المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الرد علي مقالات اللادينيين عن الإسلام. (6)(الحجاب .. قراءة عقلانية نقدية)



حسام الدين حامد
12-08-2004, 04:17 AM
الحجاب .. قراءة عقلانية نقدية

يُعتبر الحجاب واحدا من أهم الشعائر الاسلامية واكثرها شهرة .. بل لعله الشعار الاسلامي النسائي بلا منازع ( الى جانب اللحية – الشعار الاسلامي الرجالي ) ، ويكتسب الحجاب أهمية كبيرة في الخطاب الاسلامي المعاصر باعتباره مظهر الحشمة والعفاف والفضيلة .. في مقابل السفور الذي يُنظر اليه في الخطاب الاسلامي باعتباره باب الفجور ومادة الفساد والانحلال الأخلاقي .. ومن هنا يسهب الإسلاميون في الحديث عن الأحكام الاخلاقية الكامنة في تشريع الحجاب حتى لقد ألف الكثيرون كتبا كاملة للحديث عن المضامين الأخلاقية لتشريع الحجاب..

والسؤال الذي يُطرح هنا : الى أي حد كانت هذه الحكم والمضامين الأخلاقية التي يحدثنا عنها اسلاميو اليوم حاضرة عند فرض الحجاب لأول مرة ؟؟
الإجابة على هذا السؤال تقتضي منا الرجوع الى الظروف التاريخية التي احاطت بتشريع الحجاب ..

فُرض الحجاب لأول مرة بالآية : ( يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين وكان الله غفورا رحيما ) ( الأحزاب : 59 )

إن أول ما يستوقفنا في هذه الآية التي شرّعت الحجاب هي عبارة (ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين ) فما المقصود بها على وجه الدقة ؟؟ وهل هي الحكمة والغاية من فرض الحجاب على النساء كما يوحي سياق الآية؟؟

الجواب على هذه التساؤلات يكمن في أسباب النزول الخاصة بآية الحجاب ..

يقول القرطبي : ( لما كانت عادات العربيات التبذل ، وكن يكشفن وجوهن كما يفعل الاماء ، وكان ذلك داعبة الى نظر الرجال اليهن وتشعب الفكرة فيهن أمر الله رسوله ان يأمرهن بارتداء الحجاب عليهن اذا اردن الخروج الى حوائجهن ، وكن يتبرزن في الصحراء قبل ان تتخذ الكنف ، فيقع الفرق بينهن وبين الأماء .... وكانت المرأة من نساء المؤمنين قبل نزول هذه الآية تتبرز للحاجة فبتعرض لها بعض الفجار يظن أنها أمة ، فتصيح به فيذهب ، فشكوا ذلك الى النبي فنزلت هذه الآية ) ( تفسير القرطبي لسورة الأحزاب ) اذن رغم الملائكية التي يطبع بها كتاب هذا العصر من الاسلاميين مجتمع الرسول فالحقبقة مغايرة تماما !!! .
يخبرنا ابن كثير في تفسيره : ( كان فساق أهل المدينة يخرجون باليل ........ فاذا رأوا المرأة عليها جلبابا قالوا : هذه حرة فكفوا عنها ، واذا رأوا المرأة ليس عليها جلبابا قالوا : هذه أمة !! فوثبوا عليها !!!!! ) ( ابن كثير : 3/855 )

ويزداد الأمر سؤا حين تعلمنا احد الروايات أنه ( كان نساء النبي يخرجن بالليل لحاجتهن ، وكان الناس من المنافقين يتعرضون لهن فيؤذين ، فشكوا ذلك ، فقيل ذلك للمنافقين فقالوا : انما نفعل ذلك بالاماء !!! فنزلت هذه الآية - أي آية الحجاب ) ( طبقات ابن سعد : 8/141 )

ويؤكد ذلك الطبري حين يقول : ( يا ايها النبي قل لأزواجك ونساء المؤمنين لا يتشبهن بالأماء في لباسهن اذا هن خرجن من بيوتهن لحاجتهن فكشفن شعورهن ووجوهن ، ولكن ليدنين عليهن من جلابيبهن لئلا يتعرض لهن فاسق ) ( تفسير سورة الأحزاب )
وهكذا ....... ( لما كانت الحرة تخرج فتحسب أنها أمة فتؤذى ..... أمرهن الله أن يخالفن زي الاماء ، ويدنين عليهن من جلابيبهن ) ( طبقات ابن سعد : 8/141 )
ويضيف مجاهد يتجلببن فيعلم أنهن حرائر فلا يتعرض لهن فاسق بأذى من قول ولا ريبة ) ( تفسير الطبري لسورة الأحزاب )

اذا فالحجاب في أصله تشريع ذو مضمون طبقي غايتها الاساسية تمييز الحرة من الأمة !!!!! وهذا ما فهمه الصحابة من تشريع الحجاب ، اذ كان عمر بن الخطاب يطوف في المدينة فاذا رأى أمة محجبة ضربها بدرته الشهيرة حتى يسقط الحجاب عن رأسها ويقول : فيم الاماء يتشبهن بالحرائر ؟؟؟؟؟ ( طبقات ابن سعد : 7/127 )

والحقيقة أن هنالك اجماعا على ان آية الحجاب انما نزلت لمجرد تمييز الحرة عن الأمة !!

