المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ظلال تحت التراب



الفارس مفروس
09-18-2005, 09:54 AM
علامة بارزة فى جبين الزمان القادم..
تلك التى ترسمها أيادى الفارغين إلا من شهوات تلوح فى الأفق.. وتداعب خيالات النفس ليل نهار !
مئات الآلاف من الشباب المسلم يهيم على وجهه كالسائمة التى لا يرجى خيرها..
يقتل الوقت بشفرة صنعتها رؤوس الشياطين..
إحترف تفريغ الزمن من أى معنى أو هدف..
تمر به الأيام والسنون لا يعلم عنها إلا أسماءها وربما ترتيبها فى عداد التاريخ !

الترف مرض .. والفقر جنون وأسى..
وبينهما شق عريض يتردى فيه شباب المسلمين بأقسى سرعة..
ومن لم يأكله الفقر بأنيابه اليائسة.. يقتله الترف واللاهدف بحافره المشقوق ..
حياة بائسة على حافة الضياع..
تلوح راياتها خفاقة على رؤوس السياسات الفاشلة.. والإقتصاد المقبور.. والأمل المذبوح !!

لماذا ينزلق الشباب المسلم فى هوة الشك والإلحاد !؟
سؤال يؤرقنى رغم وضوح الإجابة وبيانها كعتمة الليل المظلم !!
نفوس خاوية من الأهداف.. هويات ممسوخة منتكسة.. طاقات تتأجج فى الصدور..
وسماء مفتوحة تبيع القضايا والإنتماء لمن لا هدف له..
والعقول تصيد ما تسد به خرقها الشخصى.. بالمقاس المناسب لهوى لا حد له
فلا قضية تجمعنا.. ولا يقين يملأ النفوس..
ولم يفطم الولد إلا على الإنكسار ورائحة جوارب الأعداء تزاحمهم القرار والوسيلة..
والبنت لم تفهم من جسدها إلا ما تم تعريته إما قهراً أو بخديعة لا أمل فى الشفاء منها..
والويل لمن صاح مطالباً بحقه فى المشاركة.. فى الفهم.. فى التفكير.. فى صنع أهداف الأمة وإختيار الطريق !!

دمار نفسى وخواء عقلى دفع أصحابه إلى الهاوية دفعاً..
فصرنا نسمع ونقرأ فى بلاد الإسلام عن إحتقار الذات والتراث والتاريخ.. لصالح الأعداء ..!
رأينا من يكتب بيراع الشك والحيرة كلاماً لا يعكس إلا خواء النفوس.. وإرتباطها بشهوات من نوع جديد..
إنها شهوات وضلالات بحكم القانون.. فرضت على عقول الناس قسراً.. وأصبح لها مريدين ودروايش حمقى..
إنها (ثقافة المتحضرين) التى تزينت وتطيبت وخارت أمامها كل الحصون..
وفُتحت لها فى سمائنا وعقولنا أخاديد وممرات للسيول لا تغيض ولا تبيد..
تَحقن فى الأفهام من سن السادسة كل الرذائل..
تقتل الإنتماء لدين حبيس مقهور.. ومجتمع لا يبحث إلا عن وسيلة للحياة بأدنى مقومات البقاء !

كلما زادت الهوة بين شبابنا وبين مصنع الأهداف ، كلما إقتربوا من هاوية الشك والضياع فى فضاء العصر المعلوماتى القبيح ..
لم تعد القدوة كافية لعقد خطام الأبناء حولها فى أمان وإطمئنان..
عالمنا يتحدث إليك مباشرة.. خلف حدود الحكومات.. والقرارات.. وقرقعة القيود الحديدية !
يأتى إليك محملاً بما يرواد نفسك التائهة ، ليقطع عليك طريق العودة سالماً.. من الزلل..

حديثهم عن جدليات الوجود.. عبثيات الخلق.. بوهيميات الإختيار !
هروبهم من أبوابنا الموصدة إلى عالم لا أبواب فيه.. عديم الحواجز هشيم الحدود..
لا عجمة فيه ولا إعاقة ، من أى لون أو جنس او عرق..
إنها لغة الخلود فى الدنيا ، ليسيروا فيها بأقصى متعة يملكها أحدهم فى لحظاته القادمة..
دون إلتفات لأى ناعق خلف حدود الهويات..
تتلقفهم الأيادى والقلوب الخبيثة.. لتبدأ معهم تدريجياً..
كيف يتعلم الشك.. وحرق السبيل إلى حياة لا موت فيها ..
والإستغراق فى (اللحظة) .. التى لا يملك سواها.. بعد أن غرقت سفينة الطوفان بمن فيها !!

الحديث عن تشخيص الآفات صار يصيبنى بالغثيان..
الحديث عن مصارع الهالكين من الشباب دون مناقشة الأسباب صار سبباً فى سحق أمل العودة لهؤلاء التائهين إلى أرض الأجداد
كلنا نشخص .. لأن التشخيص حرفة حكماء القهر والظلم..
وما أكثر الحكماء على القهاوى والفضائيات !!
أما الذى يصف العلاج فإما منبوذ سياسياً.. منغلق إجتماعياً.. متلبس بفكر المؤامرة ..
أو فى الحديث.. (إرهابياً) .. !

لماذا إذا دعينا لفتح الأبواب الموصدة دونهم.. لا نسارع إلا بفتح أبواب الجحيم.. !
أما أبواب العقول.. وقيود الألسنة.. ومغاليق الأفهام.. والمشاركة فى القرار.. فتبقى مغلقة إلى يوم يبعثون
هل من لبيب يصرخ !
هل من ثكلى تبعث موؤدة قُتلت !
هل من عاقل يحيى أمة.. من القبور !!