المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الشفرة الوراثية بين الفهم والاعتبار



ابن النعمان
05-16-2012, 07:32 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سبحان الله وبحمده عدد خلقه ورضا نفسه وزنة عرشه ومداد كلماته
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
اللهم اغفر لى ولوالدى وللمؤمنين والمؤمنات يوم يقوم الحساب






الشفرة الوراثية بين الفهم والاعتبار






ما الذي جعل الحمض النووي يخرج من صفته كمركب حيوي شديد التعقيد إلى سجل مهول من المعلومات مكتوب فيه بالشفرة كل تفاصيل ودقائق الكائن الحي في شكل آلاف مؤلفة من الرموز التلغرافية المعقدة ..
يقول جورج وليامز في مقال كتبه عام 1995:
"لقد فشل البيولوجيون من مؤيدي التطور في إدراك أنهم يعملون من خلال نطاقين يمكن القول إنهما غير متكافئين: أولها خاص بالمعلومات، والثاني خاص بالمادة.. ذلك أن ألجين هو حزمة من المعلومات وليس شيئاً ما.. هذا الوصف النادر يجعل من المادة والمعلومات نطاقين مختلفين للوجود، ينبغي مناقشة كل منهما على حدة"
وإذا كان المعنى في بطن الشاعر فلا حرج من أن نقول ليس هناك مفتاح للشفرة سوى في عقل المشفر ..

" فالشفرة (الموجودة في DNA وفي RNA) تفقد معناها إذا لم تتم ترجمتها.. وتتكون آلية الترجمة المعاصرة الخاصة بالخلية من عدد لا يقل عن خمسين مركباً كبير الجزيئات يتم تشفيره –بدوره - في الحمض النووي الصبغي (DNA)، إذ لا يمكن ترجمة الشفرة ونقلها بدون هذه المركبات.. فمن هو المشفر؟!!
ومن الذي اعلم الخلايا وتلك المركبات بماهية هذه الصفة ؟!!وحقيقتها..
ثم أعطاها المفتاح.. والمعاني الدقيقة للرموز


هل هو الشريط الوراثي ؟
الشريط الوراثي الذي وجد مصادفة ..
لا يمكن أن يعلم بمكنون محتواه المعلوماتى ..
لأنه لم يتدخل فيه من قريب او بعيد..
بل وجد به بطريقة عفوية ..
هذا إذا كان له قدرة على الإدراك
أما إذا كانت تلك القدرة منعدمة ..
فسوف يكون كالحمار الذي يحمل أسفار ..
هل هى علة الوجود العفوى ؟
حتى علة الوجود العفوي التي يفترضها دعاة التطور لن تملك تفسير لحل الرموز ..
والسبب وجيه فالطبيعة لم يكن لم لها إرادة في الخلط والتحريك ..
فمن اين لها بالإرادة في القصد والتشفير ..
نخلص مما سبق أن الشريط الوراثي ليس لديه مفتاح للشفرة ..
لكونه ..
لم يقوم بعملية التشفير في الأساس ..
والطبيعة كذلك ..
لكونها ..
منعدمة الإرادة ..
والشفرة تحتاج لمشفر ..
والمشفر لابد أن يتمتع بالحكمة والإرادة ..
وهاتان الصفتان كما قلنا مفتقدتان في الشريط ذاته والطبيعة ..

