المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : هل القرآن من عند [النبي] محمد؟ [صلى الله عليه وسلم]



د.علي
05-26-2012, 05:16 AM
السلام عليكم.....
كيف نرد أخواني على من يتهم القرآن أنه من عند محمد أو على أنه بشري ؟
أتوقع أنكم ستقولون لي الإعجاز العلمي ولكن الكثير من الملحدين لا يعترفون بالاعجاز العلمي للقرآن ؟؟؟
مشكورين أحبتي

أبو قدامة
05-26-2012, 05:21 AM
هو سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم كان صاحبك من زمان حتى تقول محمد (حاف ) ؟ عيب استحي شوية

elmorsy
05-26-2012, 06:20 AM
((إن هو إلا وحى يوحى ))
اقول لك سيدى الكريم أن لا شك فى أن أكثر القضايا نقاشا فى الإستشراق ..هو الشبهات حول الوحى
وهل هو وحى من عند الله ؟؟..أم لا ..وفى هذا الميدان حاول المستشرقين بكل ما أوتوا من قوة أن يثبتوا خلفيتهم الدينية عن طريق طرق ملتوية لا علاقة لها بالبحث الرصين والدقيق

أقول لك أولاً..ليس هناك مدعى يهرع ويهرب من ما رآه حين نزل عليه الوحى ..وهذا معناه أنه ليس بمريض بهلاووس أو ما إلى ذلك
لأن من يكون عنده هذه الأمراض يكون منسجم معها ..سواء جنون العظمة أو الهلاوس او ما إلى ذلك
فشبهة أنه مرض نفسى باطلة من كل الأوجه ..وإذا اردت الإستزادة فى هذه النقطة بالتحديد عليك بكتاب (دفاع عن محمد ) ..ودفاع عن القرآن (عبد الرحمن بدوى)
كذلك إبراهيم عوض(مصدر القرآن)
اضافة إلى أخبار الأوليين (الصحيحه تماماً) بعيداً عن أخطاء الكتاب المقدس والتوراة العبرانية !..
فعندك تجد ما تم أكتشافة من الأبوكريفا..يتفق تماماً مع ما ذكره القرآن..سواء فى فكرة الصلب والفداء..ويهوذا الإسخريوطى وصلبه بديلاً من المسيح
تجد ذلك فى ما يسمى بأنجيل يهوذا ..الذى أكتشف فى صعيد مصر
أضافة للبشرات الواضحة الموجودة فى الأنجيل التى لا تحتاج سوى بصيرة وعدم جحود..نبى فى وادى فران..والبارقليطوس (راجع كتب عبد الأحد داوود) فى هذا الشأن
ففكرة أن القرآن من داخل الرسول ..لا دليل عليها ولا سبيل إذا تتبعت سيرته العطره أو تصفحت أسباب نزول القرآن وملابسات نزول الوحى ..ولا تعامل هذا الإنسان)علية الصلاة والسلام..مع البشر وكيف كان ..لم يكن شهوانياً ولا طالب حاه ولا مال ..ولم يكن من مرضى جنون العظمة ..إلخ إلخ
أود أن اقول لك أن كلامى هذا مقتضب جداً
ولو أنى افضل أن تضع افكار الملحدين حول الرسول وشكوكهم حوله ..وسأتيك بالرد عليها ..
أعتقد هذا افضل
بالنسبة لهذه النقطة تحديداً فقد كنت أكثر الناس عند وإصرار على عكسها تماماً...حين كنت لادينى
لكن بعد ما بحثت ..الله هدانى وعلمت الحقيقة
لذلك أقول لك ضع ما تراه من شبهات ..لكن حول نقطة القرآن..وهل هو من عند محمد (ص) أم لا
تقبل تحياتى

المهاجـر
05-26-2012, 08:46 AM
أعطيك أحد الامثلة البسيطة لصدقه ( ص )

انقل لك الرد من الموضوع القيم "لا أعلم هويتي ؟؟؟ (http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?10358-%E1%C7-%C3%DA%E1%E3-%E5%E6%ED%CA%ED%BF%BF%BF) " الحوار كان بين الدكتور الفاضل د.حسام الدين حامد وبين ابو الحكم الذي اسلم :

أولًا : الرسول و الرسالة :


المثال الأول :

أبا الحكم .. أريدك أن تتخيل معي دجالًا كذابًا يدعي أنه مرسل من عند الله و يموت ولده و يوم موت ولده تنكسف الشمس و حين تنكسف الشمس يقول الناس " إن الشمس انكسفت من أجل ولده " .. أريد منك أن تقلب هذا الأمر ظهرًا لبطن و بطنًا لظهر و ترى كيف سيتصرف هذا الدجال ؟! أعمل عقلك كثيرًا في هذه المسألة و رِ كيف سيتصرف دجالٌ وضع في هذه الفرصة الذهبية للترويج لنفسه !

لقد قلتَ ( اقرأ الفلسفة الاسلامية ولا استطيع الاقتناع بها .. أقرأ الفلسفة الالحادية واعجب ببعضها )

فأخبرني بالفلسفة الإلحادية كيف سيتصرف دجال وضع في الموقف السابق ..

ثم تعال معي ..

يموت إبراهيم بن النبي صلى الله عليه و سلم و تنكسف الشمس ، و يتحدث الناس " إن الشمس قد انكسفت لموت ابن النبي صلى الله عليه و سلم " ، و يشمت المشركون " لقد بتر محمد " أي لم يعد له أولاد يحملون اسمه من بعده ، و يصرخ أحد الصحابة حزنًا ....

