المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : متى بدأ نفي العلو عند الأشعرية؟



فيصل...
12-09-2005, 11:12 PM
لفتة

(( فإن قيل: إذا كان الدين الحق نفي الحيز والجهة [يعني نفي علو الله على عرشه وفوقيته] فما بال الكتب السماوية والأحاديث النبوية مشعرة في مواضع لا تحصى بثبوت ذلك من غير أن يقع في موضع واحد تصريح بنفي ذلك ؟

الإجابة (( لما كان التنزيه عن الجهة مما تقصر عنه عقول العامة حتى تكاد تجزم بنفي ما ليس في الجهة: كان الأنسب في خطاباتهم والأقرب إلى إصلاحهم والأليق بدعوتهم إلى الحق ما يكون ظاهراً في التشبيه، وكون الصانع في أشرف الجهات مع تنبيهات دقيقة على التنزيه المطلق عما هو من سمة الحدوث )) شرح المقاصد 2/50.

((قُلْ آللّهُ أَذِنَ لَكُمْ أَمْ عَلَى اللّهِ تَفْتَرُونَ))

((إِن يَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلاَّ يَخْرُصُونَ))

((قُلْ أَأَنتُمْ أَعْلَمُ أَمِ اللّهُ))

((إِن يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَمَا تَهْوَى الْأَنفُسُ وَلَقَدْ جَاءهُم مِّن رَّبِّهِمُ الْهُدَى))

((وبالاضطرار يعلم كل عاقل أن من دل الخلق على أن الله ليس على العرش ، ولا فوق السموات ونحو ذلك بقوله : {هل تعلم له سمياً} ، لقد أبعد النُّجعة ، وهو إما ملغز وإما مدلس لم يخاطبهم بلسان عربى مبين !!
ولازم هذه المقالة : أن يكون ترك الناس بلا رسالة خيراً لهم فى أصل دينهم ؛ لأن مردهم قبل الرسالة وبعدها واحد [يعني: العقل] ، وإنما الرسالة زادتهم عمى وضلالة!!
يا سبحان الله! كيف لم يقل الرسول –صلى الله عليه وسلم- يوماً من الدهر ، ولا أحد من سلف الأمة: هذه الآيات والأحاديث لا تعتقدوا ما دلت عليه ، ولكن اعتقدوا الذى تقتضيه مقاييسكم ، أو اعتقدوا كذا وكذا ؛ فانه الحق ، وما خالف ظاهره فلا تعتقدوا ظاهره ، أو انظروا فيها فما وافق قياس عقولكم فاعتقدوه ، وما لا فتوقفوا فيه أو أنفوه !!
ثم رسول الله –صلى الله عليه وسلم- قد أخبر أن أمته ستفترق على ثلاث وسبعين فرقة ، فقد علم ما سيكون ، ثم قال: ((إنى تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا ، كتاب الله)).
وروي عنه أنه قال فى صفة الفرقة الناجية: ((هم من كان على مثل ما أنا عليه اليوم وأصحابى))
فهلا قال: من تمسك بالقرآن ، أو بدلالة القرآن ، أو بمفهوم القرآن ، أو بظاهر القرآن فى باب الاعتقاد فهو ضال! وإنما الهدى رجوعكم إلى مقاييس عقولكم ، وما يحدثه المتكلمون منكم بعد القرون الثلاثة -فى هذه المقالة- !!وان كان قد نبغ أصلها فى أواخر عصر التابعين .))


بين يدي الموضوع

الحمد لله العالي على عرشه من فوق سابع سماء، المجلي باليقين قلوب صفوته الأتقياء، والمبتلي خلقه بالسعادة والشقاء.وأشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، شهادة مؤمن بالحشر واللقاء.

وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، الشهيد على الأمة الشهداء، المبعوث بالبينات والهدى وترك المراء، صلى الله عليه وسلم وشرف وكرم صلاة دائمة إلى يوم الدين، وعلى آله وصحبه أجمعين.
((أما بعد ، فإن الله وصف نفسه بالعلو في السماء ، ووصفه بذلك رسوله محمد خاتم الأنبياء وأجمع على ذلك جميع العلماء من الصحابة الأتقياء والأئمة من الفقهاء ، وتواترت الأخبار بذلك على وجه حصل به اليقين ، وجمع عليه قلوب المسلمين ، وجعله مغروزاً في طباع الخلق أجمعين ، فتراهم عند نزول الكرب بهم يلحظون السماء بأعينهم ، ويرفعون نحوها للدعاء أيديهم ، وينتظرون مجيء الفرج من ربهم ، وينطقون بذلك بألسنتهم ، لا ينكر ذلك إلا مبتدع غال في بدعته أو مفتون بتقليد وأتباعه على ضلالته)) صفة العلو لشيخ الإسلام ابن قدامة ص12
وهذا الذي ذكره شيخ الإسلام ابن قدامة هو إجماع الصحابة وتابعيهم وأتباعهم من أهل القرون الثلاثة المفضلة لا يروى في ذلك حرف واحد صحيح يخالف ذلك -ولن أذكر هاهنا أدلة المسألة من القرآن والسنة فليس هذا محله -وخالف في ذلك أهل الكلام:
قال الإمام الحافظ شمس الدين الذهبي: ((مقالة السلف وأئمة السنة بل والصحابة والله ورسوله والمؤمنين: أن الله في السماء وأن الله على العرش وأن الله فوق سمواته وأنه ينزل إلى السماء الدنيا وحجتهم على ذلك النصوص والآثار.
ومقاله الجهمية أنه في جميع الأمكنة.. ومقال متأخري المتكلمين أن الله ليس في السماء ولا على العرش ولا على السماوات ولا في الأرض ولا داخل العالم ولا خارج العالم ولا هو بائن عن خلقه ولا متصل بهم وقالوا: جميع هذه الأشياء صفات الأجسام والله منزه عن الجسم.
قال لهم أهل السنة والأثر: نحن لا نخوض في ذلك ونقول ما ذكرناه اتباعاً للنصوص ، ولا نقول بقولكم ، فإن هذه السلوب نعوت المعدوم ، تعالى الله عن العدم بل هو موجود متميز عن خلقه موصوف بما وصف به نفسه من أنه فوق العرش بلا كيف)) العلو ج2/970

قال القرطبي الإمام الأشعري المعروف في تفسيره للآية 25 من سورة الفرقان

((هذه مسألة الاستواء ; وللعلماء فيها كلام وإجراء . وقد بينا أقوال العلماء فيها في الكتاب ( الأسنى في شرح أسماء الله الحسنى وصفاته العلى ) وذكرنا فيها هناك أربعة عشر قولا .

والأكثر من المتقدمين والمتأخرين أنه إذا وجب تنزيه الباري سبحانه عن الجهة والتحيز فمن ضرورة ذلك ولواحقه اللازمة عليه عند عامة العلماء المتقدمين وقادتهم من المتأخرين تنزيهه تبارك وتعالى عن الجهة , فليس بجهة فوق عندهم ; لأنه يلزم من ذلك عندهم متى اختص بجهة أن يكون في مكان أو حيز , ويلزم على المكان والحيز الحركة والسكون للمتحيز , والتغير والحدوث . هذا قول المتكلمين .

وقد كان السلف الأول رضي الله عنهم لا يقولون بنفي الجهة ولا ينطقون بذلك , بل نطقوا هم والكافة بإثباتها لله تعالى كما نطق كتابه وأخبرت رسله . ولم ينكر أحد من السلف الصالح أنه استوى على عرشه حقيقة . وخص العرش بذلك لأنه أعظم مخلوقاته , وإنما جهلوا كيفية الاستواء فإنه لا تعلم حقيقته . قال مالك رحمه الله : الاستواء معلوم - يعني في اللغة - والكيف مجهول , والسؤال عن هذا بدعة . وكذا قالت أم سلمة رضي الله عنها . وهذا القدر كاف ))وقال نفس الكلام في تفسيره لسورة الرعد آية 13 ويونس آية 10 و الأعراف آية 7 و الحديد آية57 والسجدة آية 32

والقرطبي رحمه الله ذكر مذهب السلف وذكر مذهب المتكلمين المتأخرين وإلا فمذهب المتقدمين في عصر التابعين وتابعيهم أن الله في كل مكان بذاته وقد أختار هو -كما يظهر في كتبه- مذهب المتكلمين المتأخرين وسيأتي النقل من الأسنى عند الكلام عن الباقلاني رحمه الله.

