مجدي
12-13-2004, 07:28 PM
الحمد لله والصلاة والسلام على محمد رسول الله وعلى اله وصحبه اجمعين,وبعد:
كثيرا ما يدور حوار عقيم بيننا من جهة وبين المخالفين من اهل الملل واهل الكتاب والكفار من جهة اخرى. ويكون سبب عقم الجدال الخلط بالمصطلحات العلمية , ومعاني الاسماء , والمعنى المراد ,ومن بين هذه الاسماء كلمة معروفة ,يستخدمها المخالفين دون ان يعرفوا معنى المراد في استخدامها , او يكون الخلط متعمدا لالباس الموضوع على القاريء.
في هذا الموضوع نود ان نتكلم عن السماء نرجوا الله ان نوفق للصواب , وان نجانب الزلل , انه الموفق ونعم والمولى ونعم النصير , فاقول ولله التوفيق:
السماء: قال في لسان العرب
سما السُّمُوُّ الإِرْتِفاعُ والعُلُوُّ تقول منه سَمَوْتُ سَمَيْتُ مثل عَلَوْت وعَلَـيْت وسلَوْت وسَلَـيْت؛ عن ثعلب
سَمَا الشيءُ يَسْمُو سُمُوًّا فهو سامٍ ارْتَفَعَ
سَمَا به أَسْماهُ أَعلاهُ
ويقال للـحَسيب وللشريف قد سَما
وإِذا رَفَعْتَ بَصَرَك إِلـى الشيء قلت سَما إِلـيه بصري وإِذا رُفِعَ لك شيءٌ من بعيدٍ فاسْتَبَنْتَه قلت سَما لـي شيءٌ
سَما لِـي شخصُ فلان ارْتَفَعَ حتـى اسْتَثْبَتّه
سَما بصرُه علا
وتقول رَدَدْت من سامي طَرْفه إِذا قَصَّرْتَ إِلـيه نفسَه وأَزَلْت نَـخْوته
ويقال ذَهب صيتُه فـي الناس سُماهُ أَي صوته فـي الـخير لا فـي الشر؛ وقوله أَنشده ثعلب
إِلـى جِذْمِ مالٍ قد نَهَكْنا سَوامَه
وأَخْلاقُنا فـيه سَوامٍ طَوامِـحُ
فسره فقال سَوامٍ إِلـى كَرائِمِها فَتَنْـحَرُها للأَضْياف
سَاماهُ عالاه
وفلان لا يُسامَى وقد علا مَنْ ساماهُ
وتَسامَوْا أَي تَبارَوْا
وفـي حديث أُمِّ مَعْبَدٍ وإِن صَمَتَ سَما وعلاهُ البَهاءُ أَي ارْتَفَعَ وعلا علـى جُلَسائه
وفـي حديث ابن زِمْلٍ رَجُل طُوال إِذا تكلـم يَسْمُو أَي يَعْلُو برأْسِه ويديه إِذا تكلـمَ
وفلان يَسْمُو إِلـى الـمَعالِـي إِذا تَطاوَلَ إِلـيها
وفـي حديث عائشة الذي رُوِيَ فـي أَهلِ الإِفْكِ إِنه لـم يكن فـي نِساءِ النبـيّ صلى الله عليه وسلمf> امرأَةٌ تُسامِيها غيرُ زَيْنَبَ فَعَصَمَها اللَّه تعالـى ومعنى تُسامِيِها أَي تُبارِيها وتُفاخِرُها
وقال أَبو عمرو الـمُساماةُ الـمُفاخَرَةُ
وفـي الـحديث قالت زينبُ يا رسولَ اللَّه أَحْمِي سَمْعي وبَصَري وهي التـي كانت تُسامِينـي منهنّ أَي تُعالـينـي وتفاخِرُنـي وهي مُفاعَلة من السُّموّ أَي تُطاوِلُنـي فـي الـحُظْوة عنده؛ ومنه حديث أَهلِ أُحُدٍ أَنهم خَرَجُوا بسيُوفِهم يَتسامَوْنَ كأَنهمُ الفُحول أَي يَتابرَوْنَ ويَتفاخَرُون ويجوز أَن يكون يَتداعَوْن بأَسمائهم؛ وقوله أَنشده ثعلب
باتَ ابنُ أَدْماءَ يُساوِي الأَنْدَرا
سامَى طَعامَ الـحَيِّ حينَ نوَّرا
