المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : البــيان في عــدِّ آي القرآن



أبو بكر
12-09-2005, 09:09 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ،،

أما بعد ..

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...

هذا الموضوع الذي بين أيدينا .. معني بعلم من علوم القرآن الكريم .. وهو علم " عدد آيات القرآن الكريم "

وهذا تعريف موجز لذلك :

كان الرسول عليه الصلاة والسلام .. حريصا على تعليم الصحابة رضي الله عنهم القرآن الكريم .. بكل نواحيه .. من قرءاه .. وتفسير .. وحلال وحرام .. وحدود .. وأعداد .. وذلك إمتثالاً لقول الله عز وجل ..

يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَِ

وقد جاء بالسنة .. ..

حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا يحيى بن آدم حدثنا عبد الرحمن بن حميد حدثني أبو الزبير عن طاوس عن بن عباس قال : (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمنا التشهد كما يعلمنا السورة من القرآن). صحيح مسلم > كتاب الصلاة > باب التشهد في الصلاة

حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ، ثنا العباس بن محمد الدوري ، ثنا شاذان الأسود بن عامر ، ثنا شريك ، عن عطاء بن السائب ، عن أبي عبد الرحمن ، عن عبد الله رضي الله عنه قال : : ( كنا إذا تعلمنا من النبي صلى الله عليه و سلم عشر آيات من القرآن لم نتعلم من العشر الذي نزلت بعدها حتى نعلم ما فيه . قيل لشريك من العمل ؟ قال : نعم .). هذا حديث صحيح الإسناد و لم يخرجاه . مستدرك الحاكم > كتاب فضائل القرآن > أخبار في فضائل القرآن جملة

فلذلك كان الصحابه قد علموا عدد آيات القرآن الكريم من الرسول عليه الصلاة والسلام وقد تظافرت الأدله أن الصحابه كانوا على درايه بسور القرآن وأعدادها ..

وكما تلقى الصحابة من الرسول عليه الصلاة والسلام هذه العلوم نقلوها لمن بعدهم من التابعين ..

فكانت هناك ستة أعداد ( على المشهور ) نقلت إلينا توضح عدد آيات القرآن الكريم وهي :

1- المدني الأول .
2- المدني الأخير .
3- المكي .
4- البصري .
5- الكوفي .
6- الشامي .

وهذه الأعداد توقيفيه لا أجتهاد فيها ولا إستنباط ولا أختراع .. بل هي كما عهدها الرسول عليه الصلاة والسلام لمن بعهده من الصحابة ولمن بعده بواسطة الصحابة رضي الله عنهم .. .. وذلك بحسب كل قارئ كما أخذ القرءاة عن مقرئه ..

قال الإمام أبو عمرو الداني - رحمه الله تعالى - بعد أن أستعرض جملة من السنن والآثار :

" ففي هذه السنن والآثار التي أجتلبناها في هذه الأبواب ... مع كثرتها وأشتهار نقلتها دليلٌ واضح وشاهد قاطع .... على أن ما بين أيدينا مما نقله إلينا علماؤنا عن سلفنا من عدد الآي ورؤوس الفواصل والخموس والعشور وعدد جمل آي السور على أختلاف ذلك وأتفاقه مسموع من رسول الله صلى الله عليه وسلم ومأخوذ عنه وأن الصحابة رضوان الله عليهم .... هم الذين تلقوا ذلك منه كذلك .... تلقياً كتلقيهم منه حروف القرآن وأختلاف القراءات سواء ، ثم أداه التابعون رحمة الله عليهم على نحو ذلك إلى الخالفين أداء فنقله عنهم أهل الأمصار وأدوه إلى الأمه ..... وسلفوا في نقله وأداءه الطريق التي سلكوها بنقل الحروف وأداءها من التمسك بالتعليم بالسماع دون الأستنباط والأختراع ..... ولذلك صار مضافاً إليهم ومرفوعاً عليهم دون غيرهم من أئمتهم كأضافة الحروف وتوقيفها سواء وهي أضافة تمسك ولزوم وأتباع لا إضافة أستنباط وأختراع .

وقد زعم بعض من أهمل التفتيش عن الأصول وأغفل إنعام النظر في السنن والآثار أن ذلك كله معلوم من جهة الأستنباط ومأخوذ أكثره من المصاحف دون التوقيف والتعليم من رسول الله صلى الله عليه وسلم .

وبطلان ما زعمه وفساد ما قاله غير مشكوك فيه عند من له أدنى فهمٌ وأقل تمييز ، إذا كان المُـبَيـِّـنُ عن الله عز وجل قد أفصح بالتوقيف بقوله عليه الصلاة والسلام من قرأ آية كذا وكذا ... من قرأ الآيتين ... ومن قرأ الثلاث الأيات ... ومن قرأ العشر إلى كذا ..... ومن قرأ ثلاث مئة آيه إلى ..... خمس مئة آيه .... إلى ألف آيه ... في أشباه ذلك مما قد مضى بأسانيده من قوله صلى الله عليهم وسلم ،

ألا ترى أنه غير ممكن ولا جائز أن يقول ذلك لأصحابه الذين شهدوه وسمعوا ذلك منه ... إلا وقد علموا للمقدار الذي أراده وقصده وأشار إليه ... وعرفوا أبتداءه وأقصاه ومنتهاه وذلك بإعلامه إياهم عند التلقين والتعليم برأس الآيه وموضع الخمس ومنتهى العشر ولا سيما أن نزول القرآن عليه كان مفرقاً خمسا خمسا ... وآيه وآيتين وثلاث وأربعا وأكثر من ذلك على ما فَرَطَ قبل وقد أفصح الصحابة رضي الله عنهم بالتوقيف بقولهم ..... أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يعلمهم العشر فلا يجاوزونها إلى عشر أخرى حتى يتعلموا ما فيها من العمل وجائز أن يعلمهم العشر كاملة في فورٍ واحد ومفرقا في أوقات .... وكيف كان ذلك ... فعنه أخذوا رؤوس الآي آية آية .

وإذا كان ذلك كذلك ... ولا يكون غيره ... بطل ما قاله من قدمناه وصح ما قلناه ... وكذلك القول عندنا في تأليف السور وتسميتها وترتيب آيها في الكتابه أن ذلك توقيف من رسول الله صلى الله عليه وسلم وإعلام منه به لتوفر مجيء الأخبار بذلك وأقتضاء العاده بكونه كذلك وتواطؤ الجماعه وأتفاق الأمه عليه وبالله التوفيق . " أنتهى


وأختلاف هذه الأعداد للأيات بسورها .. هو أختلاف ليس فيه زياده أو نقص .. بل هو إعادة هيكلة الأيات بالسورة وفق القراءه التي تلقها من الرسول عليه الصلاة والسلام ولأوضح هذا سأضرب مثلا بسيط :

سورة الأخلاص

مدني أول ومدني أخير وبصري وكوفي .. هكذا عُدت :

قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ( 1 ) اللَّهُ الصَّمَدُ ( 2 ) لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ ( 3 ) وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ ( 4 )

مكي وشامي هكذا عُدت :

قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ( 1 ) اللَّهُ الصَّمَدُ ( 2 ) لَمْ يَلِدْ ( 3 ) وَلَمْ يُولَدْ ( 4 ) وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ ( 5 )


رأيتم كيف أن العدد هو أعادة هيكلة الأيات بالسورة وليس فيها أي زياده أو نقصان ..

