المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : طليعة التنكيل ..سلسلة حلقات في الرد على حكيم الليبي



ابو مارية القرشي
12-09-2005, 02:18 AM
طليعة التنكيل ..حلقات في الرد على حكيم الليبي

الحمد لله وبعد،
فهذه ردود سريعة تكشفة حقيقة الكذاب الاثيم المسمي نفسه" حكيم الليبي" و سميتها طليعة التنكيل، وأرقب تنكيل فرسان التوحيد به يوم يأتينا مناظرا في منتدى التوحيد، وفي سوح الوغى تعرف الأبطال..

الحلقة الأولى: حكيم: كذوب أم جهول؟!

قال حكيم" يحزّ فى نفسى ان يصورنى البعض بأنى استهزىء بالمقدسات ، وذلك مالا حاجة لى به ، وإنما هدفى كباحث ان أدرس الدين من ناحية نقدية ، غيرَ ما عابىء بخطوط حمراء ولا زرقاء ما لم أعلم من رسم هذه الخطوط ، ومن اعطاه هذا السلطان على عقلى وتفكيرى "مقال: اللهم اغفر لقومى فإنهم لا يفكرون"

والسؤال :هل يكذب الباحث عن الحقيقة؟
ام هل يجازف و يهرف بما لا يعرف؟


أمثلة على كذب الباحث الناقد:

• قصة زينب رضي الله عنها
ذكر حكيم في هذا الموضع اثارا و ردت في سيرة ابن اسحق و تفسير الطبري ولكنه ما اخبرنا عن حال هذه الروايات مع علمه ان هذه الكتب تروي الاحداث بالاسانيد فما صح سنده قبلناه وما ضعف رددناه. و لكنه تغاضى عن هذا الامر وشنع علينا وطار فرحا بما نقل.(أنظر مقاله:وجعلنا عاليها سافلها)

ولو كلف الرجل لنفسه وراجع تفسير ابن كثير لقرأ حال تلك الروايات ، قال رحمه الله:" ذكر ابن أبي حاتم وابن جرير هٰهنا آثارًا عن بعض السلف رضي اللَّه عنهم، أحببنا أن نضرب عنها صفحًا لعدم صحتها، فلا نورده."

فهل حكيم اعلم بالحديث و اسانيده من ابن كثير؟


وتأمل في صفاقة هذا الرجل واستهتاره بعقل القارئ:
نقل عن القرطبي قوله" وقال ابن عباس: "وتخفي في نفسك" الحب لها. "وتخشى الناس" أي تستحييهم وقيل: تخاف وتكره لائمة المسلمين لو قلت طلقها، ويقولون أمر رجلا بطلاق امرأته ثم نكحها حين طلقها. "والله أحق أن تخشاه" في كل الأحوال".

ومع ذلك تغاضى عن كلام القرطبي نفسه وما ذكره! لماذا؟
لان ذلك الامام الجهبذ لا يقر بالتفسير االمفترى على ابن عباس .، ولنتامل في كلام القرطبي الذي لم يوافق هوى حكيم:
وروي عن علي بن الحسين: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان قد أوحى الله تعالى إليه أن زيدا يطلق زينب، وأنه يتزوجها بتزويج الله إياها، فلما تشكى زيد للنبي صلى الله عليه وسلم خلق زينب، وأنها لا تطيعه، وأعلمه أنه يريد طلاقها، قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم على جهة الأدب والوصية: (اتق الله في قولك وأمسك عليك زوجك) وهو يعلم أنه سيفارها ويتزوجها، وهذا هو الذي أخفى في نفسه، ولم يرد أن يأمره بالطلاق لما علم أنه سيتزوجها، وخشي رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يلحقه قول من الناس في أن يتزوج زينب بعد زيد، وهو مولاه، وقد أمره بطلاقها، فعاتبه الله تعالى على هذا القدر من أن خشي الناس في شيء قد أباحه الله له، بأن قال: "أمسك" مع علمه بأنه يطلق. وأعلمه أن الله أحق بالخشية، أي في كل حال. قال علماؤنا رحمة الله عليهم: وهذا القول أحسن ما قيل في تأويل هذه الآية، وهو الذي عليه أهل التحقيق من المفسرين والعلماء الراسخين، كالزهري والقاضي بكر بن العلاء القشيري، والقاضي أبي بكر بن العربي وغيرهم. والمراد بقوله تعالى: "وتخشى الناس" إنما هو إرجاف المنافقين بأنه نهى عن تزويج نساء الأبناء وتزوج بزوجة ابنه. فأما ما روي أن النبي صلى الله عليه وسلم هوي زينب امرأة زيد وربما أطلق بعض المجان لفظ عشق فهذا إنما يصدر عن جاهل بعصمة النبي صلى الله عليه وسلم عن مثل هذا، أو مستخف بحرمته.(تفسير القرطبي(

ومع ذلك فان حكيم ينسب قوله السئ الى جمهور المفسرين !!






• ونواصل مع قصة زينب رضي الله عنها:
يقول حكيم:
لم يعد للسماء شأن إلا زواجها وطلاقها ، ولو سلمتُ له بكل ما قاله عن رضا زينب وزيد عن هذا الأمر فكيف يبرر أنها تزوجت كصفية ، بدون استبراء رحمها ؟(مقال:اللهم اغفر لقومى فإنهم لا يفكرون)

والرجل في عبارته هذه جمع بين كذبتين:

-1 زواج زينب من غير استبراء رحمها
2--صفية كذلك.

ونبدأ ببيان الكذبة الاولى:

قال الشيخ السعدي في تفسيره لقول الله عز وجل" فلما قضى زيد منها وطرا زوجناكها" : أن المرأة ، إذا كانت ذات زوج ، لا يجوز نكاحها ، ولا السعي فيه وفي أسبابه ، حتى يقضي زوجها وطره منها ، ولا يقضي وطره ، حتى تنقضي عدتها ، لأنها قبل انقضاء عدتها ، هي في عصمته ، أو في حقه الذي له وطر إليها ، ولو من بعض الوجوه .(تفسير السعدي)
قال ابن كثير:
عن أنس رضي عنه قال: لما انقضت عدة زينب رضي الله عنها قال رسول الّه صلى اللّه عليه وسلم لزيد بن حارثة: "اذهب فاذكرها عليَّ" .....(أخرجه الإمام أحمد ورواه مسلم والنسائي بنحوه).

ولعله يحسن هنا التنبيه على قوله" قصة زينب التى لم يعد للسماء شأن إلا زواجها وطلاقها"
أقول وهذه من عنديات حكيم.
قال السعدي: قال السعدي:وكان سبب نزول هذه الآيات ، أن الله تعالى ، أراد أن يشرع شرعا عاما للمؤمنين ، أن الأدعياء ليسوا في حكم الأبناء حقيقة ، من جميع الوجوه وأن أزواجهم ، لا جناح على من تبناهم ، في نكاحهن . وكان هذا من الأمور المعتادة ، التي لا تكاد تزول إلا بحادث كبير ، فأراد أن يكون هذا الشرع قولا من رسوله ، وفعلا ، وإذا أراد الله أمرا ، جعل له سببا . فكان زيد بن حارثة يدعى « زيد بن محمد » قد تبناه النبي صلى الله عليه وسلم ، فصار يدعى إليه حتى نزل : ادعوهم لآبائهم." انتهى.




الكذبة الثانية بشان سيدتنا صفية:
ويكفيك في ردها قول الحافظ ابن حجر رحمه الله:
ثم ذكر المصنف(اي البخاري) فى الباب حديث أنس فى قصة صفية وسيأتى مبسوطا فى المغازى، والغرض منه هنا قوله"حتى بلغنا سد الروحاء حلت فبنى بها"فإن المراد بقوله"حلت " أى طهرت من حيضها.
وقد روى البيهقى بإسناد لين أنه صلى الله عليه وسلم استبرأ صفية بحيضة، وأما ما رواه مسلم من طريق ثابت عن أنس"أنه صلى الله عليه وسلم ترك صفية عند أم سليم حتى انقضت عدتها"فقد شك حماد راويه عن ثابت فى رفعه، وفى ظاهره نظر لأنه صلى الله عليه وسلم دخل بها منصرفه من خيبر بعد قتل زوجها بيسير فلم يمض زمن يسع انقضاء العدة، ولا نقلوا أنها كانت حاملا فتحمل العدة على طهرها من المحيض وهو المطلوب، والصريح فى هذا الباب حديث أبى سعيد مرفوعا"لا توطأ حامل حتى تضع، ولا غير ذات حمل حتى تحيض حيضة"قاله فى سبايا أو طاس أخرجه أبو داود وغيره وليس على شرط الصحيح.


