مشاهدة النسخة كاملة : علوم الوراثة والجنين وسقوط نظريات التطور
الفاروق
03-08-2006, 07:05 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بإذنه جلّ وعلا أفتح هذا الموضوع لمناقشة مواضيع لها علاقة بالوراثة , أي المادة الوراثية ال Dna ومايتعلق بها من صفات و بيان التغييرات الني تطرأ عليها وما تسببه من أمراض ...
إنما بداية أحب أن أعرج على موضوع مهم ومعقد على بساطته, وسأعرضه باختصار
الموضوع هو حليب الأم
ماهي العوامل التطورية التي أدت بالأم أن تفرز هذا السائل الخاص لتغذية ابنها
سواء أخذنا بالاعتبار الداروينية القديمة أو النظريات الداروينية الحديثة فالأمر مستعصي على الشرح.
في البداية قالوا أن عنق الزرافة أصبع طويلاً لشحة المصادر الغذائية وكأنه لم يتعرض للجوع سوى الزراف, على سذاجة الطرح السابق إلا أنه لايفسر لماذا يُفرز الحليب , ذلك أن الحليب وافرازه يشكل عبئاً على جسم الأم وليس له ضرورة بحد ذاته لها وليس هنالك أي ضغط تطوري يدفع لهذا الاتجاه
وإذا نظرنا للداروينية الحديثة و موضوع انتخاب الأصلح فالموضوع أصبح من السذاجة بمكان, فانتحاب الأصلح يدل أن الأفراد ذوي الصفات الحسنة يبقون في حين أن الصفات الغير مرغوبة تختفي بالتدريج
إذا طبقنا السابق فيلزمنا عدد لانهائي من الأمهات ( وربما الذكور أيضاً ) , الذكر الأول أو الأولى غير منتجين للحليب و مجموعة أخرى تفرز الماء فقط وأخرى الماء المالح وأخرى للحليب بدون سكر وعاشرة للحليب بقهوة و ...
ومن بين كل هذه المجموعات اللانهائية, مجموعة واحدة فقط وهي المنتجة للحليب , وفقط المنتجة لنوع الحليب المناسب لكل نوع بقيت والبقية الباقية انقرضت كلها هكذا وبدون سبب
وحتى هذه المجموعة المنتجة للحليب لماذا تنتجه, وكيف تكيف جسم الأم للقيام بهذه المهمة وإعطاء الحليب المناسب للوليد,
وبعد , مارأي أصحاب التطور في هذا المثال؟
أبو مريم
03-08-2006, 07:28 AM
إذا طبقنا السابق فيلزمنا عدد لانهائي من الأمهات ( وربما الذكور أيضاً ) , الذكر الأول أو الأولى غير منتجين للحليب و مجموعة أخرى تفرز الماء فقط وأخرى الماء المالح وأخرى للحليب بدون سكر وعاشرة للحليب بقهوة و ...
ومن بين كل هذه المجموعات اللانهائية, مجموعة واحدة فقط وهي المنتجة للحليب , وفقط المنتجة لنوع الحليب المناسب لكل نوع بقيت والبقية الباقية انقرضت كلها هكذا وبدون سبب
لعلنا نذكرالأخ وصية المهدى وصوره الكاريكاتيرية المعبرة بموضوعك هذا ولو كان موجودا معنا لصاغ من تلك الفكرة رسما كاريكاتيريا رائعا .
لكن يا أخى ألا ترى أن انقراض الإناث اللاتى لا تدر الحليب المستساغ للطفل والذى يمده بكل الفيتامينات والعناصر الضرورية أمرا منطقيا لأنها ستكلف زوجها شراء اللبن المجفف المستورد وهو غال جدا خاصة فى تلك الحقبة التى ظهرت فيها الثدييات وهذا يعنى طبعا عبئا إضافيا على ميزانية الأسرة مما يدفع الرجال لتطليق هؤلاء أو على أقل تقدير تحديد النسل وبالتالى لا تورث صفة إنتاج اللبن بالقهوة أو صودا الليمون ؟!
لعلنا نذكرالأخ وصية المهدى وصوره الكاريكاتيرية المعبرة بموضوعك هذا ولو كان موجودا معنا لصاغ من تلك الفكرة رسما كاريكاتيريا رائعا .
اعتب على الاخ وصية المهدى انقطاعه عنا مع العلم انه يتابعنا :(:
وصية المهدي
03-10-2006, 10:38 PM
أخي حازم حفظك الله
لا تعتب أخي فقريباً تعلم سبب تغيبي ، فإنما هي وعود ألجمتها عنقي للمنتدى والوفاء بها هو الأولى . وأشكر أستاذنا الفاضل أبو مريم على تذكري من خلال الرسوم الكاريكاتورية ... :sm_smile:
الفاروق
03-14-2006, 06:55 AM
السلام عليكم ورحمة الله
كانت النية الدخول في الموضوع مباشرة منذ عدة أيام, وفي هذه الأثناء دخلت لبعض مواقع الملاحدة لاستعراض مواقفهم ومدى علمهم وخرجت بنتيجة أن وأسفاه على الوقت الضائع؟ , وجدت عند بعضهم مايسمى "" الساحة العلمية"" استجهال وسذاجة والكل يصفق, بعضهم يقول أن سرعة الفوتون أقل من سرعة الضوء :eek: ( مع العلم أن الضوء هو الفوتونات نفسها),
والبعض يقول أن ذرات " السناجب" بعد تحللها , إلى عناصرها الأولية من كربون وآزوت وغيرها, يمكن لهذه الذرات ان تصل للإنسان فيما بعد وهو أصل الوجه الطويل لبعض الناس كالسنجاب :eek:
البعض الآخر وجد الحلقة التطورية "المفقودة ؟" بين الإنسان والقرد وهي أن بعض الناس تستطيع المشي على أربع :wallbash:
هذا المستوى العلمي الهابط ذكرني بأحد المساكين الحيارى (ويدعي أنه طبيب, ربما أسنان ) زارنا هنا منذ أشهر ووضع مشاركة مضحكة -والمفترض أنها علمية - بدون الإشارة لصاحبها ( الذي هو بدوره ترجمها عن مصدر أجنبي ونسبها لنفسه ) وفيها يقول مثلاً أن الحدقة تؤُكل ( والحدقة ثقب)؟ http://www.eltwhed.com/vb/showpost.php?p=13656&postcount=82
هذه الأمور دفعتني للتريث قبل الدخول في الموضوع مباشرة, وبعد طول تفكير رأيت أن أبدأ بعرض بعض الأساسيات عن الجينات لتلافي المراوحة في المكان في حال مشاركة بعض المستلحدين , فإني رأيت أن أكثر المستلحدين المتظاهرين بالفهم لايعرفون عن البروتين مثلاً إلا أنه شيء يؤكل
وقبل الدخول في تعقيدات الصبغيات, ولكي لانكون ملكيين أكثر من الملك, أذكر هنا أن مكتشف وواصف السلسلة المزدوجة من الصبغيات و الحائز نتيجة ذلك على جائزة نوبل في الطب عام 1962 الدكتور فرانسيس كريك Francis Crick
قد أيقن أن دقة التنظيم العالية جداً في الصبغيات لا يمكن أبداً أن تكون وليدة الصدفة أو التطور, ولما كان حاله كحال الكثير من علماء الغرب غير موقنين بالديانات اليهودية والنصرانية, إلا أنه في الوقت نفسه لايستطيع عقلاً فكرة التطور ولايريد أن يعترف بإله خالق, فادعى أنها لابد قد تشكلت في الفضاء الخارجي ومنه أتت للأرض, وهذا المذهب يدعى panspermia
A Visit With Dr. Francis Crick (http://www.accessexcellence.org/AE/AEC/CC/crick.html)
'Directed Panspermia' (http://www.spacedaily.com/news/life-04zzz.html)
الصبغيات Chromosomes
جسم الإنسان مكون من أكثر من بليون خلية, وفي نواة كل واحدة من هذه الخلايا توجد نسخة من المادة الوراثية مطابقة تاماً للمادة الوراثية الموجودة في جميع الخلايا الجسمية somatic cell . وتدعى الصبغيات, ويمكن مشاهدتها إذا نظرنا إلى نواة الخلية بالمجهر,
http://img93.imageshack.us/img93/2011/cell9gb.jpg
سبب تسميتها بالصبغيات يعود إلى شكلها الملون الغامق تحت المجهر الضوئي, ويدعى باللاتينية الكروماتين chromatin , أما شكلها المعروف على شكل حرف H اللاتيني فيرى عند تكثفها استعداداً للانقسام
http://img480.imageshack.us/img480/4185/chromosome3ra.jpg
تعداد الصبغيات عند الإنسان في كل خلية جسمية 46صبغياً, تنشأ من اتحاد 23 صبغياً من النطفة مع نظيراتها الـ23 من البويضة
تتوزع هذه الـ 46 صبغياً على 22 زوجاً من الصبغيات المسماة بالجسمية والمرقمة من 1 إلى 22 حسب الحجم من الأكبر فالأصغر ( حيث أن الزوج الأول أكبرها ). بالاضافة إلى زوج من الصبغيات الجنسية , وهو عند الأنثى نسختين من الصبغي (سين =x ) ويرمز لصيغيتها الوراثية 46XX
أما الذكر فنسخة من سين = X ونسخة من عين = Y, والصيغة 46XY
الخلايا الجسمية تدعى مزدوجة الصيغة Diploid, أما الأعراس الجنسية فتدعى أحادية الصيغة Haploid
http://img462.imageshack.us/img462/717/chromosomes1el.jpg
.
