ابن القيم
11-30-2004, 06:45 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أطرح هذا الموضوع ليدلي فيه اخواننا طلبة العلم بما علمهم الله عن مسألة "الاعجاز العلمى فى القرآن" على رجاء أن نصل معاً بنقاش علمي سليم .. ومنهج أدبي قويم .. إلى الحق الذي يريده الخبير العليم .
وسأبدأ بعون الله وضع بعض النقول عن طلاب علم وشيوخ فى هذا الموضوع .
----------------------------------------
الحمد لله المعجز ببيانه ألسنة الفصحاء، أعجب بمحكم آياته ألباب العقلاء، والصلاة والسلام على إمام المصطفين العلماء، وعلى آله الفضلاء وأصحابه الفقهاء، ومن تبعهم بإحسان راجٍ يوم الجزاء.
أما بعد، فلا يخفى على أحد كثرة ما خاض فيه الناس اليوم بحق تارة وبباطل تارات وتارات فيما أسموه بالإعجاز العلمي في القرآن. وكان حقه أن يسمى "تفسير القرآن بالعلوم الطبيعية".
لهذا كان لا بد من ضوابط بها يعرف الحق في ذلك من الباطل.
ولهذا الغرض كتبت ما تقرؤون، سائلاً الله التوفيق للسداد، والأجر يوم المعاد. وليعلم أن ما أصبت فيه فمن الله منة وفضلاً ، وما أخطأت فمني تقصيراً وجهلاً، ومن الشيطان حقداً وخبثاً.
ولعل أول ما أبدأ به بيان سبب عدولي عن قولهم "الإعجاز العلمي في القرآن" إلى قول "تفسير القرآن بالعلوم الطبيعية".
وذلك أن المعجزة أمر خارق خارج عن طاقة البشر، ولازمه أن لا أحد يستطيع الإتيان بمثله إلى يوم القيامة. أما أن يخبر النبي صلى الله عليه وآله وسلم بشيء من العلوم الطبيعية، فليس إخباره بإعجاز في ذاته إذ قد علم مثل ما قال اليوم، بل وأكثر. ولكن وجه العجب فيه أنه أخبر بما يستحيل أن يصدر من مثله، فدل على أنه من عليم خبير قد أنبأه.
ثم أشرع في ذكر الضوابط مستهلاً بسؤال مهم جداً في هذا الموضوع، وهو: هل كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم يعلم ما دل عليه القرآن من علوم طبيعية أم لا؟
فإن زعمنا جهله لها، قطعنا ببطلان دلالة القرآن عليها، لقوله تعالى: ( ثم إن علينا بيانه ).
فإن قلنا نعم، كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم يعلم ذلك كله، كان لازمه الذي لا محيد عنه أنه صلى الله عليه وآله سلم قد بلغ ذلك للصحابة رضي الله عنهم لقوله تعالى: ( يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك فإن لم تفعل فما بلغت رسالته ).
فإذا تبين لنا ذلك كان لا بد أن يظهر هذا في كلام الصحابة أو من أخذ عنهم من التابعين فمن بعدهم.
فإذا تقرر ذلك عندنا، تقرر الشرط الأول، ألا وهو أن لا نبتدع تفسيراً لآية لم يقل به ممن قبلنا أحد.
وللتوضيح أذكر قاعدة ذكرها العلامة ابن عثيمين رحمه الله، وهي أن أيّ آية لم يتعرض لها الصحابة بالتأويل فذلك إقرار منهم بأن المراد ظاهرها، وبالتالي هو إجماع منهم على تفسيرها بظاهرها.
ومن ثم يعلم أن أيّ آية تفسر بالعلوم الطبيعية لا بد أن يكون ما فسرناها به هو ظاهرها المتبادر أو أن أحداً من أهل العلم قبلنا أوّلها بما أوّلنا.
مثاله قوله تعالى: ( مرج البحرين يلتقيان بينهما برزخ لا يبغيان ) فهو دال بظاهره على وجود حاجز بين البحرين، وهو ما قطع بصحته العلم الحديث.
