الفرصة الأخيرة
12-09-2005, 02:04 PM
للسائلين عن حِكْمَة الله في الأشياء
يقول الدكتور مصطفى السباعي رحمه الله في كتابه (هكذا علمتني الحياة) تحت عنوان (أين حكمتك؟):
(يتساءلون عن حكمتك في المرض والجوع، والزلازل والكوارث، وموت الأحبَّاء وحياة الأعداء، وضعف المصلحين وتسلُّط الظالمين، وانتشار الفساد وكثرة المجرمين، يتساءلون عن حكمتك فيها وأنت الرؤوف الرحيم بعبادك؟ فيا عجبا لقصر النظر ومتاهة الرأي! إنهم إذا وثقوا بحكمة إنسان سلَّموا إليه أمورهم، واستحسنوا أفعاله وهم لا يعرفون حكمتها، وأنت.. أنت يا مبدع السموات والأرض، يا خالق الليل والنهار، يا مسير الشمس والقمر، يا منزل المطر ومرسل الرياح، يا خالق الإنسان على أحسن صورة وأدق نظام.. أنت الحكيم العليم.. الرحمن الرحيم.. اللطيف الخبير.. يفقدون حكمتك فيما ساءهم وضرهم، وقد آمنوا بحكمتك فيما نفعهم وسرَّهم، أفلا قاسوا ما غاب عنهم على ما حضر؟ وما جهلوا على ما علموا؟ أم إن الإنسان كان ظلوماً جهولاً؟!)انتهى كلام الدكتور السباعي رحمه الله.
وهذا الكلام رغم قصره في غاية من الأهمية.
لأنه إذا كان الله عز وجل هو الذي خلق ودَبَّر الأشياء.. فلابد وأن يكون لله حكمة في خلقه وتصرفاته..
يقول سبحانه من قائل: (وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاءَ وَالأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لاعِبِينَ) [الأنبياء: 16] ويقول عز وجل: (أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثاً وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لاَ تُرْجَعُونَ) [المؤمنون: 115]
كما ورد وصفه سبحانه وتعالى لنفسه بالحكيم والخبير والعليم في أكثر من موضعٍ من القرآن والسنة.
ففي كل خلق من خلقه له حكمة سبحانه وتعالى... قد تظهر لبعض الناس ولا تظهر للآخرين.
وعدم مقدرة الناظر إلى الأمر عن الوصول لحكمة الله فيه لا يعني أبدًا أنها غير موجودة لأن العلم بالعدم ليس دليلا على العدم.. يعني أن العلم بعدم وجود الشيء لا يعني عدم وجوده في الحقيقة بل قد يكون موجودا ولكن المشكلة في طريقة الوصول إيه.
وقد ذكر الله عز وجل حِكَمَه الباهرة في أكثر من شيءٍ .. وأخفاها في أشياء أخرى... والعلماء هم الجهة المكلفة باستنباط هذه الحكم والوقوف عليها كما قال عز وجل: (وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الأَمْنِ أَوِ الخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُوْلِي الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلاَّ قَلِيلاً) [النساء: 83].
فالعلماء هم الجهة القادرة على استنباط الأحكام واستخراج العلل من الأشياء... وليس ذلك لغيرهم من عامة الناس وجهلتهم بالأحكام.
أما عامة الناس فالواجب عليهم أن يسلموا تسليما مطلقًا بحكمة الله عز وجل في كل شيء وإن لم يفهموها... لأنهم يسلمون بذلك لمن يُسْندِون أمورهم إليه... من كبير أو رئيس أو ولي أمر.. ويرون في كل أفعاله حكمًا عظيمة حتى وإن لم يفهموا قصده فيها... يفعلون هذا مع المخلوق الضعيف مثلهم.. فكيف بمن خلق السماء والأرض والكون كله؟
هنا يجب عليهم التسليم بوجود حكمة الله عز وجل في أفعاله وإن لم يقدروا هم من الوصول إليها بأنفسهم... وبإمكانهم الوصول إليها ومعرفتها من خلال سؤال أهل العلم.
ومن هنا يمكننا أن نقول: إن الذين لا يؤمنون بوجود الله عز وجل لن يؤمنوا بوجود حِكَمه في الأشياء لأنهم لا يؤمنوا به أساسًا... فكيف سيؤمنون بحمة مَن لا يعترفون بوجوده؟
ومن هنا ينبغي على إخواننا عدم الإطالة في إبراز حكمة الله عز وجل في أفعاله لمن لا يؤمن بوجود الله من أهل الإلحاد واللادينية والعلمانية وغيرهم... لأنهم لن يصلوا معهم لنتيجة ... فينبغي إقناعهم أولا بوجود الله عز وجل ليسهل ما بعده.