مما تتكون الصبغيات:
كما رأينا فإن كل صبغي له شكل حرف إتش H بذراعيه الطويلتين والقصيرتين, هذا الصبغي مشكل من حبل طويل مزدوج على شكل السلم ويدعى الـ دنا = DNA
من الـ ( دنا :الحمض النووي الريبي منزوع الأكسيجن DNA = deoxyribonucleic acid )
http://img458.imageshack.us/img458/3237/basepair4pw.jpg
الهيكل الداعم لهذا السلم هو الطرفين حيث تتشكل من تتابع جزيئات من سكرخماسي الكربون هو الريبوز منزوع الأكسجين deoxyribose و زمرة من الفوسفور Phosphate group
http://img210.imageshack.us/img210/3471/pentose1lw.gif
أما درجات السلم فتتشكل من الأسس الآزوتية المتقابلة nitrogenous bases وهي الحجر الأساس في المادة الوراثية
يستخدم في ( الدنا DNA) أربعة من أنواع الأسس الآزوتية وهم:
اثنان من ثنائيات الحلقة وتدعى البوريناتPurines
الأدنين (Adenine A)
الغوانين ( G Guanine )
http://img122.imageshack.us/img122/1983/purines0zt.gif
واثنان من أحاديات الحلقة , البيرميديناتPyrimidines
الثايمين ( T Thymine)
السيتوزين ( C Cytosine)
http://img53.imageshack.us/img53/2285/pyrimidines9oo.gif
والبتالي الوحدة الأساسية في الDNA هي اجتماع جزيء سكر مع زمرة فوسفات ومع أساس أزوتي, وهذا الاجتماع يدعى النكليوتيد Nucleotide
http://img51.imageshack.us/img51/8298/nucleotidebis23hj.gif
تطرار الوحدة السابقة يعطي عديد النيكليوتيد
http://img215.imageshack.us/img215/1720/nucleotide9rh.gif
هذا الشريط الأحادي يرتبط مع آخر مقابل له وفق بطريقة خاصة, وهي أن الأدنين يجب أن يقابله التيمين, والعكس بالعكس ويرتبطان برباطي هيدروجين,
أما الغوانين فيرتبط بالسيتوزين , والعكس بالعكس عن طريق ثلاثة روابط هيدروجينية
وبالتالي نحصل على الشريط المضاعف
http://img132.imageshack.us/img132/8910/sixnucleotide3aq.gif
وبتكرار الوحدات نحصل على الحبل الصبغي الكامل
ومن المعلوم أن الصبغيات في الخلية الإنسانية تتكون من اجتماع ما يقرب ثلاتة بليون زوج من الأسس الآزوتية
إذا تم فرد شريط الصبغيات في خلية واحدة, فإن طوله سيقارب 2 متر, وإذا ماوضعت جميع خيوط الصبغيات في جميع خلايا الجسم مع بعضها فستؤلف حبلاً أطول من المسافة بين الأرض و القمر بـ6000 مرة, فكيف يستطيع حبل الصبغيات التواجد داخل الخلية, الجواب هو بمساعدة من بعض البروتينات المدعوة هستونات Histones, والعملية تدعي التكديس package , وفيها يلتف حبل الصبغي حول الهستونات لتعطي عقدة أولية nucleosome وتشكل كل عقدة على مايقارب من 140-150 زوج من الأسس الآزوتية يفصل بينها مسافات من 20-60أساس آزوتي
http://img123.imageshack.us/img123/6086/chrom11mu.gif
ثم تجتمع كل ستة وحدات لتشكل عقدة أكبر helical solenoid
http://img46.imageshack.us/img46/2947/packing0vg.jpg
وبدورها تدور حول بروتين مركزي scaffoldمشكلة حلقات الصبغي chromatin loops , حيث تحتوي كل واحدة من هذه الحلقات على مايقارب 100.000 زوج من الأسس الآزوتية
http://img82.imageshack.us/img82/4362/11xh1.jpg
وكما لابد أدرك معظم الإخوة الأفاضل , فإن الموضوع قد تم اختصاره بشكل كبير تجنباً للاغراق في التفاصيل , ومقتصراً على الأساسيات فقط في تشكيل الصبغيات
سأتحدث لاحقاً عن المورثات - الجينات- إن شاء الله
الفاروق
03-20-2006, 07:42 AM
سقوط اللاماركية قديمها وحديثها
مقدمة: لماذا اللاماركية ونحن في القرن الحادي والعشرين,و قد سقطت النظرية علمياً و عملياً منذ بدايات القرن الماضي وباعتراف أئمة المادية أنفسهم
الجواب, لانه أصبح واضحاً لكل مراقب محايد أن معظم من يتبح الملحدين, وأخص هنا الضالين من العربان, لازال يعتقد أن عنق الزرافة أصبح طويلاً لحاجتها للغذاء على الأشجار العالية, ولازال بعضهم يناطح ويجادل وهو لايدري أن مايناقشه لايمت إلى العلم الحديث بصلة
وهذا الحال هو أيضاً عند "" ختيارية"" الملحدين, الذين وإن اعترفوا أحياناً بأن تلك النظرية تم تجاوزها, إلا أنهم سرعان مايستشهدون بها جهلاً تارة ودساً للسم في العسل تارة أخرى, ومن أمثلة ذلك مارأيته مؤخراً من حديث أحدهم, حيث أنه وبعد إنكاره لصلاح تلك النظرية, عاد وأستشهد بها لدعم قوله قائلاً أن الأدوات الوجودة إلى جانب عظام بعض المستحاثات من الرأسيات هي التي أدت إلى كبر حجم دماغه وحولته لإنسان؟؟
اللاماركية: Lamarckism
واضع هذه االنظرية هو : Lamarck, Jean-Baptiste de Monet جان باتيست دُ مونيه المشهور بلقب الشرف دُ لامارك, ولد في الريف الفرنسي عام 1744 وتوفي فقيراً ضريراً في باريس سنة 1829
حياته بدأت كراهب في مدارس اللاهوت , لكنه سرعان ماتركها والتحق بالجيش الفرنسي لمدة سبع سنوات, وخلال تلك الفترة ظهر اهتمامه بعلم النباتات botany , وبعد الثورة الفرنسية 1789 استلم مسؤولية قسم الرخويات invertebrates التابع للمتحف الوطني للتاريخ الطبيعي في حديقة النباتات الباريسية Jardin des Plantes
قام بوضع عدة كتب منها كتاب الفلسفة الحيوانية (Philosophie zoologique (1809 وفيه يعرض لأراءه التطورية والتي لخصها بنقطتين :
1) العضو المستخدم ينمو, والعضو الغير مستخدم يضمر
2) الصفات المكتسبة نتيجة العامل الأول بالاضافة لعوامل البيئة تبقى و يتم نقلها من جيل لأخر.
وقام بطرح مثاله المشهور حول الزرافة, حيث أن استخدامها الدائم لعنقها وأطرافها الأمامية أدى لنموها وكبرها ومن ثم أصبحت صفات مكتسبة متوارثة
وقد بقيت هذه النظرية محل أخذ ورد, خصوصاً بعد أن نشر تشارلز دارون كتابه "حول أصل الأنواع "عام1859 , إلا أنها سقطت بعد ظهور علم الوراثة في بدايات القرن الماضي, ماعدا في الاتحاد السوفيتي السابق, حيث بقيت ولأسباب تتعلق بالاديولوجية الشيوعية حتى عام 1960
عن الموسوعة البريطانية (http://www.britannica.com/eb/article-9046919?query=lamarck&ct=)
lamarckism (http://www.britannica.com/ebc/article-9369648?query=neo-lamarckism&ct=)
ومن عجائب وطرائف أصحاب التطور هو الحرب الداخلية بينهم لأسباب شتى , و قد لعبت الحرب الألمانية الفرنسية أواخر القرن التاسع عشر وأوائل العشرين دوراً هاماً في ذلك, حيث إلتف التطوريون الفرنسيون حول نظرية لامارك الفرنسي , في حين حاول الألمان الانتقاص من حظ الفرنسيين عن طريق تأييد مخالفيهم الداروينيين , ومنهم أشهرهم كان أوغست وايزمن ( August Weismann (1834–1914. الذي بدأ بعدة بتجارب لاثبات خطأ اللاماركية , ومنها قطعه لذنب الفئران في مخابره لغاية الجيل الواحد والعشرين ومع ذلك استمر الذنب في الظهور في الأجيال اللاحقة, مما يشير إلى استحالة مرور الصفات المكتسبة إلى الأجيال القادمة
Neo-Lamarckism and the Evolution Controversy in France (http://www.mellenpress.com/mellenpress.cfm?bookid=3282&pc=9)
غير أن أقوى دليل كان بعد تطور علم الوراثة ( وهو العلم الذي بدأه مندل Gregor Mendel ) مما مكن معارضي اللاماركية من الاجهاز عليها وذلك من خلال اتباتهم وراثياً استحالة مرور الصفات المكتسبة من الآباء للأبناء وهي نظرية germ-plasm theory (http://www.britannica.com/ebc/article-9365504?query=August%20Weismann&ct=) وفيها تم أثبات انفصال الخلايا الجسمية somatic cells عن الخلايا الجنسية التي ستكون الأعراس الجنسية germ-line cells فيما لو قدر لذلك الجنين الحياة والنمو والإنجاب
والشكل التالي يوضح الفكرة بشكل كبير
http://img80.imageshack.us/img80/6334/weismann4ua.gif حيث تبدأ بالبييضة Gamets ( يسار أسفل الصورة) والتي تتحد مع نطفة لتعطي خلايا الجنين Embryo. والتي تنقسم سريعاً وفي المراحل الأولية من تكوين الجنين إلى خلايا جسمية التي ستشكل الجنين ( في الصورة : ماداخل المربع) والقسم الآخر سيعطي الخلية العرسية هنا مرة أخرى ( البييضة) لتبدأ الدورة من جديد عند الجنين القادم , وفيها نلاحظ انفصالاً كاملاً بين الخلايا العرسية الجنسية وبين الخلايا الجسمية ولايوجد أي تأثير للصفات المكتسبة على المادة الوراثية
وسأقوم بتفصيل الأمر عند الإنسان مع الصور عند الإنسان:
منشأ الخلايا العرسية وهجرتها origin of the germ cells
اعتباراً من الأسبوع الحملي الثاني تبدأ مجموعة من الخلايا بالانفصال عن بقية خلايا الطبقة الخارجية الجنينية ectoderm مشكلة الخلايا العرسية الأولية primordial germ cells , وهي خلايا مثلها مثل بقية خلايا الجنين تنائية الصيغة haploid أي تحوي 46 صبغياً
في بداية الأسبوع الثالث تبدأ هذه الخلايا بحركة أميبية من نقطة انفصالها في الطبقة الخارجية متجهة نحو جدار الكيس المحي Yolk sac خارج الجنين ولستقر بين الأغشية الناشئة من الطبقتين الوسطى والداخلية.
http://img230.imageshack.us/img230/4515/32ww.gif هذه الخلايا المهاجرة تظهر على الصورة السابقة على شكل نقاط حمراء صغيرة والرقم (1), الطبقة الخارجية (4 ), الكيس المحي (7).
الهجرة المعاكسة و العرف التناسلي:
في نهاية الأسبوع الرابع إلى الخامس الحملي وعند انحناء الجنين يتشكل في وسطه نتوئين , واحد من كل ناحية, وإلى الأمام من الحبل البولي وتسمى الأعراف التناسلية Gonadal ridge وباجتماعها مع الحبال االبولية تتشكل الأعراف البولية التناسلية, وهي متماثلة عند الجنسين في هذه المرحلة
وعندها تبدأ الخلايا العرسية الأولية بالعودة ثانية إلى جوف الجنين بين الأسبوعين الرابع والسادس للحمل , مخترقة في طريقها عدة أوساط مختلفة التركيب من مثل القناة المحية و المعي الأولي والأغشية المعوية لتصل إلى مكانها المحدد في العرف التناسلي Gonadal ridge خلال وجود الخلايا العرسية الأولية خارج البطن وأثناء عودتهاإلى الداخل, تبدأ عملية الانقسام الخيطي mitotic ويؤدي ذلك لزيادة في أعدادها
http://img68.imageshack.us/img68/3830/14pm.gif ونلاحظ في هذا الشكل الخط المعقد للعودة الذي تخترقه هذه الخلايا العرسية الأولية ( في الصورة على شكل نقاط حمراء) للعودة إلى جوف البطن وإلى المكان المحدد لها بالضبط,
والرابط التالي يبين الهجرة بشكل متحرك Germ cell Migration (http://cna.uc.edu/embryology/chapter1/animations/germcell.mov)
وبعد وصول الخلايا العرسية إلى مكانها تبدأ بالتمايز حسب المورثات الموجودة بها , إن كانت تحوي الصبغي Y فسوف يتم التحول إلى خصيتين, وتبدأ الهرمونات الذكرية ( التستوسترون) بالظهور في الأسبوع السابع, أما في حال غياب الصبغس Y فإن الجنين سينمو وتحت تأثير من هرمونات الأم ليشكل المبيضين
تتوضع الخلايا العرسية الأولية في البدأ على شكل حبال من الخلايا , متحولة بهد ذلك إلى جزر متفرقة, كل جزيرة منها تحوي على خلية عرسية أولية ( أو اثنتين), ومحاطة بطبقة من الخلايا الابثليالية مشكلة الجراب الأولي , وسرعان ماتبدأ بعدها الخلية العرسية الأوليه بالانقسام المنصف meiotic الأول لتعطي خلية بيضيية أولية, ولكن الانقسام بدلاً من أن يستمر للانقسام المنصف الثاني فإنه يتوقف بشكل كامل ( أي تتوقف الخلايا في منتصف مرحلة الانقسام ) وتبقى على حالها من الحياة الجنينية وحتى سن البلوغ حيث تقرر عندها بضع من هذه الخلايا كل شهر متابعة النضوج والانقسام لتعطي البييضة والمحتوية على نصف الكمية من الصبغيات والجاهزة للالتقاء بالنطفة لتكون جنيناً جديداً, والذي بدوره ما أن يكون بضع خلايا حتى تنفصل مجموعة منها مشكلة الخلايا العرسية الأولية وهكذا دواليك
وكما هو واضح فلامكان اطلاقاً للعوامل البيئية والمكتسبة, وليس لها الإمكانية للتأتثير على الجينات سلباً أو ايجاباً, فهي مستقلة تماماً
والأمر كما هو واضح تم شرحه عند الجنين الأنثى, وتجب الاضافة أن هذا الأمر أكثر وضوحاً وأسهل شرحاً عند الأحياء الدقيقة, إنما اخترت الانسان لزيادة في التأكيد على الفكرة
وبعد, أعتقد أن كل مايذكر من أدلة لايغني شيئاً عند عباد الشهوات ممن أصموا آذانهم عن الحق واتبعوا ما يمليه لهم أصنامهم
وكتب الفاروق
-------------
ملاحظة: الصور من موقع جامعة بيرن السويسرية
فخر الدين المناظر
03-22-2006, 02:57 PM
بارك الله فيك اخي الفاروق وأفادنا بعلمكم
صراحة لما قلت ان الملحدين مازالوا يظنون ان عنق الزرافة اصبح طويلا لانها لم تجد ما تأكل ذكرتني في احد المرات لما كنت اتحاور مع أحد الملاحدة العربان حينما قال لي كيف ان القرآن يقول ان الشمس والقمر كل في فلك يسبحون ونحن نعلم ان الشمس ثابثة :wallbash:
وأنا لا اعرف هل الملاحدة مازالوا يعيشون في العصر الحجري؟؟؟ولا يعرفون ان الشمس ليست ثابثة بل متحركة وسابحة في الفلك؟؟؟؟؟
فهل أصرخ غضبا ام انفجر على ذكاء الملاحدة؟؟؟ :204: :39:
وبالمرة اريد ان اسأل الملاحدة اتباع نظرية داروين المجنون ، هل يمكن لهم ان يعطوننا مثال واحد لطفرة واحدة تحولت أم انكم يا معشر التطوريين تحبون ان يكون اجدادكم القدامى حيوانات فهل يحب احد الملاحدة ان يكون من نسل حمار وان يكون أجداده الاوائل عبارة عن اسماك وحمير وقردة تطورت؟؟؟ وهل ممكن ان يرينا احد الملاحدة كائن عبارة عن انسان نصفه كلب ونصفه انسان او كائن نصفه سمكة ونصفه التاني طائر؟؟:39:
عموما فان اصحاب داروين يؤمنون بأن الانسان كان اسلافه حيوانات وحمير...فالله المستعان على من يتمسك بهرطقة الغربيين
الفاروق
03-23-2006, 09:44 AM
العزيز الفاضل الدكتور أمين, شكراً جزيلاً على مروركم الكريم
والحال كما قلتم, جهل واتباع الشهوات, ثم البحث عن مايبرره ورفض الدين من هذا المنطلق, ومن ثم محاربته جهاراً ومن ورائها محاربة الضمير الكامن فيهم ومحاولة فاشلة للاقتناع بأن ماهم عليه هو الحق, وبين المشاركين حالياً في هذا المنتدى إحدى هذه العينات , عودة مستمرة وبأسماء مختلفة لنفس المواضيع,
وحقيقة ندعو للصادقين منهم بالتوفيق والرشاد
والشيء بالشيء يذكر, جرت أمامي هذه المناظرة "" المطولة"" بين ملحدين غربيين :
هو: do you beleive in God
هي: no
هو: why
هي: Because I do not care
انتهى
أما عن سؤالكم لهم حول الطفرات, فلاأعتقد أنه أحدهم سيجيب, اللهم إلا إن كان طفرة ملحدة,
عموماً لايوجد مشكله وسأجيب عنهم إن شاء الله
الفاروق
03-27-2006, 08:23 AM
موضوع الطفرات من المواضيع المحببة إلى قلبي
حيث تتجلى إحدى جوانب عظمة الخلق بدراسة التوازن الفائق الذي نعيش به وفيه
وكثيراً مايعزو المستلحد العربي أمور التطور إلى أشياء سمعها مثل ( الطفرات) ! . ولكن هل عقلها وفهمها, أم يردد كالببغاء ماتناهى إلى سمعه المغيّب ؟
نظرية دارون (شماعة الالحاد) قالت بالتطور بناءاً على انتخاب الأصلح, ولكنها لم تتكلم عن ماهية الوصول إلى المرحله التي يبدأعندها انتخاب الأصلح
بعد اكتشاف علوم الوراثة المندلية ظن الملحدون الغربيون أنهم وجدوا ضالتهم, فظهرت النظرية الداروينيية الحديثة التركيبة ( والتي تجمع النظرية القديمة وانتخاب الأصلح مع ما يمكن أن يستتفاد منه من علوم الوراثة, اي الطفرات ) وظهرت لها تفصيلات وتنويعات وكلها للإيحاء أننا أمام علم ثابت البنى, بينما حقيقة قصور من عيدان الهواء
قالوا هناك النطور على المستوى الصغير microevolution وقيه تلعب الطفرات دوراً بتغيير صفات الكائن الحي تدريجياً
وباضافة عامل الزمن نحصل على تطور على المدى الكبير macroevolution وفيه تغير لكائن حي من شكل لآخر
وهناك بعض التفرعات والتفصيلات الصفسطائية , إنما الخطوط العريضة هي السابقة.
أما ماتلقاه المليحد العربي فهو الطفرات, ولو سألت عنها فلن تجيبك إلا قلة قليلة
لذلك وإن شاء الله سأعرض لمثال عن إحدى الطفرات ( البيتا تلاسيميا = تلاسيميا البحر المتوسط = Beta Thalassemia ) وسأ تلوه بمناقشة الطفرات بشكل عام
الفاروق
03-30-2006, 12:55 PM
بداية أرجو مِن القراء الكرام لهذه المشاركة بالتحديد التحلي بروح الصبر, ومتابعة المشاركة, وسأقوم بعرض الفكرة بشكل مبسط ماأمكن
مثال التلاسيميا بيتا + فقر دم البحر الأبيض المتوسط, هو مثال عادي للطفرات, وفد اخترته بسبب الشيوع النسبي لهذا المرض في بلادنا , كما أنه مثال جيد للتأثير السلبي للطفرات , وشرح تطبيقي لها حيث أن هذا الموضوع لازال غامضاً لكثير من الناس وأخص منهم المستلحدين الذين لايعرفون عن الطفرات إلا اسمها
بداية: العنصر المختص بنقل الأكسجين من الرئتين إلى بقية خلايا الجسم هو الكريات الحمراء, وتحديداً خضاب الدم Hemoglobin الموجود فيها, والأمراض التي تصيب هذا الخضاب تسبب تغيرات كمية ونوعية وهو مايسمى بفقر الدم ( الأنيميا anemia )
يتكون الخضاب من اتحاد أربع سلاسل بروتينية, أثنتين من نوع ألفا Alpha , واثنتين من نوع (غير ألفا) وهذا النوع الغير ألفا عند الإنسان البالغ هو سلسلتين من النوع بيتا Beta
كل واحدة من السلاسل الأربعة ترتبط بذرة حديد وفق تفاعلات خاصة مشكلة زمرة الهيم haem , وهذ الحديد بالذات هو المسؤول بشكل مباشر عن حمل الأوكسيجين http://img74.imageshack.us/img74/3086/haem7pz.gif
هذه السلاسل الأربعة ( 2a + 2 b ) يجب ان تجتمع مع بعضها البعض وفق روابط محددة معطية شكلاً فراغياً معين , مشكلة جزيئ الهيوغلوبين الرباعي Tetramer http://img90.imageshack.us/img90/3808/tetramer7aw.gif
أي تغير في أي مكون من مكوناته أوأي تغير في شكله الوظيفي سيؤدي لاخلال عمله وبالتالي لفقر الدم, وتترواح شدة الأصابة من حالات خفيفة بالكاد عرضية, إلى حالات شديدة يموت فيها المصاب جنيناً
وبالعودة للصبغيات, فإن المورثات المسؤولة عن السلاسل غير ألفا ( ومنها السلسلة بيتا) تتوضع على الذراع القصير للصبغي الحادي عشر , وهي تتألف من 73,308 زوج من الأسس الآزوتية ( وقد كنت بصدد وضعها داخل هذه المشاركة, غير أني عدلت عن ذلك عندما وجدت أنها تحتل 22 صفحة Word لكتابة الشفرة الوراثية للمركب بيتا, ومن يرغب بمشاهدتها كاملة فهذا هو عنوانها Human beta globin (http://www.ncbi.nlm.nih.gov/entrez/viewer.fcgi?db=nucleotide&val=455025) )
وقبل عرض القسم المتعلق منها بهذه المداخلة, أود العودة مرة أخرى إلى الأسس الآزوتية الواردة في المداخلة رقم 5 وأخص هنا البورينات, الأدنين A والغوانين G , لنلاحظ الفرق بينهما: http://img122.imageshack.us/img122/1983/purines0zt.gif , عملياً ومن المقارنة بين هذين المركبين نلاحظ التماثل الشديد, والفرق بينهما( بالاضافة إلى ذرة الآزوت التي انزلقت ) هو ذرة أوكسيجين واحدة , أي أن تركيب الغوانين يزيد عن تركيب الأدنين بذرة واحدة من الأوكسيجين, فهل تستحق منا كل هذا العناء؟
الجواب نعم , ولها دور هام جداً وفيها يبرز دور التخصص الباهر لكل تركيب في أنحاء الجسم, وأن التشابهات السطحية ( وهي مادة مفضلة للمستلحدين ) لاتعني أي شيء اطلاقاً , ومن يتمسك بها فإنما يدلل فقط على قلة علمه وتعديه على مالايعرف
وسأعرض الأن للقسم الخاص من المورثة المسؤولة مباشرة عن تصنيع السلسلة بيتا وسأعرضه داخل اقتباس, مذكراً أن الموقع المسؤول عن جينات بيتا يبلغ 73.308 زوجاً من الأسس الآزوتية, وماسأنقله هنا هي الأسس من 62.041 إلى الأساس رقم 63.840
00001
.....
.....
62041 gagccacacc ctagggttgg ccaatctact cccaggagca gggagggcag gagccagggc
62101 tgggcataaa agtcagggca gagccatcta ttgctt**((**acat ttgcttctga cacaactgtg
62161 ttcactagca acctcaaaca gacaccATGGTG CTGAGGAGAA GTCTGCCGTT ACTGCCCTGT GGGGCAAGGT GAACGTGGAT GAAGTTGGTG GTGAGGCCCT GGGCAGgt
62281 tggtatcaag gttacaagac aggtttaagg agaccaatag aaactgggca tgtggagaca
62341 gagaagactc ttgggtttct gataggcact gactctctct gcctattggt ctattttccc
62401 acccttagGCTG CTGGTGGTCT ACCCTTGGAC CCAGAGGTTC
62461 TTTGAGTCCT TTGGGGATCT GTCCACTCCT GATGCTGTTA TGGGCAACCC TAAGGTGAAG
62521 GCTCATGGCA AGAAAGTGCT CGGTGCCTTT AGTGATGGCC TGGCTCACCT GGACAACCTC
62581 AAGGGCACCT TTGCCACACT GAGTGAGCTG CACTGTGACA AGCTGCACGT GGATCCTGAG AACTTCAGGgtgagtcta
62641 tgggaccctt gatgttttct ttccccttct tttctatggt taagttcatg tcataggaag
62701 gggagaagta acagggtaca gtttagaatg ggaaacagac gaatgattgc atcagtgtgg
62761 aagtctcagg atcgttttag tttcttttat ttgctgttca taacaattgt tttcttttgt
62821 ttaattcttg ctttcttttt ttttcttctc cgcaattttt actattatac ttaatgcctt
62881 aacattgtgt ataacaaaag gaaatatctc tgagatacat taagtaactt aaaaaaaaac
62941 tttacacagt ctgcctagta cattactatt tggaatatat gtgtgcttat ttgcatattc
63001 ataatctccc tactttattt tcttttattt ttaattgata cataatcatt atacatattt
63061 atgggttaaa gtgtaatgtt ttaatatgtg tacacatatt gaccaaatca gggtaatttt
63121 gcatttgtaa ttttaaaaaa tgctttcttc ttttaatata cttttttgtt tatcttattt
63181 ctaatacttt ccctaatctc tttctttcag ggcaataatg atacaatgta tcatgcctct
63241 ttgcaccatt ctaaagaata acagtgataa tttctgggtt aaggcaatag caatatttct
63301 gcatataaat atttctgcat ataaattgta actgatgtaa gaggtttcat attgctaata
63361 gcagctacaa tccagctacc attctgcttt tattttatgg ttgggataag gctggattat
63421 tctgagtcca agctaggccc ttttgctaat catgttcata cctcttatct tcctcccaca
63481 gC TCCTGGGCAA CGTGCTGGTC TGTGTGCTGG CCCATCACTT
63541 TGGCAAAGAA TTCACCCCAC CAGTGCAGGC TGCCTATCAG AAAGTGGTGG CTGGTGTGGC
63601 TAATGCCCTG GCCCACAAGT ATCACTAA gctcgctttc ttgctgtcca atttctatta aaggttcctt tgttccctaa
63661 gtccaactac taaactgggg gatattatga agggccttga gcatctggat tctgcctaat
63721 aaaaaacatt tattttcatt gc**))**aatgatgt atttaaatta tttctgaata ttttactaaa
63781 aagggaatgt gggaggtcag tgcatttaaa acataaagaa atgaagagct agttcaaacc
......
......
73.308
الاقتباس السابق هو قطعة من المورثة DNA الموجودة على الصبغي, وتحت تأثير الطلب لتصنيع الخضاب تقوم أنظيمات خاصة بالبحث عن مناطق خاصة على المورثة, وتسمى المحفزات promoter region sequences 'ccaat', 'ata' and 'cttctg'
وعند التعرف إليها تقوم الأنظيمات بعمل نسخة من المورثة مشكلة الرنا المرسال **((** mRNA **))** وهو في مراحله الأولى غير ناضج, حيث يتألف أولاً من القطعة الأولية التي تلي المحفزات ثم تتوالى بعدها ثلاث قطع خارجيةُ exones وهي التي تحمل الشفرة الوراثية للبروتينات المكونة للسلسلة بيتا ( والموجودة أعلاه بأحرف كبيرة )
ومن قطعتين داخليتين introns يجب فصلهما في مكان محدد ليتم النضوج ( والموجودة أعلاه بأحرف صغيرة)
ثم يأتي بعدها ذنب Tail مشبع بالأدنين aat aaaaaa وهو يقوم بمهمة تثبيت القطعة لحين نضنوجها وترجمتها إلى بروتين
إن كل العناصر السابقة من الأهمية بمكان لنجاح العملية والحصول على البروتين المطلوب, ومالنتائج من الطفرات الحاصلة فيها إلا دليل عظيم على مدى تعقيد المادة الوراثية واستنساخها, وقد وصفت المراجع الطبية أكثر من 200 نوع من الطفرات التي تصيب السلسلة السابقة, وكل واحدة منها تؤدي إلى مرض كما هي الحال في مثالنا, ونظرياً يمكن تخيل وحساب آلاف من التغيرات والطفرات البسيطة , والتي تؤدي إلى حالة مرضية
الطفرة في هذا المثال مثلاً كانت بانقلاب أساس غوانين g إلى أدنين a في بداية الانترون الأول, أي بكلمة أخرى, نقصت ذرة أوكسيجين من الأاساس الآزوتي, وبدلاً من الشكل السابق
GAAGTTGGTG GTGAGGCCCT GGGCAGgt
62281 tggtatcaag gttacaagac
أصبح عندنا
GAAGTTGGTG GTGAGGCCCT GGGCAGat
62281 tggtatcaag gttacaagac
للوهلة الأولى قد يتبادر في الذهن أنها كما يحلو للبعض تسميتها بطفرة حيادية,ذلك أن كلاً من الشفرتين codon AGG و AGA تشفران لنفس الحمض الأميني وهو الأرجنين arginine إنما الأمر غير ذلك تماماً
ذلك أن الشفرة رقم 30 AGG المشفرة للأرجنين مقسومة إلى قسمين, الأول ( AG ) وهو موجود في نهاية الإكسون الأول, وتتمة الشفرة (G )موجودة في بداية الإكسون الثاني , ويفصل بينهما الإنترون الأول ( انظر داخل الاقتباس أعلاه )
وفي حال هذه الطفرة من انقلاب الأساس الأول من الإنترون الأول من g إلى a فإن التسلسل الجديد الناتج يبطل عمل الأنظيمات الخاصة لقسم وفصل الإنترون الأول, حيث أن عملها يتطلب الدقة الفائقة وفي هذه الحالة , الدقة المطلوبة هي 100% ومادون ذلك فإم الإنترون الأول يفشل في الانفصال مؤدياً لتشكل mRNA معيب والنتيجة بعد الترجمة بدلاً السلسلة بيتا الطبيعية ببروتيناتها الـ 146, نحصل على سلسلة معيبة شاذة ومكونة من 58 حمض أميني نصفهم مختلف تماماً عن السلسلة الطبيعية, والنتيجة النهاثية فشل في تكوين خضاب الدم
كما يستنتج من الطفرة السابقة
--تغيرراً بسيطاً جداً له تأثيرات شديدة
--التغير السابق أدى ( نظرياً لشفرة محايدة), إنما الواقع خلاف ذلك تماماً
-- الطفرة السابقة حصلت في الإنترون وليس الإكسون مما يلقي بالأهمية لدورها
--هناك أنظيمات تقوم بفصل الإنترونات ومن نقاط محددة تماماً ( وحتى لوكان الأمر من وسط شفرة) مما يدل على أن العملية أبعد مايكون عن العشوائية
--وبدراسة الأشكال المختلفة للطفرات داخل هذه السلسلة, والأحتمالات الكثيرة ( بالألاف ) لطفرات جميعها مؤذية, نستنتج بوضوح سذاجة التصور أن الأمر تم بالتطور سواءً بالاضافة أو بالحذف
والحمد لله رب العلمين
-----------------------------------
Human beta globin (http://www.ncbi.nlm.nih.gov/entrez/viewer.fcgi?db=nucleotide&val=455025)
beta globin (http://www.ncbi.nlm.nih.gov/entrez/viewer.fcgi?db=protein&val=4504349)
الفاروق
03-17-2007, 08:42 AM
بإذنه تعالى أعيد هذه المشاركة والتي فقدت عند تعطل المنتدى
السليلوز CELLULOSE
تخيل أنك الآن تجلس على أمام جهازك الحاسب تقرأ هذه الكلمات, مسنداً ذراعك على طاولة من السكّر وربما أيضاً تجلس على كرسي من السكر , وتمسك بقلماً من السكر و ربما تقضمه و أيضاً أرضية غرفتك مفروشة بالسكر ,ومارأيك بالخروج بعدها من البيت فتفتح باب الدر المشكل من السكر وتمشي على الأرض المكسوة بكميات كبيرة من السكر الملون, وتتناثر على جانبيك أعمدة كبيرة من السكر ولها تفرعات وأغصان وأوراق وكلها من السكر, ليس هذا فقط, وإنما قسم كبير من ملابسك من السكر
السيناريو السابق قد يبدو غريباً بعض الشيء, إلا أنه حقيقي تماماً, وذلك أن المكون الرئيسي لمادة الخشب مثلاً هو السليلوز وألياف القطن كمثال هي من أصفى أشكال السليلوز الطبيعية
و السليلوز -وبكل بساطة- " سكر" وهو تجمع لجزيئات عديدة من سكر الغلكوز Glucose ( سكر العنب) الذي تناوله يومياً مع الشاي
كم من المجاعات حلت بكوكب الأرض وكم من الحيوانات نفقت لعدم توفر الغذاء الكافي وهو موجود ومتوفر بكميات هائلة
أصحاب المذاهب الإلحادية الجحودية قالوا أن الحياة نشأت من مواد غير عضوية وبطريقة خلبية " أبراكا دابرية " أصبحت خلية حية, وهذه الخلية أصبحت كائناً حياً يمتلك البلايين من الخلايا ولكنها فشلت في تطوير بروتيناً قادراً على هضم السليلوز!
كيف فشلت ملايين السنين والطفرات بانتاج ذلك البروتين؟ وأين ذهبت نظريات الانتخاب الطبيعي هنا؟
أليس من المنطقي بل والمتوجب أن تنجح عوامل البيئة القاسية والمجاعات بانتخاب الأصلح من بين الكائنات المتواجدة وتطوير ها بحيث تستطيع استقلاب أحد أهم موارد الطاقة شيوعاً وأكثرها توفراً ؟. وأين ذهبت الطفرات وأصحابها ؟
ومما يزيد من توجب حتمية تطور بروتين كهذا " وأقولها تجاوزاً " أن الكائنات الدنيا من جراثيم وفطريات تمتلكه, ولم يبقى سوى أن تمرره إلى الأخرى متعددة الخلايا بطريقة ما, أوليس الـ" د ن ا" مشكل كما يدعون بقسمه الأعظم من مورثات فيروسية وأخرى مندسة !
لنرى الآن كيف أفشل السليلوز نظرية التطور وانتخابها الطبيعي وطفراتها, ولنبدأ أولا بعرض نبذة علمية مختصرة:
تعد السكريات من أهم مصادر الطاقة وأكثرها شيوعاً, وكيميائياً تتشكل وحداتها الأساسية (Monosaccharides ) من اجتماع ذرات من الكربون والأوكسيجن و الهيدروجين
أصغر السكريات يتشكل من ثلاثة ذرات كربون ( وتسمى السكريات الثلاثية)
وهناك أيضاً السكريات الرباعية , والخماسية , ومن أشهر الخماسية سكر الريبوز والذي يشكل الهيكل الأساسي للحموض النووية ( DNA & RNA )
ومن ثم من ست ذرات كربونية (السكريات السداسية Hexoses ) وهي موضوع حديثنا
السكريات السداسية :
ولها الصيغة التالية : C6H12O6
وأهمها ثلاثة:
الغلوكوز ( سكر العنب ): Glucose
الفراكتوز ( سكر الفواكه): Fructose
الغالاكتوز ( سكر الحليب): Galactose
وهذه الأنواع الثلاثة لها نفس عدد الذرات ( C6H12O6 ) وإنما تختلف بطريقة ترتيبها بشكل بسيط
http://img243.imageshack.us/img243/3894/monosaccaridesrw9.jpg (http://imageshack.us)
أما فراغياً فتأخذ شكل حلقي , وبحسب اتجاه زمرة الهايدروكسيل ( OH- ) الموجودة على الكربون رقم واحد ( الموجودة في أقصى اليمين من الشكل السداسي ) تسمى ألفا أو بيتا
ففي ألفا ( α) غلوكوز مثلاً تتواجدزمرة الـ( OH-) فراغياً تحت الحلقة, أما في بيتا (β ) غلوكوز فتتواجد فوق الحلقة
وجسم الأنسان يحوي في الحالة الطبيعية هذين النوعين في حالة توازن دائمة, ويمكن التحول من أحدهما للآخر بسهولة
http://img225.imageshack.us/img225/3405/aglucosegc3.jpg (http://imageshack.us) http://img291.imageshack.us/img291/6823/bglucoseiu7.jpg (http://imageshack.us)
أما الغالاكتوز, فكما هو واضح من الصورة أعلاه, فهو يشبه الغلوكوز تماماً ( قد يكون ألفا أوبيتا على الكربون الأول ) والفرق الوحيد بين السكرين يكمن أيضاً في زمرة الهايدروكسيل, وإنما هذه المرة الزمرة المرتبطة بالكربون الرابع ففي حين تتجه في الغلوكوز دائماً نحو الأسفل ( أي تحت الحلقة فراغياً ) , فإنها تتجه دائماً للأعلى في الغالاكتوز ( أي فوق الحلقة فراغياً )
وجسم إلإنسان يحتوي على أنظيم قالب ( epimerase (http://www.galactosaemia.com/galactosaemia/####bolism.html) ) يستطيع قلب زمرة الهايدروكسيل للأعلى أو للأسفل وبدون صرف طاقة وذلك حسب الحاجة لأحد السكرين
وكما سبق, فالسكريات السابقة تسمى السكريات الأحادية, واجتماع إثنان منها يسمى بالسكريات الثنائية disaccharide لها الصيغة الكيميائية التالية C12H22O11 . أما اجتماع أكثر ثلاثة فأكثر فيعطي السكريات العديدة Polysaccharides
ولتشكيل هذه السكريات المركبة, يتم ربط كل إثنين منها برابط سكري ( glycosidic bond) والارتباط يكون بين الكربون الأول من السكر الأول (من اليسار) مع الكربون الرابع من السكر التالي ( إلى يمينه) وبذلك يسمى الرابط رابطاً سكرياً من النوع ( 1-4)
وطبعاً حسب تواجد الـ --OH إلى الأعلى أو الأسفل فهناك نوعين من الروابط:
α-1,4
β-1,4
ومن هذه السكريات الثنائية سأذكر هنا أربعة منها على قدر من الأهمية سواء للجسم أولبحثنا هنا :
http://img295.imageshack.us/img295/8283/101disaccharidesdi1.gif (http://imageshack.us)
الأول : سكر القصب ( السكروز Sucrose ) وهو سكر المائدة الذي نستخدمه يومياً , هو سكر ثنائي ناتج عن ارتباط وحدة من ألفا الغلوكوز ووحدة من الفركتوز , وبالتالي الرابط هو ( α-1,4)
وعند تناوله فإن أنظيم السكريز Sucrase في الأمعاء يقوم بفصل الرابط السابق ( ألفا1-4) محرراً السكريين الأحاديين, ليتم امتصاصهما عبر الأمعاء ومن ثم استخدامهما في توليد الطاقة
الثاني : سكر الشعير ( المالتوز Maltose) فهو اجتماع إثنان من الألفا غلوكوز بالرابط ( α-1,4)
, وبتتابع الرابط السابق يتشكل الأميلوز ومن ثم النشاء Starch
http://img297.imageshack.us/img297/3994/amylosenz6.gif (http://imageshack.us)
وعند تناول النشاء فإن أنظيم الأميليز amylase المتواجد في اللعاب يبدأ بقصقصة المركبات النشوية إلى وحدات أصغر عن طريق قطع الرابط ألفا بينهم , ويتم إكمال العمل في الأمعاء بواسطة الأميليز البانكرياسي منتجاً الوحدات الأولية لسكر العنب ( الغلوكوز ) والذي يتم امتصاصه عبر جدار الأمعاء إلى الدم حيث سيستخدم لتوليد الطاقة
الثالث: سكر الحليب ( لاكتوز Lactose ) فهو سكر ثنائي من اجتماع وحدة من الغلوكوز ووحدة من الغالاكتوز بواسطة الرابط السكري بيتا (β-1,4 )
وعند تناول الحليب فإن أنظيم اللاكتيز Lactase المتواجد في الأمعاء يقوم بتفكيكه إلى وحدتيه الأساسيتين عن طريق فك الرابط بيتا (β-1,4 )
وهكذا ومن دراسة السكريات السابقة يتم الاستنتاج أن الإنسان و الحيوان على حد سواء لهما القدرة على استقلاب تلك السكريات سواء أكان الرابط من النوع ألفا (α-1,4 ) أو من النوع بيتا (β-1,4 )
كما رأينا أن أن الغالاكتوز يشبه الغلوكوز وإنما يختلف عنه بفرق بسيط ( زمرة –OH ) عند الكربون الرابع تتجه فراغياً لأعلى الحلقة بدلاً من الأسفل ويمكن للجسم التحويل بينهما وبسهولة
أما الرابع فهو السيلوبيوز Cellobiose, وهو سكر ثنائي ناتج عن ارتباط جزيئتين من سكر الغلوكوز برباط من النوع بيتا
وبانضمام المزيد من الوحدات يتشكل السليلوز Cellulose و هو أحد المركبات الأساسية في النباتات , وهو الأخشاب التي نبني بها و الأوراق التي نكتب عليها والملابس القطنية التي نرتديها ........إلخ http://img297.imageshack.us/img297/9755/celluloseak9.gif (http://imageshack.us)
ولتفكيك واستقلاب هذا السكر العديد نحتاج لأنظيم السيليوليز Cellulase وهو غير متوفر , حيث أن جميع الكائنات الحية تفتقر إليه ( باستثناء بعض الفطريات و الجراثيم ) وعدم وجوده هو دليل كبير على فشل فرضيات التطور و الإنتقاء الطبيعي والاصطناعي وانتخاب الأصلح والأسوء وما إلى ذلك من ترّهات , والأسباب كثيرة ومنها:
1) السليلوز من أكثر مصادر الطاقة شيوعاً في الطبيعة , وهو متوافر في كل البقاع, وبالتالي " تطورياً " التنافس نحو الغذاء و الطفرات عبر ملايين السنين , كان لابد أن تدفع باتجاه الحصول على هذا الأنظيم وهو مالم يحصل, حيث لم يثبت وجوده عند أي كائن حي متعدد الخلايا قديماً وحديثاً
2) العديد من المجاعات حدثت وأدت لنفوق جماعي للكائنات الجائعة . ولم نجد أي كائن حي ينتهز الفرصة عن طريق طفرة وخلافه , رغم توفر الغذاء بصورة مذهلة على شكل السليلوز . وهذا الأمر يشبه أحداً ما مات من العطش وهو يبحث عن الماء, رغم أن الماء ليس فقط محيط به ومن جميع الجهات, بل ويغمره حتى رأسه
وكما هو معروف فقد أرجع كبير التطوريين ( تشارلز دارون) (http://www.geo.cornell.edu/geology/GalapagosWWW/Darwin.html) أحد أهم محركات التطور والانتقاء الطبيعي إلى المجاعات التي تسمح بالأفراد ذات الصفة الملائمة بالتطور , حيث يقول في كتابه عن أصل الأنواع: Thus, from the war of nature, from famine and death, the most exalted object which we are capable of conceiving, namely, the production of higher animals, directly follows.
وكما يقول الجيولوجيون, فإن مستحاثات النباتات ترجع إلى الحقبة الأوردفيسية ( Ordovician period ), من العصور القديمة ( Paleozoic Era (http://www.fossilmuseum.net/Paleobiology/Paleozoic_paleobiology.htm)) وذلك لخمسمائة (500) مليون سنة خلت, وقد تكاثرت وملئت سطح الأرض بالغابات, ولذلك سمي أحد العصور اللاحقة بالكربوني ( Carboniferous Period ) , وخلال هذه الفترات الزمنية الموغلة في القدم , كانت الفرصة مواتية لبقية الأحياء بتطوير ذلك البروتين القادر على قص السليلوز والإستفادة منه, وهو مالم يحصل, بل وأكثر من ذلك, فقد شهدت العصور الجيولوية إنقراض مجموعات كبيرة من الكائنات الحية وذلك لأسباب شتى, ويعتقد أن نوعية الأشجار والنباتات وتوزعها - مثلاً- كان له دور كبير بإنقراض الكثير من الأحياء في نهاية البرميان ( Permian) وبداية الترياسي ( Triassic ) من العصور الوسطى ( Mesozoic Era) (http://www.fossilmuseum.net/Paleobiology/Mesozoic_Paleobiology.htm)
وأيضاً من المرجح أن إنقراض الغالبية العظمى من الديناصورات العملاقة ( the sauropods ) (http://www.enchantedlearning.com/subjects/dinosaurs/dinos/Ultrasauros.shtml) والذي حدث في نهاية الحقبة الجوراسية ( Jurassic Period ) له علاقة مباشرة بقلة عدد إحدى أنواع الأشجار ( cYCADS) (http://www.emc.maricopa.edu/faculty/farabee/biobk/BioBookPaleo5.html) من فصيلة النخليات , وسيادة أنواع أخرى من النباتات المزهرة والتي تحتوي على كميات أكبر من السليلوز
وعلى امتداد التاريخ لم تتوقف المجاعات الغذائية عن الفتك بالمصابين, ومن الأمثلة في عصورنا هذه ماحدث في إيرلندا (http://www.wesleyjohnston.com/users/ireland/past/famine/blight.html)مابين 1846-1849 حيث مات أكثر من مليون إنسان بسبب مرض فطري أصاب محصول البطاطا مما أدر إلى تلفها مؤدية مما أدى إلى المجاعة
3) من الثابت أن بعض من الفطريات والجراثيم ( وحيدات الخلايا) تملك أنظيم السليليز, ونظراً لقول التطوريين بن عديدات الخلايا تشكلت إبتداءً من تجمع وانقسام لوحيدات الخلايا, فإنه أصبح من غير المفهوم ولا المنطقي أن لا تنتقل صفة هذا الأنظيم من الجراثيم التي تحتويه إلى عديدات الخلايا المتشكلة عنها, بطريقة أوبأخرى, فكما هو مألوف الباع الطويل و التفسيرات الايديولوجية المكسورة التي لايفتئ بني جاحد من أصحاب التطور تسويقها لتخدم توجهاتهم, من مثل أن الميتوكوندريا كانت جرثوم مستقل ثم تعايشت مع الجسم عن طريق الاندماج داخل الخلية, فلماذا هنا لانشهد تعايش هذه الجراثيم المنتجة للسليليز داخل خلايا الإنسان , أو الحيوانات المهددة بالانقراض جوعاً لاسيما أن السليلوز متوافر بشكل كبير مادام الماء وضوء الشمس متوافرين !
4) الحيوانات العاشبة ومنذ القدم تلجاً لطريقة معقدة للاستفادة من السليلوز , فالبقرة (http://edis.ifas.ufl.edu/BODY_DS061)مثلاً لها معدة كبيرة مشكلة من أربعة أقسام وتتسع لما يقرب من 100-150لتراً من العشب المحاط بالسوائل الهاضمة , وحيث بعد التهام العشب يتم تخزينه لساعات طويلة في القسم الأول , وخلال هذا الوقت تقوم الجراثيم بتفكيك و تخمير السليلوز إلى حموض دهنية ( حمض الخل وحمض البروبيونيك وحمض الزبدة acetic acid , propionic acid , butyric acid ) والتي تستفيد منها البقرة, ومن ثم تعاود اجترار الطعام ولفترات طويلة تصل إلى عشر ساعات باليوم من أجل خلط ومزج للطعام قبل أن تبتلعه مرة أخرى
هذه العملية المعقدة والتي تستغرق معظم وقت " الكائن الحي" المجتر ,ويقدر أن البقرة يومياً تقوم بـ 40.000- 60.000 حركة مضغ , بالإضافة لقلة فعاليتها مقارنة مع أنظيم يفك الروابط بين جزيئات سكر الغلوكوز بدلاً من تخميرها وضياع قسم من الطاقة, بالإضافة إلى تعقد العملية الكبير وتطلبها تغيراً تشريحياً في جسم البقرة للحصول على المعدة ذات الأربعة حجرات, وتغيراً فيزيولوجياً من أجل الحفاظ على الجراثيم حية وعدم تلفها بحموضة المعدة وتغيراً عصبياً للقيام بالمهام الإشرافية على عملية الهضم والاجترار , وكل هذه الأمور لاداعي لها في حال حدوث طفرة على الأنظيمات التي تقوم بعمل مشابه " ولانقول إنشاء أنظيم من جديد تجاوزاً" , فكما أن أنظيم التربسين مثلاً يهضم ويفكك لبروتينات إلى الحموضوالأمينية بدون تخصص, أصبح من المفروض -نظرياً- حسب التطور أن يتطفر قليلاً الأميليز أو اللاكتيز وبالتالي يفك روابط السليلوز, ولكن هيهات, عندما نحتاج للطفرة, وكل العوامل تقف إلى صالح حدوثها فإننا لا نعثر على أي بصيص من النور مهما شحب
5) وبعض الحيوانات تذهب لأبعد من الحيوانات المجترة , حيث يقوم الحصان ( وليس لديه معدة كبيرة مقسمة كالبقر ), يقوم بابتلاح برازه coprophagy (http://asci.uvm.edu/course/asci001/digest.html) بعد أن يتخمر داخل الأمعاء ( الأعور) بفعل الجراثيم وبذلك يحصل على نواتج السليلوز المخمر ايستفيد منها
والأمر أكثر تخصصاً عند الفئران (http://www.rmca.org/Articles/coprophagy.htm) حيث تنتج نوعين من البراز, فبعد التهام وجبة نباتية, يبقي الفأر الطعام الممضوغ داخل أمعائه لفترة زمنية ليترك الفرصة للجراثيم لتقوم بتخمير وتفكيك السليلوز ( وطبعاً بعد أن يهيأ لها الشروط التشريحية والفيزيولوجية وغيرها من أجل ضمان نمو الجراثيم المطلوبة ) وبعد ذلك فإنه يتبرز هذا الطعام المخمر على شكل سائل حيث يتناوله مجدداً ليقوم بهضمه والاستفادة من نواتج التخمير وبعدها فإنه ينتج فضلاته القاسية , وكل ذلك يحصل بدون أن يختلط الأول بالثاني
كل هذه العملية المعقدة والأجهزة المخصصة لاداعي لها لو توفرت " الطفرة " اللازمة
الكائنات الحية المتواجدة حالياً مختلفة ومتباينة بشكل كبير ( ثديات وزواحف وأسماك وطيور وحشرات....) فهل يعقل أنها جميعها تطورت عن أصل مشترك وأصبح لها أشكال وألوان مختلفة, فمنها اللاحم ومنها العاشب, ومنها من له تمانية أرجل ومنها من يطير ولكنها جميعها فشلت في تطوير بروتين يكفل لها الاستفادة من من أكثر مصادر الطاقة شيوعاً !
طبعاً لن يجيب المستلحدين على هذا المأزق, وسيبقى السليلوز وهضمه غصة في الحلوق ودليل على فشل نظريات التطور المعروفة
{وكذلك نفصل الآيات ولتستبين سبيل المجرمين}.
احمد المنصور
03-18-2007, 04:01 PM
جزاك الله خيرا أخي الحبيب الفاروق. كتابتك ممتعة وأسلوبك شيق؛ وحبذا لو نزلت المداخلة ككل في شكل ملف pdf.
ملحوظة بعض الصور إختفت من السرفر فهي لا تظهر (على الأقل بالنسبة لي) مثلا:
http://img458.imageshack.us/img458/3237/basepair4pw.jpg
الفاروق
03-18-2007, 07:57 PM
تحت أمرك أخي الفاضل
هيثم أبا الحسن
03-20-2007, 03:14 PM
جزاك الله خيرا أخى الفاروق و نفع الله بك
ياساتر
06-14-2007, 08:03 AM
بارك الله فيك اخي الفاروق
موضوع ممتع للغاية
استفدت كثيرا
محمد أحمد محمود
06-15-2007, 03:27 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
تقبل الله منك أخي الفاروق هذا الجهد القيم وسدد خطاك وختم لك بما ختم به لعباده المتقين وأولياءه المقربين
آمـين..
أنظروا إلي العلم وهو يفر من أهل الجهل وأهل الجهل يجهلون أن العلم يفر منهم حثيثا.
منهاج
10-19-2007, 12:45 PM
بارك الله فيك اخي الفاروق
اضم صوتي لصوت اخونا احمد المنصور بأن يكون الموضوع بالكامل على ملف pdf فالموضوع رائع ومكتوب بطريقة بسيطة وايضا تفاديا لاختفاء الصور التي اعاني منها مثل اخي احمد المنصور
_aMiNe_
11-30-2007, 01:28 PM
للرفع
رفع الله قدر أستاذي الفاروق :emrose:
_aMiNe_
11-30-2007, 01:31 PM
أين هي ردود المؤمنين بالتطور على هذه الحقائق ؟
الخليفة
12-01-2007, 07:44 PM
السلام عليكم ورحمة الله تعالى أخي العزيز الفاروق
جزاك الله خيرا على هذا الموضوع الغني بالمعلومات ،فعلا نظرية النشؤ والارتقاء ماثلبث أن تنهار كل يوم مع اكتشاف جديد سواء في علوم الاحياء والاجنة أو العلوم الاحافير فهي حتي الان لم تقدم أي دليل علمي واحد على صحتها ومنشئ هذة النظرية الضعيفة(شارلز داروين) كان يعلم أن نظريتة التطورية غير صحيحة وقد أفرد قسم كامل في كتابة أصل الانواع باب يسمى(مشاكل النظرية)وقال فيها أنه حتى الان لايوجد اثبات حقيقي لصحة نظريتة وقد قصد بذلك الانواع الانتقالية التي حتى الان لايوجد لها أثر يذكر حتى أن طائر الاركيوبتركس الذي كان يعتقد أنه نصف طائر ونصف زاحف تبين أنه طائر كامل، وأيضا سمكة السوليكانت التي كان يعتقد أنها وسيط بين الاسماك والزواحف وانها انقرضت قبل 150 مليون عام ،تبين ان هذة الادعاءات ليس لها أساس من الصحة.
والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاتة
_aMiNe_
02-10-2009, 03:23 PM
للرفع.
WaLd MosLem
11-09-2009, 07:39 PM
..
مووضوع رووووووووعه ومهم جـدآ ..
..
عبدالله الشهري
10-08-2011, 02:14 AM
للرفع جزى الله الفاروق خيرا.
أبو يحيى الموحد
10-10-2011, 12:04 AM
بارك الله فيك
ايام و انا احاول ان انسق موضوعا حول حليب الام لكني حسنا فعلت لأني لم انزلها حيث لا مقارنة بين موضوعي الذي هو قيد الانشاء و هذا الموضوع الذي هو ثروة حقيقية
Rengle
09-22-2013, 12:04 PM
جزاكَ الله خيراً ...
Powered by vBulletin™ Version 4.2.1 Copyright © 2024 vBulletin Solutions, ENGAGS © 2010