وبعد هذه القاعدة يتبادر إلى الذهن سؤال مهم، وهو: إن سلمنا بوجود آيات تفسَّر بالعلوم الطبيعية، فهل يدلنا ذلك على أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان يعلم ما يعلمه علماء الطبيعة اليوم؟
فالجواب – والله أعلم بالصواب – أن النبي صلى الله عليه وآله سلم كان أمياً كما وصفه الله تعالى في قوله: ( الذين يتبعون الرسول النبي الأميّ ) ومقتضى ذلك أنه لم يكن يعلم تلك العلوم كمعرفة علماء اليوم.
أما معرفته بما كان في القرآن من علوم طبيعية فهي معرفة للمعنى، وما حصل اليوم من علماء الطبيعة أنهم عرفوها معرفة كيفٍ وواقع. فالرسول صلى الله عليه وآله وسلم مثلاً علم من قول الله تعالى: ( والشمس تجري لمستقر لها ) أن الشمس تتحرك، لكن علماء الفلك اليوم عرفوا كيفية حركتها واتجاهها، وشاهدوا ذلك بأمور حسية، بل وربما عرفوا سبب حركتها وآثارها.
ولعل مما يشبه ذلك معرفتنا اليوم بمعاني الآيات التي تتحدث عن أهوال يوم القيامة، ثم مشاهدتها على الواقع حين حصولها، فمعرفتنا اليوم بالمعاني كمعرفة الرسول بتلك المعاني، ومعرفتنا يوم نرى الواقع كمعرفة العلماء اليوم.
فإذا انتهينا من ذلك تبين لنا أنه شرط مهم لتفسير القرآن بتلك العلوم. ثم نتابع لنذكر الشرط الثاني من شروط تفسير القرآن بالعلوم الطبيعية، ألا وهو: أن يتحمل اللفظ القرآني المعنى العلمي. وذلك بأن يدل عليه دون تكلف أو تعسف.
ولعل هذا الشرط بات اليوم نسياً منسياً ممن يفسرون القرآن بما أسموه "الإعجاز العلمي".
فترى أحدهم يفسر قول الله تعالى: ( ما يلفظ من قولٍ إلا لديه رقيب عتيد، عن اليمين وعن الشمال قعيد ) فيقول: هما الفص الأيمن والفص الأيسر من المخ، يكتبان كل ما يفعله الإنسان. فهل لفظ ( قعيد ) يحتمل معنى فصي المخ؟! سبحانك هذا هذيان مبين!
وترى الآخر يفسر قول الله تعالى: ( ظلمات بعضها فوق بعض ) فيقول: هي ظلمات ألوان، فكلما اخترق الشعاع الأبيض في عمق الماء اختفى لون من ألوانه السبعة حتى يكون ظلاماً. فهل لفظ ( ظلمات ) في سياق الآية يحتمل أن المراد ذات الظلمة؟! يقول تعالى: ( أو كظلمات في بحر لجي يغشاه موج من فوقه موج من فوقه سحاب ظلمات بعضها فوق بعض ) فلو كان المقصود ظلمات الألوان لما كان لذكر السحاب معنى، إذ ذلك النوع من الظلمة حاصل بالسحاب ومن غيره.
وهكذا مما يصعب حصره.
والأصل في كل ذلك أن يفسر القرآن بما يدل عليه لفظه ظاهراً، فإن تعذر حمل اللفظ على ظاهره أو دل دليل صحيح على أن الظاهر غير مراد، جاز تأويله، لكن من غير تكلف ولا تعسف.
فمن لم يجد إلى ذلك سبيلاً فليكل العلم إلى قائله، وليستحضر كثرة ما يجهل، وليتهم نفسه، وليسعه ما وسع الأولين.
أما الشرط الثالث من الشروط الواجب توافرها لصحة تفسير القرآن بالعلوم الطبيعية، فهو أن تكون تلك العلوم قطعية معلومة بالحس. وذلك احتياطَ أن تتغير النظريات ويثبت خطأ ما فسر به القرآن، فيكون ذلك مدخلاً للطعن في كتاب الله.
