المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : شيفرة دافنشي الرواية العالمية الشهيرة ( نسخة معربة )



السندباد
03-12-2006, 04:06 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إليكم الرواية العالمية الشهيرة
التي كشفت الكثير من الحقائق عن أهل الكتاب
إنها رواية (( شيفرة دافنشي)) لدان براون وهذه المرة باللغة العربية
قام أحد الأخوة جزاه الله خيراً بتحميلها على أحد الروابط ليستفيد منها الجميع
وإليكم الرابط الخاص بالصفحة
http://d.turboupload.com/d/137518/code.rar.html
ومن ثم تضغط على الزر بالأسفل وهو الخاص بالتحميل
Click here to download file code.rar
حجمها 13.22ميغا
تحياتي لكم
ولا تنسونا من دعوة في ظهر الغيب لي ولوالدي بالرحمة والمغفرة
أخوكم السندباد

قرآن الفجر
03-12-2006, 05:43 PM
بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


إليكم الرواية العالمية الشهيرة
التي كشفت الكثير من الحقائق عن أهل الكتاب
إنها رواية (( شيفرة دافنشي)) لدان براون وهذه المرة باللغة العربية









وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
الأخ الفاضل السندباد رواية "شيفرة دافنشي" ليست رواية تبشيرية تحاول اقناع القارئ المسيحي بـ"حقيقة تاريخية" معينة، بل لها موقف "ما بعد الحداثة". حسب هذه الرؤية ليست هناك حقيقة واحدة، بل لكل دين "حقيقة" خاصة به، ولا يهم إن كانت مؤسسة على أحداث تاريخية او اسطورية. فقراءة الكتاب تثقف القارئ وتغنيه بوجهة نظر فنية وتاريخية غير تقليدية، ولكنها قبل اي شيء، بوليسية وترفيهية
بمعنى لم تكشف الرواية شيئاً بل جاءت محملة بالكثير من المغالطات كزواج السيد المسيح من مريم المجدلية وإنجابها منه حسب رؤيتهم طبعاً
اللهم أرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه ... وارنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه

السندباد
03-13-2006, 12:43 AM
[/right]
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
الأخ الفاضل السندباد رواية "شيفرة دافنشي" ليست رواية تبشيرية تحاول اقناع القارئ المسيحي بـ"حقيقة تاريخية" معينة، بل لها موقف "ما بعد الحداثة". حسب هذه الرؤية ليست هناك حقيقة واحدة، بل لكل دين "حقيقة" خاصة به، ولا يهم إن كانت مؤسسة على أحداث تاريخية او اسطورية. فقراءة الكتاب تثقف القارئ وتغنيه بوجهة نظر فنية وتاريخية غير تقليدية، ولكنها قبل اي شيء، بوليسية وترفيهية
بمعنى لم تكشف الرواية شيئاً بل جاءت محملة بالكثير من المغالطات كزواج السيد المسيح من مريم المجدلية وإنجابها منه حسب رؤيتهم طبعاً
اللهم أرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه ... وارنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه


أخي العزيز الفاضل:
أشكرك على مشاركتك التي أثريت بها الموضوع، وأعوذ بالله أن نعتبرها نحن وثيقة تاريخية أو مرجعاً فعندنا والحمد لله ما يكفينا وما يغنينا
وموقفنا من روايات أهل الكتاب تعرفه أكثر مني
ولكن مسألة زواج المسيح عليه السلام من مريم المجدولية أثار شغف الكنيسة والمسيحيين بشكل عام؛ حيث أنه إله على حد زعمهم، وما ذكر في الرواية ينسف هذا الاعتقاد؛ لذلك تم رفض الرواية من قبل الكنيسة، والأعجب من ذلك أن بعض الدول العربية منعت الرواية من التداول بحجة أن فيها إساءة للسيد المسيح عليه السلام، وكل ما في الأمر أنها خالفت ما هو مزروع في أذهان المسيحيين
تحياتي لك
ولي إن شاء الله عودة أخرى لتوضيح بعض الأمور
شكراً لك أستاذي العزيز

قرآن الفجر
03-14-2006, 05:35 PM
أخي العزيز الفاضل:
أشكرك على مشاركتك التي أثريت بها الموضوع، وأعوذ بالله أن نعتبرها نحن وثيقة تاريخية أو مرجعاً فعندنا والحمد لله ما يكفينا وما يغنينا
وموقفنا من روايات أهل الكتاب تعرفه أكثر مني
ولكن مسألة زواج المسيح عليه السلام من مريم المجدولية أثار شغف الكنيسة والمسيحيين بشكل عام؛ حيث أنه إله على حد زعمهم، وما ذكر في الرواية ينسف هذا الاعتقاد؛ لذلك تم رفض الرواية من قبل الكنيسة، والأعجب من ذلك أن بعض الدول العربية منعت الرواية من التداول بحجة أن فيها إساءة للسيد المسيح عليه السلام، وكل ما في الأمر أنها خالفت ما هو مزروع في أذهان المسيحيين
تحياتي لك
ولي إن شاء الله عودة أخرى لتوضيح بعض الأمور
شكراً لك أستاذي العزيز


لم تخضع الرواية للرقابة الكنسية كونها رواية ولم يتم تصنيفها على أنها كتاب ديني مسيحي. لذلك تم رفضها من قبل الكنيسة.
أما عن منعها في الدول العربية، فلا يعني ذلك شيئاً .. فقد بيعت الكثير من النسخ قبل صدور قرار المنع.
عندما تمنع كتب سيد قطب رحمه الله في بعض الدول العربية يكون لا معنى لمنع هذه الرواية أيضاً .. مع العلم أن لا مجال للمقارنة بينهما أبداً.
أختك قرآن الفجر

ابو مارية القرشي
03-14-2006, 05:41 PM
سمعت عن هذه الرواية الكثير ولعلكم تذكرون لنا ملخصا عن موضوع الرواية وطبيعتها

قرآن الفجر
03-14-2006, 07:57 PM
أخذت رواية دان براون «شيفرة دافنشي» من الانتشار والتقريظ أكثر مما تستحقه حبكة بوليسية مثيرة، والسبب موضوعها، فقد اقترب ذلك الكاتب من قدس الأقداس وحاول نسف المسيحية من جذورها لصالح الديانة اليهودية مستخدما رموز تاريخ الفن، أما الإسلام فلا يشار إليه في رواية من ستمائة صفحة إلا ثلاث مرات تخدم الأسلوب الرمزي وتعطيه شرعيته التاريخية. فقبل دافنشي، الذي أخفى الكثير من الألغاز والأسرار في لوحاته وكتبه، بأربعة قرون، قام فيلسوفنا الكندي، كما يقر بذلك المؤلف، باستخدام شيفرات كثيرة في نصوصه بحيث لا يصل المعنى الحقيقي إلا إلى من يفك تلك الشيفرات والرموز.