• الباحث حكيم يجهل عدة من مات عليها زوجها:
يقول حكيم" عدة من مات زوجها ثلاثة اشهر"(السؤال العاشر من مقال فاسالوهم ان كانوا ينطقون)
ولعله يخبرنا اين قرأ هذه المعلومة من كتب الاسلام التي بحثها؟
لعل الناقد الخبير لم يقرأ سورة البقرة في حياته ولكن هل من المعقول أن يجهل هذه المعلومة رجل من ليببا؟

وكتب
أبو مارية القرشي

د. هشام عزمي
12-09-2005, 11:18 AM
سلمت يمينك أخي أبا مارية .. إن كانت هذه السلسلة هي الطليعة ، فما بالك بالتنكيل نفسه ؟

ابو مارية القرشي
12-10-2005, 09:45 PM
الحلقة الثانية: القسم الأول من الرد على مقال الليبي " اللهم اغفر لقومي فانهم لا يفكرون"

الحمد لله وبعد،
1-يؤكد الحكيم الليبي في مقاله هذا على ان مصادره التي يعتمد عليها
"صحيحة وموثقة بالقرآن نفسه ، وما صح من الحديث"
فهل صدق حكيم؟
يقول بعد كلمات قليلة من دعواه هذه:


"ولا ادرى فى اى سياق اجتماعى أو تاريخى يكون قتل اطفال فى العاشرة بجريمة ظهور الشعر فى عاناتهم جائزاً بل وأمراً ربانياً ؟"

هل من الممكن يا حكيم أن توثق لنا السن المذكور من مصادرنا الصحيحة المعتمدة؟
ولعل القارئ النبيه يلمح مدى التهويل و المبالغة في أسلوب حكيم وأسلوبه المخادع، فأصل القصة صحيح وهي قتل من أنبت من شباب بني قريظة ولكن كذب لما قال "أطفال" ولما قال" في العاشرة"!

العبرة ولا ريب بالغالب ، و الغالب ان الشاب لا ينبت الشعر حتى يصل الرابعة عشرة أو الخامسة عشرة، وهذه علامة البلوغ عند الرجال ، و القارئ للسيرة بعين الانصاف يعلم ان النبي صلى الله عليه و سلم رد جمعا من شباب الصحابة يوم أحد لكونهم ما جاوزوا الرابعة عشرة و أجاز من كان في سن ال15.
اذا كان الشاب يعد رجلا اذا بلغ هذا السن،فكل من بلغ و ظهر شعر عانته فهم شاب بل و رجل تام الرجولة عند العرب يغزو ويقاتل مع قومه، وفي تاريخنا أمثلة عظيمة على ذلك:

فاليمن أسلمت على يد الداعية الشاب معاذ بن جبل رضي الله عنه وكان عمره 17 سنة يوم بعثه الرسول أميرا عليها.
والروم رعبت لما رماها رسول الله صلى الله عليه و سلم بأسامة بن زيد رضي الله عنه ابن ال17 ربيعا
والسند أذعنت لابن القاسم الثقفي وعمره يوم غزاها 17 كان عمره سنة..
لم يكن هؤلاء جنودا عاديين بل كانوا قادة مجربين دوخوا الدنيا وقهروا أعظم جنرالات الكفر.
الحكم سار الى يومنا هذا ولا عبرة بتخنيث المجتمع للرجال.... يبلغ الانسان اليوم 20 عاما و يقولون هو طفل صغير !

ونقول لحكيم:
ولو اراد الرسول صلى الله عليه و سلم قتل الاطفال لما كان هناك داع للتفريق بين اطفال بشعر و اطفال من غير شعر!!
اليس كذلك؟!


2- يقول حكيم:


وفى اى سياق تنكح امرأة قتل أبوها وأخوها وزوجها فى نفس اليوم بدون استبراء رحمها ؟

قد سبق رد هذه الشبهة في الحلقة الأولى ولاحظ تعمد الرجل الكذب و التدليس واعادة الكذبة المرة تلو الاخرى!
يحسب ان كل الناس كقومه بني ملحد لا يفكرون ولا يراجعون ما تسود يمينه!

بالمناسبة و للتذكير فقط:
اذا طهرت السبية من حيضها يجوز وطئها، وهو كاف في الاستبراء لان الحيض يعني ببساطة عدم وجود حمل وهذا هو الغرض الرئيسي من العدة و الاستبراء:الحفاظ على الانساب و عدم اختلاطه ، ولعل هذا معلوم لكل الناس.






3- يقول:


وفى أى سياق يباح الزنا (زواج المتعة) متى دعت الحاجة فى الحروب ، ثم يحرم ثم يباح ثم يحرم ؟ فهل نشم رائحة ميكافللية يا سادة ؟ أم هى الأخلاق النسبية ؟ أم هى البراغماتية ؟

والجواب : بسيط قد ذكره حكيم في سياق كلامه:
ولكن قبل ذلك نصحح التسلسل المذكور، فالاسلام جاء والمجتمع الجاهلي -كحال كل مجتمع بعيد عن هدي النبوة- سادر في لهوه، همه فرجه و بطنه، فكانت للجاهليين أنكحة متنوعة وعقود مختلفة ذكرتها عائشة رضي الله عنها في حديثها المشهور ، ومحل الشاهد أن المتعة كان أحد هذه الانكحة الفاسدة السائدة في تلكم البيئة النتنة، فابتدأت الدعوة لتوحيد رب العباد أولا وهذا هو التسلسل الصحيح للداعية وللباحث عن الحقيقة على حد سواء، ثم بدأت التشريعات العملية تنزل شيئا فشيئا بعد ان استقرت في النفوس حاكمية الله عز وجل ووجوب طاعة رسوله فكان مما حرم فيما بعد نكاح المتعة مع بقاء حكم الاباحة عند الغزو خاصة وهذا من التدرج الطبيعي ثم حرم بعد ذلك ثم أبيح عند احد الغزوات و لفترة قصيرة جدا ثم حرم الى يوم القيامة.

لو كان الامر كما يزعم حكيم لبقي زواج المتعة الى يومنا هذا!
لو كان الأمر مجرد براغماتية أو ميكافيلية لكان الاولى الابقاء على هذا الحكم ، فالجند كانوا قد حزموا امتعتهم و امتطوا صهوات خيولهم لفتح الشرق و الغرب....
اليس من الأولى(حسب منطقه ) أن يستمال هؤلاء الجند وتيسر لهم هذه المسائل؟!
فالعبرة بما استقرت عليه الشريعة من تحريم هذا النكاح. وهذه سنة هذا الدين التدرج في الامور و العبرة بالخواتيم.
صدقت يا حكيم..قومك بنو ملحد لا يفكرون! وتراهم لكل ناعق يصفقون!


4- تستغرق مسألة الرق مساحة كبيرة من كتابات حكيم وقد أشبع الاخوة هذه المسألة بحثا و تعليقا في منتدانا: منتدى التوحيد ، فلتراجع مقالاتهم في قسم الحوار عن الاسلام و هذه اشارات السريعة حول الموضوع:


يقول حكيم:
وقد نفهم أن يتدرج الإسلام فى تحريم الرقيق ، ولكنه لم يحرمها مطلقاً رغم قوله ( اليوم أتممت لكم دينكم ) وزعمه أن الشريعة الخاتمة ، ثم قل لى بالله عليك ، هل تعلم أن الرسول والصحابة هاجروا فقراء معدمين ، وماتوا يمتلكون عبيداً وإماءً ، فهلا ضربوا لنا المثل بأنفسهم ، أم تراك تفهم دين الله أكثر منهم ؟
الجواب:
نعم لم يحرمها مطلقا و لكن اغلق كل ابوابها الا باب الجهاد و القتال.
فكل مشرك قاتل الموحدين فقد جنى على نفسه وجاز لنا استرقاقه و لا نستحيي منها.
ومع ذنبه العظيم هذا(الشرك و القتال دون الطواغيت) فقد امر الاسلام بحسن معاملة الارقاء و تعليمهم و قد دخل كثير منهم ان لم يكن اكثرهم الاسلام و صار كثير منهم من اعلام هذه االامة لما فقهوا دينهم الجديد , وما محمد بن كعب القرضي رضي الله عنه و عن أبيه الا أحد الامثلة على ذلك . ولعل كثيرا منهم كان يحمد الله على ان من عليه بوقوعه اسيرا في ايدي المسلمين فهو والله خير له من البقاء أسيرا لفرجه وهواه .


