المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مسافــــرٌ زادُه هـــــواه



muslimah
01-04-2006, 12:05 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

فوجىء سكان إحدى المدن الساحلية بسفينة فخمة راسية في ميناء مدينتهم وعلى مقدمتها إعلان يقول " أنتم ‏مدعوون لرحلة مجانية على متن هذه السفينة"‏
تدافع الناس صوبها ليحوزوا على مكان مجاني لهم قبل أن تمتلىء فيخسروا العرض المغري
امتلأت السفينة خلال وقت قصير وبدأ الوضع يميل نحو الهدوء وعندها بدأ الناس في طرح أسئلتهم:-‏
‏1-‏ من صانع ومالك السفينة؟
الجواب : .....‏

‏2-‏ من الذي أتى بها هنا؟
الجواب: .....‏

‏3-‏ من قائد السفينة؟
الجواب: ....‏

‏4-‏ إلى أين ستأخذنا السفينة؟
الجواب: .....‏

‏5-‏ كم مدة الرحلة التي ستسغرقها السفينة؟
الجواب : ....‏

‏6-‏ هل ستزودنا السفينة بما نحتاجه طوال الرحلة؟
الجواب:........‏

سؤالي للقراء الكرام : كم من الركاب سيبقى على متن السفينة؟
وما هو حكمكم على من يتبقى فيها؟

تابعوا -إن شئتم- لنصل إلى الهدف من طرح هذا الموضوع الذي سيكون طويلا ولكنني أرجو ألا يكون مملاً‏
وأدعو الله أن بكون سبباً في فتح أبصار وقلوب التائهين ‏

muslimah
01-05-2006, 12:55 PM
نتابع على بركة الله:-

احتار الركاب في الأمر فهمّ بعضهم في ترك السفينة والعودة إلى منازلهم
ولكن ما إن تحركوا استعداداً للخروج من السفينة حتى أتاهم من يوزع بعض المنشورات التي تحتوي على الإجابات على جميع ‏استفساراتهم
ورغم أن المنشورات لم تكن بعدد الركاب بمعنى أن البعض لم يطلع عليها إلا أن الجميع قرر البقاء على متن السفينة.

بالطبع عرفتم أيها القراء الأكارم المغزى من القصة فهي ليست واقعية وإنما رمزية أردت من خلالها تشبيه ‏السفينة بالكون وتشبيه الركاب بالبشر
فهل هناك عقل سليم يقبل أن توجد سفينة بدون صانع..... أو قبطان........ أو هدف من صناعتها.........أو وجهة ‏تتجه إليها أثناء رحلتها ؟؟؟
إذا كانت السفينة -وحجمها لا شيء نسبة لهذا الكون - بحاجة إلى صانع وقبطان وهدف وو........الخ
فما بالكم بهذا الكون البديع ؟ من صانعه أي خالقه؟
‏ وما الهدف من خلقه؟‏
وإلى أين هو ذاهب؟

تابعونا مشكورين لا مأمورين
ولكن قبل متابعة الرحلة أود أن أتكلم قليلاً عن السفن:
من الذي عرّف الناس أن السفن تستطيع الإبحار على سطح ‏الماء ؟
ومن الذي علم الإنسان طريقة بناء السفن؟
وما هي أول سفينة صُنعت؟
وماذا كان هدف تلك السفينة؟
تفضلوا واقرأوا الإجابات وهي من خالقكم مباشرة:-‏

- من الذي على الناس طريقة بناء السفن:-
بعد أن أتم الله بعثة نبيه الكريم سيدنا نوح عليه السلام قضى بأن يعم طوفان المنطقة التي كانوا يعيشون فيها وإنجاء المؤمين من ذلك الطوفان المدمر فقال سبحانه وتعالى لنبيه الكريم عليه السلام {وَاصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا وَلاَ تُخَاطِبْنِي فِي الَّذِينَ ظَلَمُواْ إِنَّهُم مُّغْرَقُونَ }هود37‏
تفسير الآية الكريمة: واصنع السفينة بمرأى منَّا وبأمرنا لك ومعونتنا، وأنت في حفظنا وكلاءتنا, ولا تطلب مني إمهال هؤلاء الذين ‏ظلموا أنفسهم من قومك بكفرهم, فإنهم مغرقون بالطوفان. وفي الآية إثبات صفة العين لله تعالى على ما يليق به ‏سبحانه.‏

- إذن الجواب على السؤال " وما هي أول سفينة صُنعت؟ " هو : سفينة نوح عليه السلام هي أول سفينة

- وماذا كان هدف تلك السفينة؟
الهدف نجده في قوله عز وجل ‏{فَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِ أَنِ اصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا فَإِذَا جَاء أَمْرُنَا وَفَارَ التَّنُّورُ فَاسْلُكْ فِيهَا مِن كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ وَأَهْلَكَ إِلَّا ‏مَن سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ مِنْهُمْ وَلَا تُخَاطِبْنِي فِي الَّذِينَ ظَلَمُوا إِنَّهُم مُّغْرَقُونَ }المؤمنون27‏
أي إغراق الكافرين وإنجاء المؤمنين مع زوجين من الحيوانات التي كانت في تلك المنطقة

أما عن الهدف من السفن عامة فنجده في عدة آيات قرآنية كريمة سأورد بعضها مع تفسيرها:-
-‏{وَمِنْ آيَاتِهِ أَن يُرْسِلَ الرِّيَاحَ مُبَشِّرَاتٍ وَلِيُذِيقَكُم مِّن رَّحْمَتِهِ وَلِتَجْرِيَ الْفُلْكُ بِأَمْرِهِ وَلِتَبْتَغُوا مِن فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ ‏تَشْكُرُونَ }الروم46‏
بمعنى: ومن آيات الله الدالة على أنه الإله الحق وحده لا شريك له وعلى عظيم قدرته إرسال الرياح أمام المطر مبشرات ‏بإثارتها للسحاب, فتستبشر بذلك النفوس; وليذيقكم من رحمته بإنزاله المطر الذي تحيا به البلاد والعباد, ولتجري ‏السفن في البحر بأمر الله ومشيئته, ولتبتغوا من فضله بالتجارة وغيرها; فعل الله ذلك من أجل أن تشكروا له نعمه ‏وتعبدوه وحده.‏

-‏{أَلَمْ تَرَ أَنَّ الْفُلْكَ تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِنِعْمَتِ اللَّهِ لِيُرِيَكُم مِّنْ آيَاتِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ }لقمان31‏
ألم تر- أيها المشاهد- أن السفن تجري في البحر بأمر الله نعمة منه على خلقه؛ ليريكم من عبره وحججه عليكم ما ‏تعتبرون به؟ إن في جرْي السفن في البحر لَدلالات لكل صبَّار عن محارم الله, شكور لنعمه.‏

-‏{وَمَا يَسْتَوِي الْبَحْرَانِ هَذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ سَائِغٌ شَرَابُهُ وَهَذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ وَمِن كُلٍّ تَأْكُلُونَ لَحْماً طَرِيّاً وَتَسْتَخْرِجُونَ حِلْيَةً ‏تَلْبَسُونَهَا وَتَرَى الْفُلْكَ فِيهِ مَوَاخِرَ لِتَبْتَغُوا مِن فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ }فاطر12‏
وما يستوي البحران: هذا عذب شديد العذوبة, سَهْلٌ مروره في الحلق يزيل العطش, وهذا ملح شديد الملوحة, ‏ومن كل من البحرين تأكلون سمكًا طريًّا شهيَّ الطَّعم, وتستخرجون زينة هي اللؤلؤ والمَرْجان تَلْبَسونها, وترى ‏السفن فيه شاقات المياه؛ لتبتغوا من فضله من التجارة وغيرها. وفي هذا دلالة على قدرة الله ووحدانيته; ولعلكم ‏تشكرون لله على هذه النعم التي أنعم بها عليكم.‏

-‏{وَلَكُمْ فِيهَا مَنَافِعُ وَلِتَبْلُغُوا عَلَيْهَا حَاجَةً فِي صُدُورِكُمْ وَعَلَيْهَا وَعَلَى الْفُلْكِ تُحْمَلُونَ }غافر80‏
‏ ولتبلغوا بالحمولة على بعضها حاجةً في صدوركم من الوصول إلى الأقطار البعيدة, وعلى هذه الأنعام تُحْمَلون ‏في البرية, وعلى الفلك في البحر تُحْمَلون كذلك.‏

-‏{اللّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَأَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقاً لَّكُمْ وَسَخَّرَ لَكُمُ الْفُلْكَ ‏لِتَجْرِيَ فِي الْبَحْرِ بِأَمْرِهِ وَسَخَّرَ لَكُمُ الأَنْهَارَ }إبراهيم32‏
الله تعالى الذي خلق السموات والأرض وأوجدهما من العدم, وأنزل المطر من السحاب فأحيا به الأرض بعد ‏موتها, وأخرج لكم منها أرزاقكم, وذلَّل لكم السفن; لتسير في البحر بأمره لمنافعكم, وذلَّل لكم الأنهار لسقياكم ‏وسقيا دوابكم وزروعكم وسائر منافعكم.‏

‏وبمناسبة الحديث عن السفن فإننا نعرف أن سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم عاش في مكة المكرمة حيث لا يوجد سفن ولا بحار فإذا كان هو مؤلف القرآن الكريم كما يفتري البعض فماله ومال الحديث عن أمور لم توجد في بيئته ولا علاقة لقومه بها؟

ناصر التوحيد
01-05-2006, 02:26 PM
‏وبمناسبة الحديث عن السفن فإننا نعرف أن سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم عاش في مكة المكرمة حيث لا يوجد سفن ولا بحار فإذا كان هو مؤلف القرآن الكريم كما يفتري البعض فماله ومال الحديث عن أمور لم توجد في بيئته ولا علاقة لقومه بها؟
بارك الله فيك واحسن الله اليك كما اجدت واحسنت في هذا الموضوع
قال الله تعالى: ((أفلم يسيروا في الأرض فتكون لهم قلوب يعقلون بها أو آذان يسمعون بها فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور(([الحج: 46].
وسنرى القطعان الهائمة تقول :
((..... لو كنا نسمع أو نعقل ما كنا في أصحاب السعير))[الملك: 10]

muslimah
01-05-2006, 06:08 PM
بارك الله فيك واحسن الله اليك كما اجدت واحسنت في هذا الموضوع
قال الله تعالى: ((أفلم يسيروا في الأرض فتكون لهم قلوب يعقلون بها أو آذان يسمعون بها فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور(([الحج: 46].
وسنرى القطعان الهائمة تقول :
((..... لو كنا نسمع أو نعقل ما كنا في أصحاب السعير))[الملك: 10]

وبارك فيكم وأحسن إليكم أخانا الفاضل

سنرى هنا -بعون الله- الحقيقة المرة وهي أن من يجعلون عقولهم آلهتهم هم بالفعل من عطلوها

مجدي
01-05-2006, 07:41 PM
‏1-‏ من صانع ومالك السفينة؟
الجواب : ..... لم يصنعها أحد ‏

‏2-‏ من الذي أتى بها هنا؟
الجواب: .....‏لم يأتي بها أحد. انما جائت من غير شيء

‏3-‏ من قائد السفينة؟
الجواب: ....‏لا أحد. اتت ولا هي حتى تعلم من اين اتت.

‏4-‏ إلى أين ستأخذنا السفينة؟
الجواب: .....‏لا نعرف

‏5-‏ كم مدة الرحلة التي ستسغرقها السفينة؟
الجواب : ....‏لا نعرف

‏6-‏ هل ستزودنا السفينة بما نحتاجه طوال الرحلة؟
الجواب:........لا نعرف


النتيجة راسب.

لو قلت وجدنها فجأة . ولم تأتي من مكان ولم يصنعها أحد لما قبل به وقال العجب.
لو قيل لملحد انها سفينة اتت من لاحيث ولاكيف سيقول لك بربك كيف؟
ولو قلت بغير قبطان . فسيقول اذا لماذا لم تضرب الجدران ؟
الملحد معاند ولا يحب الحقيقة .
ولذلك في قعر جهنم سيدعوا والثبور ولكن :

وَإِذَا أُلْقُوا مِنْهَا مَكَانًا ضَيِّقًا مُقَرَّنِينَ دَعَوْا هُنَالِكَ ثُبُورًا*لَا تَدْعُوا الْيَوْمَ ثُبُورًا وَاحِدًا وَادْعُوا ثُبُورًا كَثِيرًا
فينادوا مالك خازن النار :

وَنَادَوْا يَا مَالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ قَالَ إِنَّكُمْ
ليس ظلما ولا عدوانا وانما :

لَقَدْ جِئْنَاكُمْ بِالْحَقِّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَكُمْ لِلْحَقِّ كَارِهُونَ
فقد كرهوا الحق ودعوا للباطل . وعرفوا الحق ولم يتبعوا الا الباطل.
فلهذ قال الله عنهم وهو اعلم بحالهم في الدنيا :

أَمْ أَبْرَمُوا أَمْرًا فَإِنَّا مُبْرِمُونَ

فيلولوس
01-05-2006, 09:32 PM
بارك الله فيك يا عزيزي ،
عشت ذخرا للمسلمين و الأتقياء بكلامك المُفحم العظيم ،

أبيقور

حازم
01-06-2006, 01:07 AM
بارك الله فيك يا عزيزي ،
عشت ذخرا للمسلمين و الأتقياء بكلامك المُفحم العظيم ،

أبيقور
آمين يا ابيقور :thumbup:

muslimah
01-06-2006, 11:41 AM
مصيبة الملاحدة أنهم يزعمون أنهم يعتمدون على عقولهم وهم والله أبعد الناس عن ذلك

إذا كانت السفينة وغيرها لا بد لها من صانع فماذا عن هذا الكون البديع. من الذي صتعه؟

كنت قد طرحت موضوعاً على منتدىً آخر مشابهاً لمغزى هذا وكان يحكي قصة حبة قمح وقد استفز ذلك الموضوع أحد عتاة "التائهين" فقال:-


سؤال قديم قِدَم البشرية ، و هو ربما السؤال الأعظم في تاريخ البشرية ، و يمكن أن نعيده ‏لصيغته الفلسفية الكبرى فنقول : كيف جاء الكون ، و من أين ، و لماذا ؟
نعم الكون موجود، و هذه حقيقة ثابتة ، لا يختلف عليها أحد ، لكن الاختلاف بتفسير آلية ‏الوجود ، و هنا تجد من الأفكار و النظريات ما لا يحصره مقال .
لكن يمكن أن نقسم الأجوبة إلى ثلاثة فروع رئيسية :
‏1- الخَلقيين : و هم الذين يؤمنون بوجود قوة قررت ذات لحظة إخراج المادة من طور العدم إلى ‏طور الوجود .
‏2- الأزليين : و هم الذين يؤمنون بأزلية المادة و أنها تتحول من شكل إلى آخر و يستحيل عليها ‏الفناء .
‏3- اللاأدريين : و هم الذين لا يدرون بالضبط كيف جاء الكون ، لكنهم يؤمنون بوجوده كحقيقة ‏‏.

أعتقد أن هذه هي المذاهب الثلاثة و التي تجمع شتى الآراء و الفلسفات و الديانات .
و نجد أصحاب الأديان ألصق بالرأي الأول ، و أصحاب الإلحاد ألصق بالرأي الثاني ، بينما ‏اللاأدريون هم حاصل استحالة الرأيين الأول و الثاني .
أنتم عزيزتي المسلمة ، تعتقدون أنه إذا قالالشخص لا أدري من أين جاءت حبة القمح فهذا ‏يعني أن البديل الوحيد هو إله محمد ، و لكن هناك خيارات كثيرة يمكن أن تطرح بقوة و توازي ‏إله محمد أو إله عيسى .

لنبحث في الآلهة المعروضة في تاريخ البشرية ، و نرى ما أمرها :
يمكن تقسيم كل الآلهة المعروفة في التاريخ من التاوية الصينية إلى البرهمانية و الهندوسية في ‏الهند إلى أهورامزدا في بلاد فارس مراراً بآلهة سومر و بابل و غيرها من آلهة الإغريق ومصر ‏و الآلهة الابراهيمية إلى ثلاثة أقسام :
‏1- آلهة مفارقة عن العالم و غائبة .
‏2- آلهة حالة في العالم متجسدة فيه .
‏3- آلهة مفارقة للعالم و حاضرة في كل صغيرة و كبيرة .

مثال على الآلهةالمفارقة و الغائبة هي الآلهة الرافدينية (تعامة - ابسو - ممو- انليل - مردوخ ‏‏...) ، و الكنعانية (بعل - موت ) و الإغريقية .
فالدارس لهذه الأساطير يجد أن عالم الآلهة مفارق لعالم البشر و لا يتدخل فيه أو يحركه لغاية ‏ما ، في وقت من الأوقات خلق مردوخ البابلي البشر من أجل خدمة الآلهة ، و كان ذلك بعد أن ‏شقوا (الآلهة) الطرقات و أقاموا السدود و حرثوا الأرض و استخرجوا الماء ، بمعنى أنهم ‏أسسوا و أصّلوا عناصر الحضارة التي سيقوم عليها تطورالبشرية ، ثم تركوا هذا العالم ‏البشري يدبّر نفسه ، و بقي الإنسان مرهون بشرطه الأرضي لا يمكنه التحرر منه و الوصول ‏للعالم الفوقي أو عالم الآلهة ، لذلك أخذ يتقرب لهذه الآلهة بالطقوس القربانية من أجل كسب ‏رضاها و اتقاء شرورها ، فكانت هذه الآلهة في تصور هذا الإنسان تتدخل في الأمور الجسام ‏كطوفان أو زلزال أو كارثة طبيعية عارمة ، كتعبير عن موقفها من هذا الإنسان ، أما بالنسبة ‏للمسألة الأخلاقية فلم يكن لهذه الآلهة أي علاقةبها ،الإنسان يضع أخلاقه الاجتماعية و يدبر ‏نفسه ، حتى أن هذه الآلهة لا تبعث المراسيل للإنسان ليعلم طبيعتها وكينونتها ، و لا يهمها ذلك ‏‏.

أما القسم الثاني من الآلهة فيتجلى أكثر ما يتجلى في البراهمانية ، و التي تقوم على أساس أن ‏البراهمن و هو الهيولى الكونية الأولى للعالم قد تشكل منها كل ما هو موجود و مرئي ، لذلك ‏فإن البراهماني (المؤمن بهذه العقيدة) يحاول قدرالإمكان الوصول إلى الله (البراهمن) من خلال ‏الكدح الداخلي و البحث في أغوار روحه عن نفس الإله الذي بثها في موجودات هذا العالم ‏‏(أتمان) ، (اتمان) هي نفس (براهمن) التي بثها في الموجودات الحية ، و علاقة الإنسان بهذا ‏الإله يمثلها عالم السمسارا ،عالم تناسخ الأرواح ، و هو العالم الذي يتم من خلاله انعتاق ‏الإنسان من جسده و تحرره و تلاشيه في البراهمن الأصل الكلي للوجود ، و يتم هذا الانعتاق ‏من خلال آلية (الكارما) و تعني الفعل و جزاؤه سواء كان عقاباً أو ثواباً ، فإذا قام الشخص ‏بسلوك حميد ، فإنه يتجسد في حياته التالية بعد موته في مستوى أرقى ، إلى أن يتحرر من ‏السمسارا ، ما إذا كان سلوكه سيء فيتجسد في حياته التالية بمستوى أقل ، و يبقى حبيس ‏السمسارا ، فالأناس الذين يعانون الحظ العاثر ، ذلك لأنهم تصرفوا سيئاً في حياتهم السابقة ‏فجاء تجسدهم كادحاً مضنياً و يمكن أن يتجسدوا في حيوانات أو حتى حشرات ، أما من يعمل ‏خيراً فيتجسد كل مرة بمستوى أرقى إلى أن يتحرر من السمسارا و يتحد بالبرهمن ، و هذا هو ‏المبدأ الأوتوماتيكي في تقويم الأخلاق حسب البرهمنية .
لن أدخل في تفاصيل الهندوسية التي تطورت عن البرهمنية ، لأنها تحتوي تفاصيل لا دخل لنا ‏بها .

