المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : انواع الاعجاز فى القرأن الكريم



حامل اللواء
06-02-2012, 02:06 AM
السلام عليكم و رحمه الله و بركاته

فى هذا الموضوع اريد ان يدخل كل عضو و يكتب نوع من انواع الاعجاز فى القرأن الكريم مع ذكر بعض الامثله ليكون الموضوع ماده مركزه من الادله الدامغه على صحه الاسلام فلا نترك مجال للملحد ان يتلاعب بذيله و نقيم عليه الحجه باذن الله

و من المعروف ان الملحد سنقول له فى النهايه كالعاده ، فبهت الذى كفر :)

فى انتظار اضافتكم القيمه باذن الله

المَاسَّةُ قُرطبة ©™
06-02-2012, 02:26 AM
الحمدلله وبعد:

شاكرة لهذا الموضوع القيم ومن بعد الإذن لابد من تنبيه في ما يخص الاعجاز العلمي:
اولاً: لابد من الحذر في تعليق النصوص القرآنية او الاحاديث النبوية وهذا يُعد استهتاراً بديننا الحنيف والزخم الكبير الذي يولده البعض عن غير دراية علمية ولا اكديمية يكسرون من حيث أرادوا ان يجبروا!! وهذا يعد انزالاً للأدلة في غير منزلها!!

واسوق اليكم مثالاً كي يتضح المقال:
قال احد الدكاترة توضيحاً لهذه المسألة
مثلا: يخرج علينا إنسان باكتشاف مذهل وهو أن نسبة كلمة ماء إلى كلمة أرض فى القرءان هى 71% إلى 29% وهى نسبة الماء إلى اليابسة على ظهر كوكب الأرض بعد حذف كيت وكيت, ما هذا التكلف والكلام الفارغ؟؟؟؟!!!

وهذا هو ما جعل الكفرة والملحدين يسخرون منا, ونحن من يسرنا لهم ذلك بما نقوله من تفاهات, ولذا فعند نشر أى موضوع حول الإعجاز العلمي:

ينبغى أن يكون الموضوع حقيقيا بغير تكلف, أو لى لأعناق النصوص, أو افتراء على النص.


ونعم كلنا يعلم ما للقرءان والسنة المطهرة من إعجازات علمية هائلة, جعلت الكفرة يقفون عاجزين أمام هذه المعجزة الباقية إلى يوم الدين بفضل الله, وكثير من الكفار يدخلون اليوم فى دين الله أفواجا لما يرونه من إعجاز القرءان العلمي ومع هذا فلابد من التأصيل.

ولي عودة للمشاركة في موضوعكم القيم.
بوركتم.

حامل اللواء
06-03-2012, 03:05 PM
جزاك الله خيرا اختنا الكريمه

هل من مشارك يرعاكم الله ؟؟؟

ابن النعمان
06-03-2012, 05:09 PM
مشاركة سابقة :
رغم كون جميع جوانب الاعجاز فى القرآن غير قابلة للرد عليها الا ان بعض الملحدين واصحاب المذاهب المشوهة يماطلون فيها رغم الاثبات العلمى وما تمليه عليهم الموضوعية وانا اعتقد تماما بان لكل جانب من جوانب الاعجاز فى القرآن الكريم له جانب اخر لا يقبل الجدال او المماطلة ولقد حدث اجتهاد فى هذا الموضوع للبحث عن بعض هذه الجوانب بعيدا عن الحقائق العلمية وتحقق الاخبار الغيبى .
جوانب اخرى من جوانب اخرى من الاعجاز
اولا : الاعجاز الغيبى :
بالنسبة للتحدى على الاتيان بمثل القرآن :
1- بالنسبة للتحدى على الاتيان بمثل القرآن نجد ان الاعجاز ليس فقط فى التحدى , ولكن فى اعلان وعرض هذا التحدى الذى يحمل فى طياته ثقة بالغة لا يمكن ان تتاتى الا لنبى او رسول فى تحقق العجز عن الاتيان بالمثل المطلوبن , رغم الاحتمال الغالب و القائم بل اليقينى بان ياتى احد الجاهلين بكلام فارغ ويدعى كاذبا بانه معارض او مماثل للقرآن ويمكن لجاهل اخر ان يتبعه ويمشى وراءه فيتشكل حزب ياخذ فى الاتساع ويمكن ان نتخيل ما سوف يترتب على ذلك من حدوث بلبلة وخلط مع الانتباه والتذكير بان هذا الاحتمال كان يملك فى السابق كل اسباب القوة (من حافز وخبرة ومقدرة لغوية ومال وعتاد) ومع كل ذلك لم يحدث بصرف النظر عن كون ذلك اعجاز او تعجيز فاحدهما ناتج عن القدرة الالهية والاخر ناتج عن العلم الالهى وكلاهما يؤكدان على المصدر السماوى واذا تم فتح المجال لمعارضة القرآن كما حدث مع مسيلمة الكذاب وغيره من الحمقى فلم يحدث هذا الا ليتم الحكم عليها وعليه ممن هم اهل للحكم والتقييم واساطين للادب والبلاغة فى زمن لا يقارن للفصحاء والبلغاء لن يتكرر ليقروا على ماذا ؟ على وضع هذه المعارضات فى مزبلة التاريخ , شهادة خالدة يعلم منها كل انسان يجد فى نفسه مقدرة على معارضة القرآن ان ذلك ليست مقدرة بل تلبيس شيطانى و اختبار واستدراج لمن لا يعى الدروس التاريخية وما حدث لاهل مكة من عجز مع قدراتهم اللغوية ومن يجادل فى هذه النقطة فليقرأ مرة اخرى ما قاله الامام الغزالى والباقلانى والرافعى.
2- الاعجاز لا ينفك عن الطريقة المستخدمة لاظهاره وتمثلت فى ذلك التحدى الرائع على الاتيان بالمثل , ليصبح الاعجاز محيط بكل الجوانب , فلو تم عرض القرآن للتقييم والحكم لدى الاطراف المعنية دون هذا التحدى , لتفاوتت الاراء واختلفت , ولتداخلت فيها الاهواء والنزوات والنزعات والقناعات والمقاييس الشخصية , مما سوف يؤثر على موضوعية الحكم بالسلب ويجعله اقرب شىء الى النسبية لا الطلاقة , لذلك حسم القرآن الامر فى ذلك مطلقا , بذلك العرض الحاسم و المعجز ... الذى اظهر الاعجاز مع الكثير من الضمانات التى تضمن للحكم والتقييم البعد عن تداخل الاهواء او المماطلة والتحامل و التعصب واستخدام القناعات والمقاييس الشخصية
3- بالنسبة لعرب الجاهلية "دفع تحدي المتحدي بنظم كلام أهون من الدفع بالسيف مع ما جرى على العرب من المسلمين بالأسر والقتل والسبي وشن الغارات، ثم ما ذكروه غير دافع غرضنا، فإن انصرافهم عن المعارضة لم يكن إلا بصرف من الله تعالى، والصرف عن المقدور المعتاد من أعظم المعجزات، فلو قال نبي آية صدقي أني في هذا اليوم أحرك أصبعي ولا يقدر أحد من البشر على معارضتي، فلم يعارضه أحد في ذلك اليوم، ثبت صدقه، وكان فقد قدرتهم على الحركة مع سلامة الأعضاء من أعظم المعجزات. وإن فرض وجود القدرة ففقد داعيتهم وصرفهم عن المعارضة من أعظم المعجزات، مهما كانت حاجتهم ماسةً إلى الدفع باستيلاء النبي على رقابهم وأموالهم، وذلك كله معلوم على الضرورة". (الاقتصاد فى الاعتقاد)
4- كل النبوءات التى اخبر بها القرآن حدثت وتحققت ولم تقتصر على عم الرسول صلى الله عليه وسلم فقط بل امتدت لتشمل الوليد بن المغيرة وفتح مكة وانتصار الروم وما تحدث به النفس لدون فتح مجال للنسخ , لتصبح هذه القضية قضية منتهية , فنحن امام حقيقة مفادها ان القرآن قد خرق الغيب .
وخرق الحواجز سواء كانت النفس او الزمان او المكان لن يكون بصورة افضل من هذه الصورة :
اخبار بقترن بالتحفيز والاستفزاز لتضافر الهمم بالنسبة للجانب المقابل للعمل على عدم التحقيق او الاستخدام المعاكس حتى تكون النتيجة السابقة (خرق القرآن للحواجز) فى اقوى وابهى صورها .
اما التصورات المندرج تحتها احتمالات تتردد بين ممكن , ولو لفتح مجال للنسخ فلن تغير هذه الحقيقة او تفتح ملف لقضية منتهية , وما هى الا تلبيسات شيطانية تكررت بنفس السيناريو للعديد من الاشخاص لتدل على وحدة السينارست .
كما ان السورة والايات الكريمة التى حملت فى طياتها هذه التنبوءات لا تتضمن وعد او وعيد مسبوق بشرط او قيد , كأن يقال بالنسبة لعم الرسول ان لم ينتهى او ان لم يؤمن سيصلى النار , كما ورد فى قوله تعالى "وَلَا تَقُولُوا ثَلَاثَةٌ انْتَهُوا خَيْرًا لَكُمْ إِنَّمَا اللَّهُ إِلَهٌ وَاحِدٌ" وقوله تعالى "لئن لم تنتهوا لنرجمنكم وليمسنكم منا عذاب اليم ".
مما يعنى ان الامر كله كان معنيا بالنهاية بصرف النظر عن اى شىء اخر , فالسورة الكريمة لم تتضمن انذار او تحذير للتحفيز على الدخول فى الايمان , ولم تتضمن حكم يحتمل التخفيف انما ما تضمنته اقرار واخبار بنهاية محتومة .
وهناك ايات كثيرة تتضمن ما لم تتضمنه السورة الكريمة مما ذكرنا , وبالتالى تفتح مجال لاحتمالات اخرى تندرج تحت الناسخ والمنسوخ , واى قارىء للقرآن يمكنه التفريق بين ذلك وذلك , سياق يحتمل النسخ وسياق لا يحتمل ذلك ومن المعروف ان النسخ جائز شرعا نظرا لاختلاف وتفاوت الظروف والحاجة الى التدرج من الاسهل الى الاصعب او من الاصعب الى الاسهل .
واخيرا : اخبار عم الرسول صلى الله عليه وسلم او الوليد بمصير لا يقترن معه شرط او قيد لرفعه يمنع ان يكون هناك مجال للنسخ وبالتالى يحسم الامر .

