المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : و من رباط الخيل



اسلام 4
02-14-2006, 03:20 PM
‏ الجواد العربي الأصيل عبر تاريخ العرب وواقعه في بادية الجزيرة السورية‏

لعل الحديث عن الخيول العربية الأصيلة وبيان ما يخصها من صفات قد تكون الوحيدة التي انفردت بها من دون ‏مخلوقات الله عز وجل على أرضه لا يكتمل هذا الحديث ما لم يكن مرتبطا بماضيها قبل حاضرها .‏
وعلى مدى تاريخ العرب الذين هم أمة عريقة لها عمقها لكبير في تاريخ البشرية قد لا تخلو أدبية من الأدبيات ‏التي وصلت إلينا في التطرق للحديث عن الخيول إن كانت واصفة لها أو مشيرة إلى دورها أو متغنية بها .‏
وللفروسية عند مكانة خاصة أخذتها من الصفات التي عرفوها وورثوها لأجيالهم عن الفارس وعرفوهم بها كل ‏شعوب الأرض الذين تعاملوا معهم وهذه الصفات ميزتها الشجاعة و الإقدام والكرم والوفاء والمرؤة والخلاص ‏التي تعتبر من صفات النبيل من البشر . ‏
وبعضاً من هذه الصفات إما أن يكون الفارس قد اكتسبها من حصانه أو أكتسبها له نتيجة تلازم لأثنين في الكرّ ‏والفرّ وفي الأفراح والأحزان .‏
فهذا عنترة بن شداد أحد الفرسان الذين خلدهم التاريخ العربي يوصي صاحبه ويلح بذالك بألا يذكراه لا ‏بالحسان ولا بالديار بل يذكرانه بالخيل يقوله :‏
‏ ‏
ولا تذكرا لي غيرَ خيلٍ مُغيرةٍ ونقعُ غُبارِ حالكِ اللونِ مسودِ ‏
فان غبار الصافنات إذا علا نُشقت له ريحاً ألذُّ من النسدِّ‏

‏ ‏
تاريخ الحصان العربي و نشأته:‏

إن الموطن الأصلي المعروف لنشأة الحصان العربي هو وسط آسيا وتحديداً منطقة بلاد الشام و الجزيرة العربية، و ‏عُرف عن العرب منذ بداياتهم اعتناؤهم الكبير بتربية الحصان وإهتمامهم الشديد بحسن معاملته وتعلقهم بذلك ‏والتفاخر بإقتناء الأصول الجيدة والبحث دائماً عن سلالات الذكور المشهورة لتلقيح أفراسهم.وقد يصل هذا ‏التعلق و الإهتمام بتلقيح الأفراس من أحصنة مشهورة لدرجة المغامرة بذلك، فتروى قصص التاريخ العربي عن ‏أعرابي مالك لفرس أراد (تشبيتها ) من حصان ذائع الصيت ،وصادف أن يكون هذا الحصان عند شخص من ‏قبيلة تجافي قبيلتهم وحاول التوسط معه لتشبية فرسه من الحصان ، إلا أن الآخر كان يرفض ذلك بشدة مما ‏اضطره للمغامرة بنفسه وذهب ليلاً لينتظر في مكان خفي كامناً متخفياً وحين مشاهدته صاحب الحصان يشبّي ‏فرساً له من الحصان أخذ قطعة صوف مسحها على فرج الفرس الملقحة حديثاً وعاد سريعاً ليمسح فرج فرسه ‏العاطف بقطعة الصوف المحملة ببذرة الحصان المذكور وصادف أن تحمل الفرس من ذلك الحصان وكان قد أشهد ‏اثنين من جواره بذلك لكي يثبـت حمل فرسه من ذاك الحصان وهذه الحادثة اعتبرها علماء التلقيح الاصطناعي ‏والتناسل بعلم الحيوان أنّها تمثل التجربة الأولى في التاريخ التي حققت إمكانية حدوث التلقيح الاصطناعي . ‏
ولشدة حرص العربي على حفظ نسب خيله كان يلجأ أحياناً إلى خياطة ((حيا ))الأفراس بشريط من الفضة خوفاً ‏من تلقيحها من ذكور غير معروفة النسب ، وتسمى هذه العملية (( التخريض )) أو (( الكَطاب)) .‏
وهكذا فإن تأكيد العرب على تكاثر خيولهم من أحصنة جيدة الصفات ساعدهم في انتخاب أفضل حصان عرفه ‏العالم عبر العصور وكان الانتخاب مبنياً على أسس سليمة مكَّنتهم من امتلاك حصان متميز بسرعته و رشاقته ‏وخفة حركته وخلوه من عيوب القوائم وتحمله للظروف الصحراوية القاسية يضاف إلى ذلك ذكائه المتميز ‏وسرعة بديهته والإخلاص لصاحبه والإنتباه والتحفز الدائمين .‏
وفي حاضرنا المعاصر نجد في العديد من دول العالم كأمريكا وألمانيا واستراليا اهتمام بعض مواطنيها بإقامة ‏المزارع الخاصة لتربية وتكاثر هذا الحصان المميز عن غيره من الخيول الأخرى المنتشرة في العالم ، وإصدار ‏النشرات العلمية الخاصة بالحصان العربي التي تهتم بمعرفة كل ما يميزه من صفات ومزايا لم يجدوها في ‏خيولهم رغم اهتمامهم الكبير بتربيتها وإتباع أفضل الطرق المستندة على الأسس العملية التي أفرزها ‏تطور فروع العلم الحديثة الأخرى .‏
وفي وطننا العربي لنا الأمل مع تطور الوعي وأهمية هذه الثورة الأصلية وخاصة عند الأناس الذين لا ‏زالت مشاعر الأصالة تحركهم باتجاه كل ما هو عريق أن يبدأ الاهتمام بإنشاء مثل هذه المفارس التي تبنى ‏على الأسس العملية الحديثة بغية تطوير هذا التراث ودفعه باتجاه الأفضل والتي ستكون نواة لإحياء هذه ‏الجذوة التي إن استمر إهمالها ستنطفئ . ‏

