المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الرد على ( علاء العراقي )



محمد الصيعري
07-05-2012, 05:46 PM
الرجاء من المشرفين جعل هذا الموضوع متاح لكل الزائرين حتى للذين لم يشتركوا في المنتدى لأنني باعثه إلى مناظر شيعي اسمه ( علاء العراقي )
أما ذكرك أخي أن موضع الخلاف ليس في عموم التوسل - فهو جائز - ولكن مُقيد شرعا ًبالتوسل بالأحياء : لا بالأموات !!!..
وقد اختلط الأمر على بعض المسلمين في تجويز التوسل بالنبي بعد مماته :
إما خطأ ٌفي فقه وفهم الأحاديث والربط فيما بينها - لأنه لم تكن تصل الأحاديث كلها لكل أحد -
وإما خطأ ٌفي الاعتماد على أحاديث أو زيادات حديثية لا تصح - وهذا هو ما اعتمد عليه ذاك الشيعي -

وقبل أن أ ُعقب على كلامه : فإليك كلامي الذي قلته لك من قبل أولا ً:
الهيثمي - مجمع الزوائد - أبواب العيدين - باب صلاة الحاجة - الجزء : ( 2 ) - رقم الصفحة : ( 279 )
لمَن لا يعرف : فمجمع الزوائد للهيثمي رحمه الله : هو عبارة عن زوائد على أحاديث صحيحة : منها زيادات صحيحة : ومنها زيادات لا تصح .. وتخضع هي الأخرى في قبولها : إلى نفس شروط قبول سند الأحاديث وشروط صحتها ...
وكثيرا ًما يستغل الصوفية وغيرهم بعض هذه الزيادات الغير صحيحة : للتلبيس على العامة بذكرها مع الأحاديث الصحيحة : فيضعون السم في العسل .. ولعل من أبرز ما تعرضنا له في ذلك قول الفتان مفتن مصر علي جمعة : بجواز بناء مسجد على قبر : وأن دليل ذلك في صحيح البخاري !!.. وأن ابن حجر تكلم فيه إلخ إلخ إلخ ..

والصواب :
أن البخاري بريء من ذلك .. وإنما الذي تعمد تلبيسه المفتن على العوام هو : زيادة في آخر حديث أبي بصير الشهير في صحيح البخاري : وهو الصحابي الذي رفض النبي استقباله في المدينة بعد أن أسلم : إلتزاما ًبصلح الحديبية : وتركه ليذهب إلى ساحل البحر : فلحق به أبو جندل وجماعة من المسلمين : وصاروا يقطعون على قريش تجارتهم : حتى أرسلت قريش نفسها للنبي بإلغاء هذا الشرط من الصلح .. وأن يقبل مَن جاءه مسلما ًمن قريش ...
فكتب رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي جندل وأبي بصير : ليقـُدما عليه في المدينة ومن معهما من المسلمين .. فجاء كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أبي جندل : وكان بجواره أبي بصير يموت .. فدفنه أبو جندل في مكانه .. وصلى عليه ..
(((( وبنى على قبره مسجدا )))) ..

أقول : فهذه الجملة الزائدة الأخيرة : " وبنى على قبره مسجدا " : ليست في صحيح البخاري !!!
وإنما هي زائدة لم تأتي في كتب الاحاديث : ولا تصح سندا ً!!!.. لأنها مرسلة عن الزهري ..

ومثال أيضا ًللزيادات المنكرة وسط الأحاديث : جملة " وغير ضالين ولا مُضلين " في الحديث الشهير :
" اللهم أهله علينا بالأمن والإيمان .. والسلامة والإسلام .. وغير ضالين ولا مضلين .. ربي وربك الله " ..
فلم تذكرها كتب الأحاديث أيضا ً...
وهكذا ....

والآن .. وبعد أن فهمنا ما هي الزيادات المنكرة أو التي لا تصح سندا ً...
فتعال بنا نوضح ما فعله هؤلاء الشيعة في إيراد الزيادة المعلولة عن الهيثمي إلى حديث صحيح ..

فالحديث الصحيح هنا : هو ما وقع من توسل >> في حياة النبي >> وليس بعد موته ..
والحديث هو :
عن عثمان بن حنيف رضي الله عنه :
" أن أعمىً أتى إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله .. ادع الله أن يكشف لي عن بصري .. قال : أو أدعك ؟ (أي أولا تبقى على عماك فيكون صبرك عليه خيرٌ لك عند الله وفي الجنة ؟) قال : يا رسول الله .. إنه قد شق عليّ ذهاب بصري .. قال : فانطلق .. فتوضأ .. ثم صل ركعتين .. ثم قل : اللهم إني أسألك : وأتوجه إليك بنبي محمد صلى الله عليه وسلم نبي الرحمة .. يا محمد : إني أتوجه إلى ربي بك : أن يكشف لي عن بصري .. اللهم شفعه فيّ وشفعني في نفسي .. فرجع وقد كشف الله عن بصره " ...
والحديث :
رواه الترمذي والنسائي - واللفظ له - وابن ماجه وابن خزيمة والحاكم وصححه الألباني : وليس عند الترمذي ثم صل ركعتين ..

أقول :
فهذا هو الحديث الصحيح ...
وليس فيه أن ذلك التوسل بالنبي كان بعد مماته صلى الله عليه وسلم .. وإنما كانت كرامة ًله في حياته ولمَن عاصره من الصحابة والمسلمين ..
فإن كانت كرامته شملت كفار مكة أن لم يأخذهم الله تعالى بعذاب وهو فيهم : " وما كان الله ليُعذبهم وأنت فيهم : وما كان الله مُعذبهم وهم يستغفرون " : فمن باب أولى أن تشمل كرامته أهل الإيمان في حياته صلى الله عليه وسلم ...

ومن هنا :
فقد قام الوضاعون بوضع زيادتين على الحديث السابق : لتعميم التوسل بالنبي حتى بعد مماته ...
وقد ذكر الإمام الألباني رحمه الله في كتابه الماتع (التوسل) الزيادتين : وبين سقوطهما ...

>>
الزيادة الأولى :
وهي زيادة حماد بن سلمة قال : حدثنا أبو جعفر الخطمي .. فساق إسناده مثل رواية شعبة وكذلك المتن - إلا أنه اختصره بعض الشيء - وزاد في آخره بعد قوله : وشفع نبيي في رد بصري : ( وإن كانت حاجة فافعل مثل ذلك ) ..
وهذه الزيادة الأخيرة رواها أبو بكر بن أبي خثيمة في تاريخه ..
وانظر لعلتها في كتاب التوسل للألباني صـ 83 - 84 .. حيث خالف حماد بتلك الزيادة مَن هو أوثق منه وهو شعبة .. وذكر الألباني أنها حتى لو صحت (تنزلا ًفقط مع المخالف وهي عادة القوي الحُجة مع الضعيف الحُجة) : فليس فيها تصريح ٌبكون هذه الحاجة : بعد موت النبي !!.. ويمكنك تنزيل الكتاب من هنا :

http://www.soufia-h.net/showthread.php?t=180

>>
وأما الزيادة الثانية :
فهي ما ساقه ذلك الشيعي من القصة التي حدثت في عهد عثمان بن عفان رضي الله عنه .. وهي التي يستدل بها على أن صحابيا ًفعل التوسل بالنبي أو أرشد إليه بعد موت النبي .. فالقصة كلها زائدة لا تصح ...
وأتركك مع كلام الشيخ الألباني عنها رحمه الله من صـ 85 - 90 حيث يقول----


