المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : لمحات من دلائل الإعجاز البلاغى



جابر عثرات الكرام
11-30-2004, 09:37 PM
منقول من كتاب الإعجاز والإيجاز للثعالبي


بعض ما نطق به القرآن من الكلام الموجز المعجز
من أراد أن يعرف جوامع الكلم ويتنبه على فضل الإعجاز والاختصار ويحيط ببلاغة الإيماء ويفطن لكفاية الإيجاز فليتدبر القرآن وليتأمل علوه على سائر الكلام فمن ذلك قوله عزّ ذكره: "إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا" استقاموا كلمة واحدة تفصح عن الطاعات كلها في الائتمار والانزجار. وذلك لو أن إنساناً أطاع الله سبحانه مائة سنة ثم سرق حبة واحدة لخرج بسرقتها عن حد الاستقامة، ومن ذلك قوله عز وجل: "لا خوف عليهم ولا هم يحزنون" فقد أدرج فيه ذكر إقبال كل محبوب عليهم وزوال كل مكروه عنهم ولا شيء أضر بالإنسان من الحزن والخوف لأن الحزن يتولد من مكروه ماض أو حاضر والخوف يتولد من مكروه مستقبل فإذا اجتمعا على امرئ لم ينتفع بعيشه بل يتبرم بحياته والحزن والخوف أقوى أسباب مرض النفس كما أن السرور والأمن أقوى أسباب صحتها فالحزن والخوف موضوعان بإزاء كل محنة وبلية. والسرور والأمن موضوعان بإزاء كل صحة ونعمة هنية. ومن ذلك قوله عز اسمه: "ولهم الأمن وهم مهتدون" فالأمن كلمو واحدة تنبئ عن خلوص سرورهم من الشوائب كلها لأن الأمن إنما هو السلامة من الخوف. والحزن المكروه الأعظم كما تقدم ذكره. فإذا نالوا الأمن بالإطلاق ارتفع الخوف عنهم وارتفع بارتفاعه المكروه وحصل السرور المحبوب. ومن ذلك قوله تعالى ذكره "أوفو بالعقود" فهما كلمتان جمعتا ما عقده الله على خلقه لنفسه وتعاقده الناس فيما بينهم ومن ذلك قوله سبحانه: "فيها ما تشتهي الأنفس وتلذ الأعين" فلم يبق مقترح لأحد إلا وقد تضمنته هاتان الكلمتان مع ما فيهما من القرب وشرف اللفظ وحسن الرونق ومن ذلك قوله عز وجل: "والفلك تجري في البحر بما ينفع الناس" فهذه الكلمات الثلاث الأخيرة تجمع من أصناف التجارات وأنواع المرافق في ركوب السفن ما لا يبلغه الإحصاء ومن ذلك قوله جل جلاله: "فاصدع بما تؤمر" ثلاث كلمات اشتملت على شرائط الرسالة وشرائعها وأحكامها وحلالها وحرامها ومن ذلك قوله جل ثناؤه في وصف خمر الجنة: "لا يصدعون عنها ولا ينزفون" فهاتان الكلمتان قد أتتا على جميع معايب الخمر ولما كان منها ذهاب العقل وحدوث الصداع برأ الله خمر الجنة منها وأثبت طيب النفوس وقوة الطبع وحصول الفرح. ومن ذلك قوله تبارك اسمه: "لأكلوا من فوقهم ومن تحت أرجلهم" وهو كلام يجمع جميع ما يأكله الناس مما تنبته الأرض. ومن ذلك قوله عز وعلا: "ولهنّ مثل الذي عليهن" وهو كلام يتضمن جميع ما يجب على الرجال من حسن معاشرة النساء وصيانتهن وإزاحة عللهن وبلوغ كل مبلغ فيما يؤدي إلى