يقول البروفسور فيرنرغت :
"تدل كل التجارب على الحاجة إلى كائن مفكّر يستخدم إرادته الحرة وإدراكه وإبداعه طواعية.. وليس هناك قانون معروف للطبيعة أو عملية أو تسلسل معروف للأحداث، يمكن أن يؤدي إلى ظهور المعلومات تلقائيّاً في المادة"
ويزيدنا يقينا كون الخلية الأولى كانت هي الأخرى وليدة المصادفة بحسب ما يقولون فإذا كان الحمض وليد المصادفة والخلية الأخرى وليدة المصادفة فلن يكون هناك سابق معرفة بينهما وبالتالي إذا اجتمعا أو اندمجا مع بعضهما البعض فلن يكون بينهما اى مجال للفهم والتواصل واذا لم يكون هناك اى مجال للفهم والتواصل فلن يكون هناك اى مجال للإلمام و التعلم وبالتالى فلا فائدة من إلقاء التعليمات والتوجيهات فما البال اذا كان الdna ليس لديه اى خلفية اصلا عن ما يكنه من معلومات .
يتبع بعون الله تعالى

قلب معلق بالله
05-16-2012, 07:43 PM
رائع بارك الله فيكم

سيدة القصر
05-17-2012, 11:17 AM
استمر بارك الله فيك

سيدة القصر
05-18-2012, 01:16 PM
اين انت ابن النعمان اكمل الموضوع لو سمحت

ابن النعمان
05-18-2012, 03:27 PM
بارك الله فيكم وجزاكم كل خير ..
الحديث حول الشفرات الورائية والأنظمة المعلوماتية داخل بناء الخلية لابد ان يطول ويطول لكونه من أقوى الأدلة على وجود الله جلَّ جلاله - إن لم تكن أقواها على الإطلاق .. لذا ارجو من الجميع يسهبوا فى الكتابه عنه مع عدم اغفال اى جزئية ..

ابن النعمان
05-18-2012, 03:29 PM
ترجمة ام برمجة ام تحفيز
الشريط الوراثي كتاب مكون من خمسة مليون صفحة مكتوب فيه بالشفرة الخطة البنائية الكاملة للجسم كله على شكل أوامر مفصلة لتركيب كل خلية وكل بروتين وكل هرمون هذه الأوامر تسمى بالجينات .
فالحين المحمول على dna الموجود بدوره فى نواة الخلية هو الذي يحدد تركيب وهندسة بروتين خميرة معينة , وهو الذي يوجه النمو والتكوين الجيني , وهو الذي يدخل في تفاعلات يكون حصيلتها صفة وراثية معينة وهو الذي يحمل الأوامر للأنسجة بالتكوين وللخلايا بالانقسام وهو المسئول عن كل العمليات الفسيولوجية والبيوكميائية داخل الجسم الانسانى أو الحيواني وعن ذلك يقول الدكتور مصطفى محمود : "كل عملية تحدث فى الجسم ورائها جين معين فمثلا عندما يتعرض الإنسان لجرح لولا أن هناك جين يعطى امر للنف بالعمل لاستمر الإنسان فى النزف إلى أن يموت" والجين (تكملة لما سبق ) أيضا هو المسئول عن الامراض السرطانية نشاة وانتشارا (حيث يعطى الجين امر للخلاية السرطانية بالتكاثر والانقسام وتستقبل الخلايا هذه الاوامر من خلال مستقبلات خاصة على جدار الخارجى وتنفذها لتكون النتيجة ورم سرطانى ولذلك فان تعطيل هذه المستقبلات أو شل حركتها و وقفها عن العمل يكبح من انتشار المرض واذا كانت هناك جينات تسبب السرطان فهناك ايضا جينات تكبحه وتمنع انت..
اذن هناك لغة حقيقية تستخدم للتعبير والتوجيه والتواصل والقاء الاوامر بين الشريط الوراثى وبين المعنى بالتنفيذ فمن اين اتت هذه اللغة وكيف تم تعلمها واتقانها .

