المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : دعوتان في نفس العصر تنجح الاولى وتفشل الاخرى فما السبب ؟



أدناكم عِلما
07-26-2012, 07:17 PM
هل تَفكّر اي ناكر لدعوة الحق ما سبب نجاح دعوة الرسول الكريم وانتشار دين الاسلام الى يومنا هذا رُغم إدِّعاء اهل الباطل بان دين الاسلام رجعي او مضى عليه الزمان وكثيراً ما يربط هؤلاء الدّين بحاجة الناس للعدل والقصاص بعد ان عانوا وذاقوا الامرّين من اهل القوّة والسلطة لظلم اصابهم منهم والغريب ان هؤلاء ينسبون اعتناق الفقراء والمساكين لهذا الدين قد حدث إمّا هروبا من واقع بئيس او تمرّداً على سُلطة ظالمة قاهرة مع ان اتباع هذا الدّين في بداياته حتّى اليوم قد شمل الاغنياء وذوي المناصب والمكانة في المجتمع من مُتعلِّمين ودارسين واصحاب الفكر وغيرهم فهم اذن فئة مُختلطة لا تنحصر في فقراء مساكين مظلومين متمرّدين ففيه الفقير ومن علية القوم على سواء ولكن ما اريد ان أُلفت النظر اليه هو ظهور دعوة موازية لدعوة رسول الاسلام ( ص ) وصاحبها يتمتّع من نفوذ وقوّة وجيش في نفس المكان الذي ظهر فيه الدِّين الاوّل وهو الاسلام ولو قارنّا بين هاتين الدّعوتين واصحابهما فلا نجد اي وجه للتشابه بين الدّاعين لهما فالاوّل وهو نبي الاسلام ( ص ) رجل أمّي لا يعرف القراءة ولا الكتابة ولا اخبار الامم ولا تاريخها ولا يعرف الشعر ولا ينبغي له قد اشتهر بصدقه وامانته حتّى انهم وصفوه بالصادق الامين ( ص ) يأتي بكتاب مبين وفصاحة وبلاغة تُعجز اهل اللّغة قاطبة بل يتعدّى عصره في اعجازه فيُخبر عن المستقبل وعن علوم لم تعرفها البشريّة من قبل الى يومنا هذا لتتكشّف حقائق تدل على انّه وحي سماوي إلاهيّ
أمّا الدعوة الاخرى فهي لرجل اشتهر بالكذب وحتّى انّه وُصِم به اسمه فسُمِّي بمسيلمة الكذّاب وهذا الرجل اراد ان يفتن المؤمنين عن دينهم فاخترع دينا جديداً اباح فيه ما ترغبه النّفوس من شرب خمر ومعاشرة النساء بالزِّنا واي شيء وهوى ترغبه النّفس البشريّة ثمّ اخترع كلاماً اراد التشبّه به بالقرآن الكريم ولكن هيهات هيهات من تشابه كلام الله بكلام البشر والسؤال هنا لماذا انتصرت دعوة الرسول الأُمّي الكريم ( ص ) على دعوة هذا الكاذب وغيره حتّى انتشر في اسقاع الارض ولا زال ينتشر الى يومنا هذا فيدخل فيه من كان بالامس ملحدا او مشركا فقيرا او غنيّا ذو عُسرة او ميسوراً طالباً او عالماً وبإختصار شديد كل فئآت المجتمع المُتمدّن التي طغت فيه المادّيّات فلو كان الرسول ( ص ) مدَّعياً او كاذباً ( وحاشاه ان يكون ) لنفرت منه النفوس ولانطمست دعوته وتلاشت كما طمست وتلاشت دعوة مسيلمة الكذّاب فالتاريخ مليء بالدّعوات المصطنعة قد أخذت باصحابها دهراً من النّجاح ولكن ما تلبت حتّى تنهار لاختلاف الناس واطباعهم ومجريات الامور فليس هناك دعوة واحدة وضعيّة مُحصّنة من الزوال او التلاشي إلاّ دعوات ليس لها صِلة بالبشر اي دعوات سماويّة إلاهيّة مثل اليهوديّة والنصرانيّة (حتّى وان أخذ فيها التحريف مأخذه يبقى اصله سماويّ) والاسلام الدّين الخاتم الى يوم الدّين امّا عن الاديان الوضعيّة القديمة فنحن اليوم لا نرى اي مُعتنِق لها وإن وُجد فهم يُعدّون على الاصابع لا يُزاحمون الاديان السماويّة في شيء
طلبي هنا من كل باحث عن الحق يريده لذاته ان يُقارن بين دعوة نبيّ أُمّي صادق ( ص ) وقفت البلاد والعباد في وجهه تصدّه عن دعوته منذ البداية الى يومنا هذا بدأ برجل واحد ثمّ آخر ثمّ اثنين وهكذا حتّى التمكين في الارض يأمر وينهى يُجيز ويُحرّم ما تشتهيه الانفس وتطلبه وفي دينه مشقّة عظيمة للنفس التي تبحث دائماً عن الرّاحة والغِنى بفطرتها فنرى هذا النبيّ أول او على رأس هذا الدين في عِبادة وصلاة قيل فيها ( وإنّها لكبيرة إلاّ على الخاشعين ) فكيف يخشع قلب على أُكذوبة ؟ وكيف يُصبِّر نفسه على خديعة يخترعا بنفسه وكيف تتفتّر قدماه فيقف ساعات في وقت يطلب الجسد والنفس الرّاحة فيه والنّاس نيام لا يشعر به احد إلاّ زوجه فإن رآء ( من الرياء ) فلمن ؟ وإن خادع فعلى من ؟ وقارن بين مُدّعي نُبُوّة يملك من الدنيا ما يملك بدأ بغفير بل بعشيرة وعشائر وجهزّ جيشاً منذ إدّعاءه لم يقف ضدّه أحد في بداية دعوته سكِر واسكر من معه زنى وزنى من معه واباح كل ممنوع رجل يقرأ ويكتب ليس بِأُمّي لم تصمد دعوته وقتاً طويلاً حتّى توارت فلا تُذكر إلاّ للعظة والانكار
بارك الله في اهل التوحيد ويتقبّل الله منّا ومنكم الصّالحات في هذا الشهر الكريم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته