ابن عبد البر الصغير
05-25-2012, 10:41 PM
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى الآل والأصحاب .
أما بعد .
فدارت الدوائر وظهرت النتائج الشبه رسمية، المرسي أولا وشفيق ثانيا بفارق بسيط، إعادة بين المرسي ومبارك في ثوبه الجديد، وما الفارق البسيط إلا تمهيد لتمرير فوزه لا قدر الله، فأنصار عمرو موسى هم أنصار لشفيق بالضرورة، وبعض من صوت لأبي الفتوح ولحمدين صباحي من التيارات الأخرى مع شفيق ضدا في الإخوان المسلمين، لأن هذه الجماعة المباركة بعبع يخوف بها الشيطان أولياءه .
قولوا ما شئتم، واعتقدوا ما أحببتم، لكن الإخوان المسلمون جماعة أثبتت قدرتها على الصمود ضد الباطل، ولولا أن الله قيدهم في ظل هذه الفتنة، فتنة التشرذم والتفرق وخذلان القوي الأمين، لكان شفيق رئيسا لمصر الآن . جزاها الله خير الجزاء .
هي فرصة ثانية، رزق الله بها أهل مصر بعد فرصة التمكين الذهبية الأولى، فبعد أن حلم الناس بعهد جديد وتنقل جذري أيام الشيخ حازم، الآن أصبح حتى حلم النهضة الإسلامية بدرجة أخف في مهب الريح، فماذا انتم فاعلون ؟
التيار العَلماني المفسد لن يرضى بالإخوان أبدا، فاللهم شفيق ابن المدرسة العلمانية المباركية أو الإخواني الذي سيحارب فكرهم وسيطهر بعض الفساد في الإعلام والدولة، أضف إلى ذلك كل من يريدها حيص بيص من أهل الفن والطرب والخمور وغيرهم على وزن قول الله تعالى { وَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلاَّ أَن قَالُوۤاْ أَخْرِجُوهُمْ مِّن قَرْيَتِكُمْ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ } فهناك دائما فئة تضيق عن تحمل الموعظة ممنوعون بشهواتهم عن الإقلاع عن معاصيهم :
يقول الإمام ابن عاشور رحمه الله في التحرير والتنوير : [ القوم لمّا تمرّدوا على الفسوق كان يعُدّون الكمال منافراً لطباعهم، فلا يطيقون معاشرة أهل الكمال، ويذمّون ما لهم من الكمالات فيُسمّونها ثقلاً، ولذا وصَفُوا تنزه لوط عليه السّلام وآله تطهّراً، بصيغة التكلّف والتصنُّع ]
ويقول الشيخ سيد قطب رحمه الله : [ لماذا العجب؟ وماذا تصنع الجاهلية الحديثة؟ أليست تطارد الذين يتطهرون، فلا ينغمسون في الوحل الذي تنغمس فيه مجتمعات الجاهلية - وتسميه تقدمية وتحطيماً للأغلال عن المرأة وغير المرأة - أليست تطاردهم في أرزاقهم وأنفسهم وأموالهم وأفكارهم وتصوراتهم كذلك؛ ولا تطيق أن تراهم يتطهرون؛ لأنها لا تتسع ولا ترحب إلا بالملوثين الدنسين القذرين؟! إنه منطق الجاهلية في كل حين ] - في ظلال القرآن -.
قوم يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا بمختلف الدعوات، مرة بعقلية القرن الواحد والعشرين، ومرة تحت إسم ثقافة حقوق الإنسان، وغيرها من بعض الحق الذي يُراد به كثير باطل { إِنَّ ٱلَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ ٱلْفَاحِشَةُ فِي ٱلَّذِينَ آمَنُواْ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي ٱلدُّنْيَا وَٱلآخِرَةِ وَٱللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ } .
يقول الإمام أبو الأعلى المودودي : [ وكل من له أدنى بصيرة بمسائل الحياة الإنسانية، لا يخفى عليه أن المسألة - التي تتوقف عليها قضية صلاح الشؤون البشرية وفسادها - إنما هي مسألة زعامة الشؤون البشرية ومن بيده زمام أمرها .. فإذا كان هؤلاء الزعماء والقواد ممن يؤمنون بالله ويرجون حسابه.. فلا بد لنظام الحياة بأسره أن يسير على طريق من الخير والرشد والصلاح، وأن يعود الخبثاء الأشرار إلى كنف الدين ويصلحوا شؤونهم. وكذلك تنمو الحسنات ويزكو غراسها، وأقل ما يكون من تأثير المجتمع في السيئات أنها لا تربو. إن لم تمحق وتنقرض آثارها. وأما إذا كانت هذه السلطة - سلطة الزعامة والقيادة والإمامة - بأيدي رجال انحرفوا عن الله ورسوله، واتبعوا الشهوات، وانغمسوا في الفجور والطغيان، فلا محالة أن يسير نظام الحياة بقضه وقضيضه على البغي والعدوان والفحشاء، ويدب دبيب الفساد والفوضى في الأفكار والنظريات والعلوم والآداب والسياسة والمدنية والثقافة والعمران والأخلاق والمعاملات والعدالة والقانون برمتها، وتنمو السيئات ويستفحل أمرها... ] - الأسس الأخلاقية للحركة الإسلامية -
ثم يقول في موضع آخر من نفس الكتاب : [ والظاهر أن أول ما يطالب به دين الله عباده، أن يدخلوا في عبودية الحق كافة مخلصين له الطاعة والانقياد، حتى لا يبقى في أعناقهم قلادة من قلائد العبودية لغير الله تعالى. ثم يتطلب منهم ألا يكون لحياتهم قانون إلا ما أنزله الله تعالى، وجاء به الرسول الأمي الكريم - صلى الله عليه وسلم - ثم إن الإسلام يطالبهم أن ينعدم من الأرض الفساد، وتستأصل شأفة السيئات والمنكرات الجالبة على العباد غضب الله تعالى وسخطه. وهذه الغايات السامية لا يمكن أن يتحقق منها شيء ما دامت قيادة أبناء البشر وتسيير شؤونهم في الأرض بأيدي أئمة الكفر والضلال؛ ولا يكون من أمر أتباع الدين الحق وأنصاره إلا أن يستسلموا لأمر هؤلاء وينقادوا لجبروتهم، يذكرون الله قابعين في زواياهم، منقطعين عن الدنيا وشؤونها، مغتنمين ما يتصدق به هؤلاء الجبابرة عليهم من المسامحات والضمانات! ومن هنا يظهر ما للإمامة الصالحة وإقامة نظام الحق من أهمية خطيرة تجعلها من غايات الدين وأسسه. والحق أن الإنسان لا يمكنه أن يبلغ رضى الله تعالى بأي عمل من أعماله إذا تناسى هذه الفريضة وتقاعس عن القيام بها] .
فمن كان هذا حاله فلا يتصور ترشيحه للمرسي قيد أنملة .
فما هو الحل في هذه الفترة العويصة، أرى :
* الدعاء إلى الله أولا وآخرا في ألا يآخذ الناس بتقاعسهم عن نصرة شريعته ومنهاجه { إِنْ يَنْصُرْكُمُ اللَّهُ فَلَا غَالِبَ لَكُمْ وَإِنْ يَخْذُلْكُمْ فَمَنْ ذَا الَّذِي يَنْصُرُكُمْ مِنْ بَعْدِهِ } ، وأسباب خذلان الله للعبد مفصلة في الكتب والتواليف .
* الالتفاف حول المرسي من طرف كل الإسلاميين، وظهور فتاوى أهل العلم في بيان حرمة التصويت للفلول، بل في حرمة القعود عن التصويت والانتخاب بدعوى المقاطعة .
* كل مصري عليه أن يدعوا عائلته وأقربائه وجيرانه إلى ضرورة التصويت لمرسي وعقد مناقشات منزلية في ذلك، والإجابة عن الشبهات التي يلقيها الشيطان في روع الناس، وأنا أكلمك أنت أيها الزائر المصري أو العضو .
* على كل إسلامي أن يبحث عن ما يجمعه مع التيارت الثورية، أن يحثهم على دعم المرسي لما في صعود شفيق من مفاسد جمة ويبينها لهم .
* على منتدى التوحيد أن يثبت موضوعا للدعاية للمرسي، وبيان ثناءات أهل العلم عليه ودعمه وبيان مشروعه، كما فُعل مع الشيخ حازم سابقا، لأن المنتدى يحتل مرتبة أولى في محركات البحث .
* على التيار الإسلامي والثوري عامة أن يلوح بإمكانية الرجوع للميادين والثورة في حالة صعود الفلول، حتى ينثني المجلس العسكري ولجنة الانتخابات عليهم من الله ما يستحقون .
* التوثيق لجرائم التزوير والتجاوزات الانتخابية، وذلك في حالة صعود شفيق حتى يمكن الطعن في الانتخابات عبر القضاء .