أما المجموعة الثالثة ، و هي التي تتكلم عن إله مفارق للعالم لكنه حاضر فيه و يتدخل في حياة ‏البشر و كل صغيرة و كبيرة ، و يتدخل في الأخلاق و الخير و الشر ، و هو ممثل بأهورا مزدا ‏إله زرادشت ، و الإله الإسلامي و المسيحي .

بعد هذا العرض السريع لعقائد مختلفة ، ما الذي يمكن أن نؤمن فيه ؟؟؟؟
كنت قد توصلت قبلأشهر إلى شيء سميته الإله المستقيل أو اللامبالي ، و اعتقدت أنه شيء ‏غير مسبوق ، فتبين لي أنه الإله-الآلهة التي ظهرت في البلاد الرافدينية ، أي الالهة المفارقة ‏للعالم الدنيوي .
و قلت لو كان وجود العالم لا يستوي عقلياً إلا بوجود إله خلقه ، فليكن الإله المستقيل ، خلق ‏العالم و البشر و وضع فيه القوانين ، و هو فوق مفاهيم الخير و الشر لأنها مفاهيم إنسانية ، و ‏هو لا يهتم كثيراً بأن نعرفه و لا يرسل أحداً ليخبرنا عنه ، إنه مجرد افتراض قائم أمام كل من ‏يعلن نفسه متحدث باسم الإله أو يدعي أنه مرسَل من عنده .

أنا كملحد كفرت بإله محمد و إله عيسى و موسى و البراهمن و غيره ، لكنني لا أستبعد وجود ‏إله مفارق للعالم غير مهتم به ، و قد قلت في نقاش سابق مع الصديق العزيز العاقل و محاورين ‏آخرين أن هذا الإله يشبه من يصنع دمى صغيرة و ينساها فوق السقيفة ، فلا هو مهتم بها و لا ‏هو مهتم بمشاكلها و لا بإفهامها حقيقته (هل أحد يعرف وصلة هذا النقاش؟) .

الكون موجود ، هذه حقيقة
الإنسان موجود ، هذه حقيقة
و لكن الكيفية لتفسير هذا الوجود لا أحد يستطيع أن يجزمه
المسلم يقول إله محمد ، المسيحي يقول غله عيسى ،اليهودي يقول إله موسى ، الهندوسي ‏يقول البراهمن ، زرادشت يقول أهورا مزدا ، ماني يقول بثنوية النور و الظلمة ، و الختيار ‏يقول بالإله المستقيل اللامبالي .

إذاً ليست المسألة أن نتساءل على طريقة زرادشت :
‏"هذا ما أسألك عنه فاصدقني الخبر يا أهورا مزدا
من هو أبو الحقيقة منذ أقدم الأزمان ؟
من رسم للشمس مسارها و للنجوم ؟
من جعل القمريتناقص و يتزايد ؟
من إن لم يكن أنت ؟
هذا ماأسألك عنه فاصدقني الخبر
من يمسك الأرض و يرفع السماء من فوقها فلا تقع ؟
من فرش الزرع و أجرىالماء ؟
من قرن جياداً مطهمة إلى عربة الريح و عربة السحاب تجرها ؟
من خلق الأفكار الخيرة ، إن لم تكن أنت ؟
هذا ما أسالك عنه فاصدقني الخبر أيها الإله الحكيم :
أية صنعة مبدعة خلقت اليقظة و النوم ؟
من سخر الليل و الصباح و الظهيرة تذكرةً للناس بمهامهم ؟
من سخر البقر و الأنعام لرخاء الناس ؟
من يزرع في القلب احترام الوالدين ؟
إني أسألك ايها الإله الحكيم ، لأنشر معرفتك بين الأنام
فأنت العقل الطيب و خالق كل شيء " .

هذه هي الطريقة التي طرحها زرادشت في الألف اول قبل الميلاد ، و هي نفس الطريقة التي ‏اتبعهاغيره من الإلهيين بما فيهم الإسلام و الذي يبدو أنه تأثر بها كثيراً ، حتى لأنك قد تجد لكل ‏سؤال في هذه الترتيلة آية تشبهه في القرآن للاستدلال على وجود الله .

فهلا توقفنا عن طرح هذه الأسئلة "من أوجد حبة القمح" و التي تضع أمامنا خيارات كيرة و ‏تزيد الموضوع تعقيداً ؟؟؟؟
لننتهج منهجاً آخر ،و نقول أن هناك إله وراء هذا الكون و قوانينه ، قد يكون طبيعة المادة أو ‏قد يكون قوة مفارقة للمادة ، أنتم تقولون أنه الله المذكور في القرآن و أحادي محمد ، و أنا ‏أقول لكم أنه غير مقنع لأسباب طويلة يمكنكم أن تجدوا بعضها مبسوطاً هنا في النادي و البعض ‏الآخر سيأتي لاحقاً ، فهل لديكم أي إثبات أن إلهكم هو الإله الحقيقي أم أنه مجرد اجتهاد وضعه ‏محمد يشبه كثيراً اجتهادات سابقيه ؟؟؟؟؟؟

تحياتي للجميع

على الهامش :
المعلومات الواردة في هذا المقال أغلبها ناتج عن قراءاتي لكتب الأكاديمي الميثولوجي فراس ‏السواح ، و أخص بالذكر :
مغامرة العقل الأولى
كنوز الأعماق - قراءة في ملحمة جلجامش
دين الإنسان
الرحمن و الشيطان (الثنوية الكونية و اللاهوت في الديانات المشرقية)‏

muslimah
01-08-2006, 09:20 AM
من مشاركة ذلك الملحد نستطيع الخلوص إلى :-‏

1- إن غير المسلمين يتبعون طريقة "حَـــزًّرْ فَـَـــزًّرْ" في معرفة خالق الكون فقد يكون كذا ‏وقد يكون ذاك. وقد يكون الكون قد جاء صدفة . ونظرية الصدفة أسخف نظرية في الوجود فهي كقول ‏أن عدداً من القرود ضربت على مفاتيح آلة حاسبة على مدى مليون عام فنتج عن ذلك ‏قصيدة لأحمد شوقي أو رواية رائعة !!!‏

‏2- لا أعرف كيف لخالق أن يغيب عن مخلوقاته كما يزعمون بينما نجد أصغر ‏الكائنات تعتني بصغارها ....وكيف لصاحب مؤسسة يؤسسها ثم يتخلى عنها ‏ولا يعتني بها.....وكيف لأب أو أم لا يرعيا جميع أمور أولادهما.... وما ‏قيمة مدير المدرسة الذي لا يعرف كل ما يتعلق بالمعلمين والطلاب....وما ‏فائدة إله لا يُعرٍّف مخلوقاته به وما سبب ذلك؟

3- هل يستطيع مولود أن يختار والداه.... وهل يستطيع مصنوع أن يختار صانعه ‏‏..... وهل يستطيع مخلوق أن يختار خالقه... فعلى أي أساس يرفضون أن يكون الله هو خالق الكون ، ‏ويؤمنون بإله لا يعرفون من هو ...وأين هو ... بل ولا يملكون أي دليل على ‏وجوده؟؟؟

ولله المثل الأعلى . فالله لم ولا يغيب أبداً وهو يرعى عباده‎}‎وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ ‏وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ }ق16‏

4-‏ ‏ أن الكاتب يجهل الإسلام تماماً فقد اتهمه بالتأثر بالزرادشتية بينما العكس هو الصحيح ، ‏فالإسلام ليس ديناً جديداً أتى به خاتم أنبياء الله عليهم السلام ، بل هو الصورة الأخيرة لنفس ‏الرسالة التي بعث بها رب العالمين جميع أنبيائه وهي رسالة واحدة وهي ‏الإسلام أي توحيد الله وقد أنزل لهم كتباً سماوية كانت دستوراً لأقوامهم في ‏ذلك الوقت. وقد تأثر زرادشت وغيره ببقايا تراث الأنبياء.‏

إذن الملاحدة يتخبطون ولا يعرفون عن خالقهم شيئاً، رغم أن كل صانع يعلن عن ‏صناعته...وكل مخترع يعلن عن اختراعه...وكل مكتشف يعلن عن اكتشافه ... بل إن ‏للمنازل مُلاكاً... ولكل شيء تقريباً من يملكه ... فلماذا الملاحدة المساكين يتركهم ‏إلههم تائهين ضائعين هائمين على وجوههم يحاولون صنع إله خاص بهم وهم لحد ‏الآن قد فشلوا فشلاً ذريعاً بذلك ؟؟؟!!!
وصدق الله {أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى ‏عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَن يَهْدِيهِ مِن بَعْدِ اللَّهِ أَفَلَا ‏تَذَكَّرُونَ }الجاثية23‏

muslimah
01-13-2006, 03:58 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

وبينما غير المسلمين في تيههم وتخبطهم وتعدد آلهتهم ، نجد عباد الله الموحدين وقد أنعم الله عليهم بكتابه الكريم ‏وسنة نبيه العظيم عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم ، وفيهما الرد على كل سؤال ممكن ‏أن يخطر ببال أحد، سواء كان السؤال عن نفسه أو عمن حوله أو عن الكون كله .‏
إنهم يطالبون بأدلة تثبت وجود الله بحجة أنهم لم يروه
والجواب بسيط جداً وهو : ليس هناك دليل واحد على وجود الله بل إن عدد أدلة ‏وجود الله تساوي عدد مخلوقاته
وصدق الشاعر حين قال:‏
وفي كل شيء له آية *** تدل على أنه الأوحد

يحتوي القرآن الكريم على العديد من الآيات الكريمة التي تُذكر الناس بوجوده ‏وبقدرته وعظمته ، ولكن الملاحدة ينكرون القرآن جملة وتفصيلاً
وهنا أجد من ‏الواجب الاستفسار عن سبب رفضهم ذلك رغم قبولهم بمصداقية من أخبرهم بأن ‏فلان هو مؤلف الكتاب الفلاني... وفلان هو مكتشف كذا .... وفلان هو مخترع كذا ‏‏...وفلان هو صانع ما يرتدون من ملابس وساعات وما يملكون من سيارات وأدوات رغم أنهم ‏لم يروا أولئك الأشخاص !!!‏
وهل عدم رؤية الشخص أو الشيء دليل على عدم وجوده ؟
ولماذا يصدقون ذلك ويُكذبون قوله جل في علاه :-‏
‏{وَلَقَدْ أَنزَلْنَا إِلَيْكَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ وَمَا يَكْفُرُ بِهَا إِلاَّ الْفَاسِقُونَ }البقرة99‏
‏{إِنَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللّهُ وَلاَ تَكُن لِّلْخَآئِنِينَ خَصِيماً ‏‏}النساء105‏
‏{يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءكُم بُرْهَانٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَأَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُوراً مُّبِيناً }النساء174‏
‏{وَهَـذَا كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ مُّصَدِّقُ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَلِتُنذِرَ أُمَّ الْقُرَى وَمَنْ حَوْلَهَا ‏وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَهُمْ عَلَى صَلاَتِهِمْ يُحَافِظُونَ }الأنعام92‏
إن إنكارهم أدلة وجود الله ووحدانيته التي وردت في كتابه الكريم يجعلنا نشتشهد ‏بأدلة أخرى ، ولنبدأ بشيء مما خلقه الله وهو الكون : من الذي خلق الكون ؟
لستَ بحاجة إلى أن تسأل أحداً عن ذلك، فمن السخافة أن تسأل الناس عن وجود ‏فنان وراء اللوحة البديعة، لأن الإجابة تقدمها لك اللوحة عندما تنظر إليها. ‏ويسهل عليك أن تصل إلى الإجابة بغض النظر عن خبرتك أو مستواك العلمي، ‏أو الفلسفي. لذا من أعجب العجب أن يطلب إنسان من غيره أن يثبت وجود ‏الخالق.‏
الحديث عن الكون طويل جداً ويحتاج لمعرفة علمية كبيرة تجدونها في هذا الموقع:‏
http://www.55a.net/firas/arabic/index.php?page=show_det&id=‎‎605&select_page=12‎

لماذا خلق اللهُ الكون ؟‏
‏ هذا السؤال لا يمكن أن نحصل على إجابته من خلال النظر في الكون، لأنه ‏يتعلق بأمر سبق الوجود، فكما سبقت فكرة الزمن وجود السّاعة، فلا بد أن ‏تسبق فكرة خلق الكون وجوده الفعلي. ومن هنا لا يمكن لتطور العلم أن يعطي ‏الإجابة عن هذا السؤال، لأن العلم يبحث في الوجود، وسؤال (لماذا) يبحث فيما ‏قبل الوجود. والإجابة لا تكون إلا عند الخالق، لأنّه هو الذي أراد أن يخلق قبل ‏أن يخلق.‏
في الحلقة القادمة سنتكلم بإذن الله عن المزيد من دلائل وجود الله

والحمد لله على نعمة الإسلام

muslimah
01-17-2006, 08:29 AM
دلائل وجود الله في خلق الإنسان:-‏

يقول رب العالمين في كتابه الكريم : ﴿وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ مِنْ سُلَالَةٍ مِنْ ‏طِينٍ(12)ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَكِينٍ(13)ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ ‏مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ثُمَّ أَنشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ ‏أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ(14)ثُمَّ إِنَّكُمْ بَعْدَ ذَلِكَ لَمَيِّتُونَ(15)ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ‏تُبْعَثُونَ﴾[المؤمنون : 12-16] .‏
لقد كان الإنسان نطفة (حيواناً منوياً) ناقصة في جسم الرجل، وكان النصف الآخر ‏نطفة (بويضة) ناقصة في جسم الأم فكل خلية في جسم الإنسان رجلاً كان أو ‏امرأة تنقسم إلى قسمين، وكل قسم من هذين القسمين يكون خليه كاملة فيها (48) ‏حاملاً وراثياً (كروموزوم) إلا تلك الخلايا المنقسمة في جسم الرجل وجسم المرأة ‏والتي ينشأ عن انقسامها تكوين (الحيوانات المنوية) في الرجل (نطفة الرجل) ‏والبيضة في الأنثى (نطفة المرأة) فإن الانقسام فيها يكون مخالفاً لسائر الانقسامات ‏في جميع خلايا الجسد ، لأن كل خلية ذكرية أو أنثوية (حيوان منوي أو بويضة) ‏لا يتكون إلا من (24) حاملاً وراثياً (كروموزوم)، فلماذا شذت الخلية التي يتكون ‏منها الحيوان المنوي في الرجل عن سائر خلايا الإنسان في عدد الحوامل الوراثية ‏في كل منها؟ اتحدت النطفتان في خلية واحدة تحمل صفاتها الوراثية (48 ‏كروموزوم) واستقرتا في " قَرَارٍ مَكِينٍ" وهو جسم الأم. تأمل كيف تتحول تلك ‏الخلية بالغذاء السابح في دماء الأم إنساناً كامل التصوير والتكوين والتركيب.‏
هل حدث هذا صدفة يا أتباع نظرية الصدفة؟
أم حدث بالتطور يا مدعي نظرية التطور؟؟؟
وإذا كان هناك قوة خالقة كما يزعم البعض ولكنهم لا يعرفون من هي فكيف عرفوا وجودها؟

إذا تفكرت أيها الإنسان في عملية تكوينك في بطن أمك ، وجدت آيات وآيات . ‏ذلك الجزء الذي يصنع العين لماذا يصنع العين لأنه لا حاجة لك بالعين في بطن ‏أمك!! فهل قد أصبح ذلك الجزء من النطفة ـ في ظلمات الرحم ـ عالماً بما ‏سيؤول إليه أمرك ، خبيراً بنظام الضوء وسننه ، وقوانينه الذي ستلاقيه بعد ‏خروجك من بطن أمك ، فنظم لك جهازاً بصرياً لترى به ما حولك مستخدماً ‏الضوء وقوانينه وسننه؟ ‏
ومن أعلم ذلك الجزء من النطفة من بطن الأم أنك ستخرج من بطن أمك ؟‏
ومن أفهمه أنك ستحتاج إلى عينين بعد خروجك؟
ومن أعطاه درساً في قوانين الضوء وأسراره، وهو لم ير ضوءاً من قبل؟!‏
ومن منحه بعد ذلك مقدرة على تحويل الطعام السابح بين الدماء إلى أغشية ‏بصرية رقيقة، وعدسة محكمة، وماء زجاجي مقدر ، وشبكة تتكون إحدى طبقاتها ‏من ثلاثين مليون عود بصري وثلاثة ملايين مخروط بصري؟ ‏
ومن أخبر ذلك الجزء من النطفة أن ينشىء العصب البصري ويشق له فتحة بقدره ‏في الجمجمة ، ويصنع مركزاً بصرياً خاصاً في المخ ويربط به ذلك العصب ‏البصري؟ ‏

وإذا تأملت في الرئتين اللتين تصنعا لك في بطن أمك وأنت لا زلت جنيناً . لماذا ‏صُنعت تلك الرئتان؟ ‏
بل لماذا تصنع ملايين الرئات مع كل المواليد الجدد في كل يوم من أجنة بني ‏الإنسان والحيوان؟. ‏
إنه لا حاجة للجنين إلى الرئتين بل لو دخل إلى الجنين قليل من الهواء إلى القرار ‏المكين لأحدث فيه أضراراً بالغة . فلماذا يصنع إذن هذا الجهاز التنفسي لاستقبال ‏الهواء؟ ‏
لا شك أن الذي يصنع هذا الجهاز على علم بمصير الجنين في كل إنسان وحيوان ‏‏. إن الذي صنع لك الرئتين والجهاز التنفسي لا شك أنه عالم بمصيرك وأنك ‏ستخرج من بطن أمك وأن الهواء سيحيط بك من كل مكان ، وأنك ستكون في ‏أمس الحاجة إليه ، فهو يصنع له طريقاً إلى كل نقطة في جسمك وأنت لا تزال ‏جنيناً في بطن أمك لا تعلم شيئاً . ‏
‏﴿هُوَ أَعْلَمُ بِكُمْ إِذْ أَنشَأَكُمْ مِنْ الْأَرْضِ وَإِذْ أَنْتُمْ أَجِنَّةٌ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ﴾[النجم: 32] ‏‏.‏
وهو أيضاً يصنع للهواء جهازاً كاملاً هو الجهاز التنفسي . ‏
وما قيل في تكوين العين والجهاز التنفسي يقال في تكوين الجهاز الإخراجي ، ‏والجهاز الدوري الدموي ، والجهاز الهضمي، والجهاز العصبي ، فكل هذه ‏الأجهزة لست بحاجة لها وأنت في بطن أمك، ولن تكون لك بها حاجة إلا بعد ‏خروجك من بطن أمك عندئذ تكون ألزم الأشياء وأهمها لبقاء حياتك . ‏
ألا تستنتج كل عقل سليم من هذه الأفعال والأحداث التي تجري في بطن أمك أنها ‏تسير وفق خطة مرسومة مقدرة ، وتبعاً لتدبير حكيم خبير عليم بما يصنع ويفعل . ‏
وكم يسخر العلماء الذين يطلقون الصواريخ ورواد الفضاء إذا قال جاهل بليد : بأن ‏الترتيبات اللازمة التي يعد بها رائد الفضاء أثناء انطلاقه إلى الفضاء قد جاءت ‏بالطبيعة أو صدفة أو بدون علم علماء وخبرة خبراء!! ‏
إن المسلم لا يكفر بالحق الواضح ، والكافر يغطي الحق البين ، إن المسلم يشهد ‏كما تشهد أحداث خلقه وتكوينه أن ربه الخالق ، العليم ، الحكيم ، الخبير ، القوي ، ‏المهيمن ، القادر ، الذي.. ‏
‏﴿لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ﴾[الشورى: 11ٍ] .وصدق الله العظيم القائل ‏‏:﴿يَاأَيُّهَا الْإِنسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ(6)الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ(7)فِي أَيِّ ‏صُورَةٍ مَا شَاءَ رَكَّبَكَ﴾[الانفطار: 6-8] .‏
وهكذا تجد العقول المفكرة أن لكل مخلوق خطة وعملاً قد قدره له خالقه ، ثم هداه ‏إلى القيام بعمله كما هدى الخصية والمبيض وهدى النطفة وأجزاءها إلى ما قدر ‏لها ، وهدى العينين والرئتين، وهدى كل جزء إلى ما قدر له ربه . ‏

يتبع ...
والحمد لله رب العالمين

muslimah
01-22-2006, 05:54 PM
ما زلنا نتابع مرحلة حياة الإنسان وهو جنين :-‏

يتنقل الجنين في بطن أمه إلى أربعة أطوار يتألف كل منها من 40 يوماً ‏
يكون في الأربعين يوماً الأولى نطفة ‏
ثم يكون في الأربعين يوماً الثانية علقة ‏
ثم في الأربعين يوماً الثالثة يكون مضغة أي قطعة لحم بقدر ما يمضغة الإنسان في فمه . هذه المضغة أحيانا تكون ‏مخلقة وأحيانا تكون غير مخلقة ففي بدايتها تكون غير مخلقة ولن تخلق قبل ثمانين يوما ولن تكون مضغة قبل ثمانين ‏يوما ثم بعد تخليقها وبعد تمام مائة وعشرين يوماً أي تمام أربعة أشهر كاملة توجد الروح في الجنين‏.

