تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : إعلان من مواعظ الموت ...



إلى حب الله
06-10-2012, 11:16 PM
من مواعظ الموت ...

الإخوة الكرام .. وقد علمنا بموت أخينا ناصر التوحيد رحمه الله تعالى منذ عشرين يوما ً(ولم نعلم إلا اليوم للأسف) ... ولأنه ليس منا إلا ومات له قريبٌ أو عزيز أو سيموت له قريبٌ أو عزيز ...
ولأنه من أكفى المواعظ : هي موعظة الموت .. وكما قالها عمار رضي الله عنه وأرضاه :

" كفى بالموت واعظا ً.. وكفى باليقين غنىً .. وكفى بالعبادة شغلا ً" ......

أخرجه أحمد في " الزهد " وابن أبي الدنيا في " كتاب اليقين " بسند صحيح عن جعفر بن سليمان عن يونس .. ورواه نعيم بن حماد في " زوائد زهد ابن المبارك " عن ابن مسعود موقوفا ًأيضا ً..

أقول :
فكرت في جعل هذه الصفحة لكتابة كل ما تجود به أنفسنا مما قرأناه عن موعظة الموت .. من قرآن ٍوحديث ٍوشعر ٍونثر ٍونحوه .. فإن لمثلها تأثير على النفوس الخاشعة .. وعلى النفوس القاسية .. وعلى النفوس الجاحدة .. وعلى النفوس التائبة ...

مع وجوب الإشارة إلى خطورة الاستغراق في التفكير في الموت إلى الحد المُصيب بالمرض والوسوسة ...
فإنما المراد هو التذكير به كوسيلة لاستحضار الوقوف بين يدي الله عز وجل في نهاية المطاف للحساب ..
وحقيقة دناءة منزلة هذه الدنيا : في نظر مَن حسبوها غاية ونهاية : وما هي إلا وسيلة وبداية !!!..
وليس المقصود من هذا الموضوع الزهد فيها عن العمل أو عن الاستمتاع منها بالحلال المباح أو عن الاستزادة فيها من البناء والتعمير بالخير ..

سائلا ًالمولى عز وجل أن يجعل حسنات هذا الموضوع مما سيعلق بالنفوس : في ميزان حسنات أخينا ناصر التوحيد .. وكل مَن نصر التوحيد في هذا المنتدى المبارك .. وفي ميزان حسنات أهلينا وأحبابنا وإخواننا في الإسلام والمؤمنين والمؤمنات ..
وأخيرا ً: في ميزان حسنات أبي وأمي حفظهما الله تعالى ..
والعبد لله كاتب هذه الكلمات ...
اللهم آميـن ...
---------

مما يُنسب قوله للإمام علي رضي الله عنه (وأرجو التصحيح إن كانت تلك المعلومة خطئا ً) :

