المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : لماذا تقف وسائل الإعلام العربية موقفاً سلبياً من الإسلام؟



سبع البوادي
03-24-2006, 02:57 AM
لماذا تقف وسائل الإعلام العربية موقفاً سلبياً من الإسلام؟




تحقيقات (http://www.islammemo.cc/culture/index.asp?CatNo=0&IDCategory=2) :عام (http://www.islammemo.cc/culture/index.asp?CatNo=1&IDCategory=1) :الأحد 12 صفر1427هـ – 12 مارس 2006م
- فهمي هويدي :السياسة هي التي تتدخل في الدين وتحدد له مساراته.

- د. حامد طاهر: إعلامنا يقدم الدين مفككًا ويحصره في قضايا ضيقة.

- د. فاروق أبو زيد: الخطاب الديني الإصلاحي المنفتح هو الأفضل.

- د. سليمان صالح: إعلامنا لا يدافع عن الثوابت.



د. ليلى بيومي



مفكرة الإسلام : الخطاب الديني في وسائل الإعلام، موضوع يطرح نفسه لأهميته الكبيرة، فلماذا تتخذ وسائل الإعلام العربية هذا الموقف السلبي من الإسلام؟ وما هو الخطاب الديني المثالي الذي ينبغي تقديمه؟ وما هي العلاقة بين ما يقدم في وسائل الإعلام ودهاليز السياسة؟



في البداية يقول د. حامد طاهر نائب رئيس جامعة القاهرة والعميد السابق لكلية دار العلوم: إن المقصود بالخطاب الديني هو كل ما تشتمل عليه الرسالة الإعلامية من حيث المضمون والشكل في الصحافة والإذاعة والتليفزيون.

والسؤال الذي نحاول أن نجيب عليه هو هل نحن كمتخصصين في الإسلام وكذلك كمتلقين للرسالة الإعلامية راضون عما يقدم لنا في وسائل الإعلام؟ .. إننا نبحث اليوم في موضوع الخطاب الديني اقتناعًا منا بأهمية هذا الخطاب لأن الدين يقوم بدور حيوي في استقامة المجتمع .. وكان الإمام محمد عبده يقول: 'أي إصلاح للشعب المصري لن ينجح إلا من خلال الدين'.

إننا إذا سألنا المسئولين في وسائل الإعلام خاصة التليفزيون عن البرامج الدينية يقولون إن الخريطة الإعلامية مليئة بساعات كثيرة عن الدين بل يحاولون إقناعنا أن هذه الساعات أكثر من ساعات برامج المنوعات. وقد يكون هذا صحيحًا ولكنه فيه مغالطة .. لأن الأهمية ليست في كثرة الساعات وإنما هي في النوعية وكيفية الإخراج وتوقيت الإذاعة فخمس دقائق في ساعة الذروة أفضل من ساعة في التوقيتات الميتة.

إن الخطاب الديني في وسائل الإعلام يعاني من أمراض كثيرة فما زالت الوجوه هي الوجوه والبرامج هي البرامج والمخرجون هم المخرجون بل مازال الكلام هو نفس الكلام الذي نسمعه منذ ثلاثين سنة.

وفي الصحف مازالت نفس الأسماء تكتب منذ سنوات طويلة جدًا ولم تطور نفسها حتى أصبحت تكتب في واد والناس في واد آخر. وربما كانت الإذاعة هي وسيلة الإعلام الوحيدة التي تحاول التطوير ولكنه تطوير محدود ولأنها مضطرة لأن تستعين بنفس العلماء ونفس الكلام.

وعن الأشكال التي يظهر فيها الخطاب الديني يقول د. حامد طاهر إنها المقال الديني والحديث الديني في الإذاعة ثم البرامج الدينية في التليفزيون والتي تشمل القرآن الكريم والحديث النبوي والحديث المباشر وغير المباشر. وبالنسبة للمقال الديني في الصحف والمجلات فإنه لا يصل إلا لمن يعرف القراءة والكتابة .. وبما أن 50% من شعوبنا لا يجيدون القراءة والكتابة فإن المقال الديني لا يصل إلى نصف الناس وإذا وصل فهو غير مكتوب بشكل جيد يجعله مقروءً .. فالمقال لابد أن يكون سهلاً ويفضل ألا يكون طويلاً في الجريدة اليومية، أما في المجلة الأسبوعية فيمكن أن يطول ولكن ينبغي أن يقسم إلى نقاط وأن يحتفظ له بمكان ثابت يجعل القارئ يصل إليه بسرعة. كما أن الحدث الديني لا يأخذ حقه من حيث إبرازه في الصفحة الأولى.