ويقول :


ثم خذ هذا الحديث من صحيح مسلم (كان جرير بن عبد الله يحدث عن النبى صلى الله عليه وسلم قال إذا ابق العبد لم تقبل له صلاة ) وأبق بمعنى هرب ، ثم قل لى : لماذا لا يقبل الله صلاة العبد إذا هرب طلباً لحريته ؟ أين يقف الله فى صراع الحرية أيها السادة ؟ أن اين يقف الرسول ؟ أنه يقف فى صف السادة الإقطاعيين ولا شك ، فها هو شرعكم لم يكتف بعدم تحرير العبيد بل وضع الله مباشرة ضد من يهرب ليسترد حريته فى مواجهة أبشع نظام فى التاريخ هو الاسترقاق ؟ هل هذا شرع يريد أن يلغى الرق ؟ أم أن يؤصل له ويشرعنه ؟

الجواب:

العبد صار عبدا لكفره و قتاله اهل الاسلام كما تقدم ، فاذا اسلم العبد بعد ذلك فان اسلامه لا يعفيه من مسؤلياته تجاه مالكه الذي اطعمه وآواه و علمه وهذا ما قدمته يداه من قبل. فلا يرفع الرق عن العبد بظلم المالك وبخس حقه...السيد الذي اما قاتل مجاهدا فصار العبد من سهمه او بذل المال للحصول على هذا العبد، ولكن قد جعل الاسلام له حلا وهو ان يكاتب سيده و السيد ملزم بقبول المكاتبة فيعمل و يجمع ثمنه و يدفعه لسيده و لا يجوز لسيده منعه من ذلك. فلا يتخلص من الرق بمجرد ادعاء الاسلام بل يجب عليه ان يجد و يتعب، ولو كان الاسلام يقف في صف الاقطاعيين لابقى كل الابواب مفتوحة للرق.



والى لقاء...

السويدى
12-11-2005, 02:33 PM
هذا حوار سريع دار بين أخ والحكيم الليبي بخصوص المقال المذكور وكانت النتيجة مخزية جداً لليبي

http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?p=26908#post26908

ابو مارية القرشي
12-11-2005, 04:38 PM
استاذنا الدكنور هشام عزمي ...شكرا على مروركم الكريم
اما جواب سؤالكم عن التنكيل و نوعيته فاسأل فرسان التوحيد: أبا مريم و أحمد المنصور و الجندي و ابا جهاد و و ....وأنتم أستاذي الكريم.

الاخ السويدي
جزاك الله خيرا على الرابط ولست بغافل عنه ولكن أردته أن يكون جزءا من احدى الحلقات القادمة ان شاء الله.

ابو مارية القرشي
12-12-2005, 04:20 PM
الحلقة الثالثة: قصة عائشة .
وهي القسم الثاني من الرد على مقال الليبي" اللهم اغفر لقومي فانهم لا يفكرون"

الحمد لله وبعد،
شغل حديث الإفك مساحة كبيرة من مقالات حكيم ، وصدق الله" إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ لَا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَكُمْ بَلْ هُوَ خَيْرٌ (11)"(النور)، هو خير لنا..يكشف الله به المنافقين ويفتن به المترددين.
وقد رأيت أن أقدم لهذه الحلقة بقصة الإفك، ترويها لنا صاحبة الشأن أمنا عائشة الصديقة، حتى يتبين للقارئ أصل القصة ولا أظنه يجاوز حديثها الا وقد وجد الرد على كل تخرصات حكيم، واليكم نص الحديث الذي أخرجه الامام البخاري رضي الله عنه:

عَنِ ابْنِ شِهَابٍ الزُّهْرِىِّ عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ وَسَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ وَعَلْقَمَةَ بْنِ وَقَّاصٍ اللَّيْثِىِّ وَعُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ عَنْ عَائِشَةَ - رضى الله عنها - زَوْجِ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم حِينَ قَالَ لَهَا أَهْلُ الإِفْكِ مَا قَالُوا ، فَبَرَّأَهَا اللَّهُ مِنْهُ ، قَالَ الزُّهْرِىُّ ، وَكُلُّهُمْ حَدَّثَنِى طَائِفَةً مِنْ حَدِيثِهَا وَبَعْضُهُمْ أَوْعَى مِنْ بَعْضٍ ، وَأَثْبَتُ لَهُ اقْتِصَاصاً ، وَقَدْ وَعَيْتُ عَنْ كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمُ الْحَدِيثَ الَّذِى حَدَّثَنِى عَنْ عَائِشَةَ ، وَبَعْضُ حَدِيثِهِمْ يُصَدِّقُ بَعْضاً . زَعَمُوا أَنَّ عَائِشَةَ قَالَتْ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا أَرَادَ أَنْ يَخْرُجَ سَفَراً أَقْرَعَ بَيْنَ أَزْوَاجِهِ ، فَأَيَّتُهُنَّ خَرَجَ سَهْمُهَا خَرَجَ بِهَا مَعَهُ ، فَأَقْرَعَ بَيْنَنَا فِى غَزَاةٍ غَزَاهَا فَخَرَجَ سَهْمِى ، فَخَرَجْتُ مَعَهُ بَعْدَ مَا أُنْزِلَ الْحِجَابُ ، فَأَنَا أُحْمَلُ فِى هَوْدَجٍ وَأُنْزَلُ فِيهِ ، فَسِرْنَا حَتَّى إِذَا فَرَغَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ غَزْوَتِهِ تِلْكَ ، وَقَفَلَ وَدَنَوْنَا مِنَ الْمَدِينَةِ ، آذَنَ لَيْلَةً بِالرَّحِيلِ ، فَقُمْتُ حِينَ آذَنُوا بِالرَّحِيلِ ، فَمَشَيْتُ حَتَّى جَاوَزْتُ الْجَيْشَ ، فَلَمَّا قَضَيْتُ شَأْنِى أَقْبَلْتُ إِلَى الرَّحْلِ ، فَلَمَسْتُ صَدْرِى ، فَإِذَا عِقْدٌ لِى مِنْ جَزْعِ أَظْفَارٍ قَدِ انْقَطَعَ ، فَرَجَعْتُ فَالْتَمَسْتُ عِقْدِى ، فَحَبَسَنِى ابْتِغَاؤُهُ ، فَأَقْبَلَ الَّذِينَ يَرْحَلُونَ لِى ، فَاحْتَمَلُوا هَوْدَجِى فَرَحَلُوهُ عَلَى بَعِيرِى الَّذِى كُنْتُ أَرْكَبُ ، وَهُمْ يَحْسِبُونَ أَنِّى فِيهِ ، وَكَانَ النِّسَاءُ إِذْ ذَاكَ خِفَافاً لَمْ يَثْقُلْنَ وَلَمْ يَغْشَهُنَّ اللَّحْمُ ، وَإِنَّمَا يَأْكُلْنَ الْعُلْقَةَ مِنَ الطَّعَامِ ، فَلَمْ يَسْتَنْكِرِ الْقَوْمُ حِينَ رَفَعُوهُ ثِقَلَ الْهَوْدَجِ فَاحْتَمَلُوهُ وَكُنْتُ جَارِيَةً حَدِيثَةَ السِّنِّ ، فَبَعَثُوا الْجَمَلَ وَسَارُوا ، فَوَجَدْتُ عِقْدِى بَعْدَ مَا اسْتَمَرَّ الْجَيْشُ ، فَجِئْتُ مَنْزِلَهُمْ وَلَيْسَ فِيهِ أَحَدٌ ، فَأَمَمْتُ مَنْزِلِى الَّذِى كُنْتُ بِهِ فَظَنَنْتُ أَنَّهُمْ سَيَفْقِدُونِى فَيَرْجِعُونَ إِلَىَّ ، فَبَيْنَا أَنَا جَالِسَةٌ غَلَبَتْنِى عَيْنَاىَ فَنِمْتُ ، وَكَانَ صَفْوَانُ بْنُ الْمُعَطَّلِ السُّلَمِىُّ ثُمَّ الذَّكْوَانِىُّ مِنْ وَرَاءِ الْجَيْشِ ، فَأَصْبَحَ عِنْدَ مَنْزِلِى فَرَأَى سَوَادَ إِنْسَانٍ نَائِمٍ فَأَتَانِى ، وَكَانَ يَرَانِى قَبْلَ الْحِجَابِ فَاسْتَيْقَظْتُ بِاسْتِرْجَاعِهِ حِينَ أَنَاخَ رَاحِلَتَهُ ، فَوَطِئَ يَدَهَا فَرَكِبْتُهَا فَانْطَلَقَ يَقُودُ بِى الرَّاحِلَةَ ، حَتَّى أَتَيْنَا الْجَيْشَ بَعْدَ مَا نَزَلُوا مُعَرِّسِينَ فِى نَحْرِ الظَّهِيرَةِ ، فَهَلَكَ مَنْ هَلَكَ ، وَكَانَ الَّذِى تَوَلَّى الإِفْكَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُبَىٍّ ابْنُ سَلُولَ ، فَقَدِمْنَا الْمَدِينَةَ فَاشْتَكَيْتُ بِهَا شَهْراً ، يُفِيضُونَ مِنْ قَوْلِ أَصْحَابِ الإِفْكِ ، وَيَرِيبُنِى فِى وَجَعِى أَنِّى لاَ أَرَى مِنَ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم اللُّطْفَ الَّذِى كُنْتُ أَرَى مِنْهُ حِينَ أَمْرَضُ ، إِنَّمَا يَدْخُلُ فَيُسَلِّمُ ثُمَّ يَقُولُ « كَيْفَ تِيكُمْ » . لاَ أَشْعُرُ بِشَىْءٍ مِنْ ذَلِكَ حَتَّى نَقَهْتُ ، فَخَرَجْتُ أَنَا وَأُمُّ مِسْطَحٍ قِبَلَ الْمَنَاصِعِ مُتَبَرَّزُنَا ، لاَ نَخْرُجُ إِلاَّ لَيْلاً إِلَى لَيْلٍ ، وَذَلِكَ قَبْلَ أَنْ نَتَّخِذَ الْكُنُفَ قَرِيباً مِنْ بُيُوتِنَا ، وَأَمْرُنَا أَمْرُ الْعَرَبِ الأُوَلِ فِى الْبَرِّيَّةِ أَوْ فِى التَّنَزُّهِ ، فَأَقْبَلْتُ أَنَا وَأُمُّ مِسْطَحٍ بِنْتُ أَبِى رُهْمٍ نَمْشِى ، فَعَثُرَتْ فِى مِرْطِهَا فَقَالَتْ تَعِسَ مِسْطَحٌ ، فَقُلْتُ لَهَا بِئْسَ مَا قُلْتِ ، أَتَسُبِّينَ رَجُلاً شَهِدَ بَدْراً فَقَالَتْ يَا هَنْتَاهْ أَلَمْ تَسْمَعِى مَا قَالُوا فَأَخْبَرَتْنِى بِقَوْلِ أَهْلِ الإِفْكِ ، فَازْدَدْتُ مَرَضاً إِلَى مَرَضِى ، فَلَمَّا رَجَعْتُ إِلَى بَيْتِى دَخَلَ عَلَىَّ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَسَلَّمَ فَقَالَ « كَيْفَ تِيكُمْ » . فَقُلْتُ ائْذَنْ لِى إِلَى أَبَوَىَّ . قَالَتْ وَأَنَا حِينَئِذٍ أُرِيدُ أَنْ أَسْتَيْقِنَ الْخَبَرَ مِنْ قِبَلِهِمَا ، فَأَذِنَ لِى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَأَتَيْتُ أَبَوَىَّ فَقُلْتُ لأُمِّى مَا يَتَحَدَّثُ بِهِ النَّاسُ فَقَالَتْ يَا بُنَيَّةُ هَوِّنِى عَلَى نَفْسِكِ الشَّأْنَ ، فَوَاللَّهِ لَقَلَّمَا كَانَتِ امْرَأَةٌ قَطُّ وَضِيئَةٌ عِنْدَ رَجُلٍ يُحِبُّهَا وَلَهَا ضَرَائِرُ إِلاَّ أَكْثَرْنَ عَلَيْهَا . فَقُلْتُ سُبْحَانَ اللَّهِ وَلَقَدْ يَتَحَدَّثُ النَّاسُ بِهَذَا قَالَتْ فَبِتُّ تِلْكَ اللَّيْلَةَ حَتَّى أَصْبَحْتُ لاَ يَرْقَأُ لِى دَمْعٌ وَلاَ أَكْتَحِلُ بِنَوْمٍ ، ثُمَّ أَصْبَحْتُ فَدَعَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَلِىَّ بْنَ أَبِى طَالِبٍ وَأُسَامَةَ بْنَ زَيْدٍ حِينَ اسْتَلْبَثَ الْوَحْىُ ، يَسْتَشِيرُهُمَا فِى فِرَاقِ أَهْلِهِ ، فَأَمَّا أُسَامَةُ فَأَشَارَ عَلَيْهِ بِالَّذِى يَعْلَمُ فِى نَفْسِهِ مِنَ الْوُدِّ لَهُمْ ، فَقَالَ أُسَامَةُ أَهْلُكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ وَلاَ نَعْلَمُ وَاللَّهِ إِلاَّ خَيْراً ، وَأَمَّا عَلِىُّ بْنُ أَبِى طَالِبٍ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ لَمْ يُضَيِّقِ اللَّهُ عَلَيْكَ وَالنِّسَاءُ سِوَاهَا كَثِيرٌ ، وَسَلِ الْجَارِيَةَ تَصْدُقْكَ . فَدَعَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بَرِيرَةَ فَقَالَ « يَا بَرِيرَةُ هَلْ رَأَيْتِ فِيهَا شَيْئاً يَرِيبُكِ » . فَقَالَتْ بَرِيرَةُ لاَ وَالَّذِى بَعَثَكَ بِالْحَقِّ ، إِنْ رَأَيْتُ مِنْهَا أَمْراً أَغْمِصُهُ عَلَيْهَا أَكْثَرَ مِنْ أَنَّهَا جَارِيَةٌ حَدِيثَةُ السِّنِّ تَنَامُ عَنِ الْعَجِينَ فَتَأْتِى الدَّاجِنُ فَتَأْكُلُهُ . فَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ يَوْمِهِ ، فَاسْتَعْذَرَ مِنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُبَىٍّ ابْنِ سَلُولَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم « مَنْ يَعْذِرُنِى مِنْ رَجُلٍ بَلَغَنِى أَذَاهُ فِى أَهْلِى ، فَوَاللَّهِ مَا عَلِمْتُ عَلَى أَهْلِى إِلاَّ خَيْراً ، وَقَدْ ذَكَرُوا رَجُلاً مَا عَلِمْتُ عَلَيْهِ إِلاَّ خَيْراً ، وَمَا كَانَ يَدْخُلُ عَلَى أَهْلِى إِلاَّ مَعِى » . فَقَامَ سَعْدُ بْنُ مُعَاذٍ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَنَا وَاللَّهِ أَعْذِرُكَ مِنْهُ ، إِنْ كَانَ مِنَ الأَوْسِ ضَرَبْنَا عُنُقَهُ ، وَإِنْ كَانَ مِنْ إِخْوَانِنَا مِنَ الْخَزْرَجِ أَمَرْتَنَا فَفَعَلْنَا فِيهِ أَمْرَكَ . فَقَامَ سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ وَهُوَ سَيِّدُ الْخَزْرَجِ ، وَكَانَ قَبْلَ ذَلِكَ رَجُلاً صَالِحاً وَلَكِنِ احْتَمَلَتْهُ الْحَمِيَّةُ فَقَالَ كَذَبْتَ لَعَمْرُ اللَّهِ ، لاَ تَقْتُلُهُ وَلاَ تَقْدِرُ عَلَى ذَلِكَ ، فَقَامَ أُسَيْدُ بْنُ الْحُضَيْرِ فَقَالَ كَذَبْتَ لَعَمْرُ اللَّهِ ، وَاللَّهِ لَنَقْتُلَنَّهُ ، فَإِنَّكَ مُنَافِقٌ تُجَادِلُ عَنِ الْمُنَافِقِينَ . فَثَارَ الْحَيَّانِ الأَوْسُ وَالْخَزْرَجُ حَتَّى هَمُّوا ، وَرَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى الْمِنْبَرِ فَنَزَلَ فَخَفَّضَهُمْ حَتَّى سَكَتُوا وَسَكَتَ ، وَبَكَيْتُ يَوْمِى لاَ يَرْقَأُ لِى دَمْعٌ وَلاَ أَكْتَحِلُ بِنَوْمٍ ، فَأَصْبَحَ عِنْدِى أَبَوَاىَ ، قَدْ بَكَيْتُ لَيْلَتَيْنِ وَيَوْماً حَتَّى أَظُنُّ أَنَّ الْبُكَاءَ فَالِقٌ كَبِدِى - قَالَتْ - فَبَيْنَا هُمَا جَالِسَانِ عِنْدِى وَأَنَا أَبْكِى إِذِ اسْتَأْذَنَتِ امْرَأَةٌ مِنَ الأَنْصَارِ فَأَذِنْتُ لَهَا ، فَجَلَسَتْ تَبْكِى مَعِى ، فَبَيْنَا نَحْنُ كَذَلِكَ إِذْ دَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَجَلَسَ ، وَلَمْ يَجْلِسْ عِنْدِى مِنْ يَوْمِ قِيلَ فِىَّ مَا قِيلَ قَبْلَهَا ، وَقَدْ مَكُثَ شَهْراً لاَ يُوحَى إِلَيْهِ فِى شَأْنِى شَىْءٌ - قَالَتْ - فَتَشَهَّدَ ثُمَّ قَالَ « يَا عَائِشَةُ فَإِنَّهُ بَلَغَنِى عَنْكِ كَذَا وَكَذَا ، فَإِنْ كُنْتِ بَرِيئَةً فَسَيُبَرِّئُكِ اللَّهُ ، وَإِنْ كُنْتِ أَلْمَمْتِ فَاسْتَغْفِرِى اللَّهَ وَتُوبِى إِلَيْهِ ، فَإِنَّ الْعَبْدَ إِذَا اعْتَرَفَ بِذَنْبِهِ ثُمَّ تَابَ تَابَ اللَّهُ عَلَيْهِ » . فَلَمَّا قَضَى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مَقَالَتَهُ قَلَصَ دَمْعِى حَتَّى مَا أُحِسُّ مِنْهُ قَطْرَةً وَقُلْتُ لأَبِى أَجِبْ عَنِّى رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم . قَالَ وَاللَّهِ مَا أَدْرِى مَا أَقُولُ لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم . فَقُلْتُ لأُمِّى أَجِيبِى عَنِّى رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِيمَا قَالَ . قَالَتْ وَاللَّهِ مَا أَدْرِى مَا أَقُولُ لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم . قَالَتْ وَأَنَا جَارِيَةٌ حَدِيثَةُ السِّنِّ لاَ أَقْرَأُ كَثِيراً مِنَ الْقُرْآنِ فَقُلْتُ إِنِّى وَاللَّهِ لَقَدْ عَلِمْتُ أَنَّكُمْ سَمِعْتُمْ مَا يَتَحَدَّثُ بِهِ النَّاسُ ، وَوَقَرَ فِى أَنْفُسِكُمْ وَصَدَّقْتُمْ بِهِ ، وَلَئِنْ قُلْتُ لَكُمْ إِنِّى بَرِيئَةٌ . وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنِّى لَبَرِيئَةٌ لاَ تُصَدِّقُونِى بِذَلِكَ ، وَلَئِنِ اعْتَرَفْتُ لَكُمْ بِأَمْرٍ ، وَاللَّهُ يَعْلَمُ أَنِّى بَرِيئَةٌ لَتُصَدِّقُنِّى وَاللَّهِ مَا أَجِدُ لِى وَلَكُمْ مَثَلاً إِلاَّ أَبَا يُوسُفَ إِذْ قَالَ ( فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ ) ثُمَّ تَحَوَّلْتُ عَلَى فِرَاشِى ، وَأَنَا أَرْجُو أَنْ يُبَرِّئَنِى اللَّهُ ، وَلَكِنْ وَاللَّهِ مَا ظَنَنْتُ أَنْ يُنْزِلَ فِى شَأْنِى وَحْياً ، وَلأَنَا أَحْقَرُ فِى نَفْسِى مِنْ أَنْ يُتَكَلَّمَ بِالْقُرْآنِ فِى أَمْرِى ، وَلَكِنِّى كُنْتُ أَرْجُو أَنْ يَرَى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِى النَّوْمِ رُؤْيَا يُبَرِّئُنِى اللَّهُ ، فَوَاللَّهِ مَا رَامَ مَجْلِسَهُ وَلاَ خَرَجَ أَحَدٌ مِنْ أَهْلِ الْبَيْتِ حَتَّى أُنْزِلَ عَلَيْهِ ، فَأَخَذَهُ مَا كَانَ يَأْخُذُهُ مِنَ الْبُرَحَاءِ ، حَتَّى إِنَّهُ لَيَتَحَدَّرُ مِنْهُ مِثْلُ الْجُمَانِ مِنَ الْعَرَقِ فِى يَوْمٍ شَاتٍ ، فَلَمَّا سُرِّىَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ يَضْحَكُ ، فَكَانَ أَوَّلَ كَلِمَةٍ تَكَلَّمَ بِهَا أَنْ قَالَ لِى « يَا عَائِشَةُ ، احْمَدِى اللَّهَ فَقَدْ بَرَّأَكِ اللَّهُ » . فَقَالَتْ لِى أُمِّى قُومِى إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم . فَقُلْتُ لاَ وَاللَّهِ ، لاَ أَقُومُ إِلَيْهِ ، وَلاَ أَحْمَدُ إِلاَّ اللَّهَ فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى ( إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالإِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ ) الآيَاتِ ، فَلَمَّا أَنْزَلَ اللَّهُ هَذَا فِى بَرَاءَتِى قَالَ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ - رضى الله عنه - وَكَانَ يُنْفِقُ عَلَى مِسْطَحِ بْنِ أُثَاثَةَ لِقَرَابَتِهِ مِنْهُ وَاللَّهِ لاَ أُنْفِقُ عَلَى مِسْطَحٍ شَيْئاً أَبَداً بَعْدَ مَا قَالَ لِعَائِشَةَ . فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى ( وَلاَ يَأْتَلِ أُولُو الْفَضْلِ مِنْكُمْ وَالسَّعَةِ ) إِلَى قَوْلِهِ ( غَفُورٌ رَحِيمٌ ) فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ بَلَى ، وَاللَّهِ إِنِّى لأُحِبُّ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لِى ، فَرَجَعَ إِلَى مِسْطَحٍ الَّذِى كَانَ يُجْرِى عَلَيْهِ . وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَسْأَلُ زَيْنَبَ بِنْتَ جَحْشٍ عَنْ أَمْرِى ، فَقَالَ « يَا زَيْنَبُ ، مَا عَلِمْتِ مَا رَأَيْتِ » . فَقَالَتْ يَا رَسُولَ اللَّهِ ، أَحْمِى سَمْعِى وَبَصَرِى ، وَاللَّهِ مَا عَلِمْتُ عَلَيْهَا إِلاَّ خَيْراً ، قَالَتْ وَهْىَ الَّتِى كَانَتْ تُسَامِينِى ، فَعَصَمَهَا اللَّهُ بِالْوَرَعِ . (البخاري)

