الفارس مفروس
02-10-2006, 11:41 AM
أبشر الجميع.. الصديق منهم وذا "النطاعة" .. أنى -والحمد لله- لم أصُب بجنون البقر ولا جنون "الحمير".. بعد إلتهام هذه الجرعة الضخمة من لحوم "المجانين" ، والذى توزعه علينا الحكومات العربية بأسعار رمزية ، حفاظاً على علاقاتها "الحيوية" مع الدول "الصديقة".. والتى تبحث عن تربة مناسبة لدفن نفاياتها "اللحومية".. ولا أفضل من مفرمة بطون الفقراء.. و "هولوكاست" الأمعاء الخاوية !
( جلوبالايظشن-العولمة-Globalization )
يعتقد بعض الحمقى أن فكرة العولمة لا ترتبط إلا بمفهومٍ إقتصادى بحت ، لا علاقة له بشأن آخر ، والحقيقة -وإن كان الهدف الإقتصادى هو عمود الدعوى- أن الإقتصار المخل فى فهم طبيعة هذا الورم السرطانى الخبيث لا يخدم إلا أصحاب المشروعات الإستئصالية الضخمة لأمتنا.. إذ أننا بسذاجتنا المفرطة فى جلد الذات وتقديس "الآخر" ، نساعد الجلادين فى تلقى كل الموجعات على ظهورنا بدقة وتفانى.. وكما قالوا (ولازالوا يقولون) : لا شفقة للمغفلين.. ولا حياة إلا تحت عزِّ الحذاء الغربى !!
فالمشروع العولمى بسيط.. يهدف أساساً إلى تحويل المجتمع الدولى الظالم.. إلى قرية تقف على منحدرٍ زلقٍ.. ذى أرضية لا يجرى الماءُ فيها إلا فى "العالى" .. أما الذى يتجه دوما لأسفله فهو زبالات القوم وروثهم.. لنتلقاها بلهفة المحب ، أو ربما كان المطلوب أن يكون العالم أكثر "إستواءً" فى "إنحداره" من ذى قبل.. أو أن يصبح ناعماً أملس ، لا تشوبه أى ناتئة أو بارزة.. و ذلك التعبيد المجيد سيكون بإستئصال أى محاولة لنمو "غير مشروع" فى بطون الناس "اللى تحت".. معبراً بوضوح وجلاء عن قسوة هذا الواقع الذى نعيشه كالعادة.. أسفل المنحدر !
وظاهر العولمة كباطنها.. كلاهما لا يحمل إلا العذاب ، فلا مناص من أن يزداد الفقراء والحقراء فقراً إلى فقرهم.. وأن يزداد الأثرياء لحماً وشحماً فى كروشهم.. ليقسم ذلك المنحدر العالمى شعوبَ العالم إلى فئتين: "مصانع الأثرياء" فى أعلاه (أقلية) .. وأفواه الفقراء فى أدناه (أغلبية).. ولا إعتبار هنا لديموقراطية القوم فى أن الغالبية هى التى تستأثر بقواعد اللعبة.. فالديموقراطية -فقط للتذكير- ليست إلا مسخاً لا نراه إلا فى أفلام الرعب الأمريكى ولكن من ملك المال والقوة والهيمنة.. هو الخصم والحكم !
الأخطر فى هذا المشهد القاتم ، هو أن غلاف العفن العولمى يحمل شعار "التقارب" بين الشعوب.. والعودة إلى مظلة "الإنسانية".. والبحث عن مواطن "الإتفاق".. وردم هوة "الخلاف" ، ولكننا لا نجد فى قعر الغلاف المزركش إلا قوارض ذات مخالب.. تأتى على الهويات من القواعد ، وتذيب الفوارق الإجتماعية والدينية بين هاتين الطبقتين.. لتصبح كل منهما أقل تميزاً .. وأكثر شبها بالأخرى.. وإلحق نفسك أيها المتردد بالفكرة !.. فإما معنا أو علينا.. وهناك سلالات بشرية محكوم عليها مسبقاً بالبقاء أسفل "الكوبرى".. حتى وإن إمتلكت خزائن قارون لا لشئ إلا لكونهم لا ينتمون للعالم الحر المتحرر من أغلال الماضى العتيق !
إشكالية العولمة التى تخفى على الكثيرين ، هى أن عولمة الشعوب والدول.. تستلزم عولمة الثقافات.. وبشكل أدق.. تستوجب عولمة الأديان ، ونبذ الفوارق بين معتقدات الناس ، ليصبح من يعبد رباً كمن يعبد فرجاً.. ولا قانون يحكم فى الناس إلا قانون "المزاج" الشخصى.. وما يطلبه "الرعاع" والمتفلتون ! .. ولا تسئلنى ساعتئذ عن شئ يسمى ولاءً وبراءً.. فهذا المفهوم لن يصبح "مفهوماً".. بل منبوذاً طريداً ، لأنه يتنافى مع أبجديات "الدين الواحد".. للعالم الواحد.. فهذا "الشاذ" صديقى.. مجرد إنسان.. يمارس حقه "الإنسانى" فى إختيار "المدخل" الذى يجلب له السعادة !..وهو بالمناسبة أقرب إلى من أخى "القفل المتحجر".. ! وهذا هو الإعتبار الوحيد فى أى مسألة أو قضية.. الضابط فيها هو حدود "الخوررية" الإنسانية (جريجى ) التى لا حدود لها !
