المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : لماذا تصريحا لا تلميحا عند الاعتراف بالزنا .



مجدي
12-21-2005, 07:05 PM
دخلت قبل ايام على أحد المواقع . كان الموقع يتكلم عن الفاظ معينة وهي المعرفة في قصة ماعز عن استفسار النبي حيث عقد العلماء باب انه يسأل تصريحا لا تلميحا .
الموضوع يتكلم عن هذه الكلمة بالذات لماذا ذكرها النبي دون غيرها . واليكم ما كتبته :


على اي حال الاسلام دين واقعي عملي .
الزنا عندنا وعند اليهود يوجب الرجم للمتزوج .
والاسلام لا يطبق الحد الا باعتراف الزاني .
او اربعة شهود عدول .
او ظهور البينة بما يقطع الشك .
بالنسبة للمعترف بالزنا الذي يوجب الحد فانه لا يقام عليه الا اذا تبين انه :
سليم العقل .
فعل من الزنا ما يوجب الحد .
بغير ذلك لا يقوم الحد .
هنا انسان يقول انه زنا . ماذا يريد الزملاء الافاضل ؟
خلاص خذوه الى الرجم ؟
لا اولا يتأكد من سلامة عقله .
ثانيا يستفسر منه صراحة لا تلميحا .
لان امور كثيرة من زنا العين واللمس لا تعتبر موجبة للحد بل للتوبة .
فاذا ظن جاهل انه ان لمس او قبل انها اوجب له الحد لا يطبق عليه . بينما ان لم يصرح بانه زنا بما يوجب تقيم عليه الحد .

هنا سؤال :
لو قال انسان انه زنا زاعترف ايهما افضل التأكد من انه زنا فعلا ؟ام ان يقال له عيب ما تسألوه ارجموه ؟
ان كثيرا من الامور تسمى زنا ولكنها لا توجب الحد مثل النظر واللمس والقبلة . والذي يعرف من الانسان اول شيء ويسأل عنه عن عقله . لذلك كان اول سؤال عن عقله فلما عرف سلامة عقله . اعرض عنه وقال لعلك فعلت كذا او كذا قال لا فلما أخبر انه فعل بها من الحرام ما يأتيه الرجل من زوجته من الحلال لم يكن هذا كافيا لان الرجل قد يجلس مع زوجته ويفعل امورا كثيرة دون الاتصال الجنسي المباشر . فكان تأكيد النبي له على ذلك .
وكذا شرعا لا يقام الحد على معترف بالزنا حتى لا يوضع مجال للشك ولو باحتمال اختلاف الالفاظ .
البعض يستهجن اللفظ لانه يوحي الى امر جنسي . ولكن ما الفرق بين تلك الكلمات وكلمة التلقيح التي تدرس للاولاد في المدارس ؟ وكلمة الاتصال الجنسي التي تستعمل كثيرا في القضاء الغربي او اي كلمة أخرى ؟ لا شيء فقط شكل الكلمة ولا يختلف المعنى ابدا .
ولكن كثيرا ما تكون الالفاظ مستهجنة لقلة استخدامها او لدروجها في استخدام اكثر من أخر فلذلك لا يكون استخدامهل له نفس اثر الكلمة المعروفة .

حد الرجم للزاني المتزوج لا يقام بهذه السهولة زنيت اذا ارجموه . لان الكثير من الناس لا يفرق بالاحكام بين ما الذي يوجب الحد وما لا يوجب . ارجوا ان تكون كلمات بينات واضحات .