ابن النعمان
06-03-2012, 05:13 PM
ثانيا : الاعجاز العلمى :
1- الاعجاز العلمى للقرآن الكريم لا يقتصر على التطرق للاسرار العلمية والانسانية والعلمية بل يمتد ليشمل ما يتعلق بها من الفاظ ومعانى واساليب غير مسبوقة بصرف النظر عن الاعجاز ذاته , فمعارض القرآن لن يدور فى خلده الحديث عن مراحل نمو الجنين او كروية الارض او وجود كائنات اخرى لا نعلمها ويمكن ان نتصور لو لم يقل القرآن : "وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَّهَـا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ" فهل كان يمكن لاى انسان ان يأتى ويتكلم عن هذه النقطة او تصل افكارة لهذه الالفاظ او اجتهاده لهذا الاسلوب او خلفيته لهذا العلم , و اذا لم يتكلم القرآن عن المستقبل بصيغة الماضى كما ورد فى العديد من الايات الكريمة كقوله تعالى فى سورة النحل : " أَتَى أَمْرُ اللَّهِ فَلا تَسْتَعْجِلُوهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ " وقوله تعالى فى سورة ق : " ونفخ في الصور ذلك يوم الوعيد " , اشارة الى نسبية الزمن وعدم جريانه على رب العالمين لترفعه عليه وتنزهه عنه , فهل يمكن ان يأتى انسان ويخوض فى هذه النقطة فالمستقبل بالنسبة لله كالماضي بالنسبة لنا (ولله المثل الأعلى)، فالله تعالى ليس مثلنا ينتظر يوم القيامة، بل كل شىء حدث بالنسبة اليه وانتهى لكونه سبحانه وتعالى، فوق الزمان , فهو يراه ويرى كامل محتواه من احداث وتغيرات فى نفس اللحظة لا فرق عنده بين ماضى او حاضر او مستقبل , لذلك أراد ملك الملوك أن يؤكد هذه الحقيقة فجاء الحديث عن يوم القيامة بصيغة الماضي بأسلوب فريد متفرد يتميز به القرآن وفيه يتفرد، لا يمكن ان يصل اليه تفكير الانسان او الجان قبل نزول القرآن , وهذا اكبر دليل على كون القرآن منزل من عند الله، وليس كلام بشر، لأنه لو كان كلام بشر لكان العرب أول من يستغرب وينفر ويبتعد عن هذا الأسلوب (وبالتالى لن يخطر لهم على بال او تشمله معارضة محتملة باى حال من الاحوال) ، وبالرغم من كونه أسلوب غير مألوف لديهم إلا أنهم استجابوا له وعجزوا عن الإتيان بمثله وهذا من إعجاز القرآن. وبعد نزول آية التحدى كان هناك فضاء ومجال واسع للاتيان بآية (حتى ولو من ناحية مماثلة الالفاظ والاساليب بصرف النظر عن الاعجاز العلمى ذاته) مثل القرآن لو كان الانسان لديه قدرة او خلفية للخوض في مثل هذه الاسرار فان لم يتكلم عن مراحل نمو الجنين او كروية الارض او وجود كائنات اخرى لا نعلمها كالفيروسات والكائنات الدقيقة , فيمكن له ان يتكلم عن حركة الجبال اومواقع النجوم وجريان الشمس ونشوء الكون ونسبية الزمن , حتى ولو كانت هذه الاسرار محاطة بكثير من الاخطاء فيكفى كونها تشتمل على نفس الالفاظ والاساليب ومتماشية مع النسق والنهج الذى من المفروض انهم قد الموا ببعضه من سماعهم للقرآن واصبح لديهم فكره عنه .
ولكن ما حدث مع وجود كل هذه الافضية ؟ , حدث ان استمر القرآن فى الاخبار عن الاسرار , آية تتبعها آية , واستمر فى خرق الحواجز والغيبيات وما تخفيه القلوب فى ما وراء الحجب للزمان والمكان والنفس , واستمر على اسلوبه بسلاسة تامة دون ان يشذ او ينحرف او يحيد , وجميع البشر ينظرون ويشهدون على صدق القرآن دون ان يضيف احد منهم اضافة او يمسك عليه خطأ او يكذب له اخبار , مع عدم وجود مانع من ذلك او ذلك او ذلك , فكل الاسباب مواتية ومتاحة كما حدث مع الوليد ابن المغيرة وابو لهب من الاخبار بموتهما على الشرك .
2- كل الاسرار والخروقات التى ذكرها القرآن وحواها بين طياته فوق طاقة البشر وبعيدة تماما عن خلفياتهم العلمية والانسانية بل المقصود بها زمن اخر واناس اخرون حتى يتأتى الاعجاز فى ابهى صوره له , وان شئت فقرأ معى " وترى الجبال تحسبها جامدة وهي تمر مر السحاب صنع الله الذي أتقن كل شيء " فكيف يصلون الى اساليبها او الالفاظ المعبرة عنها وهى تحمل رسالة الى عالم اخر وزمن اخر ومن الغريب ان هذه الاية يستدل بها على الكثير من الاشياء المتعلقة بالقرآن الكريم مثل الحفظ وعدم القدرة على الاتيان او كسر التحدى وايضا اقرار مصدر القرآن الالهى فعندما نظر علماء التفسير لها وجدوا انفسهم امام امرين , حركة للجبال تخبر به الاية الكريمة وعدم حركة يقر بها البصر , اذن هناك تعارض بين الاخبار وبين الرؤية وما ترتب عليها من اقرار ولابد من التوفيق بين الاثنين لذلك فسرو الحركة بانها سوف تكون يوم القيامة بينما حال الجبال يوم القيامة تخبر به آية اخرى وردت فى سورة طه وهى قوله تعالى : (ويسألونك عن الجبال فقل ينسفها ربى نسفا)) فاذا كان القرآن غير محفوظ بقدرة الله تعالى لتم تحريف هذه الاية او ازالتها وفى اسرع وقت ممكن فهل هناك دليل ادق واوضح من ذلك على حفظ القرآن بقدرة الله تعالى
اذن التفسير كان منفث طبيعى لسلامة القلب وحماية للقرآن من العبث وتوفيق بين البصر والبصيرة هذا من ناحية الحفظ , اما من ناحية التحدى فى القدرة على الاتيان نجد ان الاخبار بشىء مخالف لما تراه العين مستبعد تماما عن تفكير اى انسان بل العكس هو الصحيح ببحث الانسان عن الاشياء التى تقرها كل الحواس وبالتالى لا يمكن ان ياتى انسان ويعارض القرآن من هذه الناحية وبالنسبة للمصدر لا يمكن ان يأتى بشر بشىء لا تقره الحواس لتدعيم موقفه الا اذا كان مؤيد من رب العالمين وان لم يكن ذلك , لكانت هذه الآية من افضل الادوات التى يمكن ان تستخدم للقضاء على الاسلام , فمن السهل على اى انسان ان يكذبها استنادا الى الرؤية البصرية ونتائج الرصد والكل يعلم ما سوف يترتب على هذا التكذيب .
يقول الدكتور مصطفى محمود فى كتابه حوار مع صديقى الملحد : "القرآن نزل قبل أكثر من 1400 سنة, ومع هذا فقد تعرض لجميع العلوم ولكن عن طريق اللمحات والإشارات التي تنير العقل, فلو توقف عندها بالشرح لصدم تلك العقول التي عاصرت نزوله ولما أدرك العرب أي شيء منه, كما أنه ليس بكتاب علوم فقط , بل هو كتاب عقيدة وتشريع ومنهج, فهو يظهر من آياته لكل جيل وعصر ما يناسبهم وقد قال الحق سبحانه ( سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق, أوَلم يكف بربك أنه على كل شيء شهيد ؟ ) 53 فصلت.
خذ عندك مثلا ً تكوير الكوكب , أوَلم يقل الله ( يكوّر الليل على النهار ويكور النهار على الليل ) 5 الزمر . وقال سبحانه ( حتى إذا أخذت الأرض زخرفها وازينت وظن أهلها أنهم قادرون عليها أتاها أمرنا ليلا ً أو نهارا ً فجعلناها حصيدا ً كأن لم تغن بالأمس ) 24 يونس. وقوله (ليلا ً أو نهارا ً) يعني أنه إن كان ليل في أحد نصفي الكوكب فهو نهار في النصف الآخر. وأيضا ً يقول الحق ( رب المشارق والمغارب ) 40 المعارج . ويقول ( رب المشرقين ورب المغربين ) 17 الرحمن. ولو كانت الأرض مسطحة لكان هناك مشرق واحد ومغرب واحد. وأيضا ً في القرآن يصف الله حديث العبد مع شيطانه يوم القيامة قائلا ً ( يا ليت بيني وبينك بعد المشرقين ) 38 الأعراف. وأبعد ما تكون المسافة بالأرض هي بين المشرقين نتيجة لكرويتها.
ثم تعال لأحدثك قليلا ً عن الجبال , ألم يقل الحق عنها بالقرآن ( وترى الجبال تحسبها جامدة وهي تمر مر السحاب صنع الله الذي أتقن كل شيء ) 88 النمل. وهي إشارة صريحة أن الجبال تسبح بالفضاء وبالتالي فالأرض كلها بجبالها تسبح بالفضاء. ولكن لو قلت هذا للبشر قبل 500 سنة لفزعوا منك فما بالك بالبشر قبل 1400 سنة.
ماذا عن السماء ؟ ألم يقل الحق عنها ( والسماء ذات الحبك ) 7 الذاريات . فالحبك تعني الطرائق, والآن علماء الفلك يعلمون أن السماء أشبه بطريق سريع والأقمار والكواكب والنجوم والمجرات . والحبك تعني أيضا ً النسيج المحكم, وهذا ما عرفه الإنسان بعد اختراعه للتلسكوبات العملاقة التي تكبر الصور لملايين المرات. وأيضا ً فيما يتعلق بالسماء فقد قال الحق ( والسماء ذات الرجع ) 11 الطارق. أي أنها ترجع كل ما يرتفع إليها, فبخار الماء ترجعه مطرا ً, وترجع الأجسام بالجاذبية الأرضية, وترجع الأمواج اللاسلكية بانعكاسها من طبقة الايونوسفير, كما ترجع الأشعة الحرارية تحت الحمراء إلى الأرض فتدفئها بالليل. وهي كما تعيد ما يرتفع من الأرض لها في أيضا ً ترجع ما يأتي من الإشعاعات من الفضاء الخارجي فلا يدخل الأرض مسببا ً الكوارث فهي تتصرف وكأنها سقف. ألم يقل الحق ( وجعلنا السماء سقفا ً محفوظا ) 32 الأنبياء. وأيضا ً قال سبحانه (والسماء بنيناها بأيد وإنا لموسعون) 47 الذاريات. وهو ما يعرف الآن باسم تمدد الكون المضطرد.
ماذا عن الذرة يا صديقي, ألم يكن الاعتقاد البشري بأنها أصغر مثقال, وأنها جوهر الفرد فلا ينقسم ؟ . ولكن بالقرآن قال الحق ( لا يغرب عنه مثقال ذرة في السموات ولا في الأرض ولا أصغر من ذلك ولا أكبر ) 3 سبأ. فمن كان يعلم ذاك الوقت أن الذرة قابلة للكسر والقسمة ؟"
ويقول الشيخ الشعراوى :
"في الماضي القريب توصل العلم إلى أن الذرة أصغر شيء في الوجود، وقد ذكر القرآن الذرة في مثل قوله:
{فمن يعمل مثقال ذرةٍ خيراً يره "7" ومن يعمل مثقال ذرة شراً يره "8"} (سورة الزلزلة)
وبتقدم وسائل البحث توصلوا إلى تفتيت الذرة أو شطرها، ووجدنا في الكون ما هو أقل من الذرة، فظن البعض أن هذه لا ذكر لها في القرآن، وظنوا أنهم تصيدوا على القرآن مأخذاً، ولو أمعنوا النظر في كتاب الله لوجدوا لهذا التطور العلمي رصيداً في كتاب الله حيث قال تعالى:
{وما يعزب عن ربك من مثقال ذرة في الأرض ولا في السماء ولا أصغر من ذلك ولا أكبر إلا في كتاب مبين "61" }
(سورة يونس)
والقرآن يقول (أصغر) لا صغير، فلو فتتنا أجزاء الذرة لوجدنا لها رصيداً واحتياطاً في كتاب الله، ألا ترى في ذلك إعجازاً؟