أما عن انكساف الشمس :

فلو أن النبي صلى الله عليه و سلم سكت و لم يتكلم لاستقر عند الناس أن الشمس انكسفت لموت ولده إبراهيم ، مجرد السكوت كان يكفي !! و لو أنه سكت لقلنا كانت مصيبة موت ولده شديدة !! مجرد السكوت يا أبا الحكم كان كافيًّا !! لكن ..

لكنه صلى الله عليه و سلم يقول ( إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله , لا يخسفان لموت أحد ولا لحياته , فإذا رأيتم ذلك فادعوا الله وكبروا وتصدقوا وصلوا ).

هكذا بوضوح و دون أي لبس أو غموض !!

إن رجلًا لا يكذب على الله عز و جل في مسألة كهذه لن يكذب عليه في أنه رسول من عنده ، أليس كذلك ؟ بلى .

ثم ماذا ؟

ثم في خضم هذا الحزن تُشرع صلاة الكسوف و يصلي النبي صلى الله عليه و سلم بأصحابه صلاة الكسوف ، و يخطب فيهم خطبة يتكلم فيها عن عذاب القبر و لا يتكلم عن ولده بشيء !!

ثم ماذا ؟

ثم عندما يسمع من يصرخ من الصحابة حزنًا على موت ولد النبي صلى الله عليه و سلم ينهاه عن ذلك و يقول إن ذلك من الشيطان !!

ثم ماذا ؟!

ثم يقول صلى الله عليه وسلم ( تدمع العين ، ويحزن القلب ، ولا نقول إلا ما يرضى الرب ، والله‏!‏ إنا بفراقك يا إبراهيم لمحزونون‏ .)‏

ثم ماذا ؟!

ثم لا يرد على المشركين !! و لا يتوعدهم من حينه !! و لا يرد لهم الصاع صاعين !! بل تنزل السورة الكريمة ( إنا أعطيناك الكوثر * فصل لربك و انحر * إن شانئك هو الأبتر )

لو تأملت السورة لوجدتها بشارة للنبي صلى الله عليه و سلم بالكوثر ، و لو كان - و حاشاه - دعيًّا أكان يسلي نفسه بالكذب ؟!

إن النبي صلى الله عليه و سلم لو كان سيكذب - و حاشاه - فلن يكذب على نفسه و يقول " إنا أعطيناك الكوثر " أو يقول " و الله يعصمك من الناس " و عندما تنزل عليه الآية يأمر الصحابة الذين كانوا يحرسونه بترك الحراسة لأن الله وعده أن يعصمه من الناس ، أتراه إلا صادقًا ؟ نعم والله صادقًا مصدوقًا .

ثم تتأمل السورة فتجدها تكليف بالعبادة " فصل لربك و انحر " ـ ألو كان الرد من عنده - و حاشاه - و ليس من عند الله أكان يكلف نفسه المزيد من العبادة في هذا الوقت الذي مات فيه ولده و شمت به الكفرة ؟!!

ثم يأتي الرد عليهم في آخر السورة ( إن شانئك هو الأبتر ) .

هذا موقف واحد من حياة النبي صلى الله عليه و سلم تجاه حدث موت ابنه صلى الله عليه و سلم ، وجدناه فيه يدفع عن نفسه ما زعمه الناس أن الشمس كسفت لموت ولده ، و يصلي صلاة الكسوف و يخطب عن عذاب القبر ، و يأتي الرد على الكفار فيه تسلية له بما له في الجنة و تكليف بالعبادة و في آخره الرد عليهم ، و يمنع أصحابه من المبالغة في الحزن مع حزن قلبه على ولده و هو في ذلك لا يقول إلا ما يرضي الرب عز و جل ..

و لم يسكت ليفهم الناس أن الشمس انكسفت من أجل ولده ، و لم يقعد عن العبادة و قام لصلاة الكسوف ، و لم يكن ليخدع نفسه بتسلية من عند نفسه بالكوثر ، و لم يكن ليزيد العبادات عليه و لم يكن ليمنع أصحابه من المبالغة في الحزن لو كان كاذبًا صلى الله عليه و سلم و حاشاه .

التفسير الإسلامي ( وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلا وَحْيٌ يُوحَى )

التفسير الإلحادي : ........................ لن تجد تفسيرًا مقنعًا .

elmorsy
05-27-2012, 06:03 AM
سأجاوبك على اسئلتهم ..وسأخرج من ثوب الإسلام قليلاً..وسأضع نفسى مكان الملحد ..او اللادينى
ليس عندنا شىء نخفيه ..ولا شىء نخشى عرضه
أمامنا أتهامات عديدة تتوجه للنص القرآنى ..
لكن اغلبيتها تنحصر بين اربعة او ثلاثة أختيارات
1-أنه كلام بشر..يحاول الوصول إلى المجد لذلك نسب القرآن للسماء
2-نتاج للواقع وتفاعل النفس (نفس الرسول(ص)..) مع المواقف الحياتيه
3-مرض نفسى ..هلاوووس -إنفصام-
وسأحلل كل نقطة على حداها إن شاء الله
لكن غداً بإذن الله
تقبل تحياتى