فالقبلة هي عمل جنسي ويسمى اتصال جنسي في مصطلح من يستخدم الاتصال الجنسي . ولكن ان استخدمت الكلمة على نفس الدلالة فانها تحمل نفس المفهوم واكرر لك ان كنت ترى هذه الكلمة بتلك القذارة ك وترى انه لا يجب ان تذكر ولا يتلفظ بها فاسألك الم يكن الاحرى بك ان لا تلفظها هنا ؟؟؟؟ ام انك تتعمد بلفظها في المنتدى ؟
على اي حال المعنى واضح والذكي يميز بين كون الشيء متعلق بالقضاء والحقوق وبين كونه امرا عاما . ففي الحديث العام لا تتكلم بمثل هذه الكلمات .
تخيل لو ان ذاك الرجل وصل الى حال اقترب من يفعل ما ذكره النبي ولم يفعل الا تجد ان معظم الناس يظنون بوجوب الحد عليه ؟ وهل تظن ان كل الناس بنفس الثقافة ؟ الامر يختلف عما تصوره فالصحافة لا تستطيع ان تكتب قبض على فلان يزني لانه وللاسف الصحافة في الثقافة العصرية التي يسعى لترويجها لا تعتبر الزنا زنا بل هم يعتبروننا متخلفين ويقولوا ما الفرق بين الزواج باسم عند قسيس او شيخ او باسم الحب ؟ هذا ما يسعون اليه ولو فعلت صحيفة بمثل قولك لاغلقت الصحيفة ان كان الفاعل مسؤول ولزين الخبر ان كان من معارضة تلك البلاد .
يحق لك ان تقول بمثل هذا ان كانت هذه الالفاظ تتكرر دائما على سبيل الخنا وليس على سبيل اللغة .
وللاضافة في معلوماتك فان الكثير من البلاد العربية تستخدم الفاظا تقصد بها امور وهي عن اخرى ذات معنى سيء جدا . . فاستخدام الالفاظ انما يكون حسب المعروف في لغة القوم .
ومن يعيش في الغرب فانه سيسمع كلمات بذيئة لا يقصد بها نفسها وانما جرت العادة عنده بسبها بمثل تلك الكلمات .

كانت ردت فعل الزملاء انهم وضعوا الفاظا أخرى بديلة فقال أحدهم :

هل عدمت اللغة العربية الكلمات (وأنتم تطلقون عليها لغتكم الجميلة و الغنية ، إلخ...) حتى يتلفظ نبيكم بتلك الكلمة.....؟؟؟
الرجل الزاني يا عزيزي لم يكن أعجميا أو جاهلا بلسان العرب ، بل أن الحديث يذكر صراحة بأنه كان إعرابيا ، أي أنه يجيد فهم معاني مجمل الكلمات العربية حتى ولو كان جاهلا.
و يوجد على سبيل المثال وليس الحصر كلمات أخرى تؤدي نفس المعنى و تؤكد ذات الغرض لتأكيد إتهام المُتهم دون إستخدام تلك اللفظة..............التي تلفظ بها نبيك المزعوم مثل :
- أعاشرتها (أو أعاشرتها معاشرة الأزواج) ؟؟؟
- أعاشرتها جنسيا (أو جسديا) ؟؟؟
- أزنيت معها؟؟؟
- هل أصبت منها حراما؟؟؟
- أنكحتها ؟؟؟ (مع أن تلك الكلمة بذيئة أيضا ، ولكنها أقل بذاءة وهي بالمناسبة مذكورة في قرآنكم).
- أعرفتها ؟؟؟ (وهي بالمناسبة كلمة رقيقة مُهذبة مذكورة مرارا و تكرارا في الإنجيل ولا تخذش حياء أحد ، ولكن أين محمدكم من الألفاظ الإنجيلية السامية الراقية).

زميلي المحترم فارق كبير بين قول زنا بفعل المحرم من غير زواج وبين ما هو الذي فعله الرجل والمرأة .
اذكرك ان المسيح عليه السلام قال ان من نظر الى امرأة ليشتهيها ففقد زنا بها في قلبه . او بمعنى هذه الكلمات لا اذكر لفظها الان .
المشكلة ان النظرة السطحية تعطي معلومات غير دقيقة . سأحاول ان استخدم الفاظك ونعرف ماذا تحتمل وهل هي لا تحتمل الا ما يوجب الحد ؟ ان كان كذلك س راجع ما ذكرته لزميلك ستجد السبب . ولكن الامر ليس كما تظن لنأخذ الفاظك ونحللها :


أعاشرتها (أو أعاشرتها معاشرة الأزواج) ؟؟؟
بالطبع لو زنا بعاهر فلن يكون عاشرها معاشرة الازواج . ومعاشرة الازواج لفظ يتضمن الحياة اليومية " وعاشروهن بالمعروف" فمعاشرة الازواج فيها كل معاملة الازواج من معاملة يومية وحديث رقيق . وقد يعاشر الزوج زوجته حين من الدهر دون ان يفعل ما يوجب الحد للزناة . والكثير من الازواج والزوجات يصلوا الى حد تنقطع الرغبة الجنسية بشكل ما ومع هذا يعاشر زوجته
تخيل لو قال له ما ذكرت وظن انه يريد اعشت معها ؟ سيقول لا وهو زنا فعلا . تخيل الامر لو انه وضع يده على جسدها و ولمس منها مواضع فهل هذا يفهم انه من معاشرة الازواج ام لا ؟ اذا لا يصلح اللفظ لانه لفظ مطاط محتمل المعاني .

