المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : شبهة اختلاف الآراء - نبوءة سورة الروم كمثال



د. هشام عزمي
12-10-2004, 01:36 AM
عــود على بــدء
. . .

من طالع كتب العلماء الأولين و ردودهم على الشبهات ، علم انهم لم يشغلوا انفسهم إطلاقا بالجاهلين و المشاغبين من طارحي الشبهات .. و انت قد تقلب عشرات الصفحات فلا تجدهم اعتنوا بشبهة سببها نزع النصوص من سياقها أو التدليس في العرض أو حتى "الفهلوة" في الطرح .

و لكنه قد جدت أشياء جعلت شبهات هذه الأيام - إن لم تكن تكرارا لشبهات الماضين - عبارة عن نصب و خداع و "فهلوة" .. و لا نجد في اي مرجع من يدل المسلم العادي لمواطن الخلل في هذه الشبهات .. لذا بدأت هذه السلسلة لكشف بعض هذه المواطن داعيًا الله أن يكون هذا العمل بداية لبحث جاد قد يتناوله شخص بعدي على درجة عالية من التاهيل الذي قد يمكنه من بحثه و دراسته بصورة أفضل .. و الله من وراء القصد و هو يهدي السبيل .


الشبهة محل البحث

وضع احد الأخوة الافاضل هذه الشبهة في منتدى الجامع للرد على النصارى كمثال على الطعون في إعجاز القرآن ، و هي شبهة مثالية لغرضنا .. و هي إن كانت سهلة إلا أني جئت بها للتوضيح على مرادي و لا أنوي أن اورد شبهات معقدة في هذه المرحلة من السلسلة ان شاء الله .

يقول كاتبه :
يرون نبوءة تاريخية كبرى فى قوله : " غلبت الروم فى أدنى الأرض ، و هم من بعد غلبهم سيغلبون فى بضع سنين ، لله الأمر من قبل و من بعد ، و يومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله ، ينصر من يشاء و هو العزيز الرحيم ، وعد الله ، لا يخلف الله وعده ، و لكن أكثر الناس لا يعلمون " ( الروم 2 – 6 ) .

قصة الروم هذه لا تمت الى السورة التى تستفتحها بصلة . فلا يعرف زمانها . ثم ان لها قراءتين على المعلوم ( غلبت ) و على المجهول ( غلبت ) . و بحسب اختلاف القراءة قد تعنى الروم و الفرس ، أو الروم و العرب . و آية مجهولة المعنى لا تكون نبأ غيبيا .

و ( أسباب النزول ) تؤيد ذلك ، قال السيوطى : " أخرج الترمذى عن أبى سعيد قال : لما كان يوم بدر ظهرت الروم على فارس فأعجب ذلك المؤمنين ، فنزلت ( آلم غلبت الروم ) الى قوله ( بنصر الله ) يعنى بفتح العين . و أخرج ابن جرير عن ابن مسعود نحوه " – فعلى القراءة بالمعلوم ان الآية تسجيل واقع تاريخى مشهود ، يتوسم فيه المسلمون خيرا لهم تجاه المشركين . " و أخرج ابن أبى حاتم عن ابن شهاب قال : بلغنا ان المشركين كانوا يجادلون المسلمين و هم بمكة قبل أن يخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فيقولون : الروم يشهدون أنهم أهل كتاب ، و قد غلبتهم المجوس ، و أنتم تزعمون أنكم ستغلبونا بالكتاب الذى أنزل على نبيكم .
فكيف غلبت المجوس الروم و هم أهل كتاب ، فسنغلبكم كما غلبت فارس الروم . فأنزل الله ( آلم غلبت الروم ) . و أخرج ابن جرير نحوه عن عكرمة و يحيى بن يعمر " – واقع الحال قبل الهجرة لا يسمح بمثل هذا الحوار ، فقد ظل المسلمون مغلوبين على أمرهم فى مكة حتى اضطروا إلى الهجرة الى يثرب . مع ذلك يستنتج السيوطى : " و قتادة فى الرواية الأولى على قراءة ( غلبت ) بالفتح لأنها نزلت يوم غلبهم يوم بدر . و الثانية على قراءة الضم ( غلبت ) فيكون معناه ، و هم من بعد غلبتهم فارس سيغلبهم المسلمون ، حتى يصح معنى الكلام ، و إلا لم يكن له كبير معنى " – فكبير المعنى عنده ان المسلمين سيغلبون الروم بعد انتصارهم على الفرس . و هذه نظرية ثالثة فى معنى الآية .

و نبأ له ثلاثة معان ليس بنبوءة غيبية .

و قد تكون القراءة على المجهول ، أى انتصار الروم على الفرس بعد هزيمة الروم ، هى الفضلى ، فى شبه اجماع . لكن على هذه الحال ، ليس فى الخبرمعنى النبوءة الغيبية ، " لأنها نزلت يوم غلبهم ، يوم بدر " ، انها تسجيل حدث مشهود عام 624 م فرح به المسلمون لنصر الإيمان ، كما فرحوا بنص بدر على مشركى العرب . و التاريخ خير شاهد : فقد بدأت حملة الفرس الظافرة عام 612 م فاحتلوا سورية سنة 622 م ، و فلسطين 614 م و مصر 618 م . و ظهر هرقل فسار بحملة الثأر الظافرة سنة 622 م ، و سنة 624 م كان طرد الفرس من سوريا ، يوم نصر بدر . و ظل هرقل زاحفا حتى احتل عاصمة فارس ، و استرجع منها ذخيرة الصليب . فما يسمونه نبوءة فى آية الروم ليس سوى واقع تاريخى مشهود .

فما رايكم يا احبة ؟ :)

د. هشام عزمي
12-10-2004, 05:48 AM
حسنٌ ، من الواضح أن صاحب الشبهة قد قام بعرضها في صورة سيئة لا تساعد على فهمها بسهولة أو استيعاب جميع جوانبها بيسر .

قضيته التي بنى عليها الشبهة هو ان الاية لها تفسيرات عدة و هذه التفسيرات متناقضة . و عليه لا يمكن الجزم بكونها نبوءة مستقبلية غيبية كما يتشدق بذلك المسلمون .

المطلوب منكم الان يا أحبة هو أن يستخرج كل منكم هذه التفسيرات المتناقضة من هذا العرض السيء و يضعها بأسلوبه و الفاظه في صورة 1 - 2 - 3 ؛ حتى نواصل التباحث حولها .

سيف الكلمة
12-10-2004, 08:03 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين

الروم سورة مكية
وهزيمة الروم تمت قبل الهجرة
وتزوير التاريخ هنا فيه سوء قصد
هزم الروم الفرس قبل يوم بدر ووصلت أخبار انتصار الروم على الفرس يوم بدر
لم يتم هزيمة الفرس فى معركة واحدة ولكن حسم المعارك تم فى منخفض عن سطح البحر من الأرض بالشام عام 624 وهذا تفسير تعبير أدنى الأرض
هزيمة الروم بيد الفرس واحتلال الشام تم قبل الهجرة بسبع سنوات
تعديل تواريخ الأحداث اشتهر عن بنى إسرائيل والنصارى لتتوافق الأحداث مع النبوءات الموجودة بالكتاب المقدس
فقد ذكروا عن هدم الهيكل بيد نبوخذ نصر أنه تم عام 586و588و589 قبل الميلاد
وذكروا هدم بيت المقدس بيد الرومان لأول مرة أعوام 36 و37 و38 قبل الميلاد
وذكروا عن الهدم الثانى الرومانى لبيت المقدس أعوام 68 و70 بعد الميلاد
وكثير من التعديلات تتم لا لسند من خبر تاريخى موثق ولكن لتتوافق تفسيراتهم للنبوءات
وتاريخ المسلمين والأحداث المتعلقة به لا نأخذه من متبعى ديانات بنى إسرائيل لانتفاء الحيدة ولأنهم يعدلون فى التواريخ كيف شاءوا
وتعديل تاريخ لنفى نبوءة إسلامية أمر وارد
السورة مكية ولم تتنزل عام 624 حيث كان لمحمد بالمدينة سنتين
وثقتنا فى ما ورد بكتب السيرة أكبر من الآتى عن طريق بنى إسرائيل
والمسيح كان آخر أنبياء بنى إسرائيل
والروم كانوا نصارى وأعداء للمسلمين وظلوا كذلك حتى الآن
وكلمة غلبت لها قراءتين وكلتاهما صحيحة
وفسرت النبوءة ومحمد فى مكة على قراءتها بضم حرف الغين والمبنى للمجهول وصدقت النبوءة وكسب أبو بكر رهانا لثقته فى النبوءة الآتية من الله
وفسرت النبوءة بعد ذلك رقميا فى عهد صلاح الدين الأيوبى بقراءة غلبت الروم بفتح الغين قبل معركة حطين وهزيمة الروم فيها وفتح القدس فى نفس العام
وقد أورد ابن كثير خبر النبوءة فى البداية والنهاية قبل أربعة سنوات من فتح القدس وحدث كما قال مفسرها رقميا وأمره صلاح الدين بخطبة الجمعة فى الصخرة
وقد بين الألوسى كيفية الحساب كما تم فى روح المعانى الجزء الأول تفسير الم البقرة كما ورد هذا الخبر من مصادر أخرى
وبالرغم من عدم قناعة الكثيرين بالتفسير الرقمى المتأخر يبقى أن حدوث نصر الروم على الفرس وحده دليل صدق النبوءة ولا نلتفت لتضليل مؤرخى الغرب بعد أن أضلوا متبعى كتابهم المقدس بما أضافوا إليه وحذفوا منه
وأما التفسير الثالث بأنه بعد غلب فارس لهم سيغلبهم المسلمون فهو بعيد عن قول الله فى بضع سنين حيث البضع بين الثلاثة والتسع والسورة مكية وقد غلب المسلمون الروم فى أول عهد عمر بن الخطاب وهذا أكثر من التسع

د. هشام عزمي
12-11-2004, 05:29 AM
هيا يا احبة .. من سيلخص المقال و يضع التفسيرات في نقاط 1 2 3 ؟
لا تجعلوني انتظر طويلا .

بلال
12-11-2004, 06:19 AM
اعذرنى يا د. هشام ولكن الشبهة ليست سهلة بالنسبة لى :(
فهل من الممكن ان ترد عليها انت وفى نفس الوقت تبين لنا كيفية الرد من كل جووانبه وبعد الانتهاء تضع لنا شبهة مماثلة نجرب الرد عليها وهكذا نسير فى التعليم.تضع لنا واحدة تعلمنا اصول الرد والثانية نبدا نحن فى التدريب عليها ما رايك؟

د. هشام عزمي
12-11-2004, 06:33 AM
اعذرنى يا د. هشام ولكن الشبهة ليست سهلة بالنسبة لى :(
فهل من الممكن ان ترد عليها انت وفى نفس الوقت تبين لنا كيفية الرد من كل جووانبه وبعد الانتهاء تضع لنا شبهة مماثلة نجرب الرد عليها وهكذا نسير فى التعليم.تضع لنا واحدة تعلمنا اصول الرد والثانية نبدا نحن فى التدريب عليها ما رايك؟
:D :D
دعك من السهولة و الصعوبة الآن يا أخي ، فسأضع لهذه الشبهة ردًا يفوق أحلامك بعون الله تعالى .. أنا فقط أريد منكم ان تقوموا بتلخيص هذه المقالة ، أو على الاقل أن يقوم احدكم بمتابة ما فهمه منها في صورة نقاط 1 2 3 .

أنا لا اريد منك الرد يا اخي .. هذا هو ما أردته :

قضيته التي بنى عليها الشبهة هو ان الاية لها تفسيرات عدة و هذه التفسيرات متناقضة . و عليه لا يمكن الجزم بكونها نبوءة مستقبلية غيبية كما يتشدق بذلك المسلمون .