فالمعروف أن أخبار الصفحة الأولى هي أهم أخبار سواء كانت سياسية أم اقتصادية أم ثقافية أم فنية أم رياضية .. لكننا إلى الآن نجد أن الحدث الديني قد يكون أهم الأحداث جميعًا ولكنه يتوارى في الصفحات الداخلية ولا يأخذ حقه من الإبراز في الصفحة الأولى. وعلى أي حال فالمقال الديني في الصحافة بشكله الحالي وفي لغته وصوره بعيد عن اهتمامات الناس.

أما بالنسبة للحديث الديني في الإذاعة فإن علماء الدين لم يدركوا بعد التطور الذي حدث للميكروفون .. فالميكروفونات الحديثة يكون الهمس فيها أفضل لكن علماء الدين تعودوا على الصوت المرتفع حتى يسمعوا أكثر عدد من الناس، وعمومًا فإن الكلام الهامس يؤثر في الناس أكثر من الكلام الزاعق.. لأن الراديو يدخل حجرات النوم والإنسان عند نومه يحب أن يسمع صوتًا رقيقًا هادئًا. كما أن الخطاب الديني في الإذاعة ينبغي أن يكون على هيئة حوار حي بين إنسان يسأل ويحاور وعالم يجيب ويرد عليه حتى تناقش كل تفاصيل الموضوع بشكل حي وليس عن طريق أسئلة يتم قراءتها من ورقة.

وبالنسبة للبرامج الدينية في التليفزيون فإن القرآن الذي يتلى لابد أن يشمله شرح مفصل لمعاني الآيات وليس للمفردات فقط .. لأن الشرح المقروء أكثر تأثيرًا من الشرح المكتوب على الشاشة خاصة في ظل ارتفاع نسبة الأمية وعدم تمكن معظم المشاهدين أو بعضهم من القراءة. أما الحديث الديني في التليفزيون فيغلب عليه الإملال والجمود وعدم التطوير .. وعلماء الدين أثناء أحاديثهم يجلسون جلسة لا يتحركون فيها أبدًا وهذا خطأ لأن الحركة تصنع نوعًا من التفاعل مع المشاهدين. وفي البرامج الدينية بالذات في التليفزيون نجد أسوأ أنواع الديكور وأسوأ أساليب الإخراج.

أما بالنسبة للمسلسل الديني فمعظم المسلسلات الدينية كئيب وغير مقنع، واللغة العربية فيها على ألسنة الممثلين كاللغة اللاتينية، بالإضافة إلى أن معظم هذه المسلسلات باهت وضعيف وفقير.

وأضاف د. حامد طاهر إننا بحاجة إلى تطبيق برامج الهواء على البرامج الدينية حيث يكون النقل خارجيًا بحضور الجمهور وعدة علماء وليس عالمًا واحدًا ويتم التفاعل والحوار والسؤال والجواب بين الطرفين حيًا. والحمد لله أن هذا الأسلوب بدأ تطبيقه تأسياً بالفضائيات العربية التي أوجدت نوعية البرامج الحية ويحاول الجميع تقليدها.

كما يجب أن نبحث فكرة أن نخصص بعض الممثلين للبرامج الدينية فقط .. ففي أوروبا حينما حولوا رواية المسيح إلى فيلم جاءوا بشاب لم يسبق له التمثيل وأعطوه ما يكفيه طوال حياته وطلبوا منه أن يمثل دور المسيح في هذا الفيلم ولا يمثل بعد ذلك طوال حياته حتى لا يظهر في أفلام أخرى وهو يرتكب الرذيلة فتهتز الصورة في أذهان الناس ولا ينفعلون بما قاله في الفيلم الجيد.