الناس تبكي على الدنيا وقد علمت ********** أن السعادة فيها ترك ما فيها

لا دار ٌللمرء ِبعد الموت ِيسكنها ********** إلا التي كان قبل الموت ِيبنيها

فإن بناها بخير ٍطاب مسكنه **************** وإن بناها بشر ٍخاب بانيها

أموالنا لذوي الميراث نجمعها *************** ودورنا لخراب الدهر نبنيها

أين الملوك التي كانت مُسلطنة ً******** حتى سقاها بكأس الموت ِساقيها

فكم مدائن في الآفاق ِقد بُنيت ******** أمست خرابا ًوأفنى الموت ُأهليها

لا تركنن إلى الدنيا وما فيها ************** فالموت لا شك يفنينا ويفنيها

لكل نفس ٍوإن كانت على وَجل ٍ**************** من المنية آمال ٌتقويها

المرء ُيبسطها والدهر ُيقبضها *********** والنفس تنشرها والموت يطويها

إن المكارم أخلاق ٌمُطهرة ٌ******************* الدين ُأولها والعقل ُثانيها

والعلم ُثالثها والحلم ُرابعها *********** والجود ُخامسها والفضل ُسادسها

والبر ُسابعها والشكر ُثامنها ************** والصبر ُتاسعها واللين ُباقيها

والنفس ُتعلم أني لا أ ُصادقها *********** ولست أرشد ُإلا حين أعصيها

واعمل لدار غد ٍرضوان ُحارسها ********* والجار ُأحمد والرحمن ناشيها

قصورها ذهب والمسك طينتها ************* والزعفران ربيع ٌنابت فيها

أنهارها لبن محض ٍومن عسل ٍ******** والخمر ُيجري رحيقا ًفي مجاريها

والطير تجري على الأغصان عاكفة ********* تسبح الله جهرا ًفي مغانيها

مَن يشتري الدار في الفردوس يعمرها ****** بركعة ٍفي ظلام الليل يُحييها

إلى حب الله
06-11-2012, 12:02 AM
ومما يُنسبُ أيضا ًلزين العابدين : علي بن الحسين بن علي رحمه الله ورضي عن والديه :
قصيدة " ليس الغريب " .. وهي من أحب مواعظ الموت إلى نفسي ...
ومن أقرب ما صور حديث المرء إلى نفسه حال الموت والتكفين واللحد :
ومردود ذلك بالنصيحة إلى نفسه بتقوى الله عز وجل ..

ليس الغريبُ غريب الشام واليمن ***************** إن الغريبَ غريبُ اللحد والكفن ِ

إن الغريبَ له حق ٌلغربته ِ********************* على المقيمين في الأوطان والسكن ِ

لا تنهرن غريبا ًحال غربته ِ*************************** الدهر ُينهره بالذل ِوالمحن ِ

سفري بعيد ٌوزادي لن يُبلغني ********************* وقوتي ضعفت والموت ُيطلبني

ولي بقايا ذنوب ٍلست ُأعلمها ************************* الله ُيعلمها بالسر ِوالعلن

ما أحلم َالله َعني حيث ُأمهلني ******************* وقد تماديت في ذنبي ويسترني

تمر ساعات ُأيامي بلا ندم ٍ************************** ولا بكاء ٍولا خوف ٍولا حزن ِ

أنا الذي أغلق الأبواب مجتهدا ً******************* على المعاصي وعين ُالله ِتنظرني

يا زلة ًكُتبت في غفلة ٍذهبت ****************** يا حسرة ًبقيت في القلب ِتحرقني

دعني أنوح على نفسي وأندبها ********************* وأقطع الدهر َبالتذكير والحزن

دع عنك عذلي يا مَن كان يعذلني *************** لو كنت تعلم ما بي كنت تعذرني

دعني أسح ُدموعا ًلا انقطاع لها ******************* فهل عسى عبرة ٌمنها تُخلصُني

كأنني بين كل الأهل منطرحا ً*********************** على الفراش وأيديهم تقلبني

وقد تجمّع حولي مَن ينوح ُومَن ********************** يبكي عليّ وينعاني ويندبني

وقد آتو بطبيب ٍكي يُعالجني ********************* ولم أر َالطب هذا اليوم ينفعُني

واشتد نزعي وصار الموت يجذبها ***************** من كل عرق ٍبلا رفق ٍولا هون ِ

واستخرج الروح َفي تغرغرها ********************** وصار ريقي مريرا ًحين غرغرني

وغمضوني وراح الكل وانصرفوا ***************** بعد الإياس وجدّوا في شرا الكفن ِ

وقام مَن كان أحب الناس في عجل ٍ***************** نحو المُغسل يأتيني يغسلني

وقال يا قوم ِنبغ ِغاسلا ًحذقا ً************************* حرا ًأديبا ًأريبا ًعارفا ًفطن ِ

فجاءني رجل ٌمنهم فجردني ************************ من الثياب ِوأعراني وأفردني

وأودعوني على الألواح منطرحا ً******************* وصار فوقي خرير ُالماء ِيُنظفني

وأسكبَ الماء َمن فوقي وغسلني ***************** غسلا ًثلاثا ًونادى القومَ بالكفن ِ

وألبسوني ثيابا ًلا كمام َلها ********************* وصار زادي حنوطا ًحين حنطني

وأخرجوني من الدنيا فوا أسفي ************************ على رحيل ٍبلا زاد ٍيُبلغني

وحمّلوني على الأكتاف أربعة ٌ******************** من الرجال ِوخلفي مَن يُشيعني

وقدموني إلى المحراب ِوانصرفوا ******************* خلف َالإمام ِفصلى ثم ودعني

صلوا عليّ صلاة ًلا ركوع َلها *********************** ولا سجود َلعل الله يرحمني

وأنزلوني إلى قبري على مهل ٍ*********************** وقدموا واحدا ًمنهم يُلحدُني

وكشفَ الثوب َعن وجهي لينظرني ***************** وأسبل الدمع َمن عينيه أغرقني

فقام محترما ًبالعزم ِمشتملا ً*********** وصفف اللبن (أي الطوب) من فوقي وفارقني

وقال هُلوا عليه التراب َواغتنموا ************** حُسن َالثواب َمن الرحمن ذي المنن ِ