ومن ذلك ما فسر به بعض السابقين قوله تعالى: ( الذي خلق سبع سموات طباقاً ) فقال هي سبع كواكب من كواكب المجموعة الشمسية كانت معروفة في عهده، وكل كوكب منها في سماء. ثم اكتشف اليوم كوكب ثامن، فظهر بطلان ذلك التفسير.
ومن ذلك أيضاً تفسيرهم قوله تعالى: ( وأنزلنا الحديد فيه بأس شديد ) بأن الحديد نازل من السماء، وليس متكوناً من الأرض كبقية المعادن. وهذه كذلك ظنية يمكن ثبوت خطئها يوماً ما.
فخلاصة المقال: أنه يجب في تفسير القرآن بالعلوم الطبيعية ثلاثة أمور،
الأول: أن يكون هذا التأويل معروفاً عن السابقين، فإما ظاهر أمرُّوه أو تأويل أقرُّوه.
الثاني: أن يحتمل لفظ القرآن هذا المعنى بمقتضى لغة العرب دون تعسف.
الثالث: أن تكون النظرية علماً قطعية الثبوت.
فما اجتمعت فيه هذه الشروط فمقبول، وما تخلف عنه الأول أو الثاني فمردود، وإن تخلف الثالث فمتوقف فيه، وحقيقة التوقف نوع رد، والله أعلم.
وليعلم المسلمون أن كتاب الله غني في إثبات صدقه عن العلوم الطبيعية، لما فيه من النور والهدى، والشرائع الكاملة، والفصاحة البالغة، وغيرها من أوجه الإعجاز التي عدها العلماء.
هذا. والله أعلى وأعلم، والصلاة والسلام على خير من ربى وعلم، وآله وصحبه خير من تربى وتعلم، ومن سار على نهجهم وصلى وسلم.
وكتب أخوكم فيصل القلاف
----------------------------------------
انتهى النقل
يتبع قول العلماء فى هذه المسألة ...
أطرح هذا الموضوع ليدلي فيه اخواننا طلبة العلم بما علمهم الله عن مسألة "الاعجاز العلمى فى القرآن" على رجاء أن نصل معاً بنقاش علمي سليم .. ومنهج أدبي قويم .. إلى الحق الذي يريده الخبير العليم .
وسأبدأ بعون الله وضع بعض النقول عن طلاب علم وشيوخ فى هذا الموضوع .
----------------------------------------
الحمد لله المعجز ببيانه ألسنة الفصحاء، أعجب بمحكم آياته ألباب العقلاء، والصلاة والسلام على إمام المصطفين العلماء، وعلى آله الفضلاء وأصحابه الفقهاء، ومن تبعهم بإحسان راجٍ يوم الجزاء.
أما بعد، فلا يخفى على أحد كثرة ما خاض فيه الناس اليوم بحق تارة وبباطل تارات وتارات فيما أسموه بالإعجاز العلمي في القرآن. وكان حقه أن يسمى "تفسير القرآن بالعلوم الطبيعية".
لهذا كان لا بد من ضوابط بها يعرف الحق في ذلك من الباطل.
ولهذا الغرض كتبت ما تقرؤون، سائلاً الله التوفيق للسداد، والأجر يوم المعاد. وليعلم أن ما أصبت فيه فمن الله منة وفضلاً ، وما أخطأت فمني تقصيراً وجهلاً، ومن الشيطان حقداً وخبثاً.
ولعل أول ما أبدأ به بيان سبب عدولي عن قولهم "الإعجاز العلمي في القرآن" إلى قول "تفسير القرآن بالعلوم الطبيعية".
وذلك أن المعجزة أمر خارق خارج عن طاقة البشر، ولازمه أن لا أحد يستطيع الإتيان بمثله إلى يوم القيامة. أما أن يخبر النبي صلى الله عليه وآله وسلم بشيء من العلوم الطبيعية، فليس إخباره بإعجاز في ذاته إذ قد علم مثل ما قال اليوم، بل وأكثر. ولكن وجه العجب فيه أنه أخبر بما يستحيل أن يصدر من مثله، فدل على أنه من عليم خبير قد أنبأه.
