المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : (وَلَا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْمًا )



قلب معلق بالله
06-11-2012, 11:38 PM
قال الحق تبارك وتعالى : (وَلَا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْمًا ) [ طه: 110].
وقال صلى الله عليه وسلم: "لَا أُحْصِي ثَنَاءً عَلَيْكَ، أَنْتَ كَمَا أَثْنَيْتَ عَلَى نَفْسِكَ" أخرجه مسلم (486).

إذن لننطلق من الأدلة الشرعية فقد حكم الله ورسوله أن الإنسان لا يستطيع مهما كان من علو في بشريته حتى أعظم الأنبياء نبينا محمد - صلى الله عليه وسلم - لا يعرف حقيقة الذات وأن ذلك مناطه الشرع والكل محكوم بقوله تعالى (ليس كمثله شيء وهو السميع البصير) فنفى الله تعالى المماثلة عن ذاته (ليس كمثله شيء) وعن صفاته (وهو السميع البصير)

فأدوات العلم بالله إذن هي:
1- العقل وهو مناط التكليف،
2- والسمع، وهو النقل، وهو ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم من الكتاب والسنة،

وهنا يحسن التنبيه على أن من أسماء الله وصفاته سبحانه وتعالى ما يعرف بالعقل والسمع، ومنها ما لا يعرف إلا بالسمع.

و لذلك يجب تحكيم السمع - وهو الوحي - على ما سواه وجعل العقل تابعًا مهتديًا بهدى الله، ومن الضلال المبين أن يعارض النقل بالعقل، كما صنع كثير من طوائف الضلال من الفلاسفة والمتكلمين
فنحن نحتاج إذا إلى العقل وإلى الوحي ثم التوفيق والذي بدونه لا يهتدي العاقل أبدا وهو منة من الله يمن بها على من يشاء من عباده فمن علم الله فيه خيرا أسمعه...

ومن تأمل في ديننا العظيم يجد أن الله تعالى في كتابه وعلى لسان نبيه قد عظم العقل أيما تعظيم وكم من آية توصي الناس بالتعقل و التفقه والتدبر والتذكر وما إلى ذلك من العمليات التي أداتها العقل ومع ذلك لم يقدم العقل على النقل...

وكذلك كان من الواجبات العينية على كل مسلم والتي قد تختلف من شخص لآخر أن يحصل من العلم الشرعي الصحيح ما يزيل كل شبهة في أصول الدين حتى يصل إلى القناعة الإيمانية الكاملة التي لا شك فيها وهذا أيضا تعظيم للعقل رغم أنه لم يقدم على الشرع...

والله أعلم


كتبه أبو أنس حادي الطريق