخذ الأسباب الشرعية الصحيحة فقط .
هذه الكلمة تذكرة لكل مسلم يؤمن بأنه سيقف أمام الله يوم القيامة ويؤمن بأنه من يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره فإتق الله أيها المسلم ولا تقبل الدنية في دينك ولا تكون عزيز على المسلم ذليل للكافر فليست هذه بصفات عباد الله المؤمنين الممدوحين في كتابه وسنة رسوله .
كلمة أخيرة: لو إنسان أخذ بالأسباب الشرعية الصحيحة في دعوته لرجل وهذا الرجل نفر وإستكبر منه
فالسؤال هنا: هل هذا يقدح في الداعية أم ماذا ؟؟؟
الله عز وجل قال في كتابه الكريم الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه قال { مَآ أَنتُمْ عَلَيْهِ بِفَاتِنِينَ * إِلاَّ مَنْ هُوَ صَالِ ٱلْجَحِيمِ } أي يا أيها الناس إنكم لن تفتنوا إنسان عن دينه فيذهب ويعبد غير الله إلا أن هذا الإنسان مفتون في نفسه علم الله أنه من أهل النار حقيقة فتركه لنفسه فالإنسان مهما أوتي من قوة وقدرة لا يستطيع حمل أحد على الضلال إلا إذا كان قد سبق حكم الله في حقه بالعذاب والدخول في النار .
هذا ما أردت أن أذكر نفسي وإخواني به وأسأل الله أن يبلغ عني المراد على أحسن وجه
والحمدلله في الأولى والآخرة وحسبنا الله ونعم الوكيل
منقول
كتبه سيف المناظرين