المطلوب منكم الان يا أحبة هو أن يستخرج كل منكم هذه التفسيرات المتناقضة من هذا العرض السيء و يضعها بأسلوبه و الفاظه في صورة 1 - 2 - 3 ؛ حتى نواصل التباحث حولها .
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

احمد المنصور
12-11-2004, 07:05 AM
التأويل يحتمل معنيين
المعنى الاول:
الفرس انتصروا على الروم وبعد ذلك ببضع سنين سينتصر الروم فيفرح المسلمون
المعنى الثاتي:
الروم انتصرو على الفرس وبعد ذلك ببضع سنين سينتصر المسلمون عليهم فيفرح المسلمون

والان ترتيتب الاحداث:

[______التفسير الاول___________]......................................
أنتصر الفرس (بضع سنين) ينتصر الروم (بضع سنين) ينتصر المسلمون
..................................[________التفسير الثاني___________]

اذا كانا المعنايان سليمان يكون الاعجاز مركب وهما بشارتان لا واحدة.
(لا أذكر التواريخ )

أميرة الجلباب
12-11-2004, 02:21 PM
السلام عليكم
أنا لم أتوصل إلا لتفسيرين فقط...
وهذا موقع يتعلق بالموضوع

في هذا الموقع التاريخي نجد الدليل على صدق
معجزة القرآن عندما أخبر
بانتصار الروم على الفرس في بضع سنين :

http://www.roman-emperors.org/heraclis.htm

the Persians under the rule of Chosroes had begun a series of
successful attacks on the empire resulting in the loss of Damascus
in 613, Jerusalem in 614 (destroying the Church of the Holy
Sepulchre and capturing the Holy Cross) and Egypt in 619.
Recognizing the difficulty in fighting on two opposing fronts at the
same time, Heraclius signed a peace treaty with the Avars in 619,
and focused on the eastern half of the empire. In the spring of 622,
Heraclius left Constantinople for Asia Minor and began training his
troops over the summer, focusing on a more involved role for the
Byantine cavalry.

In the autumn, Heraclius' army invaded Armenia and soon won several
victories over the Persians

في سنة 614 هزيمة الرومان وسقوط القدس بيد
الفرس

في سنة 622 بدأت جيوش هرقل تحقق انتصارات على
الفرس

المدة : 8 سنوات (في بضع سنين )

وصدق الله العظيم القائل في محكم التنزيل :
غلبت الروم في أدنى الأرض وهم
من بعد غلبهم سيغلبون في بضع سنين .
سورة الروم

حسام الدين حامد
12-11-2004, 10:57 PM
1- الروم غلبوا الفرس و كانت الآية تسجيلًا لحادثة وقعت .

2- الروم غُلِبوا من الفرس ، و الآية تفسر بأن الروم سيغلبون الفرس مرة أخري ، و هذا فيه بشارة للمسلمين لأنهم لهم كتاب مثل الروم .

3- المسلمون سيغلبون الروم بعد أن غلبوا الفرس .

؟؟

د. هشام عزمي
12-12-2004, 01:59 AM
بسم الله الرحمن الرحيم


بارك الله فيكم جميعًا يا أحبة :)

سأعقب على تقسيم للتفسيرات قريبًا إن شاء الله و لكني سأبدأ في وضع أول جزء من الرد ، و هو بخصوص منهجية طرح الشبهة ... و الله المستعان .


(1)

تتلخص جدلية طارح الشبهة في عبارة واحدة ذكرها في وسط كلامه و هي (( و نبأ له ثلاثة معان ليس بنبوءة غيبية )) . و كون النبأ له عدة معان يستلزم كون المعنى المراد - أي المعنى الذي يريده صاحب الكلام و هو الله تعالى - غير معلوم على وجه الدقة لذا قال صاحبنا (( و آية مجهولة المعنى لا تكون نبأ غيبيا )).

و اعلموا - رحمكم الله - أن هذا الأسلوب في طرح الشبهات هو الأكثر شيوعًا بين أعداء الإسلام : تجدهم ، مثلاً ، يعترضون على قول المسلمين أن الروح القدس هو جبريل عليه السلام و يقولون أن علماء المسلمين اختلفوا في المعنى . و يعترضون على كون الذبيح هو إسحاق لأن علماء المسلمين اختلفوا في هوية الذبيح .. و هكذا ..

لذا يجب أن يتنبه المسلم المتصدي للرد على أمثال هذه الشبهات لهذا الأسلوب و يتعلم كيف يرد عليه بما يليق به .


(2)

لمعرفة معنى كلمة أو جملة في سياق ما يجب أولاً التعرف على كل المعاني المحتملة لهذه الكلمة . و بعد ذلك يتم مقارنة المعاني في ضوء السياق و غيره من الأدلة التي ترجح معنى على معنى .

هل هذا الكلام صعب ؟ حسنٌ ، سأضرب مثالاً للتوضيح .

عندما أقول (( شربت من عين زبيدة )) ، فماذا أقصد بكلمة ( عين ) ؟؟ و ما هو معنى الجملة ؟

من المعلوم أن العين في اللغة لها معان عديدة ، أليس كذلك ؟

هل يصح وقتها أن نقول أن المعنى مجهول و أن الجملة غير مفهومة ؟؟

كلا ، بالطبع !

إذن ما هو السبيل لمعرفة معنى هذه الجملة على وجه الدقة ؟

أولا : استعراض كل معاني العين في اللغة و هي : العضو الموجود في الوجه و المسئول عن حاسة البصر - الجاسوس - الينبوع الذي تخرج منه الماء - الحسد - النفس يقال عين الشئ أي نفسه .

ثانيًا : البحث عن أدلة ترجح معنى على معنى من هذه المعاني المتعددة .. و في الجملة موضوع النقاش نجد ان قولي ( شربت ) يرجح معنى ينبوع الماء على باقي المعاني .

هل استوعبتم هذه الطريقة لمعرفة المعنى على وجه الدقة ؟ هي طريقة سهلة جدًا كما ترون و الحمد لله .


(3)

فماذا فعل صاحبنا الهمام صاحب الشبهة ؟

هو اكتفى بمرحلة ذكر المعاني المحتملة للنص و توقف .

فأين التحقيق و التدقيق و التمحيص للوصول للمعنى الراجح بين هذه المعاني ؟

لا يوجد !

لماذا ؟؟

هناك سببان . . .

أولا : لأن هذا هو غرض طارح الشبهة ؛ فهو لا يبتغي أكثر من التشويش على النبوءة و التشكيك فيها من خلال طرح التفاسير المتعددة لها .

ثانيًا : لأن هذا هو مبلغ علمه ؛ فهو لا يستطيع ان يفعل ما فعله علماء المسلمين عندما رجحوا تفسير النبوءة الغيبية على سواه .. هم اعتمدوا هذا التفسير لأنهم قاموا بالتمحيص و التحقيق و المقارنة و التدقيق حتى توصلوا للتفسير المعتمد . و لكن صاحبنا طارح الشبهة لا يملك ما يؤهله لمثل هذا العمل ، فاكتفى بوضع التفاسير المتعددة : صحيحها و سقيمها بلا تحقيق أو تدقيق .


و الخلاصة

أن طارح الشبهة اكتفى بقطع نصف الطريق فصار كالراقص على السلم ( كما يقول المثل الشعبي المصري ) :D .. و هو بذلك قد سهل على محاوره المسلم الرد عليه ، و ما الرد إلا مواصلة الطريق إلى نهايته أي مقارنة التفسيرات و تمحيصها و تحقيقها لنبلغ المعنى المراد من رب العباد .

د. هشام عزمي
12-13-2004, 03:00 AM
سألخص التفسيرات التي قدمها صاحب الشبهة و التي بنى عليها رفضه للنبوءة ، و هذه التفسيرات ثلاثة سأسردها هنا ثم أقوم غدًا أو بعد غد بدراستها عن قرب إن شاء الله .

التفسير الأول : أن السورة تشير لنبوءة غلبة الروم على الفرس بعد هزيمتهم و هو الذي عليه إجماع المفسرين .
التفسير الثاني : أن السورة تشير لنبوءة غلبة المسلمين على الروم و معتمده قراءة (غَلَبَت) بالمبني للمعلوم .
التفسير الثالث : أنها مجرد تسجيل لواقع مشهود و ليست بنبوءة أصلاً و هو اختيار صاحب الشبهة .

حسام مجدي
02-02-2005, 02:34 PM
السلام عليكم و رحمة الله و بركاتة ...

أخى الحبيب د.هشام أنقل إليك قول الشيخ / محمد نبهان بن حسين مصرى ... حول ردة لمسأله القراءة الأخرى تلك ..

فهو يقول ... فى مجال ردة على الشبهات فى القراءات ...

http://www.quraat.com/qraat_since5.asp

زعم المستشرق جولد زيهر: وجود تناقض بين القراءات في المعنى، واستدل على ذلك بتناقض القراءتين في سورة الروم ] غُلِبت الروم [ بالبناء للمجهول و] سيَغلبون [ بالبناء للمعلوم، والقراءة الثانية (غَلبت الروم) بالبناء للمعلوم (سيُغلبون) بالبناء للمجهول.

الجواب:

أن القراءة المتواترة في هذه الآية هي ]غُلبت الروم[ بالبناء للمجهول، أما القراءة الثانية فهي قراءة شاذة غير متواترة، وبالتالي لا تصلح لمعارضة القراءة الأولى ولا تعد قرآناً أصلاً. ولن يجد جولد زيهر ولا غيره من المغرضين ما يمكن أن يكون مثالاً لتعارض القراءات، وصدق الله تعالى إذ يقول: ] ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافاً كثيراً [ [النساء82].


...

و أنقل لك رد أخى الكريم أبو مريم فى نفس الآية .. من قول القرطبى ...


(( وَقَرَأَ أَبُو سَعِيد الْخُدْرِيّ وَعَلِيّ بْن أَبِي طَالِب وَمُعَاوِيَة بْن قُرَّة " غَلَبَتْ الرُّوم " بِفَتْحِ الْغَيْن وَاللَّام . وَتَأْوِيل ذَلِكَ أَنَّ الَّذِي طَرَأَ يَوْم بَدْر إِنَّمَا كَانَتْ الرُّوم غَلَبَتْ فَعَزَّ ذَلِكَ عَلَى كُفَّار قُرَيْش وَسُرَّ بِذَلِكَ الْمُسْلِمُونَ , فَبَشَّرَ اللَّه تَعَالَى عِبَاده أَنَّهُمْ سَيَغْلِبُونَ أَيْضًا فِي بِضْع سِنِينَ ; ذَكَرَ هَذَا التَّأْوِيل أَبُو حَاتِم . قَالَ أَبُو جَعْفَر النَّحَّاس : قِرَاءَة أَكْثَر النَّاس " غُلِبَتْ الرُّوم " بِضَمِّ الْعَيْن وَكَسْر اللَّام . وَرُوِيَ عَنْ اِبْن عُمَر وَأَبِي سَعِيد الْخُدْرِيّ أَنَّهُمَا قَرَآ " غَلَبْت الرُّوم " وَقَرَآ " سَيُغْلَبُونَ " . وَحَكَى أَبُو حَاتِم أَنَّ عِصْمَة رَوَى عَنْ هَارُون : أَنَّ هَذِهِ قِرَاءَة أَهْل الشَّام ; وَأَحْمَد بْن حَنْبَل يَقُول : إِنَّ عِصْمَة هَذَا ضَعِيف , وَأَبُو حَاتِم كَثِير الْحِكَايَة عَنْهُ , وَالْحَدِيث يَدُلّ عَلَى أَنَّ الْقِرَاءَة " غُلِبَتْ " بِضَمِّ الْغَيْن ))

و بذبك لا يجوز لطارح الشبهة الاحتجاج بها اصلا .... و الله أعلم ....