( و ذلك ادنى أن يعرفن يميزن من الاماء والقينات فلا يؤذين فلا يؤذيهن أهل الريبة بالتعرض لهن ) ( تفسير البيضاوي : 4/386 )
- ( يقول تعالى ذكره لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين ا يتشبهن بالإماء في لباسهن إذا هن خرجن من بيوتهن لحاجتهن فكشفن شعورهن ووجوههن ولكن ليدنين عليهن من جلابيبهن لئلا يعرض لهن فاسق إذا علم أنهن حرائر بأذى من قول ) ( تفسير الطبري : 22/45 (

)كان نساء النبي صلى الله عليه وسلم يخرجن بالليل لحاجتهن وكان ناس من المنافقين يتعرضون لهن فيؤذين فقيل ذلك للمنافقين فقالوا انما نفعله بالأماء فنزلت هذه الآية يا أيها النبي قل لازواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن ذلك أدنى ان يعرفن فلا يؤذين فأمر بذلك حتى عرفوا من الأماء وأخرج ابن جرير عن أبي صالح رضي الله عنه قال قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة على غير منزل فكان نساء النبي صلى الله عليه وسلم وغيرهن اذا كان الليل خرجن يقضين حوائجهن وكان رجال يجلسون على الطريق للغزل فانزل الله يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك يعني بالجلباب حتى تعرف الأمة من الحرة وأخرج ابن سعد عن محمد بن كعب القرظي رضي الله عنه قال كان رجل من المنافقين يتعرض لنساء المؤمنين يؤذيهن فاذا قيل له قال كنت أحسبها أمة فأمرهن الله تعالى ان يخالفن زي الأماء ويدنين عليهن من جلابيبهن تخمر وجهها إلا احدى عينيها ذلك أدنى ان يعرفن يقول ذلك أحرى ان يعرفن ) ( الدر المنثور : 6/659 )


- وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة في قوله يا أيها النبي قل لازواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن قال أخذ الله عليهن اذا خرجن ان يعدنها على الحواجب ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين قال قد كانت المملوكة يتناولونها فنهى الله الحرائر يتشبهن بالاماء وأخرج عبد بن حميد عن الكلبي في الآية قال كن النساء يخرجن إلى الجبابين لقضاء حوائجهن فكان الفساق يتعرضون لهن فيؤذونهن فامرهن الله ان يدنين عليهن من جلابيبهن حتى تعلم الحرة من الامة وأخرج عبد بن حميد عن معاوية بن قرة ان دعارا من دعار أهل المدينة كانوا يخرجون بالليل فينظرون النساء ويغمزونهن وكانوا لا يفعلون ذلك بالحرائر انما يفعلون ذلك بالاماء فانزل الله هذه الآية يا أيها النبي قل لازواجك وبناتك ونساء المؤمنين إلى آخر الآية وأخرج ابن جرير وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما في الآية قال كانت الحرة تلبس لباس الامة فامر الله نساء المؤمنين ان يدنين عليهم من جلابيبهن وأدنى الجلباب ان تقنع وتشده على جبينها وأخرج ابن سعد عن الحسن رضي الله عنه في قوله يا أيها النبي قل لازواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين قال اماؤكن بالمدينة يتعرض لهن السفهاء فيؤذين فكانت الحرة تخرج فيحسب انها أمة فتؤذى فامرهن الله أن يدنين عليهم من جلابيبهن وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي رضي الله عنه في الآية قال كان أناس من فساق أهل المدينة بالليل حين يختلط الظلام يأتون إلى طرق المدينة فيتعرضون للنساء وكانت مساكن أهل المدينة ضيقة فاذا كان الليل خرج النساء إلى الطرق فيقضين حاجتهن فكان أولئك الفساق يتبعون ذلك منهن فاذا رأوا امرأة عليها جلباب قالوا هذه حرة فكفوا عنها واذا رأوا المرأة ليس عليها جلباب قالوا هذه أمة فوثبوا عليها وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير رضي الله عنه في قوله يدنين عليهن من جلابيبهن قال يسدلن عليهن من جلابيبهن وهو القناع فوق الخمار ولا يحل لمسلمة أن يراها غريب إلا ان يكون عليها القناع فوق الخمار وقد شدت به رأسها ونحرها وأخرج ابن أبي شيبه وابن المنذر وابن أبي حاتم عن عكرمة رضي الله عنه في الآية قال تدني الجلباب حتى لا يرى ثغرة نحرها وأخرج ابن المنذر عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه في قوله يدنين عليهن من جلابيبهن قال هو الرداء وأخرج الفريابي وابن أبي شيبه وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله يدنين عليهن من جلابيبهن قال يتجلببن بها فيعلمن انهن حرائر فلا يعرض لهن فاسق بأذى من قول ولا ريبة وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن محمد بن سيرين رضي الله عنه قال سألت عبيدا السلماني رضي الله عنه عن قوله الله يدنين عليهن من جلابيبهن فتقنع بملحفة فغطى رأسه ووجهه وأخرج احدى عينيه ) نفس المرجع 6/661
- عن الحسن قال كن إماء بالمدينة يقال لهن كذا وكذا كن يخرجن فيتعرض لهن السفهاء فيؤذوهن فكانت المرأة الحرة تخرج فيحسبون أنها أمة فيتعرضون لها ويؤذونها فأمر النبي المؤمنات أن يدنين عليهن من جلابيبهن ذلك أدنى أن يعرفن من الإماء أنهن حرائر فلا يؤذين ) ( تفسير الصنعاني : 3/123 )
- وقال الضحاك والكلبي نزلت في الزناة الذين كانوا يمشون في طرق المدينة يتبعون النساء إذا برزن بالليل لقضاء حوائجهن فيغمزون المرأة فان سكتت اتبعوها وان زجرتهم انتهوا عنها ولم يكونوا يطلبون إلا الاماء ولكن كانوا لا يعرفونالحرة من الأمة لان زي الكل كطان واحد يخرجن في درع وخمارة الحرة والامة كذاك فشكون ذلك إلى أزواجهن فذكروا ذلك لرسول الله ص فنزلت هذه الآية والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات الآية ثم نهى الحرائر أن يتشبهن بالإماء فقال جل ذكره يا آيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيهن جمع الجلبات وهو الملاءة التي تشتمل بها المرأة فوق الدرع والخمار وقال ابن عباس وأبو عبيدة أمر نساء المؤمنين أن يغطين رؤوسهن ووجوهن بالجلابيب إلا عينا واحدة ليعلم انهن حرائر ذلك ادنى أن يعرفت انهن حرائر فلا يؤذين فلا يتعرض لهن وكان الله غفورا رحيما قال انس مرت بعمر بن الخطاب جارية متقنعة فعلاها بالدرة وقال يالكاع اتتشبهين بالحرائر القي القناع ) ( تفسير البغوي 3/544 )

وهذا ما ذكرته المصادر الشيعية ايضا :

- ( ذلك ادنى ان يعرفن ) يميزن من الاماء والقينات (فلا يؤذين ) فلا يؤذيهن أهل الريبة ) ( الصافي للكاشاني : 5/203)
- ( ذلك ادنى ان يعرفن ) انهن حرائر ( فلا يؤذين ) يتعرض أهل الريبة لهم كتعرضهم للاماء ) ( تفسير شبر : 1/425)
- ( كان في الجاهلية تخرج الحرة والامة مكشوفات يتبعهن أهل الريبة، فامرهن باجتناب المواضع التي فيها التهم الموجبة للتأذي بالتستر لئلا يحصل الايذاء الممنوع منه ... فامر سبحانه بالتجلبب ...ذلك ان اهل الريبة كانوا يمازحون الاماء، وربما كان يتجاوز المزاح الى ممازحة الحرائر، فاذا قيل لهم في ذلك قالوا حسبناهن اماء !! فقطع الله عذرهم ) ( مقتنيات الدر للطهراني : 8/325)
- ( الجلباب : هو خمار المرأة ، وهي المقنعة تغطي جبينها ورأسها اذا خرجت لحاجة ، بخلاف خروج الاماء اللاتي يخرجن مكشوفات الرؤوس والجباه في قول بن عباس ومجاهد، وقال الحسن : الجلابيب : الملاحف تدنيهن المراة على وجهها وذلك ادنى ان يعرفن من الاماء ومن اهل الريبة فلا يؤذين ) ( منتخب التبيان للحلي : 2/203)
-( تغطية الرأس والوجه اقرب الى معرفتهن بأنهن حرائر من ذوات العفاف والصلاح فلا يتعرض لهن الفساق من الشباب كما كان من عادة الجاهلية التعرض للاماء ( فلا يؤذين ) أي لا يؤذيهن اهل الريبة بالتعرض لهن كتعرضهن للاماء ) ( الجديد لمحمد السبزواري النجفي : 5/453)

اذن ..... هذه هي الحكمة من تشريع الحجاب .... تميز الحرة من الأمة ..

وبعد هذه كله يحق لنا أن نعجب ممن يحدثنا عن ( الحجاب كعنوان للحشمة .... و صيانة المرأة ... ورمز العفة ...... الخ )
واذا كان للحجاب كل هذه المعاني النبيلة فعلام يقتصر على الحرة فقط ؟؟؟؟

اذا كان الحجاب ليدل على الستر والصلاح ويمنع الفساق من التعرض للمرأة فلماذا تحرم الأمة من الحجاب حتى وان كانت صالحة وعفيفة ؟؟؟
ترى الا يعتبر الاسلام الأمة انسانة يجب ان تستر جسدها عن أعين الرجال ؟؟؟؟؟؟؟؟

اليس للأمة كرامة في الاسلام ؟؟؟
لماذا يحق للأمة ان تكشف عن رأسها وشعرها وتترك الحجاب ؟؟؟
اقرأ ما يقوله الفقهاء بخصوص حجاب الأمة :

- المذهب الحنفي :

الأمة كالرجل في العورة مع ظهرها وبطنها وجنبها ، لقول عمر : الق عنك خمارك يا دفار ، اتتشبهين بالحرائر ؟؟؟ ( الدر المختار - تبيين الحقائق )

- المذهب المالكي :

عورة الامة هي السوأتان مع الاليتين ( الشرح الصغير - بداية المجتهد )

- المذهب الشافعي :

عورة الأمة كارجل في الاصح الحاقا لها بالرجل بجامع أن راس كل منهما ليس بعورة . ( مغني المحتاج - لمهذب )

- المذهب الحنبلي :

عورة الأمة كالرجل تماما : ما بين السرة والركبة على الراجح ، لحديث : ( اذا زوج أحكم أمته فلا ينظر الى شئ من عورته ، فان ما تحت السرة الى الركبة عورة ) ( رواه البيهقي )
و عورة الرجل و الأمة ما بين السرة و الركبة ( شرح العمدة :4/261 )

اذن ...
الم يقتصر تشريع الحجاب على الحرة فقط وبنص القرآن ؟؟
هل الأمة انسانة في نظر الاسلام ؟؟؟؟

لماذا تحرم الأمة بنص القرآن ذاته من الحجاب ؟؟؟

ترى ..... اذا كان الاسلام حريصا على الحفاظ على اخلاقيات المجتمع الاسلامي وصيانة كرامة المرأة والقضاء على اسباب الرذيلة والفتنة .... الخ ... اليس من المنطقي والطبيعي ان يفرض الحجاب على المرأة بوصفها انسانة بغض النظر عن مركزها الطبقي ( حرة او امة ) ؟؟؟؟؟

اليست المرأة في نظر الاسلام امرأة ؟؟؟ الا تثير رؤيتها حاسرة الرأس .. سافرة .. متبرجة ..الاحساس بالشبق والغلمة والاثارة الجنسية عند الرجال الناظرين ؟؟؟؟

اليس للامة كرامة ؟؟؟ الا يهم الاسلام ان يحافظ على كرامتها وعفافها ؟؟؟

ما الفائدة اذا احتشمت الحرة وبقيت الامة سافرة متبرجة تغري الرجال ؟؟؟؟؟؟؟؟

الا تتحرك شهوة الرجال عندما يرون الاماء سافرات متبرجات في الطرقات ؟؟؟؟

قال ابن جزي في تفسير قوله تعالى ( ذلك ادنى ان يعرفن فلا يؤذين ) : " أي ذلك اقرب ان يعرف الحرائر من الاماء فاذا عرف ان المرأة حرة لم تعارض بما تعارض به الامة .... لانه كان بالمدينة اماء يعرفن يالسوء وربما تعرض لهن السفهاء " )

اي ان الحرة فقط هي التي تمتع بالحصانة والعفاف ، اما الامة فيباح للفساق العترض لها بالتحرش والمضايقات الجنسية !!!!!!!!!!!

