المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الأحاديث النبوية الشريفة وتوبة الساحر



muslimah
03-20-2006, 03:48 PM
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه

يقول الله جل في علاه {وَمَن يَعْشُ عَن ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَاناً فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ }الزخرف36‏
كلما ازداد العبد من ربه بُعداً ازداد من الشيطان قُربا ...فيبعد عن رحمة الله ... ومن سلك سبيل ‏الشيطان وكله الله له فصار من الأشقياء وهكذا كان داود محمد فرحان ...
إنه رجل من اليمن باع ‏نفسه للشيطان فأمضى حوالي ربع قرن من الزمان في النصب والاحتيال وتضليل الناس وذلك ‏بتعامله في السحر الذي ورثه عن أبيه مقابل كسب مادي {............. وَلَقَدْ عَلِمُواْ لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا ‏لَهُ فِي الآخِرَةِ مِنْ خَلاَقٍ وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْاْ بِهِ أَنفُسَهُمْ لَوْ كَانُواْ يَعْلَمُونَ }البقرة102 ‏

أجرت معه قناة المجد لقاءً من حلقتين وقد شاهدتُ كلتيهما ...وأستطيع تلخيصهما في 3 نقاط ‏حسب ما قاله داود:-‏
‏1-‏ السحر انسلاخ الساحر التام عن الإسلام بما قيه من عبادات وقيم وطاعة كاملة للشيطان... وكلما ‏زادت طاعته للشياطين كلما ساعدوه في أداءالسحر . وحتى يكسب مصداقية أمام الناس ‏فقد كان يرتاد المساجد ويصلي ويقوم بكل ما يقوم به الصالحون لإيهام الناس أنه من ‏أولياء الله ...يعلم الغيب... ويُجري الله على أيديهم معجزات خارقة ... بينما حقيقة الأمر ‏أن كل ما كان يقوم به ما هو إلا أعمال تصدر عن الشياطين وهو واجهة فقط.. فلا يعلم ‏الغيب إلا الله ...ولا يشفي إلا الله... ولايحقق مطالب عباده إلا الله . كان داود يسجد ‏للشيطان قبل خروجه من بيته ...وما كان يقوم به من عبادات لم تكن نيته توجيهها إلى الله ‏بل إلى الشياطين وهذا شرط أساسي في قبول الشياطين للتعامل مع السحرة
‏2-‏ قام الشياطين بوضع شكل للصليب على ظهر داود وكأنهم جمركوه حسب تعبيره ليكون ‏نصرانياً ..وقد عُرض ظهره على شاشة التلفاز وعليه شكل صليب.‏
‏3-‏ ‏ روى قصة توبته ‏

وهنا لا تهمني النقطة الأولى ولا الثانية ...فكتاب الله واضح فيهما ..نعرف أن السحر كفر ‏وبالتالي فالساحر كافر... ونعرف أن الشياطين هم أعداؤنا ولا يمكن أن تعيننا إلا على باطل ‏‏...وهذا سبب مساعدتهم له فالهدف إخراجه من دين الله ... وسبب تنصيرهم له هو علمهم أن ‏الصلب والنصرانية باطلان . ولن أخوض في هذا الموضوع لاختصاص المنتدى.‏

الذي يهمنا في الموضوع هو قصة توبته والتي ألخصها حسب ما رواها على هذا النحو :-‏
كان يتجول في القرى والمدن يقدم للناس خدماته للناس أي النصب عليهم مقابل أموال طائلة.. ‏وذات مرة كان في مدينة باجل حيث يكثر من يصدقون السحر وبذلك يكثر الزبائن فيزيد المال وهو الهدف الأهم عنده. ‏
كان في ضيافة أحد سكان المدينة من أصدقائه... وكان من عادته العمل بعد منتصف الليل وإلى ‏وقت الفجر ...لكنه ذات ليلة شعر بإرهاق ألجأه إلى الفراش مبكراً ...فرأى في نومه أنه مات.. ‏ورغم موته كان يسمع الناس من حوله...وكان يريد الحديث والصراخ لكنه لم يستطع ... أدخلوه ‏القبر ، فجاءه الملكان منكر ونكير وسألوه " من ربك ... ما دينك....من ذلك الرجل الذي أرسله ‏الله للناس" فلم يُجب عن أي سؤال ‏
أحضروا قِدراً عظيم الحجم بداخله شيء يغلي مثل الزفت (القار) ‏
وكان أمام القدر ساحة مرعبة مفروشة بالنار
طلب الملكان منه أن يتوضأ مما في القدر ويصلي في الساحة
تردد في ذلك لعلمه أن لحمه سيتساقط لو لمس ذلك ... ولكن يداً حديدية ظهرت من تحت الأرض ‏وأرادت أن ترفعه وتطرحه في القدر فصرخ صرخة مدوية أيقظت أهل البيت الذين هرعوا ليروا ‏ما حدث
هدأهم وطلب منهم العودة إلى فراشهم دون أن يخبرهم الحقيقة