فسره فقال سامَى ارتَفع وصَعِد؛ قال ابن سيده وعندي أَنه أَراد كلَّـما سَما الزرعُ بالنبات سَمَا هو إِلـيه حتـى أَدرَك فحَصده وسرَقه؛ وقوله أَنشده ثعلب
فارْفَعْ يَدَيْك ثُم سامِ الـحَنْـجَرا
فسره فقال سامِ الـحَنْـجَرَ ارفع يدَيْك إِلـى حَلْقِه
سماءُ كلِّ شيء أَعلاهُ مذكَّر
السَّماءُ سقفُ كلِّ شيء وكلِّ بـيتٍ
والسمواتُ السبعُ سَمَاءُ والسمواتُ السبْع أَطباقُ الأَرَضِينَ وتُـجْمَع سَماءً سَمَواتٍ
وقال الزجاج السماءُ فـي اللغة يقال لكلّ ما ارتفع وعَلا قَدْ سَما يَسْمُو
وكلُّ سقفٍ فهو سَماءٌ ومن هذا قـيل للـحسابِ السماءُ لأنها عاليةٌ، والسماء: كلُّ ما عَلاكَ فأَضَلَّكَ؛ ومنه قـيل لسَقْفُ البـيت سماءٌ
السماءُ التـي تُظِلُّ الأَرضَ أُنثى عند العرب لأَنها جمعُ سَماءةٍ وسبق الـجمعُ الوُحْدانَ فـيها
السماءةُ أَصلُها سَماوةٌ وإِذا ذُكِّرَت السماءُ عَنَوْا به السقفَ
ومنه قول اللَّه تعالـى {السماء {مُنْفَطِرٌ به}؛ ولـم يقل مُنْفَطِرة
الـجوهري السماءُ تذكَّر وتؤنَّث أَيضاً؛ وأَنشد ابن بري فـي التذكير
فلَوْ رفَعَ السماءُ إِلـيه قَوْماً
لَـحِقْنا بالسماءِ مَعَ السَّحابُ
وقال آخر
وقالَتْ سَماءُ البَـيْتُ فَوقَك مُخْـلقٌ
ولَـمَّا تَـيَسَّرَ اجْتِلاءُ الرَّكائبِ(1)
والـجمع أَسْمِيةٌ سُمِيٌّ سَمواتٌ سَماءٌ؛ وقولُ أُمَيَّةَ بنِ أَبـي الصَّلْت
له ما رأَتْ عَيْنُ البَصَير وفَوْقه
سَماءُ الإِلَه فَوقَ سَبْعِ سَمائِيا(2)
قال الـجوهري جَمَعه علـى فعائل كما تُـجْمَعُ سَحابة علـى سحائب ثم ردَّه إِلـى الأَصل ولـم يُنَوِّنْ كما يُنَوَّنُ جوارٍ ثم نَصَبَ الـياء الأَخيرةَ لأَنه جعله بمنزلة الصحيح الذي لا يَنْصرف كما تقول مررت بصحائف وقد بسط ابن سيده القولَ فـي ذلك وقال قال أَبو علـي جاء هذا خارجاً عن الأَصل الذي علـيه الاستعمال من ثلاثة أَوجه أَحدها أَن يكون جمَعَ سماءً علـى فعائل حيث كان واحداً مؤنَّثاً فكأَنَّ الشاعرَ شَبَّهه بِشمالٍ وشَمائل وعَجُوز وعَجائز ونـحو هذه الآحاد الـمؤنَّثة التـي كُسِّرت علـى فَعائل حيث كان واحداً مؤنثاً والـجمعُ الـمستعملُ فـيه فُعولٌ دون فَعائل كما قالوا عَناقٌ وعُنوقٌ فجمْعُه علـى فُعول إِذا كان علـى مِثالِ عَناقٍ فـي التأْنـيثِ هو الـمستعمل فجاء به هذا الشاعر فـي سَمائِيَا علـى غير الـمتسعمل والآخر أَنه قال سَمائي وكان القـياس الذي غلب علـيه الإِستعمال سَمايا فجاء به هذا الشاعر لـما اضطَّر علـى القـياس الـمتروك فقال سَمائي علـى وزن سَحائبَ فوقعَت فـي الطرَف ياءٌ مكسروٌ ما قبلها فلزم أَن تُقلَب أَلفاً إِذا قُلِبَت فـيما لـيس فـيه حرفِ اعتِلالِ فـي هذا الـجمع وذلك قولهم مداري وحروف الاعتلالِ فـي سَمائي أَكثر منها فـي مَداري فإِذا قُلِبت فـي مَداري وجب أَن تلزم هذا الضرب فـيقال سماءَا (وقعت)(1) الهمزة