الزيادة الثانية:
قصة الرجل مع عثمان بن عفان ، وتوسله به صلى الله عليه وسلم حتى قضى له حاجته ، أخرجها الطبراني في ( المعجم الصغير ) وفي ( الكبير ) من طريق عبد الله بن وهب عن شبيب بن سعيد المكي عن روح بن القاسم عن أبي جعفر الخطمي المدني عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف عن عمه عثمان بن حنيف أن رجلاً كان يختلف إلى عثمان بن عفان رضي الله عنه في حاجة له ، فكان عثمان لا يلتفت إليه ، ولا ينظر في حاجته فلقي عثمان بن حنيف ، فشكا ذلك إليه ، فقال له عثمان: ائت الميضأة فتوضأ ، ثم ائت المسجد ، فصل فيه ركعتين ، ثم قل: اللهم إني أسألك وأتوجه إليك بنبينا محمد صلى الله عليه وسلم نبي الرحمة ، وتذكر حاجتك ، ورح إليّ حتى أروح معك ، فانطلق الرجل فصنع ما قال ، ثم أتى باب عثمان بن عفان رضي الله عنه ، فجاء البواب حتى أخذ بيده فأدخله عليه ، فأجلسه معه على الطنفسة ، وقال: حاجتك ؟ فذكر حاجته ، فقضاها له ، ثم قال له: ما ذكرت حاجتك حتى كانت هذه الساعة ، وقال: ما كانت لك من حاجة فأتنا . ثم إن الرجل خرج من عنده ، فلقي عثمان بن حنيف ، فقال له: جزاك الله خيراً ، ما كان ينظر في حاجتي ، ولا يلتفت إليّ حتى كلمته في ، فقال عثمان بن حنيف: والله ما كلمته ، ولكن شهدت رسول الله صلى الله عليه وسلم وأتاه ضرير ، فشكا إليه ذهاب بصره ، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: فتصبر ، فقال: يا رسول الله إنه ليس لي قائد ، وقد شق علي ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ( ائت الميضأة ، فتوضأ ثم صل ركعتين ، ثم ادع بهذه الدعوات ) قال عثمان بن حنيف: فوالله ما تفرقنا ، وطال بنا الحديث حتى دخل علينا الرجل كأنه لم يكن به ضر قط . قال الطبراني: ( لم يروه عن روح بن القاسم إلا شبيب بن سعيد أبو سعيد المكي وهو ثقة ، وهو الذي يحدث عنه أحمد بن شبيب عن أبيه عن يونس بن يزيد الأيلي ، وقد روى هذا الحديث شعبة عن أبي جعفر الخطمي - واسمه عمير بن يزيد - وهو ثقة تفرد به عثمان بن عمر بن فارس عن شعبة ، والحديث صحيح ) .

قلت: لا شك في صحة الحديث ، وإنما البحث الآن في هذه القصة التي تفرد بها شبيب بن سعيد كما قال الطبراني ، وشبيب هذا متكلم فيه ، وخاصة في رواية ابن وهب عنه ، لكن تابعه عنه إسماعيل وأحمد ابنا شبيب بن سعيد هذا ، أما إسماعيل فلا أعرفه ، ولم أجد من ذكره ، ولقد أغفلوه حتى لم يذكروه في الرواة عن أبيه ، بخلاف أخيه أحمد فإنه صدوق ، وأما أبوه شبيب فملخص كلامهم فيه أنه ثقة في حفظه ضعف ، إلا في رواية ابنه أحمد هذا عنه عن يونس خاصة فهو حجة ، فقال الذهبي في ( الميزان ) : ( صدوق يغرب ، ذكره ابن عدي في ( كامله ) فقال

. . . له نسخة عن يونس بن زيد مستقيمة ، حدث عنه ابن وهب بمناكير ، قال ابن المديني: كان يختلف في تجارة إلى مصر ، وكتابه صحيح قد كتبه عن ابنه أحمد . قال ابن عدي: كان شبيب لعله يغلط ويهم إذا حدث من حفظه ، وأرجو أنه لا يعتمد ، فإذا حدث عنه ابنه أحمد بأحاديث يونس فكأنه يونس آخر . يعني يجوّد ) فهذا الكلام يفيد أن شبيباً هذا لا بأس بحديثه بشرطين اثنين: الأول لأن يكون من رواية ابنه أحمد عنه ، والثاني أن يكون من رواية شبيب عن يونس ، والسبب في ذلك أنه كان عنده كتب يونس بن يزيد ، كما قال ابن أبي حاتم في ( الجرح والتعديل ) عن أبيه ، فهو إذا حدث من كتبه هذه أجاد ، وإذا حدث من حفظه وهم كما قال ابن عدي ، وعلى هذا فقول الحافظ في ترجمته من ( التقريب ) :

( لا بأس بحديثه من رواية ابنه أحمد عنه ، لا من رواية ابن وهب ) فيه نظر ، لأنه أوهم أنه لا بأس بحديثه من رواية أحمد عنه مطلقاً ، وليس كذلك ، بل هذا مقيد بأن يكون من روايته هو عن يونس لما سبق ، ويؤيده أن الحافظ نفسه أشار لهذا القيد ، فإنه أورد شبيباً هذا في ( مَن طعن فيه من رجال البخاري ) من ( مقدمة فتح الباري ) ثم دفع الطعن عنه - بعد أن ذكر من وثقه وقول ابن عدي فيه - بقوله: ( قلت: أخرج البخاري من رواية ابنه عنه عن يونس أحاديث ، ولم يخرج من روايته عن غير يونس ، ولا من رواية ابن وهب عنه شيئاً ) . فقد أشار رحمه الله بهذا الكلام إلى أن الطعن قائم في شبيب إذا كانت روايته عن غير يونس ، ولو من رواية ابنه أحمد عنه ، وهذا هو الصواب كما بينته آنفاً ، وعليه يجب أن يحمل كلامه في ( التقريب ) توفيقاً بين كلاميه ، ورفعاً للتعارض بينهما .

إذا تبين هذا يظهر لك ضعف هذه القصة ، وعدم صلاحية الاحتجاج بها . ثم ظهر لي فيها علة أخرى وهي الاختلاف على أحمد فيها ، فقد أخرج الحديث ابن السني في ( عمل اليوم والليلة ) والحاكم من ثلاثة طرق عن أحمد بن شبيب بدون القصة ، وكذلك رواه عون بن عمارة البصري ثنا روح ابن القاسم به ، أخرجه الحاكم ، وعون هذا وإن كان ضعيفاً ، فروايته أولى من رواية شبيب ، لموافقتها لرواية شعبة وحماد بن سلمة عن أبي جعفر الخطمي .

وخلاصة القول: إن هذه القصة ضعيفة منكرة ، لأمور ثلاث:

ضعف حفظ المتفرد بها ،
والاختلاف عليه فيها ،
ومخالفته للثقات الذين لم يذكروها في الحديث ،

وأمر واحد من هذه الأمور كاف لإسقاط هذه القصة ، فكيف بها مجتمعة ؟
ومن عجائب التعصب واتباع الهوى أن الشيخ الغماري أورد روايات هذه القصة في ( المصباح ) من طريق البيهقي في ( الدلائل ) والطبراني ، ثم لم يتكلم عليها مطلقاً لا تصحيحاً ولا تضعيفاً ، والسبب واضح ، أما التصحيح فغير ممكن صناعة ، وأما التضعيف فهو الحق ولكن . . .
ونحو ذلك فعل من لم يوفق في ( الإصابة ) ، فإنهم أوردوا الحديث بهذه القصة ، ثم قالوا: ( وهذا الحديث صححه الطبراني في الصغير والكبير ) !
وفي هذا القول على صغره جهالات:

أولاً: أن الطبراني لم يصحح الحديث في ( الكبير ) بل في ( الصغير ) فقط ، وأنا نقلت الحديث عنه للقارئين مباشرة ، لا بالواسطة كما يفعل أولئك ، لقصر باعهم في هذا العلم الشريف ( ومن ورد البحر استقل السواقيا ) .