قال أبو عمرو الداني – رحمه الله تعالى –

باب ٌ

ذِكرُ السَّندِ الذي أدّى إلينا هذه الأعداد عن هؤلاء الأئمة

فأما عدد أهل المدينة فحدثنا به أبو الفتح شيخنا قال : أخبرنا أحمد بن محمد قال : أخبرنا أحمد بن عثمان قال : أخبرنا الفضل بن شاذان قال : أخبرنا محمد بن عيسى عن خلف بن هشام عن أهل الكوفة عن أهل المدينة ولم يسمِّ أهل الكوفة في ذلك أحدا بعينه يسندونه إليه

وأما عدد أهل المدينة الأخير فحدثنا به فارس بن أحمد قال : أخبرنا أحمد بن إسماعيل قال : أخبرنا أبو الرازي قال : أخبرنا الفضل قال : أخبرنا محمد بن عيسى عن خلف بن هشام عن إسماعيل بن جعفر عن سليمان بن مسلم عن أبي جعفر وشيبه .

وأما عدد أهل مكه فحدثنا به أيضاً فارس بن أحمد قال : أخبرنا أحمد بن محمد قال : أخبرنا أحمد بن عثمان قال : أخبرنا الفضل قال : كتب إلي ابن أبي بزة بخطه وقال : أرويه عني . عن عكرمة بن سليمان عن شبلٍ وإسماعيل عن عبدالله بن كثير عن مجاهد عن ابن عباس عن أبيِّ بن كعب فواتح السور .

قال الفضل : وكتب إلي من أثق به من أهل مكه بعواشر أهل مكه فاتفقت مع ما أصبت في كتبٍ عنهم .


وأما عدد أهل الكوفة عن أنفسهم فحدثنا به فارس بن أحمد أيضاً قال : أخبرنا أحمد بن محمد قال : أخبرنا أبو بكر الرازي قال : أخبرنا أبو العباس المقرئ قال : أخبرنا محمد بن عيسى قال : ذكر لي خلف عدد أهل الكوفة خاصه عن نفس سُليم بن عيسى الحنفي سمعه منه ورواية الكسائي عن حمزة ذكره لي نصير بن يوسف النحوي سمعه الكسائي من حمزة وقال لي نصير سمعت العدد من الكسائي مراراً .

قال الحافظ وعرضت أنا رؤوس الآي والخموس والعشور على عدد أهل الكوفة من أول القرآن إلى آخره مرتين على شيخنا أبي الفتح نضر الله وجهه ، وحدثني بذلك عن أصحابه بالأسناد المتقدم .

وأما عدد أهل البصرة فحدثنا به أبو الفتح أيضاً قال : أخبرنا أحمد بن محمد قال : أخبرنا أحمد بن عثمان قال: أخبرنا الفضل قال: أخبرنا أبو الحسن المقرئ قال: أخبرنا عقبه بن مكرم قال : أخبرنا هيصم بن الشداخ قال : أخبرنا عاصم الجحدري قال الفضل : وأتفق عطاء بن يسار المدني وعاصم الجحدري في العواشر وجمل الآيات .

وأما عدد أهل الشام فحدثنا به أبو الفتح أيضا قال : أخبرنا أحمد بن محمد قال : أخبرنا أحمد بن عثمان قال : أخبرنا الفضل قال : أخبرنا أحمد الصفار قال: أخبرنا عبدالله بن ذكوان قال : أخبرنا أيوب بن تميم القارئ عن يحي بن الحارث الذماري .

قال الحافظ وحدثني إبراهيم بن خطاب اللمائي قال : أخبرنا أحمد بن خالد قال: أخبرنا سالم بن الفضل قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم بن أبي حسان قال: أخبرنا هشام بن عمار قال : أخبرنا سويد بن عبدالعزيز قال: سألت يحي بن الحارث الذماري عن عدد آي القرآن فأشار إليّ بيده اليمنى ستة آلاف ومئتان وست وعشرون آيه بيده اليسرى .


فرشَ عدد آي السور :


http://www.flashfp.net/uploader/modules/up-pic/pic/uploads/c4d3df7b81.jpg

مجدي
12-10-2005, 06:38 PM
جزاكم الله خيرا أخي وعدد الايات مهم في قراءة ورش حيث ان نهاية الاي لها علاقة بالامالة عند تعلقه بآخر الاية .