الفارس مفروس
09-04-2005, 09:01 AM
زماننا عجيب ، وأعجب مافيه ليس هواننا و إنكسارنا ، ولا ضعفنا وضياع عزتنا ، فهذا ثمن ندفعه لإختياراتنا المشبوهة ، وإنما العجب العجاب كان فى رضانا بهذا العار و ترويجنا له ، فقد ينكسر الفارس ويكبو به جواده ، وقد يمرض الجسد القوى و يرقد مستكينا ، وقد تلهو القرود بشوارب الأسد يوما حين خارت قواه و نام عليلا .. فكل ذلك لا غرابة فيه ، أما أن نكتب قصائد الغزل فى روث البهائم الذى غطى رؤوسنا حين إنكسرت هامتنا فصرنا تحت حوافرهم ، أما أن نحجز لأنفسنا مكانا دائما فى مزابل التاريخ لكوننا أقل عدة وأضعف عتادا ، فذاك هو الذى يفتت قلبى ويفرى كبدى حزنا على ما صارت إليه أحوالنا.
تخنقنى العبرات أحيانا حين أقرأ لهالك فاجر يضحك من جراحنا ، ويهزأ بصراخنا ، ويقول لأمة قد تكالبت عليها الضباع والكلاب تنهش أحشائها المندلقة فى كل أرض.. هل من مزيد ، فما زال هناك الكثير من دمائنا و أعراضنا لم نقدمه بعد ، أهرب من هذا الواقع الذليل وأسرح بخيالى قليلا ، فلم أعد أملك مكانا طاهرا خاليا من ضجيج القوادين سواه ، فأرانى وقد علقّ كل (رويبض) من لسانه على مداخل البلاد ، أطوف بينهم ضاحكا مستبشرا.. أنكأ وجوههم وأمسحها بطين الأرض التى أرادوا أن نبيعها يوما لأعدائنا بثمن زهيد هو أرواحنا. منتفضة ممتعضة عقولنا من فرط الغيظ والغضب ، وعقدت خيوط الدهشة ألسنتنا ، فلم نعد ندرى بماذا نجيب على مثل هذاالكلام الذى لوّث آذاننا.. هل بغليان الصمت ، أم بغباء التجاهل ، أم بكلمات مازلنا نبحث عنها فى كل قواميس السفالة والإنحطاط لنرد بها على أصحاب العقول التى تآكلت وتعفنت فى قبور الليبرالية النتنة..
تمكن الإشمئزاز من قلبى حين صار الكلام يدور الآن على (قبول الآخر) و (التعايش مع الغير) ، أخى فى الله.. هذا الحديث عن قبول (الآخر) موجه لى ولك.. موجه لكل مسلم ومسلمة ، أنا وأنت وكل من ينتمى لهذا الدين مطالبون الآن بعد إنتهاء مرحلة السحل والسلخ بقبول القاتل.. أقصد (الآخر) ، هذا هو خلاصة آلاف الأطنان من الورق ومئات الجالونات من الأحبار النجسة كتبت بها تفاصيل المرحلة الجديدة من الإذلال لأمتنا.. أن نقبل (الآخر).. بمغايرته لفكرنا ومعتقداته الخاصة وحقه فى إختيار الحياة التى يهواها ، بدون إنكار منا وبلا أدنى محاولة لفرض أفكارنا على هذا (الآخر) (بالقوة) ، هذا هو المطلوب فى هذه المرحلة ، ولا أخفى أن هذا الأمر قد أثار فى نفسى حزمة من التساؤلات البلهاء و التى لابد و أن يكون مصدرها جهلى الشديد بما يدور فى عقل خنزير صغير يأكل روثه ، ولكن ربما نفهم شيئا سويا ، أيها (الآخر) من أنت؟!.. من هذه الشخصية (الآخرية) التى نحاصرها بأفكارنا و نرفض قبولها و ننكر عليها معتقداتها و زبالاتها الفكرية ونحاربها إن لزم الأمر لفرض آرائنا عليها؟!.. صفوهم لنا يا من أخزاكم الله ، لا أعلم أى (آخر) تعاملة الأمم بهذه الوحشية الفكرية و العنف العقدى إلا (نحن).. أمة المسلمين ، لا يوجد أى إنسان يتنفس هواء هذه الأرض و يحيا على ظهرها يعامل بمثل هذا النفى و الإبادة إلا صاحب الهوية المسلمة ، فقط أمة المسلمين هى التى تصادر حرياتها ، وتلغى إرادتها ، وتفرض عليها الآراء من غيرها ، وتتجرع رغما عنها ثقافة (الآخر).. فعن أى شئ يتحدثون!.. نحن الذين تفرض علينا حروب (الآخر) و تجفف منابع ثقافتنا و تراثنا بالقوة لصالح فكر هذا (الآخر).. فماذا تريدون منا أيها الهالكون؟.. هذا (الآخر) قتل أبنائنا و إغتصب أرضنا و أذاقنا صنوف العذاب وحوّل ديارنا إلى ساحات للقتال وسلخانات جماعية ، هذا (الآخر) الذى صورتموه فى كتاباتكم كأنه (آخر) ضعيف مسكين ، تلفظه عقولنا وتأباه نفوسنا ، مع أنه هو الذى إقتحم عقولنا بدباباته وأزهق نفوسنا بطائراته ، فمن المطالب بقبول من؟!..
ألا يكفيكم هذا الدمار الذى طال كل شئ فى بلادنا من هذا (الآخر).. أم تريدون أن نموت ونحن نسبح بحمده.. كما تفعلون؟!.. أم ترغبون أن تطير رؤوسنا وعليها إبتسامة الثناء و الشكر لهذا (الآخر).. أم أنه أصابه وأصابكم الهم ّ حين بصق البعض فى وجهه فبكيتم جميعا لأننا لم نقبله (كآخر) ، له علينا حقوق (المؤاخرة) و التى من أهمها ألا نصدر صوتا كريها عند ذبحه إيانا!.. لم لا توجهون دعوتكم هذه إلى أصدقائكم (الآخرين) ليقبلونا و يتعاملون معنا (كآخر) ، فيرحلون عن ديارنا و يكفون عن قتلنا ويتقبلون ديننا و ثقافتنا كثقافة (مغايرة).. لهم كفرهم و لنا ديننا؟! ، نحن لا نرفض أن نتعايش مع الآخرين حتى وإن كانوا ينكحون آبائهم وأمهاتهم ، فهذا لا شأن لنا به ، ولكن فى المقابل هل لنا أن نطلب من هذا (الآخر) أن يقبلنا و يتعايش معنا بشئ (آخر) غير الدبابات و الصواريخ!..
آسف أيها (الآخر).. لن أقبلك حتى تضع السكين من يدك ، لن أتعايش معك حتى تقبل ثقافتى و فكرى وتحترمها إحترامك لمن يعبدون البقر والفئران ، ونحن نعدك ونعاهدك إن أخذت بضاعتك الثقافية إلى بلادك و رفعت يد الوصاية عن عقولنا و تركتنا وديننا أن نفعل معك الشئ نفسه ، ونفكّ عنك حصارنا الفكرى و العسكرى لتعيش آمنا مطمئنا تأكل وترتع كأحسن بعير !
مفروس
تخنقنى العبرات أحيانا حين أقرأ لهالك فاجر يضحك من جراحنا ، ويهزأ بصراخنا ، ويقول لأمة قد تكالبت عليها الضباع والكلاب تنهش أحشائها المندلقة فى كل أرض.. هل من مزيد ، فما زال هناك الكثير من دمائنا و أعراضنا لم نقدمه بعد ، أهرب من هذا الواقع الذليل وأسرح بخيالى قليلا ، فلم أعد أملك مكانا طاهرا خاليا من ضجيج القوادين سواه ، فأرانى وقد علقّ كل (رويبض) من لسانه على مداخل البلاد ، أطوف بينهم ضاحكا مستبشرا.. أنكأ وجوههم وأمسحها بطين الأرض التى أرادوا أن نبيعها يوما لأعدائنا بثمن زهيد هو أرواحنا. منتفضة ممتعضة عقولنا من فرط الغيظ والغضب ، وعقدت خيوط الدهشة ألسنتنا ، فلم نعد ندرى بماذا نجيب على مثل هذاالكلام الذى لوّث آذاننا.. هل بغليان الصمت ، أم بغباء التجاهل ، أم بكلمات مازلنا نبحث عنها فى كل قواميس السفالة والإنحطاط لنرد بها على أصحاب العقول التى تآكلت وتعفنت فى قبور الليبرالية النتنة..