ثانياً: أن الطبراني إنما صحح الحديث فقط دون القصة ، بدليل قوله . وقد سبق: ( قد روى الحديث شعبة . . والحديث صحيح ) فهذا نص على أنه أراد حديث شعبة ، وشعبة لم يرو هذه القصة ، فلم يصححها إذن الطبراني ، فلا حجة لهم في كلامه .

ثالثاً: أن عثمان بن حنيف لو ثبتت عنه القصة لم يُعلّم ذلك الرجل فيها دعاء الضرير بتمامه ، فإنه أسقط منه جملة ( اللهم فشفعه في ، وشفعني فيه ) لأنه يفهم بسليقته العربية أن هذا القول يستلزم أن يكون النبي صلى الله عليه وسلم داعياً لذلك الرجل ، كما كان داعياً للأعمى ، ولما كان هذا منفياً بالنسبة للرجل ، لم يذكر هذه الجملة ؟ قال شيخ الإسلام:

( ومعلوم أن الواحد بعد موته صلى الله عليه وسلم إذا قال: اللهم فشفعه في وشفعني فيه - مع أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يدع له - كان هذا كلاماً باطلاً ، مع أن عثمان بن حنيف لم يأمره أن يسأل النبي صلى الله عليه وسلم شيئاً ، ولا أن يقول: ( فشفعه في ) ، ولم يأمره بالدعاء المأثور على وجهه ، وإنما أمره ببعضه ، وليس هناك من النبي صلى الله عليه وسلم شفاعة ، ولا ما يظن أنه شفاعة ، فلو قال بعد موته: ( فشفعه في ) لكان كلاماً لا معنى له ، ولهذا لم يأمر به عثمان ، والدعاء المأثور عن النبي صلى الله عليه وسلم لم يأمر به ، والذي أمر به ليس مأثوراً عن النبي صلى الله عليه وسلم ، ومثل هذا لا تثبت به شريعة ، كسائر ما ينقل عن آحاد الصحابة في حسن العبادات أو الإباحات أو الإيجابيات أو التحريمات إذ لم يوافقه غيره من الصحابة عليه ، وكان ما يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم يخالفه ولا يوافقه ، لم يكن فعله سنة يجب على المسلمين اتباعها ، بل غايته أن يكون ذلك مما يسوغ فيه الاجتهاد ، ومما تنازعت فيه الأمة ، فيجب رده إلى والرسول ) .

ثم ذكر أمثلة كثيرة مما تفرد به بعض الصحابة ، ولم يُتبع عليه مثل إدخال ابن عمر الماء في عينيه في الوضوء ، ونحو ذلك فراجعه . ثم قال:

(وإذا كان ذلك كذلك فمعلوم أنه إذا ثبت عن عثمان بن حنيف أو غيره أنه جعل من المشروع المستحب أن يتوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم بعد موته من غير أن يكون النبي صلى الله عليه وسلم داعياً له ، ولا شافعاً فيه فقد علمنا أن عمر وأكابر الصحابة لم يروا هذا مشروعاً بعد مماته كما كان يشرع في حياته ، بل كانوا في الاستسقاء في حياته صلى الله عليه وسلم يتوسلون ، فلما مات لم يتوسلوا به ، بل قال عمر في دعائه الصحيح المشهور الثابت باتفاق أهل العلم بمحضر من المهاجرين والأنصار في عام الرمادة المشهور ، لما اشتد بهم الجدب حتى حلف عمر: لا يأكل سميناً حتى يخصب الناس ، ثم لما استسقى بالناس قال: اللهم إنا كنا إذا أجدَبنا نتوسل إليك بنبينا ، فتسقينا ، وإنا نتوسل إليك بعم نبينا فاسقنا . فيسقون . وهذا دعاء أقره عليه جميع الصحابة ، ولم ينكره أحد مع شهرته ، وهو من أظهر الإجماعات الإقرارية ، ودعا بمثله معاوية بن أبي سفيان في خلافته ، فلو كان توسلهم بالنبي صلى الله عليه وسلم بعد مماته كتوسلهم في حياته لقالوا: كيف نتوسل بمثل العباس ويزيد بن الأسود ونحوهما ، ونعدل عن التوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم الذي هو أفضل الخلائق ، وهو أفضل الوسائل وأعظمها عند الله -------
2...
وأما قول ذلك الشيعي :

الميت يعلم بعمل الحي ويدعو له

((( إن أعمالكم تعرض على أقاربكم وعشائركم من الأموات، فإن كان خيرا استبشروا به، وإن كان غير ذلك قالوا: اللهم لا تمتهم حتى تهديهم كما هديتنا))
فالحديث في سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة للألباني (2/863) ..

وأزيدك :
حديث :
"الله الله في أصحاب القبور : فإن أعمالكم تعرض عليهم " ...!
سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة أيضا ًللألباني (1/443) ...

وأزيدك :
حديث :
" حياتي (أي النبي) : خيرٌ لكم : تحدثون ويحدث لكم .. ووفاتي : خيرٌ لكم : تـُعرض عليّ أعمالكم .. فما رأيت مِن خير : حمدت الله عليه .. وما رأيت مِن شر : استغفرت الله لكم " !!!..
سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة أيضا ًللألباني (2/975) ...

وأما الصواب في السُـنة الصحيحة فقط فهو : إبلاغ الله تعالى لصلاة المؤمنين على النبي في حياته البرزخية بعد موته في قبره - ونحن نثبت موت النبي بعكس غلاة الصوفية : وما يجري في حياة البرزخ ليس من جنس ما يعرفه البشر في حياتهم قبل الموت - .. وهذا مِن كرامة الله تعالى لنبيه بعد الممات ..
والحديث الصحيح هو :
" إن مِن أفضل أيامكم : يوم الجمعة .. فيه خــُلق آدم .. وفيه قــُبض .. وفيه النفخة .. وفيه الصعقة .. فأكثروا عليّ مِن الصلاة فيه .. فإن صلاتكم معروضة ًعليّ .. إن الله حرّم على الأرض : أن تأكل أجساد الأنبياء " ...
رواه أحمد وأبو داود والنسائي وابن ماجة وصححه الألباني ........

أهل الحديث
07-07-2012, 06:48 AM
هُناك تخريج نافع لأحاديث التوسل ومختصر للأخ " أبو عبيدة الأثري " في شبكة صوفية حضر موت لعلك تطلع عليه .

محمد الصيعري
07-11-2012, 10:45 PM
فليعلم الآتي في نقاط :

1...
ليس كل اجتهاد يؤجر عليه صاحبه وإنما : الاجتهاد الذي عن علم مؤهل له : لا عن جهل !!..
وما أيسر أن يقول كل مبتدع أو جاهل أو صاحب هوى وزيغ : لقد اجتهدت !!..
فذلك يأثم على تقوله فيما لا يعلم ولم يُؤهل له ...
ولو أن أحدا ًتحدث في غير ما يُتقن من علوم الدنيا وصناعاتها : لعاب عليه الناسُ ذلك !!..
فما بالنا نفتحه على مصراعيه في دين الله تعالى وبلا ضوابط ؟!!..