elmorsy
05-28-2012, 06:06 PM
من هو النبى وما هى النبوة ؟
النبوة اضطربت معانى النبوة عند السابقين فأختلطت بها الكثير من الصفات التى لا تتصل بالنبوة بالمعنى الحقيقى لها
وأختلط بها الكهانة والعرافيين والأشخاص الملهمين
وهذا بفعل تقديس الأشخاص الزائد فى سواء عند اليهود أو المسيحيين من بعدهم
وبدأ الموضوع عند اليهود بعد هبوط(عند اليهود) الله رب العالمين من مرتبة الإله المتعالى عن كل أنحياز أو تحيز ..إلى إله قومى يعبده شعب واحد.مع الكثير من أفكار الحلول والإتحاد والتصوف الزائد ..أصبحت صفات الشخص تعكس صفات الإله والإله يلقى بصفاته على الشخص(1)
وأنحط معنى النبوة حتى اصبح كاهن المعبد نبى ..وأصبح أى مصلح فى نظرهم نبى (سواء كان مُدعى أو غير)
فـأصبح هوشع وعاموس وميخا ومنعم مُدعى نبوة فى القرنين السابع والسادس قبل الميلاد..أنبياء عند بنى إسرائيل
ومع إزدياد شريحة الكهان والعرافيين والمتعبديين ..بإعتبار أن الشعب كله مُقدس..أى الشعب اليهودى
أطلق علي جميع متدينيهم لفظ أنبياء ..والفاظ أشد تغولاً فى الحلول والإتحاد (أبناء الرب) فكانوا يطلقون على أنفسهم أبناء الرب وإن كان المعنى مجازياً لكنه فى نفس الوقت جرأة واضحة على ذات الله عز وجل ..وتأليه لذات الإنسان
ولم يقتصر التطرف فى استخدام اللفظ على تلك الشريحة ..بل أمتد للكاتب الكهنوتى داخل المعبد
كما اطلق على كاهن الإله بعل لقب نبى كما جاء فى كتاب يونان (يونس)
وعندما جاء عاموس وأرميا كمصلحين وأنبياء ..بدأ المجتمع اليهودى جميعه فى تقليدهم وخرج البعض عن طور التقليد إلى إدعاء النبوة فى حد ذاتها ..(3)
إذن مفهوم النبوة مختلط عند الكثير من المستشرقيين بفعل خلفيتهم الدينية السابقة..لذلك تجد الكثيرين أمثال (تور أندريا)(3)
الذى حاول أن يستغل حادثة سورة المزمل..فى اثبات عدم ربانية القرآن ..بمقارنة ما يفعلة الكاهن اليهودى عندما يأتى له الإلها بما فعله الرسول (ص) ..كما ذكر (تور أندريا)..(لقد أقتبس محمد ذلك من الكهنة الوثنيين ) (4)
نفهم من كل ذلك أن مفهوم النبوة أصبح مخلوطاً ضائعاً عن الكثيرين ويجب حتى نقبل نبوة محمد(ص)
يجب أن نتحلل من هذه الأفكار المختلطة والمغلوطه عن النبوة ..وأن نجعل الأمر بنسبة 50% صدق و50% كذب
أى لا نرفض مبدأ النبوة بشكل عام لأن هناك الكثيرين مدعين ومتوصفيين وما إلى ذلك
أى نبحث فى القضية بموضوعية أكثر دون مقارنات باطلة ودون بتر لسياق الأحداث مع تجميع الصورة الكاملة عن الشخص المراد التحقق من صدق نبوته دون أختزال الحكم على نبوته فى مشهد واحد او مشهدين قد يتم تأويلهم خارج السياق بطريقة خاطئة
يتبع ...
______________________
1-المجاز وإدراك الإله (158) عبد الوهاب المسيرى (اللغة والمجاز بين التوحيد ووحدة الوجود)
2-إدعاء النبوة (87) الظاهرة القرآنية مالك إبن نبى
3- (55) عبد الرحمن بدوى دفاع عن محمد(ص) ضد منتقصيه
4-(تور أندريا) محمد (ص) (28)

elmorsy
05-28-2012, 07:06 PM
اولاً حتى نصل إلى مقدرة التمييز بين المتنبى والنبى علينا أن ندرس نموذجيين لشخصين أحدهم صادق فى نبوته والآخر كاذب
وهذا طبعاً قبل التطرق إلى نبوة محمد(ص)
النبى أرميا يذكر قولاً ذكياً وباهراً يدل دلالة واضحه على ما يخالج نفس كل نبى حين يبلغ دعوته
يقول "((:لقد صرت محور سخرية طيلة النهار , فالجميع يهزئون بى لأنى كلما تكلمت وجدتنى مضطراً لأن اصرخ
وأعلن الجبروت والخراب . لقد صارت بالنسبة لى مصدر عار وإستهزاء مستمر فإذا قلت : لم أعد أذكره . أو أتكلم بإسمه وجدته فى قلبى كاالنار المضطرمه المستكنة فى عظامى فأحاول طفئها ولكنى لا أستطيع(1 ))