تمكن الإشمئزاز من قلبى حين صار الكلام يدور الآن على (قبول الآخر) و (التعايش مع الغير) ، أخى فى الله.. هذا الحديث عن قبول (الآخر) موجه لى ولك.. موجه لكل مسلم ومسلمة ، أنا وأنت وكل من ينتمى لهذا الدين مطالبون الآن بعد إنتهاء مرحلة السحل والسلخ بقبول القاتل.. أقصد (الآخر) ، هذا هو خلاصة آلاف الأطنان من الورق ومئات الجالونات من الأحبار النجسة كتبت بها تفاصيل المرحلة الجديدة من الإذلال لأمتنا.. أن نقبل (الآخر).. بمغايرته لفكرنا ومعتقداته الخاصة وحقه فى إختيار الحياة التى يهواها ، بدون إنكار منا وبلا أدنى محاولة لفرض أفكارنا على هذا (الآخر) (بالقوة) ، هذا هو المطلوب فى هذه المرحلة ، ولا أخفى أن هذا الأمر قد أثار فى نفسى حزمة من التساؤلات البلهاء و التى لابد و أن يكون مصدرها جهلى الشديد بما يدور فى عقل خنزير صغير يأكل روثه ، ولكن ربما نفهم شيئا سويا ، أيها (الآخر) من أنت؟!.. من هذه الشخصية (الآخرية) التى نحاصرها بأفكارنا و نرفض قبولها و ننكر عليها معتقداتها و زبالاتها الفكرية ونحاربها إن لزم الأمر لفرض آرائنا عليها؟!.. صفوهم لنا يا من أخزاكم الله ، لا أعلم أى (آخر) تعاملة الأمم بهذه الوحشية الفكرية و العنف العقدى إلا (نحن).. أمة المسلمين ، لا يوجد أى إنسان يتنفس هواء هذه الأرض و يحيا على ظهرها يعامل بمثل هذا النفى و الإبادة إلا صاحب الهوية المسلمة ، فقط أمة المسلمين هى التى تصادر حرياتها ، وتلغى إرادتها ، وتفرض عليها الآراء من غيرها ، وتتجرع رغما عنها ثقافة (الآخر).. فعن أى شئ يتحدثون!.. نحن الذين تفرض علينا حروب (الآخر) و تجفف منابع ثقافتنا و تراثنا بالقوة لصالح فكر هذا (الآخر).. فماذا تريدون منا أيها الهالكون؟.. هذا (الآخر) قتل أبنائنا و إغتصب أرضنا و أذاقنا صنوف العذاب وحوّل ديارنا إلى ساحات للقتال وسلخانات جماعية ، هذا (الآخر) الذى صورتموه فى كتاباتكم كأنه (آخر) ضعيف مسكين ، تلفظه عقولنا وتأباه نفوسنا ، مع أنه هو الذى إقتحم عقولنا بدباباته وأزهق نفوسنا بطائراته ، فمن المطالب بقبول من؟!..
ألا يكفيكم هذا الدمار الذى طال كل شئ فى بلادنا من هذا (الآخر).. أم تريدون أن نموت ونحن نسبح بحمده.. كما تفعلون؟!.. أم ترغبون أن تطير رؤوسنا وعليها إبتسامة الثناء و الشكر لهذا (الآخر).. أم أنه أصابه وأصابكم الهم ّ حين بصق البعض فى وجهه فبكيتم جميعا لأننا لم نقبله (كآخر) ، له علينا حقوق (المؤاخرة) و التى من أهمها ألا نصدر صوتا كريها عند ذبحه إيانا!.. لم لا توجهون دعوتكم هذه إلى أصدقائكم (الآخرين) ليقبلونا و يتعاملون معنا (كآخر) ، فيرحلون عن ديارنا و يكفون عن قتلنا ويتقبلون ديننا و ثقافتنا كثقافة (مغايرة).. لهم كفرهم و لنا ديننا؟! ، نحن لا نرفض أن نتعايش مع الآخرين حتى وإن كانوا ينكحون آبائهم وأمهاتهم ، فهذا لا شأن لنا به ، ولكن فى المقابل هل لنا أن نطلب من هذا (الآخر) أن يقبلنا و يتعايش معنا بشئ (آخر) غير الدبابات و الصواريخ!..
آسف أيها (الآخر).. لن أقبلك حتى تضع السكين من يدك ، لن أتعايش معك حتى تقبل ثقافتى و فكرى وتحترمها إحترامك لمن يعبدون البقر والفئران ، ونحن نعدك ونعاهدك إن أخذت بضاعتك الثقافية إلى بلادك و رفعت يد الوصاية عن عقولنا و تركتنا وديننا أن نفعل معك الشئ نفسه ، ونفكّ عنك حصارنا الفكرى و العسكرى لتعيش آمنا مطمئنا تأكل وترتع كأحسن بعير !
مفروس