2...
عندما يصف علماء أهل السنة فعلا صأو قولا ًما بأنه كفري أو شركي أو بدعي :
لا يعني بالضرورة أن يكون فاعله أو الواقع فيه : كافر باسمه أو مشرك أو مبتدع على الإطلاق !!..
ثم يذهب الموتورون ليشيعوا بين الناس أن علماء السنة يُكفرون كل المسلمين ويجعلوهم مشركين !!..
فكل ذلك من الحقد الدفين على علماء أهل السنة ورميهم بما لم يقولوه ..

3...
والشاهد :
أن الواقع في مثل تلك الأخطاء العقائدية أو في التوحيد بأنواعه - وكما ذكرت لك من قبل - :
قد يكون عن جهل أو نسيان إلخ ...
فالحكم على الشيء عموما ً: لا يستوجب الحكم على صاحبه خصوصا ًإلا بعد بيانه له أولا ً...
وقد روى النبي في الحديث الصحيح عن فرحة الله تعالى بتوبة عبده : قول الرجل في آخر الحديث :
" اللهم أنت عبدي : وأنا ربك " !!..
فهذه الجملة لو عرضناها على أصغر طفل مسلم - ولن أقول عالم - : لقال بأنها كفر بواح !!!..
ولكن : ماذا قال النبي صلى الله عليه وسلم وهو يصف الرجل قائلها ؟!!.. لقد قال عنه :
" أخطأ من شدة الفرح " !!!..
إذا ً:
فهذا الخطأ : لم يجعل صاحبه يتلبس الكفر بالتعيين ...
وهناك خطأ الجهل أيضا ً..
والذي يقع كثيرا ًمع العوام والجهال أو حديثي العهد بالدخول في الدين أو الإسلام ..
وذلك مثلما وقع لقوم موسى عليه السلام من قولهم له كما حكى القرآن :
" اجعل لنا إلها : كما لهم آلهة " !!!.. فرد موسى عليه السلام عليهم قائلاً :
" إنكم قوم تجهلون " !!!.. فوصفهم بالجهل وأبقاهم على أصل الإيمان ..
وكما حصل كذلك من بعض حديثي عهد بالإسلام حينما كانوا في طريقهم إلى غزوة حنين مع النبي ..
حيث لما مر رسول الله صلى الله عليه وسلم بشجرة للمشركين كانوا يتبركون بها ويعتقدون بنفعها
يقال لها ذات أنواط : وكانوا يعلقون عليها أسلحتهم .. فقال المسلمون الحديثو عهد بالدخول في الإسلام للنبي :
" يا رسول الله .. اجعل لنا ذات أنواط كما لهم ذات أنواط " !!..
فلم يكفرهم النبي : وإنما بين لهم فقط أن ذلك من سنن الكافرين والمشركين من قبلهم ..
وأنه من المسلمين مَن سيتبعهم في ذلك للأسف !!.. وهو ما تحقق بالفعل بدليل هذا الشيعي الذي تحاوره أخي !

4...
وعليه ...
فعلماء السنة الذين أخطأوا في تجويز التوسل بالنبي أو الصالحين بعد مماتهم : فإن كان عن خطأ يُعذرون فيه :
فأولئك مَن عنيت أن لهم أجر ..
وخصوصا ًمَن لم يعلم منهم بالصواب أو لم يُعرفه أحد له ...

5...
وأما الذين يقعون في الخطأ ويميلون إليه ويختارونه طواعية ًوعن علم وعن هوى :
فأولئك هم مَن يحملون أوزار البدعة أو الفسق أو الشرك أو الكفر : كل ٌبحسب ما أتى من ذنب !!!..
ويمكن بسهولة تبين الفصل بين أولئك وأولئك :
بالنظر في باقي أقوالهم وأعمالهم ...!
لأنه قد يفعل اثنان أمامك : نفس الخطأ ..
ولكنك تعرف الأول بالتقوى والورع .. وتعرف أن الثاني زنديق أو مبتدع فاسق أو فاسد ..

>>>
فتجد أهل السنة والجماعة وعلماؤهم الحق مثلا ً: يُحرمون تعظيم البشر من دون الله .. أو حتى :
دعائهم والاستغاثة بهم من دون الله - حتى وهم أموات ! - وطلب الفرج منهم أو الرزق أو النصر منهم إلخ !!!..
لأن كل ذلك هو شرك بين واضح بالله عز وجل : ويخالف القرآن جملة ًوتفصيلا ًفضلا ًعن السنة الصحيحة ..!
ولا يسجدون للقبور .. ويحرمون ذلك ويستبشعونه .. ولا يطوفون بالقبور .. ولا يفضلون الأئمة على الأنبياء !
ولا يفضلون كربلاء على مكة والمدينة !!.. إلخ

>>>
وأما الشيعة أخي - وبكلام واعتراف علمائهم المعتمدين لديهم أنفسهم - :
فيرفعون الأئمة لمنزلة الألوهية والربوبية والحاكمية والعياذ بالله !!!..
ولن أذكر هنا زبالاتهم التي تخرج من معميمهم بين الحين والحين حديثا ً:
يقولون فيها مثلا ًأن عليا ًهو الله : إلى آخر هذا العته السافر !!!.. ولكني سأذكر من كتبهم المعتمدة كما أخبرتك :

1))
فيروي ( الكليني ) كبير الشيعة ومحدثهم في صحيحه ( الكافي في الأصول - كتاب الحُجة
ص258 ج1 ط إيران ) تحت باب : ( إن الأئمة إذا شاء أن يعلموا علموا ) عن جعفر أنه
قال :
" إن الإمام إذا شاء أن يعلم : علم " ..!!!

فسبحان الله العظيم !!..
فحتى نبينا محمد صلى الله عليه وسلم : لم يدعي لنفسه أبدا ًأنه يعلم الغيب إذا أراد بل :
الله تعالى هو الذي يشاء ذلك بإذنه !!!..

2))
وروى هذا ( الكليني ) الضال أيضا ًتحت باب ( إن الأئمة يعلمون متى يموتون وأنهم لا
يموتون إلا باختيار منهم ) عن أبي بصير عن جعفر بن الباقر أنه قال :
" أي إمام لا يعلم ما يغيبه .. وإلى ما يصير : فليس ذلك بحجة الله على خلقه " !!!..
نفس المرجع السابق السابق ..

3))
وفي ( الكافي - ص196 و197 ج1 ط إيران ) .. عن عليّ رضي الله عنه ( وعليّ منهم براء ) ..
عن المفضل بن عمر عن أبي عبد الله :
" كان أمير المؤمنين صلوات الله عليه .. كثيراً ما يقول : أنا قسيم الله بين الجنة والنار !!!..
ولقد أقرت لي جميع الملائكة والروح والرسل ( عياذاً بالله ) بمثل ما أقروا لمحمد صلى الله عليه
وآله !!!!.. ( أين أنتم يا دعاة التقريب ؟!!! ) .. ولقد حملت مثل حمولته وهي
حمولة الرب !!!!.. وأن رسول الله يُدعى فيكسي وأدعى فأكسي !!!!.. ولقد أعطيت خصالاً
ما سبقني إليها أحد قبلي !!!!..
علمت المنايا والبلايا والأنساب وفصل الخطاب !!!.. فلم يفتني ما سبقني !!!.. ولم يعزب عني
ما غاب عني !!!!.. أبشر بإذن الله .. وأودي عنه " !!!!!!...