بـين أَلفـين وهي قريبة من الأَلف فتـجتمع حروف متشابهة يُسْتَثقَلُ اجتماعُهُنَّ كما كُره اجتماعُ الـمثلـين والـمُتقاربَـي الـمَخارج فأُدْغِما فأُبدِل من الهمزة ياءٌ فصار سَمايا وهذا الإِبدال إِنما يكون فـي الهمزة إِذا كانت معترِضَة فـي الـجمع مثل جمع سَماءٍ ومَطِيَّةٍ ورَكِيَّةٍ فكان جمع سَماءٍ إِذا جُمع مكسَّراً علـى فعائل أَن يكون كما ذكرنا من نـحو مَطايا ورَكايا لكنم هذا القائل جعله بمنزلة ما لامُهُ صحيح وثبتت قبلَه فـي الـجمع الهمزة فقال سَماءٍ كما قالجوارٍ فهذا وجهٌ آخرُ من الإِخراج عن الأَصل الـمستعمَل والردِّ إِلـى القِـياس الـمَتروكِ الاستعمالِ ثم حرَّك الـياءَ بالفتـح فـي موضع الـجر كما تُـحَرَّكُ من جَوارٍ ومَوالٍ فصار مثل مَوالـيَ؛ وقوله
أَبِـيتُ علـى مَعاريَ واضِحاتٍ
فهذا أَيضاً وجه ثالث من الإِخراج عن الأَصل الـمستعمل وإِنما لـم يأْتِ بالـجمع فـي وجهه أَعنـي أَن يقولَ فوق سبع سَمايا لأَنه كان يصير إِلى الضرب الثالث من الطويل وإِنما مَبْنى هذا الشِّعرِ علـى الضرب الثانـي الذي هو مَفاعِلن لا علـى الثالث الذي هو فعولن
وقوله عزّ وجلّ {ثم استَوى إِلـى السَّماءُ؛ قال أَبو إِسحق لفظُه الواحد ومعناهِ معنى الـجمع قال والدلـيل علـى ذلك قوله {فسَوَّاهُنَّ سبْعَ سَمَواتٍ فـيجب أَن تكون السماءُ جمعاً كالسموات كأَن الواحدَ سَماءَةٌ سَماوَة وزعم الأَخفش أَن السماءَ جائزٌ أَن يكون واحداً كما تقولُ كثُر الدينارُ والدرهم بأَيْدِي الناس
السماء السَّحابُ
السماءُ الـمطرُ مذكَّر
يقال ما زِلنا نَطأُ السماءَ حتـى أَتَـيْناكُم أَي الـمطر ومنهم من يؤَنِّثُه وإِن كان بمَعنى الـمطر كما تذكَّر السماءُ وإِن كانت مؤنَّثة كقوله تعالـى السماءُ {مُنفَطِرٌ به}؛ قال مِعَوِّدُ الـحُكماءِ معاويةُ بنُ مالِكٍإِذا سَقَطَ السماءُ بأَرضِ قوْمٍ
رَعَيْناه وإِن كانتوا غِضابا(2)
وسُمِّيَ مُعَوِّدَ الـحُكَماء لقوله فـي هذه القصيدة
أُعَوِّدُ مِثْلَها الـحُكَماءَ بعْدي
إِذا ما الـحقُّ فـي الـحدَثانِ نابا
ويجمع علـى أَسمِيَة سُمِيَ علـى فُعُولٍ؛ قال رؤبة
تَلُفُّه الأَرواحُ والسُّمِيُّ
فـي دِفْءِ أَرْطاةٍ لها حَنـيُّ
وهذا الرجل أَورده الـجوهري
تلُفّه الرِّياحُ والسُّمِيُّ
والصواب ما أَوردناه وأَنشد ابن بري للطرمَّاح
ومـحاهُ تَهْطالُ أَسمِيَةٍ
كلَّ يومٍ ولـيلةٍ تَرِدُهْ ويُسَمَّى العشبُ أَيضاً سَماءً لأَنه يكون عن السماءِ الذي هو الـمطر كما سَمَّوا النبات ندًى لأَنه يكون عن النَّدى الذي هو الـمطر ويسمَّى الشحمُ ندًى لأَنه يكون عن النبات؛ قال الشاعر
فلـما رأَى أَن السماءَ سَماؤُهم
أَتـى خُطَّةً كان الـخُضُوع نَكيرها
أَي رأَى أَن العُشبَ عُشبُهم فخضع لهم لـيرعى إِبلَه فـيه