هل هذه هي عدالة التشرع ؟؟؟؟

هل هذه هي حكمة الحجاب ؟؟؟؟؟؟؟

الجواب واضح وبسيط :

الامة في المنظور الاسلامي ليست مخلوقة كاملة الانسانية ، فهي كما وصفها هشام بن عبد الملك ( عكاك النيك !!!!! - اي حرارته - ) ( مفاخرة الجواري للجاحظ : 2/91 )

وعذرا لهذه الكلمة ، لكن عذري انها كلمة فصيحة ذُكرت آلاف المرات في كتب التراث الاسلامي !!!!!!! .

ولكن لماذا تُمتهن كرامة الامة ؟؟؟؟

( لما كانت مظنة المهنة و الخدمة و حرمتها تنقص عن حرمة الحرة ، كما انها تباع وتشترى ، ففي هذا اليوم عند هذا وقد تباع من الغد فتكون عند شخص آخر رخص لها في إبداء ما تحتاج إلى إبدائه وقطع شبهها بالحرة و تمييز الحرة عليها و ذلك يحصل بكشف ضواحيها من رأسها و أطرافها الأربعة ) ( الجواهر الدرية : 2/123)

ولذلك فان ( مكالمة القيان ومفاكهتهن ومغازلتهن زمصافحتهن للسلام ووضع اليد عليهن للتقليب والنظر حلال !!!! ) ( كتاب القيان للجاحظ : 2/107 ).

لاحظتم معي أن الكاتب ينقل من كتب الشيعة بالجزء و الصفحة ، و ينقل من الشرح الصغير - بداية المجتهد و غيره دون ذلك !!

ثم قال :

ملاحظة:
تم نشر هذا المقال في موقع تبشيري مسيحي دون الحصول على موافقة كاتبه ... هذا ويتبرأ الكاتب من أي استغلال طائفي أو ديني لكتاباته.



شهاب الدمشقي


:)

ابو مصعب
12-09-2004, 09:33 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

الصحيح والراجح في مسألة عورة الأمة وحكمها في الحجاب هو المنع لفعل سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه، يقول شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله : ( قوله ( قل لازواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن ) دليل على أن الحجاب انما امر به الحرائر دون الاماء، لأنه خص ازواجه وبناته، ولم يقل : وما ملكت يمينك واماؤك واماء ازواجك وبناتك ، ثم قال : ( ونساء المؤمنين ) والاماء لا يدخلن في نساء المؤمنين ) مجموعة الفتاوى : 15/26)

وأقول لهذا (...) الملحد المدعو شهاب الدمشقي قبحه الله وعامله بما يستحقه :

اعلم ايها (...) أن لمنع الأمة من الحجاب مقاصد وحكم جليلة لا يدركها عقلك القاصر (...) .. فذلك من باب التخفيف على الأمة في الحجاب، اذ من المعلوم ان الجارية من شأنها أن تجري في خدمة سيدها في الطعام والشراب وخدمة المنزل، وفي حجابها وسترها مشقة ، ولذلك فقد خفف الله عنها من الحجاب رعاية لمصلحة سيدها .. وفي هذا رحمة بها وبسيدها .. ولكن أين للكفار ادرك ذلك ؟؟؟

والحمد لله .


متابعة إشرافية
مراقب 1

حسام الدين حامد
12-10-2004, 09:45 AM
كان الفساق يتعرضون بالأذي :
1- للحرائر : و إذا خافوا من منعة الحرة زعموا أنهم ظنوها أمة.
2- للإماء :
- و هذه إما أن يخاف منها الفتنة كإماء التسري : فيكون الإيذاء دافعه الفتنة .
- و إما ألا يُخاف منها الفتنة كإماء الاستعمال : فيكون الإيذاء بدافع حب الإيذاء .

فتعالوا نرَ ما فعله الإسلام في هذا الأمر :

* قطع حجة الفاسقين في التعرض للحرائر .

قال تعالي " يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاء الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً " فتحقق التمييز بين الإماء و الحرائر فانقطعت حجة الفساق في التعرض لهن .

قال القرطبي رحمه الله ( قوله تعالي " ذَلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ " أي الحرائر ، حتي لا يختلطن بالإماء ، فإذا عرفن لم يُقابلن بأذي من المعارضة مراقبة لرتبة الحرية ، فتنقطع الأطماع عنهن ) { الجامع لأحكام القرآن : 14 \ 243 }.

* فهل يعني ذلك أن التعرض للإماء جائز ؟

قال العلامة محمد الشنقيطي رحمه الله ( و ليس المراد أن تعرض الفساق للإماء جائز بل هو حرام ، و لا شك أن المتعرضين لهن من الذين في قلوبهم مرض ) إلي قوله ( و في الجملة : فلا إشكال في أمر الحرائر بمخالفة زي الإماء ليهابهن الفساق ، و دفع ضرر الفساق عن الإماء لازم ، و له أسباب أخر ليس منها إدناء الجلابيب ) { أضواء البيان : 6 \ 586 } .

* فكيف الحكم إذا خيف الفتنة كحال إماء التسري ؟

قال شيخ الإسلام رحمه الله ( و الحجاب مختص بالحرائر دون الإماء ) { تفسير سورة النور : 56 }.