فهل أصحاب هذه العقيدة : لا يُقال عنهم مشركين إذا فعلوا التوسل عمدا ًبعد علم : وآمنوا به ؟!!
ووالله : لم يتم طعن الإسلام بمثل الشيعة ومَن تفرخ عنهم .. واقرأوا التاريخ !!!..

4))
)ونعود لنستكمل معا هذا ( الجنون ) .. والذي فاض من قلب الشيعة حتى لوثوا به ( الصوفية )
على مر العصور .. حيث لم تكن ( المغالاة ) التي قرأتوها الآن من حق الإمام الأول عندهم فقط
( علي رضي الله عنه ) .. بل زعموا أيضا أن الأئمة الاثني عشر كلهم متصفون بمثل هذه الأوصاف
التي لا تصح إلا لله عز وجل !!!!..

حيث يروي ( الكليني ) في كتابه ( الكافي في الأصول - كتاب الحُجة ص223 ج1 ط إيران ) عن عبد
الله بن جندب أنه كتب إليه علي بن موسى ( الإمام الثامن عندهم ) ما يلي :
" أما بعد ... فنحن أمناء الله في أرضه !!!.. عندنا علم البلايا والمنايا .. وأنساب العرب ومولد
الإسلام !!!.. وإنا لنعرف الرجل إذا رأيناه بحقيقة الإيمان وحقيقة النفاق !!!.. وأن شيعتنا لمكتوبون
بأسمائهم وأسماء آبائهم !!!!.. أخذ الله علينا وعليهم الميثاق " !!!!..

5))
وزيادة على هذا افتروا على محمد الباقر أنه قال ( الكافي ص198 ج1 ط إيران ) : قال علي رضي
الله عنه :
" ولقد أعطيت الست .. علم المنايا والبلايا والوصايا .. وفصل الخطاب .. وإني لصاحب الكبرات
( أي الرجعات إلى الدنيا - كما فسره شيخهم علي أكبر الغفاري محشي الكافي الشيعي ) ..
وصاحب دولة الدول !!!.. وإني لصاحب العصا والمبسم !!!.. والدابة التي تكلم الناس " !!!!....

هذا مع أن الله عز وجل قال في محكم كتابه :
" قل لا يعلم مَن في السماوات والأرض الغيب : إلا الله " .. النمل – 65 ...
وقال عز وجل :
" وعنده مفاتح الغيب : لا يعلمها إلا هو " .. الأنعام – 59 ..
وأمر رسوله الكريم بأن يقر ويعترف ويعلن أنه لا يعلم الغيب بقوله :
" قل لا أقول لكم عندي خزائن الله .. ولا أعلم الغيب .. ولا أقول لكم أني مَلك " ..
الأنعام – 50 ..
وبقوله أيضا :
" قل لا أملك لنفسي نفعاً ولا ضراً إلا ما شاء الله .. ولو كنت أعلم الغيب لاستكثرت من الخير
وما مسني السوء .. إن أنا إلا نذير وبشير لقوم يؤمنون " .. الأعراف – 188 ..
وقال جل وعلا :
" إن الله عنده علم الساعة .. وينزل الغيث .. ويعلم ما في الأرحام .. وما تدري نفس ماذا تكسب
غداً .. وما تدري نفس بأي أرض تموت .. إن الله عليم خبير " .. لقمان – 34 ..
وقال تبارك وتعالى في المنافقين ومخاطباً نبيه صلى الله عليه وسلم :
" وممَن حولكم من الأعراب منافقون .. ومن أهل المدينة مردوا على النفاق .. لا تعلمهم .. نحن
نعلمهم .. سنعذبهم مرتين ثم يردون إلى عذاب عظيم " .. التوبة – 101..
وقال للنبي صلى الله عليه وسلم في المنافقين الذين استأذنوه في القعود عن غزوة تبوك :
" عفا الله عنك لم أذنت لهم حتى يتبين لك الذين صدقوا وتعلم الكاذبين " .. التوبة – 42 ..

فهذا ما قال الله عز وجل .. وذاك ما اختلقته اليهودية وروجت له بين المجوس الشيعة الروافض !!..
فإن الله يصرح في كتابه المجيد أن أحداً من الخلق حتى الرسل وسيد المرسلين لا يعلم الغيب المطلق إلا بإذنه ..
والقوم يقولون أن الأئمة لا تخفى عليهم خافية بمشيئتهم الخاصة !!!!..

والله ينفي عن إمام النبيين محمد صلى الله عليه وسلم أنه لا يملك حتى لنفسه نفعاً ولا ضراً إلا ما
شاء الله ..
وهم يجعلون علياً قسيم الجنة والنار !!!.. ويملك ما لا يصح ملكيته إلا لملك الملوك الله عز وجل !!!..

6))
ثم الشيعة لم يكتفوا بهذا فحسب .. بل صرحوا بإهانة الأنبياء والمرسلين .. في مقابل تمجيد الأئمة !!!..
فيروي ( الكليني ) أكذب الكذابين عندهم في كتابه ( الكافي في الأصول - ص261 ج1 ط إيران )
عن يوسف التمار أنه قال :
" كنا مع أبي عبد الله عليه السلام جماعة من الشيعة في الحِجر ( ذلك القوس الذي عند الكعبة ) .. فقال
أبو عبد الله : علينا عين ( أي جاسوس) .. فالتفتنا يمنة ويسرة فلم نر أحداً .. فقلنا : ليس علينا عين ..
فقال : ورب الكعبة ورب البنية – ثلاث مرات – لو كنت بين موسى والخضر عليها السلام لأخبرتهما
أني أعلم منهما !!!.. ولأنبئتهما بما ليس في أيديهما !!!.. لأن موسى والخضر عليهما السلام أعطيا
علم ما كان .. ولم يُعطيا علم ما يكون .. وما هو كائن حتى تقوم الساعة " !!!!!...
ولا تعليق ..!!

7))
وعنه أيضا في نفس المرجع السابق أنه قال :
" إني لأعلم ما في السماوات وما في الأرض !!!!.. وأعلم ما في الجنة وما في النار !!!!.. وأعلم ما كان
وما يكون " ...!!

وأقول : بسم الله ما شاء الله !!!...
وأتخيل لو صحت الدعوة المزعومة للتقريب بين الشيعة والسنة .. فما الذي علينا للتقريب والبدء به
أولا ً ؟؟!!!!...
واقرأ هذه المشاركة للأستاذ ( أبو حب الله )
http://www.eltwhed.com/vb/showthread...D1%E6%C7%DD%D6

و تابع هذا الموضوع :
http://abohobelah.blogspot.com/2012/06/prdrm.html

ثم اختاروا بأنفسكم أي ركيزة من ركائز دينكم تودوا أن تتنازلون عنها أولا ً :
تحريف القرآن ودس آيات الولاية والإمامة المزعومة فيه ؟!!..
أم سب الصحابة الذين رضي الله عنهم في قرآنه ؟!!..
أم انتقاص وسب أمهات المؤمنين زوجات النبي ورمي بعضهن بالزنا !!!!.. أستغفر الله العظيم !!..
أم تمجيد الأئمة في مقابل الله عز وجل وأنبيائه كما نقرأ الآن ؟!!..
أم التقية : وهي الكذب بسبب وبغير سبب كما تطالعون في الروابط بأعلى ؟!!..
أم زواج المتعة المحرم : وما آل إليه من الزنا المقنن وبدون حتى فترة عدة في بيوت (العفة) ؟!!..
سبحانك هذا بهتان عظيم !!!!!..
ألا ( يتقي ) الله هؤلاء ( الأدعياء للتقريب ) ولا يتكلمون في دين الله تعالى بما لا يعلمون ؟؟؟!!!..