ثم عاد هو للنوم مرة أخرى ....وعاوده الحلم المرعب مرة أخرى ولكن بشكل آخر ...
ففي هذه المرة ‏رأى والده المتوفى منذ زمن ....وقد كان في مكان منخفض عن المكان الذي كان فيه داود فناداه قائلاً : أخرج من هنا ‏يا داود ..أهرب...سأله كيف يستطيع ذلك ....فقال الأب أُترك ما أنت عليه فهو باطل وعد إلى ‏الحق ...إقرأ كتاب الله ...عُد إلى الله ...الحق هو الله
استيقظ داود مرعوباً ..وشعر بصدق ما قاله أبوه ..وبأن الشياطين لم تستطع مساعدته... قرر التوبة ‏...فهمَّ بالقيام من فراشه ليذهب ليتوضأ ...لكنه كان من الضعف الشديد بحيث لم يستطع الوقوف على قدميه... أخذ ‏بالتضرع إلى الله أن يساعده ويغفر له فاستجاب الله دعاءه ...فذهب وتوضأ ....وما إن وقف على سجادة الصلاة حتى ‏ظهرت له إحدى الجنيات لتغويه لكنه أعرض عنها على عكس ما كان يفعل سابقاً ... أتت ‏أخريات وكن يقمن بحركات لإغوائه إلا أنه لم يستجب ...بل أخذ بقراءة سورة الفاتحة ثم سورة ‏الإخلاص التي كررها عدة مرات فاختفت الجنيات ... صلى الركعة الأولى وسجد لأول مرة في ‏حياته ....
قام للركعة الثانية فعادت الجنيات وقد أحضرن معهن رجال من الجن وقفوا ليحولوا ‏بينه وبين الصلاة...أراد أن يغمض عينيه حتى لا يراهم ...إلا أنه لم يستطع وكأن مسامير في عينيه ‏كانت تحول دون ذلك فترغمها على البقاء مفتوحة...عاد لقراءة الفاتحة والخلاص فتمكن من الركوع ....وهناك حمد الله أن ‏أعانه على السجود في الركعة الأولى ... وتضرع إليه أن ينصره على الجن ...اختفى الجن وأكمل ‏داود صلاته ..وبقي ساهراً ينتظر صلاة الفجر...
ذهب إلى المسجد بعناء شديد فكان يشعر بثقل ‏كبير وكأن شيئاً يشده إلى الخارج... لكنه أتم الصلاة وعاد إلى بيت مضيفه فوجد زبائن بانتظاره... ‏أخبرهم أنه تاب ولن يعود لممارسة السحر...
ظنوا أنه متعب فعرضوا عليه القات الذي كان يستعمله باستمرار إلا أنه رفض .‏كلموه كثيراً لكنه أصر على موقفه
كان ذلك صباح يوم الجمعة ...وما أن حان وقت صلاة الجمعة حتى رأى عند باب الغرفة - وهو مستيقظ وبكامل ‏وعيه - أباه يقول له إتق الله وقم فصلِّ ‏....
وهذا ما فعل ولله الحمد....
نعوذ بالله من شر كل ما هو آخذ بناصيته ونسأل الله له ولنا الثبات وللجميع الهداية

ليس الهدف من هذا الموضوع المؤانسة ولا نقل خبر.. لكنه موجه لمنكري السنة فقد وردت أحداث في قصة الساحر التائب ولها سند في ‏أحاديث كثيرة عن حال الموتى والقبر وأهواله وأحاديث عن كيفية طرد الشياطين فماذا لديهم ‏منها علماً بأن القبر هو أول مراحل القيامة فهو قيامة الميت الصغرى؟؟؟