ابن النعمان
05-18-2012, 03:32 PM
وسيلة التفاهم
الجنيات هي التي تعطى للخلايا كافة الأوامر المسئولة عن جميع العمليات الحيوية فى الجسم فلابد ان تكون هناك وسيلة للتفاهم بينها وبين الخلايا تمكن من إلقاء التعليمات من طرف وفهم هذه التعليمات وتنفيذها من الطرف الآخر ولكن فهم المعاني والألفاظ كما نعلم لا يمكن أن يتم إلا بعد ربطها بشيء آخر كالتصورات والأفعال و الإشارات الدلالية والحركات التعبيرية وليست المشكلة في عدم وجود مجال لكل ذلك فقط ولكن هناك مشكلة أخرى تكمن في ان التصور والفعل نفسه لا يمكن ان يرى على حقيقته بل يعرف بشيء اخر معهود لدى العقل (تعريف داخلي) أو لدى الشيء المعنى بذلك (المستقبل) لا يمكن ان يخرج عن عالمه او قانونه الاصطلاحي وعلى ذلك فان الخلايا عندما تتلقى التعليمات من الجينات تنفذها دون فهم او بمعنى اخر تترجمها آليا ...... فإذا لم يوجد مجال للتعليم و التعلم او الفهم والتخاطب فليس هناك مفر من البرمجة برمجة على الإرسال من الجينات وبرمجة على الاستقبال والتنفيذ الآلي من الخلايا , ولن يتم كل ذلك الا بإرادة خارجة عن إرادة الجينات والخلايا قامت بخلق برنامج للتواصل بينهما لعدم وجود فائدة من ان ترسل الجينات الأوامر او التعليمات على هيئة حروف شفرية لان هذه الحروف سوف تحتاج لترجمتها الى ما قلنا عنه من الربط السابق الذي ليس له مجال (تصورات وإشارات ترتبط بالحروف والألفاظ والمعاني لتوضح دلالتها) ولا فائدة أيضا من ان ترسل الجينات إلى الخلايا تصورات او إشارات اهامية جاهزة بغرض التدليل او التوجيه لأنها هى الأخرى سوف تترجم في عالم آخر بتعريفات أخرى ينتج عنها مسار آخر ونتائج أخرى غير محسوبة وبالتالى لا فائدة من الارسال من بادىء الامر فلابد ان يكون من اهل الجينات لاعطاء الاوامر هو نفسه الذى برمج الخلايا على الفهم والتنفيذ .
يتبع بعون الله تعالى

سيدة القصر
05-18-2012, 08:20 PM
بارك الله فيك اخي فعلا موضوع في غاية الأهمية

ابن النعمان
05-18-2012, 10:24 PM
قياسات منطقية
(1)
لو أن شخص وجد حجرا سطحه منقوش بصور صغيرة متراص بعضها بجانب بعض فما الذي يمكن على ذهنه بخصوص هذه الرموز ..
محتوى الحجر لن يخرج عن احتمالين إما أن تكون تلك النقوش نتيجة عبث الطبيعة والظروف المناخية وعوامل التعرية بسطح الحجر , فلا تتضمن اى رسائل أو معلومات سواء كانت مكتوبة بلفظ صريح أو مشفر و إما أن تكون تلك النقوش بفعل فاعل عاقل , فان كانت بفعل فاعل فإما أن يكون رسالة مكتوبة بلغة تستخدم الصور كحروف كاللغة الهيلوغلوفية وإما أن تكون صور مجردة لا تحمل اى معنى والرسالة إما أن تكون صريحة وإما أن تكون مشفرة ..
فإذا كان الحجر يتضمن بالفعل رسالة مكتوبة بفعل فاعل , فهل يمكن للشخص السابق أن يعرف محتوى تلك الرسالة وما تضمنته من معلومات ؟
يمكن ذلك في حالة واحدة فقط أن يكون الشخص متقنا للغة التي كتبت بها الرسالة على الحجر وان تكون الرسالة مكتوبة بلفظ صريح وليس مشفر أما إذا كانت الرسالة مشفرة أو كان الإنسان ليس لديه اى خلفية بتلك اللغة (يكفى احتمال واحد) فسوف يكون محتوى الحجر بالنسبة له مجرد صور لا تنبض باى معنى ..
ناهيك عن كون تلك النقوش داخلة تحت اعتبار كونها صور بالفعل سواء كانت مرسومة بفعل فاعل او ظهرت نتيجة عبث الطبيعة وليس لها اى علاقة باى لغة فى التعبير او الدلالة .
اذن ليس هناك مخرج من هذه المعضلة الا بوجود لغة فى الاساس مكتوبة ومنطوقة توافق عبث الطبيعة مع بنيتها الحرفية.