- أعاشرتها جنسيا (أو جسديا) ؟؟؟ يدخل في ذلك كل الاعمال التي يقوم بها الازواج ويدخل بها بعضها فهي تحتمل ان يكون قبلها . فيجيب نعم !!حتى ولو لم يكن فعل ما يوجب الحد .




- أزنيت معها؟؟؟ اصلا هذا اللفظ هو الذي يستفسر عما قصده منه . هل زنا بما يوجب الحد ام فعل بأقل مما يوجب الحد فيكون زنا بلمسه او بقبلته او بنظره ولا يوجب عليه الحد ؟





هل أصبت منها حراما؟؟؟

ولو قبلها وهي ليست زوجته اليس قد اصاب منها حراما ؟!!




- أنكحتها ؟؟؟
النكاح يعني الزواج هذا معناه باللغة . ولكن لها معنى آخر وهو الوطء الحرام .
فلو سأله انكحتها وهو يعرف معنى النكاح بالزواج سيكون جوابه لا .
لان النكاح الوارد في القران في كل مواضعه معناه الزواج " عقدة النكاح " " فانكحوهن بأذن أهلهن " ولم ترد بمعنى الوطء الا في سورة النور عند ذكر الزنا الذي لا يفعله الا زان موجب له الحد او مشرك .



أعرفتها ؟؟؟ (وهي بالمناسبة كلمة رقيقة مُهذبة مذكورة مرارا و تكرارا في الإنجيل ولا تخذش حياء أحد ، ولكن أين محمدكم من الألفاظ الإنجيلية السامية الراقية).

