المسلم الحنيف
03-10-2006, 01:32 AM
سلام عليكم
لم أستغرب من استفسارات وتعليقات الأخوة حول حجية القرآن في حال إنكارنا الحديث بسبب عدم الموثوقية ,,,,
فهو استفسار قديم ,, وتساؤل مستمر من المسلمين التقليديين ,, عندما نواجههم بحقيقة عدم وجود سنة نبوية مستقلة عن القرآن.
لكن الغريب أن الأخ لم ينتبه للأمور التالية ,, وعلى الأخوة جميعهم أن يعوها ,, وأتمنى أن يقرأ الدكتور أحمد صبحي منصور هذه المداخلة ويعطينا رأيه.
أولا :
لا ينبغي بنا أن نستمد حجية القرآن بنفس طريقة استمداد حجية الحديث ( أي التوارث أو طريقة النقل )
ولو كانت هذه عقيدة أحدنا في القرآن فهي غير صحيحة وتعني أن معتقدها عليه مراجعة إيمانه بالقرآن .
لأن القرآن بما يحويه من خطاب إلهي مباشر للعقل والقلب البشريين ,, يحمل الحجة لنفسه في ذاته ,, ولا يحتاج إلى ما يعرف عليه من خارجه :
أسمي هذا (( الحجة الداخلية للقرآن ))
ويعزز هذه الحجة تناغم آيات القرآن مع آيات الكون وكذلك التناغم العددي الرهيب الذي يرفضه البعض ,لا أدري لماذا ؟؟نسوا بذلك قول الله سبحانه في العدد 19 ,, وأقواله الكثيرة في الأعداد والعد.
القرآن يحمل الحجة الداخلية فيه ,, ولذلك آمن به السابقون من المؤمنين بمجرد سماعه وتدبره :
بسم الله الرحمن الرحيم
قُلْ آمِنُواْ بِهِ أَوْ لاَ تُؤْمِنُواْ إِنَّ الَّذِينَ أُوتُواْ الْعِلْمَ مِن قَبْلِهِ إِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ سُجَّداً [الإسراء : 107]
ولهذا لم يلزم المؤمنين من الصحابة الرجوع إلى مرجعية خارجية حين كانت هذه المرجعية الخارجية مفقودة في الحقيقة ,أي أنهم لم يرثوا الكتاب عن آبائهم.
الحقيقة أن ما يسمى بالسنة النبوية ( وهي تسمية خاطئة تماما لمنهج ملئ بالفساد اللانبوي ) تفتقر تماما لهذه الحجية ,, فإذا قوبل هذا المنهج بالعقل والمنطق تساقط مثل ورق الشجر في الخريف ,, وإذا أسقط عليه نور القرآن احترق تماما ,,
لذلك عمد (...) عبر العصور إلى ترسيخ مبدئين :
1- مبدأ النقل قبل العقل , وذلك لمنع المسلمين من اقتحام السور الذي يفصلهم عنهم , ودفاعا عن منهجهم في معركة هم خاسروها مسبقا.
2- علم الحديث والرجال والرواية عن الثقات ,,,,
وفي الواقع هو مبدأ فاسد تماما بمقاييس القرآن ,لأن الله سبحانه نهى عن التزكية :
بسم الله الرحمن الرحيم
(( ألم تر إلى الذين يزكون أنفسهم بل الله يزكي من يشاء ولا يظلمون فتيلا , انظر كيف يفترون على الله الكذب وكفى به إثما مبينا )) كما أن القرآن أحجم عن أية تزكية إسمية لأحد غير رسول الله الذي اصطفاه الله للرسالة.
فوق كل هذا ,, لو كان الأحاديث من الرسول كما يزعمون لكان ملزما ولكان من الرسالة ( لأنه لا ينطق عن الهوى ) ,, ولكونه رسالة فعملية نقلها بهذه الطريقة التي تختلف بشكل واضح عن نقل القرآن ( لا توجد آية صحيحة أو حسنة أو ضعيفة ,, وهذا يكفي ) تستلزم أن يكون ناقلوها بنفس مستوى الرسول الكريم (ص) وحاشا لله أن يوجد بشر بعده بشسع نعله ....
[B]ثانيا :
يعترف من يسمون أنفسهم علماء الحديث أن أخبار الآحاد تفيد الظن الراجح واختلفوا في وجود الأحاديث المتواترة وفي تصنيفها .
لذلك لا بد أن نعي أن من يتبع ما يعتقده الحديث النبوي هو في الواقع من الذين قال الله فيهم :
بسم الله الرحمن الرحيم
((وَمَا يَتَّبِعُ أَكْثَرُهُمْ إِلاَّ ظَنّاً ))[يونس : 36]
(( إن يتبعون إلا الظن وإن هم إلا يخرصون ))
ثالثا :
لا يحتاج القرآن إلى تفسير أو تأويل أو تفصيل :
فقد وصف نفسه
(( تبيانا لكل شئ ))
(( تفصيل كل شئ ))
(( ولا يأتونك بمثل إلا جئناك بالحق وأحسن تفسيرا ))
(( ولقد صرفنا للناس في هذا القرآن من كل مثل ))
وحصر مهمة الرسول ( ص ) في البلاغ :
(( ما على الرسول إلا البلاغ ))
(( وما أرسلناك إلا مبشرا ونذيرا وقرآنا فرقناه لتقرأه على الناس على مكث ))
ونفى أن يكون الرسول (ص) قال شيئا في قضية الدين خلافا للقرآن :
(( ولو تقول علينا بعض الأقاويل لأخذنا منه باليمين ثم لقطعنا منه الوتين ))
(( وإن كادوا ليفتنونك عن الذي أوحينا إليك لتفتري علينا غيره وإذا لاتخذوك خليلا ))
(( وإذا تتلى عليهم آياتنا بينات قال الذين لا يرجون لقاءنا ائت بقرآن غير هذا أو بدله .))
إذا هذه الأمور ,, كانت أهواء للمنافقين وأهل الكتاب الذين كفروا بالقرآن..
والحكام رسخوا فيما بعد علم الحديث لسبب بسيط ,, وهوم أن القرآن لا يخدم أهواء البشر بل يضعها في الميزان,, وهذا لا يساعد الحكام ولا يساعد الأئمة كما لا يساعد الناس الذين انشغلوا بدنياهم عن دينهم.
رابعا :
لو تأملنا لوجدنا أن لفظ السنة ورد في القرآن 16 مرة فقط : 10 مرات منسوبة لله , و6 مرات منسوبة للأولين والسابقين ,, ولم يرد مصطلح السنة النبوية مطلقا ,,,,
بينما ورد لفظ الكتاب أكثر من 320 مرة ..!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
علم الحديث هو مصطلح آخر ,,,, علم الحديث هو مفهوم دخيل تماما على الدين ,, ولا أصل له ,,,,,,,
وشروط الحديث وروايته وتصنيفه ,, كلها من عمل البشر ولم يرد فيه أي شرط أو بيان من القرآن.
باستثناء ما ورد في الآية الكريمة :
بسم الله الرحمن الرحيم
(( لا خير في كثير من نجواهم إلا من أمر بصدقة أو معروف أو إصلاح بين الناس ومن يفعل ذلك ابتغاء مرضات الله فسوف نؤتيه أجرا عظيما )) النساء وتوضيح وجه الاستدلال بهذه الآية الكريمة سيرد في لقاء آخر بإذن الله.
علينا الاعتراف بأن هذه الأمور هي صنيعة بشرية ,,,, لا أكثر ,,,
ومصطلح السنة وتعريفها هو عمل بشري جاء من مفهوم ومنطلق بشري يمكن التعديل فيه وتلافي الخطأ فيه.
لكن لا يمكن التعديل في مفهوم الكتاب والذكر والقرآن ....................
هذه هي القضية باختصار وإيجاز شديدين .
وبالمناسبة ,,, الله سبحانه سمانا مسلمين حنفاء ,, وليس قرآنيين ,,,,,
وهذه الدعوة ما هي إلا تصحيح للمسار وليست دعوة لخلق تيار مذهبي آخر .. وإذا حدث وتمذهب من يسمون بالقرآنيون فهم هكذا يضعون أنفسهم في المعسكر الآخر دون أن يدروا .
الله سبحانه لا يحتاج إلى أحد .
يكفينا ما قال عن أنبيائه وهم خير البرية :
بسم الله الرحمن الرحيم
(( أولئك الذين آتيناهم الكتاب والحكم والنبوة فإن يكفر بها هؤلاء فقد وكلنا بها قوما ليسوا بها بكافرين ))
صدق الله واتبعوا ملة إبراهيم حنيفا
كما أود النويه للأخ - من أهل الذكر - بالتعقل وعدم التسرع في الردود على الأخوة ,,,
وأرجو من الأخوة المحاورين التزام شئ من الحكمة وعدم المطالبة بمصادرة الفكر ,, وضيق الأفق ما هو إلا دليل على فقدان الحجة.
أخوكم في الله ......................... :hearts: :hearts: :hearts:
متابعة إشرافية
مراقب 1
لم أستغرب من استفسارات وتعليقات الأخوة حول حجية القرآن في حال إنكارنا الحديث بسبب عدم الموثوقية ,,,,
فهو استفسار قديم ,, وتساؤل مستمر من المسلمين التقليديين ,, عندما نواجههم بحقيقة عدم وجود سنة نبوية مستقلة عن القرآن.
لكن الغريب أن الأخ لم ينتبه للأمور التالية ,, وعلى الأخوة جميعهم أن يعوها ,, وأتمنى أن يقرأ الدكتور أحمد صبحي منصور هذه المداخلة ويعطينا رأيه.
أولا :
لا ينبغي بنا أن نستمد حجية القرآن بنفس طريقة استمداد حجية الحديث ( أي التوارث أو طريقة النقل )
ولو كانت هذه عقيدة أحدنا في القرآن فهي غير صحيحة وتعني أن معتقدها عليه مراجعة إيمانه بالقرآن .
لأن القرآن بما يحويه من خطاب إلهي مباشر للعقل والقلب البشريين ,, يحمل الحجة لنفسه في ذاته ,, ولا يحتاج إلى ما يعرف عليه من خارجه :
أسمي هذا (( الحجة الداخلية للقرآن ))
ويعزز هذه الحجة تناغم آيات القرآن مع آيات الكون وكذلك التناغم العددي الرهيب الذي يرفضه البعض ,لا أدري لماذا ؟؟نسوا بذلك قول الله سبحانه في العدد 19 ,, وأقواله الكثيرة في الأعداد والعد.
القرآن يحمل الحجة الداخلية فيه ,, ولذلك آمن به السابقون من المؤمنين بمجرد سماعه وتدبره :
بسم الله الرحمن الرحيم
قُلْ آمِنُواْ بِهِ أَوْ لاَ تُؤْمِنُواْ إِنَّ الَّذِينَ أُوتُواْ الْعِلْمَ مِن قَبْلِهِ إِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ سُجَّداً [الإسراء : 107]
ولهذا لم يلزم المؤمنين من الصحابة الرجوع إلى مرجعية خارجية حين كانت هذه المرجعية الخارجية مفقودة في الحقيقة ,أي أنهم لم يرثوا الكتاب عن آبائهم.
الحقيقة أن ما يسمى بالسنة النبوية ( وهي تسمية خاطئة تماما لمنهج ملئ بالفساد اللانبوي ) تفتقر تماما لهذه الحجية ,, فإذا قوبل هذا المنهج بالعقل والمنطق تساقط مثل ورق الشجر في الخريف ,, وإذا أسقط عليه نور القرآن احترق تماما ,,
لذلك عمد (...) عبر العصور إلى ترسيخ مبدئين :
1- مبدأ النقل قبل العقل , وذلك لمنع المسلمين من اقتحام السور الذي يفصلهم عنهم , ودفاعا عن منهجهم في معركة هم خاسروها مسبقا.
2- علم الحديث والرجال والرواية عن الثقات ,,,,
وفي الواقع هو مبدأ فاسد تماما بمقاييس القرآن ,لأن الله سبحانه نهى عن التزكية :
بسم الله الرحمن الرحيم
(( ألم تر إلى الذين يزكون أنفسهم بل الله يزكي من يشاء ولا يظلمون فتيلا , انظر كيف يفترون على الله الكذب وكفى به إثما مبينا )) كما أن القرآن أحجم عن أية تزكية إسمية لأحد غير رسول الله الذي اصطفاه الله للرسالة.
فوق كل هذا ,, لو كان الأحاديث من الرسول كما يزعمون لكان ملزما ولكان من الرسالة ( لأنه لا ينطق عن الهوى ) ,, ولكونه رسالة فعملية نقلها بهذه الطريقة التي تختلف بشكل واضح عن نقل القرآن ( لا توجد آية صحيحة أو حسنة أو ضعيفة ,, وهذا يكفي ) تستلزم أن يكون ناقلوها بنفس مستوى الرسول الكريم (ص) وحاشا لله أن يوجد بشر بعده بشسع نعله ....
[B]ثانيا :
يعترف من يسمون أنفسهم علماء الحديث أن أخبار الآحاد تفيد الظن الراجح واختلفوا في وجود الأحاديث المتواترة وفي تصنيفها .
لذلك لا بد أن نعي أن من يتبع ما يعتقده الحديث النبوي هو في الواقع من الذين قال الله فيهم :
بسم الله الرحمن الرحيم
((وَمَا يَتَّبِعُ أَكْثَرُهُمْ إِلاَّ ظَنّاً ))[يونس : 36]
(( إن يتبعون إلا الظن وإن هم إلا يخرصون ))
ثالثا :
لا يحتاج القرآن إلى تفسير أو تأويل أو تفصيل :
فقد وصف نفسه
(( تبيانا لكل شئ ))
(( تفصيل كل شئ ))
(( ولا يأتونك بمثل إلا جئناك بالحق وأحسن تفسيرا ))
(( ولقد صرفنا للناس في هذا القرآن من كل مثل ))
وحصر مهمة الرسول ( ص ) في البلاغ :
(( ما على الرسول إلا البلاغ ))
(( وما أرسلناك إلا مبشرا ونذيرا وقرآنا فرقناه لتقرأه على الناس على مكث ))
ونفى أن يكون الرسول (ص) قال شيئا في قضية الدين خلافا للقرآن :
(( ولو تقول علينا بعض الأقاويل لأخذنا منه باليمين ثم لقطعنا منه الوتين ))
(( وإن كادوا ليفتنونك عن الذي أوحينا إليك لتفتري علينا غيره وإذا لاتخذوك خليلا ))
(( وإذا تتلى عليهم آياتنا بينات قال الذين لا يرجون لقاءنا ائت بقرآن غير هذا أو بدله .))
إذا هذه الأمور ,, كانت أهواء للمنافقين وأهل الكتاب الذين كفروا بالقرآن..
والحكام رسخوا فيما بعد علم الحديث لسبب بسيط ,, وهوم أن القرآن لا يخدم أهواء البشر بل يضعها في الميزان,, وهذا لا يساعد الحكام ولا يساعد الأئمة كما لا يساعد الناس الذين انشغلوا بدنياهم عن دينهم.
رابعا :
لو تأملنا لوجدنا أن لفظ السنة ورد في القرآن 16 مرة فقط : 10 مرات منسوبة لله , و6 مرات منسوبة للأولين والسابقين ,, ولم يرد مصطلح السنة النبوية مطلقا ,,,,
بينما ورد لفظ الكتاب أكثر من 320 مرة ..!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
علم الحديث هو مصطلح آخر ,,,, علم الحديث هو مفهوم دخيل تماما على الدين ,, ولا أصل له ,,,,,,,
وشروط الحديث وروايته وتصنيفه ,, كلها من عمل البشر ولم يرد فيه أي شرط أو بيان من القرآن.
باستثناء ما ورد في الآية الكريمة :
بسم الله الرحمن الرحيم
(( لا خير في كثير من نجواهم إلا من أمر بصدقة أو معروف أو إصلاح بين الناس ومن يفعل ذلك ابتغاء مرضات الله فسوف نؤتيه أجرا عظيما )) النساء وتوضيح وجه الاستدلال بهذه الآية الكريمة سيرد في لقاء آخر بإذن الله.
علينا الاعتراف بأن هذه الأمور هي صنيعة بشرية ,,,, لا أكثر ,,,
ومصطلح السنة وتعريفها هو عمل بشري جاء من مفهوم ومنطلق بشري يمكن التعديل فيه وتلافي الخطأ فيه.
لكن لا يمكن التعديل في مفهوم الكتاب والذكر والقرآن ....................
هذه هي القضية باختصار وإيجاز شديدين .
وبالمناسبة ,,, الله سبحانه سمانا مسلمين حنفاء ,, وليس قرآنيين ,,,,,
وهذه الدعوة ما هي إلا تصحيح للمسار وليست دعوة لخلق تيار مذهبي آخر .. وإذا حدث وتمذهب من يسمون بالقرآنيون فهم هكذا يضعون أنفسهم في المعسكر الآخر دون أن يدروا .
الله سبحانه لا يحتاج إلى أحد .
يكفينا ما قال عن أنبيائه وهم خير البرية :
بسم الله الرحمن الرحيم
(( أولئك الذين آتيناهم الكتاب والحكم والنبوة فإن يكفر بها هؤلاء فقد وكلنا بها قوما ليسوا بها بكافرين ))
صدق الله واتبعوا ملة إبراهيم حنيفا
كما أود النويه للأخ - من أهل الذكر - بالتعقل وعدم التسرع في الردود على الأخوة ,,,
وأرجو من الأخوة المحاورين التزام شئ من الحكمة وعدم المطالبة بمصادرة الفكر ,, وضيق الأفق ما هو إلا دليل على فقدان الحجة.
أخوكم في الله ......................... :hearts: :hearts: :hearts:
متابعة إشرافية
مراقب 1