ابن النعمان
06-03-2012, 05:23 PM
مشاركة سابقة :
وبالنسبة للاعجاز العلمى دون الابتعاد عن الحقائق العلمية التى اخبر بها القرآن, كان هناك سؤال يتبادر الى الذهن ..
كيف نتمكن من اظهار ذلك الجانب من الاعجاز للمخالفين دون ان ندع مجالا للرد ؟
فتجسدت الاجابة فى التالى :
هناك العديد من الايات التى يحفل بها القرآن الكريم تبرز ذلك الجانب بجلاء دون ان تدع مجالا للمماطلة سوى بالنفى فى نفس الوقت الذى اجاب فيه العلم عن تلك الحقيقة بالاثبات , وبالتالى لن يجد المخالف سوى السكوت ولقد تم الاجتهاد فى هذا الموضوع للبحث عنها .




الى كل من يجادل فى الاعجاز العلمى للقرآن الكريم !!!
اذا كان البعض يشكك فى ايات الاعجاز العلمى فلن يستطيع ان يشكك فى الالفاظ الصريحة الواردة فى بعض الايات التى تخبر وتظهر الاعجاز دون الحاجة الى تفسير او تأويل او خلفيات علمية و ما تحتاجه فقط الاجابة بنعم او لا ..
وهذه امثلة على ذلك .

- قال تعالى في سورة يس آية - 38: (والشمس تجرى لمستقر لها ذلك تقدير العزيز العليم).