سيدة القصر
05-19-2012, 06:51 PM
جزاك الله خيرا اخي
بوركت

ابن النعمان
05-20-2012, 07:59 AM
قياسات منطقية
(2)
لو أن انفجار قام بتحويل جبل شاهق إلى ملايين من الأجزاء الصغيرة المتباينة فيما بينها إلى أربعة الأنواع ..
ثم قامت عاصفة شديدة بترتيب هذه الأجزاء إلى تتابعات تشبه تتابعات القواعد في الشريط الوراثي فهل يمكن أن تحمل هذه التتابعات اى معنى ..
وهل هناك فرق بين هذه التتابعات وتتابعات الشريط الوراثي ؟

ابن النعمان
05-20-2012, 05:37 PM
قياسات منطقية
(3)
"بعد أن أسدل التاريخ الستار عن الحضارة المصرية القديمة ونسي العالم اللغة الهيروغليفية وكل ما يتعلق بقراءتها وكتابتها حدث اعظم كشف في علم المصريات عام 1799 (وذلك أثناء حفر الأساسات لتقوية قلعة سميت بعد ذلك بقلعة جوليان البريطانية في رشيد) عثر أحد العسكريين البريطانيين ويدعى "بوشار" على الحجر الذي نسميه الآن حجر رشيد وعندما عرض هذا الحجر على المتخصصين في بريطانيا أدركوا أهميته حيث وجدوا فيه نصاً هيروغليفياً تم ترجمة يونانية يمكن قراءتها .
وجدوا أيضاً نفس النص مكتوب بالخط الديموطيقي . وبذلك نجد أن الحجر يحتوي على لغتين : اللغة اليونانية واللغة المصرية بخطين مختلفين ولمدة 20 عاماً من وصول الحجر لبريطانيا عكف الدارسون في محاولة لفك الرموز. و بالفعل حدث أول نجاح عام 1820م على يد أحد الدبلوماسيين السويديين يسمى" توماس اكربال " الذي تمكن من التعرف على عدد من الأسماء مثل : بطليموس وذلك بمقارنة النص اليوناني بالنص الديموطيقي كما تم التعرف علي بعض الكلمات الأخرى.
وبعده تمكن "توماس يونج " من إثبات أن العلامات والرموز الهيروغليفية المكتوبة داخل الإطار البيضاوي ( الخرطوش) هى اسماء الملوك، ولكنه اخطأ الخصائص الصوتية لهذه الرموز .
ولم يتحقق بعد ذلك أي نجاح يذكر حتى ظهر العالم الفرنسي شامبليون (1790-1832)الذي كان له أعظم التأثير في معرفة طريقة قراءة وكتابة اللغة الهيروغليفية، وما أهله لذلك هو إتقانه للغة القبطية في سن مبكرة فترجم النص اليوناني إلي القبطية وعن طريقه نجح في التوصل إلي بعض قواعد نقش الهيروغليفية ثم بحث عما ترجمه الي القبطية في النص الهيروغليفي للاهتداء إلي الكلمات الهيروغليفية المقابلة لمثيلاتها في القبطية ولكنه وجد صعوبة شديدة لأن النص الهيروغليقي كتب حسب العادة المتبعة بدون فواصل بين الكلمات وبعد تمكنه من حل كثير من الرموز استخدم الأسلوب العكسي ليترجم من الهيروغليفية إلي القبطية ما استطاع تمييزه منها ليعرف معناها ،ولكن هذه الطريقة لها محاذيرها حيث أن الكلمات الهيروغليفية التي دخلت إلي اللغة القبطية عددها قليل جداً بالنسبة لمجمل الكلمات الهيروغليفية وأيضاً بسبب تطور الكلمات القبطية بحيث يصعب معرفة أصولها . لذا فقد استخدم بعد ذلك الاستنباط عن طريق الوصول إلي المعنى من ورود الكلمة في أكثر من سياق وكذلك أمكن الرجوع إلي اللغة العبرية التي حافظت على كثير من الكلمات المشتركة في مجموعة اللغات السامية. و بذلك أمكن الكشف عن كثير من معان اللغة المصرية القديمة ".
http://www.ibtesama.com/vb/showthread-t_20540.html
ما سبق يوضع ان فك رموز اى لغة او شفرة يحتاج الى الكثير من البحث فى اطار الكثير من المرجعيات التى تعين على فك الرموز ..
اذا لم توجد هذه المرجعيات فلن يكون هناك مجال للبحث فى الاساس ..
فبديهيا المقارنة يجب ان تكون بين معلوم ومجهول لا بين بين مجهول ومجهول كما يحدث بالضبط فى معامل الكمياء ...
فشامبليون لم يكن ليستطيع فك رموز الهيروغليفية بدون معرفته للقبطية ..
وشامبليون لم يكن ليستطيع فك رموز الهيروغليفية لو لم يبذل الجهد ويجند نفسه للعمل الدائب الذي استمر ثمانية عشر عاما دون ملل او يأس ..
واذا لم توجد لغة اخرى للنص وهى اللغة اليونانية لفقد الحل مرجعية اخرى ساعدت على تقصير المسافة ..
هذا بالنسبة لشامبليون وحجر رشيد ..
اما بالنسبة للحمض النووى والشفرة الوراثية ..
فيكفينا العلم بانه اقترن بنسمة الحياة الاولى ..
لنتيقن تماما بعدم وجود اى مرجعيات او خلفيات سابقة ..
يمكن على اساسها ان تكون هناك آلية للترجمة ..
او مجال لفك الرموز ..
او معرفة للغة التى تم بها كتابة الشريط .

