المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الرد علي من ادعي أن للأولياء تصرفًا .



حسام الدين حامد
12-12-2004, 05:23 AM
نقل الشيخ عبد الرحمن حسن آل الشيخ رحمه الله في كتابه " فتح المجيد شرح كتاب التوحيد " كلام الشيخ صنع الله الحنفي رحمه الله و هو :

{ فَأَما قَولُهُم : إِن للأَولِيَاءِ تَصَرفَاتٍ فِي حَيَاتِهِم وَ بَعدَ المَمَاتِ .

فَيَرُدهُ قوله تعالي ( أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ ) ( أَلاَ لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْرُ ) ( وَلِلّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ ) و نحوها من الآيات الدالة علي أنه المتفرد بالخلق و التدبير ، و التصرف و التقدير ، و لا شيء لغيره في شيءٍ ما بوجه من الوجوه ، فالكل تحت ملكه و قهره تصرفًا و ملكًا ، و إحياء و إماتة و خلقًا ، و تمدح الرب تبارك و تعالي بانفراده بملكه في آيات من كتابه كقوله ( هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ ) ( وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِن قِطْمِيرٍ * إِن تَدْعُوهُمْ لَا يَسْمَعُوا دُعَاءكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ وَلَا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ ) و ذكر آياتٍ في هذا المعني .

ثم قال : فقوله في الآيات كلها ( مِن دُونِهِ ) أي من غيره ، فإنه عام يدخل فيه من اعتقدته من ولي أو شيطان تستمده ، فإن من لم يقدر علي نصر نفسه كيف يمد غيره ؟

إلي أن قال : إن هَذَا لقَولٌ وَخِيمٌ وَ شِركٌ عَظِيمٌ .

إلي أن قال : وَ أَما القَولُ بِالتصَرفِ بَعدَ المَمَاتِ .

فهو أشنع و أبدع من القول بالتصرف في الحياة ..

قال جل ذكره ( إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُم مَّيِّتُونَ ) ( اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الْأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى ) ( كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ ) ( كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ ) .

و في الحديث ( إِذَا مَاتَ ابنُ آدَمَ انقَطَعَ عَمَلُهَ إِلا مِن ثَلَاثٍ - الحديث ) .

فجميع ذلك و ما هو نحوه دال علي انقطاع الحس و الحركة عن الميت ، و أن أرواحهم ممسكة و أن أعمالهم منقطعة عن زيادة و نقصان ، فدل ذلك علي أنه ليس للميت تصرفٌ في ذاته فضلًا عن غيره ، فإذا عجز عن حركة نفسه ، فكيف يتصرف في غيره ؟

فالله سبحانه يخبر أن الأرواح عنده ، و هؤلاء الملحدون يقولون : إن الأرواح مطلقة مصرفة ( قُلْ أَأَنتُمْ أَعْلَمُ أَمِ اللّهُ ) .

و قال : وَ أَما اعتِقَادُهُم أَن هَذِهِ التصَرفَاتِ لَهُم مِنَ الكَرَامَاتِ .

فهو من المغالطة ، لأن الكرامة شيءٌ من عند الله يكرم به أولياءه ، لا قصد لهم فيه ، و لا تحدي و لا قدرة و لا علم كما في قصة مريم بنت عمران و أسيد بن حضير و أبي مسلم الخولاني } ( فتح المجيد شرح كتاب التوحيد : 141 - 142 )

المتن : كتاب التوحيد للإمام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله .

الشرح : فتح المجيد شرح كتاب التوحيد للعلامة عبد الرحمن بن حسن آل الشيخ رحمه الله .

راجع حواشيه و صححها و علق عليها : العلامة عبد العزيز بن باز رحمه الله .

السيف
01-02-2005, 03:05 AM
موضوع قيم أخي حسام الدين
بارك الله فيك ونفع بك ورفع مقامك في أعلى عليين

ابو مارية القرشي
01-02-2005, 04:09 AM
الاخ الكريم السيف
بارك الله فيك و اهلا و سهلا
اانت صاحبي الشامي(من منتدى بلاد الشام)؟

حسام الدين حامد
01-03-2005, 05:43 AM
الأخ الحبيب " السيف " : و لك بمثل ما دعوت أخي ، و في انتظار مشاركاتك في مسائل التوسل و غيرها .

أخي الحبيب أبو مارية : نعم هو صديقنا من منتديات الشام .

سيف الكلمة
01-08-2005, 09:57 PM
مرحبا بك أخى السيف
بارك الله فيك أخى حسام وعلى الكاتب المنقول عنه

ومضة
01-26-2005, 09:13 AM
طيب إخواني....

هناك شبهة متهافتة....

لو قال لك : أن للأولياء تصرفا في الكون بإذن الله.....ولهم تدبيرا بإذن الله....وذكر صنوفا من كرامات الأولياء المختلفة...فكيف الرد عليهم؟؟

حسام الدين حامد
01-26-2005, 09:01 PM
الأخ الفاضل " ومضة " :

السؤال مغلوط و حاصله : هل يأذن الله أن يكون له شريكًا في الملك ؟
و يكفينا قوله تعالي " قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُم مِّن دُونِ اللَّهِ لَا يَمْلِكُونَ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ وَمَا لَهُمْ فِيهِمَا مِن شِرْكٍ وَمَا لَهُ مِنْهُم مِّن ظَهِيرٍ "

و من هنا نقلب عليهم السؤال : هل يأذن الله أن يكون له ولد ؟
و نسأل : هل توافقون علي قول مشركي الجاهلية :
لبيك اللهم لبيك *** لبيك لا شريك لك .
إلا شريكًا هو لك *** تملكه و ما ملك . ؟
فإن أجابوا ب " نعم " فقد أتوا منكرًا من القول و زورًا.
و إن أجابوا ب " لا " سقطت حجتهم أو شبهتهم و هي كما قلتَ رعاك الله : متهافتة .

Nero
01-31-2005, 02:27 AM
موضع جيد والله أخى الفاضل وجزاك الله خيرا على طرحه وهو يضحد ادعائات الصوفيين الجهال الذين يعبدون القبور ويطوفون حولها ويطلبون من الميت الذى لا يملك لنفسه نفعا ولا ضرا أن ينفعهم والعياذ بالله ولإن عبت عليهم يقولون قول المشركين من قبلهم على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم "ليقربونا إلى الله " والعياذ بالله