ثم أشرع في ذكر الضوابط مستهلاً بسؤال مهم جداً في هذا الموضوع، وهو: هل كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم يعلم ما دل عليه القرآن من علوم طبيعية أم لا؟
فإن زعمنا جهله لها، قطعنا ببطلان دلالة القرآن عليها، لقوله تعالى: ( ثم إن علينا بيانه ).
فإن قلنا نعم، كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم يعلم ذلك كله، كان لازمه الذي لا محيد عنه أنه صلى الله عليه وآله سلم قد بلغ ذلك للصحابة رضي الله عنهم لقوله تعالى: ( يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك فإن لم تفعل فما بلغت رسالته ).
فإذا تبين لنا ذلك كان لا بد أن يظهر هذا في كلام الصحابة أو من أخذ عنهم من التابعين فمن بعدهم.
فإذا تقرر ذلك عندنا، تقرر الشرط الأول، ألا وهو أن لا نبتدع تفسيراً لآية لم يقل به ممن قبلنا أحد.
وللتوضيح أذكر قاعدة ذكرها العلامة ابن عثيمين رحمه الله، وهي أن أيّ آية لم يتعرض لها الصحابة بالتأويل فذلك إقرار منهم بأن المراد ظاهرها، وبالتالي هو إجماع منهم على تفسيرها بظاهرها.
ومن ثم يعلم أن أيّ آية تفسر بالعلوم الطبيعية لا بد أن يكون ما فسرناها به هو ظاهرها المتبادر أو أن أحداً من أهل العلم قبلنا أوّلها بما أوّلنا.
مثاله قوله تعالى: ( مرج البحرين يلتقيان بينهما برزخ لا يبغيان ) فهو دال بظاهره على وجود حاجز بين البحرين، وهو ما قطع بصحته العلم الحديث.
وبعد هذه القاعدة يتبادر إلى الذهن سؤال مهم، وهو: إن سلمنا بوجود آيات تفسَّر بالعلوم الطبيعية، فهل يدلنا ذلك على أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان يعلم ما يعلمه علماء الطبيعة اليوم؟
فالجواب – والله أعلم بالصواب – أن النبي صلى الله عليه وآله سلم كان أمياً كما وصفه الله تعالى في قوله: ( الذين يتبعون الرسول النبي الأميّ ) ومقتضى ذلك أنه لم يكن يعلم تلك العلوم كمعرفة علماء اليوم.
أما معرفته بما كان في القرآن من علوم طبيعية فهي معرفة للمعنى، وما حصل اليوم من علماء الطبيعة أنهم عرفوها معرفة كيفٍ وواقع. فالرسول صلى الله عليه وآله وسلم مثلاً علم من قول الله تعالى: ( والشمس تجري لمستقر لها ) أن الشمس تتحرك، لكن علماء الفلك اليوم عرفوا كيفية حركتها واتجاهها، وشاهدوا ذلك بأمور حسية، بل وربما عرفوا سبب حركتها وآثارها.
ولعل مما يشبه ذلك معرفتنا اليوم بمعاني الآيات التي تتحدث عن أهوال يوم القيامة، ثم مشاهدتها على الواقع حين حصولها، فمعرفتنا اليوم بالمعاني كمعرفة الرسول بتلك المعاني، ومعرفتنا يوم نرى الواقع كمعرفة العلماء اليوم.
فإذا انتهينا من ذلك تبين لنا أنه شرط مهم لتفسير القرآن بتلك العلوم. ثم نتابع لنذكر الشرط الثاني من شروط تفسير القرآن بالعلوم الطبيعية، ألا وهو: أن يتحمل اللفظ القرآني المعنى العلمي. وذلك بأن يدل عليه دون تكلف أو تعسف.
ولعل هذا الشرط بات اليوم نسياً منسياً ممن يفسرون القرآن بما أسموه "الإعجاز العلمي".