هل راجعت المعنى بالعربية ؟
يا زميلي ان كانت الكلمة بالعربية او بالانجليزية او الفرنسية تعني نفس المعنى فهي لها نفس القدر من الرفعة ونفس القدر من القذارة .
فان كنت مكان النبي واستخدمت اي من الفاظك التي ذكرت وكان الرجل فعل كل شيء الا ما يوجب الحد فانك ستقيم عليه الحد ظلما وزورا .
ايهما افضل برأيك ؟
هنا يجب ان تفرق كيف تطبق الاحكام . فالحدود لا تطبق بتلك السهولة . ولو كنت بحثت جيدا في القصة فان النبي قد لام الرجل الذي كان يدفعه للاعتراف مرارا وقال له " الا تركته ليستتر بستر الله" لان الحد ليس بالامر الهين وفي الحديث " ومن ستره الله فامره الى الله فاما يعذبه واما ان يتوب عليه " او كما قال صلى الله عليه وسلم .
الامر الاخر ان المعلم قد يسأل الطالب اتعرف جرش فيقول الطال بنعم . فيقول له المعلم وما هي جرش . فيقول الطالب الجرش ان يوضع الحب بين حجرين او ب"الجاروشة" ويجرش .
فيقول له المعلم لا انا اقصد مدينة جرش.
فقط للتوضيح بمثل هذه المواقف القضائية يستفسر استفسارا ولو تدبرت الباب الذي ذكرت فيه القصة لوجدت العنوا تصريحا لا تلميحا . لان التلميح يوهم غير الامر احيانا .
فالنطق بالكلمة الف الف مرة خير من اقامة الحد على من لم يزني بما يوجب الحد .
لذلك يخطيء الكثير من الناس وبشكل كبير اقصد اصحاب الابحاث والكتب العلمية والثقافية وليس عوام الناس عند وضعهم للتعاريف . فتعريف الشيء يجب ان يكون "جامعا" و"مانعا"
اما جامعا فهو لكل ما تحويه المصطلح وما يدخل فيه . ومانعا لغيره من الخول فيه . هذا هو الاسلوب الصحيح .
هنا تذكر ان الرسول لم يستدعيه مرة أخرى ليحقق معه ماذا فعلت ؟ ولكنه تركه ولم يستدعيه . لان الحد ان ستر ترك وان لم يعد سيترك مع انه لو لم يعد لظن الناس انه لم يزن .
هناك قصة أخر رجل زنا وأمرأة فاعترف ولم تعترف المرأة وهي متزوجه فأقيم الحد على الرجل ولم يقم على المرأة . لو كان هذا في قانون وضعي لاعتبر اعتراف الرجل دليل على المرأة ولكن الامر ايسر من ذلك فمن لم يقم عليه الحد في الدنيا امره الى الله الرحمن الرحيم في الاخرة . ولذلك لا تكفي شهادت اثنين لاثبات الزنا على انسان وانما يطلب اربع وهذه الشهادة صعبة الا على من جاهر بالزنا . وكذلك الازواج لا تقبل شهادتهم منفردة الا بالتفريق بينهم ولا تقبل لو كان لوحده .
اذا ففارق كبير من قولكم الرسول ذكر هذه الكلمة او تلك وبين الواقع العام فالكلام عن أحكام ليست كالكلام العابر .
انصف تجد ان الكلام فعلا يدل على نبوته صلى الله عليه وسلم .
وهذا الامر ما يميز احكام الاسلام والاديان عموما عن الاحكام الوضعية .
لان الاحكام عندنا منها ما يعفى عنه بتوبت صاحبه كقطع الطريق . وهذا لا يعفى عنه بالاحكام الوضعية : انظر ايهما يدعو قاطع الطريق للصلاح .
والزنا لا يتم الا بالاعتراف او البينة .
اما مثل السرقة فلا يعفى عنها ان مسك صاحبه ولا تغفر شرعا الا برد الحقوق .
ولكن هنا نجد ان القوانين الوضعية تتعامل مع الانسان كانه برنامج الكترواني يلعب به المحامون . فتخيل اي فساد سيحدثه ترك الحدود وتخيل اي فساد سيحدثه تطبيها بالصورة السطحية .
بالنسبة لاي انسان يقوم بتنفيذ أحكام يعرف الفرق :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : القضاة ثلاث : اثنان في النار وواحد في الجنة ,
رجل عرف الحق ولم يقض به فهو في النار ورج لم يعرف الحق ولم بقضي به فهو في النار
واما الذي في الجنة فرجل عرف الحق فقضى به ."
هكذا يجب ان تضع الامور موضعها :
اما علمت ان ثلثيهم غدا ****في النار في ذاك الزملان الخال
وزماننا هذا فربك عالم ****هل فيه ذاك الثلث ام هو خال

حازم
12-21-2005, 07:33 PM
اذكر ان لاخواننا فى منتدى الجامع رد ممتع على هذه الشبهة نظرا لكثرة طرحها من قبل النصارى وكان لاخونا متعلم على وجه الخصوص رد لغوى قوى قضى على هذه الشبهة اتمنى لو ان عند احد الاخوة هذا الرد ليكمل جمال هذا الموضوع

عبد الرحمن الناصر
12-21-2005, 07:48 PM
السلام عليكم

رد ممتاز يا اخ مجدي....بارك الله فيك

اعتقد ان ما يعيب اللفظ هوكيفية استخدامه الان وليس ما استخدم له ايام الرسول صلى الله عليه وسلم.......مثلما استدل جهلاء النصارى بحديث النبيذ لاثبات ان الرسول صلى الله عليه وسلم شرب الخمر لان في عرفهم النبيذ هو كل مسكر ونسوا بجهلهم الاستخدام الاصلي للفظ

اما بالنسبة ل


ولكن أين محمدكم من الألفاظ الإنجيلية السامية الراقية

فانا اقترح ان تتحداه ان يقرأ بعض " الألفاظ الإنجيلية السامية الراقي" من سفر حزقيال او من نشيد الانشاد

متعلم
12-28-2005, 08:43 AM
الحمد لله وكفى، وسلام على عباده الذين اصطفى، ثم أما بعد ..

فى رد الأخ الحبيب مجدى خير كثير إن شاء الله. وأزيد تنبيهات سريعة.

الأول:
من المزالق المعتادة فى هذا الموضوع، أن يحاول المسلم تصوير اللفظة المعترض عليها وكأنها لا شىء فيها، وبعض المسلمين ـ هداهم الله ـ يحرصون على نقل معانى الكلمة من معاجم اللغة، ليثبتوا للمخالف أنها عربية فصيحة لا شىء فيها.