سيف الكلمة
02-04-2005, 12:18 AM
إخوتى فى الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

النص يحكمنا
والبضع من الثلاثة ودون العشرة
نصر المؤمنين فى بدر ونصر الروم فى المنخفض كانا فى زمن واحد فى السنة الثانية من الهجرة
وقيل بأن خبر انتصار الروم جاء فى يوم بدر
فتح القدس بيد المسلمين على عهد عمر فى أقل التقديرات كان عام 15 هجرية وفى أكثر التقديرات 18 هجرية
فالوقت بينه وبين بدر من 13 إلى 16 سنة وهو خارج حدود البضع
فهذا الرأى مستبعد بنص الآية سواء بضم الغين أو فتحها
يبقى احتمال واحد له شقين على الوجه الآتى
السورة مكية
فلم تنزل السورة بعد هزيمة الفرس أو قريش لأن كلاهما تما فى عام 624 من ميلاد المسيح المقابل لعام 2 من الهجرة النبوية
والقول بأن النص تسجيل لأمر واقع قول جائر
لنزول السورة بمكة قبل الهجرة أى قبل عام 622 ميلادية
ولا يلتفت إليه
السورة نزلت فبل الهجرة بست سنوات أى عام 616 ميلادية والفاصل بينها وبين تحقق النبوءة ثمانية سنوات فى حدود البضع سنين
والنبوءة لها شقين
الأول نصر الروم على الفرس فى بضع سنين وقد تحقق بعد ثمانية سنوات فى حدود البضع
والثانى ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله تم بانتصار المسلمين على مشركى قريش وليس بنصر الروم على الفرس فى نفس العام
والدليل على أن نصر الله للمسلمين ما يلى
1) الأولى بفرحة المؤمنين انتصارهم هم على عدوهم من قريش
2) ينصر الله المؤمنين الذين ينصرونه وهم المسلمين هنا
( إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم )
3) انتصار الروم على الفرس انتصار لأمة مشركة عبدت المسيح على أمة مشركة عبدت النار والنور فكلاهما سواء فى البضاعة حيث توجهت عبادتهم لغير الله ولا يقبل الله غير العبادة الخالصة لوجهه
وأى فهم يخالف البضع فهم ناقص
هذا ما استقر عليه رأيى الآن وذلك يخالف ما نقلته عن تفسير لاحق بهزيمة الروم عند فتح القدس فى عهد صلاح الدين الأيوبى نقلا عن كل من بن كثير فى البداية والنهاية والألوسى فى روح المعانى
والله أعلم

حسام مجدي
05-23-2005, 03:15 AM
بسم الله الرحمن الرحيم و الحمد لله رب العالمين و الصلاه و السلام على خير خلق الله سيدنا محمد و على اله و صحبة و سلم تسليما كثيرا

افحام الخصوم باثبات الاعجاز في نبوءة سورة الروم
المنهج الذى سوف اتبعة بإذن الله للرد على الشبهات حول النبؤة و اثبات الإعجاز ...
أولا ... بيان الحقائق التاريخية المختصة بتلك الفترة من المصادر الاجنبية أو الغير اسلامية ... و اثبات توافقها التام مع النبؤة بأمر الله تعالى ..
ثانيا ... تحديد المعيار التاريخى أو تحديد المراجع التاريخية الحقة الذى يجب أن نقيس به تحقق تلك النبؤة من عدمها ...
ثالثا ... و هو الأهم ... توضيح مدى أهمية تلك النبؤة من الناحية العقلية قياسا على الظروف التاريخية و الاجتماعية بتلك الفترة فى اثبات نبوة محمد صلى الله علية و سلم ...



*******************************


بيان الحقائق التاريخية
أولا .... أدرج ما قد قاله الأخ الحبيب حاتم في مناظرتة مع الأخ الغزالي حول تلك النقطة ...

الحقيقة أنني أرى قول الزميل الكريم بأن الفارق بين النبوءة وتحققها أربعة عشر سنة لا تسع سنوات أمر يثير الاستغراب . وجوابي عليه لن يكون من كتاب عربي لأنه يمكن أن يتبادر إلى الذهن أنه يخفي الحقيقة ويزيف التواريخ. إنما سأحيل هنا إلى مواقع تاريخية فرنسية تتحدث عن سنوات تاريخ الأمبراطورية الرومانية يوما بيوم بحسب الأحداث المهمة!!
مثل هذا الرابط :
http://www.byzantina.com/haute_epoque.htm
لكن قبل أن نأخذ التواريخ الرومانية من هذا الموقع ونقوم بتحليلها ، لنرتب حوادثنا التاريخية
نعلم جميعا أن :
- البعثة النبوية وقعت في سنة 610 ميلادي.
- الهجرة حدثت بعد ثلاثة عشر عاما بعد البعثة وهو ما يوافق في التقويم الميلادي سنة 622 وبالضبط في 16 من شهر يوليو.
- غزوة بدر وقعت في العام الثاني للهجرة ، وهو ما يوافق سنة 624ميلادي .وأشكر زميلي القلم الحر على التصويب، فقد خلطت في مداخلتي الأولى عام الهجرة بانتصار بدر.
نأتي الآن إلى التاريخ الروماني ونستعرض حوادثه الكبرى بحسب ترتيبها الزمني :
في خامس من شهر ماي سنة 614 حدث الانتصار الكبير للفرس على الروم .
في 3 أكتوبر من سنة 614 سينقلب هرقل على فوكاس ، ويعتلي عرش الإمبراطورية في القسطنطينية محولا بذلك الإمبراطورية الرومانية إلى إمبراطورية بيزنطية.
نأتي الآن للموقع التاريخي الفرنسي
لنتأمل التواريخ :
614 Prise de Jérusalem par les Perses
626 Siège de Constantinople par les Avars
629 Victoire d’Héraclius et défaite totale de l’Empire Perse
636 Défaite des armées byzantines sur le Yarmuk face aux Arabes

أترجم :
614 استيلاء الفرس على القدس.
626 محاصرة القسطنطينية من طرف الأفاريين.
629انتصار هرقل والهزمية التامة للأمبراطورية الفارسية.
636 هزيمة الجيوش البيزنطية في اليرموك أمام العرب .
وتلك ترجمة حرفية لما جاء في ذلك الموقع.
يهمنا بشكل خاص سنة 629 التي وقف عندها زميلي القلم الحر ليحصل على ما يعزز القول بأن انتصار الروم حدث بعد أربعة عشر سنة وليس بعد تسع سنوات.
ما يدفع هذا التأويل ويجعله غير موضوعي في تحقيق النبوءة هو قول هذا الموقع التاريخي الفرنسي عن هذه السنة بأنها الهزيمة التامة والكاملة للأمبراطورية الفارسية. لأنه احتلال الروم لعاصمة الفرس. فليست من ثم هي الأنتصار الأول. وليس في سياق التاريخ صراع يتم فيه احتلال العواصم بانتصارا أول .بل الأمر يكون حصيلة لأنتصارات سابقة ،فلا تسقط العواصم في الغالب إلا بعد سلسلة من الهزائم.
إذن تفرض البداهة في قراءة التاريخ أن مثل هذا الانتصار الذي يتحدث عنه زميلي لن يكون هو اول انتصار بل لابد أن تسبق انتصارات هامة .
لذا من الواجب على زميلي البحث في هذه الأنتصارات السابقة وإعلان تواريخها حتى إذا لم يجد ما يطابق النبوءة القرآنية كان له ذلك؟
لنعد إلى سنوات التاريخ لنرى ماذا حدث قبل الانتصار النهائي للروم:
لقد حدثت انتصارات في مناوشات جزئية بدأت عام 623، ثم حدث انتصار مميز في سنة 624 وهو ما يطابق عام بدر، أي تسع سنوات بعد الهزيمة تماما كما تنبأ القرآن.ففي سنة 624ميلادية أخرج الروم الفرس من بلاد الشام.
وإليك موقعا تاريخيا فيه توثيق كرونولوجي للحظات الأمبراطورية الرومانية :
http://www.clio.fr/CHRONOLOGIE/chro...e_byzantine.asp
وأنقل لك منه هذا الجدول الزمني ولاحظ ماذا حدث سنة 624:
451 Concile de Chalcédoine : condamnation du monophysisme.
Constitution d’une église monophysite autonome de langue syriaque.
476 Disparition de l’empire romain d’Occident.
IVe - VIe siècles Développement du monachisme et du culte des saints et des reliques.
611-619 Le Perse Chosroes II occupe tout le Proche-Orient et l’Égypte.
624-627 Heraclius repousse la menace perse.
وفي هذا الجدول ستلاحظ ان هذا الموقع التاريخي يقول ما ترجمته :
611-619 احتل ملك الفرس قورش كل الشرق الأدنى ومصر.
624-627 تمكن هرقل من دفع التهديد الفارسي.
أي ابتداء من 624 بدأ هرقل في انتصاراته ضد الفرس.
وعن هذه الانتصار يتحدث القرآن .
لكن زميلي يعترف بوجود هذا الانتصار ،لكن يراه انتصارا جزئيا !!!
لذا دعنا نسأل التاريخ عن حقيقة هذا الأنتصار هل هو فعلا جزئي ؟
لو راجعنا التاريخ لن نجد القرآن ينص على انتصار جزئي كما تفضل زميلي القلم الحر ، بل إن المناوشات الجزئية بدأت في 623، اما سنة 624 المطابقة للنبوءة القرآنية فليست انتصارا جزئيا بل هو الهزيمة التي أخرج بها الروم الفرس من الشام.
فالقول بجزئية هذا الانتصار لم يقل به مؤرخ وليس بإمكان أي مؤرخ أن يقول به، لأنه يساوي في ميزان الاستراتيجية العسكرية فقدان الفرس لمنطقة الشام كلها


تعقيبا و استكمالا لكلام أخي حاتم_3 ...


أولا ... لم أرى فى حياتى هذا الكم التخبط فى التواريخ فى أثناء بحثى فى الجدول الزمنى للمعارك الفارسية الرومية خلال الفترة من 614 حتى 628 ....
فإليكم هذا الموقع الذى يحتوى على جدول توثيقى كرنولوجى لتلك الفترة ....
http://www.filetron.com/grkmanual/d...reekchrono.html
615 .......
Persians occupy Egypt, Syria and Palestine; they burn and massacre the population in Jerusalem, carrying off the Holy Cross and patriarch
الترجمة ...
الفرس يحتلون مصر و سوريا و فلسطين , حرقوا القدس و ارتكبوا مذبحة فيها و اقتلعوا الصليب المقدس و البطريرك . ( لاحظ الاختلاف بين التواريخ فالذى جاء به أخى حاتم كان عام 614 !! )
623 ......
While campaigning in Azerbajian, Byzantine troops systematically destroyed the fire temples of the Persian cities, specifically Thebarmes, birthplace of Zoroaster, in revenge for the Persian desecration of Jerusalem
فى أثناء الحملة على اذربيجان , القوات الرومية تدمر معابد النار فى المدن الفارسية ....... انتقاما لتدنيس الفرس للقدس . ( لاحظ معى اختلاف التواريخ أيضا )

نجد أن الفترة الفاصلة بين انتصار الفرس و انتصار الروم هى ثمان سنوات ..... (في بضع سنين )
و لكن ...
نجد أن ذلك الموقع الذى ذكرة أخى الحبيب حاتم ... و الموقع الذى أتيت به أنا ... كلا الموقعين لم يذكرا موقعة فى غاية الأهمية وقعت بين الروم و الفرس و كانت الغلبة للروم ... و هى مفصلة فى ذلك الموقع التاريخى ...
http://www.roman-emperors.org/heraclis.htm
the Persians under the rule of Chosroes had begun a series of
successful attacks on the empire resulting in the loss of Damascus
in 613, Jerusalem in 614 (destroying the Church of the Holy
Sepulchre and capturing the Holy Cross) and Egypt in 619.
Recognizing the difficulty in fighting on two opposing fronts at the
same time, Heraclius signed a peace treaty with the Avars in 619,
and focused on the eastern half of the empire. In the spring of 622,
Heraclius left Constantinople for Asia Minor and began training his
troops over the summer, focusing on a more involved role for the
Byantine cavalry.
In the autumn, Heraclius' army invaded Armenia and soon won several
victories over the Persians
في سنة 614 !! هزيمة الرومان وسقوط القدس بيد الفرس

