المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مُـنـحـدَرات !



الفارس مفروس
02-17-2006, 12:00 PM
ثقافة التعذيب..

ولأن كل شئ صار ثقافة مجتمعية بيئية..
ترتبط بمعايير التحضر والوعى لسكان هذا الحى من المجرة
وحجم "الأنا" فى منظومة العقد النفسية التى يتحلى بفضائلها كل الأفاقين
صارت الحضارة المعاصرة تقاس الآن بسرعة جريان الأمم نحو الحضيض .. على المنحنى الكونى
وكل ممارسة إنسانية باتت بحاجة لسبب يؤهلها للإستمرارية وإمكانية الإبداع فى أصلها وفصلها
لذلك.. ومن أجل الرقى الذى ينتظر الجنس البشرى فى قعر الهاوية
أصبحت كل الإفرازات البشرية بحاجة للتقنين المقبول.. والزخرفة اللازمة لتلوين القبح باللون الأبيض الداكن
فدخل كل شئ .. حتى لون الصراخ.. تحت مسمى "الثقافة" ..!

ولا جناح على مناكيد الحضارة بعد أن فازوا بنعيم الدنيا وجحيم الآخرة
أن يضيفوا هذا المعرف اللزج .. لتفردٍ غير مسبوق لابن آدم الذى طغى ،
فى الوقت الذى يعلم فيه هذا البنى آدم.. أن "زلطة" صغيرة أقوى من رأسه المتحجر !
إلا أنه إستطاع خداع الكائنات الحية التى تشاطرنا العيش فى هذا الكوكب بقدرته الفائقة على الكذب
هذا التفرد "الثقافى" شمل بعد قرون من الصراع : فاجراً يحمل أخاه على الخازوق !

إجتماع الكذب مع القدرة على الفجور ، وتوظيفهما فى صناعة الأخلاق الإنسانية.. بعد تجريم الدين
هو تعريف مبسط لهذا اللون الثقافى الجديد !!

ولحد علمى المتواضع فإن إبليس لم يعذب أقرانه المتفلتين (هكذا قال لى دجال ذات شعوذة ثقافية )
ولم نر كلباً يربط حماراً من قدميه فى شجرة ليبول على رأسه.. فى سادية شبقة
حتى القتل فى عالم الحيوان له أصول رحيمة.. وهى رحيمة لأن دوافع القتل تخلو من الكذب
فالضباع لم تجتمع على ظبى جريح لتقنعه بأنهم مضطرون لتمزيق جسده بأنيابهم.. لينعم بالحرية !
وكذا يجهز السبع على فريسته بلا حاجة لحقنها بجرعة "ثقافية" مركزة من دولاب التعذيب
بل علاقتهم طبيعية بلاتكلف.. يتبادلون أدورا الضحية والجانى على مدار العمر الإفتراضى لهذا الكوكب المتقرح
أما فى دنيا المتحضرين.. فلابد وأن يبقى القاتل قاتلاً حتى النهاية.. ويموت الجلاد وسوطه يمزق لحم الأبرياء

لا مانع لدى من تلقى كل أصناف العذاب على يد أخى فى الإنسانية .. ذاك المتحضر
شريطة أن يكون صادقاً فى أسبابه التى جعلته "مضطراً" لتمزيق أحشائى ونسف رأسى إن إستدعى الأمر
فقط أريده أن يفقأ عينى وهو يقول الحقيقة المقروءة على طرف سيفه
أنه يفعل ذلك حقداً وبغضاً وغلاً وقرفاً من أشكال اللى خلفونى
أو أن يعلقنى على "العروسة" (وهذا مصطلح فقهى يفهمه رواد المعتقلات) ويبصق بوجهى آلاف المرات
لأنه (بصراحة) يحتقر نطفتى.. ويزدرى معتقدى.. ويتمنى زوالى من الدنيا ليهنأ بها وحده !!
فقط هذا ما أريد.. وليفعل بى ما يشاء فى مقابل هذا الوضوح الطبيعى لأسبابه الثقافية !

لكن الحقيقة أنه حتى مسمى الفعل المجرم قد ناله التغيير.. وانفصل عن معناه البديهى.. فى زمن ما بعد الحداثة !
فالتعذيب له أسماء متعددة.. وأشكال لها سند من القانون الدولى.. وقواعد منهجية يتم تدريسها وتوريثها مع كراسى الحكم
والذى يجرد إمرأتك من ثيابها أمام عينيك لتقول له الذى يريد أن يسمعه..
إنما يفعل ذلك بدافع "الحفاظ على أمن الوطن"
والذى يجردك من آدميتك.. وينتهك رجولتك.. ويعبث بعورتك.. ويدمى رأسك
إنما يفعل ذلك "لأنك عدو للحرية".. همجى.. لا تفهم معنى التحضر !
والذى يهدم دارك فوق رأسك.. ويحرق قلب أمك العجوز فتموت كمداً..
وتسيل من بين يديه دماء أبنائك..
يفعل ذلك لإرساء الديموقراطية على عظامك وعظام المخالفين .. فى أوطان تعفنت !
المهم.. إنك مجرم وهم متحضرون.. !

منحدر آخر.. قبل أن أفيق

---- هل قمتم بتدنيس المصحف الشريف.. ونريد إجابة واضحة دون لف أو دوران
---- الإجابة لا.. ولكن قمنا بتدنيس قرابة الخمسمائة مسلم فى هذا المعسكر المتحضر
---- لا أسألك عن المسلمين.. بل عن المصحف الشريف
---- تعلمون فضيلتكم أن هؤلاء إرهابيون مجرمون آثمون.. يستحقون العذاب والنفخ المستمر وتكسير العظام.. إلخ
---- يا أخى الكريم فى الإنسانية.. مالى دخل بالمسلمين المنفوخين.. أسألك عن المصحف.. هل تسمعنى ؟!
---- أرجو ألا تروا سماحتكم فى سحل هؤلاء المواطنين أى إنتهاك أو إهانة لدى دولتكم العلية
لأنهم ببساطة مواطنون "بدون" أهلية.. لا يملكون أى حق فى هذا الوجود.. إلخ
---- ياخى ملعون أبوهم وابو حقوقهم.. ما تفهم عربى.. بأسأل عن المصحف الشريف.. بتفهم..؟!
المصحف الشريف.. كلام رب العالمين.. هل دنستوه خلال التحقيق مع هؤلاء الإرهابيين أم لا ؟
---- قلت لمعاليكم.. لا
---- شكراً يا غبى .. (كليك) !!

الكل مجمع على محاربة التدنيس المعنوى.. ونسيان كل شئ عن التدنيس المادى للبشرية المسلمة
شيخ الأزهر ينزعج من تدنيس المصحف الشريف فى جوانتانامو.. وينسى أى شئ عن طبيعة هذا المكان
الإساءة الكاريكاتورية للنبى الأشرف تغطى على الإساءة المستمرة للمسلمين
الخلاصة :
نحن أمة فقدت البوصلة.. وفقدت معها أهم ضابط للإنفعال الإيجابى.. وهو تحديد الأولويات


منحدرات أخرى

المتهم مقتول إلى أن تثبت براءته يوم القيامة
هذا المبدأ الإنسانى الهام أصبح عقيدة واجبة النفاذ على رقاب العباد
ترفع به حكوماتنا الرشيدة رايات العدل خفاقة.. تحت أقدام الخنازير !

أرواح طيبة تطير إلى بلاد الأفراح..
وتبقى أجسادها المشوية بين أظهرنا..
شاهدة علينا بالخسران المبين !

ومع أننا لا نشعر بالفارق بين مايكتبه العدو.. وما ينسخه الصديق من كتابات الأعداء
إلا أن ثمة هامش بسيط يضبط العلاقة بينهما
إسمه الإنحطاط !

أخى اللص..
بإمكانك سرقة ما يروق لك فى هذا الوطن
لكن لا حاجة لك فى سرقة صورتى التذكارية وأنا أصافح السيد الرئيس
فهى الوهم الوحيد الذى لا يحاسب عليه القانون
فى هذا الوطن !

أشعر بالحقد الخام يتدفق بغزارة من آبار متعددة طفحت بها نفسى..
لا تحتاج إلى تصفية "أرامكو".. ولا تكرير "أرامكو" مرة أخرى
هذا الحقد.. هو الوقود القادم لإشتعال الزمن القريب..
ورحم الله أيام النفط وما قرب إليه من قول أو عمل !

كل محاولة لعقد أى مؤتمر فى مدينة جدة تصيبنى بالغثيان..
شيرى بلير ومن قبلها بيل كلينتون يطالبان السعوديات بالصبر على محنة العفة !
أرجوكم .. دعوكم من جدة ، فشرم الشيخ لا تبعد عنكم إلا بمسافة خمسين عبارة محترقة !

حين غلبنى الشوق.. وبلغ الروع سقف المعاناة
قررت الإتصال بغرفة شارون للإطمئنان على صحته
أجابنى رئيس مخابرات دولة عربية عظمى بعصبية وفظاظة (ربما مبررة )
"يا صعلوك.. ليس لكم إلا الصراخ فى المظاهرات..!"

البحث عن صابر..لعدم كفاية صبره ، صار لذة تعادل الهوس الأميرى للقنص
تتحول اللذة إلى غمٍ قاتل
بمجرد العثور على مائتى مليون شاهد زور !


حكمة اليوم

حينما تكون حرامى مهذب.. فأنت تسبب إحراجاً كبيراً لمن تسرقهم ليل نهار
فهم فى حيرة بين الإعجاب بخلقك الراقى فى التعامل معهم..
وبين رغبتهم فى ركل مؤخرتك بالغالى والنفيس لأنك حقير..
وبين هذا وذاك..
يغلبنا النعاس ..
فى إنتظار من يذكرنا بالموضوع الذى نعاود لطم خدودنا من أجله !
و سلام مربع


مفروس