المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : تحريم الشيوعية... أ.د.جعفر شيخ إدريس



الفرصة الأخيرة
03-02-2006, 05:16 PM
تحريم الشيوعية

جريدة الميثاق الإسلامي

العدد 16، صفحة 12

الجمعة 19 شوال 1387 هـ الموافق 19 يناير 1968


بقلم الأستاذ جعفر شيخ إدريس

النص على تحريم الشيوعية أصبح قضية سياسية وملحة وفيما يلي يبلور الأستاذ جعفر شيخ إدريس القضية والحجج المتعلقة بها.



بدأ قبل بضعة أسابيع بعض الناس يهمسون بأنه لاداعي للنص بتحريم الشيوعية في الدستور الدائم وأنه يكفي النص على تحريم الإلحاد، والآن والمناقشات الجادة للدستور توشك أن تبتدي تحول ذلك الهمس إلى تصريح وإعلان وبدأت تُساق لحذف كلمة "الشيوعية" الحجج والمبررات. وأنا وإن كنت أعلم علم اليقين أن بعض الذين يقودون لواء هذه الحملة لا يفعلون ذلك لحجج ولا لبراهين ولا لمبادئ أو نظريات وإنما نتيجة تآمر وتبرير تم بليل بينهم وبين الشيوعيين إلا أنني سآخذ حججهم على ظاهرها وأحاول تفنيدها.

· قالوا إن الشيء الذي يأخذونه على الشيوعية هو الإلحاد ولا شيء غيره. ونقول

1- وهل ثارت ثورة الناس على الشيوعية إلا لدعوتها الإلحادية؟ ولكن الإلحاد بالنسبة للمسلمين مسألة جوهرية لا تقبل المساومة، فكل دعوة تنطوي على الإلحاد فهي مرفوضة منذ البداية مهما كانت موافقتنا أو مسامحتنا لها في بعض تفاصيلها، فالوضع الصحيح أن نقول إننا نرفض الشيوعية لإنها ملحدة ولكننا نتسامح ونعطي الحرية لكل من يدعو لشيء آخر (لا يصطدم مع مسألة جوهرية) أتى به من الشيوعية أو من غيرها. أما أن نقول إن الشيوعية ملحدة، ونحن نحرم الإلحاد، ولكننا نحل الشيوعية فهذا منطق لا أكاد أفهمه.

2- إن الحركة الشعبية التي جاء تعديل الدستور المؤقت نتيجة لها لم تثر على الإلحاد كمعنىً ذهني مجرد ولكنها ثارت عليه ورفضته في صورته المشخصة الحية الماثلة أمامنا وهي الحزب الشيوعي السوداني. فتحويل هذا المطلب الشعبي المحدد إلى معنى ذهني معروف من الدين بالضرورة، تفريغ له من محتواه الواقعي الإيجابي ولعب على عقول الجماهير المؤمنة. تصور لو أن أحداً من الزعماء وقف ليقول للجماهير المحيطة بالبرلمان أيام شعبان، مبروك! لقد استجاب البرلمان لمطلبكم فحرم الإلحاد لكن الحزب الشيوعي سيظل باقياً مشروعاً.

3- ما أظن أن أحداً ذاق حلاوة الإيمان وكره الإلحاد يسمح برؤية شيء اسمه الشيوعية أمام ناظريه ذلك لإن تاريخ العالم لم يَعرف –فما أظن- حركة كالشيوعية في مثل عدائها لله وسخريتها منه ومن المؤمنين وملاحقتهم ومطاردتهم ومحاولة القضاء عليهم بكل وسيلة سواءً كانوا يهوداً أو نصارى أو مسلمين. ومن شك في هذ فليقرأ تاريخ الحكم الشيوعي بروسيا ليعلم عن عدد الجبهات الإلحادية والجماعات الإلحادية التي كونتها وأعانتها الدولة لتنشر الإلحاد وتقضي على بذور الإيمان.