الرواية مزيج من المخيلة الروائية عن الحقائق التاريخية والدينية.

بدأت الرواية بصفحة بعنوان "حقيقة"، يؤكد فيها الكاتب انه تم العثور في المكتبة الوطنية في باريس عام 1975 على لفيفة اسمها «دوسيه الأسرار» وفيها أسماء أعضاء بارزين من الجمعية السرية المعروفة باسم «رهبانية سيون»، بينهم ليوناردو دافنشي واسحق نيوتن وساندرو بوتيشيلي وفيكتور هيغو. أما المعلومة الثانية في صفحة الحقيقة، فهي ان منظمة طريق الرب الكاثوليكية (أوبس دي)، أكملت مبناها الرئيسي الذي يقع في الرقم 243 في ليكسينغتون أفنيو بنيويورك، بكلفة 47 مليون دولار. وهذه المنظمة مع الرهبانية هما محور الصراع الثنائي في الرواية.

بالإضافة إلى أن جميع الأوصاف الواردة في الرواية للأعمال الفنية وللوحات وللأبنية التاريخية من كنائس ومتاحف هي أوصاف حقيقية دقيقة تبدأ في متحف اللوفر في باريس لتصل في آخر الرواية إلى كنيسة روزلين جنوب أدنبره الإسكتلندية مع المرور على كنيسة ويستمنستر آبي اللندنية التي تبلغ عندها الرواية ذروة عالية من ذروات تطور حبكتها المثيرة لوجود قبر اسحق نيوتن فيها.

يفترض دان براون في روايته أن «رهبانية سيون»، التي ثبت أيضا وجودها التاريخي بالوثائق، ما هي إلا امتداد حديث لجمعية «فرسان المعبد»، التي أنشئت عام 1099 ميلادي، أي أثناء الغزوة الصليبية الأولى التي ذهبت إلى بيت المقدس لتستعيده من المسلمين. وأهمية هذه الجمعية في الأدبيات المسيحية التقليدية انها عثرت، حسب المزاعم، على الكأس التي شرب منها المسيح عليه السلام في العشاء الأخير، ثم جمع فيها تلاميذه دمه.

تلك الكأس التي ظل المسيحيون الغربيون يؤمنون بوجودها الحقيقي، أخفاها «فرسان المعبد» بعد أن أحضروها من بين أنقاض هيكل سليمان في فلسطين منذ القرن الثاني عشر، في مكان ما في أوروبا، ومنذ ذلك الوقت لم تتوقف عمليات البحث عنها لأن من يعثر عليها تكون له سلطة أقوى من سلطة الفاتيكان، وهذا البحث المستمر عن الكأس هو محور الرواية، مع فارق أن الكاتب يحيل الكأس إلى المستوى الرمزي.

يفترض المؤلف أن دافنشي ترك في لوحته رموزا ودلائل تشي بوجود لغز تاريخي خطير يجدر فك شيفرته، وهذا ما يفسر عنوان الرواية "شيفرة دافنشي".

الرواية نموذجا حياً لثنائية الدين والسياسة. تحاول كشف التأثيرات المتبادلة والتفاعلات بين الأديان السابقة للمسيحية وبين المسيحية نفسها، وتحديدا بين الوثنية وبين المسيحية وفيها الكثير من محاولات التشكيك بأسس العقيدة المسيحية.
واللافت أن مؤلف الرواية وظف مقولات مقدسة ومقبولة دينيا إسلاميا ومسيحيا ليسقطها على أحداث وتحولات وصراعات تاريخية ودينية وسياسية.
وتحاول الرواية عبر شخوصها وأحداثها وعقدها، عرض أفكار تناقض العقيدة المسيحية الحالية على نحو جوهري، بل إنها تنسف أحيانا بين سطورها حقائق عقدية غاية في الأهمية.
قصة الرواية!
قصة الرواية تحكيها مجموعة شخصيات رمزية غير حقيقة تبدأ في متحف اللوفر وبنفس بوليسي للوصول إلى حقائق تاريخية مدفونة، تسلط الضوء على جماعة دينية تدعى جمعية "سيون" الدينية التي تثير بمعتقداتها الكثير من الإشكال حول صحة معظم معتقدات المسيحيين، ويعد ليوناردو دافنشي أحد أبرز أعضائها.
التسلسل البوليسي لجريمة قتل في اللوفر تتطور لسرد تاريخي حول هذه الجمعية التي يعد القتيل أحد أفرادها لتعود بنا إلى تاريخ قسطنطين الذي يعتقد "السيونيون" أن المسيحية دخلت منعطفا تاريخيا عندما تنصر الإمبراطور قسطنطين، وأدخل تعديلات خطيرة على المسيحية، مخالفة لسياقها وانتمائها الأصلي لسلسلة الديانات والرسل من قبيل ألوهية المسيح. وأن المسيحية الحالية هي مسيحية من صنع قسطنطين وأن المسيحية الحقيقة هي ما يؤمن به هؤلاء "السيونيون".
وتعرض القصة من خلال سردها للأحداث لكثير من المعتقدات التي تشكل خطا أحمرا بالنسبة لمسيحي اليوم على اختلاف طوائفهم، ومثال ذلك أن المسيح باعتقاد جماعة "السيونيون" رجل عادي تزوج من مريم المجدلية، وأنجب منها بنتا سميت "سارة" وأن ذريتها الملكية باعتبار أن المسيح من ذرية داود وسليمان باقية حتى اليوم"..
وإن وظيفة أعضاء جمعية سيون حماية هذه الأسرة الملكية من نسل المسيح ومريم المجدلية والحفاظ عليها. وكتمان السر حتى يحين الوقت الملائم لكشفه.
وبالعودة لأحداث القصة فإن "سونيير" مدير متحف اللوفر هو آخر رئيس للجمعية، وهو أيضا من هذه السلالة الملكية.
القصة تعرض وتبشر بـ "المسيحيين الجدد" وهؤلاء المسيحيون (الجدد) بحسب السرد التاريخي الذي امتزج بالروائي في "شيفرة دافنشي" هم "السوينوين".
"السيونوية " .. والمسيحية الوثنية!
والسيونية التي تعرض لها الرواية تبدو مزيجا من الوثنية والمسيحية فهي تؤمن بالمسيح وتعتقد بأتباعه، وتعتقد أيضا ببشريته وبالمعتقدات السابقة للمسيحية.
وردت في الكتاب أيضا أمور تشكك في مجمل الاعتقاد المسيحي، كقول مؤلفه إن 25 ديسمبر هو عيد ميلاد الإله الفارسي "مثرا" الذي يعود إلى ما قبل ميلاد المسيح. وإن الهالات التي تحيط برؤوس القديسين هي أقراص الشمس المأخوذة من المصريين القدماء.
وإنه في البداية كان المسيحيون يتعبدون يوم الشبط، أو السبت اليهودي، ولكن قسطنطين غيَّر اليوم ليتوافق مع اليوم الذي يقوم فيه الوثنيون بعبادة الشمس Sunday.