من هذا الحديث القصير يمكننا أن نستخلص الفروق الجوهرية بين الدعوة الصادقة والدعوة الكاذبة للنبى
النبى الصادق يختلف عن الكاذب فى الآتى :
1- الأحتراق العميق لما يلقاه من مشاعر إستهزاء الذى يلقاه نتاج دعوته
2-رغبته (الشخصية ) فى التخلص من هذا الحمل الثقيل من اللوم والإستهزاء وذلك نتيجة لإعمال فكره وعقلة وإدراكة لعاقبة تلك الدعوة التى ستكلفه الكثير من الآلام والإسهزاء
3- عنصر ثابت داخله عكس حالته النفسية والشخصية يدفعه دفعاً شديداً عكس إرادته الشخصية من أجل الإستمرار فى هذه الدعوة
وهذا ما يعنيه ارميا (بالنار المضطرمه فى قلبه ) (2)
هذا أرمياء ..وتجد حالة ارمياء هى نفس حالة يونس عليه السلام ..لولا أن يونان (يونس عليه السلام) غلبته نفسه وأبق فى الفلك المشحون
ولكن ظلت النار المضطرمه فى قلبه وهو فى بطن الحوت ..حتى عاد إلى رشده وأستغفر ربه فأكرمه بأن جعل دعوته تنجح وجعل قريته كلها تؤمن ..(( فلولا كانت قرية آمنت فنفعها إيمانها إلا قوم يونس لما آمنوا كشفنا عنهم عذاب الخزي في الحياة الدنيا ومتعناهم إلى حين(3))
كذلك نفس هذا الشعور يحكيه القرآن الكريم عن نبى الله نوح عندما كان قومه يستغشون ثيابهم ولا يلقون لكلامه بالاً بل أنهم كانوا يستهزئون به وبوعيده وبتهديداته ..وبالرغم من ذلك كان يجد هذه النار المضطرمه فى قلبه وكان يؤمن بدعوته إيمان لا يتزحزح ..وعنده إصرار رهيب عكس (منفعته الشخصية) بأن يتم هذه الدعوة حتى ولو تعرض شخصه ونفسه للإستهزاء والألم
هذا فرق واضح بين النبى المُدعى والصادق ..ولتبيان ذلك يمكن دراسة نموذج لنبى مُدعى وهو حنانيا ..وهو معاصر لأرمياء
أولا ً كان ارمياء يبشر بهلاك بنى إسرائيل على عكس السائد فى آمال بنى إسرائيل ..فكان بنى إسرائيل يحلمون بتنصيب ملكهم وحاميهم إميل مردوخ ..وأخرج ملك جودا الأسير من السجن وعينه جليساً خاصاً له ..لا توجد صورة افضل من ذلك ..ولا واقع مبشر بالخير افضل من ذلك..لكن لعصيان بنى إسرائيل لتعاليم الرب أرسل لهم ارمياء ..الذى تنبأ لهم بنبؤات عكس سير الواقع تماماً تشاؤمية تنذرهم بموت إميل مردوخ حاميهم وأنهيار بقايا ممكلة بيت المقدس...ولكن أرمياء لم يأتى بهذه الفكرة من داخله بل هى تكرار لما قاله الأنبياء من قبله لبنى إسرائيل ..الوعيد بهلاك ممكلة جودا وهلاك العاصيين لله ..
على عكسه تماماً جاء حنانيا مُدعى النبوة وقام بكسر هذه الحالة من التشاؤم وواجه أرمياء بقوله "هاك ما قال الله سأحطم نير ملك بابل ""
ويقصد هنا بأن الله لم يقول ما تقوله يا ارمياء بل سيكون ملك بابل حياً ولن يقتل ولن تسقط مملكة جودا وسنعود من الأسر البابلى
فرد عليه أرمياء بكل براءة وحسن نية (( آمين حقق الله ما تقول))
والأختلاف هنا أن مُدعى النبوة يحاول مجاراة الواقع لتحقيق أكبر لفت أنظار وأتباع اكثر بغض النظر عن هدفه النهائى
ونجد فى المُدعى عدم مثابرة على دعوته وعدم تحمل مقدرة الإستهزاء لذلك نجد حنانيا تحول إلى الرعى مرة أخرى بعد حادثة إدعائه النبوة ومحاولته منافسة أرمياء

لذلك مُدعى النبوة يتصف بصفات رئيسية أهمها :
1-دعوته تكون للذة ذاتيه ..أى أنه بتلك الدعوة يحاول البحث عن مجد شخصى
2- لا يقف صامداً امام الإسهزاء ويشعر بالملل ولا يستمر فى دعوته كثيراً كما حدث مع (حنانيا ) مقارنة بأرمياء الذى صمد كثيراً
3- لاتجد هذه الحالة المعاكسة للرغبة الشخصية أى (النار المضطرمة) التى تكون عكس حالته الشخصية وعكس قراره الفكرى بعدم الإستمرار فى الدعوة
4- يقوم بمجاراة الواقع وتكون تنبؤاته ذات صلة كبيرة بما يأمله المجتمع الوسط الذى يدعى فيه النبوة
على عكس النبى الذى لا يهتم فى نبوته لمجاراة قومه أو التقرب لهم باأنباء زائفة عن المستقبل
هذه مقارنة بسيطة أولية بين المُدعى والنبى الحقيقى
ولنضع هذه المقارنة فى البال حتى يأتى الحديث عن محمد (ص)
يتبع ...
______________________
أنظر لمزيد من التفصيل حول مقارنة ارمياء بحنانيا
1-الظاهرة القرآنية (ارمياء ) ص(95)
2- الظاهرة القرآنية (97)
3- يونس (98)

طارق منينة
05-28-2012, 07:31 PM
بحث طيب ورسالة الفرقان بين اولياء الرحمن واولياء الشيطان لابن تيمية تفيد جدا في مجال عرضك اخي المرسي وانصح بقراءتها
كما ان كتاب النبوات لابن تيمية وهو اكبر حجما مهم جدا في هذه المسألة
وسؤالي للاخ العزيز مرسي هل يتوفر على شبكة الانترنت كتاب محمد لتور اندري
انا بحثت ولم اجده
وقد تكلم عنه الدكتور عبد الرحمن بدوي مرة في دفاعه عن القرآن او محمد اي الكتاب الآخر صلى الله على رسول الله محمد
وقد تكلمت انا عنه كثيرا في مقالاتي انهيار شرفات الاستشراق في ردي على اسطورة هشام جعيط عن النبي وهي بالمناسبة اسطورة معدلة عن خرافة تور اندري عن مصدر القرآن.