‏1- جاء في الحديث الشريف عما يحدث للميت عن البراء رضي الله عنه قال : خرجنا مع رسول ‏الله صلى الله عليه وسلم في جنازة رجل من الأنصار فانتهينا إلى القبر ولما يلحد فجلس رسول ‏الله صلى الله عليه وسلم وجلسنا حوله كأنما على رؤوسنا الطير وفي يده عود ينكت به فرفع ‏رأسه فقال : استعيذوا بالله من عذاب القبر ، ثلاث مرات ، - أو مرتين - ثم قال : إن العبد المؤمن ‏إذا كان في انقطاع من الدنيا و إقبال من الآخرة نزل إليه من السماء ملائكة بيض الوجوه كأن ‏وجوههم الشمس حتى يجلسون منه مد البصر معهم كفن من أكفان الجنة وحنوط من حنوط الجنة ‏يجيء ملك الموت فيقعد عند رأسه فيقول أيتها النفس الطيبة اخرجي إلى مغفرة من الله ورضوان ‏فتخرج تسيل كما تسيل القطرة من في السقاء فإذا أخذوها لم يدعوها في يده طرفة عين حتى ‏يأخذوها فيجعلوها في ذلك الكفن وذلك الحنوط فيخرج منها كأطيب نفحة مسك وجدت على وجه ‏الأرض فيصعدون فلا يمرون بها على ملأ من الملائكة إلا قالوا : ما هذا الروح الطيب ؟ ‏فيقولون: هذا فلان بن فلان بأحسن أسمائه التي كان يسمى بها في الدنيا حتى ينتهي بها إلى ‏السماء الدنيا فيستفتح فيفتح لهم فيستقبله من كل سماء مقربوها إلى السماء التي تليها حتى ينتهي ‏به إلى السماء السابعة ، قال : فيقول الله : اكتبوا كتاب عبدي في عليين في السماء السابعة ‏وأعيدوه إلى الأرض فإني منها خلقتهم وفيها أعيدهم ومنها أخرجهم تارة أخرى فتعاد روحه في ‏جسده ويأتيه ملكان فيُجلسانه فيقولان له : من ربك ؟ فيقول : ربي الله ، فيقولان له : ما دينك ؟ ‏فيقول : ديني الإسلام فيقولان له : ما هذا الرجل الذي بعث فيكم ؟ فيقول : هو رسول الله صلى ‏الله عليه وسلم . فيقولان : ما عملك ؟ فيقول : قرأت كتاب الله وآمنت به وصدقت به فينادي مناد ‏من السماء أن صدق عبدي فأفرشوه من الجنة وألبسوه من الجنة وافتحوا له بابا إلى الجنة فيأتيه ‏من طيبها وروحها ويفسح له في قبره مد بصره ويأتيه رجل حسن الوجه حسن الثياب طيب ‏الريح فيقول : أبشر بالذي يسرك هذا يومك الذي كنت توعد ، فيقول : ومن أنت ؟ فوجهك الوجه ‏الذي يجيء بالخير فيقول : أنا عملك الصالح ، فيقول: رب أقم الساعة حتى أرجع إلى أهلي ‏ومالي . وإن العبد الكافر إذا كان في انقطاع من الدنيا وإقبال من الآخرة نزل إليه من السماء ‏ملائكة سود الوجوه معهم المسوح حتى يجلسون منه مد البصر ثم قال : ثم يجيء ملك الموت ‏حتى يجلس عند رأسه فيقول : يا أيتها النفس الخبيثة اخرجي إلى سخط الله وغضبه قال : فتفرق ‏في جسده ، قال : فتخرج فينقطع معها العروق والعصب كما تنزع السفود من الصوف المبلول ‏فيأخذها فإذا أخذها لم يدعوها في يده طرفة عين حتى يأخذوها فيجعلوها في تلك المُسوح فيخرج ‏منها كأنتن ريح جيفة وجدت على ظهر الأرض فيصعدون بها فلا يمرون بها على ملأ من ‏الملائكة إلا قالوا : ما هذا الروح الخبيث ؟ فيقولون : فلان بن فلان بأقبح أسمائه التي كان يسمى ‏بها في الدنيا حتى ينتهي به إلى سماء الدنيا فيستفتحون فلا يفتح له ثم قرأ رسول الله صلى الله ‏عليه وسلم : { لا تفتح لهم أبواب السماء ولا يدخلون الجنة حتى يلج الجمل في سم الخياط } ( ‏الأعراف / 40 ) ، قال : فيقول الله عز وجل : اكتبوا كتاب عبدي في سجين في الأرض السفلى ‏وأعيدوه إلى الأرض فإني منها خلقتهم وفيها أعيدهم ومنها أخرجهم تارة أخرى فتطرح روحه ‏طرحا وقال ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم : { ومن يشرك بالله فكأنما خر من السماء ‏فتخطفه الطير أو تهوي به الريح في مكان سحيق } ( الحج / 31 ) ، قال : فيعاد روحه في جسده ‏ويأتيه الملكان فيجلسانه فيقولان له : من ربك ؟ فيقول : هاه هاه لا أدري ، فيقولان له : وما دينك ‏؟ فيقول : هاه هاه لا أدري ، قال : فينادي مناد من السماء أفرشوا له من النار وألبسوه من النار ‏وافتحوا له بابا إلى النار . قال : فيأتيه من حرها وسمومها ويضيق عليه قبره حتى تختلف عليه ‏أضلاعه ويأتيه رجل قبيح الوجه قبيح الثياب منتن الريح فيقول : أبشر بالذي يسوؤك هذا يومك ‏الذي كنت توعد ، فيقول : من أنت ؟ فوجهك الوجه الذي يجيء بالشر ، فيقول : أنا عملك الخبيث ‏، فيقول : رب لا تقم الساعة رب لا تقم الساعة ".‏

‏2- ورد في الحديث الشريف عن الميت (إنه يسمع قرع نعالهم يسمع قرع نعال المشيعين)‏
وفي رواية أخرى‎} ‎إن العبد إذا وضع في قبره , وتولى‎ ‎عنه أصحابه , إنه يسمع قرع نعالهم‎

3-‏ وجاءت عدة أحاديث نبوية شريفة عن قراءة القرآن الكريم لطرد الشياطين ومن ذلك ‏قراءة سورة الفاتحة والاخلاص ‏

فماذا يقول القرآنيون في هذه المواضيع؟

muslimah
03-26-2006, 01:14 PM
للراغبين في مشاهدة الحلقة الثالثة والأخيرة فإنها ستعرض هذا المساء على قناة المجد الساعة 11 مساءً بتوقيت مكة المكرمة