8 ))
ولم يكتفي هؤلاء بوضع الروايات الكاذبة في الغلو لأئمتهم .. وتفضيلهم على أنبياء الله ورسله .. ولم
يكتفوا بما نقلناه لكم عن جعفر الصادق ( وهو منهم براء ) أنه كان يُفضل نفسه على الخضر وعلى
موسى عليهما السلام !!!.. بل قد فضلوا أئمتهم أيضا على خاتم الأنبياء وإمام المرسلين محمد صلى
الله عليه وسلم !!!!..
فيروي صاحب البصائر في كتابه ( بصائر الدرجات - باب7 ج5 ط إيران ) عن أبي حمزة أنه قال :
" سمعت أبا عبد الله يقول ( عن طريقة الوحي إلى أئمتهم ) : إن منا لمن يُنكت في أذنه !!!.. وإن منا
لمن يؤتى في منامه !!!.. وإن منا لمن يسمع الصوت مثل صوت السلسلة يقع في الطست !!!.. وإن
منا لمن يأتيه صورة أعظم من جبرئيل وميكائيل " !!!!!...
ولا أعرف صراحة ًمن هذا المخبول مؤلف هذا الكذب والبهتان :
ما هي تلك الصورة التي هي أكبر من جبرئيل وميكائيل !!!!!.. ألا لعنة الله على الكاذبين ..!

9))
ورووا عن أبي رافع وهو يحدث عن فتح خيبر ( نفس المرجع السابق باب 16 ج8 ) إلى أن قال :
" فمضى عليّ وأنا معه .. فلما أصبح : افتتح ووقف بين الناس وأطال الوقوف .. فقال الناس :
إن علياً يناجي ربه !!!.. فلما مكث ساعة : أمر بانتهاب المدينة التي فتحها !!!.. قال أبو رافع :
فأتيت النبي صلى الله عليه وآله .. فقلت : إن علياً وقف بين الناس كما أمرته .. قال : منهم
من يقول إن الله ناجاه .. فقال : نعم يا أبا رافع .. إن الله ناجاه يوم الطائف !!!.. ويوم عقبة تبوك !!!..
ويوم حنين " !!!!...

وتمعنوا في قولهم ( إن الله ناجاه ) !!!.. حيث لم أسمع من قبل أن عليا ًرضي الله عنه صار ( كليم
الله ) فجأة !!!... بل جعلوا المناجاة من الله له : وليس منه إلى الله !!!..
وسبحان الله على جرأة هؤلاء القوم على الكذب !!!...
ولا عجب أن ( يهود أصفهان ) سيخرجون من عندهم لمؤازرة المسيح الدجال !!!!..

10))
وفي نفس المرجع السابق يروي أيضاً عن أبي عبد الله أنه قال : قال رسول الله لأهل الطائف :
" لأبعثن إليكم رجلاً كنفسي .. يفتح الله به الخيبر .. سيفه سوطه .. فشرف ( أي تطلع ) الناس
له .. فلما أصبح .. دعا علياً فقال : اذهب بالطائف .. ثم أرم الله النبي أن يرحل إليها بعد أن
رحل عليّ .. فلما صار إليها : كان عليّ على رأس الجبل .. فقال له رسول الله : اثبت !!!..
فسمعنا مثل صرير الزجل .. فقيل يا رسول الله ما هذا ؟!! قال :
إن الله يناجي علياً " !!!!!!!!..

11))
وها هو سيدهم ( السيد نعمة الله الجزائري ) يذكر في كتابه ( الأنوار النعمانية ) :
" اعلم أنه لا خلاف بين أصحابنا رضي الله عنهم في أشرفية نبينا على سائر الأنبياء للأخبار
المتواترة .. وإنما الخلاف بينهم في أفضلية أمير المؤمنين ( عليّ ) والأئمة الطاهرين على باقي
الأنبياء ما عدا جدهم ( أي ما عدا محمد ) .. فذهب جماعة إلى أنهم ( أي أئمتهم ) أفضل من
باقي الأنبياء ما خلا أولي العزم ( أي ما عدا أولي العزم من الرسل : نوح وإبراهيم وموسى
وعيسى ومحمد ) .. فهم أفضل من الأئمة .. وبعضهم إلى مساواتهم بهم !!!.. وأكثر المتأخرين
( أي كذابين هذا العصر ) إلى أفضلية الأئمة على أولي العزم وغيرهم .. وهو الصواب " !!!..

وأما قولهم ( ما عدا جدهم ) .. أي ما عدا محمد صلى الله عليه وسلم .. فليس إلا تكلفاً محضاً
وكذبا مفضوحا ً!!!.. لأنهم قد تجنوا بالفعل على مقام النبي في أكثر من كتاب وأكثر من حديث
مكذوب عندهم ..

12))
فهذا ( محمد باقر المجلسي ) في كتابه ( بحار الأنوار- كتاب الشهادة ص511 ج5 ط إيران )
يذكر كذباً على النبي عليه السلام بأنه قال لعليّ :
" يا عليّ : أنت تملك ما لا أملك !!!.. ففاطمة زوجك وليس لي زوج مثلها !!!!.. ولك منها
ابنان ليس لي مثلاهما !!!!.. وخديجة أم زوجك وليس لي رحيمة مثلها !!!!.. وأنا رحيمك فليس
لي رحيم مثل رحيمك !!!!.. وجعفر أخوك من النسب وليس مثل جعفر أخي !!!!.. وفاطمة
الهاشمية المهاجرة أمك .. وأين لي أم مثلها " !!!!...

13))
وروى شيخهم ( المفيد ) ( وهو محمد بن محمد بن النعمان بن عبد السلام البغدادي الملقب بالمفيد
من أعيان الشيعة في القرن الخامس ) .. روى كذبا عن حذيفة قال :
" قال النبي : أما رأيت الشخص الذي اعترض لي : قلت : بلى يا رسول الله .. قال : ذاك مَلك
لم يهبط قط إلى الأرض قبل الساعة ... استأذن الله عز وجل في السلام على عليّ !!!.. فأذن له
فسلم عليه " !!!!... كتاب ( الأمالي - المجلس الثالث ص21، الطبعة الثالثة بمطبعة الحيديرية،
النجف، العراق ) ..

14))
فانظر أكاذيب القوم وغلوهم في أئمتهم حتى لا يبالون بتصغير شأن النبي سيد الكونين .. ورفعهم
أئمتهم عليه !!!!..
وهناك رواية موضوعة أخرى رواها ( المفيد ) أيضا في نفس الكتاب السابق ( المجلس الثاني ص15
و16 ط النجف ) عن أبي إسحاق عن أبيه قال :
" بينما رسول الله جالس في جماعة من أصحابه .. إذ أقبل علي بن أبي طالب عليه السلام نحوه ..
فقال رسول الله :
من أراد أن ينظر إلى آدم في خلقه ... وإلى نوح في حكمته .. وإلى إبراهيم في حلمه : فلينظر إلى عليّ
بن أبي طالب " !!!!...

15))
ولما كان عليّ وأولاده بهذه المنزلة كما أوحى إليهم الشيطان .. فما كان لهم إلا أن جعلوهم ملوك الدنيا
والآخرة بلا منازع !!!..
حيث يروى الكليني في صحيحه ( الكافي في الأصول - ص409 ج1 ط إيران ) عن أبي عبد الله أنه
قال :
" إن الدنيا والآخرة للإمام .. يضعها حيث يشاء .. ويدفعها إلى من يشاء " !!!!..