والله ولي التوفيق.
أما بعد .
فدارت الدوائر وظهرت النتائج الشبه رسمية، المرسي أولا وشفيق ثانيا بفارق بسيط، إعادة بين المرسي ومبارك في ثوبه الجديد، وما الفارق البسيط إلا تمهيد لتمرير فوزه لا قدر الله، فأنصار عمرو موسى هم أنصار لشفيق بالضرورة، وبعض من صوت لأبي الفتوح ولحمدين صباحي من التيارات الأخرى مع شفيق ضدا في الإخوان المسلمين، لأن هذه الجماعة المباركة بعبع يخوف بها الشيطان أولياءه .
قولوا ما شئتم، واعتقدوا ما أحببتم، لكن الإخوان المسلمون جماعة أثبتت قدرتها على الصمود ضد الباطل، ولولا أن الله قيدهم في ظل هذه الفتنة، فتنة التشرذم والتفرق وخذلان القوي الأمين، لكان شفيق رئيسا لمصر الآن . جزاها الله خير الجزاء .
هي فرصة ثانية، رزق الله بها أهل مصر بعد فرصة التمكين الذهبية الأولى، فبعد أن حلم الناس بعهد جديد وتنقل جذري أيام الشيخ حازم، الآن أصبح حتى حلم النهضة الإسلامية بدرجة أخف في مهب الريح، فماذا انتم فاعلون ؟
التيار العَلماني المفسد لن يرضى بالإخوان أبدا، فاللهم شفيق ابن المدرسة العلمانية المباركية أو الإخواني الذي سيحارب فكرهم وسيطهر بعض الفساد في الإعلام والدولة، أضف إلى ذلك كل من يريدها حيص بيص من أهل الفن والطرب والخمور وغيرهم على وزن قول الله تعالى { وَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلاَّ أَن قَالُوۤاْ أَخْرِجُوهُمْ مِّن قَرْيَتِكُمْ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ } فهناك دائما فئة تضيق عن تحمل الموعظة ممنوعون بشهواتهم عن الإقلاع عن معاصيهم :
يقول الإمام ابن عاشور رحمه الله في التحرير والتنوير : [ القوم لمّا تمرّدوا على الفسوق كان يعُدّون الكمال منافراً لطباعهم، فلا يطيقون معاشرة أهل الكمال، ويذمّون ما لهم من الكمالات فيُسمّونها ثقلاً، ولذا وصَفُوا تنزه لوط عليه السّلام وآله تطهّراً، بصيغة التكلّف والتصنُّع ]
ويقول الشيخ سيد قطب رحمه الله : [ لماذا العجب؟ وماذا تصنع الجاهلية الحديثة؟ أليست تطارد الذين يتطهرون، فلا ينغمسون في الوحل الذي تنغمس فيه مجتمعات الجاهلية - وتسميه تقدمية وتحطيماً للأغلال عن المرأة وغير المرأة - أليست تطاردهم في أرزاقهم وأنفسهم وأموالهم وأفكارهم وتصوراتهم كذلك؛ ولا تطيق أن تراهم يتطهرون؛ لأنها لا تتسع ولا ترحب إلا بالملوثين الدنسين القذرين؟! إنه منطق الجاهلية في كل حين ] - في ظلال القرآن -.
قوم يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا بمختلف الدعوات، مرة بعقلية القرن الواحد والعشرين، ومرة تحت إسم ثقافة حقوق الإنسان، وغيرها من بعض الحق الذي يُراد به كثير باطل { إِنَّ ٱلَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ ٱلْفَاحِشَةُ فِي ٱلَّذِينَ آمَنُواْ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي ٱلدُّنْيَا وَٱلآخِرَةِ وَٱللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ } .
يقول الإمام أبو الأعلى المودودي : [ وكل من له أدنى بصيرة بمسائل الحياة الإنسانية، لا يخفى عليه أن المسألة - التي تتوقف عليها قضية صلاح الشؤون البشرية وفسادها - إنما هي مسألة زعامة الشؤون البشرية ومن بيده زمام أمرها .. فإذا كان هؤلاء الزعماء والقواد ممن يؤمنون بالله ويرجون حسابه.. فلا بد لنظام الحياة بأسره أن يسير على طريق من الخير والرشد والصلاح، وأن يعود الخبثاء الأشرار إلى كنف الدين ويصلحوا شؤونهم. وكذلك تنمو الحسنات ويزكو غراسها، وأقل ما يكون من تأثير المجتمع في السيئات أنها لا تربو. إن لم تمحق وتنقرض آثارها. وأما إذا كانت هذه السلطة - سلطة الزعامة والقيادة والإمامة - بأيدي رجال انحرفوا عن الله ورسوله، واتبعوا الشهوات، وانغمسوا في الفجور والطغيان، فلا محالة أن يسير نظام الحياة بقضه وقضيضه على البغي والعدوان والفحشاء، ويدب دبيب الفساد والفوضى في الأفكار والنظريات والعلوم والآداب والسياسة والمدنية والثقافة والعمران والأخلاق والمعاملات والعدالة والقانون برمتها، وتنمو السيئات ويستفحل أمرها... ] - الأسس الأخلاقية للحركة الإسلامية -
ثم يقول في موضع آخر من نفس الكتاب : [ والظاهر أن أول ما يطالب به دين الله عباده، أن يدخلوا في عبودية الحق كافة مخلصين له الطاعة والانقياد، حتى لا يبقى في أعناقهم قلادة من قلائد العبودية لغير الله تعالى. ثم يتطلب منهم ألا يكون لحياتهم قانون إلا ما أنزله الله تعالى، وجاء به الرسول الأمي الكريم - صلى الله عليه وسلم - ثم إن الإسلام يطالبهم أن ينعدم من الأرض الفساد، وتستأصل شأفة السيئات والمنكرات الجالبة على العباد غضب الله تعالى وسخطه. وهذه الغايات السامية لا يمكن أن يتحقق منها شيء ما دامت قيادة أبناء البشر وتسيير شؤونهم في الأرض بأيدي أئمة الكفر والضلال؛ ولا يكون من أمر أتباع الدين الحق وأنصاره إلا أن يستسلموا لأمر هؤلاء وينقادوا لجبروتهم، يذكرون الله قابعين في زواياهم، منقطعين عن الدنيا وشؤونها، مغتنمين ما يتصدق به هؤلاء الجبابرة عليهم من المسامحات والضمانات! ومن هنا يظهر ما للإمامة الصالحة وإقامة نظام الحق من أهمية خطيرة تجعلها من غايات الدين وأسسه. والحق أن الإنسان لا يمكنه أن يبلغ رضى الله تعالى بأي عمل من أعماله إذا تناسى هذه الفريضة وتقاعس عن القيام بها] .
فمن كان هذا حاله فلا يتصور ترشيحه للمرسي قيد أنملة .
فما هو الحل في هذه الفترة العويصة، أرى :
* الدعاء إلى الله أولا وآخرا في ألا يآخذ الناس بتقاعسهم عن نصرة شريعته ومنهاجه { إِنْ يَنْصُرْكُمُ اللَّهُ فَلَا غَالِبَ لَكُمْ وَإِنْ يَخْذُلْكُمْ فَمَنْ ذَا الَّذِي يَنْصُرُكُمْ مِنْ بَعْدِهِ } ، وأسباب خذلان الله للعبد مفصلة في الكتب والتواليف .
* الالتفاف حول المرسي من طرف كل الإسلاميين، وظهور فتاوى أهل العلم في بيان حرمة التصويت للفلول، بل في حرمة القعود عن التصويت والانتخاب بدعوى المقاطعة .
* كل مصري عليه أن يدعوا عائلته وأقربائه وجيرانه إلى ضرورة التصويت لمرسي وعقد مناقشات منزلية في ذلك، والإجابة عن الشبهات التي يلقيها الشيطان في روع الناس، وأنا أكلمك أنت أيها الزائر المصري أو العضو .
* على كل إسلامي أن يبحث عن ما يجمعه مع التيارت الثورية، أن يحثهم على دعم المرسي لما في صعود شفيق من مفاسد جمة ويبينها لهم .
* على منتدى التوحيد أن يثبت موضوعا للدعاية للمرسي، وبيان ثناءات أهل العلم عليه ودعمه وبيان مشروعه، كما فُعل مع الشيخ حازم سابقا، لأن المنتدى يحتل مرتبة أولى في محركات البحث .
* على التيار الإسلامي والثوري عامة أن يلوح بإمكانية الرجوع للميادين والثورة في حالة صعود الفلول، حتى ينثني المجلس العسكري ولجنة الانتخابات عليهم من الله ما يستحقون .
* التوثيق لجرائم التزوير والتجاوزات الانتخابية، وذلك في حالة صعود شفيق حتى يمكن الطعن في الانتخابات عبر القضاء .
والله ولي التوفيق.