المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : رد على موضوع أعراق النساء والقول المنسوب للشافعي رحمه الله



صلوا على رسول الله
06-01-2012, 12:28 AM
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
إن هذاالقول المنسوب للشافعي رحمه الله يتنافى عقلا وشرعا مع ما تعلمه الشيخ ونشاء عليه من كتاب الله وسنة رسوله وعلم الفقه والحديث
ولست أهلا لأدافع عن هذا العلم العظيم والنجم الساطع الذي يقتدى به رحمه الله
وقد شهد له من هو خير مني رحمه الله
وهذا القول لايصح أن ينسب لأي عالم فإنه يترتب عليه من أحكام وحدود وقد يتكلم بها السفها ليدحضوا بها الحق
وهي جملة وتفصيلا تتنافى مع ما جاء في كتاب الله وسنة رسوله
خذ مثلا
عندما تدخل الرسول صلى الله عليه وسلم لفض الخلاف الذي طرأ بين عدد من الصحابة في حادثة الإفك وتنادوا بالنصرة لأهل بيتهم وقرابتهم وقريتهم، فقال أحدهم: يا للمهاجرين، وقال الآخر: يا للأنصار، كان الحسم النبوي يتجه إلى أكثر عنصر يمكن أن يسبب خلافاً أو نزاعاً أو انقساماً مستمراً داخل تركيبة المجتمع الإسلامي الحديث، ألا وهو التعصب للقبيلة أو القرية، فقال صلى الله عليه وسلم: «أبدعوى الجاهلية وأنا بين أظهركم؟ دعوها فإنها منتنة».. هذه الدعوة جاءت على الرغم من أن مصطلحي المهاجرين والأنصار اللذين تداعا بهما الصحابيان هما مصطلحان حديثان داخل المجتمع ولم يكن لهما إيحاءات سلبية في الخطاب الإسلامي، بل كان الجميع يفتخر بهما.
فَقَالَ
دَعُوهَا فَإِنَّهَا مُنْتِنَةٌ
فذكر النسب أو الوطن
على سبيل الإفتخار والتكبر على الآخر
من دعاوى الجاهلية التي أبطلها الإسلام

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
لا فضل لعربي على أعجمي ولا لعجمي على عربي
ولا أبيض على أسود ولا أسود على أبيض ولا غني ولافقير
إلا بالتقوى الناس من آدم وآدم من تراب

وقال الله تعالى
إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ
( الحجرات : 13 )
فالأكثر تقوى هو الأكرم عند الله ولو كان عبداحبشيا
والأنساب لا تغني شيء عن العبد
فعم رسول الله أبو لهب لم يغني عنه نسبه شيئا
وكان مولى رسول الله زيد بن حارثه عبد مملوك وأبنه أسامة أصغر قائد جيش في التاريخ كانت أمه سوداء
وهم رضي الله عنهم من قال فيهم رسول الله والله إنه لخليق بالامارة كما كان أبوه خليقا بها

قلت ذلك لأن البعض منـــا لايزال ينخر في عباب عظامه دعوى الجاهلية, ومتى كان الإسلام يقوم على عصبية في منكح أو نصرة أو مأوىء...