فى هذه الاية لفظ صريح لا يحتاج الى تفسير او تأويل بل ينتظر فقط خطأه او صوابه .
هل الشمش تجرى فعلا ام لا .
فاذا كانت الاجابة نعم فلا داعى للجدال وخداع النفس .
والاجابة بموضوعية تأتى من علماء الفلك ..
لقد قرر علماء الفلك بأن الشمس لها مجموعة من الكواكب والاقمار والمذنبات تتبعها دائما وتخضع لقوة جاذبيتها وتجعلها تدور من حولها في مدارات متتابعة بيضاوية الشكل، وجميع أفراد هذه المجموعة تنتقل مع الشمس خلال حركتها الذاتية، والخلاصة أن المجموعة الشمسية تجرى في الفضاء بسرعة محدودة وفي اتجاه محدود، وتبلغ هذه السرعة حوالى 700 كيلومتر في الثانية، وتتم دورتها حول المركز في مدى 200 مليون سنة ضوئية، ولم يتوصل علماء الفلك إلى معرفة هذه الحركة واتجاهها إلا في أوائل القرن العشرين فأين هذا من وقت نزول القرآن حيث لم يكن محمد النبي الامي ولا قومه يعرفون شيئا من ذلك.
(القرآن واعجازه العلمى – محمد اسماعيل ابراهيم – الموسوعة الشاملة)

- قال تعالى فى سورة نوح ( مالكم لا ترجون لله وقارا وقد خلقكم أطوارا ) 13-14

هذا اخبار صريح من الآية الكريمة بان الانسان قد تم خلقه على مراحل تكوينية والاجابة لا تحتاج الى بحث او خلفية علمية فالكل يعلمها .
وتاتى الاية الكريم "خْلُقُكُمْ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ خَلْقًا مِنْ بَعْدِ خَلْقٍ" لتؤكد الآية السابقة فالخلق قد تم على مراحل وهذا اعجاز اجمالى متعلق بمراحل الخلق لا يقبل الجدال او المماطلة بصرف النظر عن الاعجاز التفصيلى الذى وورد فى ايات اخرى . .
ومن يجادل فى التفصيل لن يستطيع ان يجادل فى الاجمال . .
وايضا قوله تعالى فى سورة النحل "ويخلق مالا تعلمون" لا يحتاج الى بحث او خلفيات علمية للتحقق من صحة الاخبار بعد اكتشاف الفيروسات والبكتريا وغيرهما من الكائنات الدقيقة .

- قال تعالى في سورة النمل آية - 88: (وترى الجبال تحسبها جامدة وهى تمر مر السحاب صنع الله الذى أتقن كل شئ إنه خبير بما تفعلون)

فى هذه الاية لفظ صريح لا يحتاج الى تفسير او تاويل بل ينتظر ايضا خطاه او صوابه .
هل الجبال تمر بالفعل ام لا ؟
تاتينا الاجابة ايضا من علماء الفلك .
يقرر العلم الحديث أن الكرة الارضية منذ نشأتها تدور حول نفسها باستمرار أمام الشمس مرة في كل يوم، وأنها تدور مرة كل سنة حول الشمس، شأنها في ذلك شأن جميع الاجرام السماوية التى تسبح في أفلاكها بانتظام، وعلى ذلك فكل ما على الارض من جبال وبحار وغلاف جوى كلها تشترك مع الارض في دورتها اليومية حول محورها ودورتها السنوية حول الشمس مع ملاحظة أن كلمة تحسب الواردة في الآية بمعنى تظن لا تتفق مطلقا مع ثبوت كل شئ يوم القيامة الذى لا شئ فيه سوى اليقين الذى لا شك فيه، ولا ظنون بأى حال من الاحوال، والذى لا شك فيه أن الارض متحركة حول نفسها وحول الشمس في وقت واحد وليست ثابتة لانها لو كانت ثابتة لما حدث الليل والنهار ولما حدثت الفصول الاربعة.(القرآن واعجازه العلمى – محمد اسماعيل ابراهيم – الموسوعة الشاملة)
وفى اجابة عن الايه الاولى والثانية تقول الموسوعة العالمية للفلك :
"تتم الشمس دورتها حول مركز المجرة في 200 مليون سنة".
إن دوران الأرض في مدارها حول الشمس مما لم يعرفه علم الفلك حتى القرن السادس عشر، فيما وضع الفلكي البولوني نيقولاس كوبرنيكوس (Nicolas Copernicus) تصوره لكونٍ مركزه الشمس وتدور حولها الأرض والكواكب المعروفة آنذاك كما ذكرت الموسوعة البريطانية الجديدة. "حيث كان السائد قبلاً أن الأرض ثابتة في مركز الكون". ففي الموسوعة البريطانية الجديدة: " "في القرن الثاني بعد الميلاد وضع "كلوديوس بطليموس" (Claudius Ptolemaus) أحد أشهر الفلكيين الإغريق تصوره للأرض كمركز للكون، وقد ساد هذا التصور التفكير الفلكي أكثر من 1300 سنة".
وانتظر العالم حتى جاء "كبلر" في القرن السابع عشر الميلادي وأثبت الحقيقة العلمية وهي أن كل ما في الكون من نجوم وكواكب تابعة لها تدور في مسارات خاصة.
وإذا رجعنا إلى القرآن الكريم فإننا نجد أن قوله تعالى: {وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ} فيه إشارة صريحة إلى أن الجبال تدور دوراناً سريعاً كالسحاب لكن الإنسان يراها ثابتة مستقرة. وها هو العلم يثبت أن الأرض تدور بمن عليها من مخلوقات جامدة وحية بنفس السرعة، فلذلك نحسب أن الجبال ثابتة، بينما هي في حقيقتها تدور مع الأرض، وقد ضرب العلماء مثلاً تقريبياً لذلك فإننا إذا تصورنا قطارين انطلقا في نفس الوقت والاتجاه والسرعة، فإن الراكب في أحدهما إذا نظر إلى الراكب الموازي له في القطار الآخر، يظنه جامداً لا يتحرك، وهكذا حركة الجبال مع الأرض.
فسبحان الله القائل: {وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ}.
وجاء في الموسوعة الأكاديمية الأميركية: "إن الأرض تدور حول محورها ( Spinaxis ) في مدة يوم واحد، وتدور حول الشمس في مدة سنة واحدة..... ويبلغ متوسط سرعة دورانها حول الشمس 30 كلم/ث".
"وتدور حول كواكب المجموعة الشمسية أقمار عدة عرف منها تسعة وأربعون (49) قمراً حتى الان ; إلا أنه يرجح وجود أقمار أخرى غير مكتشفة خاصة حول أورانس ( Uranus ) ونبتون ( Neptune ) اللذان هما من أكثر الكواكب بعداً عن الشمس. أما قمر الأرض فيتم دورته حولها في 29 يوماً و12 ساعة و44 دقيقة متدرجاً في أطواره أو - منازله - المختلفة.
هذا، وإن النظام الشمسي يشكل أيضاً مع أنظمة مشابهة وحدة أكبر تعرف بمجرة درب التبانة ( Milky way ) وتتخذ هذه الأذرع تجمعات ضخمة لملايين النجوم والأنظمة الشمسية والتي تدور - أيضاً في مدارات مختلفة حول مركز المجرة بسرعات مختلفة، فالشمس- ومعها النظام الشمسي - تدور مع أذرع المجرة".
تقول الموسوعة العالمية للفلك: "تتم الشمس دورتها حول مركز المجرة في 200 مليون سنة".
وعليه: فإن كلاً من الشمس والقمر والأرض يسبح في مدار خاص أو فلك - على ما في التعبير القرآني .
ويقول الشيخ الشعراوى فى خواطره عن هذه الاية ) وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ ( سورة النمل : 88 .. عندما نقرأ هذه الآية ونحن نرى أمامنا الجبال ثابتة جامدة لا تتحرك نتعجب .. لأن الله سبحانه وتعالى يقول :( تَحْسَبُهَا جَامِدَةً ) ومعنى ذلك أن رؤيتنا للجبال ليست رؤية يقينيه .. ولكن هناك شيئا خلقه الله سبحانه وتعالى وخفى عن أبصارنا .. فمادمنا نحسب فليست هذه هي الحقيقة .. أي أن ما نراه من ثبات الجبال وعدم حركتها .. ليس حقيقة كونية .. وإنما إتقان من الله سبحانه وتعالى وطلاقة قدرة الخالق .. لأن الجبل ضخم كبير بحيث لا يخفى عن أي عين .. فلو كان حجم الجبل دقيقا لقلنا لم تدركه أبصارنا كما يجب .. أوأننا لدقة حجمة لم نلتفت إليه هل هو متحرك أم ثابت .. ولكن الله خلق الجبل ضخما يراه أقل الناس إبصارا حتى لا يحتج أحد بأن بصره ضعيف لا يدرك الأشياء الدقيقة وفي نفس الوقت قال لنا أن هذه الجبال الثابتة تمر أمامكم مر السحاب . ولماذا استخدم الحق سبحانه وتعالى حركة السحب وهو يصف لنا تحرك الجبال ؟ .. لأن السحب ليست ذاتية الحركة .. فهي لا تتحرك من مكان إلى آخر بقدرتها الذاتية .. بل لابد أن تتحرك بقوة تحرك الرياح ولو سكنت الريح لبقيت السحب في مكانها بلا حركة .. وكذلك الجبال . الله سبحانه وتعالى يريدنا أن نعرف أن الجبال ليست لها حركة ذاتية أي أنها لا تنتقل بذاتيتها من مكان إلى آخر .. فلا يكون هناك جبل في أوروبا , ثم نجده بعد ذلك في أمريكا أو آسيا .. ولكن تحركها يتم بقوة خارجة عنها هي التي تحركها .. وبما أن الجبال موجودة فوق الأرض .. فلا توجد قوة تحرك الجبال إلا إذا كانت الأرض نفسها تتحرك ومعها الجبال التي فوق سطحها . وهكذا تبدو الجبال أمامنا ثابتة لأنها لا تغير مكانها .. ولكنها في نفس الوقت تتحرك لأن الأرض تدور حول نفسها والجبال جزء من الأرض , فهي تدور معها تماما كما تحرك الريح السحاب .. ونحن لا نحس بدوران الأرض حول نفسها ... ولذلك لا نحس أيضا بحركة الجبال وقوله تعالى : ( وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ ) معناها أن هناك فترة زمنية بين كل فترة تمر فيها .. ذلك لأن السحاب لا يبقى دائما بل تأتى فترات ممطرة وفترات جافة وفترات تسطع فيها الشمس .. وكذلك حركة الجبال تدور وتعود إلى نفس المكان كل فترة . وإذا أردنا أن نمضي فالأرض مليئة بالآيات .. ولكننا نحن الذين لا نتنبه .. وإذا نبه الكفار فإنهم يعرضون عن آيات الله ... تماما كما حدث مع رسول الله صلى الله عليه وسلم .. حين قال له الكفار في قوله تعالى : ( وَقَالُواْ لَن نُّؤْمِنَ لَكَ حَتَّى تَفْجُرَ لَنَا مِنَ الأَرْضِ يَنبُوعًا * أَوْ تَكُونَ لَكَ جَنَّةٌ مِّن نَّخِيلٍ وَعِنَبٍ فَتُفَجِّرَ الأَنْهَارَ خِلالَهَا تَفْجِيرًا * أَوْ تُسْقِطَ السَّمَاء كَمَا زَعَمْتَ عَلَيْنَا كِسَفًا أَوْ تَأْتِيَ بِاللّهِ وَالْمَلآئِكَةِ قَبِيلاً ) سورة الإسراء : 90 - 91 .. وكان كل هذا معاندة منهم .. لأن الآيات التي نزلت في القرآن الكريم فيها من المعجزات الكثيرة التي تجعلهم يؤمنون ..
" عن الأدلة المادية على وجود الله " لفضيلة الشيخ محمد متولي"