يقول حكيم:

"واكتفى بسؤاله سؤالاً واحداً ، اتحداه أن يجيب عليه "إذا كان الرسول يثق فى براءة عائشة كما تثق أنت اليوم ن فلم اعرض عنها وأرسلها إلى بيت أبيها ؟" ألا يجدر بمن قارب الستين أن يطمئن هذه الفتاة البائسة ويطيب خاطرها فى محنة كهذه ؟ فماذا تشعرين يا سيدتى غيداء الاجقنى إذا اتهمك أحد زوراً وبهتاناً بالزنا ولجأت إلى زوجك فإذا به يعرض عنك ويرسلك إلى بيت أبيك ؟ فهل هذا سلوك زوج يثق بزوجته ؟ وهذه ثانية ..."

ومن أرسلها الى بيت أبيها؟
وعمن رويت لنا هذا؟
صاحبة الشأن تذكر أنها استأذنت من زوجها رسول الله صلى الله عليه و سلم الى بيت أبيها...والحديث عند القارئ اليوم، يراجعه بتصويب نظره الى اعلى شيئا قليلا..
أرأيت أيها القارئ كيف يكذب المفكر النابه؟

ونواصل البيان فنقول:
لم يظهر من رسول الله صلى الله عليه و سلم اي شك تجاه سيدتنا عائشة بل هي بقت في بيته و لا تعلم بالقصة فلما شاع حديث الافك ولم تكن احكام القذف و حد الزنا والشهود الاربع قد شرع فان رسول الله صلى الله عليه وسلم توقف في المسالة فلم يعاقب من رمى زوجه و انما طلب من الانصار اسكاته.. وتأمل في كلمات الرسول الحبيب:

« مَنْ يَعْذِرُنِى مِنْ رَجُلٍ بَلَغَنِى أَذَاهُ فِى أَهْلِى ، فَوَاللَّهِ مَا عَلِمْتُ عَلَى أَهْلِى إِلاَّ خَيْراً ، وَقَدْ ذَكَرُوا رَجُلاً مَا عَلِمْتُ عَلَيْهِ إِلاَّ خَيْراً ، وَمَا كَانَ يَدْخُلُ عَلَى أَهْلِى إِلاَّ مَعِى »...
ما علم عنها الا خيرا..وما علم من صاحبه صفوان إلا خيرا...
أين الشك يا حكيــــــــــــــم؟
تأخر الوحي و لم ينزل ، و الفتنة تموج ، اختلف الاوس و الخزرج بشأن التعامل مع المنافق ابن أبي بن سلول حتى كاد الحيّان ان يقتتلا لو حكمة الرسول الأمين...