وليس الأمر كذلك، وليست كل كلمة فى الفصحى تكون سالمة، ولكن فى الفصحى الصريح والمكنى، كما أن فى العامية الصريح والمكنى.

والدليل القاطع على أن الكلمة من الصريح المعيب ـ فى غير مقامها ـ أننا لا نكاد نجدها إلا فى تلك الرواية. فلو كانت سالمة لا شية فيها لدارت على لسان نبينا عليه الصلاة والسلام ولسان صحابته، بل لدارت قبلهم وشاعت فى الشعر (الجاهلى).

وإنما صراحة الكلمة مقصودة، واختارها المصطفى عليه الصلاة والسلام اختيارًا، لمناسبتها لذلك المقام .. مقام التشريع ودرء الحدود بالشبهات، كما تفضل الأخ مجدى وبيّن.

والمقام قد يجعل الكلمة الصريحة لا شىء فيها، وقد يجعل الكلمة السالمة قبيحة وسبة. ألا ترى أن كتب الطب ملأى بذكر الأعضاء الجنسية، وكيفية عملها على التصريح والتفصيل، ولم يقل أحد من العالمين بأن ذلك (عيب) أو (حرام)؟ .. ثم ألا ترى أن الماجن فى مجلس العبث يكنى عن فحشه بكلمات سالمة، ولكن الشريف العفيف يأبى أن يسمعها فضلاً عن تصك سمع امرأته أو أبنائه ؟ .. وها هو أبو نواس، تهتك كثيرًا فى أشعاره بوصف اللواط، بألفاظ سالمة، وما من عاقل لا يصنفها فى باب المجون.

ونبينا عليه الصلاة والسلام عندما تفوه بالكلمة، لم يكن فى مجلس هزل مع أصحابه، حاشاه الله وحاشاهم، ولم يكن فى مجلس غيبة ونميمة على أحد، حاشاه الله وحاشاهم، وإنما كان فى مجلس قضاء فى قضية بعينها تستلزم هذا التصريح وتقتضيه.

بل هذه هى مجالس نبينا عليه الصلاة والسلام فى ضحكه ومزاحه، وهى على قلتها ليس فيها إلا الصدق والفضيلة، صلوات ربى وسلامه عليه.


الثانى:
اعلم أخى المسلم أن كل اعتراض لمتهوك أرعن يتمحك بنص من الكتاب أو السنة، لا بد وأن تجد فى نفس النص ما يرد عليه اعتراضه. وما ذاك إلا لعظم كلام الله وكلام أنبيائه.

والاعتراض الذى بين أيدينا هو نفسه دليل على عظم أخلاق نبينا عليه الصلاة والسلام، وسلامة لسانه من كل عيب. وذلك أن أعداء الإسلام بحثوا ونقبوا، وحفروا وقلبوا، فلم يجدوا إلا كلمة واحدة حسبوها تعيب لسان المصطفى عليه الصلاة والسلام، فلو وجدوا غيرها لما توانوا عن الإتيان بها، ولو وجدوا قريبـًا منها لما أخفوها، فلما علموا وعلمنا أن حصيلتهم لا تزيد على كلمة واحدة، قد بينا لك ما فيها، علمنا أن نبينا عليه الصلاة والسلام كان عف اللسان، كريم اللفظ، كما وصفه ربه على خلق عظيم.

ومن ناحية أخرى، فإن عمد نبينا عليه الصلاة والسلام إلى هذه اللفظة، وقصده إليها قصدًا، من محاسن شرعة الإسلام. وذلك أن فيها إثباتًا للرحمة السابغة على تلك الشريعة، وأنها تدرأ الحدود بالشبهات، وهذا أبلغ رد على من يتهم شريعة رب العالمين بالقسوة، فها هو المصطفى عليه الصلاة والسلام يضطر للتفوه بلفظة صريحة فى معنى الجماع، للتثبت والتأكد قبل إقامة الحد. فأى رحمة وأى حكمة !

الثالث:
أن النصارى ملزمون بقبول نبوة محمد صلى الله عليه وسلم ولو كانت هذه اللفظة مما تؤخذ عليه، بل هم ملزمون بقبول نبوته ولو تفوه بأضعاف أضعافها !