الفرقان بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان
http://www.4shared.com/office/WNPD5VM8/_____.htm
http://www.4shared.com/office/jLoi_VK-/_____.htm

النبوات ابن تيمية-ملف ورد
http://search.4shared.com/postDownload/ztfkPlm0/___online.html

النبوات ابن تيمية
pdf
http://majles.alukah.net/showthread.php?30375-%D9%87%D9%84-%D9%8A%D9%88%D8%AC%D8%AF-%D9%84%D9%83%D8%AA%D8%A7%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D9%86%D8%A8%D9%88%D8%A7%D8%AA-%D9%84%D8%A7%D8%A8%D9%86-%D8%AA%D9%8A%D9%85%D9%8A%D8%A9-%D8%B7%D8%A8%D8%B9%D8%A9-%D8%AC%D8%AF%D9%8A%D8%AF%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%83%D8%AA%D8%B1%D9%88%D9%86%D9%8A%D 8%A9

elmorsy
05-28-2012, 11:20 PM
ما هو الوحى : يرد البعض من المستشرقين الوحى إلى معانى نفسية تشير بأى حال من الأحوال إلى ظاهرة لا تتعدى النفس الداخلية للإنسان
ويطلقون عليها الفاظ مثل (inspiration -intuition ).....
وهم بذلك يحاولون إدخال الوحى فى دائرة الإضطرابات النفسية (1)
كما ذهب لويس ماسينون إلى ربط الوحى بحالات التصوف االشديدة الإضطراب ..وحاول تلفيق وتشبية حالة محمد (ص) أثناء الوحى بحالة المتصوف الذى لم يصل إلى حالة (الواصل)(2)
كذلك تور أندريا فى كتابه( نفسية المتصوف)..كل هذا محاولة إلى أنكار الوحى جملةً وتفصيلاً
ولكن هؤلاء جميعاً ينكرون أن الرسول علية الصلاة والسلام لم يكن مثله مثل الحلاج ولا البسطامى أو حتى مثل الجنيد أو الغزالى
بل كان واعياً تمام الوعى حين كان يلقى عليه الوحى ..وبشعورة الكامل ..وكان القرآن يأتى له فى قضايا حساسة ..وليس مثل هلاوس الحلاج أو البسطامى ..او الجنيد ..فشتان بين المقارنة بين هذا وذلك
فقد يندرج بعض حالات التصوف تحت المسمى النفسى ..لكن هذه حالة شعورية تامة يكون فيها الإنسان فى منتهى العقلانية والثبات
لذلك محاولة تفسير بعض المستشرقين الوحى على أنه حالة شديدة من التصوف التى يصلها الواصل ..كلام لا أساس له من الصحة
وتلفيق من تلفيقات المستشرقين كالعادة(3)..ناهيك أن الرسول كان زاهداً ولم يكن متصوفاً بالمعنى الذى يذكره المستشرقون .لذلك المتتبع للمسشرقين تجدهم يتخبطون فى أتهاماتهم للرسول ..فمرة يدعون أنه متصوف وصل لحالة الفناء..ويرمونه بنقيضها وهو الشهوانية !
ومن يعرف الصوفية والتصوف يعلم أن هذا لا يصح أن يجتمع فى نفس المتصوف ..إذ أن قواعد التصوف أن تكون بعيد عن أى ما هو مادى
وأن تقلل من شهواتك وملذاتك حتى تصل إلى الفناء!
بالإضافة إلى أن المكاشفة التصوفية لا تعطى لصاحبها اليقين الكامل ..ولا تعطية الثبات بل تعطى نصف يقين ..أو أحتمالاً
يضيف له بعض اليقين متبعى هذا المتصوف من أضافة الكثير من التقديس على كلماته
أما الرسول فكان واثقاً ثقة تامه أن هذا الكلام ليس من شخصة ولا شىء من ذلك بل كان ثقته تامه فى أنه من عند الله
كذلك الحال مع أرمياء عندما واجه نبوة مكاشفة حنانيا الكاذبة بيقين النبى ..وتنبأ بموته بعد كذبه على الله
وبالفعل مات حنانيا ..