- قال تعالى في سورة الواقعة آية - 75، 76: (فلا أقسم بمواقع النجوم وإنه قسم لو تعلمون عظيم).
يقسم المولى تبارك وتعالى بمواقع النجوم مشيرا الى عظمة السر المودع في مواضعها بالنسبة لبعضها البعض في السماء ويخبر بان هذا القسم عظيم فهل هذا القسم عظيم ام لا ؟

النظرة العلمية :

يقسم المولى تبارك وتعالى بمواقع النجوم لان القسم بمواقعها يوجه الانتباه إلى أن المسافات بين النجوم تبلغ حدودا لا يتصورها الخيال فمثلا نجد أن أقرب نجم إلينا في مجرتنا وهى الشمس تبعد عنا بمقدار 500 ثانية ضوئية بينما النجم الذى يليها في القرب يبعد عنا بمقدار أربع سنوات ضوئية تقريبا، والسنة الضوئية تدل على مدى المسافة التى يقطعها الضوء في سنة كاملة علما بأن سرعد الضوء تساوى 300 ألف كيلومتر في الثانية، يقول الدكتور زغلول النجار : "ثم إن هناك مدلولا علميا آخر عن مواقع النجوم وهى أن موقع الشمس موقع بالغ الدقة في وضعه لكى تستقيم معه الحياة على كوكبنا الارضى، لانها لو تقدمت عن موضعها الاحالى لاحترقت الارض من شدة حرارتها ولو تأخرت عن موضعها لبردت الارض وتجمدت فيها البحار والمحيطات وتصير غير صالحة لحياة البشر عليها". (القرآن واعجازه العلمى – محمد اسماعيل ابراهيم – الموسوعة الشاملة)
ويقول الدكتور أحمد فؤاد باشا عن هذه الاية ) فلا أقسم بمواقع النجوم ، و إنه لقسم لو تعلمون عظيم )" يشير القرآن الكريم هنا إلى عظمة السر المودع في مواقع النجوم ، التي هي مواضعها بالنسبة لبعضها البعض في السماء ، و يشتمل ذلك البعد الشاسع بينها بالإضافة إلى تحركاتها المقدرة لها في أفلاكها ، و العظمة إن كانت وصفاً من الله سبحانه و تعالى كان تقديرها حق قدرها فوق مقدور البشر ، لكن الله ـ سبحانه و تعالى ـ ينبهنا إلى أن إدراك بعض جوانب و أسرار هذا القسم العظيم لا يتم إلا بإعمال العقل و تحصيل العلم .
و الحديث عن مواقع النجوم يتطلب قياس مسافات . فنحن على الأرض نستخدم وحدات المتر و الكيلومتر لقياس المسافات المتاحة لنا ، و كان بعض القدماء يقدرون المسافات على أساس عدد الأيام اللازمة لقطع المسافات سيرا على الأقدام أو ركبا على الخيل أو الجمال . لكن الأمر يختلف عند قياس بعد النجوم ن حيث وجد العلماء أن وحدة الكيلومتر التي تكون الوحدة هي " السنة الضوئية " أي المسافة التي يقطعها الضوء في سنة أرضية كاملة . و لما كانت سرعة الضوء معروفة و تساوي ثلاثمائة ألف كيلومتر في الثانية ، و كانت أيام السنة معروفة و تساوي 365يوماً ، و اليوم يساوي 24 ساعة ، و الساعة تساوي 60 دقيقة ، فإن السنة الضوئية تساوي حاصل ضرب هذه الأعداد و يقدر بحوالي 9,5مليون مليون كيلومتر ، أي أن السنة الضوئية في حقيقة الأمر وحدة طولية لقياس المسافات الشاسعة في الفضاء الكوني ، فبدلاً من ان نقول : إن الشمس هي أقرب النجوم إلينا و تبعد عنا مسافة 15 مليون كيلومتر ، و هذه المسافة يقطعها الضوء في 8 و ثلث دقيقة ، فإنه يمكن القول بأن المسافة بيننا و بين الشمس تساوي 8 و ثلث دقيقة ضوئية .
و على هذا الأساس يكون أقرب النجوم إلينا بعد الشمس هو النجم الخافت الذي يسمى " ألفا قنطورس " و يبعد عنا مسافة 4، 4 سنة ضوئية ، أي ما يعادل 42 مليون مليون كيلومتر تقريباً . و هذا يعني ان الناظر إلى النجم يرى الضوء الذي انبعث منه منذ 4، 4 سنة بعد قطع مسافة 42 مليون مليون كيلومتر تقريباً ، أي أن النجم الذي ينظر إليه الآن هو بحالته التي كان عليها منذ 4، 4 سنة ، فالحاضر هنا على الأرض يكون ماضياً هناك بسبب البعد الشاسع للنجوم ، إنه يفوق الخيال و لكنه من الحقائق العلمية المسلم بها .
و إذا كان هذا شيئا يفوق الخيال بالنسبة لنجوم الأخرى التي تقدر ببلايين البلايين و لا ترى منها إلا النزر اليسير في صفحة السماء الصافية ، فعلى سبيل المثال ، هناك نجم الشعرى اليمانية ، و هو أسطع النجوم التي نراها في السماء و ليس أقربها ، يقع على بعد 9 سنوات ضوئية ، و عندما يمتد البصر و لا يرى شيئاً ، فإنه يستعين بأجهزة التلسكوب المزودة بكاميرات التصوير الفوتوغرافية و الإلكتروني ، و يستطيع أن يستقبل الضوء غير المرئي المنبعث من مجرات تبعد عنا أكثر من بليون ( ألف مليون ) سنة ضوئية ، و لقد ساهمت المراصد الفضائية حديثاً في اكتشاف نجوم و مجرات و أشباه نجوم قد حدث و تم فعلا منذ بلايين السنين ، و إن الله هو وحده هو العليم بحالها الآن فلم يكن الإنسان قد وجد بعد على الأرض عندما انطلق الضوء من هذه النجوم منذ عشرة بلايين سنة ضوئية .
و يزيد العقل دهشة عندما يعلم ان كل هذه النجوم تتحرك بسرعات هائلة لا ندركها ن نظر لبعدها الهائل عنا . فالشمس ـ على سبيل المثال ـ تجري بسرعة 19 كيلومتر في الثانية ، و تدور حول نفسها مرة كل 27 يوماً في المتوسط ، و يجري مع الشمس مجموعتها الشمسية بسرعة فائقة تبلغ 220 كيلومتر في الثانية منتمية لمجرتنا المعروفة باسم " الطريق اللبني " أو " درب التبانية " ، و هذه المجرة تدور حول المجرة نفسها مرة كل 250 مليون سنة . و كل النجوم الأخرى تدور حول نفسها وحول المجرة التي تنتمي إليها ، و تتباعد المجرات عن بعضها في فضاء الكون السحيق . و لا يزال العلم عاجزاً عن كشف الكثير من أسرار هذا الكون الذي اقسم الخالق الواحد بمواقع النجوم فيه .. (و إنه لقسم لو تعلمون عظيم) .
(رحيق العلم و الإيمان - الدكتور أحمد فؤاد باشا)

- قال تعالى في سورة الطارق آية - 11: 12: (والسماء ذات الرجع والارض ذات الصدع إنه لقول فصل وما هو بالهزل).