مصالحهن ومناجحهن وجميع ما يجب على النساء من طاعة الأزواج وحسن مشاركتهم وطلب مرضاتهم وحفظ غيبتهم وصيانتهم عن خيانتهم ومن ذلك قوله تبارك وتعالى: "ولكم في القصاص حياة" ويحكي عن أزدشير الملك ما ترجمه بعض البلغاء فقال: القتل أنفى للقتل: ففي كلام الله تعالى كل ما في كلام أزدشير الملك وفيه زيادة معان حسنه فمنها إبانة العدل بذكر القصاص والإفصاح عن الغرض المطلوب فيه من الحياة والحث بالرغبة والرهبة على تنفيذ حكم الله تعالى به والجمع بين ذكر القصاص والحياة والبعد عن التكرير الذي يشق على النفس فإن قوله القتل أنفى للقتل تكرير. غيره أبلغ منه. ومن ذلك قوله عز ذكره في إخوة يوسف: "فلما استيأسوا منه خلصوا نجيا" وهذه صفة اعتزالهم لجميع الناس وتقليبهم الآراء ظهراً لبطن وأخذهم في تزوير ما يلقون به أباهم عند عودهم إليه وما يوردون عليه من ذكر الحادث فتضمنت تلك الكلمات القصيرة معاني القصة الطويلة. ومن ذلك قوله جلت عظمته: "وإما تخافن من قوم خيانة فانبذ إليهم على سواء" فلو أراد أحد الأعيان الإعلام في البلاغة أن يعبر عنه لم يستطع أن يأتي بهذه الألفاظ مؤدية عن المعنى الذي يتضمنها حتى يبس مجموعها ويصل مقطوعها ويظهر مستوردها فيقول إن كان بينكم وبين قوم هدنة وعهد فخفت منهم خيانة أو نقضاً فاعلمهم أنك نقضت ما شرطت لهم وآذنهم بالحرب لتكون أنت وهم في العلم بالنقض على سواء.
فصل
فيما يجري مجرى المثل من ألفاظ القرآن ويجمع الإعجاب والإعجاز والإيجاز
ولا يحيق المكر السيء إلا بأهله" "إنما بغيكم على أنفسكم" "كل نفس بما كسبت رهينة" "كل من عليها فان" "كل نفس ذائقة الموت" "لكل نبأ مستقر" "قل كل يعمل على شاكلته" "يا أسفي على يوسف" "ولا تنس نصيبك من الدنيا" "وتحسبهم جميعاً وقلوبهم شتى" "فضربنا على آذانهم في الكهف" "أغرقوا فأدخلوا نارا" "ولا تزر وازرة وزر أخرى" "وكل حزب بما لديهم فرحون" "ويحسبون كل صيحة عليهم" "ويحسبون أنهم يحسنون صنعا" .

في جوامع الكلم عن النبي صلى الله عليه وسلم
إياكم وخضراء الدمن. لا يُلدغ المؤمن من جحر مرتين. إن المنبتَّ لا أرضاً قطع ولا ظهراً أبقى. إلى رحمة الله تعالى لا ترفع عصاك عن أهلك.
فصل
في جوامع تشبيهاته وتمثيلاته عليه السلام
"الناس كإبل مائة لا تكاد تجد فيها راحلة". "المؤمنون كالبنيان يشد بعضهم بعضاً". "أصحابي كالنجوم بأيهم اقتديتم اهتديتم". "مثل أصحابي كالملح ولا يصلح الطعام إلا به". "أمتي كالمطر لا يدري أوله خير أم آخره أينما وقع نفع". "عمالكم أعمالكم وكما تكونون يولى عليكم". "الدال على الخير كفاعله. "وعد المؤمن كأخذ باليد". "إن للقلوب صدا كصدا الحديد وجلاؤها الاستغفار".
ولما كتبل كتاب المهادنة بينه وبين سهيل بن عمرو قال أن العقد بيننا كشرج العيبة يعني إذا انحل بعضه انحل جميعه.