السؤال لأتباع النظريات المختلفة هو : -‏
من أين حصل الجنين على روحه ؟ أمِن أُمه أم من مصدر خارجي ؟
وهل يستطيع أحدكم خلق روح لأي كائن؟
وهل يستطيع أحدكم منع روحه من مغادرة جسده؟
وهل يعرف أحدكم أين تذهب الروح بعد مغادرتها جسد صاحبها؟
ومن الذي قرر أن الجنين ذكر أو أنثى ؟ ‏
قال تعالى: {أَلَمْ يَكُ نُطْفَةً مِنْ مَنِيٍّ يُمْنَى * ثُمَّ كَانَ عَلَقَةً فَخَلَقَ فَسَوَّى * فَجَعَلَ مِنْهُ الزَّوْجَيْنِ ‏الذَّكَرَ وَالأُنثَى} [القيامة: 37-39].‏
قال عليه الصلاة والسلام فيما رواه مسلم عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: "إن ‏أحدكم يجمع خلقه في بطن أمه أربعين يوماً، ثم يكون في ذلك علقة مثل ذلك، ثم ‏يكون في ذلك مضغة مثل ذلك، ثم يرسل الملك فينفخ فيه الروح ويؤمر بأربع كلمات ‏بكتب رزقه وأجله وعمله وشقي أو سعيد".‏

لمعرفة التفاصيل تفضلوا هنا :-‏
http://www.islammi.bravepages.com/khalk.htm

http://www.science4islam.com/html/med-08a.html


يعيش الجنين في وسط مائي يسمى (السائل الأمينوسي) الذي يلعب دوراً كبيراً في الحفاظ على ‏الجنين وحمايته من الضربات ويساعده على الحركة ويسهل عملية الولادة بإختصار
السؤال لغير المسلمين:إذا وضعنا طفلاً في كمية من الماء تغمره فما هي النتيجة؟
الجواب بالطبع إن الطفل سيغرق ويموت . لماذا لا يموت الجنين وهو مغمور في سائل طوال ‏فترة حمله؟
أهي الصدفة أم التطور أم أن هناك قوة قادرة تتحكم فيه ؟ ومن هي تلك القدرة ‏وكيف عرفتموها؟
يتغذى الجنين ويتنفس ويخرج عن طريق أنبوب لحمي يصله بجسم أمه يدعى الحبل السري .
‏لماذا لا يتغذى عن طريق فمه ؟ ‏
ومن الذي راعى عند خلق ذلك الحبل ما يحقق الغرض الذي تكّون من أجله‎ ‎دون إطالة قد ‏تسبب تخمر الغذاء فيه ، أو قصر يؤدي إلى اندفاع الغذاء إليه بما قد‎ ‎يؤذيه ..؟؟؟ أهو التطور ‏أم الصدفة أم غير ذلك؟


انتهت فترة حمل الجنين وآن أوان انفصاله عن أمه فتبدأ عضلات الرحم بدفعه إلى خارج ‏جسم الأم فهل لدى تلك العضلات عقل أملى عليها فعل ذلك أم هي الصدفة أم من تدبير خالق ‏قدير؟

بعد ساعات وربما أيام من معاناة المخاض لا يعلم قسوتها سوى الله ومن وضعت الجنين ‏يخرج الجنين إلى الحياة ، وبدلاً من أن تشعر الأم بالنفور منه لما سبب لها من آلام فظيعة إذا ‏بها تنظر إليه وتحتضنه وكأنها استلمت أكبر جائزة حصل عليها بشر . من الذي وضع تلك ‏الرحمة والحنان فيها ؟ صدفة أم تطور أم اللطيف الخبير؟

وما هي إلا ساعات حتى يتحول صدر الأم إلى مصنع لأكثر مادة غذائية فائدة . كيف حدث ذلك ؟ ‏صدفة.. أم تطور.. أم ماذا يا أصحاب العقول المستنيرة ؟؟؟‏

تحتضن الأم وليدها لترضعه وإذا به يعرف تمام المعرفة كيف يسحب الحليب من صدرها . يا ‏لمحاسن الصدف !!!
أليس هذا الجنين هو نفسه الذي قبل لحظات فقط لم يكن يستعمل فمه ‏لتناول طعامه فمن الذي دله على ذلك وبهذه السرعة ؟؟؟
ولماذا نما كل شيء من جسمه وهو في بطن أمه باستثناء الأسنان ؟
هل كان يعرف أنه لن ‏يحتاج لها لأن غذاءه سيكون سائلاً لا يحتاج لمضغ
أم لأنه كان يعرف أنه سيؤذي أمه إن كان ‏له أسنان؟
صُدف؟ تطور؟ أم جنون مطبق ممن يزعمون ذلك؟
ا
لغريب في موضوع الرضاعة الطبيعية هو أن المولود ليس المستفيد الوحيد لما يحصل عليه من مواد غذائية ومضادات حيوية تحميه من بعض الأمراض ، بل إن الأم أيضاً ‏تستفيد منه فالرضاعة الطبيعية تساعد على انقباضات الرحم و تقلصاته ، وتمنع حدوث ‏بعض السرطانات
إضافة إلى الفائدة العاطفية العظيمة التي تنشأ بينها وبين وليدها
فهل هذه ‏صدف يا أولي الألباب أم أنها تطور أم عندكم كلام آخر أكثر عقلانية؟

ومن تدبير المدبر الأعظم أن يزداد مقدار اللبن الذي يفرزه الثدي يوماً‎ ‎بعد يوم ، حتى يصل ‏إلى حوالي لترين ونصف لتر في اليوم بعد سنة ، بينما لا تزيد‎ ‎كميته في الأيام الأولى على ‏بضع أوقيات ، ولا يقف الإعجاز عند كمية اللبن التي‎ ‎تزيد على حسب زيادة حاجة الطفل ، بل ‏إن تراكيب اللبن كذلك تتغير نسب مكوناته وتتركز‎ ‎مواده ، فهو يكاد يكون ماء به القليل من ‏النشويات و السكريات في أول الأمر ، ثم‎ ‎تتركز مكوناته فتزيد نسبة المواد السكرية والدهنية ‏فترة بعد أخرى ، بل يوماً بعد يوم بما‎ ‎يوافق أنسجة وأجهزة الطفل المستمر النمو وهذا يثبت ‏وجود خالق ويدلل على قدرته‎‎‏ ورعايته لمخلوقاته إلا إذا كان لديكم تفسير آخر !!!

يتبع إن شاء الله تعالى......‏

muslimah
01-31-2006, 01:09 PM
يا من لا تؤمن بأن الله خالقك :‏-

هل فكرت يوماً في السبب الذي جعل رموش هذا الطفل وحواجبه والشعر الذي في أنفه سيتوقف نموها ‏عند حد معين بينما شعر رأسه ينمو ما دام حياً؟
وهل فكرت في فائدة ذلك الشعر؟
ولماذا يتخذ بعض ذلك الشعر اتجاهاً مغايراً لاتجاه الآخر ؟
ماذا لو نمت حواجبه إلى الأسفل بدلاً من الجوانب؟
هل هذه صدف أم تطور أم تدبير حكيم خبير؟
وإذا كانت تطوراً فقل لنا المراحل التي مر بها نمو الإنسان في الماضي والمراحل التي سيمر بها في المستقبل؟
وهل فكرت فيمن جعل له ساقين تصلحان لحمل جسمه وللمشي بشكل صحيح؟
لماذا لم تنمو الساق الثانية في مكان آخر من جسمه؟
وهذا ينطبق على الذراعين أيضاً؟
وهل فكرت فيمن جعل لأنفه فتحتان ؟ ماذا لو لم تثخلق تلك الفتحتان؟

وهل فكرت أيها الإنسان في عظام هذا الطفل ؟
هذه العظام تختلف في الجسم من حيث طولها وشكلها وحجمها وتركيبها وأنواعها وهي:
‏1) عظام طويلة : كالعضد والساعد والفخذ والساق .
‏2) عظام قصيرة : كعظام الكاحل وعظام المعصم .
‏3) عظام مسطحة : كعظام الجمجمة وعظام الأضلاع والكتف .
‏4) عظام غير منتظمة : كالفقرات وبعض عظام الوجه .
‏5) عظام صغيرة: كالعظام داخل أوتار العضلات، وعظام الركبة، (صابونة الركبة). ‏
كل هذه العظام لا نجد فيها عظماً يمكن أن يصلح بدلاً من عظم
وكل عظم له وظيفة خاصة لا يمكن أن يقوم بوظيفته عظم آخر ولا أن يوضع في مكانه، فلكل واحدٍ ‏منها شكل خاص وحجم خاص وتركيب خاص، قد أحكم مع وظيفته، فالعظم الذي يكون الجمجمة ‏يتناسب مع وظيفته في حفظ المخ، ولا يمكن أن يكون عظم الحوض بدلاً منه. والعمود الفقري يتناسب ‏مع وظيفته في حفظ النخاع الشوكي وتحريك الجذع بزوايا معينة ولا يمكن أن يحل محله عظم الساق ذو ‏القطعة الواحدة غير القابلة للانثناء . وإذا نظرنا إلى الجمجمة فسنجد أنها من أقوى العظام لكي تحمى المخ ‏الذي هو جسم هلامي لا يتحمل الضغط والصدمات ، فلو تعرض لها فقد يؤدي ذلك إلى تلف في مركز ‏من مراكزه ، أو شلل في أي عضوٍ من الأعضاء.‏
ما هو تعليلك لكل هذا ؟ صدفة أم تطور أم عبقرية فائقة في تلك العظام جعلتها تدرك الغاية من وجودها ‏فصممت نفسها كما ينبغي ؟؟؟ هل هناك عقل سليم يوافق على شيء مما أقول؟
إن الذي خلق العظام وركبها عليم بكل عظمٍ... وبمكانه... وبوظيفته... وبحجمه... وشكله المناسب... ‏وتركيبه من مادته المناسبة ، وهو حكيم خبير أحكم كل شئ ، ووضع كل شئ في مكانه، وجعله متناسباً ‏متوافقاً مع ما يحيط به من الأنسجة والأعضاء . ونلاحظ أن زاوية أعلى الفخذ في كل إنسان تساوي ‏‏125درجة، ولو زادت أو نقصت درجة واحدة لأدت إلى عرجة في السير، فسبحان المريد الذي قدر ‏واختار الزاوية الصحيحة للسير من بين سائر الزوايا لتؤدي الوظيفة المطلوبة للسير السوي، تلك الإرادة ‏الواحدة التي تتجلى في تقدير زاوية أعلى الفخذ في كل إنسان .ونجد أن الخالق جل وعلا قد جعل ‏الجمجمة حفظاً لأجزاءٍ أخرى غير المخ، فقد حفظ بها الأذن، حيث نشاهد قناة الأذن غير مستقيمة، ‏وهذا يمنع دخول أي جسم حادٍ لصد عظام الجمجمة له. فتلك آية تدل كما تدل الآيات الكثيرة على أن ‏الخالق عليمُ بالأجزاء الضعيفة في الجسم، فحفظها بالهيكل العظمي القوى، فسبحان الحفيظ العليم الرحيم ‏‏. ولما كانت الجمجمة في أعلى الجسم فقد ركبها الله بطريقة تحقق فيها الخفة في الوزن بالرغم من قوتها ‏وصلابتها فجعل لها تجاويف كثيرة ونسيجاً عظمياً مناسباً يحقق تلك القوة والخفة في الوزن معاً، فسبحان ‏الخبير العليم . ولما كان المخ هو مركز القيادة لسائر أجزاء البدن، ولابد أن يتصل بتلك الأجزاء للإرسال ‏والتلقي فقد جعل الخالق العليم فتحات مناسبة عديدة في قاع الجمجمة تسمح بمرور الأعصاب والأوعية ‏الدموية، وأكبر هذه الفتحات هي تلك التي يمر بها النخاع الشوكي من الجمجمة إلى العمود الفقري . ‏

جمجمة الطفل : وفي تركيب الجمجمة في مرحلة الطفولة آيات أخرى، فهي مركبة من اثنين وعشرين ‏عظماً ذات حركة موضعية، وتصبح بعدها عديمة الحركة. وتكون المفاصل واضحة جداً في جمجمة ‏الطفل، ولا تلتحم عظام الجمجمة إلا بعد شهرين من مولد الطفل، كما توجد مناطق رطبة تسمى ‏اليافوخ الأمامي واليافوخ الخلفي، فاليافوخ الخلفي يلتئم فيما بين الشهر السادس والتاسع بعد الولادة ، ‏ويلتئم اليافوخ الأمامي فيما بين الشهر الثامن عشر والرابع والعشرين بعد الولادة. ولهذه الأسرار وغيرها ‏حكم عظيمة لم تعرف إلا بعد تقدم الطب، ومنها :إن حجم جمجمة الطفل يكون أكبر من فتحة عظم ‏حوض الأم التي يخرج منها الطفل بعد الولادة . فمن آثار رحمة الله ولطفه أن تكون جمجمة الطفل لينة، ‏وعظامها غير ملتحمة لكي يحصل تغيير في حجم الرأس وشكله، فيساعد ذلك على خروج الطفل ، كما ‏أن جزءاً من مفاصل حوض الأم تتحرك إلى الخلف بفعل أنزيم خاص يفرز، فتتم عملية الولادة بسهولة ‏ويسر، وإلا لامتنع خروج الطفل أثناء الولادة، فانظر إلى ألطاف الحكيم الخبير القائل: ﴿ثُمَّ السَّبِيلَ يَسَّرَهُ ‏‏﴾ (عبس:20). ولولا ذلك اللطف الإلهي والإحكام البديع لما تمكنت امرأة أن تضع مولودها إلا بعملية ‏جراحية . كيف تفسرون ذلك أيها الملاحدة؟‏

وقد حمى الله الحبل الشوكي الذي يمثل الحزمة العصبية المارة من الدماغ القائد المسيطر على حركات ‏الجسم إلى سائر أجزاء الجسم بعمودٍ‎ ‎مكون من فقرات عظمية، بين كل فقرة وأخرى طبقة من ‏الغضاريف اللينة تمكن الإنسان من الحركة والانثناء دون أن يحدث أي قطع في النخاع الشوكي أو تمزيقٍ ‏لأي عصب. فانظر إلى الحكمة البالغة في خلق عمودٍ عظميٍ قابل للانثناء، حامٍ في الوقت نفسه لما بداخله ‏من أعصاب تحرك الجسم كله. وقد جعل الله هذه الفقرات بأحجامٍ تتناسب مع ما تحمله من أثقال ‏الجسم، فكلما كان موضع الفقرة إلى أعلى كان الثقل الذي تحمله من الجسم أقل فيصغر حجمها ، ‏وكلما اتجهنا في العمود الفقري إلى أسفل أزداد حجم تلك الفقرات وازدادت قوتها وصلابتها ، حتى ‏نصل إلى عظام العجز الملتحمة مع بعضها والمتصلة بالحوض الذي يعد قاعدة عظمية عريضة لحمل ما ‏فوقه. ثم تأتي بعد ذلك عظام العصعص التي تعين على اتزان الجسم عند الجلوس وهي عظام صغيرة ‏ملتحمة. وقد جعل الله فتحات في هذه الفقرات تخرج منها الأعصاب المتصلة بالعضلات في كل منطقة ‏من مناطق الجسم، وأي ضغطٍ على هذه الأعصاب يؤدى إلى آلامٍ كالآم الانزلاق الغضروفي أو مرض ‏عرق النَسَا. فسبحان العليم الكافي المحيط بحاجة كل عضلةٍ وما تحتاج إليه من الأعصاب .‏
وإذا أخذنا مقطعاً عرضياً لهذه العظام فسنجدها تختلف في خلاياها بعضها عن بعض ليمكنها ذلك من ‏أداء وظيفتها بكفاءة، فالخلايا في فقرات نهاية العمود الفقري مكدسة وكأنها قواعد إسمنتية مصبوبة، بينما ‏التي في الأعلى خفيفة، وفي الجمجمة نجد المسافة بين الخلايا كبيرة لأنها لا تحمل أية ثقل، ولكنها صلبة ‏وخفيفة لتتحمل الصدمات. بينما نجد الفقرات مصممة لتحمل الأثقال، ولكنها هشة لا تتحمل ‏الضربات، وإذا تعرضت لضربة فإنها تتفتت. إن اختلاف التركيب الميكروسكوبى لهذه العظام له حكمة ‏عظيمة من الخالق سبحانه لكي يؤدى كل عظمٍ وظيفته وعمله وحركته. إن هذه الحركة كانت تعد لك ‏وأنت لا تزال جنيناً في بطن أمك ، فقد ركب الله سبحانه لك ذلك واعده ووضع كل عظمٍ في مكانه ‏وسواه وربطه في الذي يليه حتى يؤدي كل جزء وظيفته و ضم كل وظيفة إلى وظيفة أخرى لتؤدي ‏وظيفة أكبر. فعدد من العظام تؤدي وظيفة، اليد لتعمل وتتحرك وعدد من العظام تؤدي وظيفة الرأس في ‏المراقبة والمشاهدة، وعدد من العظام تؤدي وظيفة الحركة والسعي والسير ونقلك من مكان إلى مكان ‏وهي وظيفة القدم، وعدد من العظام تؤدي وظيفة الحماية كحماية العين أو حماية المخ أو حماية القلب ‏والرئتين . هذا كله يشهد أن الذي أنشز العظام وكونها وركبها يعلم وظيفة كل عظم منها والتكوين ‏الذي يناسب تلك الوظيفة والدور الذي سيقوم به. كل ذلك ونحن لا نزال أجنة في بطون الأمهات .