إلى حب الله
05-20-2012, 07:32 PM
بارك الله فيك أخي ابن النعمان ...

تشدو منفردا ً.. وأرجو أن ينتبه لشدوك ذو أذن واعية !

دخلت الآن مخصوص فقط لأشكرك على هذه الدرر المنطقية :): .. جزاك الله خيرا ً...

ابن النعمان
05-21-2012, 05:17 PM
بارك الله فيكم استاذنا الحبيب ابو حب الله وشكرا لكم على مروركم الطيب ..

ابن النعمان
05-28-2012, 06:25 PM
بين الاختراح والاصطلاح

(الاختراع)

تعرف اللغات على انها أصوات يعبر بها كل جيل من الناس عما في وجدانهم، أو هي الكلام المصطلح عليه بين كل قوم.
وقيل هى نظام صوتي يمتلك سياقا اجتماعيا و ثقافيا له دلالاته و رموزه و هو قابل للنمو و التطور يخضع في ذلك للظروف التاريخية و الحضارية التي يمر بها المجتمع .
ومما سبق لن يمكن الجدال في ان اللغة هي نتيجة للتفكير وثمرة للعقل ومردود للاجتهاد واهم ما يميز الإنسان عن الحيوان ..وعليه يجب أن تمر بمرحلتين ..
وما يهمنا هو المرحلة الأولى (الاختراع ) التي تقرر عدم مجيء اللغة من فراغ بل لابد من الاجتهاد لاختراع المفردات الخاصة باللغة ثم الاصطلاح علي تلك المفردات للتعبير عن ما تكنه النفس مع وجود ما يعضد ذلك من الحركات والأصوات والإشارات التي تساعد على الفهم والتواصل فإذا أصبحت اللغة مسموعة أي أن الإنسان ينطقها بلسانه وشفتيه فيسمعها إنسان آخر بأذنيه‏,‏ يمكن أن تتطور في مرحلة أخرى فتصبح مكتوبة‏.‏
ولا يمكن ان تشذ اللغات عن هذا الترتيب ..
النطق أولا اى لابد ان تكون هناك لغة موجود في الأصل كنتيجة لكل ما ذكرناه سابقا والذي تتداخل فيه الاعتبارات والاختراعات والاتفاقات والاصطلاح على الألفاظ للتعبير عن المعاني ثم الكتابة وكل ذلك يحتاج الى اطراف مختلفة وقدرات عقلية فائقة .