في ظلمة القبر لا أم ٌهناك ولا ********************** أب ٌشفيق ٌولا آخ ٌيؤنسني

وهالني صورة ٌفي العين ِإذ نظرت **************** من هول مطلع ِما كان أدهشني

من منكر ٍونكير ٍما أقول لهم ********************** قد هالني أمرُهم جدا ًفأفزعني

وأقعدوني وجدّوا في سؤالهم ُ********************* مالي سواك َإلهي مَن يُخلصني

فامنن عليّ بعفو ٍمنك يا أملي *********************** فإنني موثق ٌبالذنب ِمرتهن

تقاسم الأهل ُمالي بعدما انصرفوا **************** وصار وزري على ظهري فأثقلني

واستبدلت زوجتي بعلا ًلها بدلي ***************** وحكّمته على الأموال ِوالسكن ِ

وصيّرت ولدي عبدا ًليخدمها ********************* وصار مالي لهم حلا ًبلا ثمن ِ

فلا تغرنك الدنيا وزينتها ********************* وانظر إلى فعلها في الأهل ِوالوطن ِ

وانظر إلى مَن حوى الدنيا بأجمعها ************* هل راح منها بغير الحنط ِوالكفن ِ

خذ القناعة َوارض َبها ************************* لو لم يكن لك إلا راحة البدن ِ

يا زارع َالخير ِتحصد بعده ثمرا ً**************** يا زارع الشر ِموقوف ُعلى الوهن ِ

يا نفس ُكفي عن العصيان واكتسبي **************** فعلا جميلا لعل الله يرحمني

يا نفس ُويحك توبي واعملي حسنا ً************ عسا تجازين بعد الموت ِبالحسن ِ

ثم الصلاة ُعلى المختار ِسيدنا ***************** ما وضا البرق ُفي شام ٍوفي يمن ِ

والحمد لله مُمسينا ومُصبحنا ****************** بالخير ِوالعفو ِوالإحسان ِوالمنن ِ

متروي
06-11-2012, 12:04 AM
جزاك الله خيرا أبا الحب على هذه اللفتة الطيبة
و مما يحضرني حديث النبي صلى الله عليه وسلم :
بادروا بالأعمال ستا : الدجال ، والدخان ، ودابة الأرض ، وطلوع الشمس من مغربها ، وأمر العامة ، وخويصة أحدكم
الراوي: أبو هريرة المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 2947
خلاصة حكم المحدث: صحيح
و حياة الدنيا كحبل يوشك أن يتقطع فنهوي لا ندري أين و الحياة قصيرة مهما طالت و الآمال عريضة و الأفعال قليلة جدا فما ندري إلا و قد حان الرحيل ..
تمنى رجال أن أموت وإن أمت * فتلك سبيل لست فيها بأوحد
فقل للذي يبغي خلاف الذي مضى * تجهز لأخرى مثلها فكأن قد

يتمنى الإنسان أن يعمل أشياء كثيرة لكن تمضي السنون و هو يراوح مكانه و من أعظم البركات البركة في الوقت و الزمن فالبدار البدار فقد حزنت لموت أخينا ناصر التوحيد و تعجبت أنني لم أجد لخبر موته مكانا في جوجل أخبار ..
كَـذا فَـليَجِلَّ الخَطبُ وَليَفدَحِ الأَمرُ ...........فَـلَيسَ لِـعَينٍ لَـم يَفِض ماؤُها عُذرُ
فَتىً كانَ عَذبَ الروحِ لا مِن غَضاضَة..........وَلَـكِنَّ كِـبراً أَن يُـقالَ بِـهِ كِـبر
سَقى الغَيثُ غَيثاً وارَتِ الأَرضُ شَخصَهُ...........وَإِن لَـم يَـكُن فيهِ سَحابٌ وَلا قَطرُ
وَكَـيفَ اِحـتِمالي لِلسَحابِ صَنيعَةً...........بِـإِسقائِها قَـبراً وَفـي لَـحدِهِ البَحرُ
مَـضى طـاهِرَ الأَثوابِ لَم تَبقَ رَوضَةٌ............غَـداةَ ثَـوى إِلّا اِشـتَهَت أَنَّـها قَبرُ
ثَوى في الثَرى مَن كانَ يَحيا بِهِ الثَرى .......... وَيَـغمُرُ صَـرفَ الـدَهرِ نائِلُهُ الغَمرُ
عَـلَيكَ سَـلامُ الـلَهِ وَقـفاً فَـإِنَّني............ رَأَيـتُ الـكَريمَ الـحُرَّ لَيسَ لَهُ عُمرُ

مستفيد..
06-11-2012, 12:46 AM
بارك الله فيكم..ورحم الله الأستاذ الفاضل ناصر التوحيد..وجعل له بكل حرف صدقة..
من كلام الحسن البصري رحمه الله :
* أنتم تسوقون الناس والساعة تسوقكم.. وقد أسرع بخياركم..فماذا تنتظرون ؟!!