هذا "الآسيد" الشنيع الذى تذوب فيه مجتمعاتنا تحت دعوى التحضير.. والتهيئة لزمن العولمة القادم لا محالة ، أصبح خطراً وجب علينا التحذير منه ، وتهيئة الناس لما هو أوجب فى زمن "الضياع" القادم لا محالة.. فإستمسك بعروتك الوثقى !
مفروس
( جلوبالايظشن-العولمة-Globalization )
يعتقد بعض الحمقى أن فكرة العولمة لا ترتبط إلا بمفهومٍ إقتصادى بحت ، لا علاقة له بشأن آخر ، والحقيقة -وإن كان الهدف الإقتصادى هو عمود الدعوى- أن الإقتصار المخل فى فهم طبيعة هذا الورم السرطانى الخبيث لا يخدم إلا أصحاب المشروعات الإستئصالية الضخمة لأمتنا.. إذ أننا بسذاجتنا المفرطة فى جلد الذات وتقديس "الآخر" ، نساعد الجلادين فى تلقى كل الموجعات على ظهورنا بدقة وتفانى.. وكما قالوا (ولازالوا يقولون) : لا شفقة للمغفلين.. ولا حياة إلا تحت عزِّ الحذاء الغربى !!
فالمشروع العولمى بسيط.. يهدف أساساً إلى تحويل المجتمع الدولى الظالم.. إلى قرية تقف على منحدرٍ زلقٍ.. ذى أرضية لا يجرى الماءُ فيها إلا فى "العالى" .. أما الذى يتجه دوما لأسفله فهو زبالات القوم وروثهم.. لنتلقاها بلهفة المحب ، أو ربما كان المطلوب أن يكون العالم أكثر "إستواءً" فى "إنحداره" من ذى قبل.. أو أن يصبح ناعماً أملس ، لا تشوبه أى ناتئة أو بارزة.. و ذلك التعبيد المجيد سيكون بإستئصال أى محاولة لنمو "غير مشروع" فى بطون الناس "اللى تحت".. معبراً بوضوح وجلاء عن قسوة هذا الواقع الذى نعيشه كالعادة.. أسفل المنحدر !
وظاهر العولمة كباطنها.. كلاهما لا يحمل إلا العذاب ، فلا مناص من أن يزداد الفقراء والحقراء فقراً إلى فقرهم.. وأن يزداد الأثرياء لحماً وشحماً فى كروشهم.. ليقسم ذلك المنحدر العالمى شعوبَ العالم إلى فئتين: "مصانع الأثرياء" فى أعلاه (أقلية) .. وأفواه الفقراء فى أدناه (أغلبية).. ولا إعتبار هنا لديموقراطية القوم فى أن الغالبية هى التى تستأثر بقواعد اللعبة.. فالديموقراطية -فقط للتذكير- ليست إلا مسخاً لا نراه إلا فى أفلام الرعب الأمريكى ولكن من ملك المال والقوة والهيمنة.. هو الخصم والحكم !
الأخطر فى هذا المشهد القاتم ، هو أن غلاف العفن العولمى يحمل شعار "التقارب" بين الشعوب.. والعودة إلى مظلة "الإنسانية".. والبحث عن مواطن "الإتفاق".. وردم هوة "الخلاف" ، ولكننا لا نجد فى قعر الغلاف المزركش إلا قوارض ذات مخالب.. تأتى على الهويات من القواعد ، وتذيب الفوارق الإجتماعية والدينية بين هاتين الطبقتين.. لتصبح كل منهما أقل تميزاً .. وأكثر شبها بالأخرى.. وإلحق نفسك أيها المتردد بالفكرة !.. فإما معنا أو علينا.. وهناك سلالات بشرية محكوم عليها مسبقاً بالبقاء أسفل "الكوبرى".. حتى وإن إمتلكت خزائن قارون لا لشئ إلا لكونهم لا ينتمون للعالم الحر المتحرر من أغلال الماضى العتيق !
إشكالية العولمة التى تخفى على الكثيرين ، هى أن عولمة الشعوب والدول.. تستلزم عولمة الثقافات.. وبشكل أدق.. تستوجب عولمة الأديان ، ونبذ الفوارق بين معتقدات الناس ، ليصبح من يعبد رباً كمن يعبد فرجاً.. ولا قانون يحكم فى الناس إلا قانون "المزاج" الشخصى.. وما يطلبه "الرعاع" والمتفلتون ! .. ولا تسئلنى ساعتئذ عن شئ يسمى ولاءً وبراءً.. فهذا المفهوم لن يصبح "مفهوماً".. بل منبوذاً طريداً ، لأنه يتنافى مع أبجديات "الدين الواحد".. للعالم الواحد.. فهذا "الشاذ" صديقى.. مجرد إنسان.. يمارس حقه "الإنسانى" فى إختيار "المدخل" الذى يجلب له السعادة !..وهو بالمناسبة أقرب إلى من أخى "القفل المتحجر".. ! وهذا هو الإعتبار الوحيد فى أى مسألة أو قضية.. الضابط فيها هو حدود "الخوررية" الإنسانية (جريجى ) التى لا حدود لها !
هذا "الآسيد" الشنيع الذى تذوب فيه مجتمعاتنا تحت دعوى التحضير.. والتهيئة لزمن العولمة القادم لا محالة ، أصبح خطراً وجب علينا التحذير منه ، وتهيئة الناس لما هو أوجب فى زمن "الضياع" القادم لا محالة.. فإستمسك بعروتك الوثقى !
مفروس