ولا أعلم والله : ماذا أبقى هؤلاء القوم لله عز وجل ليقوم به ؟؟!!!..
فاللهم ألعن كاذبيهم وظالميهم ..
والعن كل مَن نادى بتمكينهم في الأرض وساعدهم على ذلك وهو أعلم بهم وبحالهم من الكفر والزندقة ...

16))
وروى أيضاً ( ص192 ج1 ط إيران ) عن عبد الرحمن بن كثير عن جعفر بن الباقر أنه قال :
" نحن ولاة أمر الله .. وخزنة عِلم الله .. وعيبة وحي الله " !!!!!!..

17))
وفي نفس الصفحة عن الباقر أنه قال :
" نحن خزان عِلم الله .. ونحن تراجمة وحي الله .. ونحن الحُجة البالغة على مَن دون السماء ومَن فوق
الأرض " !!!..

ووالله لكلامهم يُعبر عن ( عتههم ) و( خبلهم ) بدون أي مجاملة !!!!..
بل و( غلوهم ) في أئمتهم يذكرنا بالأساطير القديمة عند الحضارات البائدة .. مثل اليونانية والرومانية
والفرعونية .. والتي لم تتخلف عنها بالطبع ( الفارسية ) .. والتي سقطت على يد الإسلام .. ثم أحيت
بذورها من جديد ( اليهودية ) في قلوب المجوس الشيعة الروافض ..
حيث أختم معكم بهذه ( الأسطورة ) المضحكة التالية .. والتي لا تجد مثلها إلا عند أساطير الآلهة القديمة
كما قلت لكم ..
فاسمعوا لـ ( مسك الختام ) :

18))
حيث يروي سيدهم ( السيد نعمة الله الجزائري ) في كتابه ( الأنوار النعمانية ) نقلا عن ( البرسي ) فيقول :
" روى البرسي في كتابه لما وصف وقعة خيبر .. وأن الفتح فيها كان على يد عليّ رضي الله عنه :
أن جبرئيل جاء إلى رسول الله مُستبشراً بعد قتل ( مرحب ) اليهودي .. فسأله النبي عن استبشاره فقال :
يا رسول الله .. إن علياً لما رفع السيف ليضرب به مرحباً : أمر الله سبحانه إسرافيل وميكائيل أن
((( يقبضا عضده في الهواء حتى لا يضرب بكل قوته ))) !!!!!...
ومع هذا : قسمه نصفين !!!.. وكذلك كل ما كان عليه من الحديد !!!.. وكذا فرسه !!!!.. ووصل
السيف إلى طبقات الأرض !!!!.. فقال لي الله سبحانه :
يا جبرئيل .. بادر إلى تحت الأرض .. وامنع سيف عليّ عن الوصول إلى ثور الأرض حتى لا تقلب
الأرض !!!!!..
( وثور الأرض هذه وحدها : تدل على أساطير مجوسية القوم المتأصلة فيهم )
فمضيت فأمسكته !!!!.. فكان على جناحي أثقل من مدائن قوم لوط وهي سبع مدائن !!!!.. قلعتها
من الأرض السابعة !!!!.. ورفعتها فوق ريشة واحدة من جناحي إلى قرب السماء !!!!.. وبقيت منتظراً
الأمر إلى وقت السحر حتى أمرني الله بقلبها !!!!!..
فما وجدت لها ثقلاً كثقل سيف عليّ ...................... إلى آخر هذا العته والخبل .. إلى أن قال :

" وفي ذلك اليوم أيضاً لما فتح الحصن وأسروا نسائهم : كانت فيهم صفية بنت ملك الحصن .. فأتت
النبي وفي وجهها أثر شجة ( أي جرح ) .. فسألها النبي عنها .. فقالت :
أن علياً لما أتى الحصن وتعسر عليه أخذه .. أتى إلى برج من بروجه .. فنهزه فاهتز الحصن كله !!!!..
وكل مَن كان فوق مرتفع سقط منه !!!!.. وأنا كنت جالسة فوق سريري فهويت من عليه فأصابني
السرير !!!!!.. فقال لها النبي : يا صفية .. إن علياً لما غضب وهز الحصن : غضب الله لغضب عليّ !!!!..
فزلزل السماوات كلها حتى خافت الملائكة ووقعوا على وجوههم !!!!!!!... وكفى به شجاعة ربانية !!!....
وأما باب خيبر : فقد كان أربعون رجلاً يتعاونون على سده وقت الليل .. ولما دخل عليّ الحصن : طار
ترسه من يده من كثرة الضرب !!!.. فقلع الباب !!!!.. وكان في يده بمنزلة الترس يتقاتل به !!!!!!!!..
فهو في يده حتى فتح الله عليه " !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!...

فبالله عليكم .. هل هذا القول يصدر من ( عاقل ) ؟؟؟..
أم أنه لا يصدر إلا عن ( مجنون ) لا يصدقه إلا ( مجانين ) مثله ؟؟؟!!!!!!..
وإذا كان عليّ رضي الله عنه بهذه القوة الجبارة كما افترى هؤلاء .. فأين قوته وقد جاء في الحديث نفسه
عن صفية أنه ( استعصى عليه فتح الحصن ) !!!!!.. فكيف استعصى عليه فتح الحصن وهو الذي بضربة
واحدة : شق الرجل ودروعه الحديدية وفرسه والأرض من تحته !!!!!!!!!!..
ثم كيف بمَن كانت هذه قوته أن : يطير ترسه من يده !!!!!..
ثم كيف بعد ذلك وذاك يفترون أن ( عمر الفاروق ) رضي الله عنه قد دفع ( فاطمة ) بنت النبي رضي الله
عنها فاصطدمت ووقعت ( أمام زوجها عليّ ) حتى فقدت حملها بهذه الصدمة وهذه الدفعة !!!!!!..
وهي واحدة من أشهر كذباتهم الصلعاء الحمقاء لإيغال الصدور على الفاروق عمر رضي الله عنه !!..
فسبحان الله العظيم !!!!..
أين غيرة عليّ وقتها ؟؟؟!!!.. بل وأين قوته وزوجته ( تهان ) و( تضرب ) أمامه وهو جالس لا يتحرك كما
يفتري هؤلاء الملاعين .. ولن أزيد إلا : ألا لعنة الله على الكاذبين ...
-------

والآن أخي علاء المناظر :
مثلك يا أيها المعاند المتعالم الشيعي : لا يصلح معك حوار أدب ولا رغبة في إقناعك :
بل يُقام عليك الحُجة من كتبه وكتب قومه وعلمائه ومعمميه : ويُضيق عليه الخناق عند كل خطأ .. أن لم تأتي بروايات الطبراني بأسانيد أخرى للقصة !! > سيكون هناك تناقض في كلامك ..
فدينه الباطل المحرف يمتليء بالكفريات بالفعل وبالشرك والغلو !!!..
فعن ماذا يسأل هذا الجاهل ؟!!!..