وفـي الـحديث صلّـى بنا إِثْرَ سَماءٍ من اللـيل أَي إِثْر مطرٍ سمِّي الـمطر سَماءً لأَنه يَنزِلُ من السماء
وقالوا هاجَتْ بهم سَماء جَوْد فأَنَّثوه لتعَلُّقِه بالسماءِ التـي تُظِلُّ الأَرض
السماءُ أَيضاً الـمطَرة الـجديدة(1)
يقال أَصابتهم سَماءٌ سُمِيٌّ كثـيرةٌ وثلاثُ سُمِيَ وقال الـجمع الكثـيرُ سُمِيٌّ
السماءُ ظَهْرُ الفَرس لعُلُوِّه؛ وقال طُفَـيْل الغَنَوي
وأَحْمَر كالدِّيباجِ أَما سَماؤُه
فرَيَّا وأَما أَرْضُه فمُـحُولُ
سَماءُ النَّعْلِ أَعلاها التـي تقع علـيها القدم
سَماوةُ البـيتَ سَقْفُه؛ وقال علقمة
سَماوَتُه من أَتْـحَمِيَ مُعَصَّبِ
قال ابن بري صواب إِنشاده بكماله
سَماوتُه أَسمالُ بُرْدٍ مُـحَبَّرٍ
وصَهوَتُه من أَتْـحَمِيَ مُعَصَّبِ
قال والبـيت لطفـيل
سَماءُ البـيت رُواقُه وهي الشُّقة التـي دونَ العُلـيا، أُنثى وقد تذكَّر
سَماوَتُه كسمائِه
سَماوةُ كلِّ شيءٍ شخْصُه وطلْعتُه والـجمع من كلِّ ذلك سَماءٌ سَماوٌ وحكى الأَخيرة الكسائيُّ غيرَ مُعْتَلَّة؛ وأَنشد ذو الرمة
وأَقَسَمَ سَيَّارٌ مع الرَّكْبِ لـم يَدَعْ
تَراوُحُ حافاتِ السَّماوِ له صَدْرا
هكذا أَنشده بتصحيح الواو
اسْتماهُ نظر إِلـى سَماوَتِهِ
سَماوَةُ الهِلالِ شَخْصه إِذا ارْتَفَع عن الأُفُق شيئاً؛ وأَنشد للعجاج
ناجٍ طَواهُ الأَيْنُ هَمًّا وجَفا
طَيَّ اللـيالـي زُلَفاً فزُلَفا
سَماوةَ الهلالِ حتـى احقَوْقَفا
هكذا اوردته ليعلم الجميع ان كثير ممن يخلط في الموضوع انه يستطيع ان يعرف الفرق بين كل ذكر للسماء اذا رجع الى المعاجم.
قال الامام العلامة ابو جعفر الطبري في تأويل والسماء بناء:
قال أبو جعفر: وإنـما سميت السماء سماءً لعلوّها علـى الأرض وعلـى سكانها من خـلقه، وكل شيء كان فوق شيء آخر فهو لـما تـحته سماءٌ. ولذلك قـيـل لسقـف البـيت سماؤه، لأنه فوقه مرتفع علـيه، ولذلك قـيـل: سما فلان لفلان: إذا أشرف له وقصد نـحوه عالـيا علـيه، كما قال الفرزدق:
سَمَوْنَا لِنَـجْرَانَ الـيَـمانِـي وأهْلِهِ
وَنَـجْرَانُ أَرْضٌ لَـمْ تُدَيَّثْ مَقاوِلُه
وكما قال نابغة بنـي ذبـيان:
سَمَتْ لـي نَظْرَةٌ فَرأيْتُ مِنْهَا
تُـحَيْتَ الـخِدْرِ وَاضِعَةَ القِرَامِ
يريد بذلك: أشرفت لـي نظرة وبدت، فكذلك السماء: سُميت للأرض سماءً، لعلوّها وإشرافها علـيها. كما:
حدثنـي موسى بن هارون، قال: حدثنا عمرو بن حماد، قال: حدثنا أسبـاط، عن السدي فـي خبر ذكره، عن أبـي مالك، وعن أبـي صالـح، عن ابن عبـاس، وعن مرة، عن ابن مسعود، وعن ناس من أصحاب النبـي صلى الله عليه وسلم: وَالسَّماءَ بِناءً، فبناء السماء علـى الأرض كهيئة القبة، وهي سقـف علـى الأرض.
وحدثنا بشر بن معاذ، قال: حدثنا يزيد، عن سعيد، عن قتادة فـي قول الله وَالسَّمَاءَ بِنَاءً قال: جعل السماء سقـفـا لك.
