المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : نحو واقع أفضل للمرأة المسلمة (1-2)



د. هشام عزمي
06-27-2012, 06:39 PM
نحو واقع أفضل للمرأة المسلمة (1-2)
كتبه هشام عزمي

في شهر مايو 2004 أخذت بعض الكتابات العلمانية تبشر بقرب إنشاء ما وصف أيامها بـ(المرصد الإعلامي للمرأة) الذي كان هدفه رصد ومتابعة ما يكتب ويثار في الإعلام حول المرأة لاتخاذ موقف منه بالتحذير والتنديد إن كان يخالف ما يراه القوم ، أو بالترحيب إن كان يوافقه . ورغم أن هذه المحاولة خابت وطاشت أيامها ، إلا أن المرء يجد صعوبة كبيرة في قبول فكرة عدم وجود مرصد إسلامي للمرأة المسلمة المتدينة الملتزمة بحجابها الشرعي ؛ مرصد يقوم برصد مظاهر التمييز ضد المرأة المسلمة والمنتقبة تحديدًا لكونها أكثر فئة نسوية تتعرض للاضطهاد والتمييز في المجال العام . ويمكن لمثل هذا المرصد أن يبدأ عمله كموقع على شبكة الانترنت يرصد وينتقد الممارسات القمعية ضد المرأة المسلمة ، وعلى الجانب الآخر ينشر ويشجع الممارسات الإيجابية في هذا الإطار ، بحيث يكون هذا المرصد نواة صلبة لمنظمة حقوقية تكون قضيتها الأولى هي حق المرأة المسلمة الملتزمة بحجابها الشرعي - خاصةً المنتقبة - في ارتداء النقاب أو الحجاب في أي مكان ، وأن هذا لا يعوق حياتها ولا دراستها ولا عملها ولا نشاطها الاجتماعي ، وأنه لا يحق لأي فرد أو جهة منع المنتقبة تحديدًا من التواجد في أي مكان مسموح فيه بتواجد النساء عمومًا ، أو من ممارسة أي مهنة أو وظيفة تمارسها النساء في المعتاد . وأذكر بهذا الخصوص أن أختي حفظها الله - وهي صيدلانية ذات كفاءة ونشاط - تم منعها من المشاركة في القوافل الطبية الحكومية في عهد المخلوع بسبب التزامها بالنقاب ، وكان د. حاتم الجبلي - وزير الصحة الأسبق - يقوم بحملة ضارية في تلك الأيام لحرمان الممرضات المنتقبات من العمل ، لكن جهوده بائت بالفشل بسبب العدد الكبير جدًا للممرضات المنتقبات وبسبب العجز البالغ في أعداد الممرضات عمومًا ، مما كان سيؤدي إلى انهيار كامل للمنظومة الصحية لو تم تفعيل هذا القرار . والأمثلة على التمييز ضد المرأة المسلمة الملتزمة بالحجاب الشرعي أو النقاب كثيرة بثيرة ، منها حرمانها من العمل كمضيفة في الطائرات أو كممرضة أو طبيبة في مستشفيات الشرطة أو القوات المسلحة ، أو حتى السماح لها بالتواجد في نوادي الشرطة والقوات المسلحة وبعض الفنادق ، وغيرها .
من المهم لهذه المنظمة الحقوقية أن تكون لها كوادر حركية نشطة قادرة على القيام بالفعاليات والأنشطة اللازمة لنشر القضية وجلب التعاطف لها من خلال الملصقات والمنشورات واللافتات والمسيرات وغيرها ، وكذلك كوادر إعلامية قادرة على عرض القضية في البرامج الحوارية والمداخلات الهاتفية على الفضائيات والدفاع عنها في المحاورات والمناظرات ومواجهة الخصوم والرد عليهم وإفحامهم ، وأن تضم صفوفها محامين يقومون بمقاضاة الخصوم والجهات المتعنتة وإثبات الحقوق القانونية الرسمية للمنتقبات والمحجبات حجابًا شرعيًا في العمل والتواجد بأي مكان .
هذه الكوادر ستعمل كخط مواجهة أمامي يحتاج إلى خطوط دعم لوجيستي ، وهذه الخطوط تمثل أربعة أنواع من الدعم :
- دعم فكري يمثله العلماء والمفكرون والقانونيون والمراكز البحثية التي تضع التصورات والأفكار وتصوغ خطط العمل ، ومهمة هذه الفئات الرد على التساؤلات الدينية والقانونية ، كما أنهم يشاركون في صياغة البرامج ورسم المراحل وتحديد المسارات والبدائل .
- دعم مادي يتمثل في التبرعات ومساهمات المؤمنين بالقضية والمتضررات منها ، وربما يحتاج الأمر إلى وقف معين لتوفير الدعم المالي .
- دعم فني يتمثل في التدريب على المهارات اللازمة مثل كيفية إدارة المنظمات غير الحكومية غير الربحية ومهارات التواصل والترويج وتسويق الأفكار والإقناع وإدارة فريق العمل وغيرها ، وكذلك توفير ما يحتاجه العمل من خدمات إعلانية ومواصلات وغيرها .
- العلاقات مع الشخصيات العامة والصحفيين والإعلاميين ، ومع القوى المجتمعية والسياسية والأحزاب والجماعات المختلفة ؛ فالعلاقات الجيدة مع الإعلاميين مثلاً تعطي الفرصة لاستضافة أعضاء المنظمة في وسائل الإعلام لإعطاء آرائهم في المسائل المتعلقة بقضيتهم ، والعلاقات مع الأحزاب والجماعات والقوى المختلفة يمكن أن تجلب تعاطفها للقضية فيكون متاحًا عندها ممارسة ضغوط مجتمعية وسياسية ومادية على الجهات المعادية للقضية - بالإضافة إلى المسلك القانوني التقليدي - مما يكون أنفع للقضية وأقرب لإحراز النجاح فيها .

ابن عبد البر الصغير
06-27-2012, 07:16 PM
فكرة محمودة شكر الله لك، ونحن أحوج إلى مثل هذه الحركات الحقوقية والمنظمات الاجتماعية التي تكون لها مرجعيات إسلامية وتذب عن حقوق المسلمين، والحق أن المنع يطال حتى الأخوات اللائي يرتدين "الحجاب العاري" كاللابسات لملابس التجسيم والكاشفات عن بعض خصلات شعرهن وغيره، فما بالك بذوات الحجاب الشرعي من ذوات الخمار الكاشف للوجه والكفين أو المنتقبات .

هدى الله البلاد والعباد