يقول الدكتور زغلول النجار "من معاني الرجع هنا الارتداد أي أن من الصفات البارزة في سمائنا أنها ذات رجع أي ذات ارتداد‏,‏ بمعني أن كثيرا مما يرتفع إليها من الأرض ترده إلي الأرض ثانية‏,‏ وأن كثيرا مما يهبط عليها من أجزائها العلا يرتد ثانية منها إلي المصدر الذي هبط عليها منه‏,‏ فالرجع صفة أساسية من صفات السماء‏ والرجوع فى اللغة العربية يعنى العودة يقال‏‏ (رجع يرجع رجوعا‏)‏ بمعني عاد يعود عودا‏,‏ و‏(‏رجعه‏)‏ غيره أو‏(‏ أرجعه‏)‏ بمعني أعاده ورده‏,‏ و‏(‏الرجوع‏)‏ العودة إلي ماكان منه البدء‏,‏ ويقال ‏(‏ رجعه‏,‏ يرجعه رجعا‏) , و يقال‏(‏ رجعت‏)‏ عن كذا‏(‏ رجعا‏)‏ و‏(‏رجوعا‏)‏ أي رفضته بعد قبوله"‏.‏

مما سبق الشىء لا يرجع شىء الا اذا كان قد اخذه من قبل ثم اعاده فهل تنطبق هذه الصفة على السماء بان تأخذ السماء اشياء من الارض لترجعها اليها مرة اخرى ام لا ؟ .