فترى أحدهم يفسر قول الله تعالى: ( ما يلفظ من قولٍ إلا لديه رقيب عتيد، عن اليمين وعن الشمال قعيد ) فيقول: هما الفص الأيمن والفص الأيسر من المخ، يكتبان كل ما يفعله الإنسان. فهل لفظ ( قعيد ) يحتمل معنى فصي المخ؟! سبحانك هذا هذيان مبين!
وترى الآخر يفسر قول الله تعالى: ( ظلمات بعضها فوق بعض ) فيقول: هي ظلمات ألوان، فكلما اخترق الشعاع الأبيض في عمق الماء اختفى لون من ألوانه السبعة حتى يكون ظلاماً. فهل لفظ ( ظلمات ) في سياق الآية يحتمل أن المراد ذات الظلمة؟! يقول تعالى: ( أو كظلمات في بحر لجي يغشاه موج من فوقه موج من فوقه سحاب ظلمات بعضها فوق بعض ) فلو كان المقصود ظلمات الألوان لما كان لذكر السحاب معنى، إذ ذلك النوع من الظلمة حاصل بالسحاب ومن غيره.
وهكذا مما يصعب حصره.
والأصل في كل ذلك أن يفسر القرآن بما يدل عليه لفظه ظاهراً، فإن تعذر حمل اللفظ على ظاهره أو دل دليل صحيح على أن الظاهر غير مراد، جاز تأويله، لكن من غير تكلف ولا تعسف.
فمن لم يجد إلى ذلك سبيلاً فليكل العلم إلى قائله، وليستحضر كثرة ما يجهل، وليتهم نفسه، وليسعه ما وسع الأولين.
أما الشرط الثالث من الشروط الواجب توافرها لصحة تفسير القرآن بالعلوم الطبيعية، فهو أن تكون تلك العلوم قطعية معلومة بالحس. وذلك احتياطَ أن تتغير النظريات ويثبت خطأ ما فسر به القرآن، فيكون ذلك مدخلاً للطعن في كتاب الله.
ومن ذلك ما فسر به بعض السابقين قوله تعالى: ( الذي خلق سبع سموات طباقاً ) فقال هي سبع كواكب من كواكب المجموعة الشمسية كانت معروفة في عهده، وكل كوكب منها في سماء. ثم اكتشف اليوم كوكب ثامن، فظهر بطلان ذلك التفسير.
ومن ذلك أيضاً تفسيرهم قوله تعالى: ( وأنزلنا الحديد فيه بأس شديد ) بأن الحديد نازل من السماء، وليس متكوناً من الأرض كبقية المعادن. وهذه كذلك ظنية يمكن ثبوت خطئها يوماً ما.
فخلاصة المقال: أنه يجب في تفسير القرآن بالعلوم الطبيعية ثلاثة أمور،
الأول: أن يكون هذا التأويل معروفاً عن السابقين، فإما ظاهر أمرُّوه أو تأويل أقرُّوه.
الثاني: أن يحتمل لفظ القرآن هذا المعنى بمقتضى لغة العرب دون تعسف.
الثالث: أن تكون النظرية علماً قطعية الثبوت.
فما اجتمعت فيه هذه الشروط فمقبول، وما تخلف عنه الأول أو الثاني فمردود، وإن تخلف الثالث فمتوقف فيه، وحقيقة التوقف نوع رد، والله أعلم.
وليعلم المسلمون أن كتاب الله غني في إثبات صدقه عن العلوم الطبيعية، لما فيه من النور والهدى، والشرائع الكاملة، والفصاحة البالغة، وغيرها من أوجه الإعجاز التي عدها العلماء.
هذا. والله أعلى وأعلم، والصلاة والسلام على خير من ربى وعلم، وآله وصحبه خير من تربى وتعلم، ومن سار على نهجهم وصلى وسلم.
وكتب أخوكم فيصل القلاف
----------------------------------------
انتهى النقل
يتبع قول العلماء فى هذه المسألة ...