تصميم القفص الصدري :
ولما كان الصدر يحوي أجهزة مهمة رئيسة تتوقف عليها الحياة مثل القلب والرئتين فقد حمى الله هذه ‏الأجهزة بقفص عظمي تكسوه العضلات القوية، وجعله مرناً قابلاً للتوسع مع حركات الهواء دخولاً ‏وخروجاً ، فانظر إلى آيات ربك الحفيظ العليم كيف حفظ كل جهاز بما يناسبه من وسائل الحفظ .‏

من آيات الله في المفاصل :
أنواع المفاصل من حيث الحركة :
‏1- مفاصل ثابتة (لا تسمح بالحركة كمفاصل الجمجمة) .
‏2- مفاصل ارتفاقية (قليلة الحركة كمفاصل العمود الفقري) .
‏3- مفاصل متحركة (فيها مجال واسع للحركة) .
ومن حيث التركيب فهي: 1) مفاصل ليفية 2) مفاصل غضروفية 3) مفاصل زلالية.
ولو أن الله جعل الهيكل العظمي قطعة واحدة من العظام لا مفصل فيها لما استطاع الإنسان أن يقوم ‏بحركة واحدة، فتتعطل صلاحيته للحياة على الأرض، لكن الله ركبه من عظامٍ كثيرة، وجعل بين كل ‏عظمين مفصلاً يكون محوراً لتلك الحركة، وهيأ كل مفصل بتركيب خاص يتلائم مع شكل العظام ‏المتصلة ووظيفتها وقوة الحركة التي تحدث فيها واتجاهات تلك الحركة، وبطن تلك المفاصل بغضاريف ‏ملساء، وزودها بمادة زلالية لزجة تسهل الحركة، وتمنع الاحتكاك والتآكل في تلك العظام. وتزول هذه ‏السهولة في الحركة عند التهاب المفاصل .

muslimah
02-08-2006, 07:35 AM
هل فكرت أيها الإنسان في الجهاز العضلي الذي وهبك الله إياه؟

على الرغم من الإحكام الدقيق في خلق العظام ومفاصلها كما رأينا أعلاه، فإنها ‏ستبقى ساكنة في مواضعها لا تتحرك إلا ‏بقوة تحركها مناسبة لاتجاهات الحركات ‏الممكنة لكل عظم، مثل القبض والبسط أو الضم إلى الجسم، أو ‏الابتعاد عنه، أو ‏التدوير والدوران‎ ‎‏. فلا يمكن أن تكون العضلات المناسبة في أماكن القبض والبسط ‏‏هي عضلات الدوران أو الإبعاد، كما لا يمكن أن تكون وظيفة عضلات القبض في ‏اليد هي المناسبة ‏لوظيفة القبض في الرِّجل، ولا يمكن أن تكون عضلات التدوير ‏للرأس هي المناسبة لتدوير الجذع بأكمله. ‏فكل عضلة قد خلقها الذي أنشأها في ‏المكان الصحيح بالحجم الصحيح لأداء الوظيفة الصحيحة.‏
‏ فانظر ‏إلى الإحكام بين موقع العضلة وتركيبها وحجمها وبين الوظيفة التي تؤديها، ‏وانظر إلى تناسبها مع العظام ‏ومفاصلها لترى آثار صفات الحكيم الذي أحكم الخلق ‏والوظيفة، والعليم الذي علم ما يناسب الحركة ‏من العظام والمفاصل والعضلات، ‏وإرادة المريد الذي قدر وحدد الحركة المطلوبة للإنسان، وقدر ما ‏يناسبها من ‏العظام والمفاصل والعضلات والأعصاب، وهداية الذي هدى العظم وأنشزه في ‏موقعه المحدد ‏المناسب من سائر أجزاء الجسم، وهدى العضلات لتكسو كل عظم بما ‏يناسبه منها ولكل عضلة ما ‏يناسبها من الأوتار التي تربطها وتثبتها بالعظام ، ‏فنرى ذلك الجسم الممشوق المتماسك الذي لا يتناثر مع ‏الحركات. فسبحان الحافظ ‏الحكيم .‏
إن عدد عضلات الجسم يصل إلى سبعمائة عضلة وهي أنواع منها ‏ما هو إرادي ‏يتحكم فيه الشخص بإرادته، فيقبضها ويبسطها متى ما يريد، ويحركها كيف ومتى ‏شاء. ‏
ومنها ما هو غير إرادي يحرك أجهزة الجسم التي لا بد من استمرار عملها في حال ‏النوم واليقظة والشغل ‏والفراغ ، ولم يكلف الإنسان مسئولية عملها وتحريكها ‏ومشقة تشغليها باستمرار.‏
فانظر إلى آثار الرحمة ‏الإلهية واللطف الإلهي بعباده الذي يكلؤهم بالليل والنهار ‏بلطيف تدبيره وبديع خلقه وعظيم رعايته. ‏
‏وتأمل ما يحصل لمن انقطع تنفسه أو توقفت نبضات قلبه في غرف العمليات ‏والإنعاش، وكم من الأجهزة ‏يحتاج إليها لتحافظ على استمرار نبضات قلبه وتنفس ‏رئتيه في ذلك الوقت المحدود لبقائه في غرفة ‏العمليات، أو غرفة الإنعاش.‏
لقد خلق الله العضلات قابلة للانقباض والانبساط وليس ذلك من خصائص ‏العظام، ‏فإذا انقبضت العضلات قصرت المسافة بين طرفيها فتحركت العظام المرتبطة بتلك ‏الأطراف، وإذا ‏انبسطت ارتخت العضلة وأصبح من الممكن أن يعود العظم إلى مكانه ‏الذي تحرك منه بانقباض عضلة ‏أخرى في الاتجاه المعاكس، فكل حركة تحكمها ‏عضلتان أو عدة عضلات، فواحدة تنقبض فتحرك العظام ‏في اتجاه معين بينما ‏الأخرى تنبسط لتسمح لذلك الانقباض.‏
فإذا أراد الإنسان عودة العظام إلى أماكنها ‏حدث العكس، فتنقبض العضلة التي ‏انبسطت وتنبسط العضلة التي انقبضت. ولو شدت العضلات جميعاً ‏لتعطلت حركة ‏الجسم.‏
ولقد جعل الله جهازاً عصبياً مغذياً لألياف تلك العضلات، فتصدر الأوامر من ‏مركز ‏في المخ يدير تلك الحركات، وينسقها وفق برنامج دقيق محكم يمنع التعارض بينها ‏، ومن ذلك ما ‏نشاهده في حركات العين، فإذا اتجهت إحدى العينين إلى جهة ما ‏فلابد أن تتحرك عضلات العين الثانية ‏لتوجه تلك العين إلى نفس الجهة، ولو ‏اتجهت العينان إلى جهتين مختلفتين لتكونت صورتان تشوش كل ‏منهما على ‏الأخرى .‏
فمن علّم مركز الحركة المغروس في وسط خلايا المخ الأوامر الصحيحة التي يجب ‏‏أن تصدر منه إلى كل عضله لتحرك أعضاء الجسم الحركة المتزنة الصحيحة؟!‏
ومن أنشز العظام وكساها ‏باللحم وغذاها بالأعصاب وربطها بمركز الحركة في المخ ‏والإنسان لا يزال جنيناً في بطن أمه لا يعرف ‏شيئا عن الحركات التي سيحتاج إليها ‏في مستقبل أيامه على سطح الأرض؟
إنه الله الحكيم الودود العليم ‏الهادي اللطيف الخبير سبحانه. ‏
تقوم العضلات بإذن الله بتحريك جسم الإنسان والمحافظة على وضعه في ‏كل حال ‏من أحواله عند القيام والجلوس والقعود والحركة أو القفز في الهواء أو الغوص ‏في الماء. هذا ‏والعضلات مخازن الطاقة التي تنطلق منها عند حاجة الجسم إليها، ‏فتنتج 85% من حرارة الجسم بميزان ‏محكم يبقى درجة حرارة الجسم ثابتة عند ‏‏(37ْم) رغم تقلبات حرارة الجو الخارجية . فمن خزن تلك ‏الحرارة لتسد حاجة ‏الجسم؟ ‏
ومن يطلقها إلى الجسم بمقادير محددة تتناسب مع تقلبات حرارة الجو المختلفة ‏في ‏الفصول الأربعة لتكون ثابتة عند الدرجة الصحيحة اللازمة لتفاعلات كيمياء الحياة؟ ‏ومن رتب ذلك؟
إن في الجسم عوامل مثل : إفراز العرق ،تقوم بتخفيض درجة حرارة الجسم إلى 37ْ درجة ‏عندما ترتفع درجة حرارة الجو التي قد‎ ‎تصل إلى أكثر من خمسين درجة، وفي الجسم أيضاً ‏عوامل أخرى، كإحراق الطعام في الجسم،‎ ‎تعمل على رفع درجة حرارة الجسم إلى 37ْ درجة ‏عند انخفاض درجة حرارة الجو في الشتاء والتي قد تصل إلى درجاتٍ تحت الصفر. فمن الذي ‏أقام هذا الميزان المحكم الدائم في‎ ‎عمله في سائر أجسام البشر التي خلقت وسوف تخلق بحيث ‏تبقى درجة الحرارة ثابتة عند‎ 37ْ ‎لا تزيد ولا تنقص رغم تقلبات درجات الحرارة في الجو ‏المحيط بنا؟
لقد أُعد لك الجهاز الذي يضبط درجة الحرارة‎ ‎في الجسم وأنت جنين في بطن أمك، في رحمٍ ‏مكيفة عند درجة سبعة وثلاثين ، في وقت لم‎ ‎تكن بحاجة إليه وأنت جنين في بطن أمك ، وإنما ‏تحتاج إليه بعد خروجك إلى هذه الأرض‎ ‎التي تتغير فيها درجات الحرارة فتكون عندئذ في أمس ‏الحاجة إلى هذا الجهاز المنظم‎ ‎للحرارة والمثبت لها عند درجة 37ْ وهي الدرجة المناسبة لكيمياء ‏الحياة في جسم‎ ‎الإنسان. ألا ترى أن من زودك في بطن أمك بما ستحتاج إليه بعد خروجك ‏عليم بالبيئة‎ ‎التي ستخرج إليها وما يلزم لها من تكوينات في خلقك ؟‎!

‏ومن علم حاجة الأجسام إلى ذلك التكييف الدقيق لحرارتها، فأعد كل ما تحتاج إليه ‏عملية التكييف قبل ‏أن يخرج الإنسان من بطن أمه ؟ ‏
إنها آيات تدل على علم الخالق جل وعلا بمستقبل الأجنة، وقدرته على ‏إيجاد ‏التدابير اللازمة قبل وجود الحاجة إليها .‏
ولنا آية أخرى في الكساء العضلي المرن الذي يحفظ الله به ‏العظام الصلبة التي ‏تقيم الهيكل الآدمي فلا تتكسر العظام عند الاصطدام بالأجسام؛ لأن الكساء العضلي ‏‏يقوم بامتصاص الصدمات وتخفيفها .‏
فسبحان الحافظ الذي أحسن خلق الجسم وأتقن حفظه. ‏
قد ‏يتعرض الجسم لخطر مفاجئ وقد يكون ذلك سبباً في تدميره أو فساد عمله، ‏فجعل الله في العضلات ‏وأعصابها قدرة على الاستجابة السريعة للتخلص من تلك ‏الأخطار الحادثة ، كما يحدث عند ملامسة النار ‏لأي عضو من الجسم ، أو عند ‏انقباض الجفنين للإغماض إذا لامس قرنية العين جسم غريب ، أو كما ‏يحدث لحدقة ‏العين من تضييق إذا تعرضت لضوء شديد ، واتساعٍ إذا كان النور خافتاً ، أو كما ‏يحدث ‏عندما يتعرض الجسم لآلة حادة تجرحه، أو جسمٍ مدببٍ يخترقه، فإن ‏العضلات عندئذٍ تنقبض برد فعل ‏عاكس سريع لا يتيح فرصة لنفوذ ذلك الجسم أو ‏قطع تلك الآلة.‏
فسبحان الخالق الحكيم الذي أتقن الخلق ‏وأبدعه، وأرانا آياته الدالة عليه في الآفاق ‏والأنفس.‏

muslimah
02-12-2006, 06:29 PM
سيتحول هذا الطفل مع مرور الزمن إلى رجل ، أو امرأة كاملة النمو يتحرك ويعمل‏
‏ فمن أين جاء نمو جسمه وقدرته على الحركة؟ ‏
الجواب عند غير المسلمين هو " الطعام هو الذي نمّاه وأمدّ جسمه بالطاقة المحركة". ‏
فهل يقوم الطعام بذلك حقاً من ذات نفسه بتدبير منه وتقدير؟
من الذي أودع في الطعام الفائدة التي يحتاجها الإنسان؟‏
ومن الذي أودع في جسم الإنسان القدرة على الاستفادة من ذلك الطعام؟
أجيبونا يا أتباع نظرية الصدفة أو التطور . كيف حدث ذلك؟‏
أم أنه يقوم بما سبق بتدبير وتقدير من خالق الطعام؟

‏﴿ فَلْيَنْظُرْ الْإِنسَانُ إِلَى طَعَامِهِ ﴾ سورة عبس24‏
لكي ينمو الجسم ويتحرك ويكتسب وقاية من الأمراض فهو بحاجة إلى توفير كميات مستمرة إلى ‏داخل كل خلية في الجسد من المواد الآتية: الزلاليات (البروتينات) ، والأملاح، والمواد النشوية، ‏والدهنية، والفيتامينات والماء كما أن كل خلية بحاجة إلى إخراج دائم لبقايا التفاعلات الكيماوية ‏وفضلاتها وإلا أهلكتها تلك البقايا والفضلات. وهنا تبرز أمامنا ثلاث معضلات كبرى : ‏

‏1 - من أين نحصل على هذه المواد الخاصة التي يمكن لخلايا أجسامنا أن تتغذى عليها؟.‏

‏2 – من أين لنا كميات هائلة من هذه المواد تكفي لغذاء كل خلية من ملايين الملايين الخلايا في جسم ‏الإنسان باستمرار؟ ثم من أين لبني الإنسان جميعاً وكذا سائر الحيوانات غذاء لكل خلية في كل جسد ‏باستمرار؟ إن الحاجة ماسة إلى كميات خيالية تتوفر باستمرار من المواد الغذائية الصالحة لتغذية ‏الخلايا .‏

‏3 – كيف يمكن إمداد كل خلية في جسم الإنسان بهذه المواد سواء كانت تلك الخلية في وسط المخ أو ‏في غلاف الكلية أو في باطن القلب أو في مخ العظام أو في سطح الجلد؟ وكم من الملايين من ‏الأنابيب الرئيسية والفرعية والشعرية التي يجب أن تمد كل خلية في جسم الإنسان؟ هذه مشاكل ‏كبرى نموت بغير تدبير حل لها .... بل ويموت كل كائن حي .‏

أين الحل ومن الذي يصنعه؟ ‏
المشكلة الأولى تتمثل في إيجاد المواد الصالحة لغذاء الخلايا وهذه المواد هي :‏
‏(أ) الأحماض الأمينية "البروتينيات".‏
‏(ب) المواد السكرية "نشويات". ‏
‏(ج) أحماض دهنية وجلسرين "مواد دهنية" .‏
‏(د) فيتامينات.‏
وهذه جميعاً لا توجد مستقلة على وجه الأرض لنذهب إلى مكانها ونأخذ منها حاجتنا.‏
‏(و) الأملاح ، وهذه لا توجد مستقلة وإنما توجد مختلطة بالتربة .‏
‏(ز) أما الماء فهو يوجد مستقلاً في الآبار والينابيع والأنهار والمياه الجوفية
أين نجد هذه المواد الضرورية لحياتنا؟ ‏
إن معظم المواد السابقة توجد في صورة مركبة معقدة في مختلف النباتات أو لحوم الحيوانات، التي ‏تغذت على هذه النباتات ، أو على حيوانات تغذت بالنباتات . فالمصدر الأصلي ـ الخام ـ للمواد ‏السابقة هو هذه النباتات التي تكسو الأرض .‏
ولكن الموجود في النباتات مواد خام، لا تصلح لتغذية خلايا الجسم مباشرة مما يبعث مشكلة جديدة ، ‏وهي :الحاجة إلى أجهزة خاصة ومواد خاصة تقوم بإعداد هذه المواد الخام، وتحويلها إلى مواد ‏صالحة مناسبة لغذاء الخلايا .‏

أما المواد الخاصة التي تقوم بتحويل الطعام (الخام) إلى طعام صالح للجسم فهي:‏
‏( أ ) إنزيمات : الببسين ، الرنين ، التربسين ، الأربسين ، وذلك لتحويل المواد البروتينية إلى ‏أحماض أمينية صالحة لغذاء الخلايا وذلك مثال . وهناك ـ إنزيمات أخرى لتحويل المواد النشوية ‏والدهنية إلى سكر ، وأحماض دهنية وجلسرين.‏
فأين نجد هذه المواد الكيماوية المخصصة بكميات كافية؟ ‏
‏ ما هو الجهاز الذي سيقوم بعملية التحويل هذه؟ ‏
لن نطيل البحث كثيراً عن هذه المواد (الإنزيمات) والجهاز المحول للطعام الخام إلى غذاء مناسب ‏للخلايا لأن الجواب موجود في أنفسنا.‏
إن هذه المواد الكيماوية (الإنزيمات) موجودة في لعابنا، ومعدنا ، وأمعائنا . ولقد خُلقت لنا خلايا ‏خاصة (غدد) ونحن في الأرحام ، لتقوم بإنتاج هذه المواد بالكميات الكافية. ‏
وأما الجهاز المحول فهو (الجهاز الهضمي) الذي توجد فيه هذه الغدد المفرزة للأنزيمات الهاضمة. ‏وهو جهاز محكم دقيق قد أعد لوظيفته في غاية الدقة والإتقان، ونحن لا نزال أجنة في بطون ‏الأمهات، ومن دقائق صنع هذا الجهاز أن معدتك تفرز أنزيمات تذيب اللحم. وبالرغم أن المعدة من ‏اللحم إلا أنها قد غطيت بغشاء مخاطي ، يمنع وصول هذه الإنزيمات إلى لحم المعدة فهل هذه صدفة ‏أم ماذا يا أولي الألباب {كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ }البقرة242‏

muslimah
02-18-2006, 12:06 PM
نتابع مع كيفية نمو الإنسان وحصوله على الطاقة:-

قلنا إن مصدر غذائنا الخام هو النبات ، ومصدر المواد الكيماوية الهاضمة التي تعد الطعام الخام ، ‏وتحوله ليكون صالحاً لخلايانا ـ هو تلك الغدد المفرزة للإنزيمات الموجودة في الجهاز الهضمي، ‏الذي أحكم صنعه ، ونحن لا نزال أجنة نتغذى من دماء أمهاتنا .‏

وعرفنا كيف تحصل الخلايا في أجسادنا على المواد الغذائية المناسبة بأخذ الطعام الخام من النبات، ‏وهضمه بواسطة مواد خاصة في جهازنا الهضمي، وبقيت المشكلة الثانية وهي من أين للنبات ‏كميات الغذاء الهائلة اللازمة لتغذية كل كائن حي؟

هيا لنتفكر في طعامنا ونتأمل كيف أوجد الرزق الرحيم الحل لهذه المشكلة :‏
‏1 – البذور (الأصول النباتية) : نحصل على هذه البذور، والأصول النباتية من نباتات سابقة ، ‏والنباتات السابقة من بذور وأصول سابقة وهكذا حتى نقف وجهاً لوجه مع الأصل الأول لهذه ‏النباتات المتنوعة ، ثم نرى الروعة في إعادة خلقها ، وتكوينها مرة بعد أخرى ، وتوفيرها بكميات ‏هائلة كافية لحاجات كل ما يتغذى على النباتات .‏
قال تعالى : ‏
‏﴿ وَأَنْبَتْنَا فِيهَا مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ تَبْصِرَةً وَذِكْرَى لِكُلِّ عَبْدٍ مُنِيبٍ وَنَزَّلْنَا مِنْ السَّمَاءِ مَاءً مُبَارَكًا فَأَنْبَتْنَا ‏بِهِ جَنَّاتٍ وَحَبَّ الْحَصِيدِ ﴾[ق: 7-9] .‏