سأل أهل بيته و أحب الناس اليه مستشيرا ناصحا فكان الجواب ما سمعتم أعلاه من أسامة وعلي و بريرة...

نازلة جديدة...السنة المنافقسن طويلة..تروم الفتنة و الطعن في النبي الكريم قبل الطعن في زوجه...كان الكل يرقب فعل النبي الكريم...
فأصحاب الإفك قوم خبثاء دهاة قالوا ان اصغى لنا محمد صلى الله عليه و سلم ، دمرنا بيته وقطعنا صلته الوثيقة بصاحبه ووزيره..وان لم يصغ لنا و أعرض عن قولنا الذي ذاع وبلغ الافاق...لاكت الناس الخبر بأفواهها وطعنت في الرسول الكريم في مجالس السمر وبهذا تسقط هيبة النبي الكريم في المجتمع العربي المعروف بغيرته في الجاهلية و الاسلام.

وقد تجنب الرسول الحكيم الخيارين...فما أصغى للقوم ولا اتهم زوجه ولا عاقبها بما لم تفعل ولم يدعها للعودة الى بيتها الذي تركته بمحض إرادتها..
كان الرسول ينتظر وحي السماء الذي تأخر ابتلاءا و امتحانا وتذكيرا بأن النبي صلى الله عليه وسلم لا ينطق عن الهوى ...
مضى شهر مذ غادرت عائشة حجرتها...
فجائها النبي الى دار أبيها الصديق...
وعظ عائشة وبشرها وذكرها:
"يَا عَائِشَةُ فَإِنَّهُ بَلَغَنِى عَنْكِ كَذَا وَكَذَا ، فَإِنْ كُنْتِ بَرِيئَةً فَسَيُبَرِّئُكِ اللَّهُ ، وَإِنْ كُنْتِ أَلْمَمْتِ فَاسْتَغْفِرِى اللَّهَ وَتُوبِى إِلَيْهِ ، فَإِنَّ الْعَبْدَ إِذَا اعْتَرَفَ بِذَنْبِهِ ثُمَّ تَابَ تَابَ اللَّهُ عَلَيْهِ"
كلمات لا بد من قولها لكل مصاب بمثل هذا المصاب الجلل..
وكأنه صلى الله عليه وسلم أراد سماع دعوة المظلوم ..دعوة ما بينها وبين الله حجاب...فرفعت أمنا الطاهرة كفها الى السماء..فكان الجواب الهي سريعا ..الوحي ينزل في بيت الصديق:

إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ لَا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَكُمْ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ مَا اكْتَسَبَ مِنَ الْإِثْمِ وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ (11) لَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنْفُسِهِمْ خَيْرًا وَقَالُوا هَذَا إِفْكٌ مُبِينٌ (12) لَوْلَا جَاءُوا عَلَيْهِ بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ فَإِذْ لَمْ يَأْتُوا بِالشُّهَدَاءِ فَأُولَئِكَ عِنْدَ اللَّهِ هُمُ الْكَاذِبُونَ (13) وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ لَمَسَّكُمْ فِي مَا أَفَضْتُمْ فِيهِ عَذَابٌ عَظِيمٌ (14) إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُمْ مَا لَيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمٌ (15) وَلَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ قُلْتُمْ مَا يَكُونُ لَنَا أَنْ نَتَكَلَّمَ بِهَذَا سُبْحَانَكَ هَذَا بُهْتَانٌ عَظِيمٌ (16) يَعِظُكُمَ اللَّهُ أَنْ تَعُودُوا لِمِثْلِهِ أَبَدًا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (17) وَيُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآَيَاتِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (18) إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آَمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ (19) وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ وَأَنَّ اللَّهَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ (20)(النور)

رضي الله عن الصديقة بنت الصديق..
وصلى الله على زوجها نبينا محمد صلى الله عليه وسلم.

والى لقاء...

ابو مارية القرشي
12-14-2005, 06:15 PM
الحلقة الرابعة: القسم الأخير من الرد على مقال " اللهم اغفر لقومي فانهم لا يفكرون"

الحمد لله وبعد،
1-يقول حكيم:

"ثم زعم أخونا عبد الرحمن القحفلى أن زواج عائشة أفرحها وأفرح أباها ، وهذا لعمرى من تخرصاته ، فكيف عرف ذلك ؟ والتاريخ يحدثنا عن أبى بكر أنه اعتذر عن الزواج مرتين : مرة بخطبة عائشة لابن مطعم بن عدى وأخرى عندما قال لخولة بنت حكيم (وهل تصلح له وهى ابنه اخيه ؟ فقال الرسول : أنا اخوه وهو اخى وابنته تصلح لى ) ، فها هو أبو بكر يمتنع مرتين والرسول يصر على الزواج فتأمل .





طبعا التاريخ يحدث حكيم بما لا يحدثنا و يبوح له باسراره!!
ان الانتقائية الغريبة في التعامل من النصوص عند هؤلاء الملحدين تشير الى أمرين لا ثالث لها:
أحدها: غربة هؤلاء القوم عن المجتمع المسلم وكأنهم يعيشون في كوكب أخر أو على الأرجح في بلاد الغرب، ان لم يهاجروا اليهم بأجسادهم فقد هاجرت الأرواح ولا ريب... ببساطة القوم لا يميزون بين الأمر الشهير المتواتر عند المسلمين وبين الأمور التي قد تخفى على العوام.
الثاني: تعمد الكذب و التدليس واختيار ما يوافق اهوائهم ونفسياتهم المريضة.


كلنا يعلم حب عائشة لنبي الله صلى الله عليه وسلم وغيرتها عليه وتلك القصص الطيبة من بيت النبوة عن مداعبات عائشة وغضباتها من أمهات المؤمنين رضي الله عنهن أجمعين...
كلنا يعلم حب الصديق لنبيه صلى الله عليه وسلم وما بذله في سبيل رسالة الاسلام...هل هناك حاجة للاستشهاد بالرويات ان التاريخ نقل لنا هذا جيلا عن جيل فلا حاجة لمراجعة كتاب...ومن أراد أن يراجع فليطالع صحيح البخاري...

بالمناسبة: هل كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم سلطة مادية على أبي بكر الصديق ليجبره على تزويج آبنته له؟!
لعل حكيم نسي ان أبا بكر كان من سادات قريش ومن أوسطها حسبا و نسبا؟!!
والتاريخ الذي نقل لحكيم ما نقل، نقل لنا ولعله فعل بالاسانيد ذاتها أو باسانيد خير منها ، فلم اختار حكيم هذه الروايات ورفض الاخرى مع انها وردت في نفس المصنف من نفس الطريق؟!!