قال الذهبي بعد نقل كلام القرطبي: ((والله فوق عرشه كما اجمع عليه الصدر الأول ونقله عنهم الأئمة وقالوا ذلك رادين على الجهمية القائلين بأنه في كل مكان محتجين بقوله ((وهو معكم)) فهذان القولان هما اللذان كانا في زمن التابعين وتابعيهم ...فاما القول الثالث المتولد بآخرة بأنه تعالى ليس في الأمكنة ولا خارجاً عنها ، ولا فوق العرش ، ولا هو بمتصل ولا بمنفصل عنهم ، ولا ذاته المقدسة متميزة ولا بائنة عن مخلوقاته ، ولا في الجهات ولا خارجاً عن الجهات ولا ولا فهذا شيء لا يعقل ولا يفهم مع ما فيه من مخالفة الآيات والأخبار)) ج2/1378

وهذا المذهب هو مذهب أكثر المعتزلة كما ذكر ذلك الأشعري في مقالاته ص155 يقول الإمام الحافظ أبو عاصم خشيش بن أصرم المتوفى سنة253: (( ومنهم-أي الجهمية- صنف أنكروا أن يكون الله سبحانه في السماء ، وأنكروا الكرسي وأنكروا العرش أن يكون الله فوقه وفوق السموات من قبل هذا. وقالوا: إن الله في كل مكان حتى في الأمكنة القذرة تعالى الله عما يقولون علواً كبيراً.

ومنهم صنف قالوا: لا نقول إن الله بائن عن الخلق ، ولا غير بائن ، ولا فوقهم ولا تحتهم..الخ ما قال التنبيه والرد ص97.


بين السلف والجهمية
وهذه جملة من ردود السلف على هؤلاء كنت قد كتبتها في مكان آخر ناسب أن أوردها هنا

قال ابن أبي حاتم (الإمام الحافظ) نا زكريا بن داود بن بكر (ثقة) سمعت أبا قدامه السرخسي (ثقة) سمعت أبا معاذ البلخي الفقيه يقول: ((كان جهم معبر ترمذ...فقال: هو هذا الهواء مع كل شيء وفي كل شيء ولا يخلو منه شيء)) فقال أبو معاذ: ((كذ ب عدو الله بل الله على العرش (وفي رواية(( إن الله في السماء على عرشه كما وصف نفسه))


وروي من طريق ابن خزيمه قال سمعت أبا قدامة وسنده صحيح إلى أبي معاذ الفقيه

وأخرج أحمد في مسنده (6/457) وعبد الله بن أحمد في السنة(1/117-118) والخلال في السنة (5/91 و 5/127) وابن أبي حاتم في الرد على الجهمية (العلو2/970) والأثرم كما رواه عنه ابن قدامة في العلو(ص118) وغيرهم

عن الإمام الحافظ حماد بن زيد أحد تابعي التابعين أنه قال: ((إنما يدورون على أن يقولوا ليس في السماء إله –يعني الجهمية-)) قال الهيثمي : رجاله رجال الصحيح ، والأثر صحيح ثابت.

وقد روي عن شيخه التابعي أيوب السختياني وذكر المعتزلة فقال: ((إنما مدار القوم على أن يقولوا ليس في السماء شيء)) رواه الذهبي في السير(6/24) والعلو (ص914) وقال: ((هذا إسناد كالشمس وضوحاً وكالأسطوانة ثبوتاً عن سيد أهل البصرة وعالمهم))


وروى ابن أبي حاتم بسند حسن عن جرير بن عبد الحميد الإمام الحافظ المتوفى سنة 188هـ قال: كلام الجهمية أوله عسل وآخر سم وإنما يحاولون أن يقولوا ليس في السماء إله. العلو برقم 360 والأربعين ص94 والدرء (6/265)

وقال عباد بن العوام -توفى على الراجح سنة 185- قال: كلمت بشراً المريسي وأصحابه فرأيت آخر كلامهم ينتهي إلى أن يقولوا ليس في السماء شيء. رواه الخلال في السنة (4/113 ح1753 و1756) وقبله عبد الله في السنة (1/126 ح65 ، 1/170 ح199)وقال محقق العلو:إسناده حسن.

قال الإمام الحافظ الكبير عبد الرحمن بن مهدي-ت سنة 198-: (( إن الجهمية أرادوا أن ينفوا أن يكون الله كلم موسى وأن يكون على العرش ، أرى أن يستتابوا فإن تابوا وإلا ضربت اعناقهم)) رواه أبو داود في مسائله ص262 وعبد الله في السنة 1/119 وعنه النجاد في الرد على من يقول القرآن مخلوق ح1 ص31 واللالكائي 2/316 وغيرهم. وصححه الذهبي.

وقال محمد بن مصعب شيخ بغداد: ((من زعم أنك لا تتكلم ولا ترى في الآخرة فهو كافر بوجهك أشهد أنك فوق العرش فوق سبع سموات ليس كما تقول أعداء الله الزنادقة)). أخرجه عبد الله في السنة (1/173) وعنه النجاد ح110 والدارقطني في الصفات ح64 وعنه الخطيب في التاريخ 3/280 وغيرهم.