و لكن إذا خشي الفتنة نجد قوله رحمه الله ( و كذلك الأمة إذا كان يخاف بها الفتنة كان عليها أن ترخي من جلبابها ، و تحتجب ، و وجب غض البصر عنها و منها ، و ليس في الكتاب و السنة إباحة النظر إلي عامة الإماء ، و لا ترك احتجابهن و إبداء زينتهن ، و لكن القرآن لم يأمرهن بها أمر الحرائر ، و السنة فرقت بالفعل بينهن و بين الحرائر بلفظ عام ، بل كانت عادة المؤمنين أن تحتجب منهم الحرائر دون الإماء ، و استثني القرآن من النساء الحرائر القواعد ، فلم يجعل عليهن احتجاب ، و استثني بعض الرجال و هم غير أولي الإربة ، فلم يمنع من إبداء الزينة الخفية لهم لعدم الشهوة في هؤلاء و هؤلاء ، فأن يُستثني بعض الإماء أولي و أحري ، و هن من كانت الشهوة و الفتنة حاصلة بترك احتجابها و إبداء زينتها ، و كما أن المحارم من أبناء أزواجهن و نحوه ممن فيه شهوة و شغف لم يجز إبداء الزينة الخفية له ، فالخطاب خرج عاما علي العادة ، فما خرج عن العادة خرج به عن نظائره ، فإذا كان في ظهور الأمة و النظر إليها فتنة وجب المنع من ذلك كما لو كانت في غير ذلك ) { مدارك التنزيل و حقائق التأويل 3\79 نقلًا عن كتاب أدلة الحجاب للشيخ محمد إسماعيل المقدم حفظه الله }.

و الإمام أحمد رحمه الله روي عنه ابن منصور رحمه الله قوله " لا تنتقب الأمة " و نقل ابن منصور و أبو حامد الخفاف رحمهما الله عنه أيضًا " تنتقب الجميلة " ( الصارم المشهور : 74 نقلًا عن المصدر السابق ) .

* فإن لم يُخش منها الفتنة كشفت وجهها .

فالأمة التي لا يخشي منها الفتنة ، تكشف وجهها و علي هذا كان فعل عمر ابن الخطاب رضي الله عنه في الروايات الواردة و التي صححها الزيلعي رحمه الله في نصب الراية ( 1 \ 300 ، 301 ) و الشيخ الألباني رحمه الله في إرواء الغليل ( 6 \ 203 ، 204 ) ، و ما ورد في الروايات من أمره رضي الله عنه بكشف الرأس فمحمول علي التعبير عن الجزء بالكل .
قال الشيخ محمد إسماعيل المقدم حفظه الله ( الظاهر بضميمة الآثار الآتية عن الفاروق أنه عبر هنا - أي في قوله : اكشفي رأسك - عن الجزء بالكل و أن مقصوده : اكشفي وجهك ، و الله أعلم . ) { أدلة الحجاب : 208 في الهامش }.
و نقل حفظه الله رد الشيخ أبي هشام عبد الله الأنصاري علي الدكتور محمد تقي الدين الهلالي رحمهما الله و فيه قوله ( و أما ما قاله فضيلة الدكتور من أن عمر رضي الله عنه كان يضرب الإماء علي ستر الرأس فليس بصحيح ، بل الصحيح أنه كان يضربهن علي ستر الوجه ) { أدلة الحجاب : 230 } .
و في ذلك تيسير علي الإماء ، كما ذكر أخونا أبو مصعب حفظه الله و سدد رميه .
فهل كشف الأمة التي لا يخشي من مثلها الفتنة لوجهها فيه خدش للحياء أو اخترام حشمة ؟!!

و رغم ذلك كان الفساق يؤذونهن لطبعهم المحب للأذية ، فهنا يأتي السؤال :

* كيف عالج الإسلام هذه الآفة ؟

الجواب في الآيات التالية مباشرةً لآية الإدناء ، و التي يقشعر البدن عند قراءتها ، قال تعالي :
" لَئِن لَّمْ يَنتَهِ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ وَالْمُرْجِفُونَ فِي الْمَدِينَةِ لَنُغْرِيَنَّكَ بِهِمْ ثُمَّ لَا يُجَاوِرُونَكَ فِيهَا إِلَّا قَلِيلاً * مَلْعُونِينَ أَيْنَمَا ثُقِفُوا أُخِذُوا وَقُتِّلُوا تَقْتِيلاً * سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلُ وَلَن تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلاً "

قال الشيخ عبد الرحمن السعدي رحمه الله ( " لَئِن لَّمْ يَنتَهِ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ " أي مرض شك أو شهوة ، " وَالْمُرْجِفُونَ فِي الْمَدِينَةِ " أي المخوفون المرهبون من الأعداء المتحدثون بكثرتهم و قوتهم و ضعف المسلمين .
و لم يذكر المعمول الذي ينتهون عنه ليعم ذلك كل ما توحي به أنفسهم إليهم ، و توسوس به ، و تدعو إليه من الشر من التعريض بسب الإسلام و أهله ، و الإرجاف بالمسلمين و توهين قواهم ، و التعرض للمؤمنات بالسوء و الفاحشة و غير ذلك من المعاصي الصادرة من أمثال هؤلاء .
" لَنُغْرِيَنَّكَ بِهِمْ " أي نأمرك بعقوبتهم و قتالهم و نسلطك عليهم ، ثم إذا فعلنا ذلك لا طاقة لهم بك و ليس لهم قوة و لا امتناع ، و لهذا قال " لَا يُجَاوِرُونَكَ فِيهَا إِلَّا قَلِيلاً " ) { تفسير السعدي : 6 \ 122 } .

فهذا هو جواب ما أصلَ الكاتب مقاله عليه .

و المقال هو تجميع لكتابات أعداء الإسلام عن الإسلام ، و كلام الروافض علي أهل السنة في بعض الفتاوي ، أي أن الكاتب تقمم كلام أعداء الدين و ألف بينها مع ذكر المصادر إن استطاع ليوهم القارئ أن له باعًا في القراءة - و ليس كذلك - ثم أضاف بعض ما وجده من كلام أهل السنة عن الروافض ، ليظهر المقال في صورته النهائية الموجودة أعلاه .

و لذلك فللرد بقية يظهر فيها تدليس الكاتب في النقل ، و انطلاقه من لا أصل ، و تعميماته التي تنم عن جهل أيما جهل ، و تأتي هذه البقية قريبًا إن شاء الله ...