والآن الى قصة خطبة عائشة ولا حظ معي أخي الكريم طريقة الملحدين –التي نبهت عليها سابقا- في الأخذ بأصل القصة ومن ثم اخراجها اخراجا دراميا لا علاقة له بالتفاصيل الأصلية التي وردت في كتب التاريخ التي يفترون عليها، يقول ابن كثير رحمه الله في البداية و النهاية(3\132):
وقال الامام احمد في مسند عائشة أم المؤمنين حدثنا محمد بن بشر حدثنا بشر حدثنا محمد بن عمرو أبو سلمة ويحيى قالا لما هلكت خديجة جاءت خولة بنت حكيم امرأة عثمان بن مظعون فقالت يا رسول الله ألا تزوج قال من قالت إن شئت بكرا وإن شئت ثيبا قال فمن البكر قالت أحب خلق الله اليك عائشة ابنة أبي بكر قال ومن الثيب قالت سودة بنت زمعة قد آمنت بك واتبعتك قال فاذهبي فاذكريهما علي فدخلت بيت أبي بكر فقالت يا أم رومان ماذا أدخل الله عليك من الخير والبركة قالت وما ذاك قالت أرسلني رسول الله صلى الله عليه وسلم أخطب عليه عائشة قالت انظري أبا بكر حتى يأتي فجاء أبو بكر فقلت يا أبا بكر ماذا أدخل الله عليكم من الخير والبركة قال وما ذاك قالت أرسلني رسول الله صلى الله عليه وسلم أخطب عليه عائشة قال وهل تصلح له إنما هي ابنة أخيه فرجعت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكرت ذلك له قال ارجعي اليه فقولي له أنا أخوك وأنت أخي في الاسلام وابنتك تصلح لي فرجعت فذكرت ذلك له قال انتظري وخرج قالت أم رومان إن مطعم بن عدي قد ذكرها على ابنه ووالله ما وعد أبو بكر وعدا قط فاخلفه فدخل أبو بكر على مطعم بن عدي وعنده امرأته أم الصبي فقالت يا ابن أبي قحافة لعلك مصبي صاحبنا تدخله في دينك الذي أنت عليه إن تزوج اليك فقال أبو بكر للمطعم ابن عدي أقول هذه يقول إنها تقول ذلك فخرج من عنده وقد أذهب الله ما كان في نفسه من عدته التي وعده فرجع فقال لخولة ادعي لي رسول الله صلى الله عليه وسلم فدعته فزوجها إياه وعائشة يومئذ بنت ست سنين...."
قال ابن كثير: "هذا السياق كأنه مرسل وهو متصل لما رواه البيهقي.." ثم ساق الطريق الاخر فليراجع
هذا وقد دخل رسول الله صلى عليه وسلم بعائشة بعد 3 سنين في المدينة.

هل تحتاج القصة الى تعليق؟
هل حب أبي بكر لحبيبه و أخيه صلى الله عليه وسلم أضحى تهمة يحاسب عليها ويقال: لم قال هي بنت أخيه؟!!
وماذا عن قصة ابن مطعم؟ هل بان الان سياقها الصحيح؟
المفكر النبيه يكذب مرة أخرى ، اليس كذلك؟


2- يقول حكيم:

ثم قل لى بربك : إذا كانت الطفلة ذات التسع لا تكلف بصلاة (واضربوهم فى عشر) فكيف تكلف الواجبات الزوجية ؟

اذا بلغت فهي تكلف بالصلاة وبسائر التكاليف الشرعية، اليس كذلك يا حكيم؟!!
ما أظنك تعرف الجواب رغم أنك الباحث الناقد الذي احاط بالاسلام و عاد لينقده؟!!
الكلام ولا ريب على الصبيان وربما دخلت الفتيات اللاتي لم يحض فيه، اما من وصلت مرحلة البلوغ فلا يدخلن في الحديث قطعا ، فهنّ يكلفن بالواجبات الشرعية ومن ضمنها الواجبات الزوجية ان كنّ قد تزوجن.
وهذه المرة الأولى التي أسمع فيها ان المرأة اذا بلغت وهي دون العاشرة لا تكلف بالصلاة وهذا لاريب من الكذب والافتراء على شريعة الاسلام.


3- يقول حكيم:

ا ما عن السلوك الإنسانى الحضارى للهداة الفاتحين فيكفينى أن أنقل لك هذه الحادثة من كتاب البداية والنهاية لابن كثير (.. فاجتمعوا بمكان يدعى أليس .. وقال خالد : اللهم لك على إن منحتنا أكتافهم ألا استبقى منهم أحداً، حتى اُجرى نهرهم بدمائهم . قم أن الله منح المسلمين أكتافهم فنادى منادى خالد : الأسر الأسر .. فأقبلت الخيول بهم أفواجاً يساقون سوقاً ، ووكل بهم رجال يضربون أعناقهم فى النهر . ففعل ذلك بهم يوماً وليلة ، ثم يطلبهم فى الغد ، وكلما حضر منهم أحد ضربت عنقه فى النهر . وكان قد صرف ماء النهر إلى وضع آخر .فقال بعض الأمراء : إن النهر لا يجرى بدمائهم حتى ترسل الماء فيجرى بها فتبر بيمينك . فأرسله فسال النهر دماً عبيطاً فسمى نهر الدم إلى اليوم ، فدرات الطواحين بذلك الماء المختلط بالدم العبيط ما يكفى المعسكر بكماله ثلاثة أيام ، وبلغ عدد القتلى السبعين الفاً ) . فهذا الصحابى الجليل يفعل ذلك ، ومن حوله من الصحابة ينصحونه باجراء النهر حتى يبر بيمينه ولم يهتموا للبشر الذين جاءوا لهدايتهم أن يعرضوا عليهم الإسلام على الأقل

وقد كفانا الرد عليه أخونا الحبيب الجندي حفظه الله، يقول:

وبالرجوع إلى النص فى البداية والنهاية - الجزء الثالث - ص 350

وقعة ( اليس ) بين قبيلة بكر بن وائل من نصارى العرب كاتبوا الاعاجم فأرسل لهم أردشير جيشا لقتال المسلمين
والتحم الجيشان نصارى العرب واعوانهم من الاعاجم ضد المسلمين ووقعت معركة شديدة ووصل المدد الاضافي الى جيش الشرك عن طريق الملك بهمن فكان المشركون اهل قوة وجلد في القتال وابتلي المسلمون ابتلاء شديدا وصبروا صبرا شديدا واقسم عندها خالد بن الوليد قائلا : اللهم لك عليّ إن منحتنا أكتفاهم أن لا أستبقي منهم أحداً أقدر عليه حتى أجرى نهرهم بدمائهم. ثم إن الله عز وجل منح المسلمين أكتفاهم فنادى منادي خالد: الأسر، الأسر، لا تقتلوا إلا من امتنع من الأسر، فأقبلت الخيول بهم أفواجاً يساقون سوقاً، وقد وكل بهم رجالاً يضربون أعناقهم في النهر، ففعل ذلك بهم يوماً وليلة ويطلبهم في الغد ومن بعد الغد، وكلما حضر منهم أحد ضربت عنقه في النهر، وقد صرف ماء النهر إلى موضع آخر فقال له بعض الأمراء: إن النهر لا يجري بدمائهم حتى ترسل الماء على الدم فيجري معه فتبر بيمينك، فأرسله فسال النهر دماً عبيطاً، فلذلك سمى نهر الدم إلى اليوم، فدارت الطواحين بذلك الماء المختلط بالدم العبيط ما كفى العسكر بكماله ثلاثة أيام، وبلغ عدد القتلى سبعين ألفاً، (وقيل مائة وخمسين ألفاً) ولما هزم خالد الجيش ورجع من رجع من الناس، عدل خالد إلى الطعام الذي كانوا قد وضعوه ليأكلوه فقال للمسلمين: هذا نفل فانزلوا فكلوا، فنزل الناس فأكلوا عشاء


قارنوا بين النصين ستجدوا أن المدلس اقتطع جزء جوهرى من الرواية بحيث يشوه صورة المسلمين.(انتهى)

قلت ومحل الشاهد ان حكيما اخفى قول خالد رضي الله عنه:"لا تقتلوا إلا من امتنع من الأسر"
،
ويبدو ان الخبر وصل حكيم عن طريق أخينا المناور فدارت محاورة لطيفة بينهما تجدها على هذا الرابط:

http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?p=26908#post26908

5- هذا وقد شغل الجهاد في الاسلام وحروب الفتح مساحة واسعة من مقالات حكيم وقد تناولت هذا الموضوع بالتفصيل مع مجموعة من الاخوة و الاخوات في منتدى التوحيد في موضوع " هل انتشر الاسلام بالسيف" ، وتجدونه على هذا الرابط:
http://70.84.212.52/vb/showthread.php?t=1338


والى لقاء...

ابو مارية القرشي
12-21-2005, 02:52 AM
الحلقة الخامسة: سيدتنا مارية القبطية رضي الله عنها و أرضاها

الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله و بعد
روى الامام مسلم في صحيحه عن أنس أن رجلا كان يتهم بأم ولد رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعلي اذهب فاضرب عنقه فأتاه علي فإذا هو في ركي يتبرد فيها فقال له علي أخرج فناوله يده فأخرجه فإذا هو مجبوب ليس له ذكر فكف علي عنه ثم أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله إنه لمجبوب ماله ذكر(مسلم 2771)
وقد طعن حكيم في قضاء رسول الله صلى الله عليه و سلم في هذا الرجل المتهم بحجة ان الرسول صلى الله عليه وسلم ما تثبت كما أمر الله عز وجل" يا أيها الذين آمنوا ان جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا" ولم يستشهد 4 رجال عليه.