4- يقول البعض إن الشيوعيين أنفسهم لم يعودُوا متحمسين للإلحاد وأنهم بدؤوا يهتمون بالجوانب الأخرى في الشيوعية أكثر من اهتمامهم بالإلحاد. وهذا خبر يسرنا ويثلج صدورنا وسنعمل جهد طاقتنا لتحقيقه، ولكن إذا كان بعض الماركسيين خارج البلاد العربية والبلاد الشيوعية قد بدؤوا يصرحون بشكهم في ضرورة الربط بين الإلحاد والماركسية وإذا كانت هذه الدعوة قد أثرت في بعض أفراد الشيوعيين ممن اطلعوا عليها أو فكروا فيها فإن الموقف الرسمي للأحزاب الشيوعية كلها ومن بينها الحزب الشيوعي السوداني ما زال هو الاستمساك بالماركسية الينينية التقليدية، ولم تثمر المحاورات التي أجراها بعض الناس معهم إلا في قولهم إنهم يحترمون الأديان، وحتى هذه لم تأت في ظني نتيجة اقتناع وإنما تراجع أمام الضغط الشعبي المؤمن. إنه لا اعتراض لديَّ على استمرار الحوار والجدل مع الشيوعيين ولا مانع لديَّ من الاشتراك فيه، ولكن هذا شيء ومساومة الشيوعية على حساب مبادئنا شيء آخر. فما دام الموقف الرسمي للشيوعية لم يتغير فإن موقفنا منها ينبغي أن لا يتغير.

وإذا كان الشيوعيون ليسوا حريصين على الإلحاد فلم الحرص إذن والاصرار على كلمة الشيوعية، التي أصبحت رمزاً لهذا المعنى البغيض؟ لماذا لا يتسمون باسم آخر كالاشتراكية لا إلحاد في مضمونه أو في ظلاله؟

5- ماذا يعني التعديل المقترح بحذف كلمة "الشيوعية"؟ لو أن هذه المادة جاءت منذ البداية خلواً من كلمة "الشيوعية" ربما استطاع المشرع فيما بعد أن يصدر قوانين تحظر الأحزاب الشيوعية باعتبار أن الدعوة إلى الشيوعية هي بالضرورة دعوة إلى الإلحاد لكن التعديل الجديد قد يؤكد أن روح الدستور تمنع مثل هذا التفسير وقد يؤكد أن الدعوة للشيوعية ليست –عند واضعي الدستور- محرمة وأنها لا تعني بالضرورة الدعوة إلى الإلحاد.



· الحجة الثانية الأساسية التي يرددها بعض أنصار التعديل المقترح هي أن النص على كلمة الشيوعية قد يثير علينا ثائرة الدول الشيوعية وقد تعتبره موقفاً عدائياً وقد يوهن علاقاتنا معها. إلخ

ولكن هذه أيضاً حجة واهية

فنحن لا نريد أن ننص على محاربة الدول الشيوعية،

ولا على محاربة الشيوعية أينما حلت وحيثما حلت،

وإنما على الدعوة إلى الشيوعية في بلادنا.

وهذا ليس اعتداء منا على الدول الشيوعية ولكنه تأكيد لخلافنا الأيدُلُجي معها وصد لعدوانها علينا باتخاذ عملاء في بلادنا يروجون لمذهبها وسياستها، ومعاملة لها بأقل من المثل في محاربتها للإسلام والمسلمين.

وهذا كله لا يعني ولم يفهم منه أحد عدم التعامل مع الدول الشيوعية في كل مجال آخر فيه مصلحة لنا ولهم وشاهدنا على ذلك أن تحريم الشيوعية بتعديل الدستور المؤقت لم يدفعنا إلى قطع العلاقات مع الدول الاشتراكية ولا أوهى من صلتنا بها بل إن هذه الصلة كما ذكر لنا أحد السياسيين قويت وزادت في غيبة الحزب الشيوعي.



--------

الـــــــــمــــــــصـــــــدر (http://www.jaafaridris.com/Arabic/Mithaq/tahreemsh.htm)

--------

البليغ
03-03-2006, 07:50 PM
تحريم....؟

وهل سيخيفنا التحريم

نحن ضد كل الاديان يا عزيزى

الدين افيون الشعوب

يجافظ على الظلم الاجتماعى والاقتصادى ويخدع الفقراء بالفتات والصبر والجزاء النهائى لكى لا يطالبوا بحقوقهم فى الحياة حياة كريمة عادلة


هؤلاء الشيوخ شيوخ السلاطين والحكام لن يخدعونا ولن يخدرونا بدعواتهم الرجعية
على مثال
طاعة ولى الامر

والتى يخدمون بها ولاة رزقهم من الغلاة الظلمة

حازم
03-03-2006, 08:07 PM
نحن ضد كل الاديان يا عزيزى

الدين افيون الشعوب
http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?t=4403

الفرصة الأخيرة
03-04-2006, 04:41 AM
تحريم....؟
وهل سيخيفنا التحريم
نحن ضد كل الاديان يا عزيزىالزميل البليغ: مسلمون يرون تحريم الشيوعية بناءً على قواعدها المخالفة لجميع الشرائع السماوية... هنا التحريم السابق موجهٌ للمسلمين المؤمنين.. أما أنتم الذين وقفتم ضد الأديان كما تزعم فلا دخل لكم بالموضوع أساسًا.. فلماذا تتكلم في الموضوع وأنت لا دخل لك به؟
التحريم موجهٌ لناس معينين.. وليس لك.. لأنك كما تعلم لا حرمة لديك.. وليس لديك أي محرم على الإطلاق.. فكل شيء لدى من يقف ضد جميع الأديان يكون مباحًا أو لنقل سداح مداح أو هرج مرج لا ضابط ولا رابط.. كله فوضوية على حسب شهوة الجسد لا أكثر.
فما دخلك في الحديث هنا؟
ولماذا تستنكر تحريم الشيوعية؟

وحتى لا أطيل عليك يمكنك في موضوعك الآخر عن الشيوعية بين النظرية والتطبيق أن نتحدث بحرية وتطرح لي هناك مبادئ الشيوعية لإسعاد البشرية.. وأكرر : مبادئ الشيوعية لإسعاد البشرية.. وانتبه زميلي فأنا أرجو أن تطرح لي مبدأ واحدًا نتحاور حوله باختصار وحينما نتفق على رأي فيه نبدأ في غيره... ولكن بشرط:
أن تكون المبادئ المطروحة خاصة بالشيوعية ولا توجد في الأديان.. يعني كل ما يوجد في الأديان فلا ميزة فيه للشيوعية.. ولكن هات لنا يا زميلي ما يميز الشيوعية مما يحقق السعادة للبشرية ولا يوجد في الأديان.

وفي انتظارك هناك يا زميلي :emrose:


الدين افيون الشعوب راجع الرابط الذي وضعه لك الأخ الفاضل حازم.


يجافظ على الظلم الاجتماعى والاقتصادى ويخدع الفقراء بالفتات والصبر والجزاء النهائى لكى لا يطالبوا بحقوقهم فى الحياة حياة كريمة عادلةهذا الكلام خطأ محض... لأن الدين والمقصود لنا هنا الإسلام قد أرسى قواعد العدل الاجتماعي والاقتصادي في أعلى صور العدل... ولا توجد لدى الشيوعية ولا غيرها من الأنظمة ميزة حققت السعادة للبشر لم توجد في الإسلام.. هذا مستحيل يا زميلي... فإن لم تقر بهذا الكلام فهات لنا شيئًا امتازت به الشيوعية وحقق للبشرية السعادة ولم يكن موجودًا في الإسلام؟
والكلام محدد يحتاج لإجابة محددة.

هؤلاء الشيوخ شيوخ السلاطين والحكام لن يخدعونا ولن يخدرونا بدعواتهم الرجعية
على مثال طاعة ولى الامر والتى يخدمون بها ولاة رزقهم من الغلاة الظلمةالنظام في الإسلام يقوم على الشورى... وطاعة ولي الأمر مقيدة بشروط وليست مطلقة ولا عمياء.. وهي تستمد قوتها من تطبيق ولي الأمر للشريعة.
وهذا يخالف قطعان الخرفان التي تسوقها الشيوعية سوقًا إلى المجازر .. لا تعرف شيئًا .. ولا تملك سوى أن تعمل وتأكل كالأجير الذي يعمل مقابل لقمة عيش تُلْقَى له في آخر اليوم في طبق متسخ في جانب البيت... هذه هي الصورة الحقيقة للشيوعية لا أكثر.

ولنذهب لموضوعك الآخر ونكمل الحديث هناك.

حازم
10-23-2007, 11:28 PM
يرفع الموضوع ليجيب عن تساؤل ابو نصال عن موقف الاسلام من الشيوعية