في سنة 622 بدأت جيوش هرقل تحقق انتصارات على الفرس

المدة : 8 سنوات (في بضع سنين )
____
و كذلك فإن هذا الموقع يوثق تاريخ المعارك ببعض الروايات عن لحظاتها ... و يتكلم عن الموقعة التى هزم فيها الروم الفرس 623 بأنة كان نصرا هاما خصوصا من الناحية السيكولوجية النفسية ... إذ كانت أول نصر مؤثر فى حربهم مع أن الأمور كانت لا تزال غير مستقرة ...
http://www.roman-empire.net/articles/article-012.html
In February 623, after several failed attempts to come to grips with the Romans and intense skirmishing, Sahrbaraz decided to attack. He divided his army into three groups to charge the imperial forces in front, while one part was hidden in a small valley to await the opportunity to ambush the Roman forces. But the emperor was kept well informed by his scouts, and attacked with picked men the ambush force and completely defeated it. Sahrbaraz had no other choice but to withdraw, leaving Pontus and the way into Persian Armenia in imperial hands.
Although the victory was important especially from the psychological point of view
___
و كذلك يتكلم عن موقعة الروم فى دخول مدن الفرس و احتلالها و السيطرة عليها فى 624 ... و يتكلم أنة قد حقق فى ذلك العام انتقامة من تدنيس الصليب المقدس و هى الموقعة الأهم ...
( لاحظ معى اختلافه فى تحديد مسألة الانتقام هذة عن المصدر السابق !! )
The army crossed the Euphrated and took Theosiopolis, which opened the gates to the emperor. On they marched, along the north bank of the Araxes river to the capital of Persian Armenia, Dovin, which offered resistance but was also taken (May 624), and to Naxcavan in the south-east.
The next steps lead the army south, crossing the Araxes into Aserbeidjan (Atropatene). It was summer now, but despite the heat the army moved rapidly. Passing between Taebris (Tauris) and the Urmia-Lake, they conquered the city of Ganzac which was captured after Heraclius routed the troops sent (and perhaps commanded in person) by Chosroe from Ctesiphon to intercept him in July 624. The Roman army stood deep in Persian territory at the back doors of Ctesiphon, which itself, less than 300 miles away, was in danger. They had moved with incredible speed, covering a 1,000 miles in about nine weeks.
Now Chosroe had to pay for his strategic errors (he himself had some difficulties to evade the Roman troops and return to safety). Sahrbaraz had been hastily recalled, but did not reach the scene to intervene. Another army was raised (the Persian strength is given for 40,000, which is probably too high). Heraclius took his revenge for the capture of the Holy Cross and destroyed one of the oldest and greatest temples of the Zoroastrian religion at Ganzac

و مما سبق يتبين أن ذلك العام و ما قبلة كان وبالا على كسرى و الفرس عموما ... و كان بداية انهيار الامبراطورية الفارسية ...


***************************************

يمكننى أن أكتب كل النتائج التى توصلت اليها خلال البحث فى تلك القضية ... و لكن لن نصل إلا إلى حقيقة واحدة ...

أن التواريخ المذكورة فى معظم المصادر سواء على الانترنت أو الكتب العلمية متناقضة تماما و كل ما يمكن أن نتوصل الية هو التالى ...


1 - تمت غلبة الفرس على الروم فى الفترة بين عام 614 و 615 ...
2 - تمت اولى المعارك التى انتصر فيها الروم على الفرس منذ عام 622 و بدأت اولى المعارك المؤثرة استراتيجيا و نفسيا و التى كانت بداية الانهيار للجيش الفارسى فى العامين 623 و 624 كما اسلفت ...

و هذا الموقع يؤيد كلامى ...

http://www.angelfire.com/nt/Gilgamesh/sasanian.html و هو يتكلم عن تاريخ الساسانيين ... ( الفرس )

و هذا أيضا ....

http://www.kessler-web.co.uk/Histor...sternPersia.htm

و فى كل الحالات لا يملك عاقل إلا أن يصدق بتلك النبؤة ... فى بضع سنين كما أخبر الحق تبارك و تعالى ....




*******************************************


النقطة الثانية و التى تمثل القشة التى يتعلق بها المنكر لتلك النبؤة ...

و هى مسألة تحقق المسلمون لخبر انتصار الروم فى غزوة بدر و التى وقعت فى عام 624 ....

فيقول المشكك .... إذا ما كان الانتصار قد وقع فى عام 622 فرضا .... فكيف يكون الفرح بالمسلمين يوم بدر 624 ... ؟

و الرد على ذلك ..

يجب أولا أن نعلم تاريخ نزول تلك الآية الكريمة ... واليكم الرواية فى ذلك ...

قال سليمان بن مهران الأعمش عن مسلم عن مسروق قال: قال عبد الله: خمس قد مضين, الدخان, واللزام, والبطشة, والقمر, والروم, أخرجاه. وقال ابن جرير: حدثنا ابن وكيع, حدثنا المحاربي عن داود بن أبي هند, عن عامر ـ هو الشعبي ـ عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: كان فارس ظاهراً على الروم, وكان المشركون يحبون أن تظهر فارس على الروم. وكان المسلمون يحبون أن تظهر الروم على فارس, لأنهم أهل كتاب وهم أقرب إلى دينهم, فلما نزلت {آلمَ * غلبت الروم في أدنى الأرض وهم من بعد غلبهم سيغلبون في بضع سنين} قالوا: يا أبا بكر إن صاحبك يقول إن الروم تظهر على فارس في بضع سنين ؟ قال: صدق. قالوا: هل لك أن نقامرك ؟ فبايعوه على أربع قلائص إلى سبع سنين, فمضت السبع ولم يكن شيء, ففرح المشركون بذلك, وشق على المسلمين, فذكر ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فقال «ما بضع سنين عندكم ؟» قالوا: دون العشر. قال «اذهب فزايدهم, وازدد سنتين في الأجل» قال:(( فما مضت السنتان حتى جاءت الركبان بظهور الروم على فارس, ففرح المؤمنون بذلك))

و لقد اجتمع المفسرون على أن الخبر بانتصار الروم على الفرس قد نزل على المسلمون فى يوم انتصارهم على كفار قريش فى بدر ...

و أنقل اليك هذة الرواية من كتاب أسباب النزول للنيسابورى ص284

" اخبرنا اسماعيل بن ابراهيم الواعظ قال : اخبرنا : الحرث بن شريح قال : اخبرنا : المعتمر بن سليمان عن ابية عن الاعمش عن عطية العوفى عن ابى سعيد الخدري قال : لما كان يوم بدر ظهرت الروم على فارس فأعجب المؤمنون بظهور الروم على فارس . "

و أيضا ...

{وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ بِنَصْرِ اللَّهِ} أي ويوم يهزم الروم الفرس ويتغلبون عليهم، ويحل ما وعده الله من غلبتهم يفرح المؤمنون بنصر الله لأهل الكتاب على المجوس، لأن أهل الكتاب أقرب إلى المؤمنين من المجوس، وقد صادف ذلك اليوم يوم غزوة بدر، قال ابن عباس: كان يوم بدر هزيمة عبدة الأوثان، وعبدة النيران .

و على ذلك فأن الآية فى أغلب الظن قد نزلت فى عام 615 ... و هو الراجح فى رأيى ... لأن البضع فى لغة العرب ما دون العشر أي التسع و بذلك تكون سنة نزول الآية هى 615 أي قبل الهجرة بسبع سنوات ....

و ربما يطرح هذا سؤال آخر ... إذا ما افترضنا أن انتصار الفرس على الروم كان فى عام 614 و ليس فى 615 ( رغم تناقض المراجع فى ذلك ) فكيف تنزل الآية ف عام 615 ....؟؟

- و الجواب على ذلك أننا يجب أن نضع فى الحسبان فترة تلقى وصول الخبر من الشام إلى مكة ... و أيضا يجب علينا أن نعرف أن الآية لم تنزل فور وصول الخبر ... فقد كانت هناك فترة بين استقبال المشركون للخبر و بين تقوّلهم و معايرتهم لمحمد صلى الله علية و سلم بذلك ... فإن الآية قد نزلت فور معايرتهم له بذلك الأمر ...

لذا فحسبنا أن نأخذ بما فى الرواية بأن النزول كان عام 615 و الظهور كان عام 624 .... و بذلك فإن النبؤة قد تحققت يقينا ...

و لكن نحن لم نجيب على السؤال بعد ...


إذا ما كان الانتصار قد وقع فى عام 622 فرضا .... فكيف يكون الفرح بالمسلمين يوم بدر 624 ... ؟

- و الرد على ذلك ..... بعد أن عرفنا أن تاريخ النزول هو عام 615 م ... فإن امامنا احتمالان كلاهما مقبول عقلا ...

1- أن يكون الخبر الذى وصل إلى المدينة هو خبر نصر الروم فى معركة عام 624 و ليس عام 622 .... على أساس أن البعض قد استصغر هذا الانتصار و إن كان له ( انتصار 622 ) فضل كبير ... إلا أن خبر تلك المعركة ( انتصار 624 ) كان أقوى و أظهر و كان تتمة الانتقام للروم ...

2 - أو أن يكون الخبر هو انتصار الروم على الفرس عام 622 و وصل إلى المدينة مع انتصار المسلمون على قريش ...

و كلاهما مقبول عقلا ...

على أن طارح هذا التساؤل لا يخفى غبائة عن أحد ... فلا شأن له بالمدة التى استغرقها الخبر فى الوصول أو ما هى المعركة التى وصلت انبائها بالضبط ...

و انما الذى يهم هو مدى انطباق النبؤة على الواقع التاريخى ... و هو ما اثبت توافقة من مراجع غير اسلامية فضلا عن المراجع الاسلامية ذاتها ...

قد أثار مبشر بروتستنتى تلك النقطة من قبل و رد علية استاذنا الكريم د.هشام عزمى من عدة سنوات عندما كان يرفض هذه النبوءة و اقتنع و لم يجد مفرا من الاقرار بهذه النبؤة .. و لكنة جادل فى النقطة السابق ذكرها ... و هذا انما ينم عن الافلاس و الاستكبار عن الحق ..

يمكن للقارئ الاطلاع على تفاصيل الرد على ذلك الرابط ....
http://www.geocities.com/noorullahw...moun-false.html


*****************************************

و لكن ما هو المعيار ؟؟

ما هو المعيار الذى يجب أن نعول علية لمعرفة التوثيق التاريخى الصحيح لتلك الفترة ؟

هل هى الكتب و المراجع التى تضاربت أشد ما يكون التضارب ؟

أم المراجع الاسلامية ؟ ...

ربما يستنكر القارئ قولى الآن و يقول ... و كيف تكون تلك المراجع الاسلامية حجة و من أبسط الأمور التى يجب أن يراعيها الباحث فى أخذ مصادرة .. أن تكون تلك المصادر حيادية لا تنتمى للمعسكر المؤمن بالفكرة التى يسعى الباحث لاثباتها ... إذ فما هى فائدة البحث أصلا ... ؟؟ !!

و أنا هنا أقدم دليلين عقليين لا يقبلا الشك حول حجية المراجع الاسلامية و هيمنتها على غيرها من المراجع فى تلك الفترة التاريخية ...

1 - إن تلك النبؤة كانت الفصل فى نبوة محمد صلى الله علية و سلم .... و نعلم أنة صلى الله علية و سلم كان له من الأعداء من المنافقين و الكفار من كان يحصى الدقائق و الثوانى لاحصاء تلك العدة ... فلو كانت الفترة قد زادت عن ذلك ... لما كنت أنا هنا أكلمك حول الاسلام أصلا ... !! ... إذ كانت الدعوة قد وأدت فى مهدها معاذ الله ... و رغم ذلك لم يظهر و لو قول واحد من المنافقين أو المشركين بلمحة شك حول زمن تحقق النبؤة إذ كان الحق أظهر ... و خصوصا و أن فتح مكة لم يكن قد حدث بعد ... أي أن من المشركين من لن يخاف بطش مسلم أصلا إذا ما جهر بالتكذيب ... و لكن الحق كان أظهر من أي قول تعسفى حتى ..