.
كثيرا ما يدور حوار عقيم بيننا من جهة وبين المخالفين من اهل الملل واهل الكتاب والكفار من جهة اخرى. ويكون سبب عقم الجدال الخلط بالمصطلحات العلمية , ومعاني الاسماء , والمعنى المراد ,ومن بين هذه الاسماء كلمة معروفة ,يستخدمها المخالفين دون ان يعرفوا معنى المراد في استخدامها , او يكون الخلط متعمدا لالباس الموضوع على القاريء.
في هذا الموضوع نود ان نتكلم عن السماء نرجوا الله ان نوفق للصواب , وان نجانب الزلل , انه الموفق ونعم والمولى ونعم النصير , فاقول ولله التوفيق:
السماء: قال في لسان العرب
سما السُّمُوُّ الإِرْتِفاعُ والعُلُوُّ تقول منه سَمَوْتُ سَمَيْتُ مثل عَلَوْت وعَلَـيْت وسلَوْت وسَلَـيْت؛ عن ثعلب
سَمَا الشيءُ يَسْمُو سُمُوًّا فهو سامٍ ارْتَفَعَ
سَمَا به أَسْماهُ أَعلاهُ
ويقال للـحَسيب وللشريف قد سَما
وإِذا رَفَعْتَ بَصَرَك إِلـى الشيء قلت سَما إِلـيه بصري وإِذا رُفِعَ لك شيءٌ من بعيدٍ فاسْتَبَنْتَه قلت سَما لـي شيءٌ
سَما لِـي شخصُ فلان ارْتَفَعَ حتـى اسْتَثْبَتّه
سَما بصرُه علا
وتقول رَدَدْت من سامي طَرْفه إِذا قَصَّرْتَ إِلـيه نفسَه وأَزَلْت نَـخْوته
ويقال ذَهب صيتُه فـي الناس سُماهُ أَي صوته فـي الـخير لا فـي الشر؛ وقوله أَنشده ثعلب
إِلـى جِذْمِ مالٍ قد نَهَكْنا سَوامَه
وأَخْلاقُنا فـيه سَوامٍ طَوامِـحُ
فسره فقال سَوامٍ إِلـى كَرائِمِها فَتَنْـحَرُها للأَضْياف
سَاماهُ عالاه
وفلان لا يُسامَى وقد علا مَنْ ساماهُ
وتَسامَوْا أَي تَبارَوْا
وفـي حديث أُمِّ مَعْبَدٍ وإِن صَمَتَ سَما وعلاهُ البَهاءُ أَي ارْتَفَعَ وعلا علـى جُلَسائه
وفـي حديث ابن زِمْلٍ رَجُل طُوال إِذا تكلـم يَسْمُو أَي يَعْلُو برأْسِه ويديه إِذا تكلـمَ
وفلان يَسْمُو إِلـى الـمَعالِـي إِذا تَطاوَلَ إِلـيها
وفـي حديث عائشة الذي رُوِيَ فـي أَهلِ الإِفْكِ إِنه لـم يكن فـي نِساءِ النبـيّ صلى الله عليه وسلمf> امرأَةٌ تُسامِيها غيرُ زَيْنَبَ فَعَصَمَها اللَّه تعالـى ومعنى تُسامِيِها أَي تُبارِيها وتُفاخِرُها
وقال أَبو عمرو الـمُساماةُ الـمُفاخَرَةُ
وفـي الـحديث قالت زينبُ يا رسولَ اللَّه أَحْمِي سَمْعي وبَصَري وهي التـي كانت تُسامِينـي منهنّ أَي تُعالـينـي وتفاخِرُنـي وهي مُفاعَلة من السُّموّ أَي تُطاوِلُنـي فـي الـحُظْوة عنده؛ ومنه حديث أَهلِ أُحُدٍ أَنهم خَرَجُوا بسيُوفِهم يَتسامَوْنَ كأَنهمُ الفُحول أَي يَتابرَوْنَ ويَتفاخَرُون ويجوز أَن يكون يَتداعَوْن بأَسمائهم؛ وقوله أَنشده ثعلب
باتَ ابنُ أَدْماءَ يُساوِي الأَنْدَرا
سامَى طَعامَ الـحَيِّ حينَ نوَّرا
فسره فقال سامَى ارتَفع وصَعِد؛ قال ابن سيده وعندي أَنه أَراد كلَّـما سَما الزرعُ بالنبات سَمَا هو إِلـيه حتـى أَدرَك فحَصده وسرَقه؛ وقوله أَنشده ثعلب
فارْفَعْ يَدَيْك ثُم سامِ الـحَنْـجَرا
فسره فقال سامِ الـحَنْـجَرَ ارفع يدَيْك إِلـى حَلْقِه
سماءُ كلِّ شيء أَعلاهُ مذكَّر
السَّماءُ سقفُ كلِّ شيء وكلِّ بـيتٍ
والسمواتُ السبعُ سَمَاءُ والسمواتُ السبْع أَطباقُ الأَرَضِينَ وتُـجْمَع سَماءً سَمَواتٍ
وقال الزجاج السماءُ فـي اللغة يقال لكلّ ما ارتفع وعَلا قَدْ سَما يَسْمُو
وكلُّ سقفٍ فهو سَماءٌ ومن هذا قـيل للـحسابِ السماءُ لأنها عاليةٌ، والسماء: كلُّ ما عَلاكَ فأَضَلَّكَ؛ ومنه قـيل لسَقْفُ البـيت سماءٌ
السماءُ التـي تُظِلُّ الأَرضَ أُنثى عند العرب لأَنها جمعُ سَماءةٍ وسبق الـجمعُ الوُحْدانَ فـيها
السماءةُ أَصلُها سَماوةٌ وإِذا ذُكِّرَت السماءُ عَنَوْا به السقفَ
ومنه قول اللَّه تعالـى {السماء {مُنْفَطِرٌ به}؛ ولـم يقل مُنْفَطِرة
الـجوهري السماءُ تذكَّر وتؤنَّث أَيضاً؛ وأَنشد ابن بري فـي التذكير
فلَوْ رفَعَ السماءُ إِلـيه قَوْماً
لَـحِقْنا بالسماءِ مَعَ السَّحابُ
وقال آخر
وقالَتْ سَماءُ البَـيْتُ فَوقَك مُخْـلقٌ
ولَـمَّا تَـيَسَّرَ اجْتِلاءُ الرَّكائبِ(1)
والـجمع أَسْمِيةٌ سُمِيٌّ سَمواتٌ سَماءٌ؛ وقولُ أُمَيَّةَ بنِ أَبـي الصَّلْت
له ما رأَتْ عَيْنُ البَصَير وفَوْقه
سَماءُ الإِلَه فَوقَ سَبْعِ سَمائِيا(2)
قال الـجوهري جَمَعه علـى فعائل كما تُـجْمَعُ سَحابة علـى سحائب ثم ردَّه إِلـى الأَصل ولـم يُنَوِّنْ كما يُنَوَّنُ جوارٍ ثم نَصَبَ الـياء الأَخيرةَ لأَنه جعله بمنزلة الصحيح الذي لا يَنْصرف كما تقول مررت بصحائف وقد بسط ابن سيده القولَ فـي ذلك وقال قال أَبو علـي جاء هذا خارجاً عن الأَصل الذي علـيه الاستعمال من ثلاثة أَوجه أَحدها أَن يكون جمَعَ سماءً علـى فعائل حيث كان واحداً مؤنَّثاً فكأَنَّ الشاعرَ شَبَّهه بِشمالٍ وشَمائل وعَجُوز وعَجائز ونـحو هذه الآحاد الـمؤنَّثة التـي كُسِّرت علـى فَعائل حيث كان واحداً مؤنثاً والـجمعُ الـمستعملُ فـيه فُعولٌ دون فَعائل كما قالوا عَناقٌ وعُنوقٌ فجمْعُه علـى فُعول إِذا كان علـى مِثالِ عَناقٍ فـي التأْنـيثِ هو الـمستعمل فجاء به هذا الشاعر فـي سَمائِيَا علـى غير الـمتسعمل والآخر أَنه قال سَمائي وكان القـياس الذي غلب علـيه الإِستعمال سَمايا فجاء به هذا الشاعر لـما اضطَّر علـى القـياس الـمتروك فقال سَمائي علـى وزن سَحائبَ فوقعَت فـي الطرَف ياءٌ مكسروٌ ما قبلها فلزم أَن تُقلَب أَلفاً إِذا قُلِبَت فـيما لـيس فـيه حرفِ اعتِلالِ فـي هذا الـجمع وذلك قولهم مداري وحروف الاعتلالِ فـي سَمائي أَكثر منها فـي مَداري فإِذا قُلِبت فـي مَداري وجب أَن تلزم هذا الضرب فـيقال سماءَا (وقعت)(1) الهمزة بـين أَلفـين وهي قريبة من الأَلف فتـجتمع حروف