عن أبي ذر رضي الله عنه قال : ساببت رجلاً فعيرته بأمه ، فقال لي النبي صلي الله عليه وسلم ( يا أبا ذر أعيرته بأمه؟ إنك امرؤ فيك جاهلية ، إخوانكم خولكم جعلهم الله تحت أيديكم ، فمن كان أخوه تحت يده فليطعمه مما يأكل ، وليلبسه مما يلبس ولا تكلفوهم ما يغلبهم ، فإن كلفتموهم فأعينوهم) أخرجه البخاري .
وللحديث قصة ..
- فيا تري ما قصة هذا الحديث ؟
- فقصة هذا الحديث يحكيها مطلع هذا الحديث، حيث روى عن واصل الأحدب عن المعروف قال : لقيت أبا ذر بالربدة – وهو موضع بالبادية بينه وبين المدينة ثلاثين ميلا من جهة العراق – وعليه حلة وعلي غلامة حلة ، فسألته عن ذلك ؟
- وفي رواية : فقلت :يا أبا ذر،لو أخذت الذي على غلامك فجعلته مع الذي عليك لكانت حلة.
المعني الإجمالي للحديث
- حدث أن وقعت مشادة ومشاحنة بين رجلين من خيرة أصحاب النبي صلي الله عليه وسلم وهما أبو ذر الغفاري وبلال بن رباح رضي الله عنهما ، فكلمة من هنا وكلمة من هناك دخل بينهما الشيطان ليوقع بينهما العداوة والبغضاء، فتشاتم الرجلان وتسابا.. فاستغضب أبو ذر فغضب.. ويا ليته عندما غضب جلس إن كان واقفا.. أو اتكأ إن كان جالساً.. أو قام فتوضأ حتى يطفي ماء الوضوء ثورة نار الغضب عنه.
- ولكن ما كان من الرجل إلا أن أخطأ في حق صاحبة وقال: له يا ابن السوداء يعيره بأمه وكانت أمه أعجمية.. فما كان من بلال إلا أن ذهب إلي رسول الله فشكا له أبا ذر وما حدث منه ، فدعاه ووبخه ، وهو غاضب منه غضب الحريص علي واحد من أمته حبيب إليه إن يدنس نفسه بصفة من صفات الجاهلية القبيحة ، أو إن يستجيب لنداء الشيطان اللعين الذي أيس أن يعبد من هذه الأمة العظيمة ولكن في التحريش بينهم وبعث نار العداوة والبغضاء بينهم.
- فلم يمنع رسول الله حبه لأبي ذر أن يقسو عليه قسوة الرحيم به.. وبصريح العبارة التي لا مداراة فيها ولا مجاملة يقول: له انك امرؤ فيك جاهلية.. أي رغم إسلامك وبذلك في سبيل الله وعطائك إلا أنه لا يزال فيك صفة من صفات الجاهلية الذميمة ، وخصلة من خصالها القبيحة.. لا يسلم إسلامك ولا يصفوا إيمانك حتى تدعها.
- وهكذا يضع رسول الله يد أبي ذر علي الداء الذي هو فيه حتى يسهل له تقبل الدواء الشافي.. الذي إن وقع علي الداء برئ منه بإذن الله.
- ثم بين له أن العبيد أو الخدم أو ما شابههم لم يخرجوا عن كونهم أخواناً للسادة والكبراء أو أصحاب المال الأغنياء.. أخوانا لهم في الإنسانية.. وما علي السادة والأغنياء إلا أن يعاملوهم أحسن معاملة في المأكل والمشرب والملبس ونهي أن يكلفوهم فوق طاقتهم ولا وجب عليهم أن يعينوهم ويساعدوهم .
هذا هو ديننا
- الذي أرس قواعد العدل ووضح موازين المساواة بين الناس كل الناس أبيضهم وأسودهم ، أعلاهم وأوضعهم.. كبيرهم وصغيرهم ..أعربهم وأعجمهم ، أغناهم وأفقرهم.. الكل في الميزان سواء.. لا تفاضل بينهم إلا بالتقوى والعمل الصالح فالأتقى قلباً والأرجى عملاً هو الأكرم عند الله تعالي.. وهو المقرب المحمود وأن كان عبد جيشاً ، والأشقي قلباً والأسواً عملاً هو المبعد الطريد وإن كان شريفاً قريشاً .
هذا هو دينناً
- الذي يأخذ الحق للضعيف وينتصر للمظلوم، فلا محاباة لشريف ولا هضما لحق ضعيف ، لا مجاملة لأبيض عربي علي حساب أسود عجمي فالقوي عنده ضعيف حتى يأخذ الحق والضعيف عند
- قوي يأخذ الحق له .
هذا هو ديننا
- الذي راعي في قواعده وأصوله مبدأ الإنسانية وراعي مبدأ العدل في التعامل حتى مع غير المسلمين (ولا يجرمنكم شنآن علي أن لا تعدلوا أعدلوا هو أقرب للتقوى واتقوا الله إن الله خبير بما تعملون)
- فالناس كلهم إخوة في الإنسانية (إخوانكم خولكم جعلهم الله تحت أيديكم).. فليس معنى أنني صاحب مال أو رجل أعمال أو وزير أو أمير إن استعلي علي من هو أجير عندي أو عامل تحت يدي فأحقره أو أظلمة فما هؤلاء العبيد وما أولئك الخدم أو الأجراء إلا أخوانا لنا في الإنسانية.. من دم ولحم وروح وأحاسيس ومشاعر.. كل ما هنالك أن الله حرمهم المال أو الجاه أو السلطان وأعطاه لكم يا أصحاب المال أو الجاه أو السلطان فتنة لكم واختباراً .
وهذا هو ديننا
- صلوات ربي وسلامه عليه الذي كان لا يغضب لنفسه قط.. وإنما يغضب لله.. يغضب إذا انتهكت حرمة من حرمات الله.. أو ضيع فرض من فرائضه.. أو أعيد إحياء أمر من أمورا الجاهلية قد دفنه رسول الله تحت قدمه فيغضب لذلك.. فيحمر وجهه وتنفخ أوداجه وينطلق لسانه ويعلوا صوته موبخا ومؤدبا ثم ناصحا ً وموجها ً (يا أبا ذر أعيرته بأمه إنك امرؤا فيك جاهلية إخوانكم خولكم جعلهم الله تحت أيديكم.. الحديث)
هذا هو ديننا
- صلي الله علية وسلم والذي يعلم أنه لا يجوز في حقه أن يؤخر البيان عن وقت الحاجة ، بل أنه يعرف كيف تكون إدارة ألازمة وقد أتاه بلال مظلوماً معيراً بأمة يريد منه أن يأخذ له حقه هذا طرف في القضية.
- ثم الطرف الأخر أبو ذر الغفاري قد تعدي وظلم وعير، وأبو ذر حبيب إلي قلبه ولكن الحق أحب إليه.. ولابد أن يبين وجه الحق في القضية ويرد للمظلوم مظلمته.. وأن يقول للظالم أنت ظالم وفيك من أمور الجاهلية ويقسو عليه لا ليتشفي منه ، بل ليرحمه.
قسا ليزدجروا .. ومن يك حازما .. يقس أحياناً علي من يرحم
- ولو لم يفعل صلي الله عليه وسلم لظل أثرها في نفس بلال مدي حياته ، فما أقسى الإحساس بالظلم.. فنعم المعلم هو صلي الله عليه وسلم ونعم المؤدب ونعم المربي.
هذا نبينا
عليه أفضل الصلاة وازكي التسليم ، يضرب لنا أروع المثل للمدير الناجح والذي وجه أبا ذر رضي الله عنه إلي مبدأ عظيم وواجب مهم من واجبات إدارة الأفراد ألا وهو مراعاة البعد النفسي للفرد أو العامل ) أو بمعنى آخر رفع الروح المعنوية للعامل .
- وذلك يتضح من قوله ( فمن كان تحت يده فليطعمه مما يأكل وليلبسه مما يلبس ولا تكلفوهم ما يغلبهم فإن كلفتموهم فأعينوهم ) ويا لها من عقلية فذة وتفكير ناضج رشيد في الإدارة والتوجيه.. وفعلا إذا ما استقرأنا الواقع رأينا ما يزيدنا يقينا وثقة في صدق نبينا صلي الله عليه وسلم.. فصاحب المال أو المدير الذي ينزل إلي مستوى العاملين.. ويشعرهم أنه واحد منهم غير متميز عليهم.. يأكل مما يأكلون.. ويشرب مما يشربون ويلبس مما يلبسون.. بل يراعى نفسيا تهم فيصرف لهم مثلا وجبة.. أو ييسر عليهم فيجعل لهم أوقات للراحة.. أو لا يكلفهم فوق طاقتهم.. وإذا ما رأي منهم ضيقا من كثرة التكاليف والأعمال خفف عنهم.
- ذلك المدير الذي يراعي كل ذلك فهو بحق المدير الناجح الذي يخلف الله عليه بمعدل إنتاجية عال.. ثم إنه ليحظى بمحبة وتقدير لدي جميع العاملين معه.
هؤلاء هم أصحاب نبينا
- نعم إنهم بشر ، يعتريهم ما يعتري البشر ، يغضبون ويحزنون ويضحكون كما يضحك البشر.. ولكن الفارق الجوهري بينهم وبين سائر البشر إنهم سريعا ً ما يرجعون ويندمون.. وبخطئهم يعترفون.. وإذا ما غضبوا يغفرون.. وإذا ما ذكروا يتذكرون.
- وهذا أبو ذر وهو واحد منهم عندما صوبه النبي خطأه لم يكابر أو يقل هو الذي أخطا في حقي أولا ً.. وإنما كان رد فعله سريعا ً أن وضع خده علي الأرض.. وقال لا أرفعه حتى يطأه بلال بقدمه علي مرأى ومسمع من الصحابة.
- وما كان من رد فعل بلال المعير بأمه من قريب إلا أن عفا ونسى الخطأ في حقه.. وقال ما كان لي إن أطأ وجها سجد لله.
- إنها الأخلاق الرفيعة التي رباهم عليها صاحب أرفع خلق وأسماه محمد صلي الله عليه وسلم.. ويمكنك أن تنظر إلي أبي ذر وتستمع إلي قوله وهو يقول: ساببت رجلا ً فلم يسمى في الحديث الرجل.. وإنما قال رجلا وهو يقص القصة بعد حين من الدهر.. تأدبا مع صاحبه بلال وخوفا ً عليه من أن يحتقره السامع .
- فرضي الله عنهم وأرضاهم وأنعم بهم من جيل اختارهم الله لصحبة نبيه صلي الله عليه وسلم فكانوا خير سلف لمن أراد أن يقتدي بهم . اللهم أجعلنا ممن يقتدي بهم ويتبعهم بإحسان