حسام الدين حامد
12-14-2004, 12:04 PM
بدأ الكاتب بنقل تفسير القرطبي رحمه الله ، و بالطبع فقد انتقي ما يريد فقال :

( يقول القرطبي : ( لما كانت عادات العربيات التبذل ، وكن يكشفن وجوهن كما يفعل الاماء ، وكان ذلك داعبة الى نظر الرجال اليهن وتشعب الفكرة فيهن أمر الله رسوله ان يأمرهن بارتداء الحجاب عليهن اذا اردن الخروج الى حوائجهن ، وكن يتبرزن في الصحراء قبل ان تتخذ الكنف ، فيقع الفرق بينهن وبين الأماء .... وكانت المرأة من نساء المؤمنين قبل نزول هذه الآية تتبرز للحاجة فبتعرض لها بعض الفجار يظن أنها أمة ، فتصيح به فيذهب ، فشكوا ذلك الى النبي فنزلت هذه الآية ) ( تفسير القرطبي لسورة الأحزاب ) اذن رغم الملائكية التي يطبع بها كتاب هذا العصر من الاسلاميين مجتمع الرسول فالحقبقة مغايرة تماما !!! . )

و لا أدري لماذا لا يذكر المصدر بالجزء و الصفحة ، أم أن الكاتب من أصحاب ثقافة Google ?!!

فلنقرأ ما ورد في تفسير القرطبي رحمه الله و الذي يأتي علي أصل مقال الكاتب :

( و قد قيل : إنه يجب الستر و التقنع الآن في حق الجميع من الحرائر و الإماء ، و هذا كما أن أصحاب رسول الله صلي الله عليه و سلم منعوا النساء المساجد بعد وفاة رسول الله صلي الله عليه و سلم مع قوله " لا تمنعوا إماء الله مساجد الله " حتي قالت عائشة رضي الله عنها " لو عاش رسول الله صلي الله عليه و سلم إلي وقتنا هذا لمنعهن الخروج كما منعت نساء بني إسرائيل " ) { الجامع لأحكام القرآن : 14 - 243 ، 244 } .

و هذا النقل يكفي لنسف ما أسس الكاتب عليه مقاله من أن الحكمة من الحجاب ليست العفة ، لذلك فهو إما فقد الإنصاف و لم ينقله ، أو هوناقل من كتاب آخر ثم يدعي النقل المباشر موهمًا بقوله " تفسير القرطبي لسورة الأحزاب " أنه نقل مباشرة .

فليت شعري أين هاتيك الأخلاق التي يتغني الملاحدة بأنهم يتسمون بها ؟ أم أن الحقد علي الإسلام يعمي البصر ؟

يتبع إن شاء الله ...

سيف الكلمة
12-16-2004, 02:43 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين

رغم تفسير الآية بما يفرق بين حرائر المؤمنين وإمائهم فلم أفهمها أبدا بهذا الفهم ولم يقنعنى
هل التعبير القرآنى نساء المؤمنين يقصد بهم الحرائر فقط
وهل الأمة المؤمنة ليست من نساء المؤمنين
لم تنص الآية على التفريق فى الأمر بين الحرائر والإماء
أليست الإماء نساء
ألسن مؤمنات
وهل نساءك يجب أن يكن زوجاتك وبناتك وأقاربك فقط
ألا تنتمى الأمة إلى سيدها انتماء الملكية الذى به يمكن أن يكون بينهما أبناء
ألا يجب أن يغار المؤمن على أم ابنه أو حليلته بالملكية إن جعلها لهذا الغرض
ألا يمكن أن تكون الأمة أكثر إيمانا ممن هى ملك يمين له أو لها
وهل يفرق الله فى الحكم بسبب كونها أمة
خفض الله الحكم فى حد الزنا بسبب تقييد حريتها فى اختيار من ترغب به وليس لكونها أمة
العتبى على من فهم ذلك الفهم
وعلى من أخذ به على مر السنين
الحديث مرتبط بعادات القوم فى هذا الوقت
ولكن كلام الله لا يؤكد هذا الإتجاه فى الفهم
والله أعلم

ابن المصرى
05-20-2006, 12:19 PM
الأخ :سيف
أوافقك الراى تماما فلايوجد فى الآية أى تفريق بين الحرة والأمة ولاأدرى من أين استنبط مفسرينا الأجلاء هذا التفسير الغريب
علاوة على الرواية المروية عن سيدنا عمر رضى الله عنه فهى فى منتهى الغرابة فكيف بمن اشتهر عن شدته فى تنفيذ شرع الله والحرص على عفة المؤمنات نجده ينزع الحجاب عن رأس مؤمنة
وبدلا من نفى تلك الروايات الغريبة ندافع باستماته عن أشياء لاعلاقة لها بنهج الصحابة لمجرد اثبات صحة الرواية الغريبة
جزاك الله الف خير اخونا سيف على كلمة الحق هذه

ناصر التوحيد
05-20-2006, 09:04 PM
الأخ :سيف
أوافقك الراى تماما فلايوجد فى الآية أى تفريق بين الحرة والأمة ولاأدرى من أين استنبط مفسرينا الأجلاء هذا التفسير الغريب
علاوة على الرواية المروية عن سيدنا عمر رضى الله عنه فهى فى منتهى الغرابة فكيف بمن اشتهر عن شدته فى تنفيذ شرع الله والحرص على عفة المؤمنات نجده ينزع الحجاب عن رأس مؤمنة
وبدلا من نفى تلك الروايات الغريبة ندافع باستماته عن أشياء لاعلاقة لها بنهج الصحابة لمجرد اثبات صحة الرواية الغريبة