‏المواد الخام :‏
‏(أ) التربة: لقد وفرت التربة الصالحة للزراعة بكميات هائلة تكفي لحاجة كل الكائنات الحية.‏
قال تعالى : ‏
‏﴿ أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى الْأَرْضِ كَمْ أَنْبَتْنَا فِيهَا مِنْ كُلِّ زَوْجٍ كَرِيمٍ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ ‏‏﴾[الشعراء: 7، 8] .‏
‏(ب) الماء: ولقد وفر الخالق الماء ـ الذي لا يكون زرع إلا به ـ بكميات تكفي حاجة كل الكائنات ‏الحية ، ويسره لنا فنأخذه من الأنهار الجارية , أو العيون ، أو الآبار، أو المياه الجوفية المخزونة ‏قريباً من سطح الأرض. وأصل هذا الماء تلك الأمطار التي تنزل من السحب على الأرض باستمرار ‏بمعدل: (16 مليون طن في كل ثانية) . ومن رحمة منزل المطر أنها تنزل سيولاً هائلة في شكل ‏نطف صغيرة ، لا تضر زرعاً ، ولا إنساناً ولا حيواناً ، وتلك السحب هي: مياه متحركة تحركها ‏الرياح من فوق البحار إلى القارات حيث توجد البذور والتربة.‏
قال تعالى :‏
‏﴿ أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا نَسُوقُ الْمَاءَ إِلَى الْأَرْضِ الْجُرُزِ فَنُخْرِجُ بِهِ زَرْعًا تَأْكُلُ مِنْهُ أَنْعَامُهُمْ وَأَنفُسُهُمْ أَفَلَا ‏يُبْصِرُونَ ﴾[السجدة: 27] .‏
‏(ج) وبغير الهواء لا تنبت نبتة على وجه الأرض، والهواء الصالح لتكوين الغذاء هو (ثاني أكسيد ‏الكربون) الذي نخرجه من أجسامنا ومن أجسام كل الحيوانات، وبهذا يكون الإنسان والحيوانات ‏مصدراً لمادة من المواد الخام اللازمة لصناعة الطعام، ومن دقائق الخلق والتقدير أن (ثاني أكسيد ‏الكربون) لو بقي في الجو لخنق كل كائن حي ، ولكن النباتات تأخذه باستمرار ، وتخرج لنا ‏‏(أكسجين) عوضاً عن الذي استهلكناه في أجسامنا .‏
‏(د) ومادة الخام الأخيرة هي ضوء الشمس ، الذي يأخذه النبات من الشمس بواسطة المادة الخضراء ‏الموجودة في خلايا النباتات ، والذي يصل إلى وجه الأرض بالقدر الكافي، المناسب للحياة، فلو ‏بعدت عنا الشمس نصف المسافة لتجمد كل نبات وكل حي ، ولو قربت نصف المسافة بيننا وبينها ‏لاحترق كل كائن حي .‏
قال تعالى : ‏
‏﴿ وَسَخَّرَ لَكُمْ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ دَائِبَيْنِ ﴾[إبراهيم: 33].‏
‏(هـ) المصانع الخضراء في النبات: وفي النبات المصنع الوحيد الذي تدخل إليه هذه المواد الخام ‏‏(أملاح التربة، الماء ، الهواء، ضوء الشمس) فيصنع من هذه المواد سكراً يتحول إلى مختلف المواد ‏الغذائية: نشويات ، دهون ، بروتينات، فيتامينات. ذلك بواسطة إنزيمات مركبة خاصة، وتفاعلات ‏كيماوية دقيقة مرتبة ، وهذه المصانع الخضراء عبارة عن نقط خضراء صغيرة تسبح في بعض ‏خلايا النبات وخاصة خلايا الأوراق. وينتج النبات من هذه المصانع الخضراء كميات وفيرة هائلة ‏تكفي لتصنيع المواد الخام السابقة إلى أغذية مناسبة صالحة كافية لغذاء كل الكائنات الحية .‏
قال تعالى : ‏
‏﴿ وَهُوَ الَّذِي أَنزَلَ مِنْ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ نَبَاتَ كُلِّ شَيْءٍ فَأَخْرَجْنَا مِنْهُ خَضِرًا نُخْرِجُ مِنْهُ حَبًّا ‏مُتَرَاكِبًا وَمِنْ النَّخْلِ مِنْ طَلْعِهَا قِنْوَانٌ دَانِيَةٌ وَجَنَّاتٍ مِنْ أَعْنَابٍ وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمَّانَ مُشْتَبِهًا وَغَيْرَ مُتَشَابِهٍ ‏انظُرُوا إِلَى ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَيَنْعِهِ إِنَّ فِي ذَلِكُمْ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ ﴾[الأنعام:99] .‏


توصيل المواد الخام إلى المصنع :‏
إذا عرفنا أن مصانع الغذاء في النبات تتركز في الأوراق والأجزاء الخضراء منه، فإن علينا أن ‏نعرف الآن أن هذه المصانع بحاجة إلى مواد الخام. كما أنها بحاجة إلى وضع تصميم ، وترتيب ، ‏وتنظيم يتم به وصول هذه المواد الخام إلى المصانع الخضراء (البلاستيدات الخضراء) فكيف حل ‏الخالق هذه المشكلة ؟ ‏
‏1 – الماء : قد عرفنا كيف يصل الماء إلى التربة التي تتشربه .‏
‏2 – الأملاك : تذوب الأملاح الموجودة في التربة مكونة محلولاً مائياً في الماء والأملاح، وتقوم ‏الماصات الجذرية الموجودة في البذور النباتية ، بامتصاص الماء والأملاح الذائبة فيه بقوة أودعها ‏الله فيها وتسمى بقوة (الضغط الأسموزي) ، ثم تقوم هذه الماصات الجذرية (الشعيرات الجذرية) ‏بتوصيل الماء والأملاح الذائبة إلى أنابيب خاصة موجودة في الجذور قد أعدت لاستقبال الماء ‏والأملاح، ورفعه إلى شتى أجزاء النبات، حيث يصل في فروع صغيرة إلى المصانع الخضراء ‏الصغيرة .‏
‏ 3 – الهواء : ويدخل الهواء إلى المصانع النباتية بواسطة ثغور صغيرة قد أعدت بإحكام ، وتنتشر ‏في الطبقة السطحية للأوراق، وقد خلق الخالق سبحانه خليتين حارستين أو أكثر تقوم هذه الخلايا ‏بدور البواب الذي يفتح ويقفل بنظام ، وبحسب الحاجة .‏
‏4 – الضوء : أما الضوء فيصل رأساً إلى المصانع الخضراء المنتشرة في أجزاء النبات فوق سطح ‏الأرض ، وقد كان تصميم وضع النبات متناسباً مع هذا الطلب منذ أن خرج ذلك الجزء النباتي من ‏البذرة المنبتة الذي شق الأرض وترابها إلى أعلى ، لا إلى أسفل كما يفعل الجزء الثاني الذي سيكون ‏الجذر ، ويحمل معه أصول الأجزاء النباتية العليا من ساق ، وأغصان ، وأوراق ، وأزهار ، وثمار، ‏ولا يخطئ حامل الأوراق هذا في اتجاهه ، كما لا يخطئ الجزء الذي سيكون الجذر حتى لو وضعت ‏البذرة مقلوبة ، فإن حامل المصانع الخضراء يعرف طريقه دائماً إلى أعلى ، حيث يوجد ضوء ‏الشمس.‏

الصناعة والتخزين :‏
‏ بعد أن وصلت المواد الخام إلى المصانع ، لم تجد أمامها مصنعاً ، أو مصنعين بل استقبلتها ملايين ‏الملايين من المصانع التي تقوم بأخطر إنتاج في العالم وأعظمه ، إنه الإنتاج الوحيد ، من المصانع ‏الوحيدة، القادرة على إنتاج البروتينات ، والدهنيات ، والنشويات ، والفيتامينات ، والأملاح من ماء ‏‏+ أملاح + ثاني أكسيد الكربون (هواء) + ضوء الشمس .‏
‏ ومن بديع صنع هذه المصانع أنها تقوم بعملها دون ضجيج أو إزعاج، وتقوم هذه المصانع بعملها ‏في عمليات كيماوية طويلة متلاحقة ، وفي سلسلة متتابعة في الخطوات حتى يكون الناتج هي تلك ‏الثمار اللذيذة الشهية التي ليست إلا مخازن ، خزن فيها الغذاء وأحكم حفظه فيها .‏
فجئنا نحن نجني هذه الثمار ، ونفتح هذه المخازن وتتغذى عليها ، كما يتغذى كل حي على ما يعده ‏الله في النبات من غذاء .‏

السؤال الذي يطرح نفسه: كيف حدث كل هذا يا أصحاب العقول المظلمة ؟ أهي الصدفة أم التطور ؟


المعضلة الثالثة :‏
عرفنا كيف حلت المعضلتان السابقتان : معضلة إعداد المواد المخصوصة لغذاء الخلايا
‏ومعضلة توفير هذه المواد باستمرار وبكميات هائلة
وبقيت المعضلة الثالثة وهي : كيف يمكن إيصال ‏هذه المواد إلى كل خلية في جسم الإنسان ، سواء في وسط المخ أو في قشرة الكلية ، أو في سطح ‏الجلد؟ إذ إنه لا معنى لتوفير المواد المطلوبة دون توصيلها إلى المكان المطلوب .‏
ويجب أن يعرف كل عاقل أن رازقه المقيت الرحيم قد أعد أجهزة كاملة تتعاون لحل هذه المعضلة .‏

أولاً : الجهاز الهضمي :‏
فالجهاز الهضمي الذي يبدأ بالفم الذي بغيره ما دخل طعام قط إلى الجوف والذي فيه يقطع الطعام ‏‏(الخام) إلى قطع صغيرة بواسطة الأسنان التي تحركها عضلات المضغ ثم يطحن الطعام لكي يسهل ‏هضمه ، كما أن هضماً جزئياً يبدأ بواسطة اللعاب الذي تفرزه غدد خاصة موجودة في الفم، والذي ‏يساعد بلزوجته على انزلاق اللقمة ، في المريء إلى المعدة ويقوم اللسان بعملية تقليب الطعام في ‏الفم ليتم خلطه باللعاب ثم قذف اللقمة إلى البلعوم.‏
ثم ترمي اللقمة إلى الحنجرة حيث يفتح لها لسان المزمار (اللهاة أو شرطي المرور) باب المريء ‏ويسد عليها باب القضية الهوائية ، وتنزلق اللقمة إلى المعدة بواسطة حركات دودية في المريء كما ‏يساعدها على الانزلاق ما يفرزه المريء من إفرازات مخاطية . وفي المعدة تستمر عملية الهضم، ‏حيث يتحول الطعام إلى سائل يسمى (سائل الكيموس) الذي تفتح له فتحة البواب في المعدة ويتجه إلى ‏الاثنى عشر حيث تستمر عملية الهضم التي هي تحويل المادة الخام من الطعام إلى مادة مناسبة ‏صالحة لتغذية خلايا الجسم ، ثم منها إلى الأمعاء الدقيقة ، حيث تستكمل عمليات الهضم النهائية ‏فتصبح المواد الزلالية أحماضاً أمينية ، والمواد النشوية سكراً ، والمواد الدهنية أحماضاً دهنية ‏وجلسرين. ويصبح الطعام بهذه الصورة صالحاً لأن يمتص بواسطة (الخملات) الموجود في الأمعاء ‏ليجري مع تيار الدم.‏

ثانياً : الجهاز الدوري :‏
إن دوريات هائلة ، مستمرة في الدماء ، تقوم بالدوران على كل جزء، وكل نقطة في الجسم، فتأخذ ‏من كل نقطة ومن كل جهاز ما هو مكلف بإعداده. وتقوم هذه الدوريات بإيصاله إلى المكان الخاص ‏الذي أعدله في الجسم. ولذلك فهذه الدوريات تمر على الأمعاء الدقيقة، كما تمر على المعدة والمريء ‏والفم . ولكنها لا تأخذ الطعام إلا من الأمعاء الدقيقة حيث تمت عمليات الهضم، أو بعبارة أخرى : إن ‏الطعام بعد تمام هضمه قد جرى في تيار الدم بواسطة أجهزة خاصة (الخملات) قد أعدت في المكان ‏المناسب الذي تمت فيه كل التفاعلات والتحولات .‏
ولهذا الجهاز الدوري محطة ضخ مركزية ، هي : القلب الذي يقوم بإرسال هذه الدماء المتدفقة ‏باستمرار . ويمكنك أن تضع يدك الآن على قلبك لتحس عمله الجاد في إرسال هذه الدماء الدائرة إلى ‏استقبالها مرة ثانية وذلك في أضخم شكة مواصلات على الأرض .‏

ثالثاً : الجهاز اللمفاوي:‏
إن المواد الغذائية التي انتقلت من الأمعاء إلى الدم وأرسلها القلب مع تيار الدم إلى كل نقطة في ‏الجسم في حبس داخل الشعيرات الدموية ، وحقاً لقد قطعت هذه المواد الغذائية رحلة طويلة من ‏المصانع الخضراء في النبات إلى أن وصلت الآن إلى قرب الخلية، ولكن ليس إلى داخلها لأن جدار ‏الشعيرة الدموية يمنع انتقالها من الشعيرة إلى الخلية ، فخلق الرزاق المقيت حلاً لهذه المشكلة بخلق ‏جهاز لمفاوي ونحن لا نزال أجنة في بطون الأمهات، ويقوم هذا الجهاز بإعداد سائل اللمف بعملية ‏الوساطة بين الشعيرة الدموية والخلية فيترشح الطعام من الشعيرة الدموية إلى السائل الذي يربط بين ‏الشعيرة الدموية والخلية (سائل اللمف) ويقوم هذا السائل بدوره بإيصال هذه المواد الغذائية إلى ‏الخلية ، وأخذ الفضلات ، والمواد المتبقية من الخلية وتسليمها للشعيرة الدموية التي تقوم بنقلها إلى ‏أجهزة الإخراج العدة لهذا الغرض .‏

لهذا كان ذلك الإعداد . ‏
وكل ما سبق ذكره ابتداء من حركات السحب بالماء، وسطوع الشمس بالضوء، وامتصاص الجذور ‏للماء والأملاح ودخول الهواء من ثغور الأوراق وعملية التصنيع في المصانع الخضراء، وانتهائه ‏بدخول (الأحماض الأمينية والسكر والأحماض الدهنية والجليسرين والأملاح الذائبة والفيتامينات) ‏من سائل اللمف إلى الخلية ، كل ذلك ليس إلا توصيلاً للمادة الخام إلى مكان التصنيع الجديد. حيث ‏تحول تلك المواد الغذائية إما إلى عظام أو لحم أو دم أو مخاط أو شمع في الأذن أو مني يمنى أو ‏شعر أو أظافر أو إنزيمات هاضمة وأو هرمونات ، أو أي نوع آخر مما يحتوي عليه جسم الإنسان. ‏

رابعاً : الجهاز الإخراجي:‏
إن عملية التصنيع السابقة التي تتم في الجسم أو في داخل الخلايا يتخلف عنها فضلات وبقايا. وما لم ‏تطرح هذه الفضلات والبقايا يتعرض الإنسان للهلاك. فخلق الرزاق الرحيم جهازاً خاصاً يقوم بعملية ‏إخراج لهذه المواد المتبقية التي لا فائدة من بقائها . وتبدأ عملية الإخراج عن طريق المعي الغليظ ‏الذي يحمل بقايا الطعام الذي لم يذب في الإنزيمات الهاضمة ويخرجه غائطاً من فتحة الشرج، وتقوم ‏الرئتان بإخراج ثاني أكسيد الكربون وبخار الماء المتولد في عمليات التصنيع والبناء داخل الخلايا. ‏وأما الغدد العرقية الموجودة على الجلد فمنها يخرج (الملح والبولينا والماء) كما أن هناك كليتين وما ‏يتصل بهما من حالب ومثانة ومجرى بول وعن طريقها ترشح (البولينا وحامض البوليك والماء) من ‏الدماء وتخرج إلى الخارج بواسطة مجرى البول .‏

خامساً : الجهاز الهضمي :‏
وهناك جهاز عصبي في جسم الإنسان يقوم بالإشراف على سير وتنظيم كل عملية من العمليات ‏السابقة وكل عملية أخرى من عمليات الجسم .‏
‏ ‏
تفكروا يا أولي الألباب :-‏
‏ ‏
‏* من أوجد المواد الخام بكميات وافرة تكفي لحاجة كل كائن حي؟ من قدر كميات هذه المواد بما ‏يناسب حياة من عليها؟ من خلق هذه المواد الخام: (البذور، الماء، التربة الصالحة للزراعة، ضوء ‏الشمس، ثاني أكسيد الكربون، المصانع الخضراء)؟ ومن وفرها؟ وما الذي كان يحدث لو كونت ‏الأرض مع نقس مادة من المواد السابقة؟

‏﴿وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِنْ فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاءً ‏لِلسَّائِلِينَ﴾[فصلت:10].‏
إنه لو زاد سمك الطبقة العليا من الأرض بضعة كليو مترات لاستهلك الأكسجين الموجود الآن كله ‏في تكوين الزيادة في قشرة الأرض، وإذاً لما وجد نبات أو حيوان أو ثاني أكسيد الكربون. كما أن ‏الأكسجين يكون 8و88% من وزن الإنسان في العالم ، والباقي أيدروجين ، فلو أن كمية الأيدروجين ‏زادت الضعف عند انفصال الأرض لما وجد إذن أكسجين، ولكان الماء غامراً الآن كل نقطة في ‏الأرض . ولو يطول اليوم قدر ما هو عليه عشر مرات لأحرقت الشمس كل نبات على وجه ‏الأرض، فمن قدر الليل والنهار على الأرض ليناسب حياة من عليها؟!! مع العلم أن بعض الكواكب ‏نهارها أطول من نهارنا عشرات المرات ، وبعضها قد أصبح جزء منها نهاراً دائماً ، والجزء الآخر ‏ليلاً دائماً . ‏
‏﴿ قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ اللَّيْلَ سَرْمَدًا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِضِيَاءٍ أَفَلَا ‏تَسْمَعُونَ قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ النَّهَارَ سَرْمَدًا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِلَيْلٍ ‏تَسْكُنُونَ فِيهِ أَفَلَا تُبْصِرُونَ ﴾[القصص: 71، 72] .‏
ومن ينظم حركة الأرض مع الشمس بحيث استمرت المحافظة على أصول الأشعة الضوئية بالقدر ‏المناسب للنبات ، وما على الأرض من أحياء ، فلو تبعد عنا الشمس نصف المسافة بيننا وبينها لتجمد ‏كل كائن حي ولو تقرب نصف المسافة لاحترق كل حي؟!.‏

‏*ومن يتقن صناعة النبات بحيث يتمكن من استقبال المواد الخام في يسر وسهولة؟ ومن يوصل إليه ‏هذه المواد الخام كما يحدث بالنسبة لنقل الماء إلى البخار ، وتصعيده ، وتكثيفه، وسوقه، وإنزاله، ‏وحفظه، وإيصاله إلى حيث توجد الماصات الجذرية للنبات؟ ‏

‏*من سخر النبات وأمره أن يصنع المواد الوحيدة المعدومة التي تصلح لغذاء الحيوان والإنسان ‏‏(بروتينات، نشويات ، دهون ، فيتامينات، أملاح) .‏
قال تعالى :‏
‏﴿أَمَّنْ هَذَا الَّذِي يَرْزُقُكُمْ إِنْ أَمْسَكَ رِزْقَهُ بَلْ لَجُّوا فِي عُتُوٍّ وَنُفُورٍ﴾[الملك:21] .‏

‏*من أنشأ الملايين الملايين من تلك المصانع الخضراء الصغيرة التي تكسو وجه الأرض بلونها ‏الأخضر الجميل؟
‏ ومن يخلق هذه المصانع الفريدة في كل يوم مع كل نبات ينبت وكل ورقة تتكون؟‏
‏ ومن منح ذلك المصنع الصغير تلك القدرة العجيبة على تحويل (أملاح التربة، والماء، وثاني أكسيد ‏الكربون ، وضوء الشمس) إلى سكر ثم تحويله إلى المواد المطلوبة لغذاء الإنسان والحيوان؟ ‏
ومن أخرج تلك المواد المصنوعة إلى تلك المخازن الغذائية (اللذيذة ليسهل على الإنسان الحصول ‏على أكبر كمية من الغذاء في أصغر حيز؟

أفلا تتفكرون؟؟؟

muslimah
02-22-2006, 09:43 AM
والآن وبعد أن راينا أن الملحد قد خلقه الله في بطن أمه كامل الأعضاء يحق لنا أن نسأله عن تفسيره لنظرية التطور أو نظرية الصدفة؟

فهل كان جزءاً من إنسان فتطور إلى أن أصبح إنساناً كاملاً ؟ أفتونا مشكورين!

أم أنه كان مشروع إنسان وبالصدفة أصبح إنساناً كاملاً؟ إشرحوا لنا مشكورين كيف تم ذلك!


{أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَن يَهْدِيهِ مِن بَعْدِ اللَّهِ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ }الجاثية23

هل فكرت أيها الإنسان في الوسيلة الصوتية التي تتواصل من خلالها مع من حولك؟
من أودعها فيك؟
لماذا يستطيع كافة البشر فهم معنى بعض الأصوات الصادرة عن أشخاص آخرين من أمم أخرى ‏كالضحك والبكاء والعبوس بينما تُبهم عليهم معاني أصوات أخرى يقوم بها نفس الأشخاص كاللغات ‏التي يتحدثون بها ؟
وهل فكرت في الطريقة التي تمكن الناس من التخاطب بلغات مختلفة؟
كيف تنتج تلك الأصوات التي تترجمها كل أمة كما تريد؟ ‏
استمع إلى أشخاص يتكلمون لغات لا تفهمها وفكر فيمن أمكنهم من ذلك؟

{وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّلْعَالِمِينَ }الروم22

ثم أما فكرت فيما لديك من وسائل للتعلم والتعليم؟ ‏
من أين أتت؟ ‏
أهي صدفة أم تطور أم من تدبير حكيم خبير؟

‏{وَهُوَ الَّذِي أَنشَأَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ قَلِيلاً مَّا تَشْكُرُونَ }المؤمنون78‏

لقد منّ الله عليك بحواس متعددة الوظائف تجعلك مميزاً عن سائر مخلوقاته فهل شكرته عليها؟
هل قارنتَ نفسك بشخص فقد تلك الحواس أو بعضاً منها؟
وإذا فقدتَ بعضاً منها هل تستطيع استرجاعها؟

والآن تفََكر في الأعضاء التي تدرك بها حواسك الخمس :-‏
‏1 – اللسان : وهي آلة خلقها الله سبحانه لتمييز طعم المواد المختلفة، وإن أصيب الإنسان ببعض ‏الأمراض فقد يشعر بطعم بعض الأشياء على حقيقتها ويتغير طعم البعض الآخر . وحدود عمل ‏اللسان ضيقة جداً فتمييزه للطعم محصور في نطاق ما لامس اللسان . بشرط أن يذوب في اللعاب . ‏وأي علم يأتينا من اللسان فهو علم نقبله مع بعض التحفظات ولكن العلوم التي نكتسبها بواسطة اللسان ‏محدودة جداً جداً ، وأثرها لا يكاد يذكر في بناء العلوم الإنسانية . ‏

‏2 – الأنف : وهو جهاز نعرف به روائح المواد ذات الرائحة ويبطل عمله إذا أصيب الإنسان بمرض ‏الزكام . وحدود عمله ضيقة جداً إذ أن قدرته على الشم لا تتجاوز بضعة أمتار ويختص بالمواد ذات ‏الروائح ، وما جاءنا من علم بواسطته نأخذه مع بعض التحفظات . والعلوم التي نكتسبها بواسطته ‏محدودة جداً جداً وأثرها لا يكاد يذكر في بناء العلوم الإنسانية .‏
‏ ‏
‏3 – الجلد : وهو آلة حسن لما يقع على الجسم من أشياء يقدر على الإحساس بها فيميز بين الناعم ‏منها والخشن ، والثقيل والخفيف ، والحاد وغير الحاد ، والحار والبارد ، وهو لا يدرك من الأشياء ‏إلا ما كان له ثقل معلوم فهو لا يحس بالجراثيم أو الكائنات الدقيقة ، أو الضوء أو الأمواج الإشعاعية ‏كأمواج الراديو واللاسلكي ، وقد يخدر فلا يحس شيئاً ، وحدود عمله ضيقة جداً يحد بحدود الجسم ، ‏وليس له اثر يذكر في بناء العلوم الإنسانية ، فالطالب كل علومه في المدرسة بغير طريق اللمس أو ‏الشم أو الطعم إلا نادراً في بعض التجارب العملية ومعلومات الجلد نقلبها إجمالاً. ‏

‏4 – العين : هي نعمة كبرى بها نرى الأشياء المختلفة تقدر أحجامها وأبعادها وألوانها وأشكالها وقد ‏تسحر العين أو تخدع كأن ترى الشمس كفرص الخبز وهي كالأرض : (1.350.000)مرة، أو ترى ‏العصا في حوض الماء مكسورة عند سطح الانفصال ، أو ترى المنازل من الطائرة كعلب السجائر، ‏ومجال عملها الواضح محدود بعدد من الأمتار ، لكنه يمتد بصفة مجملة إلى غير حقيقة ، وكل ما ‏يأتينا منها لا نقبله بالتسليم المطلق ، فقد يرينا الساحر التراب ذهباً . ‏
‏ ولكنها آلة هامة جداً في بناء العلوم الإنسانية، ومعظم الأشياء المطعومة ، والمشمومة والملموسة، ‏تقع تحت رؤية العين. ‏

‏5 – الأذن : وهي نعمة كبرى في مجال العلم البشري ، فبها يستفيد الإنسان من علوم غيره، وكأن ‏الأربع الحواس السابقة للناس جميعاً قد أصبحت مسخرة للإنسان ، وذلك بواسطة نقل نتائج عملها ‏إليه عن طريق السماع بواسطة أذنه ، ومجال عمل الأذن واسع جداً، حدوده هي حدود مشاهدة ‏الجنس البشري بأكمله ، وتمتد حدود عمل الأذن إلى ما شاهده المرسلون ، وإلى ما أطلعهم عليه ربهم ‏من غيوب تعلمناها من علم الله المحيط بكل شيء علماً . ولكن الأذن أيضاً تخدع ، إذ أن ما تسمعه ‏من أخبار ومعلومات كثير جداً، ومنه الحق ، ومنه الباطل ، وبهذه الآلة يتعلم طلاب العلم أكثر من ‏‏90% من علومهم، كما أن أكثر من 90% من العلوم الإنسانية قد قامت عليها . ونحن لا نأخذ ما ‏جاءنا من علوم بواسطة الأذن بدون تحر أو تدقيق في المصدر الذي يحدثنا بعلم أو خبر ، كل هذا إلى ‏جانب أن الأذن تسمع ـ إلى جانب أصوات اللغة ـ أصوات ما له صوت مما حوله إلى مسافات قريبة، ‏كأصوات الحيوانات وتحرك بعض الجماعات وغيرها.

{وَهُوَ الَّذِي أَنشَأَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ قَلِيلاً مَّا تَشْكُرُونَ }المؤمنون78


قوة التصور : ‏
إن في الإنسان مقدرة على تصور ما يسمع أو ما يفكر فيه تعينه على فهم ما يسمع أو ما يفكر فيه ، ‏وهي نعمة كبرى تمكن الإنسان من التخطيط لحياته ، ووضع الترتيبات لما يريد عمله . كما أ،ها ‏سلاح المخترعين والمهندسين ، فهم يتصورون ما يريدون في عالم الخيال والتصور، ويحولونه إلى ‏عالم الأشكال الهندسية ، ثم إلى عالم الواقع. لكن هناك فرق كبير بين الحقيقة، وما يتصوره الناس من ‏حيث التفاصيل والدقائق . ‏
والمادة الأولى لقوة التصور ، هي المعلومات التي تأتي من الحواس الخمس ، الإنسان يركب، ويحلل ‏ما جاءه من الحواس الخمس في صورة جديدة مبتكرة، ولا يستطيع الإنسان تصور شيء لم تأته ‏أصوله عن طريق الحواس الخمس ، فما سمعنا أحد من الأولين يتحدث عن الأشعة الذرية، أو عن ‏أمواج اللاسلكي أو أمواج الراديو ، كما نشاهد أن تصور كل إنسان مرتبط ببيئته ‏
إن قوة التصور هي مصدر الخيال الواسع في حياة الإنسان ، ولا يمكن تصديق ما تأتي به قوة ‏التصور إلا بعد فحصه جيداً أمام العقل، ومعظم الأوهام الباطلة التي تتحكم في حياة الناس تنبع من ‏تصورات خاطئة . أما مجال عمل قوة التصور فهو مجال واسع جداً ، يشمل جميع مجالات الحواس ‏الخمس. ‏

من القاضي الذي يفصل؟ ‏
إذا فكرت في الوسائل السابقة، وجدت أن جميعها عرضة للوقوع في الخطأ، فكيف نميز الحق من ‏الباطل؟
لقد جعل الله لنا عقلاً يميز الحق من الباطل، فهو إذن القاضي الذي تعرض عليه كل المعلومات ‏القادمة من خطأ لا من ذاته ولكن بسبب تغرير به أثناء عرض المعلومات ، كأن تقدم له معلومات ‏ناقصة أو مشوهة، فتأتي أحكامه ناقصة مغلوطة ، مشوهة ، ولكن ذلك لا يرجع إليه وإنما يرجع إلى ‏مؤثرات خارجية، ولكن العقل مع ذلك هو الأساس الذي يقوم عليه العلم الحق.‏
وللعقل في كتاب الله أهمية عظيمة بل هو الأساس الذي يقوم عليه سبب تكليفنا وعليه يعتمد مصيرنا يوم نلقى ربنا وخالقنا ورازقنا فيا أصحاب العقول المظلمة :


{أُفٍّ لَّكُمْ وَلِمَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ أَفَلَا تَعْقِلُونَ }الأنبياء67
{كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ }البقرة242
{وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَلَلدَّارُ الآخِرَةُ خَيْرٌ لِّلَّذِينَ يَتَّقُونَ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ }الأنعام32
{لَقَدْ أَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ كِتَاباً فِيهِ ذِكْرُكُمْ أَفَلَا تَعْقِلُونَ }الأنبياء10
{وَهُوَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ وَلَهُ اخْتِلَافُ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ أَفَلَا تَعْقِلُونَ }المؤمنون80
{هُوَ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن تُرَابٍ ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ يُخْرِجُكُمْ طِفْلاً ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ ثُمَّ لِتَكُونُوا شُيُوخاً وَمِنكُم مَّن يُتَوَفَّى مِن قَبْلُ وَلِتَبْلُغُوا أَجَلاً مُّسَمًّى وَلَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ }غافر67

muslimah
02-27-2006, 01:43 PM
الآن أيها الإنسان وقد عرفتَ أن هناك هدفاً لوجود كل عضو في جسمك كما وضحنا ‏أعلاه ‏
ولو سألناك عن هدفك من فعل أي شيء لوجدنا عندك إجابة ‏
بل ولو سألناك عن الهدف من وجود ‏حذائك لوجدنا عندك جواباً ‏
فماذا لو سألناك عن الهدف من وجودك أنت ؟
هل حذاؤك أهم منك ..فيكون لوجوده هدفاً بينما ‏وجودك لا هدف له؟؟؟!!!‏

على كل إنسان يتوهم أن ربه خلقه عبثاً أن يجرب طمس عينيه ليرى هل خلق الله له ‏العينين ‏عبثاً؟
أو يحاول سد أذنيه ليعرف "العبث" من وجودهما‏
أو يقطع أصابعه ليرى "العبث" الذي خلقت ‏الأصابع من أجله
أو يقطع عرقاً صغيراً في أي جزء من جسمه ليرى الآلام الشديدة تصرخ في وجهه " ‏أيها الجاهل لقد أفسدت عمل هذا العرق وعبثت بالحكمة التي خلق من أجلها"‏

لكي تفهم أهمية معرفة الحكمة من وجودك ما هو رأيك في الشخص الذي لا يعرف ‏الحكمة من ‏عينه؟
وما رأيك في الشخص الأكثر جهلاً منه الذي لا يعرف الحكمة من عينه وأنفه وأذنه؟‏
وما رأيك في الشخص الأكثر جهلاً منهما وهو الذي لا يعرف الحكمة من عينه ولا أنفه ولا أذنه ‏ولا فمه ولا ‏رأسه ولا يده؟ ‏
فهل علمت الآن من هو الجاهلي الأكبر؟
إنه ذلك الشخص الذي لا يعرف الحكمة من وجوده على هذه الأرض!!!‏

إن من قال إن الإنسان قد خلق للدنيا فقد أخطأ ، فمعلوم أن الدنيا تزول إمّا بموت ‏الناس، أو بزوالها يوم ‏القيامة. ومن هنا لا معنى لوجود الإنسان لمدة محدودة من ‏الزمن حتى لو بلغت مليارات السنوات، لأن ‏النهاية تجعل البداية غير ذات معنى
ومن هنا نجد أن الخلود فقط هو الذي يعطي البداية معنى، ومعلوم ‏أن الآخرة هي دار ‏الخلود إذن فقط الآخرة هي التي تعطي الدنيا معنى.‏ قال تعالى :﴿أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ ‏عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ(115)فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ لَا إِلَهَ إِلَّا ‏هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ ‏الْكَرِيمِ﴾[المؤمنون] ‏


يقول سبحانه تعالى : ﴿وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ[الذاريات 56] . ‏
إذن عبادة الله هي الهدف من وجودنا ‏
ولقد شاء الله أن تكون الصورة التي نعبده عليها ، وتتحقق بها طاعاتنا له أن نكون ‏خلفاء له في ‏أرضه نستخلفها وفق مشيئته ونعمرها وفق إرادته، ونعمل فيها ما ‏يدعونا إلى عمله، ونترك كل ما ‏ينهانا عن فعله لقوله سبحانه وتعالى ﴿إِنِّي جَاعِلٌ فِي ‏الْأَرْضِ خَلِيفَةً﴾[من سورة البقرة: 30] . ‏
وبهذا الاستخلاف اختبار لطاعتنا له فيما استخلفنا عليه ، وتمييز المؤمنين الطائعين ‏من العصاة ‏الكافرين ، وتنتهي المدة المحددة للاستخلاف وقد كسب الإنسان لنفسه ‏الخير ورضا خالقه، أو الشر ‏وغضب سيده ومالكه . ‏

نحن بهذا نخاطب من يستخدمون عقولهم بشكل سليم
وليس الماديين فلا يلزمهم هذا لأن ‏الحياة عندهم صُدفة
وبالتالي لا يوجد شيء له معنى والحكمة عندهم منتفية من الوجود كله ولا أدري بل ‏لا يدرون لماذا ‏يعيشون !!‏

muslimah
03-04-2006, 03:11 PM
يسأل البعض : هل يحتاج الله لعبادتنا إياه؟
الجواب بالطبع بالنفي
فالله جل في علاه لا يحتاج لشيء أو لأحد وقد قال سبحانه وتعالى في كتابه الكريم {إِن ‏تَكْفُرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنكُمْ وَلَا يَرْضَى لِعِبَادِهِ الْكُفْرَ وَإِن تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْ وَلَا تَزِرُ ‏وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى ثُمَّ إِلَى رَبِّكُم مَّرْجِعُكُمْ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ ‏‏}الزمر7‏
‏{وَأَقِيمُواْ الصَّلاَةَ وَآتُواْ الزَّكَاةَ وَمَا تُقَدِّمُواْ لأَنفُسِكُم مِّنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِندَ اللّهِ إِنَّ اللّهَ بِمَا ‏تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ }البقرة110‏
‏{إِنْ أَحْسَنتُمْ أَحْسَنتُمْ لِأَنفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا فَإِذَا جَاء وَعْدُ الآخِرَةِ لِيَسُوؤُواْ وُجُوهَكُمْ ‏وَلِيَدْخُلُواْ الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُواْ مَا عَلَوْاْ تَتْبِيراً }الإسراء7‏
ويقول في الحديث القدسي " يا عبادي لو أن‎ ‎أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على‎ ‎أفجر قلب‎ ‎رجل واحد منكم ما نقص ذلك من ملكي شيئا ، ولو كانوا على أتقى قلب رجل ‏واحد منكم ما‎ ‎زاد ذلك في ملكي شيئا ، ولو قاموا في صعيد واحد فسألوني فأعطيت كل ‏واحد مسألته ما‎ ‎نقص ذلك مما عندي شيئا‎
الراوي‎: - - ‎خلاصة الدرجة‎: ‎صحيح‎ - ‎المحدث‎: ‎ابن‎ ‎تيمية‎ - ‎المصدر‎: ‎مجموع ‏الفتاوى‎ - ‎الصفحة أو الرقم‎: 1/37 ‎
لا توجد دولة إلا وتضع القانون الذي ينظم علاقة الناس بعضهم ببعض، وتقوم السلطة ‏التنفيذية بحماية هذا القانون، وتصبح طاعة الدولة من الواجبات التي لا يسمح لأحد ‏أن يفرّط فيها، أما الشّريعة الإسلامية فلم تقتصر على تنظيم علاقة الناس بعضهم ‏ببعض، بل تعدّت ذلك إلى تنظيم علاقة الإنسان بالوجود، ثم هي تعمل على تربية ‏الإنسان والارتقاء به.‏
ومن أجل تحقيق التفاعل والالتزام من قبل الناس، جعل الالتزام بهذه الشّريعة عبادة ‏يثاب عليها المؤمن، وجعل المفرّط بها عاصياً مستحقاً للعقوبة.‏
وإذا كان للقانون سلطة إلزام دنيوية، فإن للشريعة سلطة إلزام دنيوية وأخرى أخروية.‏
وهذا يعني أنّ الله تعالى قد تعبدنا بمصلحتنا فنحن الذين بحاجة إلى تنظيم ورعاية، ‏وهداية، وتربية، وتنمية.‏
فكان من نعمة الله ورحمته بالناس أن جعل تحقق مصالحهم عبادة له نسبها إلى نفسه ‏لتحقق الدوافع لدى الناس بالتزام مصالحهم وعدم التفريط بها.‏
ومن هنا لا يصح سؤال بعض الناس عندما يقولون: " وهل يحتاج الله لعبادتنا ؟ "‏
فالجواب: بل نحن الذين بحاجة إلى عبادته، لأن عبادته هي التي تحقق مصالحنا، فمن ‏الذي يستفيد عندما تشرّع الزكاة ؟ ‏
أمّا الصلاة فمردودها على الفرد والجماعة واضح وملموس، والله تعالى يقول " وَأَقِمِ ‏الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ" من الذي يتضرر إذا انتشرت الفحشاء ‏والمنكر ؟ ‏
ويقول جل وعلا " {قُلْ تَعَالَوْاْ أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلاَّ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ ‏إِحْسَاناً وَلاَ تَقْتُلُواْ أَوْلاَدَكُم مِّنْ إمْلاَقٍ نَّحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ وَلاَ تَقْرَبُواْ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ ‏مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَلاَ تَقْتُلُواْ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللّهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ ‏‏}الأنعام151‏
فمن المنتفع من وراء بر الوالدين....والحفاظ على الأرواح...واجتناب الفواحش.....وغير ذلك في كتاب الله كثير من واجبات يعود مردودها على الناس وفي الوقت نفسه ‏يكافىء الله فاعلها مكافأة عظيمة ‏
فما الفائدة التي تعود على الله من جراء ذلك بزعمكم ؟؟؟
يمكن أن يقودنا هذا القول إلى أن العبادة وسيلة لإصلاح الدنيا، وصلاح الدنيا ‏يؤدي إلى صلاح الآخرة.‏
ومن أبرز الأدلة على أن العبادة وسيلة وليست غاية أنّ العبادات في الدنيا غير ‏موجودة في الآخرة، فلو كان الله تعالى قد خلقنا من أجل هذه العبادات، فلماذا لا تستمر ‏في الآخرة ومدتها أطول بكثير من الحياة الدنيا؟!‏
‏ ‏

muslimah
03-08-2006, 09:31 AM
عرفت أعلاه الهدف من وجودك على هذه الأرض أيها الإنسان ‏
وقد تسأل عن سبب ذلك ....أي لماذا أوجدك الله؟
أظنك تتفق معي على أن الحكمة من أي مصنوع لا تُعرف إلا بتعليم من الصانع أو من ينوب عنه ، ‏لذا أوجز لك قصة خلقك كما أوردها خالقك في كتابه الكريم :-‏
‏{وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً .......... }البقرة30‏
الخليفة هو أبو البشر آدم عليه السلام.‏
يسرد لنا كتاب الله تفاصيل خلق أبينا آدم عليه السلام وأمنا حواء وكيف أنه أسكنهما الجنة وأوصاهما ‏بعدم الأكل من إحدى أشجار الجنة وأخبرهما بأن إبليس عدو لهما فحذرهما منه.‏
لكن إبليس تمكن من إغوائهما فأطاعاه وأكلا من الشجرة ثم ندما ندماً شديداً على معصيتهما لأوامر ‏الله وطاعة إبليس وطلبا المغفرة من الله فغفر لهما.‏
ونحن نعرف أن الله لا يعاقب على ذنب غفره لصاحبه، إذن لماذا لم يبق آدم وحواء في الجنة بل ‏أنزلهما الله منها إلى الأرض رغم توبتهما ومغفرته ذنبهما ؟ ‏
ثم لو كان في خطة الله لهما أن يبقيا في الجنة فلماذا لم يحمهما من كيد إبليس بل ولماذا خلق إبليس؟
إن قرار الله عز وجل بجعل خليفة في الأرض كان قبل أن خلق آدم وحواء كما رأينا في الآية ‏الكريمة ، وكان ذلك قبل تعرضهما لكيد إبليس مما يؤكد على أن آدم مخلوق لهذه الأرض منذ ‏اللحظة الأولى .‏
ففيمَ إذن كانت تلك الشجرة المحرمة؟ ‏
وفيمَ إذن كان بلاء آدم؟ ‏
وفيمَ إذن كان الهبوط إلى الأرض وهومخلوق لهذه الأرض منذ اللحظة الأولى ؟
إن هذه التجربة كانت تربية لذلك الخليفة وإعداداً له لما ينتظره هنا على هذه الأرض.لقد كانت ‏تدريباً له على تلقي الغواية وتذوق العاقبة وتجرع الندامة ومعرفة العدو والإلتجاء بعد ذلك إلى ‏الملاذ الأمين خالقه الكريم غافر الذنب الرحمن الرحيم.‏
لقد اقتضت رحمة الله بهذا المخلوق أن يهبط إلى مقر خلافته مزوداً بهذه التجربة التي سيتعرض ‏نسله لمثلها طويلاً استعداداً للمعركة الدائبة وموعظة وتحذيراً "‏