وإن مدينة "نيقية" هي التي شهدت، عن طريق التصويت الذي شارك فيه كهان مسيحيون، ولادة فكرة أُلوهية المسيح وغير ذلك من الأسس الأخرى.
ورأى قسطنطين أنه يجب اتخاذ قرار حاسم، إذ قرر عام 325 توحيد الإمبراطورية تحت لواء دين واحد هو المسيحية، لكنه أنشأ دينا هجينا مقبولا من الطرفين، وذلك بدمج الرموز والطقوس الوثنية والمسيحية معا.
وتنسف الرواية حقائق عقدية مسيحية غاية في الرسوخ من قبيل أن ألوهية المسيح حاجة ملحة وضرورية للسلطة السياسية تم اعتمادها كضرورة فقط.
والمثير ما تقوله الرواية من أن قسطنين أمر بإنجيل جديد أبطل الأناجيل السابقة التي تتحدث عن إنسانية المسيح وبشريته وجمعها وحرقها كلها.

ضمن أجواء غامضة يدور بحث البروفيسور لانغدون أستاذ علم الرموز الدينية في جامعة هارفرد عن سرّ الرسالة التي تركها جد صوفي خلف لوحة ليوناردو دافنشي "مادونا أوف ذا روكس" والتي كانت حلقة أخرى تضاف إلى سلسلة من الرموز المرتبطة ببعضها البعض، حيث كان جد صوفي سونيير ذا ولع شديد بالجانب الغامض والعبثي لليوناردو دافنشي. وفي الوقت ذاته كان اهتمام البروفيسور لانغدون وولعه شديداً بالرموز الدينية وبفكها، فكتبه حول الرسومات الدينية وعلم الرموز جعلت منه معارضاً مشهوراً في عالم الفن حتى غدا حضوره قوياً وشهرته واسعة وخاصة بعد تورطه في حادثة في الفاتيكان، تلك الحادثة أخذت أبعاداً إعلانية إلى درجة جعلت أهل الفن مهتمين به إلى أبعد الحدود. ينطلق لانغدون وصوفي في رحلة بحثية تمر في شوارع روما متوقفة عند كاتدرائياتها مروراً إلى باريس متوقفة عند متحف اللوفر في رحلة مشوقة لمعرفة سر رسالة جد صوفي والتي فتحت آفاقاً إلى اكتشاف سر الفارس المخلد في قصيدة دونت ضمن تلك الرسالة وذلك ضمن أجواء بوليسية.

قرآن الفجر
03-14-2006, 08:02 PM
مآخذ على الرواية

1ـ فشل المؤلف في الإشارة إلى ماهية طقس الجماعة الأخوية لست مرات ، وكان يعود إلى ذكره على لسان صوفي بذات الطريقة تماما ومن غير تغيير في جميع المواضع ، كما إن رجوع صوفي ودخولها لتشهد الطقس وعدم اكتشاف أحد من الجماعة السرية لوجودها كان مفتعلا ، فكيف لجماعة في منتهى السرية أن تترك الأمر خاضعا لإمكانية حدوث مصادفة لا تحتاج إلى الكثير لتتأكد كواقع ، وينسحب هذا على وجود القبو ذاته واكتشاف صوفي المتأخر له رغم انها نشأت في المكان كان عجزا في توفير مكان آمن لممارسة طقس الأخوية .

2ـ مشهد محاولة اعتقال لانغدون في اللوفر كان فائضا كما ان شخصية الشرطي كانت متهافتة وقلقة، ولا يقل عنه تهافتا تهديد صوفي له والاستيلاء على سلاحه، ولقد تورط المؤلف بهذا الموقف مرة أخرى عندما اضطر إلى صناعة مشهد يمثل الشرطي القلق في مواجهة المحقق من الشرطة القضائية ( بيزو ).

3ـ المصادفات والشخصيات التي تطفو فجأة على السطح كلما شعر بأن الحبكة توشك أن تنفرط محدثة صخبا معرفيا أجوف، وابلغ مثال هو ظهور شخصية ( تيبينغ ) وبزوغها المريب في ذهن لانغدون وهما يواصلان فرارهما في عربة البنك المسروقة ،
لم يحتج السيد لانغدون إلى اكثر من أن يغمض عينيه ليتذكر أن صديقه الإنكليزي عالم بريطاني كرّس حياته للبحث عن الكأس المقدسة أيضاً وجعله سليلاً لأولى الدوقيات ويمتلك ثروة توازي ثروة بلد صغير لكي لا يجعله عرضه لشراء الذمة والأسوأ من كل هذا انه اكتشف بعد أن بزغ الرجل (من القوة إلى الفعل) وصار من بعض الرواية، انه لا يبعد عنهم اكثر من عشرين دقيقة.

4ـ الفصل الذي يتناول رموز الكأس المقدسة ومحاولة اقترانها بالأنثى ، أمر لا يمكن أن يخفى على صوفي التي هي عالمة فك شيفرة كما طرحها المؤلف في روايته ، وذات الأمر ينعكس على الرمز الذكري. لقد أمعن المؤلف في إذلال صوفي وجعلها في مهمة شاقة لممارسة الدهشة طوال الفصل وكأنها طالبة فاشلة في المرحلة المتوسطة وليست عالمة.

5ـ مشهد عامل المقسم في الفصل 59 واستدراكه على اتصال القس كان يفتقر إلى الضرورة ولا مبرر له ، ولقد تكرر في هيئات أخرى على امتداد الرواية.

6ـ إشارته إلى إيزيس ، كان يجب أن يحوّلها إلى عشتار ،فهي ذاتها عشتار (الأنثى المقدسة). ومعروف أن عشتار دخلت في المعجميات المختلفة بمسميات كثيرة منها ( استير , واستار ، وستار أي النجمة (وهي من ثيمات الرواية الأساسية ....).