فشتان بين ثقة النبى فى الأخبار التى يتلقاها والكشف
وهذا ما توضحة الآية الكريمة
( تلك من أنباء الغيب نوحيها إليك ما كنت تعلمها أنت ولا قومك من قبل هذا فاصبر إن العاقبة للمتقين)
وهذا يوضح مدى الثقة فى الكلام الموحى به يدل على أن لا علاقة له بالكشف من قريب ومن بعيد

بعد هذه المقدمة فى تعريف الوحى يتضح لنا أن الوحى شىء مغاير عن مكاشفة المتصوف
وهذا كان يتضح جلياً فى الفروقات الكبيره بين أسلوب القرآن الذى يدل على أن الرسول ( ص) لا دخل له فى نظمه أو لغته أو الفاظه
وليس له أن يضيف عليه من ذاته ..وبين الحديث النبوى الذى كان باب الأجتهاد الشخصى للرسول فيه مفتوحا على مصرعيه ..إلا أن جاء الإستدراك من العلى الكريم بتوجيه معين يخالف فعل النبى أو يوجه مسار النبى إلى ما هو الأصلح

كحادثة( زعيم المنافقين عبد الله إبن أبى ابن سلول) عند موته ..فما فعل الرسول كان فعل بشرى خالص بفعل العاطفة
وبالفعل البس الرسول (ص) لباسه لزعيم المنافقين ..وجعله يتشهد ومن ثم

قال الصحابة للرسول أتصلى على منافق؟
فقال (ص) : قال الله (( إن تستغفر لهم سبعين مرة)
ولأستغفرن له سبعين وسبعين وسبعين (4)
هذا فرق واضح بين الإجتهاد البشرى والشفقة على مصير بشر..ومحاولة إنقاذه وبين الوحى القاطع
وفى هذه الحادثة درس واضح لكل لبيب ...كيف أن الوحى ليس على هوى الرسول (ص) فكان هنا فى هذا الموقف محبب له
أن يحاول أن ينقذ هذه النفس التى أخذتها العزة بالأثم والرغبة فى الملك والسيادة على الأوس والخزرج وعمتها عن الحقيقة
وعلى العكس تماما جاء الوحى القاطع الذى يعلم مصير هذا المنافق بكلام واضح بأن هذا لا يمكن الأستغفار له ..حتى لو أستغفرت له يا محمد (ص) سبعين مرة فلن يغفر الله لهم (5)

يتبع ....
______________________
1-ص(143) مالك إبن نبى الظاهرة القرآنية
2- أنظر بالتفصيل أكثر ص-(67) دفاع عن محمد (ص) عبد الرحمن بدوى
3- راجع نفس الفصل السابق (68)
4- رواه إبن جرير بأسانيده عن عروة إبن الزبير ومجاهد إبن جبير
5- راجع تفسير إبن كثير (سورة التوبة )

elmorsy
05-28-2012, 11:26 PM
استاذ طارق بارك الله فيك
تور أندريا ..لا يوجد كتابه أنا ايضاً بحثت عنه فلم أجد إلا صفحات منه وأقتباسات كثيره على المنتديات المسيحية والمواقع البروتستانتيه
فهو سلاح جيد بالنسبة لهم لإستخراج الشبهات ..أما الكتاب الكامل فلم أجده ..

جزاك الله خيراً على المرفقات وسأحاول ان استفيد منها اقصى أستفادة
تقبل تحياتى

mokraki
06-07-2012, 01:00 AM
متابع ان شاء الله ..

elmorsy
06-08-2012, 06:29 AM
لاتقلق أخى فى البال والله ..لم أنسى الموضوع
لكن والله مشاغل الحياة كثيره ...لكنى اقتربت من أنهاء فقره كبيره من الموضوع
تقبل تحياتى

مسلم أسود
06-08-2012, 03:39 PM
إن فيه الكثير و أذكر لك بعضه

1 - يناسب كل زمان و مكان ( هناك رجل يقول هذا بينما أكتب هذا الكلام :)): سبحان الله )
2 - بلاغته تعجز الشعراء و أهل الكلام
3 - لا يتناقض أبداً إلا في عقول المتوهمين
4 - به علم لا يعلمه بشر في زمنه عليه الصلاة و السلام
5 - محفوظ لم يطله التحريف إلا في عقول المتوهمين الحاقدين
6 - الكتاب الوحيد الذي لا يوجد بشر في العالم إلا و يعرفه ( إلا القوم في مجاهل الأدغال الذين لم نصل إليهم يوماً :rolleyes: )

elmorsy
07-23-2012, 06:56 PM
حياة الرسول ونشأته :
لا ينكر أحد سيرة الرسول (ص) العطرة.سواء المسلمين او أى طائفة مخالفة لهم
وإن كان البعض من المستشرقين يتهمه بأنه تغير بعد البعثه ونزول القرآن عليه ..
وهذا محض إفتراء
لكن ما يهمنا هنا فى هذه الجزئية أن الجميع يتفق على أن نشأته كانت نشأة خير وأن الرسول كان مثالاً للأمانه والصدق ونبل الأخلاق..ولم يكن م الفساق او من اصحاب الهوى على النقيض من السائر فى شباب مكه حينها ومن بنى جيله

ورواة الحديث والسيرة النبوية ..يأكدون بأن الرسول عليه الصلاة والسلام كان ابعد الناس عن حياة الشباب المترفه التى كانت تتركز على أن يكونوا شعراء كبار مثل عمر إبن كلثوم وتكون معلقاتهم كمعلقاته ..وأن يكون لهم من الحظايا والجوارى ما لا يكون لأحد ...