2 - اختلاف المراجع الغير اسلامية فيما بينها حول تواريخ المعارك ... مما يقطع بعدم حجيتها فى النقاش العلمى حول نقطة حساسة كتلك ... مع تفرد المراجع الاسلامية باتفاق كامل و توافق بأن الفترة كانت بضع سنين ... أضف إلى ذلك التواتر فى النقل و الذى يميز التوثيق الاسلامى عموما ...

و لذلك ...

فإن دواعى المنهجية العلمية لن تتعارض أبدا بل و تتوافق مع الأولوية البحثية فى الأخذ من المراجع الاسلامية ...

و بذلك ...

فقد صدق سبحانة و تعالى فى محكم التنزيل إذ قال ...

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ...

بسم الله الرحمن الرحيم ...

" الم * غُلِبَتِ الرُّومُ * فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُم مِّن بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ * ِي بِضْعِ سِنِينَ لِلَّهِ الْأَمْرُ مِن قَبْلُ وَمِن بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ * بِنَصْرِ اللَّهِ يَنصُرُ مَن يَشَاء وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ * وَعْدَ اللَّهِ لَا يُخْلِفُ اللَّهُ وَعْدَهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ "

صدقت و تعاليت يا رب العالمين ...


****************************************

توضيح مدى أهمية تلك النبؤة من الناحية العقلية قياسا على الظروف التاريخية و الاجتماعية بتلك الفترة فى اثبات نبوة محمد صلى الله علية و سلم

إن الباحث فى الظروف التاريخية و الاجتماعية لتلك الفترة ... ليتعجب أشد العجب من تلك النبؤة إذا ما كان يؤمن بأن محمد هو مؤلف القرآن الكريم ولا يقر بنبوتة ...

و لهذا كانت جدلهم المتهافت الذى بينا تهافتة و من بعدة أنخرست الألسنة بعون الله و مشيئتة ..

فى أسباب النزول لتلك الآية للإمام النيسابورى يقول ..

قال : المفسرون بعث كسرى جيشا إلى الروم و استعمل عليهم رجلا يسمى شهريران فسار إلى الروم بأهل فارس و ظهر عليهم فقتلهم و خرب مدائنهم و قطع زيتونهم و كان قيصر بعث رجلا يدعى يحنس فالتقى مع شهريران باذرعات و بصرى و هى ادنى الشام إلى ارض العرب فغلب فارس الروم و بلغ ذلك النبى صلى الله علية و سلم و اصحابة فشق ذلك عليهم و كان النبى صلى الله علية و سلم يكرة أن يظهر الأميون من اهل المجوس على اهل الكتاب من الروم و فرح كفار مكة و شمتوا فلقوا اصحاب النبى صلى الله علية و سلم فقالوا : انكم اهل كتاب و النصارى اهل كتاب و نحن اميون و قد ظهر اخواننا من اهل فارس على اخوانكم من الروم ... و انكم إن قاتلتمونا لنظهرن عليكم فانزل الله تعالى " الم غُلبت الروم فى ادنى الأرض " ... إلى آخر الآيات . اخبرنا اسماعيل بن ابراهيم الواعظ قال : اخبرنا : الحرث بن شريح قال : اخبرنا : المعتمر بن سليمان عن ابية عن الاعمش عن عطية العوفى عن ابى سعيد الخدري قال : لما كان يوم بدر ظهرت الروم على فارس فأعجب المؤمنون بظهور الروم على فارس .

إذا فنحن أمام معجزة بحق .... لا ينكرها إلا جاحد أو جاهل ...

فالظروف فى ذلك الوقت كانت لا تبشر ابدا بانتصار الروم ... على الاقل هذا ما توافر لاهل مكة من معلومات فى هذا الوقت ... لذا فإنة من المخاطرة بحق أن يربط محمد صلى الله علية و سلم هذا التخمين بصدق نبوتة على افتراض انة من الف القرآن ... و كأنة شخص يقول " أن سوريا سوف تحتل أمريكا بعد 10 سنوات !!! " .... و لا يكتفى بهذا بل و يربطها بصدق نبوتة .. !!!

و نضع الموضوع قيد التحليل المنطقى : -

نجد أولا ... إذا ما أراد محمد صلى الله علية و سلم أن يؤلف شيئا كهذا يجب أن يتوافر للأمر أولا جانب مهم جدا ألا و هو ... الدافع ..

إن القارىء لظروف تلك الفترة لا يجد دافعا و لو حتى بسيطا لجعل محمد صلى الله علية و سلم يدخل فى تحد كهذا أبدا ..

إذ أنة كان تقريبا فى عز الاضطهادات البربرية لقريش و فى وقت أشتدت فية الفتن على المؤمنين فما كان لرسول الله صلى الله علية و سلم أن يأتى بأمر كهذا كدليل على نبوتة و هى أقرب الى الاستنكار منها الى التصديق !! ...

و ما كان ليخاطر بأمر الرساله الى تلك الدرجة و هو غنى عن ذلك إذ قلما تجد بيتا فى مكة فى ذلك الوقت إلا و يوجد فيه متبع لمحمد صلى الله علية و سلم ... فما حاجتة لأمر كهذا يا ذوى العقول ؟؟؟ !! ... امن أجل أمر يغيظ به الكفار ؟؟ ... تذكروا ما تقولونة جيدا ... أن محمدا صلوات ربى و سلامة علية كان عبقريا ... و ما كان لمدعى عبقرى أن يقع فى تلك المخاطرة أبدا !!

نجد ثانيا .. أن محمدا صلى الله علية و سلم من الناحية المنطقية لا يمكن ابدا أن يصل الى تخمين كهذا على فرض الظن ... إذ أن من يقطع بهذا يجب أن يكون ملما و متابعا جيدا و بإستمرار لفترة طويلة لأخبار تلك الحروب و لكن تصرفة صلى الله علية و سلم و موقفة كان موقف المتضايق المستغرب لهذا الأمر ... و ما كان لأحد يتابع الأمر و الأخبار أولا بأول إلا أن يقطع بإنتصار الفرس حتميا على الروم ... و هو ما لم يتوافر فى ردة فعل رسول الله صلى الله علية و سلم ... مما يثبت قطعيا و بلا جدال ... نسف كل النظريات الظنية حول تلك النبؤة نسفا ... كالتى ساقها المستشرق " اميل درغام " فى أن النبؤة كانت متوقعة من قبل محمد و هو قول أحمق ... لا يملك المفكر فية إلا التسليم بنبوة خير خلق الله صلى الله علية و سلم ....

و هذا عين ما قلتة للزميل " وليد غالب " فى الحوار حول تلك المسألة فى منتدى التوحيد ...

و لن أجد مثال خير من الحوار الذى دار بين الأخوة و بين الزميل " وليد غالب " فى منتدى التوحيد ... و الذى أفحم فية و لم يرد من وقتها رغم أنة شارك بعدها فى أكثر من موضوع ....


و يمكنكم الاطلاع على الحوار على هذا الرابط

http://70.84.212.52/vb/showthread.p...%E1%ED%DE%C7%CA





***********************************

هذا و الله اعلم و ان كنت احسنت فمن الله و ان كنت اخطات فمن نفسى و الشيطان و الله اعلم و انتم لا تعلمون ...

و الحمد له رب العالمين ....



و السلام عليكم و رحمة الله و بركاتة .... :emrose:

حسام مجدي
05-23-2005, 05:22 AM
بسم الله الرحمن الرحيم و الحمد لله رب العالمين و الصلاه و السلام على رسول الله صلى الله علية و سلم ...

السلام عليكم و رحمة الله و بركاتة ....


شبهة أخرى حمقاء وجدتها على أحد مواقع التبشير النصرانية بالانجليزية ... و خلاصتها ... أن القرآن الكريم قد وقع في لغط تاريخي بذكرة " الروم " بأنهم الروم و ليسوا " البيزنطيون " ... حيث أن الدولة البيزنطية كانت قد قامت في ذلك الوقت على انقاض الدولة الرومانية القديمة عام 610 م ...

و ليس هناك رد على هذا الأحمق ... أبلغ من قول " ابن كثير " في تفسيرة الكبير ... و هو يتكلم عن " الروم " و أنسابها و صفة هؤلاء القوم عند العرب ...

" وَأَمَّا الرُّوم فَهُمْ مِنْ سُلَالَة الْعِيص بْن إِسْحَاق بْن إِبْرَاهِيم وَهُمْ أَبْنَاء عَمّ بَنِي إِسْرَائِيل وَيُقَال لَهُمْ بَنُو الْأَصْفَر وَكَانُوا عَلَى دِين الْيُونَان وَالْيُونَان مِنْ سُلَالَة يَافِث بْن نُوح أَبْنَاء عَمّ التُّرْك وَكَانُوا يَعْبُدُونَ الْكَوَاكِب السَّيَّارَة السَّبْعَة وَيُقَال لَهَا الْمُتَحَيِّرَة "

فالروم هم جماعة من القوم ... و القرآن الكريم لا يتكلم عن الأحداث السياسية في ذلك الوقت .. و انما يتكلم عن الصفة العامة للقوم ... فالمصريون هم المصريون سواء كانوا في عهد الملكية أو في عهد الجمهورية و الثورة ... و كذلك فالروم عند العرب هم هؤلاء الفئة من القوم ... و القرآن نزل بلغة العرب .. و يكفي هذا في بيان تهافت تلك الشبهة !!

و كذلك فإن العبقري صاحب العقل الرائع ... يقول أن محمدا صلى الله علية و سلم قد تنبأ بالصدفة بذلك الانتصار ( و هو ما بينا تهافتة تماما في مداخلتنا السابقة و لله الحمد ) ... عن طريق تتبعة لاخبار الروم و أخبار المعارك ...

و نحن نسأل هذا الغبي ..

هل الذي يتتبع أخبار الروم حتى يصل به الأمر إلى ذلك التنبأ الغريب و المصيب إلى تلك الدرجة ... يجهل ما حدث من نشوء الدولة البيزنطية ؟؟؟ !!!!!
قاتل الله الجهل !! ...

و السلام عليكم و رحمة الله و بركاتة ...

حسام مجدي
02-13-2006, 11:58 AM
بسم الله الرحمن الرحيم و الحمد لله رب العالمين ..

السلام عليكم و رحمة الله وبركاته ..


لماذا " بضع " ؟!


قال صاحب الشبهة ..


انتصار الروم قد وقع بعد تسع سنوات من نزول آية "وهم من بعد غلبهم سيغلبون* في بضع سنين" ، والتسع هى من البضع..

السؤال الآن..لماذا استخدم الله - سبحانه و تعالى - الكامل المعرفة كلمة عائمة مثل "بضع" ولم يقل كلمة تحدد بالضبط موعد الانتصار ؟

لماذا لم يقل القرآن : غُلبت الروم* في أدنى الأرضِ وهم من بعد غلبهم سيغلبون* في تِسْعِ سنين* ؟


و الجواب : .. أقول مستعينًا بالله سبحانه و تعالى ..


إن هذا اللفظ من الدلالات القوية على أن هذا القرآن الكريم من عد الله سبحانه و تعالى .. و أنه كلام الله سبحانه و تعالى و لا ريب ..


و إليك أيها المشكك أسباب قوله سبحانه و تعالى لذلك اللفظ بديلًا عن " تسع " ..


أولًا .. لم يحدد الله - سبحانه و تعالى - عدد السنين لأن العرب و الرومان و الفرس كل منهم يستخدم تقويم مختلف عن الآخر و كل منهم يعد السنين بطريقة مختلفة عن الآخر ... فإن حدد القرآن عدد السنين لتنازع الناس هل كانوا تسع بالضبط ام تسع و كسر و هل الكسر يحذف ام يجبر و هكذا .. القرآن تفادى اي خلاف او جدال يصرف النظر عن الاعجاز الغيبي ... و إن قلت : إن تلك الآية عرضت على مشركي قريش .. فإذن يكون الحساب بتقويمهم .. فأقول أن هذا باطل من عدة وجوه .. منها أن القرآن الكريم هو للبشرية كلها .. و ليس لفئة بعينهم .. لذا فإن كل شخص سوف تصله تلك الآيات سوف يبدأ بحسابها في هذا الوقت بطريقته هو ظنًا منه أنها الطريقة الواحدة الصحيحة و أن الله سبحانه و تعالى لابد و أنه سيحسب ذلك بتلك الطريقة ( الخاصة به هو ) .. و وقتها سيكون اختلاف الناس ظاهرًَا .. لذا فكانت تلك اللفظة القرآنية المعجزة لتنهي هذا الخلاف .. و لا تضع مكانًا لمشكك ..