وقال الإمام البخاري في خلق أفعال العباد(برقم6): قال وهب بن جرير-الحافظ الإمام الثقة-: الجهمية الزنادقة إنما يريدون أنه ليس على العرش استوى وأسنده الأثرم بلفظ : ((إنما يريد الجهمية أنه ليس في السماء شيء))

وقال سعيد بن عامر إمام أهل البصرة علماً وديناً -من طبقة شيوخ الشافعي وأحمد وإسحاق-: الجهمية شر قولاً من اليهود والنصارى قد اجتمعت اليهود والنصارى وأهل الأديان أن الله تبارك وتعالى على العرش وقالوا هم ليس على العرش شيء!!! احتج به البخاري في خلق أفعال العباد رقم 18 ورواه غيره أيضاً.

قال الذهبي: ((صح عن علي بن الحسن بن شقيق قال: قلت لعبد الله بن المبارك-أحد تابعي التابعين- كيف نعرف ربنا عز وجل؟ قال: على السماء السابعة على عرشه ولا نقول كما تقول الجهمية انه هاهنا في الأرض)) أخرجه عبد الله في السنة(1/11، 174-175) والدارمي في رده على المريسي (1/224) والرد على الجهمية (ص50) والبيهقي في الأسماء والصفات(2/335-336) وحرب في مسائلة ص412 وأسنده الذهبي في السير في مواضع وتاريخ الإسلام ص237-238 وغيرهم

وقال البخاري: قال علي بن عاصم: احذر المريسي فإن كلامهم أبي جاد الزندقة ، وأنا كلمت أستاذهم جهماً فلم يثبت أن في السماء رباً. أحتج به في خلق أفعال العباد برقم 22.

وروي الكلام السابق عن ابن علي وهو الإمام العالم المحدث عاصم بن علي بن عاصم حيث قال: ناظرت جهمياً فتبين من كلامه انه لا يؤمن أن في السماء رباً رواه عنه ابن أبي حاتم كما في نقض التأسيس2/83-84 وعلو الذهبي ص122.

وقال البخاري: وقال محمد بن يوسف-من كبار شيوخه- من قال إن الله ليس على عرشه فهو كافر ومن زعم أن الله لم يكلم موسى فهو كافر.خلق الأفعال برقم 67.

وروى أيضاً برقم 70 عن الإمام الأشيب فذكر الجهمية ونال منهم ثم ذكر اعتراف احد الزنادقة حيث قال: الجهمي إذا غلا قال: ليس ثم شيء وأشار الأشيب إلى السماء. وسنده صحيح.

وذكر أيضاً عن سليمان التيمي-التابعي الجليل- قال: لو سئلت أين الله لقلت في السماء فإن قال: فأين كان عرشه قبل السماء لقت: على الماء فإن قال: فأين كان عرشه قبل الماء لقلت: لا أعلم فقال البخاري- معلقاً ومقرا-: وذلك لقوله: (( ولا يحيطون بشيء من علمه إلا بما شاء)) يعني إلا بما بين. ورواه اللالكائي(3/401 ح671) وسنده صحيح.


ومما احتج به البخاري على الجهمية قال: ((وقال جبير بن مطعم عن النبي صلى الله عليه وسلم: إن الله على عرشه فوق سمواته وسماواته فوق أرضه مثل القبة. وقال ابن مسعود في قوله تعالى : ((ثم استوى على العرش)) قال: العرش على الماء والله فوق العرش وهو يعلم ما انتم عليه. وقال قتادة في قوله تعالى: ((وهو الذي في السماء إله وفي الأرض إله)) قال: يعبد في السماء ويعبد في الأرض. وقال ابن عباس: ((يدبر الأمر من السماء إلى الأرض ثم يعرج إليه في يوم كان مقداره ألف سنة مما تعدون)) قال: من الأيام الستة. وقال الله تعالى: ((ءأمنتم من في السماء أن يخسف بكم الأرض فإذا هي تمور () أم أمنتم من في السماء أن يرسل عليكم حاصبا)) وقال عمران بن حصين: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي: ((كم تعبد اليوم إلهاً)) قال:سبعة ، ستة في الأرض وواحد في السماء ، قال : ((فأيهم تعد لرغبتك ولرهبتك)) قال: الذي في السماء ، قال: ((أما إنك إن أسلمت علمتك كلمتين ينفعانك)) فلما أسلم الحصين قال: يا رسول الله علمني الكلمتين اللتين وعدتني ، قال: "قل اللهم ألهمني رشدي واعذني من شر نفسي))انتهى فتأمل بماذا احتج البخاري عليهم.