لكن الرسول (ص) لم يكن له مثل ذلك تماماً..بل أن الرسول (ص) كان يمنعه الله عز وجل
عن الوقوع فى مثل هذه المحرمات ..(فطرياً) فكان يحدث حدثاً يقطع عليه الوقوع فى عادات قومه السيئة او فى ممارسة عبادة الأوثان او ما إلى ذلك

ويذكر فى ذلك أهل السيرة والخبر: أن الرسول (ص) ذات مره كان يرعى الغنم لأهله مع فتى بأعلى مكه
فأستأذنه الرسول أن يبصر له غنمه حتى يسمر كما يسمر الفتيان فى مكه ..فلما أقترب من مكه سمع صوت غناء ودفوف ومزامير لعرس بالمدينة....ولكنه لهى قليلاً بصوت الغناء فغفل فنام لفترة

ثم استيقظ ولكن لسبب غير مبرر غفى عليه مرة أخرى ..
الشاهد هنا ان هذا الكلام ليس كلاماً مرسلاً او كلام يحاك حول الأبطال كأساطير وحكايات شمشون والسندباد البحرى
بل هذا ما اتفق عليه اهل السيرة وتناقلته الأحاديث على لسان الرسول علية الصلاة والسلام
وما شهد به أهل مكه والمقربون للرسول عليه الصلاة والسلام
المستفاد من مثل هذه الحوادث التى تكررت أن شىء إلهى ..خارج النسق الحى للفعل ذاته يمنع الرسول عليه الصلاة والسلام من أن ينغمس فى تلك الحياة التى لاتناسب نبى ومرسل من رب العالمين
لتظل الفطرة الإنسانيه لهذا الفتى والصبى المختار كما هى دون تلويث بجاهلات أهل مكه حينها .


يتبع

عبدالرحمن الحنبلي
07-23-2012, 11:47 PM
ولكن الكثير من الملحدين لا يعترفون بالاعجاز العلمي للقرآن ؟؟؟

!!!!!!!!!!! اذا كانوا لايعترفون بالاعجاز العلمي فبماذا يعترفون بالاعجاز البلاغي مثلا ! عجبا لامرهم

elmorsy
07-24-2012, 11:32 AM
حوادث وشبهات على طريق النبوة :

الرسول (ص) ..بعد وفاة جده(عبد المطلب) أنتقل إلى حضانة عمه إبى طالب ..
فى عمر الثانية عشر أو الحادية عشر كان أبى طالب يقوم برحلته المعتاده إلى بلاد الشام ..كجزء من ( رحلتى الشتاء والصيف ) التى نوه عنها القرآن الكريم ..
وفى هذا العمر الصغير لم يكن محمد ( ص) قد خرج خارج نطاق هذه البيئة العربية الوثنية..
ولكن عمه الحنون رفض أن يأتى معه غلام صغير فى هذه الرحلة الشاقه ..لكن هذا الصبى المشتاق إلى العالم الخارجى
تمسك بعمه وبكى وذاب فى دموعه والقى بنفسه فى ذراعيه عمه ...حتى وافق على أن يصطحبه معه فى هذه الرحلة الطويلة
وفى هذه الفترة السابقة لم يتصل الرسول (ص) بأى شىء سوى بالرعى ..والوثنية العربية فقط ..
وكان ملازمه الدائم فى ذلك هو (تيتمه ) فكان ينتقل من هذا الوصى إلى هذا الوصى ..حتى استقر عنده عمه ( ابو طالب) بعد وفاة جده عبد المطلب (1)

حادثة الراهب

عند إقتراب القافلة من البصرة( بلاد الشام)..استقبل راهب مسيحى يدعى (بحيرة ) الأستقبال المسيحى ثم نحى جانباً
وأستدعى أبى طالب عم الرسول ..فقال له
(إرجع إلى مكه بإبن أخيك ، وأحذر عليه اليهود فإنه كائن له شأن عظيم(2 ))
على أى حال لم تستدعى هذه الحالة أهتمام أبى طالب وأستكمل رحلته التجاريه
وهذا الكلام لم يغير من قناعة أبى طالب شيئاً بل ظل على وثنيته وعبادة الأصنام بل أنه لم يشارك نبى المستقبل حلمه بل لأن الحادثه هذه لا تعطى المضمون الذى يوحيه البعض بأن هذه كانت منطلق الرسالة ..بل هى مجرد حادثة عادية لم تؤثر فى صاحبها بشىء
بل ظل صاحبها وثنياً حتى مات ..وأن كان يدل هذا فيدل على بساطة هذه الحادثة وعدم أهميتها فى مسيرة النبوة من ناحية التأثير ..

وحتى إن افترضنا جدلاً ان وصل للغلام الصغير المتعلق باللعب و السفر وما يتعلق به الفتيان ..هذا الكلام
فأنه لا يدل على شىء أيضاً
ولا يدل على أن الغلام الصغير وهو فى سن مبكره وصغيره بهذا الشكل قد عرف أنه نبى المستقبل ..
وهذا مناقض لأفعاله بعد ذلك
فالكل يعلم أن محمد (ص) ظل على ما هو عليه شباب مكه من لعب ومحاولة للوصول إلى ما يصل له كل الشباب
كما ذكرنا فى المداخلة السابقه أنه كان يتمنى كل ما يتمناه فتيان مكه ..لكن الله كان يحميه ويبعده عن هذه الأمور بطريقة غير مباشرة
سواء بإشتغاله بالرعى وبعده إلى أماكن بعيده عن الأسواق ومنازل الجوارى ..وسواء فى الحوادث العرضية التى كانت تمنعه من الوقوع فى وثنية قومه ولا شهوات قومه ..