النظرة العلمية : "يتجلى إعجاز القرآن في كلماته الحقة التى تنطوى على معان دقيقة وتحمل علما إلهيا لا علما بشريا، ففى قوله تعالى والسماء ذات الرجع أي أنها ترجع وتعيد لارض ما يصعد من بحارها ومحيطاتها من بخار الماء الذى يتجمع مكونا سحبا ثم يتكاثف ويسقط الامطار الغزيرة على الارض كما أقسم سبحانه بالارض ذات الصدع أي التى تتصدع وتتشقق ليخرج منها النبات بعد ارتوائها بماء المطر، كما أنها أيضا ذات الصدوع التى تكونت في باطنها وصارت مكامن تتفجر منها مواد الغاز الطبيعي والبترول وينابيع المياه الكبريتية وكأنها تعيد لنا ما انطوى في باطنها من النبات بعد تحوله وتحلله إلى مواد أخرى.
.(القرآن واعجازه العلمى – محمد اسماعيل ابراهيم – الموسوعة الشاملة)
والصفة اعم من ذلك بحيث لا تقصر على الماء فقط فى العلاقة بين السماء والارض بالنسبة للارتداد فتمتد لتشمل الكثير من الاشياء والصورالاخرى" .
يقول الدكتور مصطفى محمود فى كتابة حوار مع صديقى الملحد " (والسماء ذات الرجع) أي أنها ترجع كل ما يرتفع إليها, فبخار الماء ترجعه مطرا ً, وترجع الأجسام بالجاذبية الأرضية, وترجع الأمواج اللاسلكية بانعكاسها من طبقة الايونوسفير, كما ترجع الأشعة الحرارية تحت الحمراء إلى الأرض فتدفئها بالليل. وهي كما تعيد ما يرتفع من الأرض لها في أيضا ً ترجع ما يأتي من الإشعاعات من الفضاء الخارجي فلا يدخل الأرض مسببا ً الكوارث فهي تتصرف وكأنها سقف. ألم يقل الحق ( وجعلنا السماء سقفا ً محفوظا ) 32 الأنبياء".
وفى هذا دليل على وجود الغلاف الجوى لان الغلاف الجوى من شروط تحقق الارتداد نحو الارض (لما ياتى من الارض) او الفضاء الخارجى (لما ياتى من الفضاء الخارجى) فهو الاداة الفاعلة لذلك ولو لم يوجد لتبعثر كل شىء (قادم من سطح الارض ) فى الفضاء اللانهائي ولوصل كل شىء من الفضاء الخارجى سواء كان ضار او نافع الى سطح والارض وهذا اعجاز صارخ لا يحتاج الى مماطلة او مخالفة .
كما ان الاية الكريمة تتضمن الفاظ صريحة تتعلق بالاخبار عن كون السماء سقف محفوظ وكل ما ينتظر لاقرار الاعجاز هو بيان خطأ هذا الاخبار او صوابه وعلى ما اعتقد ان الكل يعلم الاجابة .
ولنرجع لكلام الدكتور زغلول النجار : "فلو اعتبرنا ان المقصود من السماء في الآية الكريمة والسماء ذات الرجع هو الغلاف الغازي للأرض نجد الصور التالية من رجع السماء‏.‏
‏(1)‏ الرجع الاهتزازي للهواء‏(‏ الأصوات وصداها‏):‏
تحتوي الطبقة الدنيا من الغلاف الغازي للأرض‏(‏ نطاق التغيرات الجوية‏)‏ علي‏75%‏ من كتلة ذلك الغلاف ويتكون أساسا من غاز النيتروجين‏ (78%‏ حجما‏),‏ والأوكسجين‏ (21.95%‏ حجما‏)‏ وآثار خفيفة من بخار الماء‏,‏ وثاني أكسيد الكربون‏,‏ والأوزون‏,‏ وبعض هباءات الغبار‏,‏ وآثار أقل تركيزا من الإيدروجين‏,‏ الأرجون‏,‏ الهيليوم‏,‏ وبعض مركبات الكبريت‏.‏
وكل من التركيب الكيميائي والصفات الفيزيائية لهذا النطاق أساسي لوجود الحياة الأرضية‏,‏ ومهم للاهتزازات المحدثة للأصوات وصداها‏,‏ فعندما تهتز أحبالنا الصوتية تحدث اهتزازاتها ضغوطا في الهواء تنتشر علي هيئة أمواج تتحرك في الهواء في كل الاتجاهات من حولنا‏,‏ فتتلقي طبلة الأذن لأفراد آخرين تلك الاهتزازات فيسمعونها بوضوح‏,‏ ولولا التركيب الكيميائي والصفات الفيزيائية المحددة لذلك النطاق ما سمع بعضنا بعضا ولا ستحالت الحياة‏.‏
فالصوت لا ينتقل في الفراغ‏,‏ وذلك لعدم وجود جزيئات الهواء القادرة علي نقل الموجات الصوتية وتتحرك الموجات الصوتية في الهواء بسرعة‏1200‏ كيلو متر في الساعة عند مستوي سطح البحر‏,‏ وتزداد سرعة الصوت كلما زادت كثافة الوسط الذي يتحرك فيه‏,‏ وتقل بقلة كثافته‏,‏ ففي الماء تتضاعف سرعة الصوت أربع مرات تقريبا عنها في الهواء‏,‏ وفي النطق العليا من الغلاف الغازي للأرض تتناقص حتي لا تكاد تسمع‏,‏ ولذلك يتخاطب رواد الفضاء مع بعضهم بعضا بواسطة الموجات الراديوية التي يمكنها التحرك في الفراغ وعندما تصطدم الموجات الصوتية بأجسام أعلي كثافة من الهواء‏,‏ فإنها ترتد علي هيئة صدي للصوت الذي له العديد من التطبيقات العملية‏.‏
والرجع الاهتزازي للهواء علي هيئة الأصوات وصداها هو أول صورة من صور رجع السماء‏,‏ ولولاه ما سمع بعضنا بعضا وما استقامت الحياة علي الأرض‏.‏
‏(3)‏ الرجع الحراري إلي الأرض وعنها إلي الفضاء بواسطة السحب‏.‏
يصل إلي الأرض من الشمس في كل لحظة شروق كميات هائلة من طاقة الشمس‏,‏ ويعمل الغلاف الغازي للأرض كدرع واقية لنا من حرارة الشمس أثناء النهار‏,‏ كما يعمل لنا كغطاء بالليل يمسك بحرارة الأرض من التشتت‏.‏
فذرات وجزيئات الغلاف الغازي للأرض تمتص وتشتت وتعيد إشعاع أطوال موجات محددة من الأشعة الشمسية في كل الاتجاهات‏.‏
(4)‏ رجع الغازات والأبخرة والغبارالمرتفع من سطح الأرض‏:‏ عندما تثور البراكين تدفع بملايين الأطنان من الغازات والأبخرة والأتربة إلي جو الأرض الذي سرعان مايرجع ذلك إلي الأرض‏
(5)‏ رجع الأشعة فوق البنفسجية بواسطة طبقة الأوزون‏:‏
تقوم طبقة الأوزون في قاعدة نطاق التطبق بامتصاص وتحويل الأشعة فوق البنفسجية القادمة مع أشعة الشمس بواسطة جزيئات الأوزون‏ (‏ أ‏3)‏ وترد نسبا كبيرة منها إلي خارج ذلك النطاق‏.‏
‏(6)‏ رجع الإشارات الراديوية بواسطة النطاق المتأين‏:‏
في النطاق المتأين ‏(‏ بين‏100‏ و‏400‏ كم فوق مستوي سطح البحر‏)‏ تمتص الغوتونات النشيطة القادمة مع أشعة الشمس من مثل الأشعة السينية فتؤدي إلي رفع درجة الحرارة وزيادة التأين‏,‏ ونظرا لانتشار الإليكترونات الطليقة في هذا النطاق فإنها تعكس الإشارات الراديوية ‏(‏ ذات الأمواج الطويلة‏)‏ وتردها إلي الأرض فتيسر عمليات البث الإذاعي والاتصالات الراديوية وكلها تمثل صورا من الرجع إلي الأرض‏.‏
‏(7)‏ رجع الأشعة الكونية بواسطة كل من أحزمة الإشعاع والنطاق المغناطيسي للأرض‏:‏
يمطر الغلاف الغازي للأرض بوابل من الأشعة الكونية الأولية التي تملأ فسحة الكون فتردها‏,‏ إلي الخارج كل من أحزمة الإشعاع والنطاق المغناطيسي للأرض فلا يصل الي سطح الأرض منها شيء ولكنها تؤدي إلي تكون أشعة ثانوية قد يصل بعضها إلي سطح الأرض فتؤدي إلي عدد من ظواهر التوهج والإضاءة في ظلمة الليل من مثل ظاهرة الفجر القطبي‏.‏
وإذا كان المقصود بالسماء ذات الرجع في سورة الطارق هو الغلاف الغازي للأرض بنطاق من نطاقاته ‏(‏ نطاق الطقس‏)‏ أو بكل نطقه‏,‏ فإن دراسة ذلك الغلاف الغازي قد أكدت لنا أن كثيرا مما يرتفع من الأرض إليه من مختلف صور المادة والطاقة‏(‏ من مثل هباءات الغبار المتناهية الدقة في الصغر‏,‏ بخار الماء‏,‏ كثير من غازات أول وثاني أكسيد الكربون‏,‏ أكاسيد النيتروجين‏,‏ النوشادر‏,‏ الميثان وغيرها‏,‏ الموجات الحرارية كالأشعة تحت الحمراء‏,‏ والراديوية كموجات البث الاذاعي‏,‏ والصوتية‏,‏ والضوئية والمغناطيسية وغيرها‏)‏ كل ذلك يرتد ثانية إلي الأرض راجعا إليها‏.‏
كذلك فإن كثيرا مما يسقط علي الغلاف الغازي للأرض من مختلف صور المادة والطاقة يرتد راجعا عنها بواسطة عدد من نطق الحماية المختلفة التي أعدها ربنا‏(‏ تبارك وتعالي‏)‏ لحمايتنا وحماية مختلف صور الحياة الأرضية من حولنا‏.‏
وإذا كان المقصود ـ السماء ذات الرجع في هذه السورة المباركة هو كل السماء الدنيا التي زينها ‏(‏ تبارك وتعالي‏)‏ بالنجوم والكواكب فإن علوم الفلك قد أكدت لنا أن كل أجرام السماء قد خلقها الله‏(‏ تعالي‏)‏ من الدخان الكوني‏ (‏ دخان السماء‏)‏ الذي نتج عن عملية الانفجار العظيم التي يسميها القرآن الكريم عملية الفتق أو فتق الرتق‏,‏ وأن كل أجرام السماء الدنيا تمر في دورة حياة تنتهي بالعودة إلي دخان السماء عن طريق الانفجار أو الانتثار‏,‏ لتتخلق من هذا الدخان السماوي أجرام جديدة لتعيد الكرة في دورات مستمرة من تبادل المادة والطاقة بين أجرام السماء ودخانها‏(‏ المادة المنتشرة بين النجوم في المجرة الواحدة‏,‏ المجرات وتجمعاتها المختلفة‏,‏ وفي السدم وفي فسحة السماء الدنيا‏,‏ وربما في كل الكون الذي لانعلم منه إلا جزءا يسيرا من السماء الدنيا‏).‏
وهذه صورة مبهرة من صور الرجع التي لم يدركها العلماء إلا بعد اكتشاف دورة حياة النجوم في العقود المتأخرة من القرن العشرين‏.‏ وسواء كان المقصود بالسماء ذات الرجع إحدي الصورتين السابقتين أو كليهما معا فهو سبق قرآني مبهر بحقيقة كونية لم يدركها العلماء إلا منذ عشرات قليلة من السنين وذلك مما يشهد للقرآن الكريم بأنه كلام الله الخالق‏,‏ ويشهد لخاتم الأنبياء والمرسلين‏(‏ صلي الله عليه وسلم‏)‏ بأنه كان موصولا بالوحي ومعلما من قبل خالق السماوات والأرض‏.‏

- قال تعالى : "وَالْبَحْرِ الْمَسْجُورِ" (يقال سجر التنور ) : أي أوقد عليه حتى أحماه، و العقل العربي وقت تنزل القرآن ولقرون متطاولة من بعد ذلك لم يستطع أن يستوعب هذه الحقيقة، كيف يكون البحر مسجوراً والماء والحرارة من الأضداد .
ولكن هل يمكن ان يحدث ذلك ؟

الصورة التالية تجيبنا بلا اى تعليق :


http://files.mothhelah.com/img/PuU52964.jpg
ففي قاع البحار هنالك تصدعات للقشرة الأرضية وشقوق يتدفق من خلالها السائل المنصهر من باطن الأرض فى الماء لمئات الأمتار، والمنظر يوحي بأن البحر يحترق! هذه الحقيقة حدثنا عنها القرآن عندما أقسَم الله تعالى بالبحر المسجور أي المشتعل، يقول عز وجل: (والبحر المسجور) [الطور: 6].



يتبع بعون الله

المَاسَّةُ قُرطبة ©™
06-04-2012, 01:52 AM
رائع استاذنا المفضال ابا نعمان سرد ونقل رائعان.