لقد أُهبط أبواك إلى الأرض وأنت من نسلهما ومهمتك على هذه الأرض هي نفس مهمة أبويك أي ‏أنك مطالب بتحقيق أوامر خالقك.‏ ومن عظيم دلائل رحمة الله بك أنه أسكن أبويك الجنة لتكون وطناً لهما ولمن أطاعه وعمل بما ‏خلقه من أجله من نسلهما ، أي أنك ستعود لموطن أبويك إن أنت اتبعت ما خُلقت من أجله
ومن عظيم نعم الله عليك أن علَّم أبويك كل شيء، وورثت أنت ذلك العلم لقوله جل في علاه ‏‏{وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاء كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلاَئِكَةِ فَقَالَ أَنبِئُونِي بِأَسْمَاء هَـؤُلاء إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ‏‏}البقرة31 ‏
إذن دعك من التخبط في أصل خلقك فلا يوجد تطور ولا صدفة ولا زعم أن الإنسان الأول كان ‏أشبه بالحيوان لا يتكلم ولا يعرف كيف يحصل على حاجاته ، بل خلقك الله إنساناً كاملاً {لَقَدْ ‏خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ }التين4 ‏
لقد كرمك خالقك وفضلك على كثير من مخلوقاته {وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ ‏وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً }الإسراء70‏
أنت أكرم وأهم عند خالقك من أن يتركك تتخبط في سبب وجودك فقد أخبرك عنه حيث يقول جل ‏في علاه ﴿ تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ(1)الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ ‏أَحْسَنُ عَمَلًا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ ﴾[الملك]‏
إذن ما حياتك على وجه الأرض إلا فترة مؤقتة تمر خلالها بأحداث سعيدة وأخرى تعيسة وأخرى ‏بينهما وجميعها لامتحانك ‏

كما ترى فإن الموت هو نهاية كل إنسان طال عمره أو قصر ولكن هل تنتهي قصتك عند موتك؟
ألا ترى أن في ذلك غُبنٌ كبير لبلايين البشر لأن فيه مساواة الظالم بالمظلوم والمالك بالمحروم ‏والمجرم بالبريء والكافر بالمؤمن و.......الخ ؟
أليس في هذا عبث وإهانة للحياة نفسها؟ {أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثاً وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ ‏‏}المؤمنون115 {فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ }المؤمنون116‏
ألا ترى أنك بذلك تكون قد ساويت بين قيمتك وقيمة كمية من التراب تعادل وزنك؟
يقول الله جل في علاه في كتابه الكريم {مِنْهَا خَلَقْنَاكُمْ وَفِيهَا نُعِيدُكُمْ وَمِنْهَا نُخْرِجُكُمْ تَارَةً ‏أُخْرَى }طه55‏
والآن لننظر إلى معنى الآية الكريمة :-‏
‏(مِنْهَا خَلَقْنَاكُمْ .....
‏ ضمير " ها " يعني الأرض
‏ فيصبح معنى هذا الجزء من الآية الكريمة أن الله خلق البشر من الأرض
‏ وبمعنى أدق من تراب حيث يقول سبحانه وتعالى في آية أخرى (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَكُمْ مِنْ ‏تُرَابٍ ) (الروم : من الآية 20)

يقول المختصون إذا جئنا بإنسان زنته 70 كغم وحللنا جسمه إلى عناصره الأساسية فإن ‏الناتج يكون كالتالي :-
‏ قدر من الدهن يكفي لصنع سبع قطع صابون
‏ قدر من الكربون يكفي لصنع سبعة أقلام رصاص
‏ قدر من الفوسفور يكفي لصنع رؤوس مائة وعشرين عود ثقاب
‏ قدر من ملح الماغنسيوم يصلح جرعة واحدة لأحد المسهلات
‏ قدر من الحديد يكفي لعمل مسمار متوسط الحجم
‏ قدر من الجير يكفي لتبييض حجرة صغيرة
‏ قدر من الكبريت يطهر جلد كلب واحد من البراغيث التي تسكن شعره
‏ قدر من الماء يملأ برميلا سعته عشرة جالونات
وجميع هذه المكونات هي نفس المكونات التي يتركب منها التراب !ا

ثم يقول سبحانه وتعالى في نفس الآية الأولى ( وَفِيهَا نُعِيدُكُمْ ) ومعناه أن البشر عندما ‏يموتون يُدفنون في الأرض ونعرف أن أجسادهم تتحلل إلى عناصرها الأولى فتصبح جزءاً ‏من الأرض

وبعد موته يوضع في حفرة لا يعلم طول مُكثه بها إلا الله ويبقى فيها إلى يوم القيامة وتُسمى ‏بالحياة البرزخية

لكن الآية لم تنته بعد فقد قال سبحانه وتعالى ( وَمِنْهَا نُخْرِجُكُمْ تَارَةً أُخْرَى) (طـه:55) يخبرنا ربنا جل وعلا أننا سنخرج من الأرض ليوم الحساب حيث ستقف بين يدي خالقك فتلقى ‏نتيجة ما قدمت في حياتك الدنيا إن خيراً فخير وإن شراً فشر قال تعالى : ﴿فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا ‏يَرَه(7)وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَه﴾[الزلزلة : 7، 8]‏

الآن أيها الملحد : أبعد كل الذي قرأتَ ما زلتَ تصر على أنك خُلقت صدفة أو تطوراً أو أن إلهك ‏غائب؟
ما رأيك في الذي يحول سيارته إلى حانوت؟! ‏
وما رأيك في الذي يحول عينه إلى أصبع؟! ‏
وما رأيك في الذي يحول البندقية إلى حطب؟! ‏
وما هو رأي العاقل في الذي يحاول تحويل الأذن إلى فم ليأكل منها؟! ‏
الجواب: لا شك أن كل عاقل يسخر من أي إنسان يحاول أن يستخدم أي شيء في غير ما صنع من ‏أجله أو في غير ما خلق من أجله لأن تلك المحاولة ليست إلا مسخاً وإفساداً وخسراناً لذلك الشيء ‏الذي أسيء استخدامه . ‏
وهل تعلم الآن أيها الأخ القارئ أن الكافر لا يحاول تغيير الحكمة من أنفه أو فمه أو أذنه أو سيارته ‏أو بندقيته ، بل يقوم بتحويل الحكمة من وجوده بأجمعه ، وحياته بأكملها !!!‏
ويتبجحون بعقولهم !!!؟؟؟

وهكذا نكون قد أجبنا على الجزء الأول من هذا الموضوع وأعيد الإجابات بإيجاز :-‏
‏1-‏ من صانع ومالك السفينة؟
الجواب: السفينة رمز للكون وما فيه بما في ذلك الأرض التي نحيا عليها
الله جل في علاه هو صانع ومالك الكون

‏2-‏ من الذي أتى بها هنا؟
الجواب: الله جل في علاه هو الذي خلق الكون‏

‏3-‏ من قائد السفينة؟
الجواب: الله جل وعلا يدبر الكون ويتحكم فيه كما يشاء ‏
‏{إِنَّ رَبَّكُمُ اللّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُدَبِّرُ ‏الأَمْرَ مَا مِن شَفِيعٍ إِلاَّ مِن بَعْدِ إِذْنِهِ ذَلِكُمُ اللّهُ رَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ أَفَلاَ تَذَكَّرُونَ }يونس3‏

‏4-‏ إلى أين ستأخذنا السفينة؟
الجواب: مصيرك بيدك فقد أخبرك خالقك بما يجب عليك وبناء على قبولك أو رفضك ‏يتقرر مصيرك فإما إلى جنة لا تشقى فيها أبداً
وإما إلى نار شديدة الحرارة لا تخرج منها أبداً ‏

‏5-‏ كم مدة الرحلة التي ستسغرقها السفينة؟
الجواب : {..... فَإِذَا جَاء أَجَلُهُمْ لاَ يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلاَ يَسْتَقْدِمُونَ }النحل61‏

‏6-‏ هل ستزودنا السفينة بما نحتاجه طوال الرحلة؟
الجواب:لا فكل إنسان مسؤول عن عمله ‏

أما المسافر فهو أنت أيها الإنسان وزادك الذي تحتاجه لبلوغك الجنة ‏أخبرك خالقك به {..... وَتَزَوَّدُواْ فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُوْلِي ‏الأَلْبَابِ }البقرة197‏

إنَّكَ في هذهِ الحياةِ مُسافِرٌ إلى الله؛ فهلْ تُطيقُ السَّفَرَ في ظُلمَةِ ‏الليلِ، وضعْفِ الرَّاحِلةِ، وانعِدامِ الأنيسِ، وفُقدانِ الدليلِ، وقِّلةِ الزادِ؟! ‏إنَّكَ ما لَمْ تتخِذْ صَاحِبًا ودلِيلًا، وزادًا كافِيًا وسلِيمًا مللتَ المسِيرَ، ‏وضللتَ الطريقَ، وسقطتَ في وسطهِ .
‏ وفي غمرةِ البحثِ، وكثرةِ الطُّرقِ، واختلافِ المزاودِ والرواحلِ لن تجدَ ‏كالقلبِ السليمِ المملوءِ باليقينِ والصلةِ بالله ، راحلةً لا تنقطِعُ أبدًا، ‏ولنْ تجدَ زادًا كزادِ التَّقْوى ولن تجدَ كالعلمِ الصحيحِ يهديكَ في ظُلماتِ ‏الليلِ البهيمِ فهذهِ راحتُلكَ‏
‏ وهذا زادُكَ‏
وهذا دلِيلُكَ
فتفقدْ راحلتكَ ، وتزودْ لسفركَ، وانزعِ الغِطاءَ عن عينيكَ، وارفع ‏الْحُجُبَ عن قلبِكَ وأُذُنيكَ، حتى تكونَ ممن يُقالُ فيه {مَنْ خَشِيَ ‏الرَّحْمَن بِالْغَيْبِ وَجَاء بِقَلْبٍ مُّنِيبٍ }{ادْخُلُوهَا بِسَلَامٍ ذَلِكَ يَوْمُ الْخُلُودِ ‏‏}{لَهُم مَّا يَشَاؤُونَ فِيهَا وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ }ق 33-35 ‏

نسأل الله أن ينير بصائرنا وبصائركم
والحمد لله على نعمة الإسلام

muslimah
03-22-2006, 11:14 AM
نأتي الآن إلى الجزء الثاني من هذا الموضوع وأختص منه عبارة "حتى أتاهم من يوزع ‏بعض المنشورات التي تحتوي على الإجابات على جميع ‏استفساراتهم"‏
فالذين أتوا كناية عن أنبياء الله عليهم السلام
والمنشورات التي أتوا بها كناية عن كُتب الله التي أنزلها على أنبيائه .... فإذا كنا نحن البشر ‏نقرر تقصير أية شركة صناعية لا ترسل التعليمات الموضِحة لفائدة وطريقة عمل وصيانة ‏مصنوعاتها عند إرسال تلك المصنوعات للناس، فحاشا لله أن يترك مخلوقاته هملاً دون إمدادهم ‏بدستور سماوي يحدد لهم سبب وجودهم...وحقوقهم.. وواجباتهم نحو خالقهم ونحو أنفسهم وسائر ‏مخلوقاته......‏
ذكرنا سابقاً أن الله سبحانه وتعالى خلق آدم عليه السلام ليعيش على هذه الأرض ويقضي ‏عليها فترة لتمحيص طاعته لربه الذي أخبره وزوجه وإبليس عندما أهبطهم من الجنة إلى ‏الأرض بأنه سيرسل لذريتهم من يحمل لهم الهداية ﴿قُلْنَا اهْبِطُوا مِنْهَا جَمِيعًا فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى ‏فَمَنْ تَبِعَ هُدَايَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ)وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ ‏هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ﴾[البقرة: 38-39] ‏
وفي سورة أخرى {قَالَ اهْبِطَا مِنْهَا جَمِيعاً بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ ‏هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى }طه123‏
كان إهباط إبليس من الجنة نتيجة لمعصيته ربه حين أمره بالانحناء إكراماً لآدم ‏
وكان إهباط آدم وحواء من الجنة نتيجة لمعصيتهما ربهما بعدم الأكل من إحدى شجرات الجنة لطاعتهما ‏للشيطان رغم أن الله سبحانه وتعالى حذرهما منذ البداية من مغبة ذلك‎}‎َقُلْنَا يَا آدَمُ إِنَّ هَذَا‎ ‎عَدُوٌّ لَّكَ وَلِزَوْجِكَ ‏فَلَا يُخْرِجَنَّكُمَا مِنَ الْجَنَّةِ فَتَشْقَى} (سورة طه 116) ‏

وقد وضح لنا ربنا نتيجة طاعة الإنسان للشيطان‎}‎قَالَ اخْرُجْ مِنْهَا مَذْؤُومًا مَّدْحُورًا لَّمَن‎ ‎تَبِعَكَ مِنْهُمْ ‏لأَمْلأنَّ جَهَنَّمَ مِنكُمْ أَجْمَعِينَ} (سورة الأعراف:18)‏
وحتى لا تقع أيها المسافر في كيد الشيطان فقد أنعم الله عليك بأن أرسل إليك من يدلك على الطريق ‏الصحيح {رُّسُلاً مُّبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ لِئَلاَّ يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ وَكَانَ اللّهُ عَزِيزاً ‏حَكِيماً}النساء 165‏

لم يترك الله لأمة من الأمم حجة عليه بأنه تركهم دون هداية {إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ بِالْحَقِّ بَشِيراً وَنَذِيراً ‏وَإِن مِّنْ أُمَّةٍ إِلَّا خلَا فِيهَا نَذِيرٌ }فاطر 24....... فبعدد الأمم التي خلقها الله .. كان عدد الرسل بل ‏وأكثر فإن عدد أنبياء الله لبني إسرائيل كبير جداً {يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُواْ نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ ‏عَلَيْكُمْ وَأَنِّي فَضَّلْتُكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ }البقرة47‏
أي : يا ذرية يعقوب تذكَّروا نعمي الكثيرة عليكم, واشكروا لي عليها, وتذكروا أني فَضَّلْتكم على ‏عالَمي زمانكم بكثرة الأنبياء, والكتب المنزَّلة كالتوراة والإنجيل
‏ ‏
ولم يدَع الله لأي شخص فرصة للتخبط في معرفة الدين الحقيقي كما يزعم البعض في أيامنا هذه ‏من أن الله – تعالى عن ذلك علواً كبيراً- أنزل أديان يناقض بعضها بعضاً فمن دين يزعم أتباعه ‏أنهم شعب الله المختار وأن بقية البشر ما هم إلا حمير خلقهم الله على شكل بشر ليكونوا في خدمة ‏ذلك الشعب اللعين ......‏
إلى دين يزعم أتباعه أن الله – تعالى عن ذلك علواً كبيرا- قد انشطر إلى ثلاث أقسام كل قسم ‏كامل بذاته.... والأدهى والأمر أن أحدهم ابن لنفسه !!!؟؟؟
بل ذهبوا إلى أبعد من ذلك فزعموا أن إلههم سلم نفسه إلى أرذل عباده ليوقعوا عليه أشد أنواع ‏العذاب والإهانات وسبب ذلك "ليرضي نفسه فيغفر لهم خطيئة آدم عندما أكل من تلك الشجرة" ‏؟؟؟!!!‏

إن رسالة الله التي حملها أنبياؤه الكرام لجميع خلقه واحدة منذ أن خلق آدم عليه السلام وإلى بعثة ‏خاتم أنبيائه سيد الأولين والآخرين وإمام الأنبياء والمتقين محمد بن عبدالله عليه وعلى آل بيته ‏وأتباعه صلوات ربي وسلامه إلى يوم الدين ...‏
إنها رسالة توحيد الله حيث يقول رب العالمين {وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولاً أَنِ اعْبُدُواْ اللّهَ ‏وَاجْتَنِبُواْ الطَّاغُوتَ فَمِنْهُم مَّنْ هَدَى اللّهُ وَمِنْهُم مَّنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ الضَّلالَةُ فَسِيرُواْ فِي الأَرْضِ ‏فَانظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ }النحل36‏
ويقول جل في علاه {كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ وَأَنزَلَ مَعَهُمُ ‏الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُواْ فِيهِ وَمَا اخْتَلَفَ فِيهِ إِلاَّ الَّذِينَ أُوتُوهُ مِن بَعْدِ مَا جَاءتْهُمُ ‏الْبَيِّنَاتُ بَغْياً بَيْنَهُمْ فَهَدَى اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ لِمَا اخْتَلَفُواْ فِيهِ مِنَ الْحَقِّ بِإِذْنِهِ وَاللّهُ يَهْدِي مَن يَشَاءُ إِلَى ‏صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ }البقرة213‏
ومعنى الآية الكريمة : (كان الناس أمة واحدة) على الإيمان فاختلفوا بأن آمن بعض وكفر بعض ‏‏(فبعث الله النبيين) إليهم (مبشرين) من آمن بالجنة (ومنذرين) من كفر بالنار (وأنزل معهم ‏الكتاب) بمعنى الكتب (بالحق) متعلق بأنزل (ليحكم) به (بين الناس فيما اختلفوا فيه) من الدين ‏‏(وما اختلف فيه) أي الدين (إلا الذين أوتوه) أي الكتاب فآمن بعض وكفر بعض (من بعد ما ‏جاءتهم البينات) الحجج الظاهرة على التوحيد ، ومِن متعلقة بـ اختلف وهي وما بعدها مقدم على ‏الاستثناء في المعنى (بغياً) من الكافرين (بينهم فهدى الله الذين آمنوا لما اختلفوا فيه من) للبيان ‏‏(الحق بإذنه) بإرادته (والله يهدي من يشاء) هدايته (إلى صراط مستقيم) طريق الحق

فلا يوجد شيء اسمه تعدد ديانات لأن هذا يقتضي إما تعدد الآلهة {مَا اتَّخَذَ اللَّهُ مِن وَلَدٍ وَمَا كَانَ ‏مَعَهُ مِنْ إِلَهٍ إِذاً لَّذَهَبَ كُلُّ إِلَهٍ بِمَا خَلَقَ وَلَعَلَا بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ ‏‏}المؤمنون91 ‏
أو يقتضي عبث الخالق وتعالى ربنا أن يكون كذلك وقد وضح بما لا يدع مجالاً للشك{وَمَن يَبْتَغِ ‏غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِيناً فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ }آل عمران85........... {إِنَّ الدِّينَ ‏عِندَ اللّهِ الإِسْلاَمُ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوْتُواْ الْكِتَابَ إِلاَّ مِن بَعْدِ مَا جَاءهُمُ الْعِلْمُ بَغْياً بَيْنَهُمْ وَمَن يَكْفُرْ ‏بِآيَاتِ اللّهِ فَإِنَّ اللّهِ سَرِيعُ الْحِسَابِ }آل عمران19‏

ولكي لا يُكذب أحد من البشر رسلَ الله ، ولكي لا يدعي كاذبٌ النبوة والرسالة فقد أيد الله رسله ‏بمعجزات تشهد لهم أنهم رسله وتميزهم عن غيرهم ﴿لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمْ ‏الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ﴾ [الحديد:25]. ‏

هذه أمثلة من المعجزات التي أيد الله بها بعض رسله :-‏
‏1- أيد الله رسوله صالحاً عليه السلام المرسل إلى ثمود بالناقة ﴿وَآتَيْنَا ثَمُودَ النَّاقَةَ مُبْصِرَةً فَظَلَمُوا ‏بِهَا ﴾[الإسراء:59] .‏
ذلك أن ثمود طلبوا من رسولهم صالح عليه السلام أن يخرج لهم ناقة من الصخر لتكون دليلاً ‏على صدق نبوته ورسالته ، فأخرجها الله لهم ولكنهم لم يؤمنوا بأجمعهم وما آمن له إلا القليل. ‏