واليوم ونحن في بدايات القرن الحادي والعشرين والأمة الإسلامية تواجه تحديات داخلية وخارجية عظيمة، فهناك أجزاء من بلاد المسلمين تحت الاحتلال، والتخلف العلمي والتقني والثقافي يضرب أطنابه ويجعل المسلمين يعيشون عالة على الحضارات الأخرى التي تنتج الغذاء والدواء ووسائل النقل والاتصالات، وهم يستنزفون خيرات بلادهم دون أن يتمكنوا من العيش بكسب أيديهم كما تفعل الأمم الأخرى.. في هذا اليوم ترتفع وتيرة الخلاف الطائفي ويتنادى بعض من يفترض فيهم الحكمة والفهم والإدراك لعواقب الأمور لإثارة الفتنة وإثارة من يبحث عن مجد ضائع بين ركام الأحداث والمجازر هنا وهناك.
وهي دعوة لكافة المؤسسات الإعلامية والتربوية ضد هذه الدعوات التي تثير التحزب والانقسام والتشرذم من كافة الأطراف وأن يتم رصد تلك الدعوات والتنديد بها حتى يستنكرها الناس، ومحاولة احتواء تسرب هذا الفكر وتغلغله في المجتمعات المسلمه وفي منابر الخطابة،لأن المسلمون كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضا وإذا أشتكى منه عضو تداعى له سائر الاعضاء بالسهر والحمى حتى نستطيع أن نبني بلادنا وأن نقدم نموذجاً عملي مشرفا للتعايش من خلال إحترام الآخرين داخل المجتمع قبل أن نحترم العالم الخارجي، وعلينا أن نعي أن العالم ينظر إلينا اليوم من زوايا مختلفة بعضها سلبي وقائم وبعضها إيجابي وحضاري، والأكثر من ذلك ينتظر كيف نقدم أنفسنا للعالم في هذا الزمن العصيب