وقال د. حامد طاهر إن الخطاب الديني في وسائل الإعلام عمومًا يغلب عليه غياب التصور الكلي للإسلام فهو يذكر شيئًا عن الصوم ونتفًا عن الحج وقليلاً عن الحيض – الخ. أي أنه يقدم الإسلام مفتتًا ومفككًا ويحكم ذلك كله نظرة شخصية ومصالح ذاتية .. كما يقدم الإسلام حسب المواسم فقط .. كل موسم بما يقابله في الشرع. كما يغلب الحديث عن الشعائر والأشكال ولا ننفذ إلى الجوهر. كما يتم تصوير التاريخ الديني للمسلمين بمعزل عن حياتهم المعاصرة .. فالحاصل في الخطاب الديني الآن هو أن الماضي كله كان خيرًا وكان الناس فيه ملائكة أما الحاضر فكله شر والناس فيه شياطين .. وهذا خطأ. فلن يأتي اليوم الذي سيكون فيه المجتمع الإسلامي كله ملائكة وإلا لحدث ذلك من قبل. كما أن الخطاب الديني يفتقد عنصرين هامين وهما دفع الناس للعمل ودفع الناس للتفكير العقلي.

كما أن الخطاب الديني غائب عن عملية التنمية التي تحدث في بلادنا ولا يشارك فيها فأين رأي الدين في الاستثمار وفي تفاصيل خطط التنمية والتغيرات الاقتصادية المحلية والعالمية؟ إن الخطاب الإعلامي بوضعه الحالي يحصر الإسلام في أمور ضيقة ويعتمد على تلقين المتلقي للرسالة، ولا يجهد نفسه في تكوين عقلية المتلقي حتى يستطيع أن يفكر ويبحث وحده.




المشكلة في رؤيتنا للدين وموقعه من المشروع السياسي




يقول الكاتب الإسلامي فهمي هويدي: إن الإعلام في العالم الثالث ليس منفصلاً عن السياسة ولا نستطيع أن نتحدث عن الإعلام وحده كأنه يتحرك بحرية بعيدًا عن الخطاب العام. فحينما نتحدث عن الخطاب الديني في الإعلام فنحن نتحدث عن موقف السياسة من الخطاب الديني .. وحينما نتحدث عن الخطاب الديني فإننا نتمنى أن نراه خطابًا يعبر عن ضمير الأمة. وبالتالي فعندما نتحدث عن أزمة الخطاب الديني فنستطيع أن نقول إننا نتحدث عن أزمة التعبير عن ضمير الأمة. وأنا أحترم صلة الإعلام بالسياسة في العالم الثالث وهي صلة مشروعة شرط أن تكون صلة حوار لا صلة تبعية. لأن الإعلام الذي يقوم على الحوار يؤدي رسالته أما الإعلام الذي يقوم على التبعية فهو إعلان وليس إعلامًا. وهنا تتحول وسائل الإعلام ليس إلى ساحات حوار وإنما إلى أبواق تخاطب الناس من فوق.

إن الخطاب الديني ليس المقصود به تقديم تاريخ المسلمين وشرح الأحاديث وتلاوة القرآن وبرامج الفتاوى .. هذا جزء من الخطاب الديني .. أما الخطاب الديني في صورته الشاملة فهو الذي يلتزم بمقاصد الدين وقيمه. فيمكن أن تكون هناك دراما ليس فيها آية واحدة لكنها تلتزم بروح الإسلام وقيمه فهي أفضل من الخطاب الديني الصريح. إن العبرة في البرامج الدينية في الإذاعة والتليفزيون ليست في تعدد الساعات ولكن في ماذا تقول هذه البرامج؟.

فمثلاً نحن لدينا تعددية سياسية ولدينا 21 حزبًا سياسياً في مصر .. ولكن العبرة ليست بكثرة العدد بل بمدى مشاركتها في صناعة القرار السياسي. وعلى العكس نجد فنون الإعلام تستخدم لنقض الخطاب الديني، فمن الصعب أن نجد في أي عمل درامي أبًا يوقظ ابنه في الصباح ويقول له قم صل الصبح .. بينما نجد أن الملتحي دائمًا يكون رجلاً غير سوي إما أفاق أو نصاب أو لص أو إرهابي أي أن فنون التوصيل تستخدم في الاتجاه المعاكس وليس في توصيل الخطاب الديني .. ومن هنا نستطيع أن نقول إن الخطاب الديني لا يقدم في مفهومه الصحيح.