ابن النعمان
06-05-2012, 09:04 AM
هناك اعجاز للقرآن الكريم يقرر مصدره الالهى, دون ان يدع مجالا للمعارضة وفى نفس الوقت يغلق باب الاتيان بالمثل سوف نتعرض اليه من خلال هذا الموضوع :


لا يمكن الجدال فى هذا النوع من الاعجاز !!
خرق القرآن لحاجز النفس والزمان والمكان والاخبار بالحقائق السابقة بدون مرجعية اعجاز لا يمكن الجدال فيه او الرد عليه لكونه قد حدث وتم اقراره فكل من سمع الاخبار رأى التحقق بذاته كما حدث مع الوليد ابن المغيرة وابو لهب , وكما حدث من تحقق الاخبار بفتح مكة وانتصار الروم , وهذا النوع ينفى كون القرآن من عند محمد صلى الله عليه وسلم ويقرر مصدره الربانى ويغلق اى الباب على الاتيان بالمثل , حيث لا يمكن لاى بشر مهما اوتى من مواهب وقدرات ان يخترق هذه الحواجز او يتطرق لاى جانب منها .
لذا نجد كل ما يجادل فى قوله تعالى (وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ وَادْعُوا شُهَدَاءَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (23) فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا وَلَنْ تَفْعَلُوا فَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ (24)) يلقى كل اهتمامه على الجانب اللغوى فقط ويتجاهل هذه النقطة التى تحسم الامر وتنهيه بشكل غير مسبوق..
يقول الشيخ الشعراوى متحدثا عن بعض هذه الجوانب فيقول : "فمثلا عندما ياتى الرسول عليه الصلاة والسلام فيقرأ..( تبت يدا أبي لهب وتب ما أغنى عنه ماله وما كسب..سيصلى نارا ذات لهب وامرأته حمالة الحطب في جيدها حبل من مسد)..هذا قرآن..وفي من..في عم الرسول..وفي من..في عدو الاسلام..ألم يكن أبو لهب يستطيع أن يحارب الاسلام بهذه الاية..ألم يكن يستطيع أن يستخدمها كسلاح ضد القرآن..ضد هذا الدين..قالت له الاية يا أبا لهب أنت ستموت كافرا..ستموت مشركا..وستعذب في ا لنار..وكان يكفى أن يذهب أؤ لهب الى أي جماعة من المسلمين..ويقول أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمد رسول الله..يقولها نفاقا..يقولها رياءا..يقولها ثم يقف وسط القوم يقوم: أن محمدا قد أنبأكم انني سأموت كافرا..وقال ان هذا كلام مبلغ له من الله..وأنا أعلن اسلامي لاثبت لكم أن محمدا كاذب..(لو كان أبو لهب يملك ذرة واحدة من الذكاء لفعل هذا..ولكن حتى هذا التفكير لم يجرؤ عقل أبي لهب على الوصول إليه..بل بقى كافرا مشركا..ومات وهو كافر..ولم يكن التنبؤ بأن أبا لهب سيموت كافرا..أمرا ممكنا..لان كثيرا من المشركين اهتدوا الى الاسلام كخالد بن الوليد وعمرو بن العاص وعمر بن الخطاب..وغيرهم..كانوا مشركين وأسلموا..فكيف أمكن التنبؤ بأن أبا لهب بالذات لن يسلم ولو نفاقا..وسيموت وهو كافر..المعجزة هنا أن القرآن قد أخبر بما سيقع من عدو..وتحداه في أمر اختياري..كان من الممكن أن يقوله ومع ذلك هناك يقين أن ذلك لن يحدث..لماذا..لان الذي قال هذا القرآن..يعلم أنه لن يأتي الى عقل أبي لهب تفكير يكذب به القرآن وايضا كان هناك امام من ائمة الكفر وهو.الوليد بن المغيرة العدو الالد للاسلام..والمشهور بكبربائه ومكابرته وعناده..يأتي القرآن ويقول عن هذا الانسان المكابر العنيد..(سنسمه على الخرطوم)..أي أنه سيقتل بضربة على أنفه..ويحدد موقع الضربة..وبعد ذلك يأتي في بدر..فتراه قد وسم على خرطومه..أي ضرب على أنفه..من الذي يستطيع أن يحدد موقع الضربة ومكانها..من الذي يستطيع أن يجزم..ماذا سيحدث ولو بعد ساعة واحدة. هل هناك اعجاز أكثر من هذا..انتقل بعد هذا الى النقطة الثانية..وهي ماذا حمل القرآن لغير الحرب في عصره..ولغير العرب والدنيا كلها بعد عصره..أي ماذا حمل القرآن من أنباء نواميس الله في الارض وقوانينه..التي كانت غيبا على البشرية كلها في عصره وبعد عصره..هنا الامثلة كثيرة..والمجال لا يتسع لها كلها..ولكني سأحاول أن أبين عددا منها فيما يختص بالاعجاز في عصر القرآن لغير العرب..فقد كان هناك أمتان كبيرتان امبراطوريتان بجانب الجزيرة العربية..هما الروم والفرس..الروم أمة مؤمنة..أهل كتاب..ولو أنهم لا يصدقون برسالة محمد الا أن هناك عندهم ايمانا بوجود الله.
والقيم السماوية..والفرس كانوا أهل كفر والحاد في ذلك الوقت..لا يؤمنون بأي دين من الاديان..إذا فأيهما أقرب الى قلب المؤمنين..الروم باعتبارهم أهل كتاب..وأيهما أقرب الى قلب الملحدين والكفار..الفرس باعتبارهم مشركين وكفرة..قامت الحرب بين الدولتين..فهزم الروم وانتصر الفرس..وهنا فرح المشركون لان الكفر قد انتصر..وحزن المؤمنون لان نوعا من الايمان قد انهزم..هنا يتدخل الله سبحانه وتعالى ليزيل عن المؤمنين هذا الحزن..فيقول في كلام محفوظ متعبد بتلاوته لن يجرؤ ولن يستطيع أحد أن يغير فيه..يقول: (الم غلبت الروم في أدنى الارض..وهم من بعد غلبهم سيغلبون في بضع سنين..له الامر من قبل ومن بعد ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله..ينصر من يشاء وهو العزيز الرحيم)..ثم يمضى القرآن ليمعن في التحدي..(وعد الله لا يخلف الله وعده..ولكن أكثر الناس لا يعلمون) ما هذا..أيستطيع محمد صلى الله عليه وسلم أن يتنبأ نتيجة معركة ستحدث بين الروم والفرس بعد بضع سنين..هل يستطيع قائد عسكري مهما بلغت قوته وعبقريته..ونبوغه أن يتنبأ بمصير معركة عسكرية بعد ساعدة واحدة من قيامها..فما بالك أن ذلك يأتي ويقول أنه بعد بضع سنين ستحدث معركة بين الفرس والروم وينتصر فيها الروم..هل أمن محمد صلى الله عليه وسلم على نفسه أن يعيش بضع سنين ليشهد هذه المعركة..ولقد وصل الامر بأبي بكر رضي الله عنه..انه راهن على صحة ما جاء به القرآن..إذا فقد أصبحت قضية ايمانية كبرى..هذا هو القرآن..كلام الله..وأساس الايمان كله..يأتي ويخبر بحقيقة أرضية قريبة ستحدث لغير العرب..ويقول الكفار أن القرآن كاذب..فيقول المؤمنون ان هذا صدق..ويحدث رهان بين الاثنين..ماذا كان يمكن أن يحدث لو أنه لم تحدث معركة بين الروم والفرس..أو لو أنه حدثت معركة وهزم فيها الروم أكان بعد ذلك يصدق أي انسان القرآن أو يؤمن بالدين الجديد..ثم إذا كان القرآن من عند محمد فما الذي يجعله يدخل في قضية غيبية كهذه..لم يطلب منه أحد الدخول فيها أيضيع الدين من أجل مخاطرة لم يطلبها منه أحد..ولم يتحداه فيها انسان..ولكن القائل هو الله..والفاعل هو الله..ومن هنا كان هذا الامر الذي نزل في القرآن يقينا سيحدث..لان قائله ليس عنده حجاب الزمان..وحجاب المكان..ولا أي حجاب وهو الذي يقول ما يفعل..ومن هنا حدثت الحرب..وانتصر الروم على الفرس فعلا..كما تنبأ القرآن..وهكذا تحدى القرآن للكفار وغير المسلمين في وقت نزوله..أي أنه لم يتحد العرب وحدهم..بل تحدى الكفار والمؤمنين من غير العرب..بأن أنبأهم بما سيحدث لهم قبل أن يحدث بسبع أو ثماني سنوات..تحداهم بهذا علهم يؤمنون..إذا انتهينا الى هذا نكون قد أثبتنا أن القرآن تحدى العرب وغير العرب في وقت نزوله..ولكننا قلنا أن القرآن ليس له زمان..وليس له مكان..وأنه سيظل حتى قيام الساعة..فكيف يمكن أن يتحدى الاجيال القادمة..لابد أن يكون للقرآن معجزة دائمة..أن يعطى عطاء الكل جيل لم يعطه للاجيال السابقة..وقد كان..جاء في القرآن أشياء لو أن أحدا أخبر بها وقت نزوله..لا تهم الذين قالوها بالجنون..ولكنها جاءت للعصور القادمة..جاءت لتتحدى عبر الاجيال الى يومنا..والى الايام القادمة.(معجزة القرآن – محمد متولى الشعراوى)
والجدير بالذكر ان الاعجاز الغيبى يصب فى صدق وصحة الاعجاز العلمى فمن خرق لمحمد صلى الله عليه وسلم الحواجز الزمنية والمكانية هو الذى اخبره بالاسرار العلمية والكونية .