ابن النعمان
05-29-2012, 06:09 PM
بين الاختراع والاصطلاح

(الاصطلاح)

المصطلح هو اتفاق طائفة ما على شيء ما.
والمصطلحات هي عبارة عن ألفاظ يقصد بها معاني معينة في علوم معينة عند قوم معينين تعارفوا على هذا المعني أو المصطلح في علمهم.
هذا عند الطوائف وفى العلوم كعلم الحديث وغيره .. أما في اللغة فالأمر بالطبع سوف يكون أوسع واشمل....فالاصطلاح والاتفاق بالنسبة للغة يجب ان يشمل جميع المفردات , بحيث تصبح كل مفردة قد حصلت على اجازة مسبقة من الإطراف المعنية ..
وطبيعيا إذا لم يوجد الاتفاق والاصطلاح ومن قبل الاجتهاد لاختراع المفردات والاصوات المناسبة فلن يكون هناك شيء اسمه لغة سواء كانت مكتوبة او مسموعة .

ابن النعمان
05-30-2012, 06:30 PM
الوحدة الواحدة

كان قصدي من هذه الرحلة الطويلة لفت الانتباه على ان الوحدة الواحدة لا توجد فى المخلوقات فقط او أعضاء الجسم التي تتكافل معا كشيء واحد بل هناك وحدة واحدة أيضا فى اللغات والشفرات يمكن ان يستشفها القارىء من الكلام السابق ..
فاختراع المفردات دون الاصطلاح عليها للتعبير عن المعاني لن يؤدى إلى وجود لغة ,إلا إذا تم اختراع هذه المفردات بقصد الاحتفاظ بها للنفس , والاصطلاح لن يكون له مجال ان لم توجد المفردات.
وكذلك الحال في الشفرات ..
فشفرة بدون معاني تم الاصطلاح عليها مسبقا لفك ما تحتويه من رموز ليس لها اى قيمة ولا يمكن أن تعطى اى دلالة والعكس صحيح .
والاهم من كل ذلك الاصطلاح يجب ان يسبق الكتابة حتى يتاتى فهم المكتوب ..
والمشفر يجب ان يتمتع بالحكمة والارادة والقدرة على الابداع ..
وعلى هذا الأسس واهمها سبق الاصطلاح للكتابة حتى يكون هناك مجال للفهم دعنا ننظر لرموز الشفرة الوراثية والية الترجمة ثم نتساءل أين ومتى تم الاتفاق بين الحمض النووي وآلية الترجمة على المعاني التي يمكن أن تفك بها الشفرة ؟ , وأين ومتى تم الاصطلاح بين الحمض النووي وبين الخلايا على معاني المفردات التي سوف تستخدم كأدوات للتواصل ؟
من الذي اخترع تلك المفردات وبنيتها الحرفية ؟ ,كيف تم فهم محتوى الشريط الوراثى من الآلية ؟
اسئلة كثيرة لا يسعنا معها سوى الاعتراف بالخالق الاعظم ..

المَاسَّةُ قُرطبة ©™
05-30-2012, 06:35 PM
رائع رائع تسجيل متابعة وان امكن ان اسأل اسئلة رح بكون لكم من الشاكرين.