و لو أن الله سبحانه و تعالى قال " تسع " .. لتسائلت أنت أيها المشكك و قلت : " لماذا إذن لم يراعي الله - سبحانه و تعالى - أن لكل بلد تقويم مختلف ؟ أليس القرآن الكريم للبشرية جمعاء ؟؟؟ ! .. " و وقتها لن أستطع الرد عليك ! ..

ثانيًا .. إن من طالع تحقيقي الذي اوردته بأعلى .. سيجد أن أول انتصار للروم حدث بالفعل سنة 622 .. و هذا الانتصار رغم أهميته .. فلم يكن هو النصر المقصود في الآية القرآنية الكريمة .. لأن الله سبحانه و تعالى قد حدد أن هذا الانتصار يحدث يوم أن يفرح المؤمنون و " يوم إذٍ يفرح المؤمنون " وقد اختلف المفسرون فمنهم من قال أن تلك الفرحة خاصة بصدق النبوءة و منهم من قال أنها لأجل غزوة بدر .. و أنا آخذ بأنها لغزوة بدر لاتفاق جمهور الصحابة على ذلك و قد دلت الأحاديث الصحيحة على ذلك أيضًا .. بالإضافة إلى قوله سبحانه و تعالى " بنصر الله " و هو يوضح أن ذلك الفرح هو فرح انتصار .. و ما من نصر أعظم مما حدث يوم بدر .. بالإضافة إلى أن التاريخ يذكر بوضوح أن انتقام هرقل من تدنيس الصليب و خروج الفرس من الشام تمامًا حدث عام 624 أي عام بدر ..

فكل تلك الدلائل من الآية الكريمة و الأحاديث و الروايات الخاصة بالصحابة تدل دلالة قاطعة على أن النصر المقصود هنا .. هو النصر الذي حدث عام 624 و ليس نصر 622 أو نصر 623 ...

و هذا يبين لماذا قال الله سبحانه و تعالى " بضع " و لم يقل " تسع " ..

لأن النصر حدث على سنين متتابعة .. و قد حدد الله سبحانه و تعالى أن يوم أن يأتي خبر النصر للمسلمين بالمعركة المقصودة هو يوم فرح المسلمين بنصر الله سبحانه و تعالى ..

و كان من الممكن أن يقول سبحانه و تعالى " تسع " .. و لكنه - و الله سبحانه و تعالى أعلى و أعلم - لم يترك للمشكك مكان ليقول ..

" قرآنكم يقول " تسع " و أول نصر حدث بالفعل قد حدث عام 622 أي بعد سبع ! " ...

خصوصًا مع اختلاف المفسرين في تفسير لفظ " نصر الله " و هل هو مختص بنصر بدر أم بالنبوءة .. و مع اختلاف المصادر التاريخية في بعض التواريخ و اتفاقها تمامًا - و سبحان الله العظيم - في أنها كلها في " بضع " سنين .. !!!!



فسبحان محكم الآيات .. و مجري السحاب .. و هازم الأحزاب ..


و الحمد لله رب العالمين ..

و السلام عليكم و رحمة الله وبركاته ..

الصقر
02-14-2006, 12:05 PM
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته

أخى فى الله حسام مجدى جزاكم الله كل خير على هذه المعلومات القيمه.

أود أن أسأل عن معنى كلمه أدنى التى وردت فى نفس السوره الكريمه , وسبب سؤالى أن العديد من المنتديات تناول معنى هذه الكلمه وكانت مداخلات اللادينيين والمسيحيين تنصب على أن معنى أدنى ليس أخفض وإستندوا فى ذلك إلى العديد من التفاسير التى تقضى بأن معناها أقرب وليس أخفض .



أرجو الإفاده عن هذه النقطه يا أخى فى الله وجزاكم الله كل خير

حسام مجدي
02-15-2006, 07:41 AM
بسم الله الرحمن الرحيم و الحمد لله رب العالمين ..

السلام عليكم و رحمة الله وبركاته ..

أخي الكريم هذه الشبهة ساقطة حمقاء تمامًا ..

فقولهم أن هذه الكلمة ما اتخذت بمعنى " أخفض " إلى في عصر د . زغلول النجار و الإعجاز العلمي .. حماقة أخرى تضاف إلى مجموع الحماقات ..

فالله سبحانه و تعالى يقول في القرآن الكريم ..

" ولنذيقنهم من العذاب الأدنى دون العذاب الأكبر لعلهم يرجعون " .. فلو أن كلمة أدنى لا تعني إلا أقرب .. فإذًن الآية تعني لنزيقهم من العذاب الأقرب دون العذاب الأكبر !!!!

و قس على ذلك تلك الآية الكريمة أيضًا ..

" ألم تر أن الله يعلم ما في السماوات وما في الأرض ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم ولا خمسة إلا هو سادسهم ولا أدنى من ذلك ولا أكثر إلا هو معهم أين ما كانوا ثم ينبئهم بما عملوا يوم القيامة إن الله بكل شيء عليم " ..

و تلك الآية الكريمة أيضًا ..

" إن ربك يعلم أنك تقوم أدنى من ثلثي الليل " ..

و لي عودة لتلك الشبهة إن شاء الله سبحانه و تعالى ..

و السلام عليكم و رحمة الله وبركاته ..

حسام مجدي
02-15-2006, 07:46 AM
بسم الله الرحمن الرحيم و الحمد لله رب العالمين ..

السلام عليكم و رحمة الله وبركاته ..

أخي الكريم قد كفاني الله سبحانه و تعالى و إياك الرد .. فقد وفق الله سبحانه و تعالى أخ آخر و هو المهندس العزيز
" عبد الدائم الكحيل " .. في الرد على تلك الشبهة الحمقاء ..

هنا ..

http://www.55a.net/firas/arabic/index.php?page=show_det_bot&id=23&select_page=rodod

و السلام عليكم و رحمة الله وبركاته ..

الصقر
02-15-2006, 08:03 AM
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته

بارك الله فيك أخى حسام مجدى :emrose: :emrose: :emrose:

حسام مجدي
02-16-2006, 09:36 PM
بسم الله الرحمن الرحيم و الحمد لله رب العالمين ..

السلام عليكم و رحمة الله وبركاته ..

و فيك بارك الله سبحانه و تعالى أخونا الحبيب الصقر .. و جزاك الله سبحانه و تعالى خيرًا أن أثريت الموضوع ليكون مرجعًا لكل ما قيل حول تلك الآية من شبهات ..

و الحمد لله رب العالمين ..

و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ..

اليقين
08-26-2007, 07:35 PM
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته

أيها الأخ الطيب والأستاذ حسام مجدي

لم أجد في ردك إلا الخير والرد الجيد على هذه الشبهة التي طالما تكررت علينا بأساليب إلتوائية مختلفة مستغلين فينا جهلنا بتاريخنا ... الدقيق بالسنوات والشهور والأيام

ولكن الحمد لله في هذه الأمة من ملكه الله في الدين والعلم وجعله جنديا للدفاع والدعوة لدين الله


أنا لي مداخلة بسيطة بشأن وصول الخبر في ظرف السنة والسنتين من مكانه منتقلا بالزمن إلي غاية وصوله في زمن يوم بدر

فأنت أخدت بمتال وقت وصول الخبر من المصدر إلي مالتلقي كواقع ومثال على تأخر الخبر

هناك أمور كثيرة جدا عملية ومنطقية تأخر وصول الخبر

أولها أن كل العرب من المسلمين والمشركين كانو في إنتظار الخبر

أي أن رسلهم كانو يتابعون الأخبار جطوة بخطوة

السبب هنا يرجع لأسباب أولها شمت المشركين للمسليمن كما جاء في ردك لحب المشركين للفرس
والتاني التأكد من صحة الأية والبشارة في كلام الله سبحانه وتعالى

الأمر الذي هنا أردت أن أشير إليه إذا ما قيل أن الخبر قد يكون وصل قبل يوم بدر
فالعامل الأخر هو أن طول مدة المعارك الفاصلة التي جاء بها القرأن كبشارة لبداية الهزيمة للفرس
ففي ردك ولا في المواقع ما في شيئ يدكر طول مدة المعركة ... هذا إذا أخذنا أن المعارك الفاصلة تدوم لشهور ولسنين في بعض الأحيان لكونها فاصلة وتعتمد على الإستنزاف الكلي ...

هذا والله أعلى واعلم

وأكرر شكري لك وإعجابي بأسلوبك في التحليل والإستنتاج !

بلال8385
06-06-2009, 06:25 AM
السلام عليكم جميعا:

الأخوة الأفاضل ، ماجاء في الرد على هذه الشبهة جهد يشكر الأخوة عليه ، لكنني لم أجد تعليقا منهم على الرواية التي تقول أن الخبر وصل للمسلمين بنصر الروم على الفرس في الحديبية أي عام 628م .

Ahmed-DK
06-07-2009, 03:58 AM
السلام عليكم جميعا:

الأخوة الأفاضل ، ماجاء في الرد على هذه الشبهة جهد يشكر الأخوة عليه ، لكنني لم أجد تعليقا منهم على الرواية التي تقول أن الخبر وصل للمسلمين بنصر الروم على الفرس في الحديبية أي عام 628م .