المَاسَّةُ قُرطبة ©™
06-11-2012, 07:12 AM
فكرة ترقق القلوب إذ قست. جزاكم الله خير الجزاء.

لا اجد ابلغ من وصية الحسن رضي الله عنه لعمربن عبدالعزيز التي جمعت بين ارادة الحياة والانجاز فيها وبين الموت والعمل للاخرة

لكن اسوق اليكم هذا الكلام:
قال بشر بن الحارث :
(( قد يكون الرجل مرائيا بعد موته، يحبّ أن يكثر الخلق في جنازته ))
سير أعلام النبلاء للذهبي

قال الإمام سفيان الثوري :
(( ليس الزهد بأكل الغليظ ولبس الخشن، ولكنه قصر الأمل وارتقاب الموت ))

سير أعلام النبلاء للذهبي
لَاتَحْـــــــــــــــــــــــ ـــزَن
قال شميط بن عجلان :
(( من جعلَ الموتَ نصبَ عينيهِ لم يُبالِ بضيقِ الدّنيا ولا بسعتهَا ))
صفة الصفوة

ونسأل الله ان يرحم ابانا الوالد ناصر التوحيد وفتح هذا الموضوع من قبلكم في ميزان حسناته ان شاء الله.
بوركتم.

طالبة علم و تقوى
06-11-2012, 10:32 AM
دخلت لشكرك مخصوص أستاذنا الفاضل أبو حب الله لعظيم تأثير موضوعك هذا في عندما قرأته يوم أمس و أنا متصفحة فقط ...بعد تلقي مباشرة خبر وفاة الأستاذ ناصر التوحيد تغمده الله برحمته و أحسن مثواه وأسكنه فسيح جناته ...



ومن لم يعظْهُ الموت لم يتَّعِظْ إِذاً


ومن لم يعظْهُ الموت لم يتَّعِظْ إِذاً **** كفى واعظاً بالموت غادٍ ورائحُ

ومن جانَبَ القرآنَ لم يزدجرْ به **** فلا مرشد يُصغِي إليه وناصِحُ

ولا يصبر الإنسانُ عن طبع نفسه **** إلى حين تبكيه الحِسَانُ النوائحُ

فلا حيلةٌ للمرء في رشد نفسه **** وقد جَرَتِ الأقدارُ والنهجُ واضحُ

فللمتقي جناتُ عدن جزاؤُهُ **** وذو الكفر والعصيان في النار كالحُ

ولا تحسبنَّ الدهر صومَ تطوُّعٍ **** وطولَ صلاةٍ قام والليل جانحُ

ولكن قلوبُ قد صَفَتْ وضمائرٌ **** وخوف به تجري الدموعُ السوافح


أحب حديث إلى قلبي لعظمه و لبالغ أثره لمن إستوعبه : عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ :

أَخَذَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمَنْكِبِي فَقَالَ كُنْ فِي الدُّنْيَا كَأَنَّكَ غَرِيبٌ أَوْ عَابِرُ سَبِيلٍ.

قلب معلق بالله
06-11-2012, 06:06 PM
فلتبك يا صرح التوحيد ..على عزيز لك فقيد
خطت أنامله شدو وتغريد..بلاغة ونظم فريد
رجاحة عقل وفكر ..تجده بين الرجال رميه سديد
فارس مغوار على جواده ..جال ساحات بحبكة ليس شريد
لكِ الله يا غرفة التوحيد ..كفكفِ أدمعك على ناصرك الرشيد
الضارب بالحق على كل عنيد ..غيور على دينه ترك لكِ خير رصيد
...........
قصيدة صغيرة فى رثاء أخانا ناصر التوحيد
لم أكن يوما لى حديث معه لكن سيرته الحسنة بين أقرانه
وعلمه الواسع يكفى ليعرفه اى انسان نسأل الله ان يتغمده بواسع رحمته