متشابهة يُسْتَثقَلُ اجتماعُهُنَّ كما كُره اجتماعُ الـمثلـين والـمُتقاربَـي الـمَخارج فأُدْغِما فأُبدِل من الهمزة ياءٌ فصار سَمايا وهذا الإِبدال إِنما يكون فـي الهمزة إِذا كانت معترِضَة فـي الـجمع مثل جمع سَماءٍ ومَطِيَّةٍ ورَكِيَّةٍ فكان جمع سَماءٍ إِذا جُمع مكسَّراً علـى فعائل أَن يكون كما ذكرنا من نـحو مَطايا ورَكايا لكنم هذا القائل جعله بمنزلة ما لامُهُ صحيح وثبتت قبلَه فـي الـجمع الهمزة فقال سَماءٍ كما قالجوارٍ فهذا وجهٌ آخرُ من الإِخراج عن الأَصل الـمستعمَل والردِّ إِلـى القِـياس الـمَتروكِ الاستعمالِ ثم حرَّك الـياءَ بالفتـح فـي موضع الـجر كما تُـحَرَّكُ من جَوارٍ ومَوالٍ فصار مثل مَوالـيَ؛ وقوله
أَبِـيتُ علـى مَعاريَ واضِحاتٍ
فهذا أَيضاً وجه ثالث من الإِخراج عن الأَصل الـمستعمل وإِنما لـم يأْتِ بالـجمع فـي وجهه أَعنـي أَن يقولَ فوق سبع سَمايا لأَنه كان يصير إِلى الضرب الثالث من الطويل وإِنما مَبْنى هذا الشِّعرِ علـى الضرب الثانـي الذي هو مَفاعِلن لا علـى الثالث الذي هو فعولن
وقوله عزّ وجلّ {ثم استَوى إِلـى السَّماءُ؛ قال أَبو إِسحق لفظُه الواحد ومعناهِ معنى الـجمع قال والدلـيل علـى ذلك قوله {فسَوَّاهُنَّ سبْعَ سَمَواتٍ فـيجب أَن تكون السماءُ جمعاً كالسموات كأَن الواحدَ سَماءَةٌ سَماوَة وزعم الأَخفش أَن السماءَ جائزٌ أَن يكون واحداً كما تقولُ كثُر الدينارُ والدرهم بأَيْدِي الناس
السماء السَّحابُ
السماءُ الـمطرُ مذكَّر
يقال ما زِلنا نَطأُ السماءَ حتـى أَتَـيْناكُم أَي الـمطر ومنهم من يؤَنِّثُه وإِن كان بمَعنى الـمطر كما تذكَّر السماءُ وإِن كانت مؤنَّثة كقوله تعالـى السماءُ {مُنفَطِرٌ به}؛ قال مِعَوِّدُ الـحُكماءِ معاويةُ بنُ مالِكٍإِذا سَقَطَ السماءُ بأَرضِ قوْمٍ
رَعَيْناه وإِن كانتوا غِضابا(2)
وسُمِّيَ مُعَوِّدَ الـحُكَماء لقوله فـي هذه القصيدة
أُعَوِّدُ مِثْلَها الـحُكَماءَ بعْدي
إِذا ما الـحقُّ فـي الـحدَثانِ نابا
ويجمع علـى أَسمِيَة سُمِيَ علـى فُعُولٍ؛ قال رؤبة
تَلُفُّه الأَرواحُ والسُّمِيُّ
فـي دِفْءِ أَرْطاةٍ لها حَنـيُّ
وهذا الرجل أَورده الـجوهري
تلُفّه الرِّياحُ والسُّمِيُّ
والصواب ما أَوردناه وأَنشد ابن بري للطرمَّاح
ومـحاهُ تَهْطالُ أَسمِيَةٍ
كلَّ يومٍ ولـيلةٍ تَرِدُهْ ويُسَمَّى العشبُ أَيضاً سَماءً لأَنه يكون عن السماءِ الذي هو الـمطر كما سَمَّوا النبات ندًى لأَنه يكون عن النَّدى الذي هو الـمطر ويسمَّى الشحمُ ندًى لأَنه يكون عن النبات؛ قال الشاعر
فلـما رأَى أَن السماءَ سَماؤُهم
أَتـى خُطَّةً كان الـخُضُوع نَكيرها
أَي رأَى أَن العُشبَ عُشبُهم فخضع لهم لـيرعى إِبلَه فـيه