‏2- سيدنا إبراهيم عليه السلام ألقاه أعداؤه في النار، ولكن الذي قدَّر في النار خاصية الإحراق، ‏أنقذ رسوله من كيد الكافرين ﴿ قَالُوا حَرِّقُوهُ وَانصُرُوا آلِهَتَكُمْ إِنْ كُنتُمْ فَاعِلِينَ(68)قُلْنَا يَانَارُ كُونِي ‏بَرْدًا وَسَلَامًا عَلَى إِبْرَاهِيمَ﴾[الأنبياء: 68، 69] .‏

‏3- أيد الله سيدنا موسى عليه السلام بتسع آيات بينات عندما أرسله إلى فرعون ﴿وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى ‏تِسْعَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ ﴾[من سورة الإسراء:101] .‏
وقد ذكر القرآن الكريم تلك المعجزات فقال سبحانه :‏
‏- {فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الطُّوفَانَ وَالْجَرَادَ وَالْقُمَّلَ وَالضَّفَادِعَ وَالدَّمَ آيَاتٍ مُّفَصَّلاَتٍ فَاسْتَكْبَرُواْ وَكَانُواْ ‏قَوْماً مُّجْرِمِينَ }الأعراف133‏
‏- {وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنْ أَلْقِ عَصَاكَ فَإِذَا هِيَ تَلْقَفُ مَا يَأْفِكُونَ }الأعراف117‏
‏- {وَلَقَدْ أَخَذْنَا آلَ فِرْعَونَ بِالسِّنِينَ وَنَقْصٍ مِّن الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ }الأعراف130‏
‏- {فَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنِ اضْرِب بِّعَصَاكَ الْبَحْرَ فَانفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ ‏‏}الشعراء63‏
‏- ﴿وَأَدْخِلْ يَدَكَ فِي جَيْبِكَ تَخْرُجْ بَيْضَاءَ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ فِي تِسْعِ آيَاتٍ إِلَى فِرْعَوْنَ وَقَوْمِهِ إِنَّهُمْ كَانُوا ‏قَوْمًا فَاسِقِينَ فَلَمَّا جَاءَتْهُمْ آيَاتُنَا مُبْصِرَةً قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُبِينٌ وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنْفُسُهُمْ ظُلْمًا ‏وَعُلُوًّا فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ ﴾[النمل: 12-14] . ‏

‏4- أما معجزات سيدنا عيسى عليه السلام ﴿إِذْ قَالَ اللَّهُ يَاعِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ اذْكُرْ نِعْمَتِي عَلَيْكَ وَعَلى ‏وَالِدَتِكَ إِذْ أَيَّدتُّكَ بِرُوحِ الْقُدُسِ تُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلًا وَإِذْ عَلَّمْتُكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ ‏وَالْإِنجِيلَ وَإِذْ تَخْلُقُ مِنْ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ بِإِذْنِي فَتَنفُخُ فِيهَا فَتَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِي وَتُبْرِئُ الْأَكْمَهَ ‏وَالْأَبْرَصَ بِإِذْنِي وَإِذْ تُخْرِجُ الْمَوْتَى بِإِذْنِي وَإِذْ كَفَفْتُ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَنْكَ إِذْ جِئْتَهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَقَالَ ‏الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ مُبِينٌ﴾ [المائدة: 110] ‏

‏5- معجزات النبي الأمي خاتم أنبياء الله وإمامهم وسيد بني آدم ‏
شاءت إرادة الله أن تكون رسالة كل نبي خاصة بقومه لقوله سبحانه وتعالى:-‏
‏- {وَمَا أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إِلاَّ بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ فَيُضِلُّ اللّهُ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي مَن يَشَاءُ وَهُوَ ‏الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ }إبراهيم4 ‏
‏- {أَلَمْ يَأْتِهِمْ نَبَأُ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ قَوْمِ نُوحٍ وَعَادٍ وَثَمُودَ وَقَوْمِ إِبْرَاهِيمَ وِأَصْحَابِ مَدْيَنَ وَالْمُؤْتَفِكَاتِ ‏أَتَتْهُمْ رُسُلُهُم بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا كَانَ اللّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَـكِن كَانُواْ أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ }التوبة70‏
‏- {وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ إِنَّنِي بَرَاء مِّمَّا تَعْبُدُونَ }الزخرف26‏
‏- {وَأَصْحَابُ الْأَيْكَةِ وَقَوْمُ تُبَّعٍ كُلٌّ كَذَّبَ الرُّسُلَ فَحَقَّ وَعِيدِ }ق14‏
‏- {وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ فَلَا تَكُن فِي مِرْيَةٍ مِّن لِّقَائِهِ وَجَعَلْنَاهُ هُدًى لِّبَنِي إِسْرَائِيلَ }السجدة23‏
‏- {وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُم مُّصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ ‏وَمُبَشِّراً بِرَسُولٍ يَأْتِي مِن بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ فَلَمَّا جَاءهُم بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُّبِينٌ }الصف6‏

وقد أنزل الله كتباً على بعض أنبيائه تضمنت دعوة الاسلام أي توحيد الله وتضمنت شرائع ‏صالحة لذلك الزمان وتلك الأمم {إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِن بَعْدِهِ وَأَوْحَيْنَا ‏إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالأَسْبَاطِ وَعِيسَى وَأَيُّوبَ وَيُونُسَ وَهَارُونَ وَسُلَيْمَانَ ‏وَآتَيْنَا دَاوُودَ زَبُوراً }النساء163‏
وقد اختفت جميع كتب الله ثم أرسل الله خاتم أنبيائه والسبب{وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ ‏‏}الأنبياء107‏
وأنزل آخر كتبه القرآن الكريم على خاتم أنبيائه للعالمين جميعاً وليس لمكة فقط أو للعرب ‏وحدهم كما كان الأمر مع أنبياء الله السابقين بل للناس كافة {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِّلنَّاسِ بَشِيراً ‏وَنَذِيراً وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ }سبأ28‏
وكما كان الأمر مع باقي أنبياء الله وباقي كتبه فقد جاء القرآن الكريم ليعيد للناس التعرف على ‏سر وجودهم من حيث أصلهم والهدف من وجودهم ومصيرهم ولم يختلف القرآن الكريم جذرياً ‏مع ما سبق {شَرَعَ لَكُم مِّنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحاً وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ ‏وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ اللَّهُ يَجْتَبِي ‏إِلَيْهِ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَن يُنِيبُ }الشورى13..........{وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِّمَا ‏بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِناً عَلَيْهِ فَاحْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَاءهُمْ عَمَّا جَاءكَ مِنَ الْحَقِّ ‏لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجاً وَلَوْ شَاء اللّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَـكِن لِّيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُم ‏فَاسْتَبِقُوا الخَيْرَاتِ إِلَى الله مَرْجِعُكُمْ جَمِيعاً فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ }المائدة48‏

لقد أجرى الله على يد رسوله محمد صلى الله عليه وسلم خوارق متعددة ، شاهدها الجيل الذي ‏عاصر حياته صلى الله عليه وسلم ، وتمتاز على معجزات الرسل السابقين في أنها سجلت في ‏كتاب الله الذي لم يتبدل منه حرف ، والذي سمعه المسلم والكافر فما كذب به أحد في حينه، ‏وسجلت في الحديث الشريف الذي بذل المسلمون الجهود الجبارة التي لم يعرف لها مثيل في ‏التاريخ لحفظه وضبطه وتحقيقه، وفي السيرة النبوية التي استقصت تفاصيل حياة الرسول صلى ‏الله عليه وسلم فأصبحت سيرته عليه الصلاة والسلام أوضح من سيرة حياة أشهر زعيم على وجه ‏الأرض اليوم . ‏
كما امتازت تلك المصادر العلمية الإسلامية ، بأنها كانت شغل المسلمين الشاغل فأقاموا لها ‏المدارس، وأوقفوا لها الأوقاف الواسعة ، وكرموا كل من اتسع علمه في هذه الميادين ، فكان ‏القرآن والحديث والسيرة سجلات تاريخية لا يوجد لها نظير في التاريخ . وفي هذه السجلات ‏التاريخية نجد مئات من معجزاته صلى الله عليه وسلم وليتفضل هنا من أراد الاطلاع على ‏بعضها :-‏
http://70.84.212.52/vb/showthread.php?t=3834‎

القرآن الكريم هو معجزة خاتم أنبياء الله الخالدة... وقد وعده ربنا بالحفاظ عيه ‏‎]‎إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ ‏وَقُرْآنَهُ 17 فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ 18 ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ 19‏‎[‎‏ سورة القيامة‏
‏{إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ }الحجر9‏
وقد احتوى القرآن الكريم على عدة معجزات أيد الله بها نبيه الكريم عليه أفضل الصلاة وأتم ‏التسليم منها :-‏

‏1-‏ أيد الله رسوله صلى الله عليه وسلم بإنزال النعاس أمَنَةً على جنوده في غزوة بدر ، ‏وأنزل عليهم المطر لتطهيرهم وتثبيت أقدامهم حتى لا تغوص في رمال الأرض ، وقلل ‏عدد الكافرين في أعينهم وكثرهم في أعين الكافرين عند اشتداد المعركة، وأنزل الله ‏جنوداً من الملائكة للقتال في صف المؤمنين، كما أنزل جنوداً لحمايته أثناء هجرته من ‏مكة إلى المدينة {وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللّهُ بِبَدْرٍ وَأَنتُمْ أَذِلَّةٌ فَاتَّقُواْ اللّهَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ }آل ‏عمران123 ..... {إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُم بِأَلْفٍ مِّنَ الْمَلآئِكَةِ مُرْدِفِينَ ‏‏}الأنفال9......... {بَلَى إِن تَصْبِرُواْ وَتَتَّقُواْ وَيَأْتُوكُم مِّن فَوْرِهِمْ هَـذَا يُمْدِدْكُمْ رَبُّكُم بِخَمْسَةِ ‏آلافٍ مِّنَ الْمَلآئِكَةِ مُسَوِّمِينَ }آل عمران125.......{إِذْ يُغَشِّيكُمُ النُّعَاسَ أَمَنَةً مِّنْهُ وَيُنَزِّلُ ‏عَلَيْكُم مِّن السَّمَاء مَاء لِّيُطَهِّرَكُم بِهِ وَيُذْهِبَ عَنكُمْ رِجْزَ الشَّيْطَانِ وَلِيَرْبِطَ عَلَى قُلُوبِكُمْ ‏وَيُثَبِّتَ بِهِ الأَقْدَامَ }الأنفال11...‏

‏2-‏ نصره الله دون قتال بعد غزوة أحد {الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُواْ لَكُمْ ‏فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُواْ حَسْبُنَا اللّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ }{فَانقَلَبُواْ بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللّهِ وَفَضْلٍ لَّمْ ‏يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُواْ رِضْوَانَ اللّهِ وَاللّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ }آل عمران 173-174 ‏

‏3-‏ سخر له الرياح وزوده بملائكة تحارب معه في قتاله ضد الأحزاب {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ‏اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَاءتْكُمْ جُنُودٌ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحاً وَجُنُوداً لَّمْ تَرَوْهَا وَكَانَ اللَّهُ ‏بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيراً }الأحزاب9‏

‏4-‏ أسرى الله برسوله صلى الله عليه وسلم من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى ، وعرج ‏به الرسول صلى الله عليه وسلم إلى سدرة المنتهى :﴿ سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنْ ‏الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ﴾[الإسراء: 1] .. وكذبه قومه فقدم ‏لهم أدلة صدقه فألزمهم الحجة عندما طلب منه كفار قريش أن يصف لهم المسجد ‏الأقصى ، فوصفه لهم وصفاً دقيقاً رغم أنه لم يسبق له أن زاره ورآه... فقالوا : أما هذا ‏فقد صدق فيه ، وطلب منه آخرون أن يخبرهم عن قافلتهم فأعطاهم خبرها وأوصافها ‏وميعاد وصولها ووصلت في الوقت الذي حدد، وكانت كما وصف

‏5-‏ ‏ فلق الله لنبيه القمر نصفين ، فقال أكثر الكفار: سحرنا محمد ، وقالوا : انظروا ما يأتيكم ‏به المسافرون فإن محمداً لا يستطيع أن يسحر الناس كلهم فجاء المسافرون فشهدوا أنهم ‏رأو القمر نصفين . وسجل الله هذا الحادث في كتابه فقال سبحانه : ﴿ اقْتَرَبَتْ السَّاعَةُ ‏وَانْشَقَّ الْقَمَرُ(1)وَإِنْ يَرَوْا آيَةً يُعْرِضُوا وَيَقُولُوا سِحْرٌ مُسْتَمِرٌّ(2)وَكَذَّبُوا وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءَهُمْ ‏وَكُلُّ أَمْرٍ مُسْتَقِرٌّ ﴾[القمر: 1-3] .‏

‏6-‏ أنزل جنوداً لمساعدة المسلمين في قتال الكفار في معركة حنين عندما فر أكثر المسلمين ‏أمام ضربات هوازن وثقيف {لَقَدْ نَصَرَكُمُ اللّهُ فِي مَوَاطِنَ كَثِيرَةٍ وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ ‏كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنكُمْ شَيْئاً وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُم مُّدْبِرِينَ } ثُمَّ أَنَزلَ ‏اللّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَنزَلَ جُنُودًا لَّمْ تَرَوْهَا وَعذَّبَ الَّذِينَ كَفَرُواْ وَذَلِكَ جَزَاء ‏الْكَافِرِينَ‎ [ ‎التوبة24-25‏

أكتفي بهذا القدر من معجزاته - صلوات ربي وسلامه عليه- في القرآن الكريم
أوجه هذا السؤال لمن يزعمون أنهم أولي ألباب : لقد رأى وسمع كفار قريش تلك الآيات فلم ‏يكذبوها ... وكان يكفيهم أي خطأ في القرآن حتى يثبتوا أنهم على حق في تكذيبهم ، ولكنهم قد ‏أخرستهم الحقائق الساطعة ... فإذا كان محمد صلى الله عليه وسلم هو مؤلف القرآن الكريم ‏كما تزعمون .... فعلى أي أساس ذكر حدوث تلك الأمور إن لم تكن قد حدثت بالفعل؟
وما الذي جعل المسلمين وغيرهم يسكتوا على تلك المزاعم؟

لئن انتهت حياة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم على هذه الأرض إلا أن رسالته باقية ما دام ‏كتاب الله موجوداً ....وما دام هناك مسلمون... فهو نواب لنبيهم يحملون رسالته إلى الناس في كل ‏بقعة من الأرض{وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِّلَّةَ ‏أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمينَ مِن قَبْلُ وَفِي هَذَا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيداً عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاء ‏عَلَى النَّاسِ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَاعْتَصِمُوا بِاللَّهِ هُوَ مَوْلَاكُمْ فَنِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ ‏‏}الحج78‏

http://www.asmilies.com/smiliespic/FAWASEL/501.gif http://www.asmilies.com/smiliespic/FAWASEL/501.gif

وبهذا نأتي على نهاية الموضوع وهو كما رأينا موجه لذرية آدم
فإذا كنت أيها المسافر من تلك الذرية فأنت المخاطب بكل ما في الموضوع وليس أمامك سوى ‏أحد خيارين:-‏
‏1-‏ أن تكون عبداً لله الذي خلقك فتطيعه في كل ما أمرك به ونهاك عنه ... وبذلك ستنقلك ‏السفينة إلى الجنة موطن أبويك الأول
‏2-‏ أو تكون عبداً للشيطان فتعصي الله... فتُحرم من الجنة.. وستنقلك السفينة إلى نار أبدية ‏ستبقى فيها ما شاء الله لك أن تبقى {إِنَّا أَنذَرْنَاكُمْ عَذَاباً قَرِيباً يَوْمَ يَنظُرُ الْمَرْءُ مَا قَدَّمَتْ ‏يَدَاهُ وَيَقُولُ الْكَافِرُ يَا لَيْتَنِي كُنتُ تُرَاباً }النبأ40 ..... وهذا ما لا يختاره عاقل....فالعقل ‏منحة من خالقك لتدرك بواسطته الخير من الشير ...وما ينفعك مما يضرك

أما إن كنتَ لا تعتبر نفسك من ذرية آدم فتلك قضية أخرى ..‏
لكننا نطالبك بأن تأتي بأدلة على صدق مزاعمك... وعلى رأس تلك الأدلة نريد تقريراً يثبت أن ‏جسمك لا يتكون مما تتكون منه أجسام ذرية آدم الذين خلقوا من الأرض كما في قوله سبحانه ‏وتعالى {مِنْهَا خَلَقْنَاكُمْ وَفِيهَا نُعِيدُكُمْ وَمِنْهَا نُخْرِجُكُمْ تَارَةً أُخْرَى }طه55‏

وإذا فشلت في إثبات ذلك فأنت مسافر زاده هواه.....‏

http://www.aldorr.com/vb/twage3/288.gif

ابو مارية القرشي
03-22-2006, 01:21 PM
بهذا نأتي على نهاية الموضوع وهو كما رأينا موجه لذرية آدم
فإذا كنت أيها المسافر من تلك الذرية فأنت المخاطب بكل ما في الموضوع وليس أمامك سوى ‏أحد خيارين:-‏
‏1-‏ أن تكون عبداً لله الذي خلقك فتطيعه في كل ما أمرك به ونهاك عنه ... وبذلك ستنقلك ‏السفينة إلى الجنة موطن أبويك الأول
‏2-‏ أو تكون عبداً للشيطان فتعصي الله... فتُحرم من الجنة.. وستنقلك السفينة إلى نار أبدية ‏ستبقى فيها ما شاء الله لك أن تبقى {إِنَّا أَنذَرْنَاكُمْ عَذَاباً قَرِيباً يَوْمَ يَنظُرُ الْمَرْءُ مَا قَدَّمَتْ ‏يَدَاهُ وَيَقُولُ الْكَافِرُ يَا لَيْتَنِي كُنتُ تُرَاباً }النبأ40 ..... وهذا ما لا يختاره عاقل....فالعقل ‏منحة من خالقك لتدرك بواسطته الخير من الشير ...وما ينفعك مما يضرك

أما إن كنتَ لا تعتبر نفسك من ذرية آدم فتلك قضية أخرى ..‏
لكننا نطالبك بأن تأتي بأدلة على صدق مزاعمك... وعلى رأس تلك الأدلة نريد تقريراً يثبت أن ‏جسمك لا يتكون مما تتكون منه أجسام ذرية آدم الذين خلقوا من الأرض كما في قوله سبحانه ‏وتعالى {مِنْهَا خَلَقْنَاكُمْ وَفِيهَا نُعِيدُكُمْ وَمِنْهَا نُخْرِجُكُمْ تَارَةً أُخْرَى }طه55‏

وإذا فشلت في إثبات ذلك فأنت مسافر زاده هواه.....‏
/


بارك الله فيكم أخيتي الكريمة على هذه السلسلة الطيبة ولو تفكر أهل الالحاد بهذه الكلمات البسيطة الواضحة المخلصة -إن شاء الله- لتوقفوا عن تخبطهم وهذرهم الطويل!!

وفي الختام ابارك لك على هذه السلسلة المتميزة التي حق لها أن تنظم بجدراة الى اخواتها من السلاسل التي ابدعها منتدى التوحيد ولله الحمد.

muslimah
03-25-2006, 06:32 PM
بارك الله فيكم أخيتي الكريمة على هذه السلسلة الطيبة ولو تفكر أهل الالحاد بهذه الكلمات البسيطة الواضحة المخلصة -إن شاء الله- لتوقفوا عن تخبطهم وهذرهم الطويل!!

وفي الختام ابارك لك على هذه السلسلة المتميزة التي حق لها أن تنظم بجدراة الى اخواتها من السلاسل التي ابدعها منتدى التوحيد ولله الحمد.

وبارك فيك أخي الفاضل وجزاك خير الجزاء

{فَإِن لَّمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَاءهُمْ وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِّنَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ }القصص50

نسأل الله الهداية للجميع