ويضيف فهمي هويدي إن أزمة الخطاب الديني هي تعبير عن أزمة الدين في المجتمع ..ومن هنا لابد أن نسأل أنفسنا هذا السؤال .. ما هو موقع الدين في مشروعنا؟ وما هي رؤيتنا الإستراتيجية للدين؟

وهل نريد الدين حجر زاوية لبناء مشروعنا السياسي والحضاري أم نريده مجموعة أذكار وتعاويذ؟.

إن الإسلام لم يأت فقط لترطيب جوانح الناس ولكنه جاء ليبني أمة وينهضها .. وحينما تغيب فكرة المشروع الحضاري والرؤية الكلية للإسلام نجد أن الخطاب الذي يقدم عن الإسلام فتات وصفحات في رمضان وغيره.

وحتى رمضان فقد حوله إعلامنا من شهر للعبادة إلى شهر للفوازير والمحرمات .. فالحديث الديني قبل الإفطار مدته دقيقتان أما الفوازير فساعات طويلة.

ويرى فهمي هويدي أننا لا نستطيع أن نقول إن وسائل الإعلام مقصرة ولكننا نتساءل عن العقلية التي فعلت ذلك بوسائل الإعلام .. فالقضية ليست قضية إعلام وإنما هي رؤية إستراتيجية تعبر عن نفسها في كل موقع. فالأزمة في حقيقتها ليست أزمة في الخطاب الديني ولكنها أزمة حضارية وأزمة تعبير عن ضمير الأمة.

إن البعض يتحدث عن تدخل الدين في السياسية لكني أزعم أن المشكلة الحقيقية هي تدخل السياسة في الدين والتي تفرض عليه كل مساراته.

وحكا فهمي هويدي عن تجربته الشخصية في الأهرام عندما أسند إليه الإشراف على صفحة الفكر الديني عام 1975 فقال إنني طبقت في هذه الصفحة مفهوم الرؤية الإستراتيجية للدين بشمولها وعمقها واستمرت الصفحة بهذا الأسلوب لمدة سنة وبعد ذلك لم يستطع السياسيون احتمالها حيث منعت من الكتابة واضطررت للسفر والغياب 6 سنوات.

وبالتالي فالقضية ليست في شخص صحفي صغير لكن هي قضية اللغة التي تتجاوز السقف .. فقد كان المطلوب أن نتحدث في الموالد والأمور البسيطة التي لا تزعج أحداً ولا تخدم ديناً .. فالخطاب الديني في وسائل الإعلام ليس مطلقاً يستطيع الكاتب أن يكتب كما يشاء. وعندما أخذوا رأيي أخيراً في تطوير الخطاب الديني في هذه الصفحة قلت لهم إنه لا مجال للتحسين والتطوير وإنما لابد من التغيير الكامل أي تغيير السقف المفروض علينا وهو أمر سياسي وليس أمراً مهنياً.

وعلى هذا فالقضية تتجاوز كل الجوانب الفنية في وسائل الإعلام والعنصر البشري في وسائل الإعلام إلى جوهر القضية وهي موقع الدين من المشروع السياسي.




لدينا خطابات دينية متعددة




ويقول د. فاروق أبو زيد عميد كلية الإعلام السابق: إن معظم الأبحاث التي أجريت تؤكد أن وسائل الاتصال المباشر الأكثر تأثيراً في تغيير الاتجاهات والأفكار، أما وسائل الإعلام الجماهيري فهي تقدم المعارف فقط. هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى فلا يوجد خطاب ديني إسلامي واحد وإنما هناك عدة خطابات دينية، كما أن هناك فرقًا كبيرًا بين مفهوم الرسالة في علوم الإعلام ومفهوم الخطاب الذي هو مصطلح حديث. فنحن في علوم الإعلام نقول إن الاتصال عبارة عن خمسة عناصر هي القائم بالاتصال والرسالة والوسيلة والجمهور ورجع الصدى. أما مفهوم الخطاب فيشمل كافة أعمال الاتصال أي أن الخطاب لابد أن يستوعب داخله كل المتغيرات السياسية والاقتصادية والثقافية والدينية – الخ. وبالنسبة لمستويات الخطاب الديني في مصر مثلاً فهي عبارة عن الخطاب الديني الرسمي والخطاب الديني المتشدد والخطاب الديني الصوفي والخطاب الديني التنويري.