" 21228 - حدثنا القاسم , قال : ثنا الحسين , قال ثني حجاج , عن أبي بكر , عن عكرمة , قال : كانت في فارس امرأة لا تلد إلا الملوك الأبطال , فدعاها كسرى , فقال : إني أريد أن أبعث إلى الروم جيشا وأستعمل عليهم رجلا من بنيك , فأشيري علي أيهم أستعمل , فقالت : هذا فلان , وهو أروغ من ثعلب , وأحذر من صرد , وهذا فرخان , وهو أنفذ من سنان , وهذا شهربراز , وهو أحلم من كذا , فاستعمل أيهم شئت ; قال : إني قد استعملت الحليم , فاستعمل شهربراز , فسار إلى الروم بأهل فارس , وظهر عليهم , فقتلهم , وخرب مدائنهم , وقطع زيتونهم ; قال أبو بكر : فحدثت بهذا الحديث عطاء الخراساني فقال : أما رأيت بلاد الشام ؟ قلت : لا , قال : أما إنك لو رأيتها , لرأيت المدائن التي خربت , والزيتون الذي قطع , فأتيت الشام بعد ذلك فرأيته . قال عطاء الخراساني : ثني يحيى بن يعمر , أن قيصر بعث رجلا يدعى قطمة بجيش من الروم , وبعث كسرى شهربراز , فالتقيا بأذرعات وبصرى , وهي أدنى الشام إليكم , فلقيت فارس الروم , فغلبتهم فارس , ففرح بذلك كفار قريش , وكرهه المسلمون , فأنزل الله { الم غلبت الروم في أدنى الأرض } الآيات , ثم ذكر مثل حديث عكرمة , وزاد : فلم يزل شهربراز يطؤهم , ويخرب مدائنهم حتى بلغ الخليج ثم مات كسرى , فبلغهم موته , فانهزم شهربراز وأصحابه , وأوعبت عليهم الروم عند ذلك , فأتبعوهم يقتلونهم قال : وقال عكرمة في حديثه : لما ظهرت فارس على الروم جلس فرخان يشرب , فقال لأصحابه : لقد رأيت كأني جالس على سرير كسرى , فبلغت كسرى , فكتب إلى شهربراز : إذا أتاك كتابي فابعث إلي برأس فرخان , فكتب إليه : أيها الملك , إنك لن تجد مثل فرخان , إن له نكاية وضربا في العدو , فلا تفعل . فكتب إليه : إن في رجال فارس خلفا منه , فعجل إلي برأسه . فراجعه , فغضب كسرى ; فلم يجبه , وبعث بريدا إلى أهل فارس : إني قد نزعت عنكم شهربراز , واستعملت عليكم فرخان ; ثم دفع إلى البريد صحيفة صغيرة : إذا ولي فرخان الملك , وانقاد له أخوه , فأعطه هذه ; فلما قرأ شهربراز الكتاب , قال : سمعا وطاعة , ونزل عن سريره , وجلس فرخان , ودفع الصحيفة إليه , قال : ائتوني بشهربراز , فقدمه ليضرب عنقه , قال : لا تعجل حتى أكتب وصيتي , قال : نعم , فدعا بالسفط , فأعطاه ثلاث صحائف , وقال : كل هذا راجعت فيك كسرى , وأنت أردت أن تقتلني بكتاب واحد , فرد الملك , وكتب شهربراز إلى قيصر ملك الروم : أن لي إليك حاجة لا يحملها البريد , ولا تبلغها الصحف , فالقني , ولا تلقني إلا في خمسين روميا , فإني ألقاك في خمسين فارسيا ; فأقبل قيصر في خمس مائة ألف رومي , وجعل يضع العيون بين يديه في الطريق , وخاف أن يكون قد مكر به , حتى أتته عيونه أن ليس معه إلا خمسون رجلا , ثم بسط لهما , والتقيا في قبة ديباج ضربت لهما , مع كل واحد منهما سكين , فدعيا ترجمانا بينهما , فقال شهربراز : إن الذين خربوا مدائنك أنا وأخي , بكيدنا وشجاعتنا , وإن كسرى حسدنا , فأراد أن أقتل أخي , فأبيت , ثم أمر أخي أن يقتلني , فقد خلعناه جميعا , فنحن نقاتله معك , فقال : قد أصبتما , ثم أشار أحدهما إلى صاحبه أن السر بين اثنين , فإذا جاوز اثنين فشا . قال : أجل , فقتلا الترجمان جميعا بسكينيهما , فأهلك الله كسرى , وجاء الخبر إلى رسول الله صلي الله عليه وسلم يوم الحديبية , ففرح ومن معه . 21229 - حدثنا بشر , قال : ثنا يزيد , قال : ثنا سعيد , عن قتادة { الم غلبت الروم } قال : غلبتهم فارس على أدنى الشام { وهم من بعد غلبهم سيغلبون } الآية , قال : لما أنزل الله هؤلاء الآيات صدق المسلمون ربهم , وعلموا أن الروم سيظهرون على فارس , فاقتمروا هم والمشركون خمس قلائص , خمس قلائص , وأجلوا بينهم خمس سنين , فولي قمار المسلمين أبو بكر , وولي قمار المشركين أبي بن خلف , وذلك قبل أن ينهى عن القمار , فحل الأجل , ولم يظهر الروم على فارس , وسأل المشركون قمارهم , فذكر ذلك أصحاب النبي للنبي صلى الله عليه وسلم قال : " ولم تكونوا أحقاء أن تؤجلوا دون العشر , فإن البضع ما بين الثلاث إلى العشر , وزايدوهم في القمار , ومادوهم في الأجل " , ففعلوا ذلك , فأظهر الله الروم على فارس عند رأس البضع سنين من قمارهم الأول , وكان ذلك مرجعه من الحديبية , ففرح المسلمون بصلحهم الذي كان , وبظهور أهل الكتاب على المجوس , وكان ذلك مما شدد الله به الإسلام وهو قوله { ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله } الآية ."
______

( جامع البيان - الطبري - تفسير سورة الروم )
http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=3879&idto=3928&bk_no=50&ID=3909


حدثنا القاسم، قال: ثنا الحسين، قال ثني حجاج، عن أبي بكر، عن عكرِمة قال: كانت في فارس امرأة لا تلد إلا الملوك الأبطال، فدعاها كسرى، فقال: إني أريد أن أبعث إلى الروم جيشا وأستعمل عليهم رجلا من بنيك، فأشيري عليّ أيهم أستعمل، فقالت: هذا فلان، وهو أروغ من ثعلب، وأحذر من صرد، وهذا فرخان، وهو أنفذ من سنان، وهذا شهربراز، وهو أحلم من كذا، فاستعمل أيهم شئت، قال: إني قد استعملت الحليم، فاستعمل شهربراز، فسار إلى الروم بأهل فارس، وظهر عليهم، فقتلهم، وخرّب مدائنهم، وقطع زيتونهم. قال أبو بكر: فحدّثت بهذا الحديث عطاء الخراساني فقال: أما رأيت بلاد الشام؟ قلت: لا قال: أما إنك لو رأيتها لرأيت المدائن التي خرّبت، والزيتون الذي قُطع، فأتيت الشام بعد ذلك فرأيته.

هذا الأثر رواه الطبرى فى تفسيره وهو أثر واهى الإسناد ( ضعيف جدا )،
قال الطبرى حدثنا القاسم، قال: ثنا الحسين، قال ثني حجاج، عن أبي بكر، عن عكرِمة :
فيه أبو بكر الهذلى البصرى قال ابن حجر ، أخبارى متروك الحديث وقال الذهبى ، واه .
أضف لهذا أن عكرمة مولى بن عباس هو تابعى فالأثر مرسل .


أما الأثر الثانى :
قال عطاء الخراساني: ثني يحيى بن يعمر، أن قيصر بعث رجلا يُدعى قطمة بجيش من الروم، وبعث كسرى شهربراز، فالتقيا بأذرعات وبصرى، وهي أدنى الشام إليكم، فلقيت فارس الروم، فغلبتهم فارس، ففرح بذلك كفار قريش، وكرهه المسلمون، فأنزل الله(الم غُلِبَتِ الرُّومُ فِي أَدْنَى الأرْضِ ...) الآيات، ثم ذكر مثل حديث عكرِمة، وزاد: فلم يزل شهربراز يطؤهم، ويخرب مدائنهم حتى بلغ الخليج، ثم مات كسرى، فبلغهم موته، فانهزم شهربراز وأصحابه، وأوعبت عليهم الروم عند ذلك، فأتبعوهم يقتلونهم قال: وقال عكرِمة في حديثه: لما ظهرت فارس على الروم جلس فرخان يشرب، فقال لأصحابه: لقد رأيت كأني جالس على سرير كسرى، فبلغت كسرى، فكتب إلى شهربُراز: إذا أتاك كتابي فابعث إليّ برأس فرخان. فكتب إليه: أيها الملك، إنك لن تجد مثل فرخان، إن له نكاية وضربا في العدوّ، فلا تفعل. فكتب إليه: إن في رجال فارس خلفا منه، فعجِّل إليّ برأسه، فراجعه، فغضب كسرى، فلم يجبه، وبعث بريدا إلى أهل فارس، إني قد نزعت عنكم شهربراز، واستعملت عليكم فرخان، ثم دفع إلى البريد صحيفة صغيرة: إذا ولي فرخان المُلك، وانقاد له أخوه، فأعطه هذه؛ فلما قرأ شهربراز الكتاب قال: سمعا وطاعة، ونزل عن سريره وجلس فرخان، ودفع الصحيفة إليه، قال: ائتوني بشهربراز، فقدّمه ليضرب عنقه، قال: لا تعجل حتى أكتب وصيتي، قال: نعم، فدعا بالسَّفط، فأعطاه ثلاث صحائف، وقال: كل هذا راجعت فيك كسرى، وأنت أردت أن تقتلني بكتاب واحد، فردَّ الملك، وكتب شهربراز إلى قيصر ملك الروم: إن لي إليك حاجة لا يحملها البريد، ولا تبلغها الصحف، فالقني، ولا تلقني إلا في خمسين روميا، فإني ألقاك في خمسين فارسيا، فأقبل قيصر في خمس مئة ألف رومي، وجعل يضع العيون بين يديه في الطريق، وخاف أن يكون قد مكر به، حتى أتته عيونه أن ليس معه إلا خمسون رجلا ثم بسط لهما والتقيا في قبة ديباج ضربت لهما، مع كل واحد منهما سكين، فدعيا ترجمانا بينهما، فقال شهربراز: إن الذين خرّبوا مدائنك أنا وأخي بكيدنا وشجاعتنا، وإن كسرى حسدنا، فأراد أن أقتل أخي، فأبيت، ثم أمر أخي أن يقتلني، فقد خلعناه جميعا، فنحن نقاتله معك. فقال: قد أصبتما، ثم أشار أحدهما إلى صاحبه أن السرّ بين اثنين، فإذا جاوز اثنين فشا. قال: أجل، فقتلا الترجمان جميعا بسكينيهما، فأهلك الله كسرى، وجاء الخبر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الحُدَيبية، ففرح ومن معه.


إسناده : قال عطاء الخراساني: ثني يحيى بن يعمر،
وهذا الأثر فى سياق الأثر الأول أى رواه أبو بكر عن عطاء الخرسانى فهذا متروك
فأبو بكر الهذلى لم يلقى عطاء الخرسانى حتى يحدثه ، أضف لذلك أن يحيي بن يعمر من الوسطى من التابعين فالأثر مرسل ولا يحتج به .
قال ابن كثير فى تفسيره عليه ، "فهذا سياق غريب، وبناء عجيب".


الأثر الثالث :
حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قَتادة( الم غُلِبَتِ الرُّومُ ) قال: غلبتهم فارس على أدنى الشام( وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ ...) الآية، قال: لما أنزل الله هؤلاء الآيات صدّق المسلمون ربهم، وعلموا أن الروم سيظهرون على فارس، فاقتمروا هم والمشركون خمس قلائص خمس قلائص، وأجلوا بينهم خمس سنين،فولي قمار المسلمين أبو بكر رضي الله عنه، وولي قمار المشركين أُبيّ بن خلف، وذلك قبل أن ينهى عن القمار، فحل الأجل، ولم يظهر الروم على فارس، وسأل المشركون قمارهم، فذكر ذلك أصحاب النبيّ للنبي صلى الله عليه وسلم قال: "لَمْ تكُونُوا أَحِقَّاءَ أنْ تُؤجِّلُوا دُونَ العَشْرِ، فإنَّ البِضْعَ ما بينَ الثلاثِ إلى العَشْرِ، وَزَايِدوهُمْ فِي القِمار، وَمادُّوهُمْ فِي الأجَلِ"، ففعلوا ذلك، فأظهر الله الروم على فارس عند رأس البِضْع سنينَ من قمارهم الأوّل، وكان ذلك مرجعه من الحديبية، ففرح المسلمون بصلحهم الذي كان، وبظهور أهل الكتاب على المجوس، وكان ذلك مما شدّد الله به الإسلام وهو قوله:( وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ بِنَصْرِ اللَّهِ ...) الآية.

هذا أثر إسناده صحيح إلى قتادة ولكن قتادة من الوسطى من التابعين فالأثر مرسل لا يحتج به .

أضف لذلك أمر :
أن قوله تعالى {...وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ (4) بِنَصْرِ اللَّهِ يَنْصُرُ مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (5) } الروم
له تفسيران :
التفسير الأول : أن يفرح المؤمنون بانتصار رهان أبي بكر ـ رضى الله عنه ـ على المشرك الذى راهنه على عدم حدوث نصر الروم .( كما فى مسند أحمد )

التفسير الثانى : أن ينتصر المسلمون على المشركين فى نفس يوم انتصار الروم على فارس يوم بدر فيفرحون يومئذ.

د. هشام عزمي
05-06-2010, 11:02 PM
مما يضاف إلى هذا الموضوع كذلك ما ذكرته موسوعة الويكيبيديا عن النبوءة ..
حيث ناقشت وجهتي النظر الإسلامية والمخالفة من خلال مناظرة دارت بيني وأحد المنصرين على شبكة الانترنت ..
وخرجت بنتيجة مفادها :
Some non-Muslims argue that the hadith makes the prophesy false as it did not come to pass within 9 years.( [9] [10] . Actually, basing on historcal facts it did come to pass within 9 years, the Persian defeat of byzatines was between 614 see Siege of Jerusalem (614) and the Byzatine s striking back victory over Persians in 622 see Battle of Issus (622)

وتستطيعون قراءة الصفحة على ويكيبيديا :
http://en.m.wikipedia.org/wiki/Hadith_of_the_prediction_in_Sura_al-Rum
أو ..
http://wapedia.mobi/en/Hadith_of_the_prediction_in_Sura_al-Rum

والله غالبٌ على أمره ، ولكن أكثر الناس لا يعلمون .