ريوم
05-31-2012, 11:37 PM
بارك الله فيك أخي :)

ابن النعمان
06-01-2012, 05:26 PM
بارك الله فيكم جميعا وجزاكم كل خير ..

رائع رائع تسجيل متابعة وان امكن ان اسأل اسئلة رح بكون لكم من الشاكرين.
على الرحب والله الموفق ..

ابن النعمان
07-16-2012, 06:56 AM
كنت قد ظننت انى قد انهيت الموضوع ولكن لا زالت هناك افكار اخرى قبل الشروع في كتابتها احب ان اضع هذه المقتطفات المتصلة بلب الحوار عن ال dna ومحتواه الوراثى , هذه المقتطفات تظهر بوضوح وظيفة الdna التى لا يمكن الاختلاف حول كونها مجرد حمل المعلومات وهو فى ذلك لا يختلف كثيرا عن فهرس مكتبة اوكتيب للتعليمات يمكن ان يوجه الانسان لصناعة سيارة او تشييد قصر فاره او ....الخ .

ابن النعمان
07-16-2012, 07:07 AM
(1)
ضرب احد المفكرين هذا المثل : "دخل رجل أحمق إلى قصر كبير، فرأى أن هذا القصر المنيف قد زين وأثث بأفخم أثاث وأجمله، فهناك الطنف والمناضد والكراسي والفرش والمزهريات والورود واللوحات الفنية والمدافئ، وما يحتاجه المطبخ من أشياء وأغراض... والخلاصة وجد كل شيء في مكانه الصحيح. وبينما كان هذا الرجل الأحمق يتجول في أرجاء القصر ويفكر بمن قام بكل هذا التأثيث والتزيين، ولكنه لم يجد أحداً، وإذا به يرى كتاباً فوق منضدة. كان الكتاب يحتوي على برنامج تأثيث القصر. قال الأحمق: لقد وجدت ما كنت أبحث عنه... هذا الكتاب هو الذي قام بتأثيث هذا القصر."

ابن النعمان
07-16-2012, 07:27 AM
(2)
"اذا اعتقدنا ان مجرد وجود الحمض النووى الريبى كاف لانتاج البروتين فان هذا الاعتقاد يكون بلا معنى تماما مثل ان تتوقع تجميع سيارة ذاتيا بمجرد القذف بتصميمها المرسوم على الورق على الالاف من اجزائها المكومة بعضها فوق بعض " .
عن كتاب فى عالم الحمض النووى الريبى

ابن النعمان
07-16-2012, 07:36 AM
هذه المقتطفة لاخى نور الدين الدمشقى من موضوع حوار عن الصدفة وهى تتطرق بالاضافة الى النقاط السابقة لحدود المصادفات وما يجب ان يكون لها من حظ او نجاح تحت ما يمليه العقل والموضوعية ..
(3)
تخيل مكتبة فيها رفوف خالية ....وكتب مبعثرة على الأرض...ودفتر فارغ واحد...ودواة حبر....ولنقل هناك مليون كتاب على الأرض......المشكلة عند الملحد ان استحالاته مركبة. بمعنى آخر: كل عاقل يعرف بأنه لو هبت "عاصفة" عشوائية في هذه المكتبة....فانه من المستحيل ان نجد الكتب كلها طارت وانتظمت على رفوف المكتبة من غير اي كتاب على الأرض!!!.......هذه أول استحالة ....لكن لنفرض ان الصدفة هيأت للعاصفة العشوائية تلك ان تنتهي باستقرار جميع الكتب في المكتبة (وهذا احتمال مستحيل لكل عاقل لكن جدلا)...المشكلة بعد ذلك عند الملحد هي: أن العاصفة العشوائية...حركت ذلك الدفتر الفارغ...ومعه طار الحبر عشوائية فوقع على صفحات الدفتر...واذا بنا نجد ان الدفتر صار "بالصدفة" فهرسا لجميع الكتب بأسمائها وارقام رفوفها بالضبط....والطريف في الأمر انك الآن تستطيع ان تفتح الدفتر لتجد اسم الكتاب الذي تريد حسب الموضوع الذي تريد في الرف المذكور في الدفتر...وكل هذا النظام من "الموسوعة المفهرسة بهذه القدرة على وجود ذاكرة" تشكل بالصدفة!!!!!
اذا كان من المستحيل ان تضع العاصفة جميع الكتب في المكتبة....فانه من سابع المستحيلات ان تكتب العاصفة لغة لها معاني مفهومة...وتفهرس جميع الكتب في اماكنها بحسب موضوعاتها بكل هذه الدقة!!! هذا العمل (وجود ذاكرة وتشفير وتعليمات)....يستحيل ان يوجد من غير "ارادة" هيأت معاني تلك الرموز والذاكرة المحفوظة!!!!!!
وكما ان ذلك مستحيل في المكتبة...فانه اكثر استحالة في الخلية التي فهرس معلوماتها هو اكبر من مكتبة بمليون كتاب!!!
وللملحدين الذين يقولون ان هذا كله جاء صدفة...