وبالنسبة للخطاب الديني الرسمي فإنه يتسم باستخدامه كثيراً في تبرير سياسات الحكومة وأنه نتيجة لذلك يفقد مصداقيته وتأثيره على الجمهور فهذا الخطاب تأثر بفهم قيادات ثورة يوليو لوسائل الاتصال .. فثورة يوليو جاءت نتيجة انقلاب من الجيش وسيطرت على السلطة وكانت تشعر دوماً بعدم وجود صلات بينها وبين الجماهير واستعاضت في ذلك بوسائل الاتصال الجماهيرية.

واعتماد هذه القيادات على الاتصال الجماهيري أفقدها التأثير وأصبح إعلامها في جانب آخر. وبالنسبة للخطاب الديني المتشدد فنحن نعرف أن التيارات المتشددة قد نشأت في سجون ومعتقلات الفترة الناصرية وجاءت رد فعل للتعذيب.. ويتسم هذا الخطاب بأنه يستخدم وسائل الاتصال المباشر لأن وسائل الاتصال الجماهيري بعيدة عن متناوله ومن هنا كانت قدرته على التأثير أكبر وكانت لديه قدرة على تغيير الأفكار وبناء الأيدلوجيات. ونتيجة لظروفه فقد كانت درجة انفتاحه على الاتجاهات الأخرى والحوار معها محدودة وظل محافظاً على عناصر تشدده.. لأن الحوار دائماً يجعل الأفكار أكثر موضوعية لأنه يستفيد من الغير ويكتشف نقاط ضعفه ونقاط قوة غيره.

أما الخطاب الصوفي فإنه ينتشر بين فئات كثيرة من الجماهير معظمها من الجماهير الفقيرة والأمية وقليلة الثقافة .. ومن سماته أنه يغلب عليه السمة الوجدانية ولا يتصادم مع السلطة ويكسب كثيراً من ذلك ولديه حرية في العمل والحركة.

أما الخطاب الآخر فهو الخطاب الديني الإصلاحي المنفتح الذي يكسب شرعية لنزاهته وتميزه وموضوعيته وشموليته واعتداله وتتاح له في كثير من الحالات إمكانية التعامل مع وسائل الإعلام الجماهيرية.

وهذا التيار مقبول من الجميع وهو أكثر الخطابات انفتاحاً على غيره من الأفكار وحواراً معها بل إنه يتحاور حتى مع أنواع الخطابات غير الدينية مثل الخطاب القومي العربي والخطاب الماركسي والعلماني –الخ.




إعلامنا لا يدافع عن الثوابت




د. سليمان صالح الأستاذ بكلية الإعلام يرى أن للخطاب الديني سمات منها: تنوعه، وأنه وسطي ومعتدل، وأننا إذا كنا نحلم بخطاب ديني واحد؛ فإن ذلك يعد فكراً شمولياً لأنه من الصعب صب العقل في قالب واحد.

إن لدينا خطاباً يعبر عن الوسطية الإسلامية، وخطاباً آخر يخاطب العقل وسيظل موجوداً، وخطاباً يعتمد على أسلوب الرفض والاحتجاج. والخطاب الديني عندما يبتعد عن الثوابت والقواعد غير المرتبطة بالهوية الإسلامية فإن مصيره الفشل.

ويرى د. سليمان أن الوسطية معناها رفض التفريط والإفراط، ورفض كل أشكال الغلو الفكري.

ويعيب صالح على وسائل الإعلام العربية التي تقبل العبث الخارجي والهيمنة على مقوماتنا الداخلية ولا تقاوم حملة الإدارة الأمريكية للتدخل لإفراغ المناهج الدراسية والتعليمية في بلادنا من الدين الإسلامي.

واتهم صالح وسائل الإعلام العربية ببعدها عن الدين، وغياب الخطاب الديني عنها، مشيراً إلى أن الإحصاءات تؤكد أن نسبة البرامج الدينية في الإعلام العربي لا تتجاوز 4%، فضلا عن عرضها في أوقات غير لائقة.

ودعا إلى زيادة الاهتمام بالمساحة المخصصة للبرامج الدينية في أجهزة الإعلام العربية، ومواجهة أجهزة الإعلام للحملة الشرسة الغربية ضد الإسلام والمسلمين.