المَاسَّةُ قُرطبة ©™
06-02-2012, 12:05 AM
الحمدلله وبعد:

جميل جداً لم الاحظ الموضوع انفتح هنا امتداداً لموضوعي وهذا شيء طيب.

انظر يا رحمكم الله ان التأصيل عندكم في المسألة ضعيفة جداً وهي من ابواب شتى!!

اولها مسألة تفضيل العربي على الاعجبي فهذا لا ينافي قول الامام الشيخ ابن تيمية الذي ذكر ان جنس العرب مفضل عن جنس العجم!!
يعني اعتقد ان الائمة بإجماعهم هذا لا ينافي قول الرسول ولا اعتقد انه يخفي عليهم قول نبينا الكريم عن هذه المسألة!!!

فلاحظ ضعف تأصيلك فهنالك قاعدة في فهم هذه الامور وهي جمع بين الظاهر المتناقض!!

ممكن قبل ما ابدي تعليقي على كلامك بنسف هذه العبارة انتساباً للامام الشافعي ماذا تعرف عن هذه القاعدة؟!

ثانياً العبارة لم ينسفها احد او يسقطها حتي تأتينا انت وتقول ما تقول!!
وثالثاً العبارة سُيقت الينا من قبل مصدر موثوق والذي نحن نريده ونتباحث عنه كمحققون ان شئنا ان تقول هو السند!!

اما متن العبارة ومضمونها فلها فيها عبر لمن يريد ان يرها عبرة يستفيد مها!!
واجد من السطيحة بمكان قولكم ان العبارة ساقطة!!!

وانتظر اجابتك عن السؤال فضلاً لا امراً.
وشكراً.

مشرف 9
06-02-2012, 12:15 AM
ليس من الحسن بعد إغلاق الإدارة لموضوع أن يتم فتح آخر لنفس القضية !
ولو رأت الإدارة أن القائمين على النقاش أهلا للتأصيل شرعا لتركته !
فعذرا أخواتنا الكرام ,
وإن كان للأخت ألماسة قرطبة رأي وتأويل للمقولة فنرجو أن تضعه في موضوع في القسم الخاص للنظر فيه , فهذا أفضل من إشعال الحوار بما لا حس فقهي فيه البتة بل يُفرق ولا يُجمع
وشكرا على التفهم
وملحوظة للأخت ألماسة قرطبة , الفاصلة والرموز في آخر اسمك تمنع من استقبالك للرسائل الخاصة