فصل
في استعاراته صلى الله عليه وسلم
"جنة الرجل داره". "نعم الختن القبر". "المؤمن مرآة أخيه دفن البنات من المكرمات". "من كنوز البر كتمان الصدقة والمرض والمصيبة" . "داووا مرضاكم بالصدقة". "حصنوا أموالكم بالزكاة". "صدقة السر تطفئ غضب الرب". "قد جدع الحلال أنف الغيرة". "الود والعداوة يتوارثان". "العلماء ورثة الأنبياء". "التوبة تهدم الحوبة". "ملعون من هدم بنيان الله - يعني من قتل نفساً - الحمى رائد الموت وسجن الله في الأرض". "الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر تمسحوا بالأرض فإنها بكم برة". "من ضحك ضحكة مج من العقل مجة". "اتقوا دعوة المظلوم فإنها لينة الحجاب". "الشتاء ربيع ؛ المؤمن قصر نهاره فصام وطال ليله فقام". "الاستماع إلى الملهوف صدقة". "الحكمة ضالة المؤمن". "اتقوا فراسة المؤمن فإنه ينظر بنور الله". "أكثروا ذكر هادم اللذات - يعني الموت - "الخمر مفتاح كل شر".
فصل فيما يروى من مطابقاته عليه السلام
"حفت الجنة بالمكاره والنار بالشهوات". "الناس نيام فإذا ماتوا انتبهوا". "كفى بالسلامة دواء". "إن الله يبغض البخيل". "حياة السخي بعد موته". "جبلت القلوب على حب من أحسن إليها وبغض من أساء إليها". "احذروا من لا يرجى خيره ولا يؤمن شره". "أنظروا إلى من تحتكم ولا تنظروا إلى من فوقكم". وقال عليه السلام: "إنكم لتقلون عند الفزع وتكثرون عند الطمع".
فصل
فيما يروى من جوامع كلمه في التجنيس عليه السلام
"الظلم ظلمات يوم القيامة". "إن ذا الوجهين لا يكون وجيهاً عند الله". "المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده". "المؤمن من أمنه الناس على أنفسهم وأموالهم". "لا إيمان لمن لا أمانة له".
فصل
في سائر أمثاله وروايع أقواله
وأحاسين حكمه في جوامع كلمه التي يلوح عليها نور نور للنبوة وتجمع فوائد الدين والدنيا
"زر غباً تزدد حباً". "الحرب خدعة". "ما عال من اقتصد". "منى مناخ من سبق". "المؤمنون عند شروطهم". "يد الله مع الجماعة". "لا جبايه إلا بحماية". "الهدية مشتركة". "تهادوا تحابوا". "القلوب تتشاهد". "ترك الشر صدقة". "الحياء شعبة من الإيمان". أبدأ بمن تعول". "تخيروا لنطفكم". "اتقوا الملاعن". "خير الأمور أوسطها". "إياك وما يعتذر منه". "مطل الغني ظلم". "من غشنا فليس منا". "الليل أمان". "من بدا جفاء حدث عن البحر ولا حرج". "كل ميسر لما خلق الله له". المجالس بالأمانات". كرم العهد من الإيمان". "الوحدة خير من جليس السوء". "السعيد من وعظ بغيره". "البركة في البكور". "بلو أرحامكم ولو بسلام". "اليمين حنث أو مندمة". "الندم توبة". "الموت راحة". "لايكون المؤمن لا طعاناً ولا لعاناً". "دع لما يريبك إلا ما لا يريبك". "من كثر سواد قوم فهو منهم". "انصر أخاك ظالماً كان أو مظلوماً". "انتظار الفرج بالصبر عباده". "المرء على دين خليله". "كاد الفقر أن يكون كفراً". "لا خير فيمن لا يألف ولا يؤلف". "المستشير معان والمستشار مؤتمن". "لا خير في بدن لا يألم ومال لا يزكى". "خير المال عين ساهرة لعين نائمة". "أنزلوا الناس منازلهم". "إذا أتاكم كريم قوم فأكرموه". "اليد العليا خير من اليد السفلى". "من مات غريباً فقد مات شهيداً". وذكر أناث الخيل فقال: "ظهورها حرز وبطونها كنز". وذكر الغنم فقال: "سمنها معاش وصوفها رياش".