وهل كل أحكام ومسائل الأَمَة ذكرت في هذه الاية ..
ومفسرونا الأجلاء استنبطوا تفاسيرهم من سائر النصوص الشرعية التي تكلمت في الموضوع
وما الرواية المروية عن سيدنا عمر رضى الله عنه فليست فى منتهى الغرابة .. بل منتهى الغرابة عدم فهمها ..
وليس لاحد نفي صحة اي رواية لمجرد قوله عنها رواية غريبة , وهو ليس على اطلاع بها وبجوانبها وتوابعها ومتعلقاتها واسبابها واقوال العلماء الأجلاء فيها .
الرواية تتحدث عن طرق معرفة وتمييز الحرة من الأمة , كما تتحدث روايات اخرى عن طرق معرفة وتمييز المسلمة المؤمنة من نساء اهل الذمة - الكتابيات -
فلا يجوز للأمة ولا للكتابية ان تغطي وجهها وشعرها ..الا اذا أسلمت الامة والكتابية , واذا تزوجت الأمة .
قال الشيخ أبوحامد وغيره: وأجمع العلماء على أن رأس الأمة ليس بعورة، مزوجة كانت أوغيرها، إلا رواية عن الحسن البصري أن الأمة المزوجة التي أسكنها الزوج منزله كالحرة، والله أعلم
وأجمع المفسرون كلهم على أن الحجاب جاء للتفريق بن المرأة الحرة والمملوكة فقط.
قال ابن تيمية: (كان عمر بن الخطاب إذا رأى أمة قد تقنَّعت، أو أدنت جلبابها عليها، ضربها بالدرة على رأسها، قائلاً: فيمَ الإماء يتشبهن بالحرائر، حتى يسقط غطاؤها. )
فسيدنا عمر كان يسقط غطاء الرأس عن الامة .
عرفنا ان الأمة المؤمنة اذا تزوجت فليس لاحد ان يطلع على عورتها الا زوجها .
(‏حدثنا ‏ ‏محمد بن عبد الله بن الميمون ‏ ‏حدثنا ‏ ‏الوليد ‏ ‏عن ‏ ‏الأوزاعي ‏ ‏عن ‏ ‏عمرو بن شعيب ‏ ‏عن ‏ ‏أبيه ‏ ‏عن ‏ ‏جده ‏
‏عن النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏قال ‏ ‏إذا زوج أحدكم عبده أمته فلا ينظر إلى عورتها ‏ ) عون المعبود شرح سنن أبي داود . ‏( إذا زوج أحدكم عبده أمته ) ‏: أي مملوكته ‏‏( فلا ينظر إلى عورتها )

السؤال الان , هل يوجد فرق في ذلك بين الأمة المؤمنة والأمة الكافرة .
اذا خيفت الفتنة فالواجب على كل امراة حرة او امة , مؤمنة او كافرة , ان تستر نفسها
وكذلك الامة عليها ان تستر شعرها ووجهها اذا خيفت الفتنة
واما القول بان عورتها كالرجل فذلك في الصلاة وليس في الاماكن العامة .. سواء أمنت الفتنة ام لا ..ومع ذلك قال العلماء أنه لا يجوز للرجل أن يصلي مكشوف الفخذين , فكذلك الأمة , فاذا انكشف فخذها فعليها الاعادة
كما انه يحرم نظر الرجل الى الامة كما يحرم النظر الى الحرة ولو كانت لا تثير الشهوة
وعلى ضوء القواعد الإسلامية العامة التي منها " درء المفاسد قبل جلب المصالح " فلا يجوز بروز الأمة الحسناء أيضا بشعرها , والأمة إذا كان يخاف منها الفتنة عليها أن تحتجب
وليس في الكتاب والسنة إباحة النظر إلى عامة الإماء ولا ترك احتجابهن وإبداء زينتهن ولكن القرآن لم يأمرهن بما أمر الحرائر

حسن المرسى
07-13-2011, 03:52 AM
يرفع ..

ابن السنة
07-29-2011, 02:10 AM
دائماً ما يستند اللادنيون الى آية الحجاب و يتناسون آية الخمار.
فنقول ان آية الجلباب جاءت قبل آية الخمار على الراجح. فلو افترضنا ان "علة" التحريم هى التفريق بين الحرة و الأمة فى آية الجلباب فماذا نقول فى آية الخمار؟
آية الخمار صريحة فى أن التحريم علته الفتنة.
فان ذهب البعض ان العلة فى آية الجلباب هى للتفريق بين الأمة و الحرة، نقول لهم دعكم من الاستدلال بالآية ماذا عن آية الخمار؟؟
غاية ما فى الأمر ان آية الجلباب نزلت لحل مشكلة قائمة و هى كثرة الفساق و تعرضهم للنساء. فكان الأمر الوقائى و هذا لا يعنى الرضى عن الفسق بطبيعة الحال. لكن الأمر اشبه بمن يؤَمن ويغلق داره حتى لا تُسرق. و هذا لا يعنى أن نترك اللصوص !!!
ماذا عن النقطة التى يستغربها الكثير: الأمة؟
الأمة ليس عليها ان تختمر لكن هذا لا يعنى ان يتلذذ الرجال بالنظر اليها لأن الأمر للمؤمنين بوجوب غض البصر أمر عام لم يفرق بين الأمة و الحرة، و الأمة الزانية تعاقب.
لكن الله رؤوف بعباده و على قدر الطاقة يكون التكليف و تكون العقوبات
فالأمة ظروفها غير ظروف الحرة لذا عفاها الله من الخمار و عفاها من العقوبة المشددة فى الزنا فى الوقت ذاته بينما من يزنى بها يرجم ان كان محصناً حراً. و الحرة تملك نفسها اكثر من الأمة و مكلفة بأمور اكثر كالحجاب و بالتالى فعقوبتها ان كانت غير متزوجة ضعف عقوبة الأمة و عقوبتها ان كانت متزوجة اكبر من عقوبة الغير متزوجة. فكما قلنا على قدر الطاقة يكون التكليف و العقوبة. و نعيد و نقول أن المسلم مُحرم عليه النظر الى النساء عامةً.