يسأل عن التوسل بالذوات وبالأموات (( فقط )) : وهو يعلم أن ذلك باب الشرك فعلا ًبالله !
فلقد رأيت بأم عيني في مصر مَن يسجدون عند عتبة الحسين في المسجد المزعوم قبره فيه هناك !!..
ورأيت مَن يطوف بقبره !!..
ورأيت كيف يسأل عامة الناس والبسطاء أصحاب هذه القبور من دون الله : الرزق والولد والنصرة !
فهل كان سيقع كل ذلك :
لولا أن فـُتح باب التوسل بالأموات الذي لم يفعله النبي ولا صحابته وحذروا منه :
وكان في قصة شرك قوم نوح عليه السلام بصالحيهم الأموات : أبلغ عظة لمَن يرجو الله واليوم الآخر ؟!!..

محمد الصيعري
07-13-2012, 05:54 AM
الزيادة الثانية:
قصة الرجل مع عثمان بن عفان ، وتوسله به صلى الله عليه وسلم حتى قضى له حاجته ، أخرجها الطبراني في ( المعجم الصغير ) وفي
( الكبير ) من طريق عبد الله بن وهب عن شبيب بن سعيد المكي عن روح بن القاسم عن أبي جعفر الخطمي المدني عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف عن عمه عثمان بن حنيف أن رجلاً كان يختلف إلى عثمان بن عفان رضي الله عنه في حاجة له ، فكان عثمان لا يلتفت إليه ، ولا ينظر في حاجته فلقي عثمان بن حنيف ، فشكا ذلك إليه ، فقال له عثمان: ائت الميضأة فتوضأ ، ثم ائت المسجد ، فصل فيه ركعتين ، ثم قل: اللهم إني أسألك وأتوجه إليك بنبينا محمد صلى الله عليه وسلم نبي الرحمة ، وتذكر حاجتك ، ورح إليّ حتى أروح معك ، فانطلق الرجل فصنع ما قال ، ثم أتى باب عثمان بن عفان رضي الله عنه ، فجاء البواب حتى أخذ بيده فأدخله عليه ، فأجلسه معه على الطنفسة ، وقال: حاجتك ؟ فذكر حاجته ، فقضاها له ، ثم قال له: ما ذكرت حاجتك حتى كانت هذه الساعة ، وقال: ما كانت لك من حاجة فأتنا . ثم إن الرجل خرج من عنده ، فلقي عثمان بن حنيف ، فقال له: جزاك الله خيراً ، ما كان ينظر في حاجتي ، ولا يلتفت إليّ حتى كلمته في ، فقال عثمان بن حنيف: والله ما كلمته ، ولكن شهدت رسول الله صلى الله عليه وسلم وأتاه ضرير ، فشكا إليه ذهاب بصره ، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: فتصبر ، فقال: يا رسول الله إنه ليس لي قائد ، وقد شق علي ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ( ائت الميضأة ، فتوضأ ثم صل ركعتين ، ثم ادع بهذه الدعوات ) قال عثمان بن حنيف: فوالله ما تفرقنا ، وطال بنا الحديث حتى دخل علينا الرجل كأنه لم يكن به ضر قط . قال الطبراني: ( لم يروه عن روح بن القاسم إلا شبيب بن سعيد أبو سعيد المكي وهو ثقة ، وهو الذي يحدث عنه أحمد بن شبيب عن أبيه عن يونس بن يزيد الأيلي ، وقد روى هذا الحديث شعبة عن أبي جعفر الخطمي - واسمه عمير بن يزيد - وهو ثقة تفرد به عثمان بن عمر بن فارس عن شعبة ، والحديث صحيح ) . قلت: لا شك في صحة الحديث ، وإنما البحث الآن في هذه القصة التي تفرد بها شبيب بن سعيد كما قال الطبراني ، وشبيب هذا متكلم فيه ، وخاصة في رواية ابن وهب عنه ، لكن تابعه عنه إسماعيل وأحمد ابنا شبيب بن سعيد هذا ، أما إسماعيل فلا أعرفه ، ولم أجد من ذكره ، ولقد أغفلوه حتى لم يذكروه في الرواة عن أبيه ، بخلاف أخيه أحمد فإنه صدوق ، وأما أبوه شبيب فملخص كلامهم فيه أنه ثقة : في حفظه ضعف ، إلا في رواية ابنه أحمد هذا عنه عن يونس خاصة فهو حجة ، فقال الذهبي في ( الميزان ) : ( صدوق يغرب ، ذكره ابن عدي في (كامله ) فقال . . . له نسخة عن يونس بن زيد مستقيمة ، حدث عنه ابن وهب بمناكير ، قال ابن المديني: كان يختلف في تجارة إلى مصر ، وكتابه صحيح قد كتبه عن ابنه أحمد . قال ابن عدي: كان شبيب لعله يغلط ويهم إذا حدث من حفظه ، وأرجو أنه لا يعتمد ، فإذا حدث عنه ابنه أحمد بأحاديث يونس فكأنه يونس آخر . يعني يجوّد ) فهذا الكلام يفيد أن شبيباً هذا لا بأس بحديثه بشرطين اثنين: الأول أن يكون من رواية ابنه أحمد عنه ، والثاني أن يكون من رواية شبيب عن يونس ، والسبب في ذلك أنه كان عنده كتب يونس بن يزيد ، كما قال ابن أبي حاتم في ( الجرح والتعديل ) عن أبيه ، فهو إذا حدث من كتبه هذه أجاد ، وإذا حدث من حفظه وهم كما قال ابن عدي ، وعلى هذا فقول الحافظ في ترجمته من ( التقريب ) : ( لا بأس بحديثه من رواية ابنه أحمد عنه ، لا من رواية ابن وهب ) فيه نظر ، لأنه أوهم أنه لا بأس بحديثه من رواية أحمد عنه مطلقاً ، وليس كذلك ، بل هذا مقيد بأن يكون من روايته هو عن يونس لما سبق ، ويؤيده أن الحافظ نفسه أشار لهذا القيد ، فإنه أورد شبيباً هذا في ( مَن طعن فيه من رجال البخاري ) من ( مقدمة فتح الباري ) ثم دفع الطعن عنه - بعد أن ذكر من وثقه وقول ابن عدي فيه - بقوله: ( قلت: أخرج البخاري من رواية ابنه عنه عن يونس أحاديث ، ولم يخرج من روايته عن غير يونس ، ولا من رواية ابن وهب عنه شيئاً ) . فقد أشار رحمه الله بهذا الكلام إلى أن الطعن قائم في شبيب إذا كانت روايته عن غير يونس ، ولو من رواية ابنه أحمد عنه ، وهذا هو الصواب كما بينته آنفاً ، وعليه يجب أن يحمل كلامه في ( التقريب ) توفيقاً بين كلاميه ، ورفعاً للتعارض بينهما . إذا تبين هذا يظهر لك ضعف هذه القصة ، وعدم صلاحية الاحتجاج بها . ثم ظهر لي فيها علة أخرى وهي الاختلاف على أحمد فيها ، فقد أخرج الحديث ابن السني في ( عمل اليوم والليلة ) والحاكم من ثلاثة طرق عن أحمد بن شبيب بدون القصة ، وكذلك رواه عون بن عمارة البصري ثنا روح ابن القاسم به ، أخرجه الحاكم ، وعون هذا وإن كان ضعيفاً ، فروايته أولى من رواية شبيب ، لموافقتها لرواية شعبة وحماد بن سلمة عن أبي جعفر الخطمي . وخلاصة القول: إن هذه القصة ضعيفة منكرة ، لأمور ثلاث: ضعف حفظ المتفرد بها ، والاختلاف عليه فيها ، ومخالفته للثقات الذين لم يذكروها في الحديث
وأمر واحد من هذه الأمور كاف لإسقاط هذه القصة ، فكيف بها مجتمعة ؟!