وفـي الـحديث صلّـى بنا إِثْرَ سَماءٍ من اللـيل أَي إِثْر مطرٍ سمِّي الـمطر سَماءً لأَنه يَنزِلُ من السماء
وقالوا هاجَتْ بهم سَماء جَوْد فأَنَّثوه لتعَلُّقِه بالسماءِ التـي تُظِلُّ الأَرض
السماءُ أَيضاً الـمطَرة الـجديدة(1)
يقال أَصابتهم سَماءٌ سُمِيٌّ كثـيرةٌ وثلاثُ سُمِيَ وقال الـجمع الكثـيرُ سُمِيٌّ
السماءُ ظَهْرُ الفَرس لعُلُوِّه؛ وقال طُفَـيْل الغَنَوي
وأَحْمَر كالدِّيباجِ أَما سَماؤُه
فرَيَّا وأَما أَرْضُه فمُـحُولُ
سَماءُ النَّعْلِ أَعلاها التـي تقع علـيها القدم
سَماوةُ البـيتَ سَقْفُه؛ وقال علقمة
سَماوَتُه من أَتْـحَمِيَ مُعَصَّبِ
قال ابن بري صواب إِنشاده بكماله
سَماوتُه أَسمالُ بُرْدٍ مُـحَبَّرٍ
وصَهوَتُه من أَتْـحَمِيَ مُعَصَّبِ
قال والبـيت لطفـيل
سَماءُ البـيت رُواقُه وهي الشُّقة التـي دونَ العُلـيا، أُنثى وقد تذكَّر
سَماوَتُه كسمائِه
سَماوةُ كلِّ شيءٍ شخْصُه وطلْعتُه والـجمع من كلِّ ذلك سَماءٌ سَماوٌ وحكى الأَخيرة الكسائيُّ غيرَ مُعْتَلَّة؛ وأَنشد ذو الرمة
وأَقَسَمَ سَيَّارٌ مع الرَّكْبِ لـم يَدَعْ
تَراوُحُ حافاتِ السَّماوِ له صَدْرا
هكذا أَنشده بتصحيح الواو
اسْتماهُ نظر إِلـى سَماوَتِهِ
سَماوَةُ الهِلالِ شَخْصه إِذا ارْتَفَع عن الأُفُق شيئاً؛ وأَنشد للعجاج
ناجٍ طَواهُ الأَيْنُ هَمًّا وجَفا
طَيَّ اللـيالـي زُلَفاً فزُلَفا
سَماوةَ الهلالِ حتـى احقَوْقَفا
هكذا اوردته ليعلم الجميع ان كثير ممن يخلط في الموضوع انه يستطيع ان يعرف الفرق بين كل ذكر للسماء اذا رجع الى المعاجم.
قال الامام العلامة ابو جعفر الطبري في تأويل والسماء بناء:
قال أبو جعفر: وإنـما سميت السماء سماءً لعلوّها علـى الأرض وعلـى سكانها من خـلقه، وكل شيء كان فوق شيء آخر فهو لـما تـحته سماءٌ. ولذلك قـيـل لسقـف البـيت سماؤه، لأنه فوقه مرتفع علـيه، ولذلك قـيـل: سما فلان لفلان: إذا أشرف له وقصد نـحوه عالـيا علـيه، كما قال الفرزدق:
سَمَوْنَا لِنَـجْرَانَ الـيَـمانِـي وأهْلِهِ
وَنَـجْرَانُ أَرْضٌ لَـمْ تُدَيَّثْ مَقاوِلُه
وكما قال نابغة بنـي ذبـيان:
سَمَتْ لـي نَظْرَةٌ فَرأيْتُ مِنْهَا
تُـحَيْتَ الـخِدْرِ وَاضِعَةَ القِرَامِ
يريد بذلك: أشرفت لـي نظرة وبدت، فكذلك السماء: سُميت للأرض سماءً، لعلوّها وإشرافها علـيها. كما:
حدثنـي موسى بن هارون، قال: حدثنا عمرو بن حماد، قال: حدثنا أسبـاط، عن السدي فـي خبر ذكره، عن أبـي مالك، وعن أبـي صالـح، عن ابن عبـاس، وعن مرة، عن ابن مسعود، وعن ناس من أصحاب النبـي صلى الله عليه وسلم: وَالسَّماءَ بِناءً، فبناء السماء علـى الأرض كهيئة القبة، وهي سقـف علـى الأرض.
وحدثنا بشر بن معاذ، قال: حدثنا يزيد، عن سعيد، عن قتادة فـي قول الله وَالسَّمَاءَ بِنَاءً قال: جعل السماء سقـفـا لك.
.