ناصر التوحيد
08-04-2011, 06:18 AM
قال شيخ الإسلام في الفتاوى (15|448): «قول الله تعالى : " يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ " الآية، دليلٌ على أن الحجاب إنما أمر به الحرائر دون الإماء.
ولذلك قال في (15|372): والحجابُ مختصٌّ بالحرائر دون الإماء .
وليس معنى ذلك ان يذهب البعض ان العلة فى آية الجلباب هى التفريق بين الأمة والحرة، لان العلة هي الباعث على الحكم , والعلة هنا هي الستر والتمييز ومنع الاذى القولي ، فإن المفسرين لم يجنحوا إلى عدّ التمييز بين الحرة والأمة كعلة وحيدة لفرض الحجاب، فالآيات التي تنص على وجوب الحجاب تتضمن عللاً أخرى وكثيرة .
ولهذا يعتبرون انه من مقاصد الآية الكريمة أن الحجاب جاء للتفريق بن المرأة الحرة والمملوكة كون الحجابُ مختصٌّ بالحرائر دون الإماء . وبأن من الحكمة من تشريع الحجاب تمييز الحرة من الأمة ولمنع الفساق من التعرض للمرأة ولذلك أمر الحرائر بمخالفة زي الإماء وليحتشمن ، ليهابهن الفساق , فلا يطمع فيهن طامع، وليحميها من ذئاب البشر .. وأعداء العفاف والطهر، وايضا من حكم تشريع الإسلام للحجاب وإخفاء المرأة زينتها ومفاتنها هو تخفيف فرص الغواية والإثارة لضمان طهارة المجتمع من جهة ولحفظ كرامة المرأة من جهة ثانية . وأن الحجاب عفة ودرء للفتنة . وان الهدف والعلة من تشريع الحجاب أو الخمار في الاسلام ، هو إحصان المرأة وحفظ كرامتها بتغطية ما يثير شهوة الرجال من زينتها، وذلك بستر سائر بدنها لمنع الغواية او اغراء الرجال , ويحوطهم بالمناعة ويحول دون جنوح الشهوة وهياج الغريزة، وبذلك فالحجاب يمنع من وقوع الرجال في فتنتهن ، و يحفظهن من الأذى المترتب على ذلك ، وبمعنى اخر جاء الحجاب لسد ذريعة الفساد.
فالله تعالى فرض الحجاب لحكم وأسرار عظيمة، وفضائل محمودة، وغايات ومصالح كبيرة

فالأمة التي لا يخشي منها الفتنة ، تكشف وجهها ,, لكن إذا خشي الفتنة نجد القول التالي لشيخ الإسلام رحمه الله : ( وكذلك الأمة إذا كان يخاف بها الفتنة كان عليها أن ترخي من جلبابها ، و تحتجب ، ووجب غض البصر عنها ومنها ، وليس في الكتاب والسنة إباحة النظر إلي عامة الإماء ، ولا ترك احتجابهن وإبداء زينتهن ، و لكن القرآن لم يأمرهن بما أمر الحرائر ، فإذا كان في ظهور الأمة والنظر إليها فتنة وجب المنع من ذلك كما لو كانت في غير ذلك ) { مدارك التنزيل وحقائق التأويل 3\79 نقلًا عن كتاب أدلة الحجاب للشيخ محمد إسماعيل المقدم حفظه الله }.



وهذه الآية الكريمة تدل مما تدل عليه -- وليس حصرا -- على أن الحجاب جاء للتفريق بن المرأة الحرة والمملوكة وحماية المرأة من الأذى، فيُعرفن ويميزن به .. فلا يؤذين بالقول.. لأن الأَمَة لا يجوز لها الحجاب ولا يجب عليها , وبه يتم التفريق بن المرأة الحرة والأمة لأن الحجاب فرض مختص بالحرائر دون الإماء وبه تعرف الحرة من الأمة ... ويتم تمييز نساء المسلمين عن الإماء وعن نساء اهل الذمة فيُعرفن ويميزن به .. فلا يؤذين بالقول.

وبالتالى فلا يسقط حكم الحجاب ووجوبه على الحرائر لأن الحجاب إنما أمرت به الحرائر ولو حتى لا يوجد إماء كما هو حاصل اليوم لأن العلة قائمة وهي الستر حتى يُعرفن ويميزن .. فلا يؤذين بالقول من فاجر لا يميز بين الحرة وبين الأمة غير العفيفة .. لان الحجاب ساتر لجميع البدن .. لانه بزوال العلة ينتفي الالزام لأن الحكم يدور مع علته وجودا وعدما, فإن وُجد الحكم وُجدت العلة, وإذا انتفت العلة انتفى الحكم .... ولكن العلة قائمة والالزام قائم ... فالحجاب فرض عام على كل مؤمنة مؤبد إلى يوم القيامة .

ابن السنة
08-04-2011, 08:02 AM
بارك الله فيك استاذنا ناصر التوحيد
هل نستطيع ان نقول أن آية الجلباب جاءت كمرحلة أولى ثم أُحكِم الحكم و اكتمل بآية الزينة أو الخمار؟
و آية الزينة علتها الظاهرة هى صيانة المرأة و عفتها و بالتالى فحتى ان استدل احدهم بآية الخمار نقول له : فرضنا جدلاً ان ما تقوله صحيح ماذا عن الاستدلال بآية الزينة؟
و بالتالى فآية الجلباب جاءت كخطوة فى العلاج فازالت جزء من المشكلة و هو ستر النساء و الوعيد للمرجفين. ثم جاءت الآيات فى سورة النور تضع اللمسات الأخيرة للزى الاسلامى للمرأة و فى نفس الوقت لأداب عامة كغض البصر و تزويج الاماء و آيات فى النساء توضح عقوبة الأمة.
فالأمر اشبه بحل مشكلة فقد الأمن. فأولاً اغلق الابواب بالاقفال، ثم ادرب رجال الشرطة ثم اقوم بتذكية الانفس و تحذير الناس من السرقة ثم اقول بوضع تشريعات لمعاقبة اللصوص و المجرمين.
و بالتالى فعندما اطلب من اقاربى غلق الابواب فهذا لا يعنى ان العلة هى حماية اقاربى فقط بل هى خطوة أولى و هذا لا يعنى أنها نُسخت بالاحكام الثانية بل الاحكام التالية احكام تُكمل الحكم الأول
و فى حالتنا هذه فالآيات الآخرى كالأمر بغض البصر و عقوبة الزنا ،....الخ توضح ان قوله تعالى: "ذلك ادنى ان يعرفن فلا يؤذين" لا تعنى أن مفهوم المخالفة صحيح بأن من يعرفن يحق ان يؤذين لأن هذا الفهم مخالف بل مصادم للنص الصريح و مفهوم المخالفة اذا ما خالف النص الصريح لا يُعمل به؟