المتتبع لهذه الحادثه يجدها هبائاً منثوراً ..ولا دليل واحد لعاقل يجعله يزعم بأن محمد هذا الفتى الذى يتراوح عمره ما بين الحادية عشر أو الثانية عشر تحول إلى نبى فى هذه السن المبكرة وتجلى له نبوته المستقبلية فى هذا السن الصغير ..وحياته بعد ذلك تدل أن الأمر لم يأتى على بال له مطلقاً ..
وأيضاً رد فعل أبى طالب ..يدل على عدم تأثير الحادثه فى نفس أبى طالب..وإلا لكان أول المؤمنين به
ولكنه كان يقف بجانبه ضد كفار قريش ..لحبه الشديد لمحمد (ص) ولأنه إبن أخيه ..ولأنه فتى يتيم الأب والأم أضافة إلى القبلية والعشائرية التى كانت تمتع بها المنطقة حينها ..فمن المستحيل أن يترك كبير قريش إبن أخيه فريسة سهله فى يد المتربصين به
وكل هذا لأسباب إجتماعية وصلة دم بحته ..
أضافة إلى أن هذه الحادثة لا تجعل من هذا الغلام يتحصل على كل هذه البلاغة اللغوية(3) والأحداث الغيبية الماضية الصحيحة تماماً (4)
ويجعله ملىء باليقين الكامل بأنه نبى الله ...وأن تظل هذه الحادثة ( الضئيلة ) مؤثراً كبيراً بهذا الشكل بأن تجعله يظل متذكرها حتى عمر الأربعين ..مجرد لقاء خاطف وليس محمد بين الموجودين ..هل هذا اللقاء الخاطف يجعل محمد يتلقى علوم القرآن والدنيا والآخره والحق والمواريث والاحوال الشخصية ..وأخبار الماضى والحاضر مع ان التاريخ نقل لنا أن فى كل حادثه من هذه الحوادث كان هناك شاهداً على أن الموضوع كان بسيطاً جداً..ويتجلى هذا فى تصرف الشاهد نفسه ( كأبى طالب ) الذى مات على الكفر ..
فهذا محض أوهام ومحض خزعبلات كهان ...من أمثال القس الحداد أو زكريا بطرس أو غيرهم من الغير موضوعيين والذين فقط يهمهم إثبات خرافة الصلب والفداء وما إلى ذلك ..
تناقضات رواية الراهب بحيرة من المنظور الإلحادى واللادينى:

إن ن الملحدون أنفسهم يقولون : إن القرآن هو الأثر التاريخى الوحيد يمثل روح عصره اصدق تمثيل )
هذه الشهادة لنا وليست علينا وإن كانت تتكرر على السنة السابقين و المقبور ( نصر حامد أبو زيد) ومن بعده سيد القمنى وغيرهم من المغفلين
هذه الشهادة فى صالح النبوة ..فهذا التناقض فى نسبة النبوة والرسالة إلى معلم قد علم محمد وبعد السماح بهذا الدجل التاريخى والكذب والتلفيق
سنسلم جدلاً أن محمد فى هذا اللقاء الخاطف الذى دار بينهم قد أستقى الدين والرسالة ..فكيف يجتمع ذلك مع التسليم بأن القرآن هو مرآة عصره وأكثر كتاب يعبر عن فترة وجوده وطبوغرافية المكان الذى نزل فيه ..
راهب يبلغ من العمر أرزلة ..يعيش فى بيئة جغرافية مغايرة تماماً..يعيش على ديانة هى اكثر الديانات تسفيهاً من المنظور القرآنى
ففى سورة البقرة وآل عمران نجد نقداً لازعاً لشرك النصارى واليهود وهذا لا يخفى على أحد (6)
هذا الراهب الذى يختلف تماماً عن محمد وبيئة محمد (ص) ينقل كل هذا للفتى الصبى الذى لم يصل الثانية عشر من عمره
ويظل هذا الفتى يحمل أفكار الراهب المغايرة لواقع أمته ومنطقته وزمانه حتى يصل إلى الأربعون ثم فجأة يعلن أنه نبى
وتجد أفكار الراهب المسيحى الشامى !. تتفق تماماً مع روح عصر محمد (ص) وتكون مرآةً صادقه لعصره وبيئته وعشيرته
إن القائل بهذا الكلام لهو اكثر جنوناً من المتخذين من المصحات العقلية مسكناً ..وهو اقرب إلى المعاندة والإصرار على الكفر
من إبليس ذاته ..فكيف بمثل هذه الحادثة البسيطة التى لم تؤثر على من حملها ( ابى طالب) وعلى من تخصه ( محمد)(ص)..ولم تغير من مجرى حياتهم شىء بأن تكون فارقه كما يتوهم البعض

يتبع بإستكمال النقد لفكرة (المُعلم)
_________________
1-الظاهرة القرآنية (110)
2-إبن الأثير ج(2) ص(20)
3-سيأتى إن شاء الله الإستعراض للجانب اللغوى مع الراحل (مصطفى صادق الرافعى ) رحمة الله عليه ولمحه سريعة على الصراع بينه وبين طه حسين
4- سيتضح ذلك أكثر عند المقارنه بين ما جاء به القرآن وما جائت به الأناجيل المكتشفه حديثاً
5-هؤلاء يمثلون المذهب التاريخى فى تفسير القوانين والأحداث الإجتماعيه ويردون الأديان وأحكامها لحوادث تاريخيه تنتج من الواقع
انظر (القرآن من التفسير الموروث) محمد اركون - أو حسن حنفى ( التراث والتجديد ) أو نصر حامد أبو زيد ( نقد الخطاب الدينى )
وللبحث عن الردود ينصح ب( التفسير الماركسى للإسلام ) للدكتور محمد عماره
6- النبأ العظيم ( محمد عبد الله دراز) ص-(56)