وفيما ذكر اجمال واخنزال للقصة وهذه هي طريقته في الاستدلال و الحكم ، ولكي يتبين للقارئ القصة مع ملابساتها، أرجو منه أن يتابع معي هذه الامور:

1- قرابة القبطي مأبور لسيدتنا مارية:
أجمعت المصادر على قرابة ذلك القبطي مأبور لسيدتنا مارية وكان قدم معها من مصر.
قال أبن عبد البر: هذا الرجل المتهم كان ابن عم مارية القبطية أهداه معها المقوقس وذلك موجود في حديث سليمان بن أرقم عن الزهري(الاستيعاب:619\1)
على العموم هو يذكر في الروايات على انه(قريبها أو نسيبها أو بن عمها) بل قيل انه أخاها.( انظر الإصابة في تمييز الصحابة699-701\5)

وتذكر الروايات ان مأبورا كان يحتطب لقريبته سيدتنا مارية و يجلب لها الماء ويقوم على خدمتها.
قال ابن كثير:
كان مابور هذا خصيا ولم يعلموا بأمره بادي الأمر فصار يدخل على مارية كما كان من عاداتهم ببلاد مصر فجعل بعض الناس يتكلم فيهما بسبب ذلك ولا يعلمون بحقيقة الحال وأنه خصي(البداية و النهاية:4\273)

2-بيان دين ذلك القبطي:
اختلفت الروايات في بيان دين ذلك القبطي ، فمنهم من ذهب الى انه كان تصرانيا و لم يدخل الاسلام الا فيما بعد.
قال الحافظ ابن حجر في الاصابة:
فعرض حاطب بن أبي بلتعة على مارية الإسلام ورغبها فيه فأسلمت وأسلمت أختها وأقام الخصي على دينه حتى أسلم بالمدينة بعد في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم
(الإصابة في تمييز الصحابة ج:8 ص:111 – 112)
ومنهم من لم يذكر هذا التفصيل و اطلق القول باسلامه.

3- أمرعليٍ بالتثبت من شان القبطي:
فامره صلى الله عليه وسلم بقتله اذا:
أ-وجد الرجل عندها
ب-اذا رأى عليا ما يؤيد قول المنافقين في هذا الرجل.
وتامل في هذه الرواية:
وعن علي بن أبي طالب قال كثر على مارية أم ابراهيم في قبطي ابن عم لها كان يزورها ويختلف اليها فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم خذ هذا السيف فانطلق فان وجدته عندها فاقتله قال قلت يا رسول الله أكون في أمرك إذا أرسلتني كالسكة المحماة لا يثنيني شيء حتى أمضي لما أمرتني به أم الشاهد يرى مالا يرى الغائب قال بل الشاهد يرى مالا يرى الغائب فأقبلت متوشحا السيف فوجدته عندها فاخترطت السيف فلما رآني أقبلت نحوه عرف أني أريده فأتى نخله فرقى ثم رمى بنفسه على قفاه ثم شغر برجله فإذا هو أجب أمسح ماله قليل ولا كثير فغمدت السيف ثم أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبرته فقال الحمد لله الذي يصرف عنا أهل البيت رواه البراز وفيه ابن اسحاق وهو مدلس ولكنه ثقة وبقية رجاله ثقات وقد أخرجه الضياء في أحاديثه المختارة على الصحيح
(مجمع الزوائد ج4/ص329)
وهذه رواية صريحة في أمر علي بالتثبت و النظر في قرائن الواقعة ، ولعلك تصبر معي ايها القارئ الكريم لتطلع على كلام الائمة في المسألة و تعليلاتهم.







4-علة الامر بقتل القبطي من غير شهود أربع:
فيه أقوال، نذكر منها:
الاول وهو مبني على ان القبطي كان نصرانيا وقتها، والذمي اذا اذى المسلمين في دينهم و عرضهم انتقض عهده، ولما كان هذا الرجل يتخلف الى ام ولد رسول الله خلسة مع علمه ان ذلك ممنوع محرم في دين الاسلام انتقض عهده و حل دمه.
قال ابن رجب: وقد حمله بعضهم على أن القبطي لم يكن أسلم بعد وأن المعاهد إذا فعل ما يؤذي المسلمين أنقض عهده فكيف إذا آذى النبي صلى الله عليه وسلم (جامع العلوم و الحكم 1\131)

الثاني وهو مبني على كون الرجل مسلما:
أن هذا من باب التعزيز فالرجل استباح حمى رسول الله صلى الله عليه و سلم ، ولم يتوقف عن زيارة مارية رضي الله عنها مع انه نهي عن ذلك ، ومن المتقرر عند المسلمين ان الرجل اذا سب رسول الله صلى الله عليه و سلم هدر دمه وتوجب قتله فكيف بمن يخلو بام ولده ؟!
قال ابن القيم:
وأحسن من هذا أن يقال إن النبي صلى الله عليه وسلم أمر عليا رضي الله عنه بقتله تعزيرا لإقدامه وجرأته على خلوته بأم ولده فلما تبين لعلي حقيقة الحال وأنه بريء من الريبة كف عن قتله واستغنى عن القتل بتبيين الحال والتعزير بالقتل ليس بلازم كالحد بل هو تابع للمصلحة دائر معها وجودا وعدما .
القول الثالث:
أنه صلى الله عليه وسلم لم يرد حقيقة القتل إنما أراد تخويفه ليزدجر عن مجيئه إليها .

قال وهذا كما قال سليمان للمرأتين اللتين اختصمتا إليه في الولد " علي بالسكين حتى أشق الولد بينهما " ولم يرد أن يفعل ذلك بل قصد استعلام الأمر من هذا القول ولذلك كان من تراجم الأئمة على هذا الحديث باب الحاكم يوهم خلاف الحق ليتوصل به إلى معرفة الحق فأحب رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يعرف الصحابة براءته وبراءة مارية وعلم أنه إذا عاين السيف كشف عن حقيقة حاله فجاء الأمر كما قدره رسول الله صلى الله عليه وسلم(زاد المعاد)

يتبين مما سبق ان حكيم دلس ولم يذكر تفاصيل القصة وانما اختار منها ما يوافق هواه وزعم ان الرسول صلى الله عليه وسلم لم يتثبت وهذا كما تبين لك كذب وافتراء.

وفي الختام ، أتقدم بالشكر الجزيل
للاخ الفاضل المفضال ابي المثنى حفظه الله الذي تكرم علي بمصادر هذا البحث، فجزاه الله خير الجزاء في الدنيا و الاخرة.

د. هشام عزمي
12-11-2007, 07:43 PM
هذه سلسلة مباركة تستحق الرفع من تحت الركام !

عمر الأنصاري
05-20-2009, 09:08 PM
يُرفع

فخر الدين المناظر
05-21-2009, 12:36 AM
جزى الله خيرا صاحب طليعة التنكيل، من يعرف أخباره ؟؟ فمنذ نفوره للجهاد في العراق لم يعد يبلغنا شيء عنه.

عمر الأنصاري
05-21-2009, 01:34 AM
أسأل الله أن يكون قد رزقه إحدى الحسنيين

Munir
12-19-2011, 06:39 PM
بارك الله فيك أخي ابو مارية القرشي.
هنا تجدون مقالا* للأستاذ الدكتور على ارحومة المحمودي يكشف شخصية الملحد حكيم (موحمد ؤمادي - و"موحمد" هذه من عنده ومن غرائبه) وهو صديق الحقود فتحي بن خليفة الذي يشغل (أو بالاصح نصبوه) منصب رئيس "الكونغرس العالمي للأمازيغ". ولا يفوت القارئ ملاحظة تحرك فتحي بن خليفة في الأوساط الحقودة على الإسلام (من بينهم وفاء سلطان) ويبقى هذا متناغما مع ملاحظة ان الكثير من الملحدين هم من المسيحيين العرب الذين لبسوا ثوب الالحاد لا لشيء الا للطعن في الاسلام.
http://www.libya-watanona.com/adab/mahmoudi/mm180210a.htm

وهنا مقال اخر للأستاذ يوسف عيسى وهو من أمازيغ يفرن من جبال نفوسة بغرب ليبيا وفيه يؤكد على ان"حكيم" هو موحمد ؤمادي
http://www.libya-watanona.com/letters/v2009a/v16mar10n.htm

المقالات تدل على ان سبب هجوم "حكيم" على الإسلام إنما وراءه هدف ضرب وحدة المغرب العربي عن طريق اشعال الفتنة العربية الأمازيغية والتي لن تؤتي ثمارها ما لم يتم الطعن في الإسلام أو على الأقل ضرب قدسيته في قلوب المسلمين الامازيغ.

---------------
* وهذه سلسلة ردود كاملة د. المحمودي على الكذوب
http://www.libya-watanona.com/adab/mahmoudi/mm27019a.htm