7ـ تحدث عن الطبيعة الواحدة والطبيعتين للسيد المسيح وكان عليه الإشارة إلى أهم انشقاق كرسته المجامع المسكونية وتخصيصا الخلاف الذي هو اكثر وضوحا في الكنيسة الشرقية وانقسامها إلى (نسطورية ويعقوبية) متلازمة مع طبيعة الخلاف على ناسوتية السيد المسيح والطبيعة الإلهية البشرية فيه.
ويمكننا أن نجد الخلاف اكثر وضوحا بين نصارى العرب في دولة المناذرة النسطورية ودولة الغساسنة اليعقوبية وضرورة التأكيد على أن الحروب التي نشأت بينهما كانت ذات طابع لاهوتي يغذيه الخلاف على طبيعة السيد المسيح .

8ـ يتحدث ( براون ) عن الرياح التي تعصف بقوة خارج قصر سليل الدوقية (تيبينغ)، ومع هذا وجد سيلاس شباك القصر مفتوحا وتسلّل إلى الداخل.
لا يمكن تصديق مروية كهذه ، فلقد أسهب في الحديث عن مرض سليل الدوقية، ولم يكن ريمي قد عرف بالأمر بعد، وهذا ما يمنحنا إياه السياق الروائي.

9ـ جعل الرجل العاجز ( تيبينغ ) يرفع حجر المفتاح الثقيل بيده اليسرى، في الوقت الذي عجز عن حمله مدير البنك السويسري الذي اضطر إلى التخلي عن مسدسة ليقوم برفعه بكلتا يديه مما مكن لانغدون وصوفي من السيطرة على الموقف.

10ـ تحوّل شخصية (ريمي) خادم الدوق إلى عميل بلا ذمة وبشكل مفاجئ وتحريره لسيلاس، لم يأت إلا بعد أن فشل براون في خلق مناخ مناسب لإطلاق سراح سيلاس ضمن سياق الرواية.

11ـ ممانعة خادم الكنيسة الانجيلكانية وممطالته في دخول تيبينغ وصوفي ولانغدون ليست هناك من أسباب تدفع إليه سوى رغبته بإطالة الرواية وإضافة أحداث عرضية لا تنتمي إلى جوهر أحداثها ، لأننا ندرك تماما أن الخادم سيذعن أخيراً.

12ـ ماذا يفعل المؤلف ليجعل (سيلاس وريمي) يدخلان إلى الكنيسة؟
فجأة منح صبي الهيكل ذاكرة نسيانية ، اذ نسي إقفال الباب خلف زائريه المراوغين ، ودون أن يمنح الفعل توطئة تقود إليه وعموما فلقد راهن براون كثيرا على نسيان شخوص روايته.

13ـ رواية الدم الملوكي الأزرق فيها قيّم اللوفر ورجل الأخوية السرّية صوفي ، حفيدته والعالمة ذات الدم الذي بدأ يزرقّ كلما تقدمتُ في القراءة لانغدون ، عالم الرموز وخريج هارفارد اسقف اديوس داي مجموعة من كرادلة الفاتيكان واساقفتها وقساوستها المتنفذين
مدير البنك السويسري ورجل (الرولكس) ورجل الشرطة القضائية الأول (بيزو) والذي يملك التأثير في الإعلام ووسائله المختلفة وبالمقابل لا نجد سوى (سيلاس وريمي) ، وهما محض رجلين أحدهما يتحرّك على امتداد الرواية كالمنوم بدوافع لاهوتية غامضة , والآخر باع وليّ نعمته وصار يطارده بلا شفقة.

14ـ أما ما لا يمكننا تبريره هو وجود بيزو على الطرف الآخر من التلفون ليرد على مكالمة صوفي بشأن الإبلاغ عن اختطاف سليل الدوقية. كيف يمكنه أن يسقط في مثل هذا الفخ
كيف للشرطة البريطانية تسليم قيادها لرجل الشرطة القضائية الفرنسية؟ رغم أن المكالمة تمت من لندن.
الذي يشدّ انتباه القارئ أيضاً الجهد الدائب من أجل فك الرموز السرية للعثور على مكان الكأس، ثم التقطيع المدهش للأحداث، والتوازي بينها، والدفع بمعلومات تاريخية في تضاعيفها، فالقارئ موزع بين الحركة السردية البارعة للشخصيات ليلاً والمعلومات التي تكشف شيئاً فشيئاً من خلال الحوارات، وفك الشفرات المستغلقة، وفي النهاية يجد القارئ نفسه أمام كشف كبير لقضية دينية – أسطورية استأثرت باهتمام إلى درجة يعتقد كثيرون أنها حقيقية.
المادة الأصلية للرواية صعبة، ومعقدة، وجافة، لكن عملية عرضها ظهرت بجاذبية ورشاقة، فليس معرفة الحقائق فقط هو الذي يهيمن على القارئ، إنما مصائر الشخصيات، وتداخل الأحداث، وسرعة الإيقاع، الذي جعل منها رواية ضخمة محط اهتمام أعداد متزايدة من القراء.

رواية "شيفرة دافنشي" ليست بحثا علميا في تاريخ الكنيسة، بل رواية أدبية تأتي ضمن الأدب البوليسي والرومانسية. وهي عبارة عن مزيج بين الخيال الأدبي والحقائق التاريخية، منها الثابتة ومنها الغامضة أو الأسطورية. ترجمتها العربية ضعيفة .. احتوت على العديد من الألفاظ العامية.

ابو مارية القرشي
03-15-2006, 02:09 PM
جزاكم الله خيرا وبارك فيكم أختي الكريمة
حقيقة تحليل ونقد رائع جدا وقد استفدت منه كثيرا.

السندباد
03-15-2006, 05:08 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
ألف شكر لك أختي الفاضلة (( قرآن الفجر )) وجعل الله ما ذكرتيه من حقائق في ميزان حسناتك، ولا أخفيك فالآن أجهز بحثاً مصغراً حول الرواية سأضم إليه ما نثرتيه هنا إن شاء الله، وأحب أن أذكر أن الصحفي (( عبد الناصر )) كتب في موقع دروب مجموعة من الهوامش حول رواية شفرة دافنشي أحببت أن أنقله لكم حتى تعم الفائدة بإذن الله تعالى:

*** *** *** *** ***
تقديم:
أحاول في هذه الهوامش أن أشرككم في بعض الهوامش التي اكتبها على جوانب صفحات الكتب التي أقرأها، وهي بكل تأكيد هوامش شخصية، بعضها يتحول الى قراءات نقدية، أو تعليقات، وبعضها ينام داخل الصفحات منذ سنين.
لن أبدأ بأثر رجعي، فهذه مهمة تطول ولكن سأبدأ من حيث أقرأ هذه الأيام، لقد انتهيت للتو من “شيفرة دافنتشي” لدان براون وترجمة سمة محمد عبد ربه وإصدار “الدار العربية للعلوم”.
منذ سنوات تعلمت أن أتحاشى قدر ما أستطيع كل إصدار تثار حوله ضجة، لأن الضجة مصدرها من يحملون الطبول والمزامير ويردحون ليل نهار في أغلب الأحيان للترويج لهذا الكتاب أو ذاك لأسباب تجارية أو غيرها من الأسباب المعروفة. تعلمت ان ضجيج الردح والمزامير تصم الأذن وتدفعك لترك برامجك في القراءة والمتابعة، وبعد أن تخلص من قراءة ما فرض عليك تعض أصابع الندم، ولكن بعد ضياع الوقت في مكانه الخطأ
مثل النار في الهشيم انتشر خبر اصدار هذه الرواية، وكيف انها منعت في لبنان والقاهرة وأن الكنيسة في أوروبا و أمريكا ترفع قضايا لمقاضاة كاتبها …الخ . لماذا ؟ لأنها تفضح المسيحية (؟) وتنتقد الكنيسة. وكنت قبل فترة مسافرا من الدمام إلى مكة، ولفت نظري في مطار الدمام على الأقل راكبين أو ثلاثة منمهمكين في قراء الرواية الضخمة بكل شغف. في مطار جدة كان المنظر مشابها، ومع ذلك كنت متشبثا بموقفي حتى وصلت مكة و حططت رحالي في أحد فنادقها وكان المشهد أمامي كلما نزلت الى بهو الفندق، رجل بحليته الطويلة منهمكا في قراءة الرواية، وآخر (على طاولة أخرى) يحملها بين يديها ويتحدث الى نفر ممن هم حوله عن الرواية، وكنت استمع الى الحديث الدائر ولمحني المتحدث فابتسم وكأنها دعوة لمشاركتهم حفلة الشاهي والحديث على الرواية، ولكن بقيت مستمعا عن بعد حتى سمعت صوت صغير العائلة فعرفت ان الوقت قد أزف للخروج من الفندق. في هذه اللحظات قررت التغاضي عن قراري القديم في عدم الجري خلف حفلات الزار والطبول التي تدفع مصاريفها دور النشر للترويج لهذا الكتاب أو ذاك.
والآن ها قد انتهيت من قراءة 500 صفحة. هل هناك ما يستحق كل هذه الجعجعة؟ السؤال “الطعم” الذي جعل السباق محموما على مكتبة جرير وغيرها لاقتناء نسخة من الكتاب، ألا وهو: هل صحيح أن الكتاب انتقد الكنيسة وعرى المسيحية؟ وهو سؤال جمالي بقدر ما هو مضموني (أي مضمون أو رسالة النص). وربما تكون هناك بعض الوقفات مع بعض اللقطات الجمالية في النص (من و جهة نظري كقاريء طبعا) والمتعلقة بأسلوب السرد (وبالتأكيد لن تكون الترجمة واحدة منها، فأخطاء الترجمة مأساة ما بعدها مأساة ويكفي عنوان الرواية “شيفرة …”) ولكن هذا أمر ندعه للمتخصصين في شؤون اللغة العربية. ولكن دعونا نعود الى السؤال الأول: هل صحيح أن الكتاب انتقد الكنيسة وعرى المسيحية؟ أو بمعنى آخر انه انتصر لنا نحن المسلمون (وان لم نقلها صراحة).
ورأيي هو انه ليس كذلك.
كيف؟
نعم، لا أعتقد بأن الرواية كانت تنشد نقد المسيحية فقط، ولهذا تكالبت قوى المسلمين في قراءة الكتاب، وكأننا نردد بيننا وبين أنفسنا “وشهد شاهد من أهلها”.
يبدو لي بأن الرواية أثارت التساؤلات الشكية حول كل الديانات السماوية (اليهودية والمسيحية والإسلام) بلا استثناء. هل هذا الكلام من أمهات أفكاري كقارئ ومن ثم يمكن للقاريء الكريم القول بأني أحاول تأويل إشارات الرواية/النص إلى ما لا تعنيه ولا تتعرض له؟. ربما ، ولكن أنا أحاول الإدعاء بان ما سأقوله هو كلام ليس من العدم، بل هو كلام يولد من رحم النص الى فضاءه الخارجي، هذا الفضاء المنفتح الذي يتطلب من المتلقي لا أن يفتح عينية فقط لكي يقرأ، بل عليه أن يفتح عقله وذاكرته واذنيه وأنفه وكل حواسه التي وهبها الله له. بمعنى أن هناك ماهو مسكوت عنه، ولكنه مسكوت يصرخ بشكل حاد جدا.
ترى ما هي تلك النصوص التي يمكن اعتبارها (ليست إشارات رمزية) بل إشارات ضوئية (حمراء وخضرا وصفراء وحتى بعض الأحيان اشارات صوتية على طريقة تلك الى توضع في السيارات حين تتجه الى الخلف) تحدد مسار القراءة لإحداث نوعا من الربط بين الديانات السماوية كلها؟ بعض هذه النصوص مباشرة (ورد فيها اسم القرآن أو الإسلام) وأخرى غير مباشرة.
أول النصوص المباشرة استوقفني في الصفحة 142 يقول فيه:” فالنساء اللواتي كن يوما نصفا أساسيا في التنور الروحي والديني طردوا اليوم من معابد العالم. فلا توجد اليوم حاخامات يهوديات ولا كاهنات كاثوليكيات ولا شيخات مسلمات، والاتحاد الجنسي الفطري – بين الرجل والمرأة والذي يكتمل من خلاله كل منها ليصبح كلا روحيا واحدا – الذي كان يوما فعلا مقدسا، تغير مفهومه وأصبح فعلة مشينة. و رجال الدين الذين كانوا يوما يأمرون بالاتحاد الجنسي مع الأنثى التي تكملهم للتقرب من الرب، خافوا اليوم من حاجاتهم الجنسية الفطرية ونظروا اليها على أنها عمل من الشيطان بالتعاون مع شريكه المفضل … المرأة”. نلاحظ هنا كيف قام الكاتب بعملية الربط بين الديانات الثلاث بشكل مباشر وصريح.
وثاني هذه النصوص المباشرة ورد في الصفحة 379: “ان الانجيل قانونا أساسيا يسير على نهجه ملايين البشر في الكرة الأرضية، والحال نفسه في القرآن والتوراة وكتاب الهند القديمة، فيه تهدي الناس الذين يتبعون الأديان الأخرى. واذا قمنا، أنا وأنت، بالكشف عن وثائق تناقض قصصا مقدسة رويت في الديانة الاسلامية واليهودية والبوذية والوثنية، فهل نفعل ذلك؟ هل نعلن الحرب على البوذيين ونقول لهم أن بوذا لم يأت في الحقيقة من زهرة لتوتس؟ أو أن المسيح لم يولد من أم عذراء فعلا؟ ان أولئك الذين يفهمون دينهم حقا، يعرفون ان كل تلك الروايات هي روايات رمزية”. هنا نلاحظ أن الكاتب ربط بين الكتب السماوية الخاصة بالديانات الثلاث، وكيف يحدد بأن الروايات التي تشملها كل الديانات هي في حقيقتها روايات رمزية بمعنى الغرض منها توصيل القيم الدينية بأسلوب السرد ا لقصصي، وهو المفضل لدى الغالبية العظمى من الناس.
إذن قراءة هذه الرواية على أساس إنها تتعلق بالمسيحية (لمن يعتقدون بتلك الصيغ من القراءة)هي رؤية بحاجة إلى توقف وإعادة نظر لتكون زاوية الرؤية أكثر انفتاحا وأكثر شمولا للمشهد الديني والإنساني على السواء. قراءة عليها أن تدخل في النص ماهو مسكوت عنه. كيف؟
يبدو لي بأن الأسئلة والإشكاليات التي طرحتها الرواية هي نفسها الموجودة لدى أتباع الديانات السماوية من المسلمين والمسيحيين واليهود. بكلام آخر حين يقرأ القارئ المسلم مقطعا ما (في هذه الرواية) متعلقا بالمسيحية فان عقلة ووعيه المعرفي والثقافي يقفز إلى سؤال آخر متعلق بمعتقدات الديانة التي ينتمي هو إليها، فيشعر بشكل لا إرادي بان قناعاته ومعتقداته الدينية هي أيضا محل تساؤل (مسكوت عنه/غير مباشر/على طريقة إليك أعني واسمعي يا جارة) لا يقل أهمية وخطورة عن ذلك الكلام المكتوب والذي يتراقص أمام عين القارئ، وما هو في الحقيقة الا تراقص البحث عن الحقيقة الغائبة التي ما زال الانسان يبحث عنها منذ ولادته الأولى.
اذن يبدو لي أن هناك عملية ربط بين الديانات الثلاث، وأنا هنا لا أحاول رصد كل الاشارات التي وردت في النص ولكني أكتفي ببعضها على أساس أن النص هو لحمة واحدة، وعلى القاريء الكريم رفض أو قبول ما أستدل به أنا هنا من خلال الرجوع الى النص وقراءته بنفسه.
والنقطة الأخرى تتعلق بما في النص من صور تدفع بالمتلقي الى المقارنة بين ما يقرأ وبين واقعه الديني والاجتماعي المعاش. ترى ما هي تلك المقاطع التي حين يقرأها عقل المسلم تثير أسئلة ذات علاقة وثيقة بالتاريخ الديني للإسلام؟
لنتوقف الان عند بعض المقاطع التي حين يقرأها المسلم تستثير في ذاكرة حادثة اسلامية شبيهة بتلك الحادثة.
في الصفحة 141 نقرأ المقطع التالي: ” ان تعاليم عبادة الآلهة الخالدة ترتكز على معتقد يقول ان هناك رجال متنفذين وأقوياء في الكنيسة الأولى “خدعوا” العالم من خلال نشر أكاذيب حطت من شأن المرأة ورجحوا بذلك كفة الميزان لمصلحة الرجل”. هذا كلام جعل بعض مقالات الصادق النيهوم بهذا الخصوص تبرق في الذاكرة، بخصوص مفهوم “الكلالة” وكيف تم تفسيرها لصالح الرجل. وكذلك كتابات بعض المؤرخين الاجتماعيين الذي تحدثوا عن الدور الكبير الذي لعبته امهات المؤمنين بدء من السيدة خديجة وعائشة والى بنات الرسول صلى الله عليه وسلم. هذا الدور تم تغييبه بشكل كبير تماما مثلما فعل رجال الكنيسة المسيحية، وصار الدين والمجتمع رجوليا/أبويا بشكل كامل.
ومقطع آخر على الصفحة رقم: 136 يقول فيه: “فعلى مر العصور حددت مفاهيم الذكر والأنثى جهتين، فاليسار هو الأثنى واليمين هو الذكر وبما أن دافنشي شديد الاعجاب بالمباديء الأنثوية، لذا جعل الموناليزا تبدو أعظم من الجانب الأيسر”. تصور نحن نرفع من أمر اليمين في كل شيء، نأكل ونشرب بها، نصافح بها، ندخل كل مكان مبتدئين بالرجل اليمنى من الحمام الى غرفة النوم … وبالمقابل نحن نستخدم اليسرى لكل الأمور الأقل مكانة، هل لكل هذه المعتقدات والممارسات اليومية علاقة بمثل هذا المفهوم؟
مقطع ثالث ورد على الصفحة 260: ” فآثار الدين الوثني في الرموز المسيحية شديدة الوضوح ولا يمكن نكرانها. فأقراص الشمس المصرية أصبحت الهالات التي تحيط برؤوس القديسين الكاثوليكيين، الرموز التصويرية لايزيس وهي تحضن وترضع طفلها المعجزة حورس أصبحت أساس صورنا الحديثة لمريم العذراء تحتضن المسيح الرضيع. وكل عناصر الطقوس الكاثوليكية مثل تاج الأسقف والمذبح والتسبيح والمناولة وطقس “طعام الرب”، كلها مأخوذة مباشرة من أديان قديمة وثنية عامضة”. ذكرني هذا المقطع بما ذكرة المفكر العراقي عزيز السيد جاسم في أحد كتبه عن الامام علي،كرم الله وجهه، كيف ان صور الأئمة تزين الجدران في البيوت العراقية، وصار يشرح كيف ان الرموز المصاحبة لتلك الصور هي مأخوذة أصلا من الحضارة الفارسية السابقة للاسلام.
النص به الكثير ولكنني سأكتفي بهذه المقاطع الثلاثة. ولكن السؤال الذي يطرح نفسه هل يستطيع المفكر أو الفنان أن يؤرخ لفكر أو دين اعتمادا على لوحة فنية تفصل بينها وبين الحدث مئات السنين، كما فعل صاحب شفرة دفنشي؟
هذا طبعا يعتمد على كيف ينظر القاريء الى “منطق” هذا النص. فهناك من قالوا بانه رواية، أي انه عمل فني وم ثم مقاربته يجب أن تكون كعمل فنيى وليس ككتاب تاريخ. وهناك من اعتبره توثيق تاريخي صيغ على شكل روائي لأسباب كثيرة يأتي على رأسها امكانية تهرب الكاتب مما يقوله تحت ستار العمل الفني …الخ. على أية حال، أجمل ما في الأدب والفن هي قدرة النص على الانفتاح بعدة وجوه تقارب عدد القراء، وكل قراءة هي صحيحة طالما استطاع المتلقي أن يجد الربط المنطقي من داخل النص و ما حوله قريبا وبعيدا.
بالنسبة لي تنطلق الاجابة مما يفرضه “منطق النص” ذاته، فماذا أراد النص أن يقول للمتلقي؟ وهل وفق في توصيل تلك الفكرة أم لا؟ النص أراد أن يقول أن أصل الديانات أنثوي ولكن الرجل سرق هذه الحقيقة وأدخل المرأة الى السجن. كيف كانت اللعبة الفنية التي ناور بها براون لتوصيل هذه الفكرة، وهل بالامكان اعتبار لعبته أو مناورته التوثيقية، البوليسية، الفنية عملا أدبيا ناجحا أم لا؟
رأيي في هذه النقطة سيكون موضوع هوامش -4.
كيف كانت اللعبة الفنية التي ناور بها براون لتوصيل هذه الفكرة، وهل بالامكان اعتبار لعبته أو مناورته التوثيقية، البوليسية، الفنية عملا أدبيا ناجحا أم لا؟
أي عمل روائي بالاساس هو حكاية أو قصة ممتعه، يأتي الروائي ليحكيها للقراء/المتلقين بأسلوب جاذب أو منفر اعتمادا على مجموعة من العوامل والصيغ السريدة المعروفة أو تلك المستجدة على يد هذا الكاتب. وبقدر ما تكون في هذه الصيغة السردية من تشويق واثارة وشد الى المتلقي (تجذب القاريء لمجالستها كما جذبت شهرزاد مستمعها الى أطول قدر ممكن من الليالي حتى يبادرها الصباح وتسكت عن الكلام المباح) يكون الحماس والتواصل مع القراءة حتى نهاية النص.
حكاية السيد بروان بكل بساطة هي انه في متحف اللوفر بفرنسا يوجد شخص يدعى جاك سونيير، وهو رجل كبير في السن، وهو أحد القائمين على المتحف، وله اهتمامات معروفه في الفن وتاريخ الديانات، وهو فوق ذلك قائم على المتحف. هذا الرجل توفي ابنه وزوجة ابنه في حادث سيارة وتركا بعدهما ولدا وبنتا. بعد الحادث (الذي يفهم منه انه كان مدبرا لقتلهما) يقرر الجد أن يأخذ حفيدته (صوفي) معه ليربيها، وتختفي الجدة لتأخذ معها حفيدها لتربيه. تتعلم الفتاة في كنف جدها الكثير من الأساليب التي ستساعد في حبكة الحدث، فهي صارت تمثل ذاكرة الجد.
الجد يريد ان يعيد الحفيدة المقدسة الى جدتها واخيها في مكان ما في بريطانيا، وحتى يوصل الحفيدة أدخل القاريء في عوالم معرفية وتاريخية مثيرة من فن تشكيلي الى متاحف وكنائيس وتاريخ ديانات ومكتبات على مدى 500 صفحة تقريبا، و بدون أن يعرف القاريء بأنه يريد ايصال الفتاة الى جدتها. حين كانت حفيدته (صوفي) في العاشرة وقع حادث لوالد ووالدة الحفيدة توفي على أثرها الوالدين، فقرر الجد والجدة أن يأخذ هو البنت وتأخد الجدة الصبي ويقوما على تربيتهما منفصلين. وحين شعر الجد بأن حياته في خطر(من قبل منظمة تحاول الحصور على الكأس المقدسة) حاول أن يتحدث مع حفيدته التي قاطعته بشكل كامل لمدة عشر سنوات. الأمر المثير انها يفترض ان تكون من السلالة المقدسة، سلالة المسيح الوارثة للدماء المقدسة، المسيح الذي غفر حتى لمن عذبوه وصلبوه (؟) ولكن سليلة هذه الدماء لم تغفر لجدها على مدى عشر سنوات، بل لم تتحدث حتى معه لتسأله عما رأت، وكيف ولماذا؟ وهي أبسط أمور النضج في الفرد والحضارة. هنا يتضارب منطق السلالة المقدسة في القيم والأخلاق ومنطق الراوي الذي يهدف الى زرع المزيد من الاثارة على حساب المنطق الاساس للحكاية، أو بالأحرى ما بنيت عليه الرواية، وهو تأكيد تاريخية المرأة الآلهه التي عجنت من خلال علاقة المسيح بمريم المجدلية.
باختصار، الحكاية ممتعة و مشوقة ومغرية للمتلقي بمتابعة القراءة، وهي فوق ذلك مليئة بالمعلومات المعرفية وقراءات تحليلية للوحات فنية ومعالم عمرانية ..الخ وهذه أمور واضحة لكل من قرأ الرواية أو من قرأ عنها. ولكن هل كل هذه العناصر تجعل منها أدبا مثيرا. بالنسبة لي لا أعتقد ذلك. لماذا؟
حين أتذكر بعض الروايات التي قرأتها سواء العربية منها أو الأجنبية حتى تلك المعروفة “الخبز الحافي” بتصويراتها للعفن الاجتماعي تبقى في الذاكرة، وتذكر الانسان بقذارة بعض الممارسات، ولكن حين نتذكر الأدب الرفيع وتبرز الشيخ والبحر لهمنغواي، على سبيل المثال، أو العقبة الحديدية لجاك لندن (على الرغم من كونها رواية أيدلوجية)،
((( وأنا أضيف ساحر الصحراء ، روايات أحلام ، الحب في المنفى ..)))
حين نعرف أن أي من هذه الأعمال لم تجمع اسطولا من المؤرخين والخبراء في كل مجال، لقد كتبها مبدع واحد، ومع ذلك تحلو وتستجد في كل مرة نعيد قراءتها، وتبرز مفاتن ومباهج جميلة مع كل اعادة للقراءة، وأنا متأكد بأن لدى كل قاريء أمثلة كثيرة من هذا النوع من الأعمال الأدبية التي تعطي الانسان نفحا روحيا وقوة معنوية غير طبيعية مع كل قراءة. فهل قدمت شفرة دفنشي شيء من هذا النوع؟ بالنسية لي أقول: كلا لم تفعل، فبمجرد انهاء القراءة الأولى لم أشعر بالرغبة في معاودة تصفحها اللهم بغرض الحديث عن هذه الهوامش التي دونتها أثناء القراءة.
والأكثر من ذلك حين أتذكر صورة شخصية محورية في هذه الرواية، الا وهي “صوفي” فلا أرى أي وهج لتلك الشخصية بتاتا، شخصية كل ما فعله جدها هو تعليمها فك الرموز والألغاز، فكان دورها لا يختلف عن دور جيمس بوند النسائي. أي انها جهزت لتساعد في فك الشفرات وليس في نقل رسالة روحية أو انسانية على ما يبدو. هل هذه هي الشخصية التي يفترض أن تحمل سلالة الدم المقدس؟ أين هي القيم الروحية التي يفترض أن تقدمها؟ لقد تم استهلاك عقل هذه الشخصية في ملاحقة رموز وحروف وأرقام وشفرات استهدفت تشويق القاريء فكانت صوفي مجرد عنصر باهت في اللعبة الفنية.
لعب الكاتب بذكاء الى رفع حس الفضول لدى القاريء في أكثر من زاوية، ولكن من أهم الكور(جمع كرة) التي بقيت تتراقص في يدية ويحركها أما عين وعقل القاريء كانت قصة الرسائل التي أرسلها جاك الى حفيدته على مدى عشر سنوات، وكان عقل القاريء يسرع بشغف الى تصفح الرواية حتى يصل الى تلك اللحظة التي ستأتي وتكشف صوفي محتويات هذه الرسائل، ولكن الرسائل لم تفتح أبدا. كذلك عن المشهد الذي رأته صوفي داخل قصر جدها، فبقيت صوفي تتذكر ما حدث ولكنها لا تتحدث عنه على مدى أكثر من ثلاثة أرباع الرواية، وحين تحدثت عنه كان مشهدا فيه الكثير من الغباء الفني، فكيف يصدق انسان بأن هذه الجمعية السرية جدا والتي تمارس أقصى درجات التكتم في كل شيء تترك قصرا في لحظة مناسبة مهمة وخطيرة لا تتكرر الى كل عدة مئات من السنين بدون حراسة من أي نوع، حتى رجل أمن بعصاة لم يكن له ضرورة، حتى كاميرا تصوير تقول للجماعة بأن هناك ما جاء لكشف سركم العظيم ليس لم يكن لها وجود، وفي المقابل رأينا السير “لاي تيبينغ” يقوم بعلمية تجسس ومخابرات على كل الرجال المهمين في باريس في عملية مشابهة لأعمال الكي جي بي السابق أو السي آي اية. كل ذلك من أجل أن يسمح لصوفي بمشاهدة الحفلة المميزة التي ستقصم ظهر علاقتها بجدها.
http://www.doroob.com/?author=9
انتهى كلام الكاتب