قال الإمام الحافظ الحجة أبو عاصم خشيش بن أصرم المتوفى سنة 253 للهجرة شيخ أبو داود والنسائي في كتابه الإستقامة:

((وأنكر جهم أن يكون الله في السماء دون الأرض ، وقد دل في كتابه أنه في السماء دون الأرض:

بقوله: ((إني متوفيك ورافعك إلي وطهرك من الذين كفروا)) وقوله : ((وما قتلوه يقيناً))

وقوله : ((بل رفعه الله إليه))

وقال: ((يدبر الأمر من السماء إلى الأرض ثم يعرج إليه))

وقوله : ((إليه يصعد الكلم الطيب))

وذكر أكثر من 75 دليل من القرآن مثل ((ءأمنتم من في السماء أن يخسف بكم الأرض فإذا هي تمور () أم أمنتم من في السماء أن يرسل عليكم حاصبا)) ثم قال:

لو كان في الأرض كما هو في السماء لم ينزل من السماء إلى الأرض شيء ولكان يصعد من الأرض إلى السماء كما ينزل من الأرض إلى السماء ، وقد جاءت الآثار عن النبي صلى الله عليه وسلم: أن الله في السماء دون الأرض ثم ذكر أحاديث عن الرسول صلى الله عليه وسلم.)) نقله بنصه الملطي الشافعي مرتضياً له في التنبيه والرد ص104.


قال الذهبي: ((حدث عبد الوهاب بن عبد الحكم الوراق بقول ابن عباس: ((ما بين السماء السابعة إلى كرسيه سبعة آلاف نور ، وهو فوق ذلك)) ثم قال عبد الوهاب: من زعم ان الله ههنا فهو جهمي خبيث ، إن الله فوق العرش وعلمه محيط بالدنيا والآخرة)).

كان عبد الوهاب ثقة حافظاً ، كبير القدر ، حدث عنه أبو داود والنسائي والترمذي ، قيل للإمام أحمد "من نسأل بعدك" قال: سلوا عبد الوهاب وأثنى عليه ، توفى سنة خمسين ومائتين.

قال غال ناف بلسان الحال: "ما لهذا المحدث ذنب ولا لأمثاله ، غرهم قول شيوخهم واغتر شيوخه بما صرح به التابعون في هذه المسالة ، وأولئك غرهم قول ابن عباس ، وابن مسعود وعبد الله بن عمرو بن العاص"

قلت: نعم يا جاهل ! فاطرد مقالتك الشنعاء وقل الصحابة غرهم قول الصادق المصدوق "اعتقها فإنها مؤمنه" وقوله" ينزل ربنا كل ليلة على السماء الدنيا" فالنبي صلوات الله عليه وسلامه أصل ذلك وألقاه إلى أمته ، وبناه على ما أوحي إليه من قول أصدق القائلين : ((الرحمن على العرش استوى)) ((يخافون ربهم من فوقهم)) إلى غير ذلك من الآيات وإلى ما علمه جبريل وما جاء به عن رب العالمين من السنة وما جاء به المرسلون إلى أممهم من إثبات نعوت الرب سبحانه وتعالى فالحمد لله على الإسلام والسنة))

والسؤال الموجه للأشاعرة :لماذا حين ينقل السلف قول جهم ان الله في كل مكان بذاته او يذكرون المعتزلة وهم بضده ، يقولون: ((كذب عدو الله بل الله في السماء)) ((بل الله على العرش)) بل ((الله فوق عرشه فوق سبع سموات)) الخ.

لماذا لم يقولوا ((بل الله لا داخل المخلوقات ولا خارجها ولا داخل الحمام ولا خارجه!!)) -وهو الحق عندكم- لماذا لم يصرحوا بمعتقدهم وهو في معرض بيان الحق ؟


متى أصبح كلام الجهمية هو الحق عند متأخري الأشعرية ما ماوقف ابن كلاب ؟ وماذا قال المحاسبي؟ وماذا عن الأشعري؟ والباقلاني ؟ هذا ما سأحاول الإجابة عليه أسأل الله التيسير.

هذا الموضوع لم أنته من كتابته بعد لذا أرجو الصبر وعدم المشاركة لحين الانتهاء وستكون كتابتي له على شكل دفعات أسأل الله الإعانة.