يقول الدكتور مصطفى السباعي رحمه الله في كتابه (هكذا علمتني الحياة) تحت عنوان (أين حكمتك؟):
(يتساءلون عن حكمتك في المرض والجوع، والزلازل والكوارث، وموت الأحبَّاء وحياة الأعداء، وضعف المصلحين وتسلُّط الظالمين، وانتشار الفساد وكثرة المجرمين، يتساءلون عن حكمتك فيها وأنت الرؤوف الرحيم بعبادك؟ فيا عجبا لقصر النظر ومتاهة الرأي! إنهم إذا وثقوا بحكمة إنسان سلَّموا إليه أمورهم، واستحسنوا أفعاله وهم لا يعرفون حكمتها، وأنت.. أنت يا مبدع السموات والأرض، يا خالق الليل والنهار، يا مسير الشمس والقمر، يا منزل المطر ومرسل الرياح، يا خالق الإنسان على أحسن صورة وأدق نظام.. أنت الحكيم العليم.. الرحمن الرحيم.. اللطيف الخبير.. يفقدون حكمتك فيما ساءهم وضرهم، وقد آمنوا بحكمتك فيما نفعهم وسرَّهم، أفلا قاسوا ما غاب عنهم على ما حضر؟ وما جهلوا على ما علموا؟ أم إن الإنسان كان ظلوماً جهولاً؟!)انتهى كلام الدكتور السباعي رحمه الله.
وهذا الكلام رغم قصره في غاية من الأهمية.
لأنه إذا كان الله عز وجل هو الذي خلق ودَبَّر الأشياء.. فلابد وأن يكون لله حكمة في خلقه وتصرفاته..
يقول سبحانه من قائل: (وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاءَ وَالأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لاعِبِينَ) [الأنبياء: 16] ويقول عز وجل: (أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثاً وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لاَ تُرْجَعُونَ) [المؤمنون: 115]
كما ورد وصفه سبحانه وتعالى لنفسه بالحكيم والخبير والعليم في أكثر من موضعٍ من القرآن والسنة.
ففي كل خلق من خلقه له حكمة سبحانه وتعالى... قد تظهر لبعض الناس ولا تظهر للآخرين.
وعدم مقدرة الناظر إلى الأمر عن الوصول لحكمة الله فيه لا يعني أبدًا أنها غير موجودة لأن العلم بالعدم ليس دليلا على العدم.. يعني أن العلم بعدم وجود الشيء لا يعني عدم وجوده في الحقيقة بل قد يكون موجودا ولكن المشكلة في طريقة الوصول إيه.
وقد ذكر الله عز وجل حِكَمَه الباهرة في أكثر من شيءٍ .. وأخفاها في أشياء أخرى... والعلماء هم الجهة المكلفة باستنباط هذه الحكم والوقوف عليها كما قال عز وجل: (وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الأَمْنِ أَوِ الخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُوْلِي الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلاَّ قَلِيلاً) [النساء: 83].
فالعلماء هم الجهة القادرة على استنباط الأحكام واستخراج العلل من الأشياء... وليس ذلك لغيرهم من عامة الناس وجهلتهم بالأحكام.
أما عامة الناس فالواجب عليهم أن يسلموا تسليما مطلقًا بحكمة الله عز وجل في كل شيء وإن لم يفهموها... لأنهم يسلمون بذلك لمن يُسْندِون أمورهم إليه... من كبير أو رئيس أو ولي أمر.. ويرون في كل أفعاله حكمًا عظيمة حتى وإن لم يفهموا قصده فيها... يفعلون هذا مع المخلوق الضعيف مثلهم.. فكيف بمن خلق السماء والأرض والكون كله؟
هنا يجب عليهم التسليم بوجود حكمة الله عز وجل في أفعاله وإن لم يقدروا هم من الوصول إليها بأنفسهم... وبإمكانهم الوصول إليها ومعرفتها من خلال سؤال أهل العلم.
ومن هنا يمكننا أن نقول: إن الذين لا يؤمنون بوجود الله عز وجل لن يؤمنوا بوجود حِكَمه في الأشياء لأنهم لا يؤمنوا به أساسًا... فكيف سيؤمنون بحمة مَن لا يعترفون بوجوده؟
ومن هنا ينبغي على إخواننا عدم الإطالة في إبراز حكمة الله عز وجل في أفعاله لمن لا يؤمن بوجود الله من أهل الإلحاد واللادينية والعلمانية وغيرهم... لأنهم لن يصلوا معهم لنتيجة ... فينبغي إقناعهم أولا بوجود الله عز وجل ليسهل ما بعده.