السندباد
03-15-2006, 05:13 PM
إذا وجدنا من يتفق مع الراوي في طرحه، وأدواته المستخدمة كروائي، فإننا سنجد كثيراً ممن يختلف معه فيما قال عن مزج الأديان الثلاثة والتشكيك فيها جميعاً .
وإذا أردنا أن نتعرف على الموروث الثقافي لصاحبة الرواية من خلال روايته لوجدنا أنه لا يعرف عن الإسلام شيئاً، مجرد أفكار مغلوطة تلقّاها - كما هو حال الجميع هناك - من خلال مناهجهم التعليمية..
فأتى على ذكر الإسلام و القرآن على عجل دون الخوض في تفاصيل هذا الدين على اعتبار أن الإسلام - لثقافته المحدودة عنه - ليس إلا دينا سماوياً يكرر ما نزل في التوراة و الإنجيل و الاختلاف الوحيد هو الرسول محمد صلى الله عليه وسلم..

والمفارقة الكبرى أنك تجده مع الديانات الأخرى ،، المسيحية ،، و اليهودية ،، وحتى البوذية أسهب في توضيح المفارقات فيها، و الرواية ككل ترتكز على الديانتين المسيحية و اليهودية ووضح الكثير الكثير عنهما.

بينما لم يذكر الإسلام إلا قليلا -كما تفضلت الأخت قرآن الفجر - .
أما بخصوص تقديسه للأنثى: بحكم أنه لا يعرف عن الإسلام شيئاً، ومن خلال دراسته للرموز، وتحليله لشفرات دافنشي الذي يعتبر عضواً سابقاً لمنظمة الأخوية أثبت اضطهاد الديانتين (المسيحية و اليهودية)للأنثى؛ لأنها - حسب اعتقادهم - السبب في إخراج آدم عليه السلام من الجنة، فاختار الطريق المعاكسة، كردة فعل طبيعية فهو نشأ نشأة مسيحية كانت أو يهودية ثم انصدم بما اكتشف وعندما أثبت الضد اختاره كاعتقاد من غير محاولة للبحث عن البديل..
قال أحد الكتاب مرة:
و أنا - و الله أعلم -
ولي خبرة سابقة في معرفة من يتقبل الإسلام و من لا يتقبله
هذا الـ / دان براون /
لو يُدعى إلى الإسلام سيستجيب فوراً

===
أخوتي في الله: في جعبتي الكثير حول هذه الرواية، وإن شاء سأقدمه لكم فور انتهائي منه، ولكن وقبل كل شيء وقبل أن تحكموا على الرواية أنصحكم أن تقرؤوها بأنفسكم..
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

قرآن الفجر
03-18-2006, 06:34 PM
جزاكم الله خيرا وبارك فيكم أختي الكريمة
حقيقة تحليل ونقد رائع جدا وقد استفدت منه كثيرا.
وإياك أخي الفاضل
بارك الله في عمرك وعملك
اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا .. اللهم آمين

قرآن الفجر
03-18-2006, 06:37 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
ألف شكر لك أختي الفاضلة (( قرآن الفجر )) وجعل الله ما ذكرتيه من حقائق في ميزان حسناتك، ولا أخفيك فالآن أجهز بحثاً مصغراً حول الرواية سأضم إليه ما نثرتيه هنا إن شاء الله، وأحب أن أذكر أن الصحفي (( عبد الناصر )) كتب في موقع دروب مجموعة من الهوامش حول رواية شفرة دافنشي أحببت أن أنقله لكم حتى تعم الفائدة بإذن الله تعالى:


وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
العفو أخي الفاضل المهم الفائدة
اللهم آمين لنا جميعاً
وفقك الله وهداك لما يحبه ويرضاه

السندباد
03-24-2006, 03:44 AM
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
العفو أخي الفاضل المهم الفائدة
اللهم آمين لنا جميعاً
وفقك الله وهداك لما يحبه ويرضاه[/right]

جزاك الله خيراً
وجعلك من المقربين
تحياتي لك