المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : نحو واقع أفضل للمرأة المسلمة (2-2)



د. هشام عزمي
06-29-2012, 03:14 AM
نحو واقع أفضل للمرأة المسلمة (2-2)
كتبه هشام عزمي

من الكلمات المهمة التي ينبغي لأبناء الصحوة الإسلامية وضعها نصب أعينهم كلمة د. عبد الكريم بكار : ((إن من المهم أن تدرك أنك حتى تحافظ على الأصول والثوابت والأساسيات ، فلا بد لك من حركة لا تهدأ في تطوير تنظيرك وطرحك الفلسفي ، وفي تحسين الأطر والأساليب التي تخدم تلك الأصول)) ، فالسبيل للحفاظ على ثوابتنا الإسلامية يحتاج منا إلى العمل في اتجاهين: الأول هو تطوير الطرح الفكري ، أي: تجديد الخطاب الإسلامي وتقديمه في صورة عصرية حديثة ، والاتجاه الثاني هو تحسين الأساليب التي تخدم هذه الثوابت . وسأبدأ بمثال على الاتجاه الثاني ، ثم أتبعه بمثال على الاتجاه الأول في إطار موضوعنا عن المراة المسلمة .
أحد الأخوة يملك مطعمًا وقرر أن يصمم قسم العائلات فيه بحيث تكون الطاولات مفصولة تمامًا عن بعضها البعض بستائر قماشية تمنع الرؤية ، هذا التصميم الجديد كان مناسبًا جدًا للأخوات المنتقبات اللاتي لا يذهبن مع أزواجهن إلى المطاعم العامة بسبب صعوبة الأكل في الأماكن المفتوحة مع ارتداء النقاب والقفازين ، فكان هذا المطعم فرصة فريدة لكي يصطحب الرجل زوجته المنتقبة إلى الغداء أو العشاء خارج المنزل بدون حرج وبدون نظرات متلصصة . ومع الوقت صار الناس يتواصون بهذا المطعم لأجل هذه الخدمة المميزة ، ثم مع نجاح الفكرة أخذت بها مطاعم أخرى وانتشرت في طول البلاد وعرضها ، وأصبح الأزواج لا يستطيعون أن يجدوا حجة مقنعة يحرمون بها زوجاتهم المنتقبات من النزهة خارج المنزل وتناول الطعام بالخارج .
طبعًا هذه القصة خيالية ، لكنها تصلح كمثال على كيفية تحسين الأساليب التي تخدم الثوابت الإسلامية بحيث تستطيع المرأة المسلمة أن تمارس حياتها في واقع أفضل ولو من ناحية صغيرة .
المثال الثاني ، وهو على كيفية تطوير الطرح الفكري للثوابت الإسلامية وتقديمه في صورة مناسبة للعصر ، هو فكرة إنشاء مراكز علمية للدراسات الأسرية والاجتماعية وهي مراكز بحثية تعني بدراسة القضايا المتعلقة بالمرأة المسلمة والأسرة بهدف الوقوف على أسبابها ومظاهرها واقتراح الحلول لها وفق الرؤية الإسلامية ، والمساهمة بشكل مؤسسي منظم في مكافحة حركة التغريب وبرامجها الموجهة نحو المرأة والأسرة ، وتنبثق من هذه المراكز مكاتب استشارية - يقوم عليها متخصصون - تقدم المشورة المباشرة للأسر التي تعاني من خلافات زوجية أو مشاكل في تربية الأبناء ، وعرض سبل معالجتها وطرح الحلول المناسبة وفق الرؤية الشرعية السليمة مع اتباع العلوم العصرية الحديثة في مجال الإنسانيات .
وهذه الأهداف يمكن السعي لتحقيقها عن طريق هذه المراكز بالوسائل الآتية :
- إجراء البحوث والدراسات العلمية حول القضايا الأسرية والاجتماعية .
- إقامة الندوات والملتقيات لمناقشة هذه القضايا .
- إعداد برامج لتوعية المجتمع بهذه المشكلات وطرق معالجتها من خلال المحاضرات والندوات والمنشورات واللافتات والإعلانات وغيرها .
- مساندة الباحثين والباحثات الاجتماعيين وتقديم الدعم اللازم لهم .
- نشر البحوث والرسائل العلمية المتعلقة بقضايا المرأة والأسرة والمجتمع .
- التواصل مع العلماء والدعاة والأخصائيين الاجتماعيين والخبراء التربويين .
- التواصل مع وسائل الإعلام .
المقصود هو تجديد الخطاب الديني التقليدي بحيث يتم تقديمه في صورة إجراءات عملية مباشرة على أرض الواقع تنتفع بها المرأة والأسرة ، بالضبط كما يتم تحويل فكرة مثل ستر العورات في المستشفيات إلى إجراءات وبروتوكولات متبعة في العيادات وغرف العمليات .
وفي الختام نذكر بكلمة د. عبد الكريم بكار وتأكيدها على حقيقة أن الحفاظ على الثوابت يتطلب عملاً دؤوبًا في تطوير الطرح الفكري من ناحية وتحسين السبل التي تخدم هذه الثوابت .

ريم 1400
07-02-2012, 08:55 PM
فعلا ألامة في حاجة إلى تجديد الطرح الأسلامي 000 وجعله مناسب لواقع الناس مع المحافظة التامة للأصول والثوابت 000
وهناك مستشفيات طبقت نظام ستر العورات وخاصة المرأة عند الولادة حيث يتم ستر جميع بدن المرأة إلا مالزم إظهاره 00 وستر المرأة عند الولادة حق من حقوقها
ولكنه حق مهدور 000

إلى حب الله
07-08-2012, 09:32 AM
هذا الموضوع تسلل إلى هذا القسم بدون أن ألاحظه ؟!!!..
ما شاء الله .. طرح مختصر ومفيد ونافع ...
بارك الله فيك د هشام ...
والعمل المنظم والجماعي والممنهج بالصورة الحديثة التفاعلية :
هو تصرف ( عملي ) على أرض الواقع لكثير من الأطروحات الإسلامية :
وذلك وسط مجتمعاتنا السائرة لليبرالية والعلمانية سيرا ًحثيثا ً..
وكما يقال :
فِعل رجل في ألف رجل : أوقع من قول ألف رجل لرجل !!..
ولن يشعر المسلمون التائهون - وخاصة الشباب - بهذه المعاني والثوابت الإسلامية المنسية :
إلا برؤيتها مترجمة ًأمامهم على أرض الواقع وفي حيذ التنفيذ ...
وخصوصا ًأنها لا تضر أحد .. بل تهتم بفئة هامة قد أكل الظلم والتجاهل حقوقها أكلا ً...
والله المستعان ..