ابن النعمان
03-07-2014, 07:10 AM
عندما تكون المادة والبيانات شىء واحد !
يقول ويليام بينز : "اذا كانت البيانات مطابقة وخزنت باى طريقة , فهل ثمة سبيل يمكن به ان نكتشف كيف كانت تبدو اذا ما فصلت عن وسيلة تخزينها ؟ .
هل نستطيع ان نفصل جوهر الخطة عن الوسيلة , او نعرف الرسالة عن طريق الوسيط ؟ .
اننا لا نستطيع , هذا امر طبيعى . ان البيانات ليست شيئا كالبيضة او قصر كتاج محل . انها امر متضمن فى شىء او بمعنى لآخر الطريقة التى ننظم بها شىء فيزيائى . اذا اخذنا صفحة مطبوعة من كتاب , وازلنا ما بها من من مظاهر فيزيقية : الورق والحبر , فانا لن نجد امامنا المعلومات البحتة انما ثقبا بالكتاب قد يبدو هذا امر واضحا لو كنا نعامل الجينات حتى الآن كما لو كانت معلومات محضة .
ان ما اسماه مندل باسم الجين - بعد ان لاحظ اثره - هو قطعة من المعلومات لابد ان يحملها جزء مناظر من المادة .
ان الملف الوراثى لابد ان ان يكتب على مادة وراثية .
والمادة الوراثية dna-- مادة كيماوية توجد فى جميع الكائنات الحية – ما عدا بعض الفيروسات – اعتقد فيما مضى انها تخرج عن نطاق مجال الكمياء بسبب ما يلزم ان يكون لها من خصائص غير طبيعية" .

ابن النعمان
03-11-2014, 08:30 PM
من كلام ويليام بينز المعلومات الوراثية هى الوحيدة التى لها وزن منفصل عن مادة التخزين حيث انها ومادة التخزين شىء واحد و"المذهل أن وزن المادة الوراثية في الخلية الواحدة ـ مهما كانت وظيفتها ـ لا يزيد عن 5 بيكو جرام، أي خمسة أجزاء من تريليون جزء من الجرام.. وهذا يعني أن مجموع وزن النسخ المكررة للمادة الوراثية في جميع خلايا جسمك هو: 250 جراما فحسب من مجموع وزنك!.. فسبحان الله!"
الطريف في الأمر، أننا لو أخذنا نسخة من المادة الوراثية من كلّ فرد من سكان الأرض (6 مليار نسمة)، لكان مجموع أوزانها 0.03 من الجرام!.. فهل يتعجّب أحد من قدرة الله سبحانه على إعادة بعث جميع البشر بكامل خصائصهم يوم القيامة؟" (خرافة داروين - محمد جمدى غانم ص 24 )