أنساب الحصان العربي المشهورة:‏

يقدر عدد الخيول العربية الأصيلة في العالم بحدود نصف مليون رأس وتُشكل هذه الخيول إحدى الأعراق ‏الأساسية التي أُدخلت دماؤها في جميع دماء الأعراق الأجنبية بغيـة تحسينها لما لها من مميزات وراثية قيمة ‏ولما تتمتع به من جمال و تناسق مما جعلها تحسن الكثير من سلالات الخيول المشهورة في عالم الفروسية .‏
ويعترف بهذا جميع فرسان السباق ومباريات الخيول حيث لا يوجد أي نوع من الخيول السريعة في العالم ‏إلاّ وهي مدينة بسرعتها للحصان العربي .‏
إلا أن المحافظة على الأصالة واستمرارها بقي مهمة العشائر العربية ومربي الخيول ولا نغالي إنّ قلنا إنّ ‏هذا الأمر امتازت به سورية , وإن استمرارية الحفاظ على أسماء الأرسان المشهورة التي عُرفت بها الخيول ‏العربية منذ نشأتها عند العرب قد بقي مصاناً كما هو عبر الأجيال حتى يومنا هذا . فمن المعروف أن ‏العرب قد نسبوا خيولهم إلى خمسة أصول رئيسية عُرفت بها منذ القديم هي : ‏
‏1.‏ الكحيلة .‏
‏2.‏ الحمدانية .‏
‏3.‏ العبيّة .‏
‏4.‏ الهدبة .‏
‏5.‏ الصقلاوية .‏
ولتسمية هذه الأرسان رواية يوردها كتاب التاريخ كالآتي :‏
عندما وقع سيل العرم في مأرب عاصمة سبأ التي ورد ذكرها في القرآن الكريم فرّت الخيول فزعة إلى ‏البراري فلحق بها عدد من فرسان العرب آنذاك عُرف منهم ( جدران وشويمة وسبّاح وشّراك ‏والعجوز ) واستمروا يطاردونها حتى أمسكوا بــها ، وبعودتهم سميت كل فرس على اسم ‏صاحبها .‏
الخيل في رواية عبدالله عزام في جهاد الأفغان
‏ ‏

الخيول:‏
حدثني (أرسلان): قال في مكان اسمه (أرجون رقم 23) هاجمنا الشيوعيين فقتلنا (500) وأسرنا ‏‏(83) شخصا فقلنا لهم ما سبب هزيمتكم ولم تقتلوا منا سوى شهيد واحد؟ قال الأسرى: كنتم تركبون ‏على الخيل فعندما نطلق عليها تفر ولا تصاب أقول: والثابت بنص القرآن أن الملائكة نزلت في بدر.‏
‏(اذ يوحي ربك الى الملائكة اني معكم فثبتوا الذين آمنوا سألقى في قلوب الذين كفروا الرعب ‏فاضربوا فوق الاعناق واضربوا منهم كل بنان) (الأنفال: 12)‏
وقد نص القرطبي في تفسيره عند آية:‏
‏(بلى إن تصبروا وتتقوا يأتوكم من فورهم هذا ويمددكم ربكم بخمسة آلاف من الملائكة مسومين) (آل ‏عمران: 125)‏
قال: فكل عسكر صبر واحتسب تأتيهم الملائكة ويقاتلون معهم؟ لأن الله تعالى جعل أولئك الملائكة ‏مجاهدين إلى يوم القيامة.‏
وقال الحسن: فهؤلاء الخمسة آلاف ردء للمؤمنين إلى يوم القيامة (1)‏‎ ‎‏.‏
روى مسلم في صحيحه (النووي-مسلم ج21 ص85): قال أبو زميل فحدثني ابن عباس قال: بينما ‏رجل من المسلمين يومئذ يشتد في أثر رجل من المشركين أمامه؟ إذ سمع ضربة بالسوط فوقه ‏وصوت الفارس يقول أقدم حيزوم؟ فنظر إلى المشرك أمامه فخر مستلقيا ؟ فنظر إليه فإذا قد خطم ‏أنفه وشق وجهه كضربة السوط؟ فاخضر (أسود) ذلك أجمع؟ فجاء الأنصاري فحدث بذلك الرسول ‏ص فقال: صدقت ذلك من مدد السماء الثالثة .‏
وحدثني (محمد ياسر) قال: إن الشيوعيين إذا دخلوا قرية بدباباتهم يسألون عن (إصطبلات خيول ‏الإخوان المسلمين) فيتعجب الناس؟ لأنهم لا يركبون خيولا ثم يفطنون أن هذه الخيول الملائكة.‏

muslimah
02-15-2006, 09:21 AM
رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يلوي ناصية فرس بإصبعه ، وهو يقول (الخيل معقود بنواصيها الخير إلى يوم القيامة : الأجر والغنيمة) .
الراوي: جرير بن عبدالله - خلاصة الدرجة: صحيح - المحدث: مسلم - المصدر: المسند الصحيح - الصفحة أو الرقم: 1872