وذلك أنهم يقرون بنبوة كثير من أنبياء العهد القديم، مع صدور أقبح القبائح وأفحش الفواحش منهم، فلماذا تضيق صدورهم من كلمة واحدة أخذوها على نبينا ؟! .. فليس لهم أن يرفضوا نبوة محمد صلى الله عليه وسلم من أجل تلك الكلمة وقد قبلوا صدور الفواحش من أنبيائهم بلا غضاضة.

ومن يتأمل حال أنبيائهم كما يصوره كتابهم المقدس (جدًا) لا يتصور أن الفضيلة من صفات أنبياء الرحمن، بل ينقدح فى ذهنه أن الرذيلة شرط فى صحة النبوة، أو أن النبى لا يكون مرسلاً حقًا عندهم من الله، إلا إذا سرق وغش أو كذب وخادع أو زنى بابنتيه أو قتل أو كفر !

والحاصل أن كتابهم يصور كثيرًا من الأنبياء على أنهم حثالة الناس وأراذلهم، وقد أقروا مع ذلك بصحة نبوتهم، فكيف تضيق صدورهم عن قبول نبوة محمد صلى الله عليه وسلم ولو فعل ما فعل ؟!

وهذا من باب الإلزام فقط، وإلا فالمسلم لا يصدق ما يرويه كتابهم الذى يقدسونه عن أنبياء الرحمن، بل هم أئمة الهدى ومصابيح الدجى، وما كانوا عليهم السلام إلا عمالقة التوحيد على مر الأزمان، يعلمون البشرية ليخرجوها من الظلمات إلى النور، وعلى رأسهم محمد صلوات ربى وسلامه عليه.

الرابع:
يكثر فى كتابهم الذى يقدسونه مخاطبة ربهم بألفاظ الزنا وأوصافه وتفصيلاته من ذكر المنى وغير ذلك. والنصارى يعتذرون عن ذلك بأن الرب ـ زعموا ـ أراد وعظ أمم ذلك الزمان بما يفهمون ويعقلون.

فيقال لهم: ألم يجد الرب خيرًا من الزنا فى كل موعظة ؟

ولماذا ينزل الرب ـ زعموا ـ إلى المستوى المتدنى للسامعين ؟ .. تالله إنها لإحدى الكبر ! .. إن الكاتب المحترم من البشر ليزعم أنه لا ينبغى النزول لمستوى الجمهور إذا كان متدنيًا وإنما عليه الارتفاع بهم إلى مستوى فنه. ألم يكن ربهم يعلم ذلك فى كتابهم الذى يقدسونه ؟!

ثم : قد يكون من المقبول أن تعظ ولدك ليتقى الله، فتصف حاله من البعد عن الله بالزنا والفحش .. قد يكون ذلك من المقبول وعلى مضض .. لكن هل من المقبول أن تذهب فى وعظ ولدك بتشبيه إعراضه عن طاعة الأمر الفلانى بوصف منيه، وتشبيه إعراضه عن طاعة أخرى بوصف أمر آخر من أمور الزنا، وهكذا ؟

بالطبع لا يقبله عاقل، وإنما هذا أسلوب الكاتب الإباحى الرخيص الفاشل، يدبج لك رواية مليئة بأحاديث الزنا والفحش، وحجته فى ذلك أن (بطلة) الرواية (العاهرة طبعًا) ستلقى جزاءها فى نهاية القصة (غالبًا بالحرق لا أعلم لماذا) ! ويكتب على القصة من الخارج (قصة واقعية تصور نهاية الخطيئة) .. إن كان هذا الكتاب من عند الله (أقصد الذى يقدسونه لا كتاب العاهرة) فلماذا يتبع أسلوب سفلة الكتبة الإباحيين عديمى الموهبة ؟ .. لماذا يغرق فى وصف حالات الزنا وتفاصيلها ليُزعم فى النهاية أنه يريد الوعظ والتأديب ؟


وفى المقام كلام أكثر. وإنما أردت التذكير بهذا على وجه السرعة، خشية أن نخرج على تخصص المنتدى.

والمستعان الله.

مجدي
12-29-2005, 08:06 PM
جزاكم الله خيرا أخي متعلم .