ليس هكذا تورد الابل
05-09-2010, 06:29 PM
جزاك الله خيرا الجزاء على هذا الموضوع الماتع

ابن السنة
05-11-2010, 05:38 AM
السلام عليكم و رحمة الله
بحثت عن كل الروايات الخاصة بالآيات الكريمة و لم أجد رواية تدل على قراءة أحد غَلبت الروم الا:
حدثنا نصر بن علي الجهضمي قال : حدثنا المعتمر بن سليمان ، عن أبيه ، عن سليمان الأعمش ، عن عطية ، عن أبي سعيد قال : " " لما كان يوم بدر ظهرت الروم على فارس ، فأعجب ذلك المؤمنين ، فنزلت الم غلبت الروم - إلى قوله - يفرح المؤمنون " " قال : " " ففرح المؤمنون بظهور الروم على فارس " " : " " هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه . ويقرأ : غلبت و غلبت يقول : كانت غلبت ثم غلبت ، هكذا قرأ نصر بن علي : غلبت " " *
و قد صححه الالبانى و قال صحيح بما بعده و هو
حدثنا الحسين بن حريث قال : حدثنا معاوية بن عمرو ، عن أبي إسحاق الفزاري ، عن سفيان الثوري ، عن حبيب بن أبي عمرة ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس ، في قول الله تعالى : الم غلبت الروم في أدنى الأرض قال : غلبت وغلبت ، كان المشركون يحبون أن يظهر أهل فارس على الروم لأنهم وإياهم أهل أوثان ، وكان المسلمون يحبون أن يظهر الروم على فارس لأنهم أهل كتاب ، فذكروه لأبي بكر فذكره أبو بكر لرسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " " أما إنهم سيغلبون " " ، فذكره أبو بكر لهم ، فقالوا : اجعل بيننا وبينك أجلا ، فإن ظهرنا كان لنا كذا وكذا ، وإن ظهرتم كان لكم كذا وكذا ، فجعل أجلا خمس سنين ، فلم يظهروا ، فذكر ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم ، قال : " " ألا جعلته إلى دون " " - قال : أراه العشر ، قال سعيد : والبضع ما دون العشر - قال : ثم ظهرت الروم بعد . قال : فذلك قوله تعالى : الم غلبت الروم - إلى قوله - يفرح المؤمنون بنصر الله ينصر من يشاء قال سفيان : " " سمعت أنهم ظهروا عليهم يوم بدر " " : " " هذا حديث حسن غريب ، إنما نعرفه من حديث سفيان الثوري ، عن حبيب بن أبي عمرة " " *

الا تبدو الروايتان مختلفتان ؟ فالأولى خاصة بمكة و الثانية تشير الى ان وقت نزول الآية بعد بدر ؟
كما لم أجد رواية تُفيد بأن بعض الصحابة كانوا يقرأون غلبت بفتح الغين كما ذكر القرطبى رحمه الله :
وقرأ أبو سعيد الخدريّ وعلي بن أبي طالب ومعاوية بن قُرّة «غَلَبَتِ

الرواية التى صححها الالبانى رحمه الله قد تشير الى ان أبا سعيد رضى الله عنه قرأ بفتح الغين لكن ماذا عن على و معاوية بن قُرة و ابن عمر رضى الله عنهم كما ذكر القرطبى؟
اذا لم يكن سمة رواية ما غير قول القرطبى رحمه الله فلا دليل من اساسه على أنه يوجد من قرأ بفتح الغين
يبقى لدينا الآثر الأول الذى صححه الالبانى رحمه الله اعتماداً على الآثر الثانى .

Ahmed-DK
05-18-2012, 08:19 PM
منقول من مشاركة الأخ باحث سلفي بمنتدى حراس العقيدة

هل صح الخبر الذى قيل فيه أن الروم قد غلبت فارس فى نفس يوم غزوة بدر ؟؟!

لكي نجيب على هذا... نتتبع من روى مثل هذا الخبر ..

روي ابن عساكر فى تاريخه (1 / 371 شـ ) قال أخبرنا أبو عبد الله محمد بن الفضل الفراوي أنا أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي أنا أبو عبد الله الحافظ نا محمد بن كامل القاضي أنا
وروي الطبرى فى تفسيره (20 /68)قال : حدثني
كلاهما ( محمد بن كامل القاضي و الطبري ) (أنا ، حدثني ) محمد بن سعد بن محمد بن الحسن العوفي حدثني أبي حدثني عمي الحسين بن الحسن بن عطية حدثني أبي عن جدي عطية بن سعد

عن ابن عباس قوله:( الم غُلِبَتِ الرُّومُ ...) إلى قوله:( وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ بِنَصْرِ اللَّهِ ) قال: قد مضى، كان ذلك في أهل فارس والروم، وكانت فارس قد غلبتهم، ثم غلبت الروم بعد ذلك، ولقي نبيّ الله صلى الله عليه وسلم مشركي العرب، يوم التقت الروم وفارس، فنصر الله النبيّ صلى الله عليه وسلم ومن معه من المسلمين على مشركي العرب، ونصر أهل الكتاب على مشركي العجم، ففرح المؤمنون بنصر الله إياهم، ونصر أهل الكتاب على العجم. قال عطية: فسألت أبا سعيد الخدريّ عن ذلك، فقال: التقينا مع محمد رسول صلى الله عليه وسلم ومشركي العرب، والتقت الروم وفارس، فنصرنا الله على مشركي العرب، ونصر الله أهل الكتاب على المجوس، ففرحنا بنصر الله إيانا على المشركين، وفرحنا بنصر الله أهل الكتاب على المجوس، فذلك قوله:( وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ بِنَصْرِ اللَّهِ ).

قلت : هذا الإسناد مسلسل بالضعفاء الذين رووا عن عطية العوفي وسيأتي أنه رواه من طريق أبي سعيد الأتي ....

وروى الترمذى (2935 ، 3192)والطبرى فى تفسيره (20 / 73من ثلاث طرق )وابن عساكر فى تاريخه (1 / 369) كلهم عَنْ سُلَيْمَانَ الأَعْمَشِ عَنْ عَطِيَّةَ عَنْ أَبِى سَعِيدٍ قَالَ لَمَّا كَانَ يَوْمُ بَدْرٍ ظَهَرَتِ الرُّومُ عَلَى فَارِسَ فَأَعْجَبَ ذَلِكَ الْمُؤْمِنِينَ فَنَزَلَتْ (الم غُلِبَتِ الرُّومُ) إِلَى قَوْلِهِ (يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ) قَالَ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ بِظُهُورِ الرُّومِ عَلَى فَارِسَ.



قال المباركفوري فى تحفة الأحوذي (8 / 206):

"وفي إسناده عطية بن سعد العوفي تقدم ترجمته من التقريب وقال الذهبي في الميزان تابعي شهير ضعيف قال أبو حاتم يكتب حديثه ضعيف وقال بن معين صالح وقال أحمد ضعيف الحديث وقال بلغني أن عطية كان يأتي الكلبي فيأخذ عنه التفسير وكان يكنيه بأبي سعيد فيقول قال أبو سعيد قال الذهبي يعني يوهم أنه الخدري وقال النسائي وجماعة ضعيف انتهى وقد بسط الحافظ ترجمته في تهذيب التهذيب وقال فيه قال أحمد وحدثنا أبو أحمد الزبيري سمعت الكلبي يقول كناني عطية أبو سعيد أ.هـ "



قلت : ولا يغتر بقول الألبانى ـ رحمه الله ـ على هذا الأثر ، صحيح بما بعده. وسيأتى السبب .
حيث قصد بما بعده

بما رواه الترمذي (3497) والطبرى فى تفسيره (20 /68) والبيهقي في الدلائل (615)وأبو نعيم فى الدلائل (236)والطحاوي فى مشكل الأثار (2521) والحاكم فى المستدرك (3499) وابن عساكر فى تاريخه (1 / 372)
كلهم من طرق
عَنْ أَبِى إِسْحَاقَ الْفَزَارِىِّ عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِىِّ عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِى عَمْرَةَ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِى قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى (الم غُلِبَتِ الرُّومُ فِى أَدْنَى الأَرْضِ) قَالَ غُلِبَتْ وَغَلَبَتْ كَانَ الْمُشْرِكُونَ يُحِبُّونَ أَنْ يَظْهَرَ أَهْلُ فَارِسَ عَلَى الرُّومِ لأَنَّهُمْ وَإِيَّاهُمْ أَهْلُ أَوْثَانٍ وَكَانَ الْمُسْلِمُونَ يُحِبُّونَ أَنْ يَظْهَرَ الرُّومُ عَلَى فَارِسَ لأَنَّهُمْ أَهْلُ كِتَابٍ فَذَكَرُوهُ لأَبِى بَكْرٍ فَذَكَرَهُ أَبُو بَكْرٍ لِرَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ « أَمَا إِنَّهُمْ سَيَغْلِبُونَ ». فَذَكَرَهُ أَبُو بَكْرٍ لَهُمْ فَقَالُوا اجْعَلْ بَيْنَنَا وَبَيْنَكَ أَجَلاً فَإِنْ ظَهَرْنَا كَانَ لَنَا كَذَا وَكَذَا وَإِنْ ظَهَرْتُمْ كَانَ لَكُمْ كَذَا وَكَذَا فَجَعَلَ أَجَلَ خَمْسِ سِنِينَ فَلَمْ يَظْهَرُوا فَذَكَرُوا ذَلِكَ لِلنَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- فَقَالَ « أَلاَ جَعَلْتَهُ إِلَى دُونِ - قَالَ أُرَاهُ الْعَشْرِ ». قَالَ سَعِيدٌ وَالْبِضْعُ مَا دُونَ الْعَشْرِ قَالَ ثُمَّ ظَهَرَتِ الرُّومُ بَعْدُ. قَالَ فَذَلِكَ قَوْلُهُ تَعَالَى (الم غُلِبَتِ الرُّومُ) إِلَى قَوْلِهِ (يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ بِنَصْرِ اللَّهِ يَنْصُرُ مَنْ يَشَاءُ) قَالَ سُفْيَانُ سَمِعْتُ( وعند الطبرى : بلغنى ) أَنَّهُمْ ظَهَرُوا عَلَيْهِمْ يَوْمَ بَدْرٍ.

قَالَ أَبُو عِيسَى الترمذى :هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ غَرِيبٌ إِنَّمَا نَعْرِفُهُ مِنْ حَدِيثِ سُفْيَانَ الثَّوْرِىِّ عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِى عَمْرَةَ.

قلت : قد تبين أن هذا هو من مرسلات سفيان الثورى ولم يروه مسندا فلا يحتج به .
وقد عُلم أن سفيان الثورى هو تلميذ لسلميان الأعمش راوى الخبر السابق عن طريق العوفى .
فتبين أن قول الألبانى رحمه الله لا يُفرح به لتقوية الأثر السابق مع أحتمال اتحاد المخرج ( عطية العوفي المدلس ) .

الخلاصة :

أن خبر موافقة يوم غلبة الروم لفارس ليوم بدر لم يروى إلا من طريق :
1 عطية العوفي عن ابن عباس والرواة عنه ضعفاء .
2 عَنْ سُلَيْمَانَ الأَعْمَشِ عَنْ عَطِيَّةَ عَنْ أَبِى سَعِيدٍ.وهذا إسناد ضعيف لضعف عطية العوفى .
3 عن سفيان الثورى مرسلا .
وتبين أن الثورى هو تلميذ الأعمش ( الراوي عن عطية ) فيحتمل أخذه هذا الخبر عنه . فلا يصح الإحتجاج به .